وربّما يستدلّ له بقوله تعالى (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١).
وفيه : أنّ ظاهر الآية بشهادة سياقها بملاحظة صدرها ـ وهو قوله تعالى (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) (٢) ـ إرادة الإخلاص في العبادة ، وأن لا يكون مشركا في عبادة ربّه بأن يجعل غير الله تعالى شريكا له في المعبودية.
وقد ورد في تفسيرها ما يدلّ على هذا المعنى.
ففي رواية جرّاح المدائني ، الواردة في تفسير الآية عن أبي عبد الله عليهالسلام «الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله تعالى ، إنّما يطلب تزكية النفس يشتهي أن يسمع به الناس ، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه» (٣).
وعن علي بن إبراهيم في تفسيره ، قال : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن تفسير قول الله عزوجل : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (٤) فقال : من صلّى مراءاة الناس فهو مشرك ـ إلى أن قال ـ من عمل عملا ممّا أمر الله به مراءاة الناس فهو مشرك ، ولا يقبل الله عمل مراء» (٥).
نعم ، ربّما يقال : إنّ المتبادر من ظاهر الآية أن يجعل غيره شريكا له في عبادة ربّه ، فيعمّ ما نحن فيه.
__________________
(١) سورة الكهف ١٨ : ١١٠.
(٢) سورة الكهف ١٨ : ١١٠.
(٣) الكافي ٢ : ٢٩٣ ـ ٤ ، الوسائل ، الباب ١٢ من أبواب مقدّمة العبادات ، الحديث ٦.
(٤) سورة الكهف ١٨ : ١١٠.
(٥) تفسير القمي ٢ : ٤٧ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب مقدّمة العبادات ، الحديث ١٣.