كلمة الشهادة والأذان والإقامة ، وجعل طاعته من طاعته تعالى وصلى عليه هو وملائكته ، وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وسمي رسول الله ، ونبي الله ولو أن رجلا عبد الله تعالى وصدق بالجنة والنار وكل شيء ولم يشهد أن محمدا رسول الله لم ينتفع بشيء وكان كافرا ، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٦) فـ «أل» في «العسر» الأول للعهد الحضوري وفي الثاني للعهد الذكري فالعسر واحد وهو العسر الذي كانوا فيه ، فهو هو وتنكير «يسرا» للتفخيم كأنه قيل : إن مع العسر يسرا عظيما ويسرا كاملا فتناول يسر الدارين ولذلك قال صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفسي بيده لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يخرجه لن يغلب عسر يسرين» فقوله تعالى : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) تكرير للتأكيد أو عدة مستأنفة بأن العسر مشفوع بيسر آخر ، وفي مصحف ابن مسعود جملة واحدة مرة واحدة قال الرازي : والمراد من اليسرين في قوله صلىاللهعليهوسلم : «لن يغلب عسر يسرين» يسر الدنيا ويسر الآخرة وهما استفتاح البلاد ، وثواب الجنة وهذه الآية تثبيت لما قبلها ، ووعد كريم بتيسير كل عسير له صلىاللهعليهوسلم وللمؤمنين كأنه قيل خولناك ما خولناك من جلائل النعم فكن على ثقة بفضل الله تعالى ولطفه فإن مع العسر يسرا كثيرا ، (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) (٧) أي فإذا فرغت من عبادة فأتبعها بعبادة أخرى بأن تواصل بين بعض العبادات وبعض وأن لا تخلي وقتا من أوقاتك منها. قال قتادة والضحاك ومقاتل : إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فاتعب في الدعاء وارغب إلى ربك في المسألة يعطك ، وقال الشعبي : إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك ، وقال مجاهد : إذا فرغت من أمر دنياك فاتعب وصل ، وقال عبد الله بن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فاتعب في قيام الليل ، وقال ابن حبان عن الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فاتعب واستغفر لذنبك وللمؤمنين ، وقال علي بن أبي طلحة : إذا كنت صحيحا فاجعل فراغك تعبا في العبادة ، قال عمر بن الخطاب رضياللهعنه : إني أكره أن أرى أحدكم فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة ، (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (٨) أي إلى ربك فارفع حوائجك واجعل رغبتك إليه خصوصا ولا تسأل إلا فضله متوكلا عليه ، وقرئ «فرغب» أي رغب الناس إلى طلب ما عنده تعالى.