الفرض ، نظير قول القائل : رفعت اليد عن يقيني بقول فلان.
وكيف كان ، فقد أشرنا فيما سبق إلى أنّ مفاد أخبار الاستصحاب ليس إلّا الإمضاء لطريقة العقلاء ، بل المتأمّل في نفس تلك الأخبار لا يكاد يرتاب في ذلك ، فلو لم يحصل له وثوق بما ادّعيناه من استقرار طريقة العقلاء على عدم الاعتناء بالشكّ في الرافع ، فليجعل الإخبار كاشفة عن طريقتهم ، وقد أوضحنا ذلك في الأصول مستشهدين بقرائن كثيرة داخليّة وخارجيّة ، من أراده فليراجع ما علّقناه على ما صنّفه شيخنا المرتضى رحمهالله في مبحث الاستصحاب ، والله العالم.
المسألة (الخامسة : من كان على بعض أعضاء طهارته جبائر) جمع جبيرة.
وهي في الأصل ـ كما في الحدائق (١) ـ تقال للعيدان والخرقة التي تشدّ على العظام المكسورة.
والظاهر من كلام الفقهاء إطلاقها على ما يشدّ على القروح والجروح أيضا.
وفي طهارة شيخنا المرتضى رحمهالله بعد أن حكى عن شارح الدروس أنّ الفقهاء يطلقونها على ما يعمّ الألواح المشدودة على العضو المكسور وما يشدّ به القروح والجروح ، قال : ولا يبعد أن يراد بها هنا الأعمّ منها ومن كلّ ما يجعل على المكسور أو المجروح أو المقروح شدّا أو لطوخا أو ضمادا ، ولم أعثر في الأخبار على استعمالها في غير الكسر ، فالتعدّي
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٢ : ٣٧٧.