الامام بعزم ثابت لا يعترف بالعقبات ولا بالحواجز نحو الجيش الأموي حتى ضاقت عليه الأرض ، ولاذ اكثرهم بالهزيمة ، يقول بعض جنود ابن زياد لشخص عاب عليه اشتراكه في حرب الامام :
«عضضت بالجندل انك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضاربة تحطم الفرسان يمينا وشمالا ، وتلقي انفسها على الموت لا تقبل الامان ، ولا ترغب في المال ، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية أو الاستيلاء على الملك ، فلو كففنا عنها رويدا لأنت على نفوس المعسكر بحذافيره فما كنا فاعلين لا أم لك» (١).
وكان كعب بن جابر الأزدى من جنود ابن زياد ، وقتل سيد القراء في الكوفة بربر بن خضير ، واعان على قتل سيد الشهداء ، وقد نظم مقطوعة اشاد فيها بشجاعة اصحاب الامام يقول :
سلي تخبرى عني وأنت ذميمة |
|
غداة حسين والرماح شوارع |
ألم أت اقصى ما كرهت ولم يخل |
|
على غداة الروع ما أنا صانع (٢) |
معي يزني لم تخنه كعوبه |
|
وابيض مخشوب الغرارين قاطع (٣) |
فجردته في عصبة ليس دينهم |
|
بديني واني بابن حرب لقانع (٤) |
__________________
(١) شرح النهج ٣ / ٢٦٣
(٢) الروع : الحرب
(٣) يزنى : رمح منسوب الى ذى يزن أحد ملوك حمير ، الكعوب : ما بين الانابيب ، أبيض : السيف مخشوب الغرارين : أى مشحوذ الحدين.
(٤) ابن حرب : اراد به معاوية