تقتضي قبول الغمر إلى الباطن (١) ، ويكون للشّيء بها قوام (٢) ، غير سيّال ، [والصّلابة] وهي تقابل (٣) اللّين [والخفّة] وهي كيفيّة بها يقتضي الجسم أن يتحرّك إلى صوب (٤) المحيط لو لم يعقه عائق (٥) [والثّقل] وهي كيفيّة يقتضي الجسم أن يتحرّك إلى صوب (٦) المركز لو لم يعقه عائق (٧) [وما يتّصل (٨) بها] أي بالمذكورات كالبلّة (٩) والجفاف واللزّوجة (١٠)
________________________________________
(١) أي قبول النّفوذ والدّخول إلى باطن الموصوف بها ، كالعجين إذا غمرته بإصبعك مثلا.
(٢) أي ويكون للموصوف بسبب تلك الكيفيّة ، أو معها قوّة وتماسك بحيث لا يرجع بعض أجزائه موضع بعض منها إذا أخذ ، واحترز بهذا عن مثل الماء ، فهو ليس متّصفا باللّين إذ ليس له قوام ، فإنّه إذا أخذ منه شيء يرجع إلى مكان المأخوذ بعض أجزائه الآخر فورا.
(٣) أي تقابل التّضاد إذ هي كيفيّة تقتضي عدم قبول موصوفها الغمر إلى الباطن ، ويقال : هذا الشّيء كالحجر في الصّلابة.
(٤) أي إلى جهة المحيط ، أي العلوّ.
(٥) أي مثال ذلك كالرّيش الخفيف ، فإنّه لو لا العائق من الإمساك بيد ، أو تعلّق ثقيل به لارتفع إلى العلوّ.
(٦) أي إلى جهة المركز ، أي إلى جهة السّفل.
(٧) وذلك كالرّصاص المحمول ، فإنّه لو لا الحمل لنزل إلى السّفل ، ثمّ إنّه يمكن أن يكون المراد بالمحيط الفلك الأوّل ، وبالمركز الأرض ، فإنّه بالنّسبة إلى الأرض كسطح الكرة ، والأرض كمركزها بالقياس إليه.
(٨) أي ما يلحق بالمذكورات.
(٩) قال الجرجاني : البلّة هي الرّطوبة الجارية على سطوح الأجسام ، والجفاف يقابلها ، واعترض عليه أنّ البلّة بمعنى الرّطوبة الجارية على سطح الأجسام جوهر ، فلا مجال لعدّها من الكيفيّات الملموسة ، فالمراد بها في المقام الكيفيّة المقتضية لسهولة الالتصاق ، كما في الطّين ، ويقابلها الجفاف فهو كيفيّة تقتضي سهولة التّفرّق وعسر الالتصاق كما في المدر.
(١٠) واللزّوجة كيفيّة تقتضي سهلة التّشكل ، وعسر التّفرّق ، بل يمتدّ عند محاولة التّفرّق ، كما في العلك.