الكافي - ج ٥

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٥

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٥٤

أَصُبَّ (١) عَلى يَدِكَ (٢)؟ تَكْرَهُ أَنْ أُوجَرَ؟ قَالَ : « تُوجَرُ أَنْتَ (٣) وَأُوزَرُ (٤) أَنَا » فَقُلْتُ لَهُ (٥) : وَكَيْفَ ذلِكَ (٦)؟

فَقَالَ : « أَمَا سَمِعْتَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (٧)؟ وَهَا (٨) أَنَا ذَا (٩) أَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ وَهِيَ الْعِبَادَةُ (١٠) ، فَأَكْرَهُ أَنْ يَشْرَكَنِي فِيهَا (١١) أَحَدٌ ». (١٢)

__________________

(١) في « ظ ، غ ، ى ، بح ، جس » وحاشية « غ ، بخ » والتهذيب : « أن أصبّه ».

(٢) في « بث ، بخ ، بس ، بف ، جح » وحاشية « ى ، بح » والوافي والبحار ، ج ٨٤ : « عليك » بدل « على يدك ». وفي الوسائل : « على يديك ». وفي مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٨٨ : « وقال الشيخ البهائي رحمه‌الله : استدلّ العلاّمة في المنتهى وغيره بهذه الرواية على كراهة الاستعانة ، والظاهر أنّ المراد الصبّ على نفس العضو ، وهو التولية المحرّمة ، كما يرشد إليه قوله : على يدك ، ولم يقل : في يدك ، وكما يدلّ عليه قوله عليه‌السلام : واوزر أنا ؛ إذ لا وزر في المكروه ، فالاستدلال بها على كراهة الاستعانة محلّ تأمّل ». وللمزيد راجع : الحبل المتين ، ص ٥٢.

(٣) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : تؤجر أنت ، يحتمل أن يكون استفهاماً ».

(٤) « اوزَرُ » ، أي آثِمُ ، يقال : وَزِرَ يَوْزَرُ كعلم ، ووَزَرَ يَزِرُ كوعد ، ووُزِرَ يُوزَرُ بالبناء للمفعول فهو موزور ، من الوِزْر بمعنى الإثم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨١ ( وزر ).

(٥) في الوسائل : ـ « له ».

(٦) في « بخ » : « ذاك ».

(٧) الكهف (١٨) : ١١٠.

(٨) في حاشية « بح » : « هذا ». وفي البحار ، ج ٨٤ : « ها » من دون الواو.

(٩) في التهذيب : « أنا إذا ».

(١٠) في الوافي : « لايخفى أنّ الإشراك في العبادة غير الإشراك بها ، فكأنّه عليه‌السلام أرجع الأوّل إلى الثاني وعدّه مكروهاً ؛ لأنّ طلب الراحة للنفس في العبادة نوع إشراك مع الربّ تعالى ».

(١١) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٨٨ : « وقال ـ أي الشيخ البهائي ـ : الباء في « بِعِبَادَةِ رَبّهِ » ظرفيّة والتفسير المشهور لهذه الآية : ولا يجعل أحداً شريكاً مع ربّه في المعبوديّة ، فلعلّ كلا المعنيين مراد ؛ فإنّ الإمام عليه‌السلام لم ينف ذلك التفسير. هذا ولا يخفى أنّ الضمير في قوله عليه‌السلام : وهي العبادة ، وقوله : أن يشركني فيها ، راجعين إلى الصلاة ، والغرض منع الشركة في الوضوء ، فكأنّه لعدم تحقّقها بدونه أو بدله كالجزء منها. ولا يبعد أن يجعل الباء في الآية للسببيّة ، وكذا في قوله عليه‌السلام : فيها ، وحينئذ لا يحتاج إلى تكلّف جعل الوضوء كالجزء من الصلاة ، فتدبّر ».

(١٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٦٥ ، ح ١١٠٧ ، بسنده عن الكليني ، عن عليّ بن محمّد وعبدالله بن إبراهيم الأحمر ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٣ ، ح ٨٥ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤٣٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٤٧٦ ، ح ١٢٦٦ ؛ البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٤ ، ح ٣٠ ؛ وج ٨٤ ، ص ٣٤٩.

٢٠١

٤١٣٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ الْقَدَّاحِ (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افْتِتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ ». (٢)

٤١٣٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُغِيرِيَّةِ (٣) عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ السُّنَنِ؟

فقَالَ : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ (٤) آدَمَ إِلاَّ وَقَدْ جَرَتْ فِيهِ‌

__________________

(١) في الوسائل ، ح ٧٢١٤ : « عن ابن القدّاح ».

(٢) الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣ ، ح ٦٨ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٠٥ ، من قوله : « تحريمها التكبير » الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٥ ، ح ٤٤٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ، ح ٩٦٣ ؛ وج ٦ ، ص ١١ ، ح ٧٢١٤.

(٣) ورد الخبر في علل الشرائع ، ص ٢٧٢ ، ح ٤ ، بسنده عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن صالح الحذاء. ولايبعد كون « صالح » في سند العلل محرّفاً من « صبّاح » ؛ فإنّا لم نجد في ما بأيدينا من الأسناد والطرق رواية جعفر بن بشير ، عن صالح الحذّاء ، وقد روى صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن صبّاح الحذّاء ، عن أبي أسامة ، في الكافي ح ١٥٠٠٣ ، وروى صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن صبّاح الحذّاء في المحاسن ، ص ١٨١ ، ح ١٧٣.

اضف إلى ذلك ، أن خبرنا هذا رواه البرقي في المحاسن ، ص ٢٧٨ ، ح ٤٠٠ ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن صبّاح الحذّاء.

في « بخ » : « المعرية من المغيرة ». وفي « بف » : « من المغيرة ». وفي حاشية « بخ » : « المعتزلة من المغيرة » ، كلّها بدل « من المغيريّة ». وقال الشهرستاني في الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١٧٦ ـ ١٧٧ : « المغيريّة : أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ، ادّعى أنّ الإمامة بعد محمّد بن عليّ بن الحسين في محمّد النفس الزكيّة بن عبدالله بن الحسن بن الحسن الخارج بالمدينة ، وزعم أنّه حيّ لم يمت. وكان المغيرة مولى لخالد بن عبدالله القسريّ وادّعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمّد ، وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه واستحلّ المحارم وغلا في عليّ رضى الله عنه غلوّاً لا يعتقده عاقل ، وزاد على ذلك قوله بالتشبيه ». وكذا عنه في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٨٩ ملخّصاً.

(٤) في « بث ، بس ، بف » وحاشية « ى » والوافي : « بني ». وفي « جح » وحاشية « غ ، بح » : + « بني ».

٢٠٢

مِنَ (١) اللهِ وَمِنْ (٢) رَسُولِهِ سُنَّةٌ ، عَرَفَهَا مَنْ عَرَفَهَا ، وَأَنْكَرَهَا (٣) مَنْ أَنْكَرَهَا ».

فَقَالَ رَجُلٌ : فَمَا السُّنَّةُ فِي دُخُولِ الْخَلَاءِ؟

قَالَ : « تَذْكُرُ (٤) اللهَ ، وَتَتَعَوَّذُ (٥) بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَإِذَا (٦) فَرَغْتَ ، قُلْتَ : الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى مَا أَخْرَجَ مِنِّي مِنَ (٧) الْأَذى فِي يُسْرٍ وَعَافِيَةٍ ».

قَالَ الرَّجُلُ (٨) : فَالْإِنْسَانُ (٩) يَكُونُ عَلى (١٠) تِلْكَ الْحَالِ ، وَلَايَصْبِرُ (١١) حَتّى يَنْظُرَ إِلى مَا يَخْرُجُ (١٢) مِنْهُ؟

قَالَ : « إِنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ آدَمِيٌّ إِلاَّ وَمَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ ، فَإِذَا كَانَ عَلى تِلْكَ الْحَالِ (١٣) ، ثَنَيَا بِرَقَبَتِهِ (١٤) ، ثُمَّ قَالَا : يَا ابْنَ آدَمَ ، انْظُرْ إِلى (١٥) مَا كُنْتَ تَكْدَحُ (١٦) لَهُ فِي الدُّنْيَا‌

__________________

(١) في « جس » : + « أمر ».

(٢) في « جح » : ـ « من ».

(٣) في « جس » : « وأنكر ».

(٤) في « ظ ، غ ، بث ، بس ، جس ، جن » والوسائل والبحار : « يذكر ».

(٥) في « غ ، بث ، بس ، جس ، جن » والوسائل والبحار : « ويتعوّذ ».

(٦) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، جح ، جس ، جن » والوسائل والبحار والمحاسن : « فإذا ».

(٧) في البحار : ـ « من ».

(٨) في البحار : « رجل ».

(٩) في « بث ، بس ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « والإنسان ».

(١٠) في « ى » : « في ».

(١١) في « بح ، بس » والبحار : « ولايصير ».

(١٢) في « ظ ، غ ، بح ، جح ، جس ، جن » والمحاسن : « خرج ».

(١٣) في « جس » : ـ « الحال ».

(١٤) في « ظ ، بف » : « ثنّيا برقبته » بالتضعيف. وقوله : « ثنيا برقبته » ، أي عطفا رقبته ، يقال : ثنى الشي‌ءَ ثنياً ، أي عطفه وطواه وردّ بعضه على بعض. وقيل : إذا أراد الرجل وجهاً فصرفته عن وجهه ، قلت : ثنيته ثنياً. وقيل : الثني : ضمّ واحد إلى واحد ، وكذا الثنية ، يقال : ثنى العود إذا حناه وعطفه ؛ لأنّه ضمّ أحد طرفيه إلى الآخر ، ثمّ قيل : ثناه عن وجهه إذا كفّه وصرفه ؛ لأنّه مسبّب عنه. راجع : المغرب ، ص ٧٠ ـ ٧١ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ( ثنى ).

(١٥) في « بث » : ـ « إلى ».

(١٦) الكَدْح : العمل والسعي والكسب. وقيل : الكدح : عمل الإنسان لنفسه من خير أو شرّ. وقيل : الكدْح في اللغة : السعي والحرص الدُؤوب في العمل في باب الدنيا والآخرة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٦٩ ( كدح ).

٢٠٣

إِلى مَا هُوَ صَائِرٌ ». (١)

٤١٣٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ (٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ تَوَضَّأَ فَتَمَنْدَلَ (٣) ، كَانَتْ (٤) لَهُ حَسَنَةٌ ، وَإِنْ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَتَمَنْدَلْ حَتّى يَجِفَّ وَضُوؤُهُ ، كَانَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً ». (٥)

٤١٣٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ (٦) ، عَنْ‌

__________________

(١) المحاسن ، ص ٢٧٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٠٠ ، عن صالح بن السندي. علل الشرائع ، ص ٢٧٦ ، ح ٤ ، بسنده عن صالح بن السندي ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ١١٥ ، ح ٣٨٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٨١٤ ، من قوله : « فقال رجل : فما السنّة » إلى قوله : « في يسر وعافية » ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٦ ، ح ٣٣ ، إلى قوله : « وأنكرها من أنكرها ».

(٢) ورد الخبر في المحاسن ، ص ٤٢٩ ، ح ٢٥٠ ، وثواب الأعمال ، ص ٣٢ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن بن المعلّى [ البغدادي ] ، عن إبراهيم بن محمّد بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وهو الظاهر من طبقة إبراهيم بن محمّد بن حمران ؛ فقد عدّ البرقي والشيخ الطوسي ، والده محمّد بن حمران من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام. وقال أبو غالب الزراري : « روى محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن محمّد بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ». راجع : رجال البرقي ، ص ٢٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٥١ ؛ رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٣٥.

(٣) في « جس » : « فليتمندل ». و « تمندل » ، أي تمسّح بالمنديل من أثر الوَضوء ، والمنديل بفتح الميم ، والكسر نادر ، والمِنْدَل كلّه : الذي يُتمسّح به ، قيل : هو من الندل الذي هو الوسخ ، وقيل : إنّما اشتقاقه من الندل الذي هو التناول. وقيل : هو مشتقّ من ندلتُ الشي‌ءَ ندلاً من باب قتل إذا جذبته أو أخرجته ونقلته. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٩٨ ( ندل ).

(٤) في « ظ » : « كان ».

(٥) المحاسن ، ص ٤٢٩ ، كتاب المآكل ، ح ٢٥٠ ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي. ثواب الأعمال ، ص ٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن سلمة بن الخطّاب. الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٠ ، ح ١٠٥ ، مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٤٠ ، ح ٤٤٢٢ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٤٧٤ ، ذيل ح ١٢٥٨.

(٦) هكذا في حاشية « ت ، جح » نقلاً من بعض النسخ ، ونقل العلاّمة الخيبر السيّد موسى الشبيرى ـ دام ظلّه ـ من‌حاشية نسخة رمز عنها بـ « ش » ، هكذا : « في بعض النسخ صبّاح الحذّاء ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جح ،

٢٠٤

سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام : « مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ ، كَانَ وُضُوؤُهُ ذلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي نَهَارِهِ مَا خَلَا (١) الْكَبَائِرَ ؛ وَمَنْ تَوَضَّأَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ ، كَانَ وُضُوؤُهُ ذلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضى مِنْ ذُنُوبِهِ (٢) فِي لَيْلَتِهِ (٣) إِلاَّ الْكَبَائِرَ ». (٤)

٤١٣٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَاسِمٍ الْخَزَّازِ (٥) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ (٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا (٧) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام

__________________

جن » والمطبوع : « جرّاح الحذّاء ». وفي « بف » وحاشية « جن » : « جرّاح المدائني ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّ الخبر رواه المصنّف ـ في ضمن الحديث ، ح ٤١٣٩ بسند آخر عن صبّاح الحذّاء ، عن سماعة ، وأنّ خبرنا هذا رواه الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال ، ص ٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن صبّاح الحذّاء ، عن سماعة بن مهران ، فإنّه مضافاً إلى ذلك ـ لم نجد عنوان « جرّاح الحذّاء » في غير سند هذا الخبر ؛ من كتب الرجال والأسناد ، وقد تكرّر صبّاح الحذّاء في عدّة من الأسناد ، ووردت روايته عن سماعة في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٤٨٧ ، ح ٥٥٠ ، وصبّاح هذا ، هو صبّاح بن صبيح الحذّاء المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٠١ ، الرقم ٥٣٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٣٠٤٧.

وأمّا جرّاح المدائني ، فقد وردت رواياته عن طريق النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، إلاّفي قليل من الأسناد المختلّة لم يتوسّط القاسم بن سليمان بينهما ـ وليس هذا موضع ذكرها ـ ولم نجد في شي‌ءٍ من الأسناد رواية عمرو بن عثمان أو غيره عن جرّاح المدائني.

ثمّ لا يخفى ما في « صبّاح » و « جرّاح » من الشباهة التامّة في بعض الخطوط الموجبة لتحريف أحدهما بالآخر.

(١) في « بح » : « إلاّ » بدل « ما خلا ».

(٢) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بف ، جح ، جس ، جن » والوسائل : ـ « في نهاره ـ إلى ـ من ذنوبه ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٠ : « والظاهر : يومه ، مكان ليلته ، وكأنّه من النسّاخ ، أو الرواة بقرينة أنّه نقل هذا الخبر عن سماعة بعد ذلك بزيادة ، وهنا في أكثر النسخ : يومه ... ، وعلى ما في أكثر نسخ المتن ، يحتمل أن يكون المراد الليلة السابقة أو يكون الظرف متعلّقاً بالكفّارة ، فيكون المراد جميع الذنوب والله يعلم ».

(٤) ثواب الأعمال ، ص ٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٠ ، ح ١٠٣ ، مرسلاً الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٤٤٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٩٩٠.

(٥) في « بخ ، بس » والوسائل : « الخراز ».

(٦) في « بس » وحاشية « ظ ، بح ، جن » : « عبدالله بن بكير ».

(٧) أصل بينا : بينَ بمعنى الوسط ، فاشبعت الفتحة فصارت ألفاً ، وربّما زيدت عليه « ما » فيقال : بينا

٢٠٥

قَاعِدٌ (١) وَمَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ إِذْ قَالَ (٢) : يَا مُحَمَّدُ ، ائْتِنِي (٣) بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ ، فَأَتَاهُ بِهِ (٤) ، فَصَبَّهُ بِيَدِهِ الْيُمْنى عَلى يَدِهِ الْيُسْرى ، ثُمَّ قَالَ (٥) : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَاءَ طَهُوراً ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً.

ثُمَّ اسْتَنْجى فَقَالَ : اللهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعِفَّهُ ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي (٦) وَحَرِّمْهَا عَلَى النَّارِ.

ثُمَّ اسْتَنْشَقَ (٧) ، فَقَالَ : اللهُمَّ لَاتُحَرِّمْ عَلَيَّ رِيحَ الْجَنَّةِ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَشَمُّ رِيحَهَا‌

__________________

وبينما ، والمعنى واحد ، وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة ، ويضافان إلى جملة من فعل وفاعل ، ومبتدأ وخبر ، وكان الأصمعيّ يخفض بعد « بينا » ما إذا صلح في موضعه بين. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٤ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٦ ( بين ).

(١) في مرآة العقول : « جالس ».

(٢) في « غ » : ـ « إذ ». وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جن » والوافي : « فقال » بدل « إذ قال ».

(٣) في « ظ ، جح » وحاشية « غ ، جن » : « آتني ». وفي مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٢ : « قوله عليه‌السلام : ائتني ، يدلّ على أنّ طلب إحضار الماء ليس من الاستعانة المكروهة ».

(٤) في « بث ، بف » : ـ « به ».

(٥) في الوافي : + « بسم الله و ».

(٦) تحصين الفرج : جعله منيعاً ، يقال : حَصُنَ المكانُ يحصُن حَصانة ، أي مَنُعَ ، وأحصنه صاحبه وحصّنه والإعفاف : جعل الشي‌ء عفيفاً ، أي كافّاً عمّا لا يحلّ ولا يجمل. والعَوْرَةُ : سَوْءة الإنسان ، وكلّ ما يُستَحيا منه. قال العلاّمة الفيض : « وتحصين الفرج : ستره وصونه عن الحرام ، وعطف الإعفاف عليه تفسيريّ ، وعطف ستر العورة عليه من قبيل عطف العامّ على الخاصّ ؛ فإنّ العورة كلّ ما يستحى منه ». وقال العلاّمة المجلسي : « والأولى أن يقال : عطف الستر من قبيل عطف الخاصّ على العامّ » ثمّ احتمل كون عورتي بتشديد الياء. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٩ ( عور ) ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١١٩ ( حصن ) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٦ ( عفف ) ؛ الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٣٦ ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٣.

(٧) « استنشق الماء » ، أي أبلغه خياشيمه. وقيل : استنشاق الماء : جعله في الأنف وجذبه بالنفس ؛ لينزل ما في‌الأنف ، فكأنّ الماء مجعول للاشتمام مجاز ، وهو من استنشاق الريح ، إذا شممتها مع قوّة. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٠٦ ( نشق ).

وقال في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٣ : « قوله عليه‌السلام : ثمّ استنشق ، أقول : الرواية في سائر الكتب بتقديم المضمضة على الاستنشاق كما هو المشهور فيهما ، وفي الكتاب بالعكس ، ولعلّه من النسّاخ والمشهور استحباب تقديم المضمضة ». ولايخفي أنّ الشيخ رحمه‌الله روى هذا الحديث في التهذيب عن الكليني ، وفيه أيضاً قدّم المضمضة على الاستنشاق.

٢٠٦

وَطِيبَهَا وَرَيْحَانَهَا.

ثُمَّ تَمَضْمَضَ (١) ، فَقَالَ : اللهُمَّ أَنْطِقْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ (٢) ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَرْضى عَنْهُ.

ثُمَّ غَسَلَ (٣) وَجْهَهُ ، فَقَالَ : اللهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ فِيهِ (٤) الْوُجُوهُ (٥) وَلَاتُسَوِّدْ ، وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ (٦) فِيهِ الْوُجُوهُ.

ثُمَّ غَسَلَ يَمِينَهُ ، فَقَالَ : اللهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي ، وَالْخُلْدَ (٧) بِيَسَارِي.

ثُمَّ غَسَلَ شِمَالَهُ ، فَقَالَ : اللهُمَّ لَاتُعْطِنِي كِتَابِي بِشِمَالِي ، وَلَاتَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مُقَطَّعَاتِ (٨) النِّيرَانِ.

__________________

(١) « تمضمض » ، أي فعل المضمضة ، وهو تحريك الماء بالإدارة في الفم. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٠٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٧٥ ( مضمض ).

(٢) في « بف » : + « وشكرك ».

(٣) في « ظ » : « غسّل ».

(٤) كذا في « بث ، بخ » وحاشية « بح ، بف ، جن » والمطبوع. وفي « ظ ، غ ، ى ، بح ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » : ـ « فيه ».

(٥) كذا في « بث » والتهذيب والمطبوع. وفي أكثر النسخ : « وجوه ».

(٦) في مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ قوله عليه‌السلام : تبيضّ وتسودّ ، على المضارع الغائب من باب الإفعال ، فالوجوه مرفوعة فيهما بالفاعليّة ؛ وأن يقرأ بصيغة المخاطب من باب التفعيل مخاطباً إليه تعالى ، فالوجوه منصوبة فيهما على المفعوليّة ، كما ذكره الشهيد الثاني رفع الله درجته ، والأوّل هو المضبوط في كتب الدعاء المسموع عن المشايخ الأجلاّء ».

(٧) قال في الوافي : « الخلد إمّا المراد به الخلود في الجنّة وطلبه باليسار كناية عن حصوله بسهولة من غير تعب ومشقّة ؛ فإنّ ما يسهل فعله يقال : فعلته بيساري. وإمّا المراد به براءة الخلد على حذف المضاف. وإمّا المراد به السوار ، وتخصيصه باليسار ؛ لأنّ البدن شمال بالنسبة إلى الروح ». وثاني الوجوه هو الأظهر عند العلاّمة المجلسي ، وذكر غيرها أيضاً. راجع : مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٨) « المقطّعات » : هي الثياب التي تقطَّع ثمّ تخاط ، كالقميص والجباب والسراويلات. وقيل : هي ثياب قصار ؛ لأنّها قطّعت عن بلوغ التمام. وقيل غير ذلك. وقال العلاّمة المجلسي : « ولعلّ السرّ في كون ثياب النار المقطّعات أو التشبيه بها كونها أكثر اشتمالاً على البدن من غيرها ، فالعذاب بها أشدّ. وفي بعض نسخ الحديث والدعاء : مفظعات ، بالفا والظاء المعجمة : جمع مفظعة بكسر الظاء من فظع الأمر بالضمّ فظاعة فهو فظيع ، أي شديد شنيع ، وهو تصحيف ، والأوّل موافق للآية الكريمة ». راجع : المغرب ، ص ٣٨٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨٢ ( قطع ).

٢٠٧

ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : اللهُمَّ غَشِّنِي بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَعَفْوِكَ.

ثُمَّ مَسَحَ عَلى (١) رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : اللهُمَّ ثَبِّتْ قَدَمَيَّ عَلَى الصِّرَاطِ (٢) يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ ، وَاجْعَلْ سَعْيِي فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ تَوَضَّأَ بِمِثْلِ مَا تَوَضَّأْتُ ، وَقَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ ، خَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكاً يُقَدِّسُهُ ، وَيُسَبِّحُهُ ، وَيُكَبِّرُهُ ، وَيُهَلِّلُهُ ، وَيَكْتُبُ لَهُ ثَوَابَ ذلِكَ (٣) ». (٤)

٤١٣٧ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ ـ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَكَّةَ ـ : « صَلّى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْفَجْرَ ، ثُمَّ جَلَسَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، فَجَعَلَ يَقُومُ الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ (٥) حَتّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ رَجُلَانِ : أَنْصَارِيٌّ ، وَثَقَفِيٌّ ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَكُمَا حَاجَةً تُرِيدَانِ (٦) أَنْ تَسْأَلَا عَنْهَا ، فَإِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِحَاجَتِكُمَا قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَانِي (٧) ، وَإِنْ شِئْتُمَا فَاسْأَلَا عَنْهَا؟

__________________

(١) في « جس » : ـ « على ».

(٢) في « ظ ، غ ، ى ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » : ـ « على الصراط ».

(٣) في مرآة العقول : + « إلى يوم القيامة ».

(٤) التهذيب ، ج ١ ، ص ٥٣ ، ح ١٥٣ ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير في الألفاظ. وفيه ، ح ١٥٢ ؛ والمحاسن ، ص ٤٥ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ٦١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٥٥٤ ، المجلس ٨٢ ، ح ١١ ، بسندهم عن عبدالرحمن بن كثير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤١ ، ح ٨٤ ، مرسلاً ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٦٩ ؛ المقنعة ، ص ٤٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ، ح ٤٤١٠ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٤٠٢ ، ح ١٠٤٦ ؛ البحار ، ج ٨٠ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ١٢.

(٥) في الوافي : ـ « بعد الرجل ».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والفقيه. وفي « جن » والمطبوع : « وتريدان ».

(٧) في « بث » : + « عنها ».

٢٠٨

قَالَا : بَلْ تُخْبِرُنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْهَا ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أَجْلى (١) لِلْعَمى (٢) ، وَأَبْعَدُ مِنَ الِارْتِيَابِ ، وَأَثْبَتُ لِلْإِيمَانِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَمَّا أَنْتَ يَا (٣) أَخَا ثَقِيفٍ ، فَإِنَّكَ جِئْتَ أَنْ (٤) تَسْأَلَنِي عَنْ وُضُوئِكَ وَصَلَاتِكَ (٥) : مَا لَكَ فِي ذلِكَ مِنَ الْخَيْرِ؟ أَمَّا وُضُوؤُكَ ، فَإِنَّكَ إِذَا وَضَعْتَ يَدَكَ فِي إِنَائِكَ ، ثُمَّ‌ قُلْتَ : بِسْمِ اللهِ ، تَنَاثَرَتْ مِنْهَا (٦) مَا اكْتَسَبَتْ (٧) مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ ، تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ (٨) الَّتِي اكْتَسَبَتْهَا عَيْنَاكَ بِنَظَرِهِمَا (٩) وَفُوكَ ؛ فَإِذَا غَسَلْتَ ذِرَاعَيْكَ (١٠) ، تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ ؛ فَإِذَا (١١) مَسَحْتَ رَأْسَكَ وَقَدَمَيْكَ ، تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ الَّتِي مَشَيْتَ إِلَيْهَا (١٢) عَلى قَدَمَيْكَ ، فَهذَا لَكَ فِي وُضُوئِكَ ». (١٣)

٤١٣٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١) في « بخ » : « إجلاءً ».

(٢) في « ظ ، غ » : « للغماء ». وفي « بث ، بح ، بف ، جح » : « للعماء ».

(٣) في « بخ » : ـ « يا ».

(٤) في « غ ، ى ، بف ، جس » والوافي والبحار : ـ « أن ».

(٥) في حاشية « جح » : + « و ».

(٦) في « جس » : ـ « منها ». والتناثر : التساقط متفرّقاً ، يقال : نَثَرَ الشي‌ءَ ينثره ـ بضمّ الثاء وكسرها ـ نَثْراً ونِثاراً ونثّره ، أي رماه متفرّقاً ، فانتثرو تنثّرو تناثر. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٩١.

(٧) في « جن » : + « بها ».

(٨) في « جس » : ـ « فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب ».

(٩) في البحار : « بنظرها ».

(١٠) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » والبحار : « ذراعك ».

(١١) في « ظ ، بس ، بف » وحاشية « ي ، بح » والوافي : « وإذا ».

(١٢) في « جس » : « عليها ».

(١٣) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ ، صدر ح ٢١٣٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب. الأمالي للصدوق ، ص ٥٤٩ ، المجلس ٨١ ، صدر ح ٢٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، مع زيادة ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٧ ، ح ٤٤٨٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٩٣ ، ذيل ح ١٠٣١ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ١٢٨ ، ح ٣٧.

٢٠٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ». (١)

٤١٣٩ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بَيْنَ يَدَيَّ (٢) ، وَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتّى حَضَرَتِ (٣) الْمَغْرِبُ ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ (٤) ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : « تَوَضَّأْ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنَا (٥) عَلى وُضُوءٍ (٦) ، فَقَالَ : « وَإِنْ كُنْتَ عَلى وُضُوءٍ ؛ إِنَّ مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ ، كَانَ وُضُوؤُهُ ذلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي يَوْمِهِ (٧) إِلاَّ الْكَبَائِرَ ؛ وَمَنْ تَوَضَّأَ لِلصُّبْحِ ، كَانَ وُضُوؤُهُ ذلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي لَيْلَتِهِ (٨) إِلاَّ الْكَبَائِرَ ». (٩)

٤١٤٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الطُّهْرُ عَلَى الطُّهْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ». (١٠)

__________________

(١) الجعفريّات ، ص ١٧ ؛ وص ١٦٩ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الغارات ، ج ١ ، ص ١٥٤ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي الأمالي للمفيد ، ص ٢٦٧ ، المجلس ٨١ ، ح ٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٩ ، المجلس ١ ، ح ٣١ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ضمن الحديث الطويل وتمام الرواية في كلّ المصادر هكذا : « الوضوء نصف الإيمان » الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٥ ، ح ٤٤٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ، ح ٩٦٤.

(٢) في « جس » وحاشية « بس » : « يديه ».

(٣) في « ظ » : + « صلاة ».

(٤) « الوَضوء » ـ بالفتح ـ : الماء الذي يتوضّأ به ، والوُضوء ـ بالضمّ ـ : التوضّؤ والفعل نفسه. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٥ ( وضأ ).

(٥) في « ظ » : « إنّي ».

(٦) هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « بث ، بس ، جح ، جن » والمطبوع : « وضوئي ».

(٧) في « بث » وحاشية « بس » : « ليلته ». وفي « جس » : « ليلة ».

(٨) في « غ » : « ليلة ». وفي حاشية « بث » : « ليله ».

(٩) المحاسن ، ص ٣١٢ ، كتاب العلل ، ح ٢٧ ، بسنده عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٤٤٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، ح ٩٩١.

(١٠) المحاسن ، ص ٤٧ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ٦٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّ عليهما‌السلام. الخصال ،

٢١٠

٤١٤١ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ بِإِسْنَادِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ وُضُوئِهِ (١) ، فَلْيَأْخُذْ كَفّاً مِنْ مَاءٍ ، فَلْيَمْسَحْ (٢) بِهِ قَفَاهُ ؛ يَكُونُ ذلِكَ فَكَاكَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ ». (٣)

٤١٤٢ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الرَّجُلُ يَغْتَسِلُ بِمَاءِ الْوَرْدِ ، وَيَتَوَضَّأُ بِهِ لِلصَّلَاةِ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِذلِكَ (٤) ». (٥)

٤١٤٣ / ١٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ :

__________________

ص ٦٢٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام. تحف العقول ، ص ١١٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٤٤٨١ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، ح ٩٩٢.

(١) في « ظ ، بح ، جس » : « من وضوء ». وفي الوسائل : « عن وضوئه ». وفي الوافي : « ينبغي حمل هذا الخبر أيضاًعلى التقيّة ؛ لعدم ثبوت هذه السنّة بين الأصحاب رحمهم‌الله » ، وفي مرآة العقول : « ... ويحتمل أن يكون الثواب على هذا الفعل للتقيّة ».

(٢) في « بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » وحاشية « ى ، بح » والوافي : « فيمسح ».

(٣) الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٠٢ ، ح ٤٣٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٤١٢ ، ح ١٠٧٢.

(٤) احتجّ ابن بابويه بهذه الرواية على جواز رفع الحدث بماء الورد ، والمشهور بين الأصحاب بل المجمع عليه عدم جواز التوضّي والاغتسال بالماء المضاف مطلقاً وأجاب عنها الشيخ ـ بعد ما حكم بشذوذها وأنّ العصابة اجمعت على ترك العمل بظاهرها ـ باحتمال أن يكون المراد بالوضوء التحسين والتنظيف ، أو أن يكون المراد بماء الورد الماء الذي وقع فيه الورد دون أن يكون معتصراً منه. قال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله : « وما هذا شأنه فهو بالإعراض عنه حقيق ». راجع : التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٩٩ ، ذيل ح ٦٢٧ ؛ الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ١٩٩.

(٥) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ٦٢٧ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٤ ، ح ٢٧ ، بسندهما عن الكليني. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٥ ، المجلس ٩٣ ، ضمن إملاء الصدوق في وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ؛ والفقيه ، ج ١ ، ص ٦ ، ذيل ح ٣ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ ، ح ٤٣٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، ح ٥٢٣.

٢١١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَمَّنْ (١) مَسَّ (٢) عَظْمَ الْمَيِّتِ؟

قَالَ : « إِذَا كَانَ (٣) سَنَةٌ (٤) ، فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ». (٥)

٤١٤٤ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِذَا كَانَ الرَّجُلُ نَائِماً فِي الْمَسْجِدِ (٦) الْحَرَامِ ، أَوْ (٧) مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَاحْتَلَمَ (٨) ، فَأَصَابَتْهُ (٩) جَنَابَةٌ ، فَلْيَتَيَمَّمْ ، وَلَايَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ إِلاَّ مُتَيَمِّماً حَتّى يَخْرُجَ مِنْهُ ، ثُمَّ يَغْتَسِلَ ، وَكَذلِكَ (١٠) الْحَائِضُ إِذَا أَصَابَهَا الْحَيْضُ تَفْعَلُ كَذلِكَ ، وَلَا بَأْسَ أَنْ يَمُرَّا (١١) فِي سَائِرِ الْمَسَاجِدِ ، وَلَايَجْلِسَانِ (١٢) فِيهَا ». (١٣)

٤١٤٥ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ‌ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « بخ ، بف » وحاشية « بث » والتهذيب والاستبصار : « عن ».

(٢) في « ظ ، غ » وحاشية « بخ » : « يمسّ ».

(٣) في « بح ، بس ، جن » وحاشية « غ ، بث ، جح » ومرآة العقول والتهذيب والاستبصار : « إذا جاز ».

(٤) في « ى » : « سِنُّهُ ».

(٥) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٧٧ ، ح ٨١٤ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ٦٧٣ ، بسندهما عن صفوان. الفقيه ، ج ١ ، ص ٧٣ ، ذيل ح ١٦٧ ، مع اختلاف يسير الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٩٤ ، ذيل ح ٣٦٩٠.

(٦) في « بخ » : « مسجد ».

(٧) في « جس » : « و ».

(٨) في حاشية « ى » : « واحتلم ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فاحتلم ، أي رأى في النوم ما يوجب الاحتلام ». وفي‌اللغة : احتلم ، أي رأى في منامه رؤيا. راجع : المصباح المنير ، ص ١٤٨.

(٩) في « بح ، بس » وحاشية « غ ، ى » : « وأصابته ». وفي « جس » : « فأصابه ».

(١٠) في « ظ ، غ » : « وكذا ».

(١١) في « جس » : « أن تمرّ ».

(١٢) في « بخ ، بف » وحاشية « ظ » والوافي : « ولا يجلسا ». وفي « جس » : « ويجلسان ». وفي مرآة العقول : « ولا يحبسان ».

(١٣) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٢٨٠ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة ، مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الطهارة ، باب الجنب يأكل ويشرب ... ، ح ٤٠٤٥ و ٤٠٤٦ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٣٧ ؛ وج ٦ ، ص ١٥ ، صدر ح ٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٩٢٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٩٣٣.

٢١٢

سَأَلْتُهُ عَنْ حَيَّةٍ دَخَلَتْ حُبّاً فِيهِ مَاءٌ ، وَخَرَجَتْ مِنْهُ؟

قَالَ : « إِنْ (١) وَجَدَ مَاءً غَيْرَهُ ، فَلْيُهَرِقْهُ (٢) ». (٣)

٤١٤٦ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ (٤) رَعَفَ (٥) ، فَامْتَخَطَ (٦) ، فَصَارَ (٧) بَعْضُ (٨) ذلِكَ الدَّمِ قِطَعاً (٩) صِغَاراً ، فَأَصَابَ إِنَاءَهُ : هَلْ يَصْلُحُ لَهُ (١٠) الْوُضُوءُ مِنْهُ؟

فَقَالَ (١١) : « إِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْ‌ءٌ يَسْتَبِينُ فِي الْمَاءِ ، فَلَا بَأْسَ ؛ وَإِنْ كَانَ (١٢) شَيْئاً بَيِّناً ، فَلَا يَتَوَضَّأْ (١٣) مِنْهُ ».

__________________

(١) في « ى » : « إذا ».

(٢) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » : « فليهريقه ». وقوله « فليهرقه » ، أي فليصبّه. وفيه ثلاث لغات : هَراقَ الماءَ يُهَرِيق بفتح الهاء ، أَهْرَقَ يُهْرِق من باب الإفعال ، أهْراقَ يُهْرِيق إِهراقاً. والأخير شاذّ. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٩ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٠ ( هرق ).

(٣) الاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ٦٣ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين. التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٣ ، ح ١٣٠٢ ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، عن وهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٢ الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ، ذيل ح ٦١٧.

(٤) في « جن » وحاشية « بح » : « عن الرجل ».

(٥) « رَعَفَ » ، أي سال رُعافه ، أو خرج الدم من أنفه ، والرُعاف : خروج الدم من الأنف ، وقيل : هو الدم نفسه. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٥ ؛ المغرب ، ص ١٩١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٠ ( رعف ).

(٦) « فامتخط » ، أي أخرج مُخاطَه من أنفه ، والمُخاط : ما يسيل من الأنف ، وهو هنا الدم. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ( مخط ).

(٧) في « بخ » : « وصار ». وفي مسائل عليّ بن جعفر : « فطار ».

(٨) في الوافي والتهذيب والاستبصار : ـ « بعض ».

(٩) في « بح ، جس » والوسائل : « قطراً ». وفي مسائل عليّ بن جعفر : « قطراً قطراً ».

(١٠) في الوافي والتهذيب والاستبصار ومسائل عليّ بن جعفر : ـ « له ».

(١١) في الوافي والتهذيب والاستبصار ومسائل عليّ بن جعفر : « قال ».

(١٢) في « ظ ، ى » : « كانت ». وفي التهذيب : « فإن كان ».

(١٣) في الوسائل : « فلا تتوضّأ ».

٢١٣

قَالَ (١) : وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ رَعَفَ (٢) وَهُوَ (٣) يَتَوَضَّأُ ، فَتَقْطُرُ (٤) قَطْرَةٌ فِي إِنَائِهِ : هَلْ يَصْلُحُ (٥) الْوُضُوءُ مِنْهُ؟ قَالَ : « لَا (٦) ». (٧)

٤١٤٧ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ احْتَاجَ إِلَى الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ وَهُوَ لَايَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ ، فَوَجَدَ بِقَدْرِ (٨) مَا يَتَوَضَّأُ بِهِ (٩) بِمِائَةِ دِرْهَمٍ ، أَوْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَهُوَ وَاجِدٌ لَهَا (١٠) : يَشْتَرِي (١١) وَيَتَوَضَّأُ ، أَوْ يَتَيَمَّمُ؟

قَالَ : « لَا ، بَلْ يَشْتَرِي ، قَدْ (١٢) أَصَابَنِي مِثْلُ ذلِكَ (١٣) ، فَاشْتَرَيْتُ وَتَوَضَّأْتُ ،

__________________

(١) مرجع الضمير المستتر في « قال » هو عليّ بن جعفر.

(٢) في مسائل عليّ بن جعفر : « الرجل يرعف » بدل « رجل رعف ».

(٣) في « ى » : « فهو ».

(٤) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، جس » والوسائل. وفي « غ ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » وحاشية « بح » : « فقطر » مع تضعيف الطاء في بعضها. وفي المطبوع والوافي : « فيقطر ».

(٥) في « بف » : ـ « هل ». وفي مسائل عليّ بن جعفر : + « له ».

(٦) في الوافي : « النهي في آخر الحديث محمول على ما إذا استبان ؛ ليوافق صدر الحديث ، والوجه في النهي ما أشرنا إليه من أنّ ماء الوضوء والغسل لابدّ له من مزيد اختصاص ».

(٧) مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١١٩ ، مع اختلاف يسير. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٢ ، ح ١٢٩٩ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٥٧ ، بسندهما عن العمركي ، إلى قوله : « فلا يتوضّأ منه » الوافي ، ج ٦ ، ص ٢٥ ، ح ٣٦٨٠ و ٣٦٨١ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٧٥.

(٨) في الوافي والتهذيب : « قدر ».

(٩) في « جس » : ـ « به ».

(١٠) في حاشية « بح » : « بها ».

(١١) في « جس » : « أيشتري ».

(١٢) في حاشية « بخ » : « وقد ».

(١٣) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » وحاشية « غ » والوافي والتهذيب : « هذا ».

٢١٤

وَمَا يَسُرُّنِي (١) بِذلِكَ مَالٌ كَثِيرٌ ». (٢)

هذَا آخِرُ كِتَابِ الطَّهَارَةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الْحَيْضِ

إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى (٣)

__________________

(١) هكذا في « ظ ، غ ، ي ، بح ، بس ، بف ، جس ، جن » وحاشية « بث ، جح » والتهذيب والوسائل. وفي « بث ، جح » وحاشية « ظ ، بح ، بخ » والفقيه : « وما يسوؤني ». وفي حاشية « غ » : « وما يسرّلي ». وفي حاشية « بح ، بخ » والمطبوع والوافي : « وما يشترى ».

وقال في الوافي : ولفظة « يشترى » يجوز قراءتها بالبناء للفاعل والمفعول والمراد أنّ الماء المشترى للوضوء بتلك الداراهم مال كثير لما يترتّب عليه من الثواب العظيم والأجر الجسيم. وفي النسخ اختلاف شديد في هذه اللفظة ولعلّ ما كتبناه أصوب ».

هذا ، وما يبدو من تضافر النسخ وملائمة المعنى ، هو ترجيح عبارة « وما يسرّني » ؛ فإنّ المراد منها ، أنّه لايسرّني بما اكتسبت من تحصيل الوضوء مال كثير ، كما أنّ عبارة « وما يسوؤني » أكثر ملائمة ممّا ورد في المطبوع وقليلٍ من النسخ ؛ فإنّ المراد منها ، أنّه لايسوؤني بما اكتسبت من تحصيل الوضوء صرف مال كثير.

(٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ، ح ١٢٧٦ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٥ ، ح ٧١ ، مرسلاً عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٩٢١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٨٩ ، ح ٣٩٤٨.

(٣) ورد في النسخ بدل « هذا آخر كتاب الطهارة ـ إلى ـ كتاب الحيض إن شاء الله تعالى » عبارات مختلفة.

٢١٥
٢١٦

(١٠)

كتاب الحيض‌

٢١٧
٢١٨

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

[١٠]

كِتَابُ الْحَيْضِ‌

١ ـ أَبْوَابُ الْحَيْضِ (٢)

٤١٤٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أُدَيْمِ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ حَدَّ لِلنِّسَاءِ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً ». (٣)

٤١٤٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ (٤) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) (٥)

فَقَالَ : « مَا جَازَ الشَّهْرَ (٦)

__________________

(١) هكذا في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جن » وحاشية « بخ ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٢) في « بخ » : « أبواب المحيض ». وفي مرآة العقول : « باب الحيض ».

(٣) الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٤٣ ، ح ٤٦٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ، ح ٢١٦٤.

(٤) في الكافي ، ١٠٨٠٩ : + « بن عثمان ».

(٥) الطلاق (٦٥) : ٤. وفي الكافي ، ح ١٠٨٠٩ والتهذيب والاستبصار : + « ما الريبة ».

(٦) في الكافي ، ح ١٠٨٠٩ والتهذيب والاستبصار : « زاد على شهر » بدل « جاز الشهر ».

٢١٩

فَهُوَ رِيبَةٌ (١) ». (٢)

٢ ـ بَابُ أَدْنَى الْحَيْضِ وَأَقْصَاهُ وَأَدْنَى الطُّهْرِ‌

٤١٥٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌أَحْمَدَ بْنِ أَشْيَمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (٣) عليه‌السلام عَنْ أَدْنى مَا يَكُونُ مِنَ الْحَيْضِ؟

فَقَالَ : « ثَلَاثَةٌ (٤) ، وَأَكْثَرُهُ (٥) عَشَرَةٌ (٦) ». (٧)

٤١٥١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَقَلُّ مَا يَكُونُ (٨) الْحَيْضُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ‌

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٠٣ : « ظاهر هذا الخبر مخالف لكلام كافّة الأصحاب ولكثير من الأخبار ، ويمكن حمله مع بعد على أنّ الريبة والاختلاط يحصل بهذا القدر وإن لم يترتّب عليه الحكم المذكور في الآية ، أو المراد أنّه مع تجاوز الشهر عن العادة تحصل الريبة المقصودة من الآية غالباً ، والله أعلم ».

(٢) الكافي ، كتاب الطلاق ، باب عدّة المسترابة ، ضمن ح ١٠٨٠٩. التهذيب ، ج ٨ ، ص ١١٨ ، ضمن ح ٤٠٧ ، بسنده عن الكليني. الاستبصار ، ج ٣ ، ص ٣٢٥ ، صدر ح ١٠ ، بإسناده عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٣٣ ، ح ٤٦٤٤ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ، ح ٢١٦٣ ؛ وفيه ، ج ٢٢ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٨٣٥٨.

(٣) في الوافي والتهذيب ، ح ٤٤٥ : + « الرضا ».

(٤) في الوسائل والتهذيب ، ح ٤٤٥ والاستبصار ، ح ٤٤٦ : + « أيّام ».

(٥) في « جس » : « وأكثر ما يكون ».

(٦) في « بح » : + « أيّام ».

(٧) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥٦ ، ح ٤٤٥ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٤٦ ، بسندهما عن الكليني. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥٦ ، ح ٤٤٧ ؛ وضمن ح ٤٤٩ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٤٥ ؛ وص ١٣١ ، ضمن ح ٤٥٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٩١ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٣٤ ، ح ٤٦٤٧ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢١٦٨.

(٨) في حاشية « ظ » : + « من ».

٢٢٠