أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٦٥٤
مَسْكَنُكَ وَمَبِيتُكَ (١) وَالْمَقِيلُ (٢)
قَالَ : فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « أَسْأَلُ اللهَ (٣) الْعَافِيَةَ ، هذَا جَزَاءُ مَنْ يَهْزَأُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ». (٤)
٨٨ ـ بَابُ الْمَسْأَلَةِ فِي الْقَبْرِ وَمَنْ يُسْأَلُ وَمَنْ لَايُسْأَلُ
٤٦٩٥ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَا يُسْأَلُ فِي الْقَبْرِ إِلاَّ مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ مَحْضاً (٥) ، أَوْ (٦) مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً ، وَالْآخَرُونَ يُلْهَوْنَ عَنْهُمْ ». (٧)
٤٦٩٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا يُسْأَلُ فِي قَبْرِهِ مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ مَحْضاً (٨) وَالْكُفْرَ مَحْضاً ، وَأَمَّا (٩) مَا (١٠) سِوى ذلِكَ فَيُلْهى عَنْهُمْ (١١) ». (١٢)
__________________
(١) في « جس » : ـ « ومبيتك ».
(٢) « المقيل » : القيلولة ، وهي الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٣ ( قيل ).
(٣) في « ى » : ـ « الله ».
(٤) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٨ ، ح ٢٤٧٥٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٦ ؛ وج ٤٦ ، ص ١٤٢ ، ح ٢٥.
(٥) في « جس » : ـ « محضاً ».
(٦) في « ى » : + « من ».
(٧) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٨ ، ح ٥٣٠ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٣ ، ح ٢٤٧٥٥ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩٧.
(٨) في البحار : ـ « محضاً ».
(٩) في « ى ، جن » : ـ « أمّا ».
(١٠) في « بس ، جس » : ـ « ما ».
(١١) في « ظ ، غ ، بث ، بس ، جس ، جن » والبحار : « عنه ».
(١٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٤ ، ح ٢٤٧٥٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩٨.
٤٦٩٧ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (١) :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّمَا (٢) يُسْأَلُ فِي قَبْرِهِ (٣) مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ مَحْضاً وَالْكُفْرَ (٤) ، وَأَمَّا مَا سِوى ذلِكَ فَيُلْهى عَنْهُ (٥) ». (٦)
٤٦٩٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ (٧) :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَا يُسْأَلُ فِي الْقَبْرِ إِلاَّ مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ مَحْضاً ، أَوْ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً ». (٨)
٤٦٩٩ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والمطبوع والبحار : « ابن بكير ». وفي « غ » : « ابن بكر » بعد تصحيحه من « أبي بكر ». وفي « بث » : « أبي بكير ».
والصواب ما أثبتناه جمعاً بين ما ورد في « غ » وما ورد في « بث ». والمراد من أبي بكر ، هو أبوبكر الحضرمي الذي روى منصور بن يونس عنه عن أبي جعفر عليهالسلام في بعض الأسناد ، كما ـ على سبيل المثال ـ في الكافي ، ح ٥٥٢ و ٧٧٠ و ٥٢٠٦ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ١ ؛ وص ٣٠٧ ، ح ٢ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، ح ٤١.
وأمّا رواية منصور بن يونس ، عن ابن بكير ـ والمراد منه في الأسناد هو عبدالله بن بكير ـ فلم نجده في موضع ، كما أنّ رواية ابن بكير الذي عُدَّ من فقهاء أصحاب أبي عبدالله عليهالسلام ، وكان من أحداث أصحابه عليهالسلام ، عن أبي جعفر عليهالسلام لايخلو من خللٍ. راجع : رجال الكشّي ، ص ٣٧٥ ، الرقم ٧٠٥.
(٢) في « بخ » : « لا » بدل « قال : إنّما ».
(٣) في « بخ » : « في القبر إلاّ » بدل « في قبره ».
(٤) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « محضاً ».
(٥) في « بح ، بس ، جح ، جس ، جن » وحاشية « ظ » : « عنهم ».
(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٤ ، ح ٢٤٧٥٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩٩.
(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار. وفي « بخ » والمطبوع : ـ « قال ».
(٨) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٤ ، ح ٢٤٧٥٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٠٠.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يُسْأَلُ وَهُوَ مَضْغُوطٌ (١) ». (٢)
٤٧٠٠ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُفْلِتُ (٣) مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ أَحَدٌ؟
قَالَ : فَقَالَ : « نَعُوذُ بِاللهِ مِنْهَا (٤) ، مَا أَقَلَّ مَنْ يُفْلِتُ (٥) مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ ، إِنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا قَتَلَهَا عُثْمَانُ ، وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلى قَبْرِهَا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، وَقَالَ لِلنَّاسِ : إِنِّي (٦) ذَكَرْتُ هذِهِ وَمَا لَقِيَتْ ، فَرَقَقْتُ (٧) لَهَا وَاسْتَوْهَبْتُهَا (٨) مِنْ ضَمَّةِ (٩) الْقَبْرِ » قَالَ : « فَقَالَ : اللهُمَّ ، هَبْ لِي رُقَيَّةَ مِنْ ضَمَّةِ (١٠) الْقَبْرِ ، فَوَهَبَهَا اللهُ لَهُ ».
قَالَ : « وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَرَجَ فِي جِنَازَةِ سَعْدٍ وَقَدْ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : مِثْلُ سَعْدٍ يُضَمُّ؟ ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَخِفُّ بِالْبَوْلِ؟
فَقَالَ : « مَعَاذَ اللهِ ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ زَعَارَّةٍ فِي خُلُقِهِ عَلى أَهْلِهِ » قَالَ : « فَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ : هَنِيئاً لَكَ يَا سَعْدُ » قَالَ : « فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَا أُمَّ سَعْدٍ ، لَاتَحْتِمِي عَلَى اللهِ ». (١١)
__________________
(١) « المضغوط » : المزاحم ، يقال : ضغطه ضغطاً ، إذا عصره وضَيّق عليه وقهره. النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٠ ( ضغط ).
(٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٣ ، ح ٢٤٧٦٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٠١.
(٣) الإفلات : التخلّص من الشيء فجأة من غير تمكّث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).
(٤) في البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٦٣ : ـ « منها ».
(٥) في « بث » : « ما يفلت ».
(٦) في « ظ ، ى ، بس ، جح ، جس ، جن » : ـ « إنّي ».
(٧) في « جس » : « فوقفت ».
(٨) في « بخ » : « فاستوهبتها ».
(٩) في « جن » والبحار ، ج ٦ : « من ضغطة ».
(١٠) في « جن » والبحار ، ج ٦ : « من ضغطة ».
(١١) الزهد ، ص ١٦١ ، ح ٢٣٧ ، عن القاسم وعثمان بن عيسى ، عن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من قوله : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج في جنازة سعد » ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ح ٢٣٨ عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، إلى قوله : « واستوهبتها من ضمّة القبر » الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٣ ، ح ٢٤٧٦٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦١ ، ح ١٠٢ ؛ وفي ه ، ج ٢٢ ، ص ١٤٤ ، ح ١٣٣ ، من قوله : « قال : وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج في جنازة سعد » ؛ وص ١٦٣ ، ح ٢٣.
٤٧٠١ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِيءُ الْمَلَكَانِ ـ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ـ إِلَى الْمَيِّتِ حِينَ يُدْفَنُ ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ (٢) ، وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ (٣) ، يَخُطَّانِ الْأَرْضَ بِأَنْيَابِهِمَا ، وَيَطَأَ انِ (٤) فِي شُعُورِهِمَا ، فَيَسْأَلَانِ (٥) الْمَيِّتَ : مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ ».
قَالَ : « فَإِذَا (٦) كَانَ مُؤْمِناً ، قَالَ : اللهُ رَبِّي ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ (٧) ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هذَا الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ (٨) بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ (٩)؟ فَيَقُولُ : أَعَنْ مُحَمَّدٍ (١٠) رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم تَسْأَلَانِي؟
__________________
(١) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جن » والبحار : « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ». وربّما يحتمل صحّةما في هذه النسخ ، سيّما بالنظر إلى تكرّر « محمّد » واحتمال جواز النظر من أحدهما إلى الآخر. لكن هذا الاحتمال يواجه عدّة إشكالات ، منها : أنّ الحسن بن عليّ الراوي عن غالب بن عثمان ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، وقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن ابن فضّال فيكثيرٍ من الأسناد جدّاً. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٧٣ ـ ٤٧٦ ؛ ص ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ؛ ص ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ؛ وص ٦٦٥ ـ ٦٦٦.
ومنها : عدم توسّط محمّد بن عيسى ـ لا بهذا العنوان ولا بسائر عناوينه ـ بين أحمد بن محمّد بن عيسى وابن فضّال ـ بمختلف عناوينهما ـ في موضع.
ومنها : رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن غالب بن عثمان بواسطةٍ واحدة في غير هذا الموضع.
(٢) « الرعد القاصف » : الشديد المهلك لشدّة صوته ؛ من القصف بمعنى الكسر والدفع الشديد. النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٣ ـ ٧٤ ( قصف ).
(٣) « الخاطف » : من الخطف ، وهو استلاب الشيء وأخذه بسرعة. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩ ( خطف ).
(٤) في الوافي : « في بعض النسخ : يطثان ، بالثاء المثلّثة من الوطث كالرعد ؛ يعني يضربان أرجلهما على الأرض ضرباً شديداً ».
(٥) في الوافي : + « عن ».
(٦) في « جس » : « إذا ».
(٧) في « بخ » : « الإسلام ديني ».
(٨) في « ظ » : + « من ».
(٩) « بين ظهرانيكم » ، أي بينكم على سبيل الاستظهار والاستناد إليكم ، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيداً ، ومعناه أنّ ظهراً منكم قدّامه وظهراً منهم وراءه ، فهو مكفوف من جانِبَيْه ، ومن جوانبه إذا قيل : بين أظهركم ، ثمّ استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).
(١٠) في « ظ ، ى ، بس ، جح ، جس » : ـ « محمّد ».
فَيَقُولَانِ لَهُ : تَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ؟ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ : نَمْ نَوْمَةً لَا حُلُمَ فِيهَا (١) ، وَيُفْسَحُ لَهُ (٢) فِي قَبْرِهِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيَرى مَقْعَدَهُ فِيهَا.
وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ كَافِراً ، دَخَلَا عَلَيْهِ ، وَأُقِيمَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، عَيْنَاهُ مِنْ نُحَاسٍ (٣) ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَا تَقُولُ (٤) فِي هذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ (٥) خَرَجَ مِنْ (٦) بَيْنِ ظَهْرَانَيْكُمْ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، فَيُخَلِّيَانِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ ، فَيُسَلِّطُ (٧) عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ (٨) تِنِّيناً (٩) لَوْ أَنَّ تِنِّيناً وَاحِداً مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ (١٠) ، مَا أَنْبَتَتْ شَجَراً أَبَداً ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، وَيَرى مَقْعَدَهُ فِيهَا (١١) ». (١٢)
٤٧٠٢ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (١٣) عليهالسلام : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَنِ الْمَسْؤُولُونَ فِي قُبُورِهِمْ؟
__________________
(١) في « جس » : « لا حلم لها ». و « الحُلُم » : ما يراه النائم في نومه من الأشياء ، لكن غلب على ما يراه من الشرّوالقبيح. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).
(٢) « يفسح له » ، أي وُسِّعَ له ؛ من الفسحة بمعنى السعة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩١ ( فسح ).
(٣) « النُحاس » : ضرب من الصُفْر والآنية شديدة الحمرة ، والدخان الذي لا لهب فيه. قال العلاّمة الفيض : « عيناهمن نحاس ؛ يعني في المنظر ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٨١ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٢٧ ( نحس ).
(٤) في « بح » : « فما تقول ».
(٥) في « بخ » والوافي : ـ « قد ».
(٦) في « ى » : ـ « من ».
(٧) في « بخ » والوافي : « ويسلّط ».
(٨) في « بخ » : « وتسعون ».
(٩) في البحار : + « و ». و « التِنِّين » ، كسِكّين : ضرب من الحيّات. وقيل : هي حيّة عظيمة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٥٦ ( تنن ).
(١٠) في « ى ، بخ ، جح » : « نفح » بدل « نفخ ». وفي « بخ » : « نفخ على الأرض ».
(١١) في « بث ، بخ » : « منها ».
(١٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٦ ، ح ٢٤٧٦٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦١ ، ح ١٠٣.
(١٣) في « بث » : « لأبي عبدالله ».
قَالَ : « مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ ، وَمَنْ مَحَضَ الْكُفْرَ ».
قَالَ (١) : قُلْتُ : فَبَقِيَّةُ هذَا الْخَلْقِ؟
قَالَ : « يُلْهى (٢) وَاللهِ عَنْهُمْ ، مَا يُعْبَأُ (٣) بِهِمْ ».
قَالَ : قُلْتُ (٤) : وَعَمَّ (٥) يُسْأَلُونَ؟
قَالَ : « عَنِ الْحُجَّةِ الْقَائِمَةِ (٦) بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (٧) ، فَيُقَالُ لِلْمُؤْمِنِ : مَا تَقُولُ (٨) فِي فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ؟ فَيَقُولُ : ذَاكَ (٩) إِمَامِي ، فَيُقَالُ (١٠) : نَمْ أَنَامَ اللهُ عَيْنَكَ (١١) ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ (١٢) ، فَمَا يَزَالُ (١٣) يُتْحِفُهُ (١٤) مِنْ رَوْحِهَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ وَيُقَالُ لِلْكَافِرِ : مَا تَقُولُ (١٥) فِي فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ؟ » قَالَ (١٦) : « فَيَقُولُ : قَدْ سَمِعْتُ بِهِ وَمَا أَدْرِي مَا هُوَ (١٧)؟ فَيُقَالُ لَهُ (١٨) : لَادَرَيْتَ (١٩) » قَالَ (٢٠) :
__________________
(١) في الوافي : ـ « قال ».
(٢) في « ى : « يلهو ». وفي « بث ، بس ، جح ، جس » وحاشية « بخ » : « يلهوا ». وفي « بح » والبحار : « يلهون ».
(٣) في « جح » : « وما يُعبأ ». (٤) في البحار : « وقلت ».
(٥) في « بث ، بح » : « وعمّا ». (٦) في « بث ، بس » : « القائم ».
(٧) في « بخ ، جس » : « أظهرهم ». (٨) في « جس » : « ما يقول ».
(٩) في الوافي : « ذلك ».
(١٠) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » والبحار : « فيقول ».
(١١) في البحار : « عينيك ». (١٢) في « بخ » والوافي : « إلى الجنّة ».
(١٣) في « بخ » والوافي : « فلا يزال ». وفي « بس » : « فما زال ».
(١٤) في حاشية « بح » : « ينعمه ». وفي الوافي : « ينفحه » بالحاء المهملة. و « يتحفه » أي يعطيه ويهدي إليه ، يقال : أتحفه الشيء وبه ، أي أهداه إيّاه ، وأتحفه ، أي أعطاه تحفة ، والتُحْفَةُ والتُحَفة : البِرّ واللطف ، وعلى هذا والإتحاف في الأخير على التهكّم ، كما قاله العلاّمة المجلسي رحمهالله. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٠ ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ؛ المعجم الوسيط ، ص ٨٢ ( تحف ).
(١٥) في « جس » : « ما يقول ». (١٦) في الوافي : ـ « قال ».
(١٧) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس » : + « قال ». (١٨) في « بخ » : ـ « له ».
(١٩) في مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢١٠ : « قوله عليهالسلام : لا دريت ، الظاهر أنّه دعاء عليه ، ويحتمل أن يكون استفهاماً على الإنكار ، أي علمت تمّت عليك الحجّة في الدنيا وإنّما جحدْتَ لشقاوتك ، أو كان عدم العلم لتقصيرك ».
(٢٠) في « بخ » والوافي : ـ « قال ».
« وَيُفْتَحُ (١) لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ (٢) ، فَلَا يَزَالُ يُتْحِفُهُ (٣) مِنْ حَرِّهَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (٤)
٤٧٠٣ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ :
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ ، فَإِذَا أَثْبَتَ فُسِحَ (٥) لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفُتِحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَقِيلَ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ (٦) ، قَرِيرَ الْعَيْنِ (٧) ». (٨)
٤٧٠٤ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ : مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ ، وَمَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ ، وَأُقِيمَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، عَيْنَاهُ مِنْ نُحَاسٍ ، فَيُقَالُ لَهُ : كَيْفَ تَقُولُ (٩) فِي الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ (١٠) بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ؟ » قَالَ : « فَيَفْزَعُ لَهُ فَزْعَةً ، فَيَقُولُ ، إِذَا كَانَ مُؤْمِناً : أَعَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم تَسْأَلَانِي (١١)؟ فَيَقُولَانِ لَهُ : نَمْ نَوْمَةً لَاحُلُمَ فِيهَا ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَيَرى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ
__________________
(١) في « ى ، بس » : « يفتح » بدون الواو.
(٢) في الوافي : « إلى النار ».
(٣) في الوافي : « ينفحه » بالحاء المهملة.
(٤) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٥ ، ح ٢٤٧٥٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠٤.
(٥) في « بث » : « فتح ».
(٦) يقال للرجل : عروس ، كما يقال للمرأة ، وهو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر وماداما في أعراسهما. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٤٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٦ ( عرس ).
(٧) « قرير العين » ، أي الباردة والمنقطعة البكاء ؛ فإنّ للسرور دمعة باردة ؛ من القرّ بمعنى البرد ، أو هو من القرار ، أي رأت ما كانت متشوّقة إليه فقرّت ونامت. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨٦ ( قرر ).
(٨) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٥ ، ح ٢٤٧٦٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠٥.
(٩) في « جس » : « يقول ».
(١٠) في « ى ، بس » : ـ « كان ».
(١١) في « جس » : « يسألاني ».
عَزَّ وَجَلَّ : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) (١) ؛ وَإِذَا (٢) كَانَ كَافِراً قَالَا لَهُ : مَنْ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، فَيُخَلِّيَانِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ ». (٣)
٤٧٠٥ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « يُقَالُ لِلْمُؤْمِنِ فِي قَبْرِهِ : مَنْ رَبُّكَ؟ » قَالَ : « فَيَقُولُ : اللهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : الْإِسْلَامُ (٤) ، فَيُقَالُ لَهُ (٥) : مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ (٦) ، فَيُقَالُ (٧) : مَنْ إِمَامُكَ؟ فَيَقُولُ : فُلَانٌ ، فَيُقَالُ : كَيْفَ عَلِمْتَ بِذلِكَ (٨)؟ فَيَقُولُ : أَمْرٌ هَدَانِي اللهُ لَهُ (٩) وَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : نَمْ نَوْمَةً لَاحُلُمَ فِيهَا نَوْمَةَ الْعَرُوسِ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ (١٠) مِنْ رَوْحِهَا وَرَيْحَانِهَا ، فَيَقُولُ : يَا (١١) رَبِّ ، عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ ؛ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلى أَهْلِي وَمَالِي.
وَيُقَالُ لِلْكَافِرِ : مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ : اللهُ (١٢) ، فَيُقَالُ : مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ،
__________________
(١) إبراهيم (١٤) : ٢٧.
(٢) في « بث ، بخ ، بس ، جس » وحاشية « بح » والوافي والبحار والزهد : « فإذا ».
(٣) الزهد ، ص ١٦٠ ، ح ٢٣٥ ، بسنده عن عاصم بن حميد. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام. وفيه ، ص ٢٢٧ ، ح ١٩ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٥ ، ح ٢٤٧٦١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠٦.
(٤) في « بث » : + « ديني ».
(٥) في « ى ، بح ، بس ، جح ، جس » والبحار والزهد : ـ « له ».
(٦) في « بث » : + « نبيّي »
(٧) في « بخ » والوافي : + « له ».
(٨) في « جس » : « ذلك ».
(٩) في « بث » : ـ « له ».
(١٠) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والوافي والبحار : « إليه ».
(١١) في « بخ » : ـ « يا ».
(١٢) في « بث ، بح ، جح » : + « ربّي ».
فَيُقَالُ (١) : مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : الْإِسْلَامُ ، فَيُقَالُ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ذلِكَ (٢)؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ (٣) النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُهُ (٤) ، فَيَضْرِبَانِهِ (٥) بِمِرْزَبَةٍ (٦) لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا الثَّقَلَانِ ـ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ (٧) ـ لَمْ يُطِيقُوهَا » قَالَ : « فَيَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، ثُمَّ يُعِيدَانِ فِيهِ الرُّوحَ ، فَيُوضَعُ قَلْبُهُ بَيْنَ لَوْحَيْنِ مِنْ نَارٍ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَخِّرْ قِيَامَ السَّاعَةِ ». (٨)
٤٧٠٦ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أُخْرِجَ (٩) مِنْ بَيْتِهِ ، شَيَّعَتْهُ (١٠) الْمَلَائِكَةُ (١١) إِلى قَبْرِهِ يَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ حَتّى إِذَا (١٢) انْتَهى بِهِ إِلى قَبْرِهِ ، قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ : مَرْحَباً بِكَ وَأَهْلاً ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيَّ مِثْلُكَ ، لَتَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ بِكَ ، فَتَوَسَّعُ (١٣) لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ مَلَكَا الْقَبْرِ وَهُمَا قَعِيدَا (١٤) الْقَبْرِ : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، فَيُلْقِيَانِ فِيهِ الرُّوحَ إِلى حَقْوَيْهِ (١٥) ، فَيُقْعِدَانِهِ وَيَسْأَلَانِهِ ، فَيَقُولَانِ
__________________
(١) في « بخ » : « ويقال ». وفي الوافي : « ويقال له ».
(٢) في « جس » : « هذا ».
(٣) في « بث » : + « من ».
(٤) في « بح ، جح » : « فقلت ».
(٥) في « جس » : « فيضربان ».
(٦) « المِرْزبَةُ » : المِطْرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد ، وقيل : هِي عُصَيَّة من حديد. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( رزب ).
(٧) في « بث » : « الجنّ والإنس ».
(٨) الزهد ، ص ١٦١ ، ح ٢٣٦ ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن بعض أصحابه رفعه إلى بعض الفقهاء ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. وراجع : الاختصاص ، ص ٣٤٧ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٧ ، ح ٢٤٧٦٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٣ ، ح ١٠٧.
(٩) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس » : « إذا خرج ».
(١٠) في « بس » والبحار : « شيّعه ».
(١١) في « بخ » والوافي : « ملائكة الله ».
(١٢) في « جس » : ـ « إذا ».
(١٣) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جس » والبحار : « فيوسّع ».
(١٤) في « بث ، بخ ، بس ، جس » : « قعيد ». والقعيد : الذي يصاحبك في قعودك ، فعيل بمعنى مفاعل. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٦ ( قعد ).
(١٥) الحَقْوان : الخاصرتان ، وهما من الإنسان جنباه فوق رأس الورك. الواحد : الحَقْو ، وهو معقد الإزار
لَهُ (١) : مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ : اللهُ ، فَيَقُولَانِ : مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : الْإِسْلَامُ ، فَيَقُولَانِ : وَمَنْ (٢) نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَيَقُولَانِ : وَمَنْ إِمَامُكَ؟ فَيَقُولُ : فُلَانٌ ».
قَالَ : « فَيُنَادِي (٣) مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : صَدَقَ عَبْدِي ، افْرُشُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ مِنَ (٤) الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ بَاباً إِلَى (٥) الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسُوهُ (٦) مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ حَتّى يَأْتِيَنَا ، وَمَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ عَرُوسٍ (٧) ، نَمْ نَوْمَةً (٨) لَاحُلُمَ فِيهَا ».
قَالَ : « وَإِنْ كَانَ كَافِراً ، خَرَجَتِ (٩) الْمَلَائِكَةُ تُشَيِّعُهُ إِلى قَبْرِهِ يَلْعَنُونَهُ (١٠) حَتّى إِذَا انْتَهى (١١) إِلى قَبْرِهِ ، قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ : لَامَرْحَباً بِكَ (١٢) وَلَا أَهْلاً ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيَّ مِثْلُكَ ، لَاجَرَمَ لَتَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ بِكَ الْيَوْمَ (١٣) ، فَتَضِيقُ (١٤) عَلَيْهِ حَتّى تَلْتَقِيَ (١٥) جَوَانِحُهُ (١٦) » قَالَ : « ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مَلَكَا الْقَبْرِ وَهُمَا قَعِيدَا (١٧) الْقَبْرِ : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ».
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَدْخُلَانِ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ فِي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ : « لَا ».
__________________
ومَشدّه وموضعه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣١٧ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٧ ( حقا ).
(١) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، حج ، جس » والوافي والبحار : ـ « له ».
(٢) في البحار : « من » بدون الواو.
(٣) في « بخ » : « فنادى ».
(٤) في الوافي : + « فرش ».
(٥) في « ى » : « من ».
(٦) في حاشية « بح » : « فألبسوه ».
(٧) في البحار : « العروس ».
(٨) في « ى » : ـ « نم نومة ».
(٩) في « بخ » : « أخرجت ».
(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « تلعنونه ».
(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع والوافي : + « به ».
(١٢) في « جس » : ـ « بك ».
(١٣) في « بث » : « اليوم بك ».
(١٤) في « بث ، جح » : فيضيّق ».
(١٥) في « ى ، بث ، بح ، جح » : « حتّى يلتقي ».
(١٦) « الجَوانح » : الأضلاع التي تحت الترائب ، وهي ممّا يلي الصدر ، والواحدة : الجانحة. والترائب : جمع التَرِيبة ، وهي عظام الصدر ما بين التَرْقُوَة إلى الثَنْدُؤة. وقيل : هي أعلى صدر الإنسان تحت الذَقَن. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٩١ و ٣٦٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٤ و ٣٠٥ ( ترب ) و ( جنح ).
(١٧) في « بث ، بخ ، جس » : « قعيد ».
قَالَ (١) : « فَيُقْعِدَانِهِ وَيُلْقِيَانِ (٢) فِيهِ الرُّوحَ إِلى حَقْوَيْهِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ (٣) : مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَتَلَجْلَجُ (٤) وَيَقُولُ (٥) : قَدْ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ، فَيَقُولَانِ لَهُ (٦) : لَادَرَيْتَ ، وَيَقُولَانِ (٧) لَهُ : مَا دِينُكَ؟ فَيَتَلَجْلَجُ ، فَيَقُولَانِ لَهُ : لَادَرَيْتَ ، وَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : قَدْ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ، فَيَقُولَانِ لَهُ (٨) : لَادَرَيْتَ ، وَيُسْأَلُ عَنْ (٩) إِمَامِ زَمَانِهِ ».
قَالَ : « وَيُنَادِي (١٠) مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : كَذَبَ عَبْدِي ، افْرُشُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ مِنَ النَّارِ ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ ثِيَابِ النَّارِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ حَتّى يَأْتِيَنَا ، وَمَا عِنْدَنَا شَرٌّ لَهُ ، فَيَضْرِبَانِهِ بِمِرْزَبَةٍ ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ لَيْسَ مِنْهَا (١١) ضَرْبَةٌ إِلاَّ يَتَطَايَرُ (١٢) قَبْرُهُ نَاراً ، لَوْ ضُرِبَ بِتِلْكَ الْمِرْزَبَةِ جِبَالُ تِهَامَةَ (١٣) لَكَانَتْ رَمِيماً ».
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « وَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ الْحَيَّاتِ تَنْهَشُهُ (١٤) نَهْشاً ،
__________________
(١) في « جس » : ـ « قال ».
(٢) في الوافي : « ويلقيانه ».
(٣) في « ى ، جح ، جس » : ـ « له ». وفي « بخ » والوافي : « ويقولان له ».
(٤) اللجلجة والتلجلج : التردّد في الكلام. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣١٣ ( لجج ).
(٥) في « جح » : « فيقول ».
(٦) في « جح ، جس » : ـ « له ».
(٧) في « بث » : « فيقولان ».
(٨) في « بح » : « فيقولان » بدل « يقولون ، فيقولان له ».
(٩) في البحار : « من ».
(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع والبحار : « فينادي ».
(١١) في « بح » : « فيها ».
(١٢) في الوافي : « ويتطاير ». وقوله : « يتطاير قبره » ، أي يتفرّق ويتقطّع قِطَعاً ، والاستطارة والتطاير : التفرّق والذهاب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥١ ـ ١٥٢ ( طير ).
(١٣) « تِهامة » : اسم مكّة شرّفها الله تعالى. وقيل : بلد. وقيل : هي أرض أوّلها ذات عِرْق من قبل نجد إلى مكّة وماوراءها بمرحلتين أو أكثر ، ثمّ تتّصل بالغور وتأخذ إلى البحر ، ويقال : إنّ تهامة تتّصل بأرض اليمن وإنّ مكّة من تهامة اليمن ، والنسبة إليها تهاميّ. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٧٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٧٧ ـ ٧٨ ( تهم ).
(١٤) « تنهشه » أي تتناوله بفمها لتَعَضَّه فتؤثّر فيه ولا يجرحه. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٦٠ ( نهش ).
وَالشَّيْطَانَ يَغُمُّهُ غَمّاً » قَالَ : « وَ (١) يَسْمَعُ عَذَابَهُ مَنْ خَلَقَ اللهُ إِلاَّ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ » قَالَ : « وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ (٢) وَنَقْضَ (٣) أَيْدِيهِمْ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) (٤) ». (٥)
٤٧٠٧ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كُولُومٍ (٦) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ (٧) قَبْرَهُ ، كَانَتِ الصَّلَاةُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَالْبِرُّ يُطِلُّ (٨) عَلَيْهِ (٩) ، وَيَتَنَحَّى الصَّبْرُ نَاحِيَةً ، وَإِذَا (١٠) دَخَلَ عَلَيْهِ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ مُسَاءَلَتَهُ (١١) ، قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ : دُونَكُمَا (١٢) صَاحِبَكُمْ (١٣) ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ (١٤) عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ ». (١٥)
__________________
(١) في « بخ » : « وقال ».
(٢) « ليسمع خفق نعالهم » ؛ يعني الميّت ، أي يسمع صوت نعالهم على الأرض إذا مشوا. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٦ ( خفق ).
(٣) في « ى ، جح » والبحار : « ونفض ». قوله عليهالسلام : « نقض » ، الظاهر أنّ العلاّمة الفيض قرأه بالفاء ، حيث قال : « ونفض الأيدي ؛ يعني به من تراب القبر ». (٤) إبراهيم (١٤) : ٢٧.
(٥) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٨ ، عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير. راجع : الغارات ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٦٥ ، المجلس ٣١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٣٤٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٧ ، المجلس ١ ، ح ٣١ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦١٩ ، ح ٢٤٧٦٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٣ ، ح ١٠٨.
(٦) تقدّم الخبر في الكافي ، ح ١٦٩٧ ، بنفس السند عن عبدالله بن مرحوم ، عن أبي سيّار. ولا يبعد صحّة « عبداللهبن مرحوم » كما أشرنا إليه هناك ، فلا حظ. (٧) في الكافي ، ح ١٦٩٧ : + « في ».
(٨) في « ى » : « يظلّ ». وفي « بح ، بخ ، جح » : « مظلّ ». وفي « بس ، جس » والكافي ، ح ١٦٩٧ وثواب الأعمال : « مطلّ ». وفي الوافي : « مظلّل ». و « يطلّ عليه » أي يشرف. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٣٦ ( طلل ).
(٩) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » : + « قال ». وفي « جس » : « معه » بدل « عليه ».
(١٠) في « بح ، بس ، جح ، جس » والكافي ، ح ١٦٩٧ وثواب الأعمال : « فإذا ».
(١١) في « ى » : « مسائله ».
(١٢) في الكافي ، ح ١٦٩٧ وثواب الأعمال : « والبرّ دونكم » بدل « دو نكما ».
(١٣) في « بث ، بخ » والوافي : « صاحبكما ». (١٤) في « بث ، بح ، بخ » والوافي : « فإن عجزتما ».
(١٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر ، ح ١٦٩٧. وفي ثواب الأعمال ، ص ٢٠٣ ، ح ١ ، بسنده عن
٤٧٠٨ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (١) أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ (٢) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا وُضِعَ (٣) الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ مُثِّلَ لَهُ شَخْصٌ ، فَقَالَ لَهُ : يَا هذَا ، كُنَّا ثَلَاثَةً : كَانَ رِزْقُكَ ، فَانْقَطَعَ بِانْقِطَاعِ أَجَلِكَ ؛ وَكَانَ أَهْلُكَ ، فَخَلَّفُوكَ (٤) وَانْصَرَفُوا عَنْكَ ؛ وَكُنْتُ عَمَلَكَ ، فَبَقِيتُ مَعَكَ ، أَمَا إِنِّي كُنْتُ أَهْوَنَ الثَّلَاثَةِ عَلَيْكَ ». (٥)
٤٧٠٩ / ١٥. عَنْهُ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يُسْأَلُ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ (٧) صَلَاتِهِ ، وَزَكَاتِهِ ، وَحَجِّهِ ، وَصِيَامِهِ (٨) ، وَوَلَايَتِهِ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَتَقُولُ (٩) الْوَلَايَةُ مِنْ (١٠) جَانِبِ الْقَبْرِ لِلْأَرْبَعِ : مَا دَخَلَ فِيكُنَّ مِنْ نَقْصٍ فَعَلَيَّ تَمَامُهُ ». (١١)
٤٧١٠ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَصْلُوبِ : يُعَذَّبُ عَذَابَ الْقَبْرِ؟
قَالَ : فَقَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَأْمُرُ الْهَوَاءَ (١٢)
__________________
الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن مرحوم ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢١ ، ح ٢٤٧٦٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٥ ، ذيل ح ٣٥٦٢.
(١) في البحار : ـ « محمّد بن ».
(٢) في « بح » : + « رفعه ». وفي الوافي : ـ « عن أبيه ».
(٣) في « بح » : « وقع ».
(٤) في « بخ » والوافي : « فخلّوك ».
(٥) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٤ ، ح ٢٤٧٤٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ١١٠.
(٦) الظاهر رجوع الضمير إلى محمّد بن أحمد الخراساني المذكور في السند السابق.
(٧) في « بث » : ـ « عن ».
(٨) هذا الخبر ينافي ما يدلّ على أنّ السؤال في القبر إنّما هو عن المعتقدات دون الأعمال. أجاب عنه العلاّمةالفيض بقوله : « لا ينافي ... ؛ لأنّ من جملة المعتقدات دين الإسلام الذي بناؤه على هذه الخمس ، كما ورد في الأخبار : بني الإسلام على خمس ». والعلاّمة المجلسي بقوله : « يمكن حمله على السؤال عن الاعتقاد بها ؛ لكونها من ضروريّات الدين ، فالاعتقاد بها من أجزاء الإيمان لا من عملها ».
(٩) في « ى ، بخ » : « فيقول ».
(١٠) في البحار : « عن ».
(١١) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢١ ، ح ٢٤٧٦٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ١١١.
(١٢) في « بس » : « بالهواء ».
أَنْ يَضْغَطَهُ (١) ». (٢)
٤٧١١ / ١٧. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى (٣) :
سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْمَصْلُوبِ : يُصِيبُهُ عَذَابُ الْقَبْرِ؟
فَقَالَ : « إِنَّ رَبَّ الْأَرْضِ هُوَ رَبُّ الْهَوَاءِ ، فَيُوحِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى الْهَوَاءِ ، فَيَضْغَطُهُ ضَغْطَةً (٤) أَشَدَّ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ ». (٥)
٤٧١٢ / ١٨. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ (٦) رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْحَقِي بِسَلَفِنَا (٧) الصَّالِحِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ » قَالَ : « وَفَاطِمَةُ عليهاالسلام عَلى شَفِيرِ الْقَبْرِ تَنْحَدِرُ (٨) دُمُوعُهَا فِي الْقَبْرِ وَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتَلَقَّاهُ بِثَوْبِهِ قَائِماً (٩) يَدْعُو (١٠) » قَالَ : « إِنِّي لَأَعْرِفُ ضَعْفَهَا (١١) ، وَسَأَلْتُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُجِيرَهَا مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ ». (١٢)
__________________
(١) « أن يَضْغَطُهُ » ، أي يعصره ، يقال : ضغطه يضغطه ضغطاً. إذا عصره وضيّق عليه وقهره. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٠ ( ضغط ).
(٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٤ ، ح ٢٤٧٧٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٦ ، ح ١١٢.
(٣) في « بخ » والوافي : + « قال ».
(٤) في « بث ، بح ، جح » وحاشية « بس » : + « هو ». وفي الفقيه : ـ « ضغطة ».
(٥) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ٥٨٤ ، مرسلاً الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٥ ، ح ٢٤٧٧١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٦ ، ذيل ح ١٢.
(٦) في « ى » وحاشية « بح » : « بنت ».
(٧) في « بخ » : « سلفنا ».
(٨) في « ى » : « ينحدر ». وفي « بث : « يتحدّر ». وفي « بح » : « تتحدّر ».
(٩) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » : « قائم ». وفي الوافي : + « بما ».
(١٠) في « ى » : ـ « يدعو ».
(١١) في « ى » : « صفتها ».
(١٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٤ ، ح ٢٤٧٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٧٩ ، ح ٣٦٤٩ ، إلى قوله : « تنحدر دموعها في القبر » ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٦ ، ح ١١٣ ؛ وج ٢٢ ، ص ١٦٤ ، ح ٢٤.
٨٩ ـ بَابُ مَا يَنْطِقُ بِهِ مَوْضِعُ الْقَبْرِ (١)
٤٧١٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (٢) مَوْضِعِ (٣) قَبْرٍ (٤) إِلاَّ وَهُوَ (٥) يَنْطِقُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : أَنَا بَيْتُ التُّرَابِ ، أَنَا بَيْتُ الْبَلَاءِ (٦) ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ».
قَالَ : « فَإِذَا دَخَلَهُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : مَرْحَباً وَأَهْلاً ، أَمَا (٧) وَاللهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَأَنْتَ (٨) تَمْشِي عَلى ظَهْرِي ، فَكَيْفَ إِذَا دَخَلْتَ بَطْنِي ، فَسَتَرى ذلِكَ (٩) » قَالَ : « فَيُفْسَحُ (١٠) لَهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ (١١) يَرى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ».
قَالَ : « وَيَخْرُجُ مِنْ ذلِكَ رَجُلٌ لَمْ تَرَ عَيْنَاهُ شَيْئاً قَطُّ (١٢) أَحْسَنَ مِنْهُ ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، مَا رَأَيْتُ شَيْئاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْكَ (١٣)؟ فَيَقُولُ (١٤) : أَنَا رَأْيُكَ الْحَسَنُ الَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ ، وَعَمَلُكَ الصَّالِحُ الَّذِي كُنْتَ تَعْمَلُهُ ».
قَالَ : « ثُمَّ تُؤْخَذُ (١٥) رُوحُهُ ، فَتُوضَعُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ رَأى مَنْزِلَهُ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ :
__________________
(١) في « ى ، بخ ، بس ، جح ، جس » : ـ « ما ينطق به موضع القبر ».
(٢) في « بخ » : ـ « من ».
(٣) في البحار : ـ « موضع ».
(٤) في « ى » : « القبر ».
(٥) في « جس » : « هو » بدون الواو.
(٦) قرأه العلاّمة المجلسي مقصوراً ، حيث قال : « البلى ، بكسر الباء : الخَلَق ، والبالي : خلاف الجديد ، أي تبلى فيه الأجساد ».
(٧) في « بث » : ـ « أما ».
(٨) في « بخ » : « احبّ أن » بدل « احبّك وأنت ».
(٩) في « جس » : « سترى » بدل « فسترى ذلك ».
(١٠) في « بخ » : « فتفسح ».
(١١) في « جس » : « باباً ».
(١٢) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جس » والبحار : ـ « قطّ ».
(١٣) في « بث » : « أحسن منك قطّ » بدل « قطّ أحسن منك ».
(١٤) في « بخ ، جس » : « قال ».
(١٥) في « بث ، بح ، بس » : « ثمّ يؤخذ ».
نَمْ قَرِيرَ الْعَيْنِ (١) ، فَلَا يَزَالُ (٢) نَفْحَةٌ (٣) مِنَ الْجَنَّةِ تُصِيبُ جَسَدَهُ يَجِدُ لَذَّتَهَا وَطِيبَهَا حَتّى يُبْعَثَ ».
قَالَ (٤) : « وَإِذَا دَخَلَ الْكَافِرُ (٥) ، قَالَتْ (٦) : لَامَرْحَباً بِكَ وَلَا أَهْلاً ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَأَنْتَ تَمْشِي عَلى ظَهْرِي (٧) ، فَكَيْفَ إِذَا دَخَلْتَ بَطْنِي سَتَرى ذلِكَ » قَالَ (٨) : « فَتَضُمُّ (٩) عَلَيْهِ ، فَتَجْعَلُهُ رَمِيماً ، وَيُعَادُ كَمَا كَانَ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، فَيَرى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ».
ثُمَّ (١٠) قَالَ : « ثُمَّ (١١) إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهُ رَجُلٌ أَقْبَحُ مَنْ رَأى قَطُّ (١٢) » قَالَ : « فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، مَنْ أَنْتَ؟ مَا (١٣) رَأَيْتُ شَيْئاً أَقْبَحَ مِنْكَ؟ » قَالَ : « فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ السَّيِّئُ الَّذِي كُنْتَ تَعْمَلُهُ ، وَرَأْيُكَ الْخَبِيثُ ».
قَالَ (١٤) : « ثُمَّ تُؤْخَذُ (١٥) رُوحُهُ ، فَتُوضَعُ (١٦) حَيْثُ رَأى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ (١٧) نَفْخَةٌ (١٨) مِنَ النَّارِ تُصِيبُ جَسَدَهُ ، فَيَجِدُ (١٩) أَلَمَهَا وَحَرَّهَا فِي جَسَدِهِ (٢٠) إِلى يَوْمِ يُبْعَثُ (٢١) ،
__________________
(١) « قرير العين » ، أي الباردة والمنقطعة البكاء ؛ فإنّ للسرور دمعة باردة ؛ من القرّ بمعنى البرد ، أو هو من القرار ، أي رأت ما كانت متشوّقَة إليه فقرّت ونامت. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨٦ ( قرر ).
(٢) في « بث ، بس ، جس » والبحار : « فلا تزال ».
(٣) في « ى ، جس » : « نفخه ». وفي « بح » : « نفخة ».
(٤) في « جس » : ـ « قال ». (٥) في الوافي : + « قبره ».
(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « قال ». وفي الوافي : + « له ».
(٧) في « جس » : ـ « ظهري ». (٨) في البحار : ـ « قال ».
(٩) في « بس » : « فتنضمّ ». (١٠) في الوافي : ـ « ثمّ ».
(١١) في « جس » : ـ « ثمّ ». (١٢) في « جح » : ـ « قطّ ».
(١٣) في « بخ » : « فما ».
(١٤) في « بح » : « ثمّ قال ».
(١٥) في « ى ، بس » والوافي : « ثمّ يؤخذ ».
(١٦) في « جس » والوافي : « فيوضع ».
(١٧) في « بث » : « لم يزل ». وفي « بخ » : « لا تزال ». وفي الوافي : « لايزال ».
(١٨) في « ى ، بث ، بخ ، بس » : « نفحه ». وفي « بح ، جح » : « نفحة ».
(١٩) في « بخ » والوافي : « يجد ».
(٢٠) في « ى » والبحار : ـ « في جسده ».
(٢١) في « بخ » وحاشية « بث » والوافي : « إلى أن يبعث ».
وَيُسَلِّطُ اللهُ (١) عَلى رُوحِهِ تِسْعَةً (٢) وَتِسْعِينَ (٣) تِنِّيناً (٤) تَنْهَشُهُ (٥) لَيْسَ فِيهَا (٦) تِنِّينٌ يَنْفُخُ (٧) عَلى ظَهْرِ الْأَرْضِ ؛ فَتُنْبِتَ شَيْئاً ». (٨)
٤٧١٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كُلِّ يَوْمٍ يَقُولُ : أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ (٩) ». (١٠)
٤٧١٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (١١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِمُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عُمَرَ (١٢) بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « الله ».
(٢) في حاشية « بح » : « ستّة ».
(٣) في « ى ، بث ، بح ، جح ، جس » : « وستّين ». وفي « بخ » والوافي : « وتسعون ».
(٤) « التِنّين » ، كسِكّين : ضرب من الحيّات. وقيل : هي حيّة عظيمة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٥٦ ( تنن ).
(٥) في « بث » : « ينهشه ». و « تنهشه » ، أي تتناوله بفمها لتعضّه فتؤثّر فيه ولا يجرحه. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٦٠ ( نهش ).
(٦) في « بث ، بخ » والوافي : « منها ».
(٧) في البحار والوافي : « تنفخ ».
(٨) راجع : الغارات ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ والاختصاص ، ص ٣٤٧ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٦٥ ، المجلس ٣١ ، ح ٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٧ ، المجلس ١ ، ح ٣١ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٥ ، ح ٢٤٧٤٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٦ ، ح ١١٤.
(٩) في « بخ » وحاشية « بث » : « النيران ».
(١٠) الخصال ، ص ١١٩ ، باب الثلاثة ، ضمن ح ١٠٨ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام ؛ الاختصاص ، ص ٣٦٠ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، مرسلاً عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وفي كلّها من قوله : « أنا روضة من رياض الجنّة » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٦ ، ح ٢٤٧٤٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٧ ، ح ١١٥.
(١١) في « بخ » : ـ « عن أحمد بن محمّد بن عيسى ». وفي « جس » : ـ « محمّد بن ».
(١٢) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جح ، جس ، جن ». وفي « بس » والمطبوع والبحار : « عمرو ».
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنِّي سَمِعْتُكَ وَأَنْتَ تَقُولُ : كُلُّ شِيعَتِنَا فِي الْجَنَّةِ عَلى مَا كَانَ فِيهِمْ (١)؟
قَالَ : « صَدَقْتُكَ (٢) ، كُلُّهُمْ ـ وَاللهِ ـ فِي الْجَنَّةِ ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ الذُّنُوبَ كَثِيرَةٌ كِبَارٌ (٣)؟
فَقَالَ : « أَمَّا فِي الْقِيَامَةِ ، فَكُلُّكُمْ (٤) فِي الْجَنَّةِ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ الْمُطَاعِ ، أَوْ وَصِيِّ النَّبِيِّ ، وَلكِنِّي ـ وَاللهِ ـ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ (٥) فِي الْبَرْزَخِ ».
قُلْتُ : وَمَا الْبَرْزَخُ؟
قَالَ (٦) : « الْقَبْرُ مُنْذُ حِينِ مَوْتِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (٧)
٩٠ ـ بَابٌ فِي (٨) أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ
٤٧١٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ حُسَيْنِ (٩) بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ
__________________
والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى عبدالرحمن بن حمّاد ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٣٧٨ ـ ٣٨١ ؛ بصائر الدرجات ، ص ٦٠ ، ح ٣.
وعمر بن يزيد هذا مشترك بين عمربن يزيد الصيقل وعمر بن يزيد بيّاع السابري ، وهما المذكوران في كتب الرجال. راجع : رجال البرقي ، ص ٣٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٥٢ ، الرقم ٣٥٤١ ؛ وص ٢٥٣ ، الرقم ٣٥٤٩ ؛ رجال النجاشي ، ص ٢٨٣ ، الرقم ٧٥١ ؛ وص ٢٨٦ ، الرقم ٧٦٣.
وأمّا ما ورد وفي رجال الطوسي ، ص ٢٥١ ، الرقم ، ٣٥١٣ من عمرو بن يزيد الهمداني ، فلا يعتَمَد عليه ؛ لما ورد في هامش الكتاب نقلاً من بعض النسخ ؛ من « عمرو بن فرقد » بدل « عمرو بن يزيد ».
(١) في « بخ » والوافي : « منهم ».
(٢) في حاشية « بح ، جح » : « صدقت ».
(٣) في البحار : « كبائر ».
(٤) في « بث » : « فكلّهم ».
(٥) في « بخ » : « عليهم ».
(٦) في « بح ، جح » : « فقال ».
(٧) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٦ ، ح ٢٤٧٥٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٧ ، ح ١١٦.
(٨) في « ى ، بث » : ـ « في ».
(٩) هكذا في النسخ. وفي المطبوع والبحار : « الحسين ».
الْمُرْتَجِلِ بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ عَبَايَةَ (١) الْأَسَدِيِّ ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ ، قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام إِلَى الظَّهْرِ (٢) ، فَوَقَفَ بِوَادِي السَّلَامِ كَأَنَّهُ مُخَاطِبٌ (٣) لِأَقْوَامٍ ، فَقُمْتُ بِقِيَامِهِ حَتّى أَعْيَيْتُ (٤) ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ حَتّى نَالَنِي مِثْلُ مَا نَالَنِي أَوَّلاً ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ (٥) وَجَمَعْتُ رِدَائِي ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ ، فَرَاحَةَ سَاعَةٍ (٦) ، ثُمَّ طَرَحْتُ (٧) الرِّدَاءَ لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي (٨) : « يَا حَبَّةُ ، إِنْ هُوَ إِلاَّ مُحَادَثَةُ مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤَانَسَتُهُ ».
قَالَ : قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّهُمْ لَكَذلِكَ؟
قَالَ : « نَعَمْ (٩) ، وَلَوْ كُشِفَ (١٠) لَكَ لَرَأَيْتَهُمْ حَلَقاً حَلَقاً
__________________
(١) هكذا في « بث ، بس ، جس » وحاشية « جح » والوافي والبحار. وفي « ظ ، ى ، بح ، بخ ، جح ، جن » والمطبوع : « عبادة ».
والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ عبادة الأسَدي منصرف إلى عبادة بن زياد الأسَدي الكوفي الذي ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ، ج ١٧ ، ص ٢٠٨ ، الر قم ١٩٨ ، في من توفّي سنة ٢٣١ ، وهو متّحد مع عَبَادة بن زياد الأسَدِي الذي ترجم له النجاشي في رجاله ، ص ٣٠٤ ، الر قم ٨٣٠ ونسب إليه كتاباً رواه حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان النِّهمي عنه.
وأمّا حبة العرني ـ وهو ابن جوين ـ فأكثر ما قيل في سنة وفاته ، هي سنة ٧٩ ، فيستبعد جدّاً رواية عبادة بن زياد عنه.
وعَباية الأسدي. هو عباية بن ربعيّ الذي عُدّ من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام. وروى في مائة منقبة لابن شاذان ، ص ١٨ بعنوان عباية عن حبّة العرني عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٧١ ، الر قم ٦٥٦.
(٢) في مرآة العقول : « إلى الظهر ، أي ظهر الكوفة ».
(٣) في الوافي : « مخاطباً ».
(٤) « أعييتُ » أي كللت وتعبت. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ص ١١٢ ( عيا ).
(٥) في « ى » : ـ « حتّى نالني ـ إلى ـ ثمّ قمت ».
(٦) في مرآة العقول : « فراحة ساعة ، منصوب بفعل مقدّر ، أي اطلب ، أو أطلب راحة ساعة ؛ أو مرفوع والخبرمقدّر ، أي أولى وأحرى ».
(٧) في « بث ، جس » والوافي : « وطرحت ».
(٨) في الوافي والبحار : ـ « لي ».
(٩) في « ى » : ـ « نعم ».
(١٠) في « بح » : « كشفت الغطاء ».
مُحْتَبِينَ (١) يَتَحَادَثُونَ ». (٢)
فَقُلْتُ : أَجْسَامٌ ، أَمْ أَرْوَاحٌ؟
فَقَالَ (٣) : « أَرْوَاحٌ ، وَمَا مِنْ (٤) مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فِي بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ إِلاَّ قِيلَ لِرُوحِهِ : الْحَقِي بِوَادِي السَّلَامِ ، وَإِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ ». (٥)
٤٧١٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ :
عَنْ (٦) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَخِي بِبَغْدَادَ ، وَأَخَافُ أَنْ يَمُوتَ بِهَا؟
فَقَالَ : « مَا تُبَالِي (٧) حَيْثُمَا (٨) مَاتَ ، أَمَا (٩) إِنَّهُ لَايَبْقى مُؤْمِنٌ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا إِلاَّ حَشَرَ (١٠) اللهُ رُوحَهُ إِلى (١١) وَادِي السَّلَامِ ».
قُلْتُ لَهُ : وَأَيْنَ وَادِي السَّلَامِ؟
قَالَ : « ظَهْرُ الْكُوفَةِ ، أَمَا إِنِّي كَأَنِّي بِهِمْ حَلَقٌ حَلَقٌ قُعُودٌ (١٢) يَتَحَدَّثُونَ ». (١٣)
__________________
(١) في الوافي : « مخبتين » من الإخبات بمعنى الخشوع. والاحتباء : هو أن يضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشدّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٧ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( حبا ).
(٢) في « بخ » : « يتحدّثون ».
(٣) في « بخ » : + « لي ». وفي الوافي : + « بل ».
(٤) في « بس » : ـ « من ».
(٥) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣١ ، ح ٢٤٧٧٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٧ ، ح ١١٧ ؛ وج ٤١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٥ ؛ وج ١٠٠ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٦.
(٦) في « بح » : « إلى ».
(٧) في جميع النسخ التي قوبلت : « ما يبالي ». وما أثبتناه مطابق للمطبوع والوافي والبحار.
(٨) في « ى » : « حيث ».
(٩) في « جس » : ـ « أما ».
(١٠) في « جس » والبحار ، ج ٦ : « حشره ».
(١١) في « ى » : ـ « إلى ».
(١٢) في « بث : ـ « قعود ».
(١٣) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ، ح ١٥٢٥ ، بسنده عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن عمر ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٢ ، ح ٢٤٧٧٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٨ ، ح ١١٨ ؛ وج ١٠٠ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٧.