وفي دلالتها على المدّعى تأمّل ، كما أنّ في الاستدلال له بعموم آيات المسارعة إلى المغفرة (١) والاستباق إلى الخيرات (٢) مناقشة ، والله العالم.
(وسنن الغسل) أمور :
منها : (تقديم النيّة عند غسل اليدين) بناء على كون غسل اليدين من الأجزاء المستحبّة ، كما سيأتي التعرّض لتحقيقه.
ومرجع استحباب تقديم النيّة إلى استحباب غسل اليدين قبل الغسل بقصد الجزئيّة ، فلو غسل يديه لا لكونه جزءا مستحبّا بل لإزالة نجاستها أو غيرها من الأغراض ، لا يستحبّ التقديم ، بل لا يجوز إن اعتبرنا مقارنة النيّة التفصيليّة لأوّل العبادة ، كما هو المشهور. (ويتضيّق) وقت النيّة (عند غسل الرأس) الواجب في الغسل الترتيبي وعند الشروع في غسل الجسد في الارتماسي ، إذ لو أخّرها عن ذلك ، لوقع بعض الأجزاء الواجبة بلا نيّة ، فلا يصحّ غسله. (و) منها : (إمرار اليد على الجسد) لو لم يتوقّف غسله عليه أو لم يختر في مقام الامتثال إيصال الماء إلى الجسد بإمرار اليد عليه ، وإلّا فيجب معيّنا في الفرض الأوّل ومخيّرا في الثاني.
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٣٣.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٤٨ ، سورة المائدة ٥ : ٤٨.