(وَعِنَباً) وهو غذاء من وجه وفاكهة من وجه ، (وَقَضْباً) (٢٨). قيل : هو كل ما يقطع من البقول.
وقال الحسن : هو العلف للدواب. وقال ابن عباس : هو الرطب فإنه يقطع من النخل ، (وَزَيْتُوناً) وفيه إصلاح المزاج ، (وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً) (٣٠) أي بساتين ملتفة الأشجار ، أو طوال الأشجار ، (وَفاكِهَةً) وهي ما تأكله الناس من ثمار الأشجار ، (وَأَبًّا) (٣١) وهو ما تأكله الدواب من الكلأ ، (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٢) أي فعل الله ذلك تمتيعا لكم ولمواشيكم ، (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) (٣٣) أي صيحة النفخة الثانية التي تصم الآذان لشدتها ، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) (٣٤) و «يوم» إما منصوب بأعني تفسيرا لـ «الصّاخة» ، أو بدل منها مبني على الفتح بالإضافة إلى الفعل على رأي الكوفيين ، أي يعرض عن أخيه (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (٣٦) وفائدة هذا الترتيب كأنه قيل يوم يعرض المرء عن أخيه ، بل عن أبويه اللذين هما أقرب من الأخ ، بل عن الزوجة والولد اللذين تعلق القلب بهما أشد من تعلقه بالأبوين ، وجواب «إذا» محذوف تقديره : اشتغل كل امرئ بحال نفسه ، ويدل عليه قوله تعالى : (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ) أي يوم إذ تكون هذه الداهية (شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣٧) ، أي شغل يكفيه في الاهتمام به ، أو عمل يصرفه عن قرابته كما قاله ابن قتيبة. وقرئ «يعنيه» بالياء المفتوحة والعين المهملة ، أي يهمه ، أي يوقعه في الهم ، (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) (٣٨) أي مضيئة من صلاة الليل ـ كما قاله ابن عباس ـ أو من آثار الوضوء ـ كما قاله الضحاك ـ أو بسبب الخلاص من علائق الدنيا والاتصال بالرحمة ومنازل الرضوان ـ كما قاله الرازي ـ (ضاحِكَةٌ) أي معجبة بكرامة الله أو مسرورة بالفراغ من الحساب ، (مُسْتَبْشِرَةٌ) (٣٩) أي فرحة بما تشاهد من النعيم الدائم والثواب الجسيم ، (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) (٤٠) أي كدورة (تَرْهَقُها) أي تدركها عن قرب ، (قَتَرَةٌ) (٤١) أي سواد كالدخان (أُولئِكَ) أي أصحاب هذه الوجوه (هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) (٤٢) أي الجامعون بين الكفر بالله والكذب على الله.