لم يكن يسعى بأي حال لجاه او مال أو سيادة ، وانه قد رفض كل مساومة على حساب أمته ودينه ، مما أثر في أعماق قلوبهم فاستهانوا بالحياة وسخروا من الموت ، وقد اندفعوا يعلنون له الفداء والتضحية وهذه كلمات بعضهم.
١ ـ مسلم بن عوسجة
وانبرى مسلم بن عوسجة ودموعه تتبلور على وجهه فخاطب الامام قائلا :
«أنحن نخلي عنك وبما ذا نعتذر الى اللّه في أداء حقك ، أما واللّه لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي واضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم لقذفتهم بالحجارة حتى اموت معك».
وعبرت هذه الكلمات عن عميق ايمانه فهو يرى أنه مسئول امام اللّه عن اداء حق ريحانة رسول اللّه (ص) وانه سيبذل جميع طاقاته في الدفاع عنه.
٢ ـ سعيد بن عبد اللّه
وتكلم سعيد بن عبد اللّه الحنفي فاعلن ولاءه الصادق للامام قائلا :
«واللّه لا نخليك حتى يعلم اللّه أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك ... أما واللّه لو علمت أني اقتل ثم احيا ثم احرق ثم اذرى يفعل بي ذلك سبعون مرة لما فارقتك حتى القى حمامي دونك ، وكيف لا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا».
وليس في قاموس الوفاء انبل ولا اصدق من هذا الوفاء انه يتمنى انه تجرى عليه عملية القتل سبعين مرة ليفدي الامام ويحفظ غيبة رسول اللّه (ص)