بأن تكون إحداهما (١) خبرا لفظا ومعنى ، والأخرى إنشاء لفظا ومعنى [نحو : وقال رائدهم] هو الّذي يتقدّم القوم لطلب الماء والكلأ (٢) [أرسوا] أي أقيموا (٣) ، من أرسيت السّفينة ، حبستها بالمرساة (٤) [نزاولها (٥)] أي نحاول (٦) تلك الحرب ونعالجها [فكلّ حتف امرئ يجري بمقدار (٧)]
________________________________________
لفظا ومعنى ، والأخرى إنشاء لفظا ومعنى ، فهذا هو كمال الانقطاع الّذي يمنع العطف عند انتفاء الإيهام.
(١) قصّر الشّارح كلام المصنّف على صورتين : وهما ما إذا كان الأولى خبريّة لفظا ومعنى ، والثّانية إنشائيّة لفظا ومعنى ، وبالعكس ، وهذا القصر إنّما جاء من جعل قوله : «لفظا ومعنى» راجعا لكلّ من قوله : «خبرا وإنشاء» ، مع أنّ مدلول العبارة الّتي ذكرها المصنّف يشمل أربع صور ، الصّورتين المذكورتين ، وما إذا كانت الأولى خبريّة لفظا إنشائيّة معنى والثّانية إنشائيّة لفظا خبريّة معنى ، والعكس ، وحينئذ فلا معنى لتخصيصها باثنين منها على ما في عروس الأفراح لابن السّبكي.
(٢) أي لأجل نزولهم عليه الكلأ هو العشب ، وقيل : ما ليس له ساق رطبة ويابسة ، وهذا تفسير للرّائد بحسب الأصل ، والمراد به هنا عرّيف القوم ، أي الشّجاع المقدام منهم ، وقول الرّائد مثال لكمال الانقطاع.
(٣) يعني بهذا المكان المناسب للحرب.
(٤) وهي بكسر الميم حديدة تلقى بالماء متّصلة بالسّفينة فتقف.
(٥) بالرّفع لا بالجزم ، جوابا للأمر ، لأنّ الغرض تعليل الأمر بالإرساء بالمزاولة ، فكأنّه قيل : لماذا أمرت بالإرساء؟ فقال : نزاولها ، أي لنزاول أمر الحرب ، ولو جزم لانعكس ذلك ، فيصير الإرساء علّة للمزاولة ، لأنّ الشّرط علّة في الجزاء ، لأنّه سبب له ، وتقدير الكلام عليه ، إن وقع الإرساء نزاولها ، أي إن وقع كان سببا وعلّة لمزاولتها ، لأنّه لا يمكن مزاولتها إلّا بالإرساء.
(٦) قوله : «نحاول تلك الحرب» أي نحاول أمرها ونعالجه ، أي نحتال لإقامتها بإعمالها.
(٧) البيت للأخطل ، وهو من شعراء الدّولة الأمويّة ، وقوله : «فكلّ حتف» علّة لمحذوف ، أي ولا تخافوا من الحتف ، لأنّ كلّ حتف امرئ يجري بمقدار.