الكافي - ج ٥

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٥

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٥٤

٩١ ـ بَابٌ آخَرُ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ (١)

٤٧١٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَرْوُونَ (٢) أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَوَاصِلِ طُيُورٍ (٣) خُضْرٍ حَوْلَ الْعَرْشِ؟

فَقَالَ : « لَا ، الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ (٤) فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ (٥) ، وَلكِنْ (٦) فِي أَبْدَانٍ كَأَبْدَانِهِمْ ». (٧)

٤٧١٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَفِي شَجَرَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا ، وَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، أَقِمِ السَّاعَةَ لَنَا (٨) ، وَأَنْجِزْ (٩) لَنَا مَا وَعَدْتَنَا ، وَأَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا ». (١٠)

٤٧٢٠ / ٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (١١) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنِ‌

__________________

(١) في « بخ ، جح ، جس » : ـ « آخر في أرواح المؤمنين ».

(٢) في « بث ، بخ ، بس ، جس » : « يرون ».

(٣) في « جس » وحاشية « بث » : « طير ». و « حواصل » : جمع حَوْصَلَة ، بتخفيف اللام وتشديدها ، وهي من الطير بمنزلة المعدة من الإنسان. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٣ ( حصل ).

(٤) في « بث » : « أرواح المؤمنين ».

(٥) في « ى » : + « خضر ».

(٦) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جح » والبحار : « لكن » بدون الواو.

(٧) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٥ ، ح ٢٤٧٨٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٨ ، ح ١١٩ ؛ وج ٦١ ، ص ٥٠ ، ح ٢٩.

(٨) في « بخ » والوافي والبحار : « لنا الساعة ». وفي « بس » : ـ « لنا ».

(٩) إنجاز الوعد : قضاؤه والوفاء به والتعجيل فيه. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٩٤ ( نجز ).

(١٠) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٣ ، ح ٢٤٧٨١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٨ ، ح ١٢٠.

(١١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

٦٠١

ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْأَرْوَاحَ فِي صِفَةِ الْأَجْسَادِ فِي شَجَرَةٍ (١) فِي الْجَنَّةِ تَعَارَفُ (٢) وَتَسَاءَلُ ، فَإِذَا قَدِمَتِ الرُّوحُ عَلَى الْأَرْوَاحِ (٣) ، يَقُولُ (٤) : دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا قَدْ أَفْلَتَتْ (٥) مِنْ هَوْلٍ عَظِيمٍ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهَا : مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ وَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ لَهُمْ : تَرَكْتُهُ (٦) حَيّاً ، ارْتَجَوْهُ ؛ وَإِنْ قَالَتْ لَهُمْ : قَدْ هَلَكَ ، قَالُوا : قَدْ هَوى (٧) هَوى ». (٨)

٤٧٢١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ؟

فَقَالَ : « فِي حُجُرَاتٍ فِي الْجَنَّةِ ، يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا ، وَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَقِمْ لَنَا السَّاعَةَ (٩) ، وَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا ، وَأَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا ». (١٠)

٤٧٢٢ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ :

__________________

(١) في « بس ، جس » وحاشية « بخ » : « شجر ».

(٢) في الوافي : « تتعارف ».

(٣) في « ى » : ـ « على الأرواح ».

(٤) في « ى ، بح ، بس ، جح » والوافي والبحار : « تقول ».

(٥) في « ى ، بث ، بخ ، بس » : « قد أقبلت ». والإفلات والتفلّت والانفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير مكث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

(٦) في « بخ » : « تركتهم ».

(٧) « هوى ، أي سقط إلى أسفل وهبط. وفي المرآة : « والمعنى : سقط إلى دركات الجحيم ؛ إذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٣٨ ( هوى ).

(٨) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ٥٩٣ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٣ ، ح ٢٤٧٨٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ١٢١.

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والزهد. وفي المطبوع : « الساعة لنا ».

(١٠) الزهد ، ص ١٦٤ ، ح ٢٤٣ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ ، عن أبي بصير. المحاسن ، ص ١٧٨ ، كتاب الصفوة ، ح ١٦٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « وأنجز لنا ما وعدتنا » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٤ ، ح ٢٤٧٨٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ١٢٢.

٦٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ ، اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ (١) عَمَّنْ مَضى وعَمَّنْ بَقِيَ ، فَإِنْ كَانَ مَاتَ وَلَمْ يَرِدْ عَلَيْهِمْ ، قَالُوا : قَدْ هَوى هَوى ، وَيَقُولُ (٢) بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : دَعُوهُ حَتّى يَسْكُنَ مِمَّا مَرَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ». (٣)

٤٧٢٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ (٤) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٥) : « مَا يَقُولُ (٦) النَّاسُ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ؟ ».

فَقُلْتُ : يَقُولُونَ : تَكُونُ (٧) فِي حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ فِي قَنَادِيلَ تَحْتَ الْعَرْشِ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٨) : « سُبْحَانَ اللهِ! الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ (٩) ، يَا يُونُسُ ، إِذَا كَانَ ذلِكَ (١٠) ، أَتَاهُ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهم‌السلام وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ عليهم‌السلام ، فَإِذَا قَبَضَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ صَيَّرَ تِلْكَ الرُّوحَ فِي قَالَبٍ كَقَالَبِهِ فِي الدُّنْيَا ، فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْقَادِمُ ، عَرَفُوهُ بِتِلْكَ الصُّورَةِ‌

__________________

(١) في « بخ » والوافي : « فسألوه ».

(٢) في « ى » : « ويقولون ».

(٣) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٤ ، ح ٢٤٧٨٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ١٢٣.

(٤) ورد الخبر في كتاب الزهد للحسين بن سعيد ، ص ١٦٤ ، ح ٢٤٤ ، وسنده هكذا : « القاسم ، عن الحسين بن حمّاد ، عن يونس بن ظبيان ».

والظاهر أنّ الحسين بن حمّاد ، مصحّف ، والصواب هو الحسين بن أحمد ، كما في ما نحن فيه ، والمراد به هو الحسين بن أحمد المنقري الذي روى عن يونس [ بن ظبيان ] في بعض الأسناد. راجع : معجم‌رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤٠٨ ـ ٤٠٩.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي في الأمالي ، ص ٤١٨ ، ح ٩٠ بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان.

(٥) في « بح » والزهد : + « لي ».

(٦) في « بث ، بس » : « ما تقول ».

(٧) في « بخ ، جس » : « يكون ».

(٨) في الوافي : + « جالساً ».

(٩) في الزهد : + « أخضر ».

(١٠) في « بخ ، بس » والوافي : « ذاك ».

٦٠٣

الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا ». (١)

٤٧٢٤ / ٧. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ (٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا (٣) فِي حَوَاصِلِ طُيُورٍ (٤) خُضْرٍ تَرْعى فِي الْجَنَّةِ ، وَتَأْوِي إِلى قَنَادِيلَ تَحْتَ الْعَرْشِ؟

فَقَالَ : « لَا ، إِذاً مَا هِيَ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ (٥) ».

قُلْتُ : فَأَيْنَ هِيَ؟

قَالَ : « فِي رَوْضَةٍ كَهَيْئَةِ الْأَجْسَادِ فِي الْجَنَّةِ ». (٦)

٩٢ ـ بَابٌ فِي (٧) أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ‌

٤٧٢٥ / ١. عَلِيٌّ (٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُشْرِكِينَ؟

__________________

(١) الزهد ، ص ١٦٤ ، ح ٢٤٤ ، عن القاسم ، عن الحسين بن حمّاد ، عن يونس بن ظبيان. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ، ح ١٥٢٦ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤١٨ ، المجلس ١٤ ، ح ٩٠ ، بسندهما عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير مع زيادة الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٤ ، ح ٢٤٧٨٥ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ١٢٤ ؛ وج ٦١ ، ص ٥٠ ، ح ٣٠ ، من قوله : « فإذا قبضه الله عزّوجلّ صيّر تلك الروح ».

(٢) في « ى ، بخ ، بس ، جس » والبحار : « محمّد بن أحمد ». وهو سهو. والمراد من « محمّد عن أحمد » ، « محمّد بن‌يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى » ، وقد اختصر العنوانان اتّكاءً على السند السابق. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦٧٠ ـ ٦٧٤.

(٣) في « ى ، بث ، جس » : ـ « أنّها ».

(٤) في حاشية « بث » والوافي والبحار ، ج ٦ : « طير ».

(٥) في « بث » : + « أخضر ».

(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٥ ، ح ٢٤٧٨٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٢٥ ؛ وج ٦١ ، ص ٥٠ ، ح ٣١.

(٧) في « ى » : ـ « في ».

(٨) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن ». وفي « بخ » والمطبوع : « علي بن إبراهيم ».

٦٠٤

فَقَالَ : « فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَاتُقِمْ لَنَا السَّاعَةَ ، وَلَاتُنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا ، وَلَاتُلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا ». (١)

٤٧٢٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ فِي نَارِ (٢) جَهَنَّمَ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَاتُقِمْ لَنَا (٣) السَّاعَةَ ، وَلَاتُنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا ، وَلَاتُلْحِقْ (٤) آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا ». (٥)

٤٧٢٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، بِإِسْنَادٍ لَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « شَرُّ بِئْرٍ فِي النَّارِ بَرَهُوتُ الَّذِي فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ ». (٦)

٤٧٢٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام (٧) : شَرُّ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ (٨) ، وَهُوَ (٩) الَّذِي بِحَضْرَمَوْتَ ، تَرِدُهُ (١٠)

__________________

(١) الزهد ، ص ١٦٤ ، ح ٢٤٣ ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٨ ، ح ٢٤٧٨٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٢٦.

(٢) في « بس » : ـ « نار ».

(٣) في « جس » : ـ « لنا ».

(٤) في « ى » : « ولا تلحقنا ».

(٥) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٨ ، ح ٢٤٧٩٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٢٧.

(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٨ ، ح ٢٤٧٩١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٨ ، ح ١١.

(٧) في الكافي ، ح ١٢١٩٨ والمحاسن : + « ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض و ».

(٨) « بَرَهُوت » ، بفتح الباء والراء : بئر عميقة بحضرموت لايستطاع النزول إلى قعرها. ويقال : بُرْهُوت ، بضمّ الباءو سكون الراء ، فتكون تاؤها على الأوّل زائدة وعلى الثاني أصليّة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٢ ( برهوت ).

(٩) في الكافي ، ح ١٢١٩٨ والمحاسن : ـ « وهو ».

(١٠) في « ى ، بخ ، بس ، جح » والوافي والبحار : « يرده ». وفي حاشية « بث ، بخ » : « تردها ».

٦٠٥

هَامُ (١) الْكُفَّارِ (٢) ». (٣)

٤٧٢٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شَرُّ الْيَهُودِ يَهُودُ بَيْسَانَ (٤) ، وَشَرُّ النَّصَارى نَصَارى نَجْرَانَ (٥) ، وَخَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ ، وَهُوَ وَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ ، يَرِدُ (٦) عَلَيْهِ هَامُ الْكُفَّارِ وَصَدَاهُمْ (٧) ». (٨)

__________________

(١) في حاشية « بث » : ـ « هام ». و « هام ». جمع هامة ، وهي طائر من طير الليل ، وهو الصدى. والعرب تزعم في الجاهليّة أنّه طائر يخرج من رأس المقتول إذا بلي ، وكانوا يزعمون أنّ عظام الميّت تصير هامة فتطير على قبره ، قال العلاّمة الفيض : « والمراد بالهامة هنا أرواح الكفّار وأبدانهم المثاليّة ». وقال العلاّمة المجلسي : « أي أرواح الكفّار التي يعبّرون الناس عنها بالهام وإن كان باطلاً ، أو هي تكون في صورة الهام في أجسادهم المثاليّة ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ( هوم ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٢٧.

(٢) في الكافي ، ح ١٢١٩٨ والمحاسن : + « بالليل ».

(٣) الكافي ، كتاب الأشربة ، باب فضل ماء زمزم وماء الميزاب ، ح ١٢١٩٨ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام. المحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، ح ١٨ ، عن جعفر بن محمّد ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام ، وفيهما مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٨ ، ح ٢٤٧٩٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٢.

(٤) « بَيْسان » : قرية بمرو ، وقرية بالشام ، وموضع باليمامة. وقال الجوهري : « بَيْسان : موضع تنسب إليه الخمر » ، وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٠ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣١ ( بيس ).

(٥) « نجران » : موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. وقيل : « موضع باليمن ، فتح سنة عشر ، سمّي بنجران‌بن زيدان بن سبأ ، وموضع بالبحرين ، وموضع بحَوْران قرب دمشق ، وموضع بين الكوفة وواسط ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٦ ( نجر ).

(٦) في البحار : « ترد ».

(٧) الصَدَى : الرجل اللطيف الجسد ، والجسد من الآدميّ بعد موته ، وطائر يَصِرّ بالليل ويقفز قَفَزاناً ويطير. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٧. ( صدى ).

(٨) الجعفريّات ، ص ١٩٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٨ ، ح ٢٤٧٩٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٣.

٦٠٦

٩٣ ـ بَابُ جَنَّةِ الدُّنْيَا (١)

٤٧٣٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ (٢) بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام أَنَّ النَّاسَ يَذْكُرُونَ أَنَّ فُرَاتَنَا يَخْرُجُ (٣) مِنَ الْجَنَّةِ ، فَكَيْفَ (٤) هُوَ (٥) وَهُوَ يُقْبِلُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَتُصَبُّ (٦) فِيهِ الْعُيُونُ وَالْأَوْدِيَةُ؟

قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ : « إِنَّ لِلّهِ جَنَّةً خَلَقَهَا اللهُ فِي الْمَغْرِبِ ، وَمَاءَ فُرَاتِكُمْ (٧) يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَإِلَيْهَا تَخْرُجُ (٨) أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُفَرِهِمْ عِنْدَ كُلِّ مَسَاءٍ ، فَتَسْقُطُ عَلى ثِمَارِهَا (٩) ، وَتَأْكُلُ مِنْهَا ، وَتَتَنَعَّمُ فِيهَا ، وَتَتَلَاقى وَتَتَعَارَفُ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ هَاجَتْ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَكَانَتْ (١٠) فِي الْهَوَاءِ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، تَطِيرُ ذَاهِبَةً وَجَائِيَةً ، وَتَعْهَدُ حُفَرَهَا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، وَتَتَلَاقى (١١) فِي الْهَوَاءِ وَتَتَعَارَفُ ».

قَالَ : « وَإِنَّ لِلّهِ نَاراً فِي الْمَشْرِقِ خَلَقَهَا (١٢) لِيُسْكِنَهَا أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ ، وَيَأْكُلُونَ مِنْ زَقُّومِهَا (١٣) ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ حَمِيمِهَا (١٤) لَيْلَهُمْ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ هَاجَتْ إِلى وَادٍ بِالْيَمَنِ‌

__________________

(١) في « ى ، بخ ، جح ، جس » : ـ « جنّة الدنيا ». (٢) في « ى ، بخ ، بس ، جس ، جن » : ـ « علي ».

(٣) في « بح ، بخ » : « تخرج ». (٤) في « بخ » والوافي : « وكيف ».

(٥) في « جس » والوافي : ـ « هو ». (٦) في الوافي : « ويصبّ ».

(٧) في « بث ، بخ » والوافي والبحار : + « هذه ».

(٨) في « بخ ، بس ، جس » : « يخرج ».

(٩) في « ى ، بث » والوافي : « أثمارها ».

(١٠) في الوافي : « وكانت ».

(١١) في « بث » : « وتلاقى » بحذف إحدى التاءين.

(١٢) في « بح » : + « الله ». وفي « بخ » : « خلقها في المشرق ».

(١٣) قال الراغب : « الزَقّوم : عبارة عن أطعمة كريهة في النار ». وقال ابن الأثير : « الزقّوم : ما وصف الله في كتابه‌العزيز ، فقال : ( إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) [ الصافّات (٣٧) : ٦٤ ـ ٦٥ ] ، وهي فَعّول من الزَقْم : اللقم الشديد والشرب المفرط ». وقيل غير ذلك. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٨٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٦٨ ( زقم ).

(١٤). « الحميم » : الماء الشديد الحرارة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٥٤ ( حمم ).

٦٠٧

يُقَالُ لَهُ : بَرَهُوتُ ، أَشَدُّ حَرّاً مِنْ نِيرَانِ الدُّنْيَا ، كَانُوا فِيهَا (١) يَتَلَاقَوْنَ وَيَتَعَارَفُونَ ، فَإِذَا (٢) كَانَ الْمَسَاءُ عَادُوا إِلَى النَّارِ ، فَهُمْ كَذلِكَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».

قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، فَمَا حَالُ (٣) الْمُوَحِّدِينَ الْمُقِرِّينَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمُذْنِبِينَ ، الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَلَيْسَ لَهُمْ إِمَامٌ ، وَلَايَعْرِفُونَ (٤) وَلَايَتَكُمْ؟

فَقَالَ : « أَمَّا هؤُلَاءِ ، فَإِنَّهُمْ فِي حُفَرِهِمْ (٥) لَايَخْرُجُونَ مِنْهَا ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ (٦) لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ وَلَمْ يُظْهِرْ مِنْهُ عَدَاوَةً ، فَإِنَّهُ يُخَدُّ لَهُ خَدٌّ (٧) إِلَى الْجَنَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ فِي الْمَغْرِبِ (٨) ، فَيَدْخُلُ (٩) عَلَيْهِ مِنْهَا الرُّوحُ فِي حُفْرَتِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَيَلْقَى اللهَ ، فَيُحَاسِبُهُ بِحَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ ، فَإِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ (١٠) ، وَإِمَّا (١١) إِلَى النَّارِ (١٢) ، فَهؤُلَاءِ مَوْقُوفُونَ لِأَمْرِ اللهِ ».

قَالَ : « وَكَذلِكَ يَفْعَلُ اللهُ (١٣) بِالْمُسْتَضْعَفِينَ (١٤) وَالْبُلْهِ وَالْأَطْفَالِ وَأَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ. فَأَمَّا (١٥) النُّصَّابُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، فَإِنَّهُمْ يُخَدُّ لَهُمْ خَدٌّ إِلَى النَّارِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ فِي الْمَشْرِقِ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا اللهَبُ وَالشَّرَرُ وَالدُّخَانُ وَفَوْرَةُ الْحَمِيمِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ (١٦) مَصِيرُهُمْ (١٧)

__________________

(١) في « ى ، بخ ، جح » والبحار ، ج ٦ : « فيه ».

(٢) في « بخ ، جس » والوافي : « وإذا ».

(٣) في « ى ، بخ ، جس » وحاشية « بح » والوافي والبحار ، ج ٦ : « ما حال ».

(٤) في « ى ، بس ، جس » : « لا يعرفون » بدون الواو.

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار ، ج ٦ وتفسير القمّي. وفي المطبوع والوافي : « حفرتهم ».

(٦) في « ى ، بخ ، بس ، جس » وتفسير القمّي : ـ « منهم ».

(٧) في « بث » : « يحدّ له جدّاً ». وفي « جح » والوافي : و « يخدّ له خدّاً ». و « يُخَدُّ له خَدٌّ » أي يُشقّ له شَقّ. والخَدُّ : الشَقّ والحفرة تحفرها في الأرض مستطيلة. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٦٠ ( خدد ).

(٨) في « بث ، جس » وتفسير القمّي : « بالمغرب ».

(٩) في الوافي : « ويدخل ».

(١٠) في « بث ، بخ ، بس » والوافي : « جنّة ».

(١١) في « ى » والبحار ، ج ٦ : « أو » بدل « وإمّا ».

(١٢) في « بث ، بح ، بخ ، بس ، جح » والوافي : « نار ».

(١٣) في « ى » وتفسير القمّي : ـ « الله ». وفي « بث » : « الله يفعل ».

(١٤) في « بح » : « بالمستضعف ». (١٥) في « ى » وتفسير القمّي : « وأمّا ».

(١٦) في تفسير القمّي : + « بعد ذلك ». (١٧) في « بخ » : « يصيربهم ».

٦٠٨

إِلَى الْحَمِيمِ (١) ، ثُمَّ (٢) فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ، ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ (٣) مِنْ دُونِ اللهِ (٤)؟ أَيْنَ إِمَامُكُمُ الَّذِي اتَّخَذْتُمُوهُ دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً؟ ». (٥)

٤٧٣١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُيَسِّرٍ (٦) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ جَنَّةِ آدَمَ عليه‌السلام؟

فَقَالَ : « جَنَّةٌ مِنْ جِنَانِ (٧) الدُّنْيَا تَطْلُعُ (٨) فِيهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَوْ كَانَتْ مِنْ جِنَانِ (٩) الْآخِرَةِ مَا خَرَجَ مِنْهَا أَبَداً ». (١٠)

٩٤ ـ بَابُ الْأَطْفَالِ‌

٤٧٣٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ : هَلْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنِ الْأَطْفَالِ؟

__________________

(١) في تفسير القمّي : « الجحيم ».

(٢) في « بث » : ـ « ثمّ ».

(٣) في « بخ » : « تعبدون ». وفي تفسير القمّي : « تشركون ».

(٤) في تفسير القمّي : + « أي ». إشارة إلى الآية ٧٢ ـ ٧٤ من سورة غافر (٤٠).

(٥) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٣٩ ، ح ٢٤٧٩٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٤ ؛ وفيه ، ج ٦١ ، ص ٥١ ، ح ٣٣ ، من قوله : « إنّ لله‌جنّة خلقها الله في المغرب » إلى قوله : « فهم كذلك إلى يوم القيامة ».

(٦) في « بخ » والوافي : « بشر ».

(٧) في « بث » وحاشية « بخ » : « جنّات ».

(٨) في « بس » والوافي : « يطلع ».

(٩) في « بث » : « جنّات ».

(١٠) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٤٣ ، عن أبيه ، رفعه إلى الصادق عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. علل الشرائع ، ص ٦٠٠ ، ح ٥٥ ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٨٠ ، ح ٢٤٨١٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٤ ، ذيل ح ٢.

٦٠٩

فَقَالَ : « قَدْ سُئِلَ ، فَقَالَ : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ » ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، هَلْ تَدْرِي قَوْلَهُ (١) : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « لِلّهِ فِيهِمُ الْمَشِيئَةُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، جَمَعَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْأَطْفَالَ ، وَالَّذِي مَاتَ مِنَ النَّاسِ فِي الْفَتْرَةِ (٢) ، وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ الَّذِي أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ لَايَعْقِلُ ، وَالْأَصَمَّ ، وَالْأَبْكَمَ الَّذِي لَايَعْقِلُ ، وَالْمَجْنُونَ ، وَالْأَبْلَهَ الَّذِي لَايَعْقِلُ ، وَكُلُّ (٣) وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَحْتَجُّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَيُؤَجِّجُ لَهُمْ نَاراً (٤) ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكاً ، فَيَقُولُ لَهُمْ (٥) : إِنَّ رَبَّكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَثِبُوا فِيهَا (٦) ؛ فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ؛ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا دَخَلَ النَّارَ ». (٧)

٤٧٣٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ رَفَعُوهُ :

أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَطْفَالِ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَهُمُ اللهُ ، وَأَجَّجَ لَهُمْ (٨) نَاراً ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا أَنْفُسَهُمْ فِيهَا ؛ فَمَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنَّهُ سَعِيدٌ ، رَمى بِنَفْسِهِ (٩) فِيهَا ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ؛ وَمَنْ كَانَ فِي عِلْمِهِ (١٠) أَنَّهُ شَقِيٌّ ، امْتَنَعَ ، فَيَأْمُرُ اللهُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ،

__________________

(١) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جح » وحاشية « بح » : « قول ».

(٢) « الفترة » : ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ( فتر ).

(٣) في « بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والمعاني : « فكلّ ».

(٤) « فيؤجّج لهم ناراً » ، أي يلهبها ويُوقدها ويُشعلها. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ( أجج ).

(٥) في الوافي : ـ « لهم ».

(٦) « أن تثبوا فيها » ، أي تطرحوا أنفسكم فيها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٣١ ( وثب ).

(٧) معاني الأخبار ، ص ٤٠٧ ، ح ٨٦ ، بسنده عن حمّاد. التوحيد ، ص ٣٩٢ ، ح ٥ ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ح ٣ ؛ الخصال ، ص ٢٨٣ ، باب الخمسة ، ح ٣١ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ؛ الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٩٢ ، ح ٤٧٤٢ ، معلّقاً عن حريز ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّوجلّ الأطفال » وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٤٧٩٨ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٠ ، ذيل ح ٣.

(٨) في « بس ، جس » والبحار : ـ « لهم ».

(٩) في البحار : « نفسه ».

(١٠) في « بث » : « علم الله ».

٦١٠

فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا (١) تَأْمُرُ بِنَا (٢) إِلَى النَّارِ وَلَمْ تُجْرِ (٣) عَلَيْنَا الْقَلَمَ؟ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : قَدْ (٤) أَمَرْتُكُمْ مُشَافَهَةً ، فَلَمْ تُطِيعُونِي ، فَكَيْفَ وَلَوْ (٥) أَرْسَلْتُ رُسُلِي بِالْغَيْبِ إِلَيْكُمْ ». (٦)

٤٧٣٤ / ٣. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « أَمَّا أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيَلْحَقُونَ (٧) بِآبَائِهِمْ ، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ يَلْحَقُونَ بِآبَائِهِمْ (٨) ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (٩) ». (١٠)

٤٧٣٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الْوِلْدَانِ؟

فَقَالَ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنِ الْوِلْدَانِ وَالْأَطْفَالِ (١١) ، فَقَالَ : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا‌ عَامِلِينَ ». (١٢)

__________________

(١) في « ى » : ـ « يا ». وفي الوافي : « يا ربّ ».

(٢) في الوافي : « تأمرنا ».

(٣) في « ى ، بخ ، بس » والوافي والبحار : « ولم يجر ».

(٤) في « بخ » : ـ « قد ».

(٥) في « جس : ـ « ولو ». وفي البحار : « لو » بدون الواو.

(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٤٨٠٢ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ٨.

(٧) في « ى ، بث ، بس ، جن » : « يلحقون ». وفي « بخ » والوافي : « فإنّهم يلحقون ».

(٨) لا خلاف ولا إشكال في دخول أطفال المؤمنين الجنّة ولحوقهم بآبائهم ، وإنّما الخلاف والإشكال في لحوق أطفال المشركين بآبائهم ، قال الشيخ الصدوق : « هذه الأخبار متّفقة ليست بمختلفة ، وأطفال المشركين والكفّار مع آبائهم في النار لايصيبهم من حرّها ؛ لتكون الحجّة أوكد عليهم متى امروا يوم القيامة بدخول نار تؤجّج لهم مع ضمان السلامة متى لم يثقوا به ولم يصدّقوا وعده في شي‌ء قد شاهدوا مثله ». وقال العلاّمةالمجلسي : « يخصّ دخول النار ودخول مداخل آبائهم بمن يدخل منهم نار التكليف ، والأظهر حملها ـ أي الروايات الدالّة على دخول النار ـ على التقيّة ؛ لموافقتها لروايات المخالفين وأقوال أكثرهم ». راجع : الفقية ، ج ٣ ، ص ٤٩٢ ، ذيل ح ٤٧٤٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٣٢ ـ ٢٣٤.

(٩) الطور (٥٢) : ٢١.

(١٠) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٤٨٠٣ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ٩.

(١١) في « ى ، بس ، جح ، جس » : « الأطفال » بدون الواو.

(١٢) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب غسل الأطفال والصبيان والصلاة عليهم ، ذيل ح ٤٦٠٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن

٦١١

٤٧٣٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا تَقُولُ فِي الْأَطْفَالِ الَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا؟

فَقَالَ : « سُئِلَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، هَلْ تَدْرِي مَا عَنى بِذلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قَالَ : قُلْتُ : لَا ، فَقَالَ : « إِنَّمَا عَنى كُفُّوا عَنْهُمْ ، وَلَاتَقُولُوا فِيهِمْ شَيْئاً (١) ، وَرُدُّوا عِلْمَهُمْ إِلَى اللهِ ». (٢)

٤٧٣٧ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أبِي بَكْرٍ (٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ

__________________

أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، وفيه هكذا : « قال ، قلت : فما تقول في الولدان؟ فقال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم ، فقال : الله أعلم ... » الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٤٧٩٦ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٠.

(١) في مرآة العقول : « اختلاف التفسير أيضاً من شواهد التقيّة ».

(٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٤٧٩٧ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ١١.

(٣) هكذا في « ظ ، بخ » وحاشية « بس ». وفي « بث » : « أبي بكير ». وفي « ى ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والمطبوع والبحار : « ابن بكير ».

والمراد من أبي بكر هو أبوبكر الحضرمي الذي أكثر سيف بن عميرة من الرواية عنه. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٤١ ـ ٥٤٣.

والخبر رواه الشيخ الصدوق في الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٩٠ ، ح ٤٧٣٣ ، قال : « وفي رواية أبي بكر الحضرمي ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام ».

ورواية سيف بن عميرة عن ابن بكير وإن وردت في التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٧٣ ، ح ٢٧٧ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٢٩ ، ح ٨٦٠ ـ والخبر فيها واحد ـ لكن ابن بكير في هذين الموضعين أيضاً مصحّف من أبي بكر ؛ فقد ورد الخبر ـ باختلاف يسير في الألفاظ ـ في الكافي ، ح ١٣٩٤٨ ، والتهذيب ، ج ١ ، ص ٧٢ ، ح ٢٧٥ ، والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٢٨ ، ح ٨٥٨ ، والمذكور في المواضع الثلاثة هو : سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ».

٦١٢

أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (١) قَالَ : فَقَالَ : « قَصَرَتِ الْأَبْنَاءُ عَنْ عَمَلِ الْآبَاءِ ، فَأَلْحَقُوا الْأَبْنَاءَ بِالْآبَاءِ لِتَقَرَّ (٢) بِذلِكَ أَعْيُنُهُمْ ». (٣)

٤٧٣٨ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ ، وَعَمَّنْ لَمْ يُدْرِكِ الْحِنْثَ (٤) ، وَالْمَعْتُوهِ (٥)؟

فَقَالَ : « يَحْتَجُّ اللهُ (٦) عَلَيْهِمْ ، يَرْفَعُ لَهُمْ نَاراً (٧) ، فَيَقُولُ (٨) لَهُمْ : ادْخُلُوهَا ، فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَمَنْ أَبى قَالَ : هَا (٩) أَنْتُمْ قَدْ أَمَرْتُكُمْ فَعَصَيْتُمُونِي ». (١٠)

٤٧٣٩ / ٨. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ (١١) :

« ثَلَاثَةٌ يُحْتَجُّ عَلَيْهِمُ : الْأَبْكَمُ (١٢) ، وَالطِّفْلُ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ ؛ فَتُرْفَعُ (١٣) لَهُمْ‌

__________________

(١) الطور (٥٢) : ٢١.

(٢) في « جس » : « ليقرّ ».

(٣) التوحيد ، ص ٣٩٤ ، ح ٧ ، بسنده عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٩٠ ، ح ٤٧٣٣ ، معلّقاً عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٦ ، ح ٢٤٨٠٤ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٢.

(٤) « الحِنْث » : الذنب ، والمعني : لم يبلغ مبلغ الرجال فيجري عليه القلم فيكتب له الحنث ، أي الذنب. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤٩ ( حنث ).

(٥) قال الجوهري : « المعتوه : الناقص العقل » ، وقال ابن الأثير : « هو المجنون المصاب بعقله ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٣٩ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨١ ( عته ).

(٦) في « بس ، جح ، جس » : ـ « الله ».

(٧) في « بث ، بخ » : « نار ».

(٨) في « بخ » وحاشية « بح » : « فيقال ».

(٩) في « ى » : ـ « ها ».

(١٠) الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٩٢ ، ح ٤٧٤١ ، مرسلاً ، من قوله : « فقال : يحتجّ الله عليهم » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٤٨٠٠ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٤.

(١١) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، والمراد من قوله : « بهذا الإسناد » هو السند المتقدّم المذكور إليه عليه‌السلام.

(١٢) في مرآة العقول : « المراد بالأبكم هو الأصمّ الأبكم الذي لم يتمّ عليه الحجّة في الدنيا ».

(١٣) في « ى ، بخ ، بس ، جس » والبحار : « فيرفع ». وفي « بث » : « يرفع ».

٦١٣

نَارٌ (١) ، فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوهَا ، فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَمَنْ أَبى قَالَ (٢) تَبَارَكَ وَتَعَالى : هذَا قَدْ أَمَرْتُكُمْ فَعَصَيْتُمُونِي ». (٣)

٩٥ ـ بَابُ النَّوَادِرِ‌

٤٧٤٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْجُنُبِ : يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ؟ أَوْ مَنْ (٤) غَسَّلَ مَيِّتاً لَهُ (٥) أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ثُمَّ يَغْتَسِلَ؟

فَقَالَ : « سَوَاءٌ ، لَابَأْسَ بِذلِكَ ، إِذَا كَانَ جُنُباً غَسَلَ يَدَهُ (٦) وَتَوَضَّأَ وَغَسَّلَ الْمَيِّتَ (٧) ، فَإِنْ (٨) غَسَّلَ مَيِّتاً ، ثُمَّ (٩) تَوَضَّأَ ، ثُمَّ أَتى أَهْلَهُ ، يُجْزِئُهُ (١٠) غُسْلٌ وَاحِدٌ لَهُمَا ». (١١)

٤٧٤١ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ (١٢) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، أَوْثَقَهُ (١٣) مَلَكُ الْمَوْتِ ،

__________________

(١) في « ى ، بث ، بخ ، بس » : « ناراً ».

(٢) في « بح ، بس ، جح » : + « الله ».

(٣) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٤٨٠٢ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٣ ، ح ١٥.

(٤) في « بخ » والوافي : « ومن ».

(٥) في الوافي : « أله ».

(٦) في « بخ » والوافي والتهذيب : « يديه ».

(٧) في الوسائل : + « وهو جنب ».

(٨) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، جس » والوافي والوسائل : « وإن ».

(٩) في الوافي : « و » بدل « ثمّ ». وفي الوسائل : ـ « ثمّ ».

(١٠) في « بث ، بس ، جح » : « ويجزئه ».

(١١) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٤٥٠ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٢١ ، ح ٤٦١٢ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ، ح ٢١٠٩ ؛ وص ٥٤٤ ، ذيل ح ٢٨٦٤.

(١٢) في البحار : ـ « عن أبيه ». وهو سهو ؛ فقد روى علي [ بن إبراهيم ] ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة في كثير من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٥٢٥ ـ ٥٢٧.

(١٣) في مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٣٦ : « الإيثاق إمّا على الحقيقة وإن لم نر الوثاق ، أو هو كناية عن أنّ بعد رؤيته لا

٦١٤

وَلَوْ لَاذلِكَ مَا اسْتَقَرَّ ». (١)

٤٧٤٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقَطَّانِ (٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَجْداً (٣) وَجَدْتُهُ عَلَى ابْنٍ لِي هَلَكَ حَتّى خِفْتُ عَلى عَقْلِي ، فَقَالَ : « إِذَا أَصَابَكَ مِنْ هذَا شَيْ‌ءٌ ، فَأَفِضْ مِنْ دُمُوعِكَ ؛ فَإِنَّهُ يَسْكُنُ (٤) عَنْكَ ». (٥)

٤٧٤٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بْنُ أَبِي ذَرٍّ ، مَسَحَ أَبُو ذَرٍّ الْقَبْرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَحِمَكَ اللهُ يَا ذَرُّ ، وَاللهِ إِنْ (٦) كُنْتَ بِي (٧) بَارّاً ، وَلَقَدْ قُبِضْتَ وَإِنِّي عَنْكَ لَرَاضٍ (٨) ، أَمَا وَاللهِ مَا بِي فَقْدُكَ (٩) ، وَمَا عَلَيَّ مِنْ غَضَاضَةٍ (١٠) ، وَمَا لِي إِلى أَحَدٍ سِوَى اللهِ مِنْ حَاجَةٍ ، وَلَوْ لَاهَوْلُ (١١) الْمُطَّلَعِ (١٢) ، لَسَرَّنِي‌

__________________

تبقي له قوّة تقدر على الحركة. وقال الوالد رحمه‌الله : يوثقه بالبشارة بما أعدّ الله ، أو بإراءة الجنّة ومراتبها المعدّة له ، أو بمشاهدته كما ترى أنّه إذا رأى الشخص أسداً كأنّه يتوثّق ولا يمكنه الحركة أو بأنياب المنيّة ، أو بغير ذلك ممّا لايعلمه إلاّ الله تعالي وحججه عليهم‌السلام ».

(١) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٤٠٠٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٧.

(٢) في « جس » : « العطّار ».

(٣) « الوَجْد » : الحزن. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٤٦ ( وجد ).

(٤) في « بخ » : « يسكّن » بالتضعيف.

(٥) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٦٤ ، ح ٢٤٦٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٧٩ ، ح ٣٦٥٠.

(٦) في الوافي : « إنّك ». وفي مرآة العقول : « كلمة إنْ مخفّفة من المثقّلة ».

(٧) في « ى ، بث ، بح » : « لي ».

(٨) في « ى » : « راض ».

(٩) قال العلاّمة الفيض : « ما بي فقدك ، أي أنت لي الآن كما كنت قبل ». وقال العلاّمة المجلسي : « أي ليس عليّ بأس وحزن من فقدك وما أوقع بي فقدك مكروهاً والحاصل : ليس بي حزن فقدك. وربّما يقال : الباء للسببيّة ، أي لم يكن فقدك وموتك بفعلي ، بل كان بقضاء الله تعالى ، ولا يخفى بعده ».

(١٠) « الغضاضة » : الذلّة والمنقصة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٨ ( غضض ).

(١١) « الهَوْل » : الخوف والأمر الشديد ، وقد هاله يهوله ، أي أخافه وأفزعه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٥ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ( هول ).

(١٢) « المُطَّلَعُ » : المأتيّ ، وموضع الاطّلاع من إشرف إلى انحدار ، أي مكان الاطّلاع من موضع عال. والمراد به هنا

٦١٥

أَنْ أَكُونَ مَكَانَكَ ، وَلَقَدْ شَغَلَنِي الْحُزْنُ (١) لَكَ عَنِ (٢) الْحُزْنِ (٣) عَلَيْكَ ، وَاللهِ مَا بَكَيْتُ لَكَ وَلكِنْ (٤) بَكَيْتُ عَلَيْكَ (٥) ، فَلَيْتَ شِعْرِي مَا ذَا قُلْتَ ، وَمَا ذَا قِيلَ لَكَ ، ثُمَّ قَالَ : اللهُمَّ إِنِّي قَدْ‌ وَهَبْتُ لَهُ مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ حَقِّي ، فَهَبْ لَهُ مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ حَقِّكَ ؛ فَأَنْتَ (٦) أَحَقُّ بِالْجُودِ مِنِّي (٧) (٨)

٤٧٤٤ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

لَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام أَمَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بِالسِّرَاجِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ يَسْكُنُهُ (٩) حَتّى قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو الْحَسَنِ (١٠) عليه‌السلام بِمِثْلِ ذلِكَ فِي بَيْتِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام حَتّى خَرَجَ (١١) بِهِ إِلَى الْعِرَاقِ ، ثُمَّ لَا أَدْرِي مَا كَانَ. (١٢)

__________________

الموقف يوم القيامة ، أو ما يُشرف عليه من أمر الآخرة وأهوالها عقيب الموت فشبّهه بالمُطَّلَعَ الذي يُشرَف عليه من موضع عال. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٨ ( طلع ) ؛ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٥.

(١) في « ى ، بخ ، بس ، جس » وحاشية « بح ، جح » والوافي : « الحذر ».

(٢) في الوافي : « من ».

(٣) في « بخ » : ـ « لك عن الحزن ». وفي « بس » وحاشية « بح ، جح » والوافي : « الحذر ».

(٤) في حاشية « بث » : « بل » بدل « ولكن ».

(٥) « لك » ، أي في أمر الآخرة وممّايصيبك من أهوال الآخرة ، و « عليك » ، أي على مفارقتك وممّا أصابني من موتك. هذا في الأوّلين. قال العلاّمة الفيض : « وكذا القول في البكاء له وعليه ». وأمّا العلاّمةالمجلسي فإنّه قال : « والله ما بكيت لك ، أي لفراقك ، ولكن بكيت عليك ، أي للإشفاق عليك ، أو على ضعفك وعجزك عن الأهوال التي أمامك ».

(٦) في « بث » : « وأنت ».

(٧) في الوافي : + « والكرم ».

(٨) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٥ ، ح ٥٥٨ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع : الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٧ ، الباب ٢٤ ، ح ٧ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٤ ، ح ٢٤٧٠٠ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٣٥ ، ح ٥٠.

(٩) في حاشية « جح » : « يسكن ».

(١٠) في الفقية : + « موسى بن جعفر ». وفي التهذيب : + « موسى ».

(١١) في « بح ، جح » والوسائل والفقيه والتهذيب : « اخرِجَ ».

(١٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٩ ، ح ٨٤٣ ، بسنده عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٦٠ ، ح ٤٤٧ ، مرسلاً ، مع

٦١٦

٤٧٤٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ أَوَّلِ مَنْ جُعِلَ لَهُ النَّعْشُ (١)؟ فَقَالَ : « فَاطِمَةُ (٢) عليها‌السلام ». (٣)

٤٧٤٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْمَيِّتِ : يَبْلى (٤) جَسَدُهُ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، حَتى لَايَبْقى لَهُ (٥) لَحْمٌ وَلَاعَظْمٌ إِلاَّ طِينَتُهُ (٦) الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا ؛ فَإِنَّهَا لَا تُبْلى ، تَبْقى (٧) فِي الْقَبْرِ مُسْتَدِيرَةً حَتّى يُخْلَقَ (٨) مِنْهَا كَمَا خُلِقَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ». (٩)

٤٧٤٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (١٠) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ،

__________________

اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٩ ، ح ٢٤٧٣٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٦٦٨ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٧ ، ح ٢٢ ؛ وج ١٠٠ ، ص ١٣٢ ، ح ١٨.

(١) « النَعْش » : سرير الميّت ، سمّي به لارتفاعه ، من قولهم : نعشه الله نعْشاً ، أي رفعه. وإذا لم يكن عليه ميّت‌محمول فهو سرير. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨١ ( نعش ).

(٢) في حاشية « بث » : « لفاطمة ». وفي التهذيب : + « بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٣) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٥٣٩ وصدر ح ١٥٤٠ ، بسند آخر. الجعفريّات ، ص ٢٠٥ ، ذيل الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ٥٩٧ ، مرسلاً ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٨٩ ، وفي كلّ المصادر إلاّ التهذيب ، ح ١٥٤٠ مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٣٨٩ ، ح ٢٤٢٨٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ٣٤٥٧.

(٤) في الوافي : « هل يبلى ».

(٥) في « ى ، بث ، بح ، جح ، جس » والبحار والفقيه : ـ « له ».

(٦) في « بح » : « طينة ».

(٧) في « ى » : « حتّى تبقى ».

(٨) في البحار ، ج ٦٠ : + « الله ».

(٩) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ٥٨٠ ، معلّقاً عن عمّار الساباطي الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٨٧ ، ح ٢٤٨٢٢ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٤٣ ، ح ٢١ ؛ وج ٦٠ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٣.

(١٠) في السند تحويل بعطف « أحمد بن محمّد الكوفي ، عن بعض أصحابه » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

٦١٧

عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ الْخَوْلَانِيِّ ـ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ خَلِيفَةَ الْحَارِثِيُّ ـ قَالَ :

سَأَلَ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَأَنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ : تَخْرُجُ النِّسَاءُ إِلَى (١) الْجَنَازَةِ؟

وَكَانَ عليه‌السلام مُتَّكِئاً ، فَاسْتَوى جَالِساً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ الْفَاسِقَ ـ عَلَيْهِ لَعْنَةُ (٢) اللهِ ـ آوى عَمَّهُ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي (٣) الْعَاصِ ، وَكَانَ (٤) مِمَّنْ هَدَرَ (٥) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دَمَهُ ، فَقَالَ لِابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاتُخْبِرِي أَبَاكِ بِمَكَانِهِ ـ كَأَنَّهُ (٦) لَايُوقِنُ أَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِي مُحَمَّداً ـ فَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لِأَكْتُمَ (٧) رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَدُوَّهُ ، فَجَعَلَهُ بَيْنَ مِشْجَبٍ (٨) لَهُ ، وَلَحَفَهُ بِقَطِيفَةٍ ، فَأَتى رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْوَحْيُ ، فَأَخْبَرَهُ (٩) بِمَكَانِهِ ، فَبَعَثَ (١٠) إِلَيْهِ عَلِيّاً عليه‌السلام ، وَقَالَ : اشْتَمِلْ عَلى سَيْفِكَ ، ائْتِ (١١) بَيْتَ ابْنَةِ ابْنِ (١٢) عَمِّكَ ، فَإِنْ ظَفِرْتَ بِالْمُغِيرَةِ فَاقْتُلْهُ ، فَأَتَى الْبَيْتَ ، فَجَالَ فِيهِ ، فَلَمْ يَظْفَرْ بِهِ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَرَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ الْوَحْيَ قَدْ (١٣) ‌أَتَانِي ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ فِي الْمِشْجَبِ ، وَدَخَلَ عُثْمَانُ بَعْدَ خُرُوجِ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَمِّهِ ، فَأَتى بِهِ إِلَى (١٤) النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَلَمَّا رَآهُ ، أَكَبَّ عَلَيْهِ (١٥) ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ ، وَكَانَ‌

__________________

(١) في « بث » : « في ».

(٢) في « بخ » والوافي : « لعنه » بدل « عليه لعنة ».

(٣) في « ى ، بث ، بخ ، جح ، جس » : ـ « أبي ».

(٤) في « ى » : ـ « وكان ».

(٥) في البحار : « نذر ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : وكان ممّن نذر رسول الله ، كأنّه على بناء التفعيل ، يقال : نذّر الشي‌ء : أسقط ، وأنذره : أسقطه. وفي بعض النسخ : ممّن هدر ، وهو أظهر ».

(٦) في « بس ، جس » : ـ « كأنّه ».

(٧) في الوافي : + « عن ».

(٨) « المجشب » بكسر الميم : عيدانٌ تضمّ رؤوسها ويفرَّج بين قوائمها وتوضع عليها الثياب. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤٥ ( شجب ).

(٩) في الوافي : « فأخبر ».

(١٠) في « بخ » : + « الله ».

(١١) في « ى ، جس » : « وات ». وفي « بث ، بح ، بخ ، بس » والوافي والبحار : « وائت ».

(١٢) في « بث ، بخ ، جح ، جس » والبحار : ـ « ابن ».

(١٣) في « ى ، بث ، بخ ، جح ، جس » والوافي : ـ « قد ».

(١٤) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والوافي والبحار : ـ « إلى ».

(١٥) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « عليه ». وفي الوافي : « أكبّ عليه : أقبل عليه ولزم ».

٦١٨

نَبِيُّ اللهِ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَيِيّاً (٢) كَرِيماً ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هذَا عَمِّي هذَا (٣) الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَفَدَ (٤) ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ آمَنْتَهُ (٥) ».

قَالَ (٦) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَكَذَبَ وَالَّذِي (٧) بَعَثَهُ بِالْحَقِّ (٨) ، مَا آمَنَهُ ، فَأَعَادَهَا (٩) ثَلَاثاً » وَأَعَادَهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ثَلَاثاً : (١٠) « أَنّى آمَنَهُ (١١) إِلاَّ أَنَّهُ يَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ يَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ (١٢) ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ (١٣) : قَدْ جَعَلْتُ لَكَ ثَلَاثاً ، فَإِنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ‌

__________________

والمرآة : « قوله عليه‌السلام : أكبّ ، أي نكس رأسه ولم يرفعه ؛ لئلاّ يقع نظره عليه ، وإنّما فعل ذلك ؛ لأنّه كان حييّاً كريماً ولا يريد أن يشافهه بالرّد ». وكلاهما واردان في اللغة. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ ( كبب ).

(١) في « بث » : « رسول الله ».

(٢) في البحار : « حنيناً ».

(٣) في « بح » : ـ « هذا ».

(٤) في « ى ، بح ، جح » وحاشية « بخ » والوافي والبحار : « وقد ».

(٥) قال في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : آمنته ، على صيغة الخطاب ، أو التكلّم ، أي آمنته في الحرب قبل أن يأتي بالمدينة فدخل بأمانيّ » ، ثمّ نقل الخبر عن الخرائج وقال : « فظهر أنّ الخطاب أظهر وأنّه لا وجه له لمن قرأ : أمّنته ، على بناء التفعيل بصيغة المتكلّم ، أي جعلته مؤمَّناً ، لكن في خبر الكتاب التكلّم أظهر لما ستعرف ».

(٦) في « بخ » والوافي : « فقال ».

(٧) في « بخ » والوافي : « بالذي ».

(٨) في البحار : + « نبيّاً ».

(٩) في « بث ، بخ » والوافي : « وأعادها ».

(١٠) في « جح » : + « لا ».

(١١) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جح » ومرآة العقول والبحار : « آمنته ». وقال في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فأعادها ثلاثاً ، هذا من كلام الإمام عليه‌السلام والضمير راجع إلى كلام عثمان بتأويل الكلمة ، أو الجملة ، أي أعاد قوله : والذي بعثك بالحقّ إنّي آمنته ، وقوله : وأعادها أبو عبدالله عليه‌السلام ثلاثاً ، كلام الراوي ، أي إنّه عليه‌السلام كلّما أعاد كلام عثمان أتبعه بقوله : والذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما آمنه ، وقوله : إنّي آمنته ، بيان لمرجع الضمير في قوله : أعادها أوّلاً ، وأحال المرجع في الثاني على الظهور » ذكر احتمالين آخرين في معنى العبارة وأنّ قوله : إلاّ استثناء من قوله : ما آمنه ، قال : « وفي بعض النسخ : أنّى آمنه ، على صيغة الماضي الغائب فأنّى بالفتح ، والتشديد للاستفهام الإنكاري والاستثناء متعلّق به ، لكن في أكثر النسخ بصيغة المتكلّم ». راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٤٥.

(١٢) في « بح » : « الرابع ».

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : + « له ».

٦١٩

بَعْدَ ثَالِثَةٍ (١) قَتَلْتُهُ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهُمَّ الْعَنِ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ، وَالْعَنْ مَنْ يُؤْوِيهِ ، وَالْعَنْ مَنْ يَحْمِلُهُ ، وَالْعَنْ مَنْ يُطْعِمُهُ ، وَالْعَنْ مَنْ يَسْقِيهِ ، وَالْعَنْ مَنْ يُجَهِّزُهُ (٢) ، وَالْعَنْ مَنْ يُعْطِيهِ سِقَاءً (٣) ، أَوْ حِذَاءً ، أَوْ رِشَاءً (٤) ، أَوْ وِعَاءً ـ وَهُوَ يَعُدُّهُنَّ بِيَمِينِهِ ـ وَانْطَلَقَ (٥) بِهِ عُثْمَانُ (٦) ، فَآوَاهُ وَأَطْعَمَهُ (٧) وَسَقَاهُ وَحَمَلَهُ وَجَهَّزَهُ حَتّى فَعَلَ جَمِيعَ مَا لَعَنَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَنْ يَفْعَلُهُ بِهِ.

ثُمَّ أَخْرَجَهُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ يَسُوقُهُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ أَبْيَاتِ الْمَدِينَةِ (٨) حَتّى أَعْطَبَ (٩) اللهُ رَاحِلَتَهُ ، وَنُقِبَ (١٠) حِذَاهُ ، وَدَمِيَتْ (١١) قَدَمَاهُ ، فَاسْتَعَانَ بِيَدَيْهِ (١٢) وَرُكْبَتَيْهِ (١٣) ، وَأَثْقَلَهُ جَهَازُهُ حَتّى وَجَسَ (١٤) بِهِ ، فَأَتى (١٥) شَجَرَةً (١٦) ، فَاسْتَظَلَّ بِهَا ، لَوْ أَتَاهَا بَعْضُكُمْ مَا أَبْهَرَهُ‌

__________________

(١) في البحار : « ثلاثة ».

(٢) « من يجهّزه » ، أي يهّيئ جِهاز سفره ، وهو ما يحتاج إليه في السفر. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧٠ ؛ المصباح‌المنير ، ص ١١٣ ( جهز ).

(٣) « السِقاء » : ظرف الماء من الجلد ، ويجمع على أسقية. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨١ ( سقا ).

(٤) « الرِشاء » : رَسَن الدلو ، وهو الحبل الذي يتوصّل به إلى الماء. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٢٢ ( رشا ).

(٥) في « بخ » والوافي : « فانطلق ».

(٦) في « ى » : « عثمان به » بدل « به عثمان ».

(٧) في حاشية « بث » : « فأطعمه ».

(٨) في « جس » : « البيت ».

(٩) « أعطب » ، أي أهلك ؛ من العطب بمعنى الهلاك. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عطب ).

(١٠) في « بح » : « ثقب ». والنَقْب : الثقب. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣١ ( نقب ).

(١١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار وفي « ي ، بس » : « دميت » بدون الواو. وفي المطبوع : « وورمت ».

(١٢) في البحار : « بيده ».

(١٣) في « بس » : « وبركبتيه ». وفي البحار : « وركبته ».

(١٤) في « بث » : « حتّى وحش ». وفي « بح » والبحار : « حتّى وجر ». والوَجْس : فزع يقع في القلب ، أو في السمع من‌صوت أو غير ذلك ، أي وقع في قلبه الفزع من الموت. وفي مرآة العقول : « الوجس : الفزع ، أي خاف الموت على نفسه ، أو خيف عليه. وفي بعض النسخ : حسر به ، أي أعيا ، وفي بعضها : وجر به ، قال الجوهري : وجرت منه ، بالكسر : خفت ، وفي بعضها بالخاء المعجمة والزاء ، أي طعن بالجهاز وأثر في بدنه ». راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٥٣ ( وجس ).

(١٥) في « بح » : « وأتى ».

(١٦) في « بح ، بس ، جح ، جس » وحاشية « بخ » ومرآة العقول والبحار : « سمرة ».

٦٢٠