الكافي - ج ٥

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٥

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٥٤

لِكُلِّ صَلَاةٍ ».

قِيلَ : وَإِنْ سَالَ؟ قَالَ : « وَإِنْ سَالَ (١) مِثْلَ الْمَثْعَبِ (٢) ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هذَا تَفْسِيرُ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ مُوَافِقٌ لَهُ ، فَهذِهِ سُنَّةُ الَّتِي تَعْرِفُ (٣) أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ، لَا (٤) وَقْتَ لَهَا إِلاَّ أَيَّامَهَا ، قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ.

وَأَمَّا سُنَّةُ الَّتِي قَدْ كَانَتْ لَهَا أَيَّامٌ مُتَقَدِّمَةٌ ، ثُمَّ اخْتَلَطَ (٥) عَلَيْهَا مِنْ طُولِ الدَّمِ ، فَزَادَتْ (٦) وَنَقَصَتْ حَتّى أَغْفَلَتْ عَدَدَهَا وَمَوْضِعَهَا مِنَ الشَّهْرِ ، فَإِنَّ سُنَّتَهَا غَيْرُ ذلِكَ ، وَذلِكَ (٧) أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ (٨) أَتَتِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَتْ : إِنِّي أُسْتَحَاضُ (٩) ، فَلَا أَطْهُرُ (١٠)؟ فَقَالَ (١١) النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَيْسَ ذَلِكِ بِحَيْضٍ ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ (١٢) ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ (١٣) فَدَعِي الصَّلَاةَ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ (١٤) فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ، وَصَلِّي ، وَكَانَتْ (١٥) تَغْتَسِلُ فِي (١٦) كُلِّ‌

__________________

(١) في « ى ، جح » : ـ « قال : وإن سال ». وفي « جس » : ـ « وإن سال ».

(٢) « المَثْعَب » : مسيل الماء. وقال الخليل : المثعب هو المِرْزاب ، أي الميزاب. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٣٤ ( ثعب ).

(٣) في حاشية « بث » : + « بها ».

(٤) في الوسائل ، ح ٢١٤٥ والتهذيب : « ولا ».

(٥) في « ى ، بخ ، بس » وحاشية « بح » : « واختلط ».

(٦) في « جس » والتهذيب : « وزادت ».

(٧) في « ى ، بخ » : ـ « وذلك ».

(٨) في « ى » : « أبي جيش ».

(٩) في حاشية « بح » : « استحضت ».

(١٠) في « جح ، جس ، جن » وحاشية « ظ ، بح » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « ولا أطهر ».

(١١) في الوسائل ، ح ٢١٣٥ : + « لها ».

(١٢) في « ظ » وحاشية « بح » : « غرف ». وفي « غ ، بث ، بس ، جح ، جن » والوافي والتهذيب : « عزف ».

(١٣) في « غ » : « المحيضة ». وقال العلاّمة المجلسي : « قال الطيّبي : قوله : إذا أقبلت حيضك ، يحتمل أن يكون المراد به الحالة التي كانت تحيض ، فيكون ردّاً إلى العادة ، وأن يكون المراد به الحال التي تكون للحيض من قوّة الدم في اللون والقوام. انتهى. والمراد الثاني كما أفاده عليه‌السلام ».

(١٤) في « غ ، جس » : « فإذا أدبرت ».

(١٥) في « بح ، بف ، جح ، جس » والتهذيب : « فكانت ».

(١٦) في الوسائل ، ح ٢١٣٥ : + « وقت ».

٢٤١

صَلَاةٍ ، وَكَانَتْ تَجْلِسُ فِي مِرْكَنٍ (١) لِأُخْتِهَا ، وَكَانَتْ (٢) صُفْرَةُ الدَّمِ تَعْلُو الْمَاءَ ».

قَالَ (٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَمَا تَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَمَرَ هذِهِ بِغَيْرِ مَا أَمَرَ بِهِ تِلْكَ؟ أَلَا تَرَاهُ لَمْ يَقُلْ لَهَا : دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ ، وَلكِنْ قَالَ لَهَا : إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي؟ فَهذَا يُبَيِّنُ (٤) أَنَّ هذِهِ امْرَأَةٌ قَدِ اخْتَلَطَ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، لَمْ تَعْرِفْ عَدَدَهَا وَلَاوَقْتَهَا ، أَلَاتَسْمَعُهَا (٥) تَقُولُ : إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ (٦)؟ وَكَانَ أَبِي يَقُولُ : إِنَّهَا (٧) اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ ، فَفِي أَقَلَّ مِنْ هذَا (٨) تَكُونُ (٩) الرِّيبَةُ‌ وَالِاخْتِلَاطُ ، فَلِهذَا احْتَاجَتْ إِلى (١٠) أَنْ تَعْرِفَ إِقْبَالَ الدَّمِ مِنْ إِدْبَارِهِ (١١) ، وَتَغَيُّرَ (١٢) لَوْنِهِ مِنَ السَّوَادِ إِلى غَيْرِهِ ، وَذلِكَ أَنَّ دَمَ الْحَيْضِ أَسْوَدُ يُعْرَفُ ، وَلَوْ كَانَتْ تَعْرِفُ أَيَّامَهَا ، مَا احْتَاجَتْ إِلى مَعْرِفَةِ لَوْنِ الدَّمِ ؛ لِأَنَّ السُّنَّةَ فِي الْحَيْضِ أَنْ تَكُونَ (١٣) الصُّفْرَةُ وَالْكُدْرَةُ فَمَا فَوْقَهَا فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ إِذَا عُرِفَتْ حَيْضاً كُلُّهُ إِنْ كَانَ الدَّمُ أَسْوَدَ ، أَوْ غَيْرَ ذلِكَ.

__________________

(١) « المِرْكن » كمنبر : شبه تَوْر ـ وهو إناء من صفر ، وقد يتوضّأ منه ـ من أَدَم يتّخذ للماء ، أو شبه لَقَن وهو معرّب « لَگَن » بالفارسيّة. وقيل : المركن : الإجّانة التي تغسل فيها الثياب ، والميم زائدة ، وهي التي تخصّ الآلات. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧١٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ( ركن ).

(٢) في « ظ ، بث ، بح ، جح ، جس » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « فكانت ». وفي « غ ، بخ ، بس » : « وكان ». وفي التهذيب : « فكان ».

(٣) هكذا في معظم النسخ والوافي والوسائل ، ح ٢١٣٥ والتهذيب. وفي « بخ » والمطبوع : « فقال ».

(٤) في « ى ، بس ، جس ، جن » وحاشية « بح » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « بيّن ».

(٥) في « بس » : « ألا سمعتها ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : ألا تسمعها ، كأنّ استدلاله عليه‌السلام باعتبار أنّ هذه العبارةلاتطلق إلاّ إذا استدام الدم كثيراً ، والأغلب أنّه في هذه الحالة تنسى المرأة عادتها ».

(٦) في « جس » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « ولا أطهر ».

(٧) في « بخ » : ـ « إنّها ». وفي « بف » : « لها ».

(٨) في حاشية « بخ » : « هذه ».

(٩) في « بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والتهذيب : « يكون ».

(١٠) في « بث ، جس » : ـ « إلى ».

(١١) قال في الوافي : « لعلّ المراد بإقبال الدم كثرته وغلظته وسواده ، وبإدباره قلّته ورقّته وصفرته ».

(١٢) في « بث ، بس » : « وتغيير ».

(١٣) في « بح ، جس ، جن » والتهذيب : « أن يكون ».

٢٤٢

فَهذَا يُبَيِّنُ لَكَ (١) أَنَّ قَلِيلَ الدَّمِ وَكَثِيرَهُ (٢) أَيَّامَ الْحَيْضِ حَيْضٌ كُلَّهُ إِذَا كَانَتِ الْأَيَّامُ مَعْلُومَةً ، فَإِذَا جَهِلَتِ الْأَيَّامَ وَعَدَدَهَا ، احْتَاجَتْ إِلَى النَّظَرِ حِينَئِذٍ إِلى إِقْبَالِ الدَّمِ وَإِدْبَارِهِ ، وَتَغَيُّرِ لَوْنِهِ ، ثُمَّ تَدَعُ الصَّلَاةَ عَلى قَدْرِ ذلِكَ ، وَلَا أَرَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَال (٣) : اجْلِسِي كَذَا وَكَذَا يَوْماً ، فَمَا زَادَتْ فَأَنْتِ مُسْتَحَاضَةٌ ، كَمَا لَمْ يَأْمُرِ (٤) الْأُولى بِذلِكَ ، وَكَذلِكَ (٥) أَبِي عليه‌السلام أَفْتى فِي مِثْلِ هذَا ؛ وَذَاكَ (٦) أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِنَا اسْتَحَاضَتْ ، فَسَأَلَتْ أَبِي عليه‌السلام عَنْ ذلِكَ ، فَقَالَ (٧) : إِذَا رَأَيْتِ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ (٨) فَدَعِي الصَّلَاةَ ، وَإِذَا رَأَيْتِ الطُّهْرَ ـ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ـ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَأَرى جَوَابَ أَبِي عليه‌السلام هاهُنَا غَيْرَ جَوَابِهِ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ الْأُولى ، أَلَاتَرى أَنَّهُ قَالَ : تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا؟ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى عَدَدِ الْأَيَّامِ ، وَقَالَ (٩) هاهُنَا : إِذَا رَأَتِ (١٠) الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ ، وَأَمَرَ (١١) هاهُنَا (١٢) أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الدَّمِ إِذَا أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَتَغَيَّرَ.

__________________

(١) في « غ » : « بيّن ذلك ». وفي « بث ، جح ، جس » : « بيّن لك ».

(٢) في التهذيب : + « في ».

(٣) في الوسائل ، ح ٢١٣٥ : + « لها ».

(٤) هكذا في جميع النسخ والوافي والوسائل ، ح ٢١٣٥ والتهذيب. وفي المطبوع : « لم تؤمر ».

(٥) في « بس » : « وكذا ».

(٦) في « ى ، بث ، بخ ، بف ، جح ، جس » والوافي والتهذيب : « وذلك ».

(٧) في « ى » : « وقال ».

(٨) « الدم البحرانيّ » ، أي الشديد الحمرة ، كأنّه قد نسب إلى البحر وهو اسم قعر الرحم وعمقها ، وزادوه في النسب ألفاً ونوناً للمبالغة ، يريد الدم الغليظ الواسع ، وقيل : هذا من تغيّرات النسبة ، أي هو ممّا غُيّر في النسب ؛ لأنّه لو قيل : بحريّ لالتبس بالنسبة إلى البحر. وقيل : نسب إلى البحر لكثرته وسعته. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٩٩ ؛ المغرب ، ص ٣٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٦ ( بحر ).

(٩) في « جن » : « فقال ».

(١٠) في « ى » والتهذيب : « إذا رأيت ».

(١١) كذا في المطبوع. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، جح ، جس » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « فأمرها ». وفي « بخ ، بس ، جن » والوافي : « وأمرها ». وفي « بف » : « فأمر ».

(١٢) في الوسائل ، ح ٢١٣٥ : « هنا » بدل « هاهنا ».

٢٤٣

وَقَوْلُهُ : « الْبَحْرَانِيَّ » شِبْهُ مَعْنى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ أَسْوَدُ يُعْرَفُ ، وَإِنَّمَا (١) سَمَّاهُ أَبِي بَحْرَانِيّاً لِكَثْرَتِهِ وَلَوْنِهِ ، فَهذِهِ (٢) سُنَّةُ النَّبِيِّ (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي الَّتِي اخْتَلَطَ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا حَتّى لَاتَعْرِفَهَا ، وَإِنَّمَا تَعْرِفُهَا بِالدَّمِ مَا كَانَ مِنْ قَلِيلِ الْأَيَّامِ وَكَثِيرِهِ ».

قَالَ : « وَأَمَّا السُّنَّةُ الثَّالِثَةُ ، فَهِيَ (٤) الَّتِي لَيْسَ لَهَا أَيَّامٌ مُتَقَدِّمَةٌ ، وَلَمْ تَرَ الدَّمَ قَطُّ ، وَرَأَتْ (٥) أَوَّلَ مَا أَدْرَكَتْ (٦) ، وَاسْتَمَرَّ (٧) بِهَا ، فَإِنَّ (٨) سُنَّةَ هذِهِ غَيْرُ سُنَّةِ الْأُولى وَالثَّانِيَةِ ، وَذلِكَ أَنَّ امْرَأَةً ـ يُقَالُ لَهَا : حَمْنَةُ (٩) بِنْتُ جَحْشٍ ـ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَتْ : إِنِّي اسْتُحِضْتُ حَيْضَةً شَدِيدَةً؟ فَقَالَ لَهَا (١٠) : احْتَشِي كُرْسُفاً (١١) ، فَقَالَتْ (١٢) : إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ ذلِكَ ؛ إِنِّي أَثُجُّهُ ثَجّاً (١٣)؟ فَقَالَ :

__________________

(١) في « جن » : « إنّما » بدون الواو.

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢١٣٥. وفي المطبوع : « هذا ». وفي التهذيب : « وهذه ».

(٣) في حاشية « بخ » : « رسول الله ».

(٤) في « بث ، بح ، بف ، جح ، جس » وحاشية « ظ ، بخ » والتهذيب : « ففي ».

(٥) في « جس » : « فزادت ». وفي حاشية « جح » : « قد رأت » بدل « ورأت ».

(٦) في حاشية « بح » : « تدرك ».

(٧) في « ظ ، غ ، بح ، جح ، جس ، جن » : « فاستمرّ ».

(٨) في « بث » : « فإنّها ». وفي « بف » : « قال ».

(٩) قال الفيّوميّ : « حمنة ، وزان تمرة من أسماء النساء ، ومنه حَمْنَةُ بنتُ جَحْش بن وَثّاب الأسديّ ، وامّها امَيْمَةبنت عبدالمطّلب عمّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٥٣ ( حمن ).

(١٠) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جح » والوافي والتهذيب : ـ « لها ».

(١١) « احتشي كرسفاً » ، أي البسيه ، يقال : احتشت المرأة الحَشِيّة واحتشت بها ، كلاهما : لبستها. ويقال : احتشت المستحاضةُ ، أي حَشَتْ ـ أي ملأتْ ـ نفسها بالمفارم ونحوها. والمراد باحتشائها بالكرسف استدخالها له في نفسها يمنع الدم من القطر ، وبه سمّي الحشو للقطن ؛ لأنّه يُحْشَى به الفُرُش وغيرها ، و « الكرسف » كعصفر ، والكُرْسوف كزُنْبور : القطن ، واحدته : كُرْسُفة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٧٩ ( حشا ) ؛ الصحاح ، ج ٤ ، ص ٤٢١ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٩٧ ( كرسف ).

(١٢) في « ظ ، غ ، بح ، جح ، جس » : « قالت ».

(١٣) « الثَجُّ » : الصبّ والسيلان ، وقيل : الصبّ الكثير. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ؛ المصباح المنير ، ص ٨٠ ( ثجج ).

٢٤٤

تَلَجَّمِي (١) وَتَحَيَّضِي (٢) فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً ، ثُمَّ اغْتَسِلِي غُسْلاً ، وَصُومِي ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً (٣) ، أَوْ أَرْبَعَةً (٤) وَعِشْرِينَ ، وَاغْتَسِلِي لِلْفَجْرِ (٥) غُسْلاً ، وَأَخِّرِي الظُّهْرَ (٦) ، وَعَجِّلِي الْعَصْرَ (٧) ، وَاغْتَسِلِي غُسْلاً ، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ (٨) ، وَعَجِّلِي الْعِشَاءَ ، وَاغْتَسِلِي غُسْلاً ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَأَرَاهُ قَدْ سَنَّ (٩) فِي هذِهِ غَيْرَ مَا سَنَّ (١٠) فِي الْأُولى وَالثَّانِيَةِ ، وَذلِكَ لِأَنَّ (١١) أَمْرَهَا مُخَالِفٌ لِأَمْرِ تَيْنِكَ (١٢) ، أَلَاتَرى أَنَّ أَيَّامَهَا لَوْ كَانَتْ أَقَلَّ مِنْ سَبْعٍ ، وَكَانَتْ خَمْساً أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، مَا قَالَ لَهَا : تَحَيَّضِي سَبْعاً ، فَيَكُونَ قَدْ أَمَرَهَا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ (١٣) أَيَّاماً (١٤) وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ غَيْرُ حَائِضٍ ، وَكَذلِكَ لَوْ كَانَ حَيْضُهَا أَكْثَرَ مِنْ سَبْعٍ ،

__________________

(١) « تلجّمي » ، أي شدّي اللِجام ، اللِجام واللجمة : خرقة عريضة طويلة تشدّها المرأة في وسطها ثمّ تشدّ ما يفضل‌من أحد طرفيها ما بين رجليها إلى الجانب الآخر ، وذلك إذا غلب سيلان الدم وإلاّ فالاحتشاء. وقال ابن الأثير : « تلجّمي ، أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم تشبيهاً بوضع اللجام في فم الدابّة ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٢٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٥ ؛ المغرب ، ص ٤٢١ ( لجم ).

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢١٥٩ والتهذيب. وفي المطبوع : « تحيّضي » بدون الواو.

(٣) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بف ، جح ، جس » والتهذيب : ـ « يوماً ».

(٤) في « بخ ، جن » والتهذيب : « أو أربعاً ».

(٥) في « بس ، بف » : « الفجر ».

(٦) في « ى » : « فأخّري الظهر ». وفي حاشية « بث » : « وأخّر للطهر ». وفي حاشية « بخ » : « للظهر ».

(٧) في « جن » : « للعصر ».

(٨) في « ظ ، جس » : « وآخر للمغرب ». وفي « غ ، بس » : « أخّر للمغرب » بدون الواو. وفي « بث » : « أخّري للمغرب » بدون الواو. وفي حاشية « ظ ، بخ » : « وأخّر للمغرب ».

(٩) في التهذيب : « قد بيّن ».

(١٠) في التهذيب : « ما بيّن ».

(١١) في « ظ ، غ ، ى ، بح ، جس » والتهذيب : « أنّ ».

(١٢) كذا في حاشية « جح » والوافي والتهذيب. وفي « ظ ، بس ، جن » وحاشية « بخ » : « تانيك ». وفي « غ » : « تأتيك ». وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جح » وحاشية « ظ ، غ ، بس » والمطبوع : « هاتيك ». وفي « جس » : « يأتيك ».

(١٣) في « ظ » : « صلاتها ».

(١٤) في التهذيب : « أيّامها ».

٢٤٥

وَكَانَتْ أَيَّامُهَا عَشْراً (١) أَوْ أَكْثَرَ (٢) ، لَمْ يَأْمُرْهَا بِالصَّلَاةِ وَهِيَ حَائِضٌ ».

ثُمَّ مِمَّا (٣) يَزِيدُ هذَا بَيَاناً (٤) قَوْلُهُ عليه‌السلام لَهَا (٥) : « تَحَيَّضِي » وَلَيْسَ يَكُونُ التَّحَيُّضُ (٦) إِلاَّ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي تُرِيدُ أَنْ تُكَلَّفَ مَا (٧) تَعْمَلُ الْحَائِضُ ، أَلَاتَرَاهُ لَمْ يَقُلْ لَهَا : أَيَّاماً مَعْلُومَةً (٨) تَحَيَّضِي أَيَّامَ حَيْضِكِ؟

وَمِمَّا (٩) يُبَيِّنُ هذَا (١٠) قَوْلُهُ لَهَا : « فِي عِلْمِ اللهِ » لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهَا (١١) وَإِنْ كَانَتِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا فِي عِلْمِ اللهِ تَعَالى ، وَهذَا (١٢) بَيِّنٌ وَاضِحٌ أَنَّ (١٣) هذِهِ لَمْ تَكُنْ لَهَا أَيَّامٌ قَبْلَ ذلِكَ (١٤) قَطُّ ، وَهذِهِ سُنَّةُ الَّتِي اسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ أَوَّلَ (١٥) مَا تَرَاهُ ، أَقْصى وَقْتِهَا سَبْعٌ ، وَأَقْصى طُهْرِهَا ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ ، حَتّى يَصِيرَ (١٦) لَهَا أَيَّاماً (١٧) مَعْلُومَةً ، فَتَنْتَقِلَ إِلَيْهَا ، فَجَمِيعُ حَالَاتِ الْمُسْتَحَاضَةِ تَدُورُ عَلى هذِهِ السُّنَنِ الثَّلَاثِ (١٨) لَاتَكَادُ أَبَداً تَخْلُو مِنْ وَاحِدَةٍ‌

__________________

(١) في الوافي : « عشرة ».

(٢) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : وكانت أيّامها عشراً أو أكثر ، لعلّ الأكثر محمول على ما إذا رأت في الشهر مرّتين أو كانت ترى أكثر وإن كانت استحاضة ».

(٣) في « بث » : ـ « ممّا ».

(٤) في « جح » : « تبياناً ».

(٥) في « بس » : ـ « لها ».

(٦) في « بح » : « الحيض ».

(٧) في حاشية « بخ » : « بما ».

(٨) في مرآة العقول : « قوله : أيّاماً معلومةً ، مفعول للقول ، أو ظرف لقوله : تحيّضي مقدّراً ، وقوله : تحيّضي أيّام حيضتك ، بيان للجملة السابقة ».

(٩) في « جس » : « وما ».

(١٠) في « جن » : + « في ».

(١١) في الوافي : « قوله : لأنّه قد كان لها ، لعلّ المراد به قد كان لها في علم الله ستّة أو سبعة ، وذلك لأنّه ليس لها قبل ذلك أيّام معلومة ». وفي مرآة العقول : « أي لأنّ كونه في علم الله مخصوصة بها ؛ لأنّ المراد اختصاصه بعلم الله دون علمنا ، والظاهر أنّ علم هذا مخصوص به تعالى ؛ لأنّه يعلم أنّ كلّ أحد أيّ الأيّام يختار لهذا ، فتأمّل ».

(١٢) في « ظ ، غ ، بح ، جس » والتهذيب : « فهذا ».

(١٣) في « بخ ، بف » والوافي : « وأنّ ».

(١٤) في « بث ، جح ، جس » وحاشية « بخ » والتهذيب : « تلك ».

(١٥) في « جن » : « وأوّل ».

(١٦) في « ظ ، غ ، ى ، جح ، جس ، جن » والوافي : « حتّى تصير ».

(١٧) في الوافي : « أيّام ».

(١٨) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، جح ، جس » والوافي والوسائل ، ح ٢١٥٩ وفي سائر النسخ والمطبوع : « الثلاثة ».

٢٤٦

مِنْهُنَّ إِنْ كَانَتْ (١) لَهَا أَيَّامٌ مَعْلُومَةٌ ، مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ ، فَهِيَ عَلى أَيَّامِهَا وَخَلْقِهَا الَّذِي (٢) جَرَتْ عَلَيْهِ (٣) ، لَيْسَ فِيهِ عَدَدٌ مَعْلُومٌ مُوَقَّتٌ غَيْرُ أَيَّامِهَا ، فَإِنِ (٤) اخْتَلَطَتِ الْأَيَّامُ عَلَيْهَا ، وَتَقَدَّمَتْ وَتَأَخَّرَتْ ، وَتَغَيَّرَ عَلَيْهَا الدَّمُ أَلْوَاناً ، فَسُنَّتُهَا إِقْبَالُ الدَّمِ وَإِدْبَارُهُ وَتَغَيُّرُ حَالَاتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ (٥) لَهَا أَيَّامٌ قَبْلَ ذلِكَ ، وَاسْتَحَاضَتْ (٦) أَوَّلَ مَا رَأَتْ ، فَوَقْتُهَا (٧) سَبْعٌ ، وَطُهْرُهَا ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ ، فَإِنِ اسْتَمَرَّ (٨) بِهَا (٩) الدَّمُ أَشْهُراً ، فَعَلَتْ فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا قَالَ لَهَا ، فَإِنِ (١٠) انْقَطَعَ الدَّمُ فِي أَقَلَّ مِنْ سَبْعٍ ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعٍ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ سَاعَةَ تَرَى الطُّهْرَ وَتُصَلِّي (١١) ، فَلَا تَزَالُ (١٢) كَذلِكَ حَتّى تَنْظُرَ مَا يَكُونُ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي ، فَإِنِ انْقَطَعَ الدَّمُ لِوَقْتِهِ فِي الشَّهْرِ (١٣) الْأَوَّلِ سَوَاءً ، حَتّى تَوَالى (١٤) عَلَيْهَا حَيْضَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ ، فَقَدْ عُلِمَ الْآنَ أَنَّ ذلِكَ قَدْ صَارَ (١٥) لَهَا وَقْتاً وَخَلْقاً مَعْرُوفاً تَعْمَلُ عَلَيْهِ ، وَتَدَعُ مَا سِوَاهُ ، وَتَكُونُ (١٦) سُنَّتَهَا فِيمَا تَسْتَقْبِلُ (١٧) ، إِنِ اسْتَحَاضَتْ قَدْ صَارَتْ (١٨) سُنَّةً إِلى أَنْ تَجْلِسَ (١٩) أَقْرَاءَهَا ، وَإِنَّمَا‌

__________________

(١) في « غ » : « إن كان ». وفي التهذيب : « وإن كانت ».

(٢) في « ظ ، غ ، بح ، جح ، جس » والوسائل ، ح ٢١٤٥ والتهذيب : « وخلقتها التي ». وفي « ى ، بخ » : « وخلقها التي ». وفي « بث » : « وخلقتها الذي ».

(٣) في « ظ ، غ ، ، ى ، بث ، بح ، جح ، جس ، جن » والوسائل ، ح ٢١٤٥ والتهذيب : « عليها ».

(٤) في « بث ، بخ ، بس ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « وإن ». وفي الوسائل ، ح ٢١٤٥ : « إن ».

(٥) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » : « لم يكن ».

(٦) في « بح ، جح » : « فاستحاضت ».

(٧) في « غ » : « وقتها ». وفي « ى ، جس » : « فوقها ».

(٨) في « ى » : « واستمرّ » بدل « فإن استمرّ ». وفي « بث ، بس ، بف ، جن » : « وإن استمرّ ».

(٩) في الوسائل ، ح ٢١٥٩ : ـ « بها ».

(١٠) في « ظ ، جح ، جس » : « وإن ».

(١١) في « ى » : « فتصلّي ».

(١٢) في « جس » : « فلا يزال ».

(١٣) في الوافي والتهذيب : « من الشهر ».

(١٤) في التهذيب : « حتّى توالت ».

(١٥) في « ظ » : « أنّ في ذلك صار ».

(١٦) في « جس ، جن » : « ويكون ».

(١٧) في « بح ، بس ، جح ، جس » والوافي والتهذيب : « يستقبل ».

(١٨) في الوافي : « في بعض النسخ : فقد صارت ». وفي التهذيب : « فقد صار ».

(١٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢١٥٦ والتهذيب وفي « ى » والمطبوع : « أن تحبس ».

٢٤٧

جُعِلَ الْوَقْتُ أَنْ تَوَالى عَلَيْهَا حَيْضَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِلَّتِي تَعْرِفُ أَيَّامَهَا : « دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ » فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلِ الْقُرْءَ الْوَاحِدَ سُنَّةً لَهَا ، فَيَقُولَ (١) : دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ قُرْئِكِ (٢) ، وَلكِنْ سَنَّ (٣) لَهَا الْأَقْرَاءَ ، وَأَدْنَاهُ (٤) حَيْضَتَانِ فَصَاعِداً (٥) ، وَإِنْ (٦) اخْتَلَطَ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، وَزَادَتْ وَنَقَصَتْ حَتّى لَاتَقِفَ مِنْهَا (٧) عَلى حَدٍّ ، وَلَامِنَ الدَّمِ عَلى لَوْنٍ ، عَمِلَتْ (٨) بِإِقْبَالِ الدَّمِ وَإِدْبَارِهِ ، وَلَيْسَ (٩) لَهَا سُنَّةٌ غَيْرُ هذَا ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ (١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ ، وَإِذَا (١١) أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي » وَلِقَوْلِهِ : « إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ أَسْوَدُ يُعْرَفُ » كَقَوْلِ أَبِي عليه‌السلام (١٢) : « إِذَا رَأَيْتِ الدَّمَ (١٣) الْبَحْرَانِيَّ » فَإِنْ (١٤) لَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَذلِكَ ، وَلكِنَّ الدَّمَ أَطْبَقَ عَلَيْهَا ، فَلَمْ تَزَلِ الاسْتِحَاضَةُ دَارَّةً (١٥) ، وَكَانَ الدَّمُ عَلى لَوْنٍ وَاحِدٍ ، وَحَالَةٍ (١٦) وَاحِدَةٍ ، فَسُنَّتُهَا السَّبْعُ وَالثَّلَاثُ وَالْعِشْرُونَ ؛ لِأَنَّ (١٧) قِصَّتَهَا كَقِصَّةِ (١٨) حَمْنَةَ (١٩) حِينَ قَالَتْ : إِنِّي أَثُجُّهُ ثَجّاً ». (٢٠)

__________________

(١) في « بح ، بخ ، جس ، جن » : + « لها ». (٢) في « بث » : « قراك ».

(٣) في « جس » والتهذيب : « بيّن ». (٤) في التهذيب : « فأدناه ».

(٥) في مرآة العقول : « قوله : حيضتان فصاعداً ، يدلّ على أنّ الجمع اثنان إلاّ أن يقال : الغرض نفي الاعتداد بواحد وأمّا الاثنان فقد علم من خارج ».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وإذا ». وفي التهذيب : « فإن ».

(٧) في « غ ، جن » : « عنها ».

(٨) في « بخ ، بس ، جس » : « علمت ».

(٩) في « ظ ، غ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس » والوافي : « ليس » بدون الواو.

(١٠) في الوافي : « لقوله » بدل « لقول رسول الله ».

(١١) في « غ » : « فإذا ».

(١٢) في « بث ، جن » وحاشية « غ » : + « عبدالله ».

(١٣) في « بث ، بخ ، بس ، جس » : ـ « الدم ». وفي « جن » : « دم ».

(١٤) في « ى ، بخ ، بس ، بف ، جن » والوافي : « وإن ».

(١٥) « دارّة » ، أي سائلة ، من الدَرّ وهو الصبّ والجريان والسيلان والكثرة. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٦ ؛ لسان‌العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٠ ( درر ).

(١٦) في « جس » والتهذيب : « حال ».

(١٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢١٥٩ والتهذيب. وفي المطبوع : « لأنّها ».

(١٨) في « جن » والتهذيب : « قصّة ».

(١٩) في « بخ » : « حميه ».

(٢٠) التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١١٨٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٥٥ ، ح ٤٦٩٢ ؛ الوسائل ،

٢٤٨

٤١٨١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُسْتَحَاضَةُ تَنْظُرُ أَيَّامَهَا ، فَلَا تُصَلِّي (١) فِيهَا ، وَلَايَقْرَبْهَا بَعْلُهَا ، فَإِذَا (٢) جَازَتْ أَيَّامُهَا ، وَرَأَتِ الدَّمَ يَثْقُبُ الْكُرْسُفَ ، اغْتَسَلَتْ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، تُؤَخِّرُ هذِهِ وَتُعَجِّلُ هذِهِ ، وَلِلْمَغْرِبِ (٣) وَالْعِشَاءِ (٤) غُسْلاً ، تُؤَخِّرُ هذِهِ وَتُعَجِّلُ هذِهِ ، وَتَغْتَسِلُ لِلصُّبْحِ ، وَتَحْتَشِي (٥) وَتَسْتَثْفِرُ (٦) ، وَلَاتُحَنِّي (٧) ، وَتَضُمُّ فَخِذَيْهَا فِي الْمَسْجِدِ ، وَسَائِرُ‌

__________________

ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢١٣٥ ، إلى قوله : « إقبال الدم وإدباره وتغيّر حالاته » ؛ فيه ، ص ٢٨١ ، ح ٢١٤٥ ، إلى قوله : « ليس فيه عدد معلوم موقّت غير أيّامها » ؛ فيه ، ص ٢٨٧ ، ح ٢١٥٦ ، من قوله : « فإن انقطع الدم في أقلّ من سبع وأكثر » إلى قوله : « وأدناه حيضتان فصاعداً » ؛ فيه ، ص ٢٨٨ ، ح ٢١٥٩ ، من قوله : « وأمّا السنّة الثالثة فهي التي ليس لها أيّام متقدّمة ».

(١) هكذا في معظم النسخ والوافي والوسائل والتهذيب ، ص ١٠٦. وفي « جس » : « ولا تصلّي ». وفي المطبوع : « فلا تصلّ ».

(٢) في « بث ، بح ، جح ، جس » والوسائل ، ح ٢١٤٦ : « وإذا ».

(٣) في « ظ ، غ ، بس ، بف ، جس » : « والمغرب ». وفي « بث » : « وفي المغرب ».

(٤) في التهذيب ، ص ١٠٦ : + « الآخرة ».

(٥) يقال : احتشت المرأة الحَشِيّةَ واحتشت بها ، أي لبستها ، واحتشت المستحاضة ، أي حشت وملأت نفسهابالمفارم ونحوها. والمراد باحتشائها استدخالها شيئاً في نفسها يمنع الدم من القطر. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٧٩ ( حشا ).

(٦) في « غ » : « تستثفر » بدون الواو. واستثفار المرأة : هو أن تأخذ خرقة طويلة عريضة تشدّ أحد طرفيها من قدّام ، وتخرجها من بين فخذيها ، وتشدّ طرفها الآخر من وراء بعد أن تحتشي بشي‌ء من القطن ؛ ليمتنع به من سيلان الدم ، من قولهم : استثفر الرجل بإزاره : لواه على فخذيه ، ثمّ أخرجه من بين فخذيه ، فشدّ طرفه في حجزته. واستثفر الكلب : أدخل ذنبه بين فخذيه حتّى يلزقه ببطنه. وقال ابن الأثير : « ... وهو مأخوذ من ثَفْرِ الدابّة الذي يجعل تحت ذنبها ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٤٤٤ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٤ ؛ الحبل المتين ، ص ١٨٧.

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل ، ح ٢٣٩٠ والتهذيب ، ص ١٠٦. وفي « بس » : « ولا تجثي ». وفي « جس » وحاشية « بث » : « ولا تحتني ». وفي المطبوع : « ولا تحيّي ». وفي الوافي : « وتحشي » بدون « لا ». وقال الشيخ البهائيّ : « قوله عليه‌السلام : وتحشّي ، مضبوط في بعض نسخ التهذيب المعتمدة بالشين المعجمة المشدّدة ، وفي بعضها : تحتبي ، بالتاء المثنّاة من فوق والباء الموحّدة ، وقد يفسّر على الأوّل بأن يربط خرقة محشوّة بالقطن يقال لها : المحشيّ ، على عجيزتها للتحفّظ من تعدّي الدم حال القعود ... ويفسّر على الثاني بالاحتباء وهو

٢٤٩

جَسَدِهَا خَارِجٌ (١) ، وَلَايَأْتِيهَا بَعْلُهَا (٢) أَيَّامَ قُرْئِهَا (٣) ، وَإِنْ كَانَ الدَّمُ لَايَثْقُبُ الْكُرْسُفَ ، تَوَضَّأَتْ ، وَدَخَلَتِ الْمَسْجِدَ ، وَصَلَّتْ (٤) كُلَّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ ، وَهذِهِ (٥) يَأْتِيهَا بَعْلُهَا (٦) إِلاَّ فِي أَيَّامِ حَيْضِهَا ». (٧)

٤١٨٢ / ٣. مُحَمَّدٌ ، عَنِ الْفَضْلِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تُسْتَحَاضُ؟

__________________

جمع الساقين والفخذين إلى الظهر بعمامة ونحوها ؛ ليكون ذلك موجباً لزيادة تحفّظها من تعدّي الدم » ، وقال في موضع آخر : « قد يقرأ قوله عليه‌السلام : ولا تحنّي ، بالنون وحذف حرف المضارعة ، أي لا تختضب بالحنّاء ، وربّما قرئ : ولا تحبتي من الحباء بالحاء المكسورة والباء الموحّدة. والمنقول عن العلاّمة ـ قدّس الله روحه ـ : ولا تحيّي ـ بياءين أولاهما مشدّدة ـ ، أي لا تصلّي تحيّة المسجد ». وكلّ واحد نقله العلاّمة الفيض والمجلسي عن بعض النسخ ، مضافاً إلى أنّه قال العلاّمة الفيض : « والأوّل ـ أي لاتحشّي ـ أقرب إلى الصواب » وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : ولا تحنّي ، أي ولا تحنّي ظهرها كثيراً مخافة أن يسيل الدم. وقيل : إنّه مأخوذ من الحناء ». راجع : الحبل المتين ، ص ١٨٨ ؛ مشرق الشمسين ، ص ٢٧٩ ؛ الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٦٩ ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٢٤.

(١) في الوافي : « الواو في قوله عليه‌السلام : وسائر جسدها خارج ، واو الحال ؛ يعني أنّها لا تدخل المسجد ولكن تجلس‌قريباً من المسجد بحيث يكون سجودها فيه ضامّة فخذيها حين تدخل رأسها للسجود ... وكأنّ المراد بالمسجد محلّ صلاتها الذي كانت تصلّي فيه وإنّما لا تدخله احتراماً له ».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢٣٩٠ والتهذيب ، ص ١٠٦ و ١٧٠. وفي المطبوع : + « في ».

(٣) « القرء » بضمّ القاف وفتحها وسكون الراء من الأضداد يقع على الحيض والطهر. وقيل : هو بالفتح بمعنى الطهر ، وبالضمّ بمعنى الحيض ، والأوّل هو الأشهر. قال العلاّمة المجلسي : « الظاهر أنّ القرء هنا بمعنى الطهر ، أو أيّام رؤية الدم مطلقاً بقرينة قوله عليه‌السلام : « وهذه يأتيها بعلها » إلى آخره ، لكنّ الأصحاب حملوها على الحيض بدلالة سائر الأخبار ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٠ ( قرأ ).

(٤) في « جس » : + « في ».

(٥) في « جن » : « وبعده ».

(٦) في « جس » : ـ « بعلها ».

(٧) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٠٦ ، ح ٢٧٧ ؛ وص ١٧٠ ، ح ٤٨٤ ، بسندهما عن الكليني. راجع : الكافي ، كتاب الحيض ، باب الحبلى ترى الدم ، ح ٤١٩٣ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٤٨٢ ؛ وص ٣٨٨ ، ح ١١٩٧ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٤٠ ، ح ٤٨٢ الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٦٩ ، ح ٤٧٠٨ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢١٤٦ ، إلى قوله : « يثقب الكرسف اغتسلت للظهر والعصر » ؛ وص ٣١٧ ، ح ٢٢٣٦ ؛ وص ٣٧١ ، ح ٢٣٩٠.

٢٥٠

فَقَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تُسْتَحَاضُ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَمْكُثَ أَيَّامَ حَيْضِهَا لَاتُصَلِّي (١) فِيهَا ، ثُمَّ تَغْتَسِلَ ، وَتَسْتَدْخِلَ قُطْنَةً ، وَتَسْتَثْفِرَ (٢) بِثَوْبٍ ، ثُمَّ تُصَلِّيَ حَتّى يَخْرُجَ الدَّمُ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ ».

وَقَالَ (٣) : « تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ الدَّمِيَّةُ (٤) بَيْنَ كُلِّ صَلَاتَيْنِ ».

وَالِاسْتِذْفَارُ (٥) أَنْ تَطَيَّبَ (٦) وَتَسْتَجْمِرَ بِالدُّخْنَةِ (٧) وَغَيْرِ ذلِكَ. وَالِاسْتِثْفَارُ أَنْ تَجْعَلَ (٨) مِثْلَ ثَفْرِ (٩) الدَّابَّةِ. (١٠)

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « لا تصلّ ».

(٢) في « ظ ، بح ، جح » : « وتستذفر وتستثفر ». وفي « بخ » وحاشية « بث » والوافي : « وتستذفر ». وفي مرآة العقول : « في بعض النسخ : تستذفر ، قال في القاموس : الذفر محرّكة شدّة ذكاء الريح كالذفرة ، والظاهر أنّها نسخة الجمع كالبدل بقرينة التفسير ، أو يكون في الكتاب ـ الذي أخذ المصنّف الخبر منه ـ النسختان معاً ففسّرهما أو ذكر أحدهما استطراداً ، والظاهر أنّه كان في هذا الخبر بالذال وفي الخبر السابق بالثاء ، ففسّرهما هاهنا ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢٣٩١. وفي المطبوع : « قال » بدون الواو.

(٤) في « ظ ، غ ، بث ، جس » وحاشية « بخ » ومرآة العقول : « الذمّيّة ». وفي « بس » : ـ « المرأة ». وقوله : « الدَمِيّة » ، أي صاحبة الدم ، قال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : الذمّيّة وفي بعض النسخ : الدميّة ، وهو أظهر وكأنّ المراد أنّ المرأة إذا كانت كثيرة الدم بحيث يخرج الدم بين الصلاتين أو أثناء الاولى عن الخرقة تغتسل بينهما ... وأمّا على الذال المعجمة فالمراد أنّها تؤمر بالاغتسال في وقت بين الصلاتين ».

وقال الطريحي : « وفسّرت ـ أي الذمّيّة ـ بمن اشتغلت ذمّتها بالصلاة ، وكونها نسبة إلى أهل الذمّة غير مناسب كما لا يخفى ». راجع : مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١٤٧ ( دما ).

(٥) تفسير الاستذفار والاستثفار من كلام صاحب الكافي لا الراوي. صرّح به الفيض في الوافي والمجلسي في‌المرآة.

(٦) في « ظ ، بث ، بف » والوسائل ، ح ٢٣٩١ : « أن تتطيّب ».

(٧) « تستجمر بالدُخنة » ، أي تجمّر وتدّخن بها ، والدخنة وزان غرفة بَخورٌ كالذَرِيرة ، وهي نوع طيب يدّخن بها البيوت والثياب. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٤٤ ( جمر ) ؛ المصباح المنير ، ص ١٩١ ( دخن ).

(٨) في « غ ، جس » والوسائل ، ح ٢٣٩١ : « أن يجعل ».

(٩) « الثفر » بالتحريك وقد يسكّن : السَيْر الذي في مؤخّر السرج ، والسَيْر : قدّة أي قطعة من الجلد مستطيلة. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٢ ( ثفر ).

(١٠) الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٧٠ ، ح ٤٧٠٩ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢١٤٧ ، إلى قوله : « لاتصلّ فيها ، ثمّ تغتسل » ، وج ٢ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٣٩١.

٢٥١

٤١٨٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ : « الْمُسْتَحَاضَةُ إِذَا ثَقَبَ الدَّمُ الْكُرْسُفَ ، اغْتَسَلَتْ لِكُلِّ صَلَاتَيْنِ وَلِلْفَجْرِ غُسْلاً ، وَإِنْ (١) لَمْ يَجُزِ الدَّمُ الْكُرْسُفَ ، فَعَلَيْهَا الْغُسْلُ كُلَّ (٢) يَوْمٍ مَرَّةً ، وَالْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ ، وَإِنْ أَرَادَ زَوْجُهَا أَنْ يَأْتِيَهَا ، فَحِينَ تَغْتَسِلُ ؛ هذَا إِنْ (٣) كَانَ دَمُهَا عَبِيطاً (٤) ، وَإِنْ كَانَ (٥) صُفْرَةً ، فَعَلَيْهَا الْوُضُوءُ ». (٦)

٤١٨٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُسْتَحَاضَةُ تَغْتَسِلُ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ ، وَتُصَلِّي الظُّهْرَ (٧) وَالْعَصْرَ ، ثُمَّ (٨) تَغْتَسِلُ عِنْدَ الْمَغْرِبِ ، فَتُصَلِّي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ ، ثُمَّ تَغْتَسِلُ عِنْدَ الصُّبْحِ ، فَتُصَلِّي الْفَجْرَ ، وَلَابَأْسَ (٩) أَنْ يَأْتِيَهَا (١٠) بَعْلُهَا إِذَا شَاءَ إِلاَّ أَيَّامَ حَيْضِهَا فَيَعْتَزِلُهَا (١١) زَوْجُهَا (١٢) ».

قَالَ : وَقَالَ (١٣) : « لَمْ تَفْعَلْهُ امْرَأَةٌ قَطُّ احْتِسَاباً (١٤) إِلاَّ عُوفِيَتْ مِنْ‌

__________________

(١) في « بث » : « وإذا ». وفي التهذيب : « فإن ». (٢) في الوسائل : « لكلّ ».

(٣) في التهذيب : « إذا ».

(٤) في « جس » وحاشية « بث ، بخ » والتهذيب : « دماً عبيطاً ». والدم العَبيط : الصحيح الخالص الطريّ لاخلط فيه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٠ ( عبط ).

(٥) هكذا في « غ » والوافي. وفي سائر النسخ والوسائل والمطبوع : « وإن كانت ». وفي التهذيب : « فإن كانت ».

(٦) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٧٠ ، ح ٤٨٥ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٧١ ، ح ٤٧١٠ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٣٩٥.

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب ، ص ١٧١. وفي « بف » : ـ « وتصلّي الظهر ». وفي المطبوع : « فتصلّي الظهر ». (٨) في « بف » : ـ « ثمّ ».

(٩) في « غ » : « فلا بأس ». (١٠) في « ظ ، جس » والوسائل : « بأن يأتيها ».

(١١) في « جح ، جس » : « فيعزلها ».

(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب ، ص ١٧١. وفي المطبوع : « بعلها ».

(١٣) في « بح » : « قال » بدون الواو.

(١٤) قال ابن الأثير : « احتساباً ، أي طلباً لوجه الله وثوابه ، فالاحتساب من الحسب ، كالاعتداد من العدّ ، وإنّما

٢٥٢

ذلِكَ ». (١)

٤١٨٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٢) ، إِذَا مَكَثَتِ (٣) الْمَرْأَةُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ تَرَى الدَّمَ ، ثُمَّ طَهُرَتْ ، فَمَكَثَتْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ طَاهِرَةً (٤) ، ثُمَّ رَأَتِ الدَّمَ بَعْدَ ذلِكَ : أَتُمْسِكُ عَنِ الصَّلَاةِ؟

قَالَ : « لَا ، هذِهِ مُسْتَحَاضَةٌ تَغْتَسِلُ ، وَتَسْتَدْخِلُ قُطْنَةً بَعْدَ قُطْنَةٍ (٥) ، وَتَجْمَعُ بَيْنَ صَلَاتَيْنِ (٦) بِغُسْلٍ ، وَيَأْتِيهَا زَوْجُهَا إِنْ (٧) أَرَادَ ». (٨)

٤١٨٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ مَوْلى أَبِي الْمَغْرَاءِ الْعِجْلِيِّ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحِيضُ ، ثُمَّ يَمْضِي (٩) وَقْتُ طُهْرِهَا وَهِيَ تَرَى الدَّمَ؟

__________________

قيل لمن ينوي بعمله وجه الله : احتسبه ؛ لأنّ له حينئذٍ أن يعتدّ عمله ، فجعل في حال مباشرة الفعل كأنّه معتدّ به ، والحِسبة : اسم من الاحتساب كالعدّة من الاعتداد ، والاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البِدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البرّ والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجوّ منها ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ( حسب ).

(١) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٤٨٧ ، بسنده عن النضر ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٤٠١ ، ح ١٢٥٤ ، بسنده عن عبدالله بن سنان ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٧١ ، ح ٤٧١١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٣٩٣.

(٢) في الوسائل : ـ « جعلت فداك ».

(٣) في « غ » : ـ « إذا مكثت ».

(٤) في « ى ، بث ، بخ ، بف ، جن » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والتهذيب : « طاهراً ».

(٥) في التهذيب : ـ « بعد قطنة ».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي « بث » : « بين كلّ صلاتين ». وفي المطبوع : « بين الصلاتين ».

(٧) في الوافي عن بعض النسخ : « إذا ».

(٨) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٧٠ ، ح ٤٨٦ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٧٢ ، ح ٤٧١٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٣٩٢.

(٩) في « ظ ، ى ، بح ، جس » : « ثمّ تمضي ».

٢٥٣

قَالَ : فَقَالَ : « تَسْتَظْهِرُ بِيَوْمٍ (١) إِنْ كَانَ حَيْضُهَا دُونَ الْعَشَرَةِ (٢) أَيَّامٍ ، فَإِنِ (٣) اسْتَمَرَّ الدَّمُ (٤) ، فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ ، وَإِنِ (٥) انْقَطَعَ الدَّمُ ، اغْتَسَلَتْ وَصَلَّتْ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : فَالْمَرْأَةُ يَكُونُ (٦) حَيْضُهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أَوْ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ، حَيْضُهَا دَائِمٌ مُسْتَقِيمٌ ، ثُمَّ تَحِيضُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ عَنْهَا الدَّمُ ، فَتَرَى (٧) الْبَيَاضَ ، لَاصُفْرَةً وَلَا دَماً؟

قَالَ : « تَغْتَسِلُ (٨) ، وَتُصَلِّي ».

قُلْتُ : تَغْتَسِلُ ، وَتُصَلِّي (٩) وَتَصُومُ ، ثُمَّ يَعُودُ الدَّمُ؟

قَالَ : « إِذَا (١٠) رَأَتِ الدَّمَ ، أَمْسَكَتْ عَنِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ».

قُلْتُ : فَإِنَّهَا تَرَى الدَّمَ يَوْماً ، وَتَطْهُرُ يَوْماً؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِذَا رَأَتِ الدَّمَ أَمْسَكَتْ ، وَإِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ صَلَّتْ ، فَإِذَا مَضَتْ أَيَّامُ حَيْضِهَا وَاسْتَمَرَّ بِهَا الطُّهْرُ صَلَّتْ ، فَإِذَا (١١) رَأَتِ الدَّمَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ ، قَدِ انْتَظَمَتْ (١٢) لَكَ‌

__________________

(١) في « جس » : « ليوم ». وقوله : « تستظهر بيوم » ، أي تستوثق به وتحتاط ، قيل : معنى الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاقُ ، وهو مأخوذ من الظِهْرِيّ ، وهو ما جعلته عدّة لحاجتك. راجع : المغرب ، ص ٣٠٠ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٢٨ ( ظهر ).

(٢) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢١٤٨ والتهذيب. وفي « ى » والمطبوع : « عشرة ».

(٣) هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت ومرآة العقول والوسائل ، ح ٢١٤٨ والتهذيب. وفي « بخ ، بف » والمطبوع : « وإن ».

(٤) في الاستبصار : + « بعد العشرة ».

(٥) في « بث » : « وإذا ». وفي « جس » والاستبصار : « فإن ».

(٦) في « بح ، جح » : « تكون ».

(٧) في « غ ، بح ، جح ، جس » وحاشية « ظ » والوسائل ، ح ٢١٥٢ : « وترى ».

(٨) في « بخ » : « لاتغتسل ».

(٩) في « بح ، بخ » : ـ « قلت : تغتسل وتصلّي ».

(١٠) في حاشية « بخ » : « إن ».

(١١) في « ى ، بث ، بس ، جن » وحاشية « بح » والوافي : « وإذا ».

(١٢) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٢٩ : « الانتظام هنا بمعنى النظم ، قال في القاموس : انتظمه بالرمح : اختلّه ، أو هو لازم وفاعله أمرها ، والتأنيث باعتبار المضاف إليه أو باعتبار العموم المستفاد من الإضافة ، والأوّل أظهر ».

٢٥٤

أَمْرُهَا كُلُّهُ ». (١)

١٠ ـ بَابُ (٢) مَعْرِفَةِ دَمِ الْحَيْضِ مِنْ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ (٣)

٤١٨٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ :

دَخَلَتْ (٤) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام امْرَأَةٌ ، فَسَأَلَتْهُ (٥) عَنِ الْمَرْأَةِ يَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ ، فَلَا تَدْرِي (٦) حَيْضٌ هُوَ أَوْ (٧) غَيْرُهُ؟

قَالَ : فَقَالَ لَهَا (٨) : « إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ ، عَبِيطٌ (٩) ، أَسْوَدُ ، لَهُ دَفْعٌ (١٠) وَحَرَارَةٌ (١١) ، وَدَمَ‌

__________________

(١) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٧٢ ، ح ٤٩٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ؛ الاستبصار ، ج ١ ، ص ١٥٠ ، ح ٥١٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، وفيهما إلى قوله : « وإن انقطع الدم اغتسلت وصلّت » الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٥٢ ، ح ٤٦٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢١٤٨ ، إلى قوله : « وإن استمرّ الدم فهي مستحاضة » ؛ وفيه ، ص ٢٨٥ ، ح ٢١٥٢ ، من قوله : « قال : قلت له : فالمرأة يكون حيضها ».

(٢) في « ى » : + « في ».

(٣) في « جن » : « المستحاضة ».

(٤) في « جن » : « أدخلت ».

(٥) في « بف » : « فسألت ». وفي التهذيب ، ح ٤٢٩ : « سألته ».

(٦) في « جس » : « ولاتدري ».

(٧) في « جس » : « أم ».

(٨) في « جس » : ـ « لها ».

(٩) « العَبيط » : الصحيح الخالص الطريّ لا خلط فيه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٠ ( عبط ).

(١٠) في « بح » : « دفق ». و « الدَفْع » : الإزالة بقوّة ، ورجل دَفّاع ومِدْفَعٌ ، أي شديد الدفع ، وركن مِدْفَع ، أي قويّ. ويقال : اندفع الفرس ، أي أسرع في سيره. والمراد هنا الشدّة والسرعة عند خروجه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٠٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٧ ( دفع ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٢٩.

(١١) في مرآة العقول : « المشهور بين الأصحاب أنّ كلّ دم يمكن أن يكون حيضاً فهو حيض وإن لم يكن بتلك الصفات ، وعملوا بتلك الأخبار الدالّة على صفات الحيض في المبتدأة أو المضطربة إذا استمرّت بهما الدم. وقال صاحب المدارك : هذا الحكم ذكره الأصحاب كذلك ، وقال في المعتبر : إنّه إجماع ، وهو مشكل جدّاً من حيث ترك المعلوم ثبوته في الذمّة تعويلاً على مجرّد الإمكان ، والأظهر أنّه إنّما يحكم بكونه حيضاً إذا كان بصفة الحيض أو كان في العادة. انتهى كلامه ولايخلو من قوّة ». وراجع أيضاً : مدارك الأحكام ، ج ١ ، ص ٣٢٤.

٢٥٥

الِاسْتِحَاضَةِ أَصْفَرُ ، بَارِدٌ ، فَإِذَا (١) كَانَ لِلدَّمِ حَرَارَةٌ وَدَفْعٌ وَسَوَادٌ ، فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ ».

قَالَ : فَخَرَجَتْ وَهِيَ تَقُولُ : وَاللهِ أَنْ (٢) لَوْ كَانَ امْرَأَةً مَا زَادَ عَلى هذَا. (٣)

٤١٨٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى وَ (٤) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ وَالْحَيْضِ لَيْسَا (٥) يَخْرُجَانِ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ (٦) ؛ إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ (٧) بَارِدٌ ، وَإِنَّ (٨) دَمَ الْحَيْضِ (٩) حَارٌّ ». (١٠)

٤١٨٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ (١١) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ى ، بس ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « وإذا ». وفي « بخ » : « وإن ».

(٢) في حاشية « بح » : « إنّه ». وفي الوافي : ـ « أن ». وفي التهذيب ، ح ٤٢٩ : ـ « والله أن ».

(٣) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٢٩ ، بسنده عن الكليني. راجع : التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٣١ ؛ وج ٨ ، ص ١٢٧ ، ح ٤٣٩ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٣٣٢ ، ح ١١٨١ الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٤٠ ، ح ٤٦٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢١٣٣.

(٤) في « ى ، جح » وحاشية « بس » : + « عن ».

(٥) هكذا في « بخ ، بف » والوافي. وفي معظم النسخ التي قوبلت والمطبوع والوسائل والتهذيب : « ليس ». وفي « جن » : « فليس ».

(٦) في « جس » : « من مخرج واحد ». وفي الحبل المتين ، ص ١٦٦ : « المراد من عدم خروج الدمين من مكان واحد أنّ مقرّيهما في بطن المرأة متخالفان ، فخروج كلّ واحد منهما من موضع خاصّ ».

(٧) في « بث » : « المستحاضة ».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « إنّ ».

(٩) في الوافي : + « دم ».

(١٠) التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٣٠ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٤١ ، ح ٤٦٦٥ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢١٣٢.

(١١) في « ظ ، بس ، جس » : « حريز ». وهو سهو. وإسحاق ، هو إسحاق بن جرير البجلي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٧١ ، الرقم ١٧٠ ؛ رجال البرقي ، ص ٢٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٦١ ، الرقم ١٨٢٦.

ثمّ إنّ الخبر ورد في التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٣١ ، وسنده هكذا : « أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن إسحاق بن جرير ، عن حريز » ، لكن لم يرد « عن حريز » في بعض نسخ التهذيب ، والظاهر زيادة « عن حريز » ، ومنشؤه الجمع بين النسخة وبدلها في بعض النسخ ، وإضافة « عن » بينهما بتخيّل سقوطها.

٢٥٦

سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَّا (١) أَنْ أُدْخِلَهَا (٢) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُ لَهَا (٣) ، فَأَذِنَ لَهَا (٤) ، فَدَخَلَتْ وَمَعَهَا مَوْلَاةٌ لَهَا (٥) ، فَقَالَتْ لَهُ (٦) : يَا (٧) أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَوْلُهُ (٨) تَعَالى : « ( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) (٩) مَا عَنى بِهذَا (١٠)؟

فَقَالَ لَهَا (١١) : « أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يَضْرِبِ الْأَمْثَالَ لِلشَّجَرَةِ (١٢) ، إِنَّمَا ضَرَبَ الْأَمْثَالَ لِبَنِي آدَمَ ، سَلِي عَمَّا تُرِيدِينَ ».

قَالَتْ (١٣) : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي بِاللَّوَاتِي (١٤) : مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ؟

قَالَ : « حَدُّ الزِّنى (١٥) ؛ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتِيَ (١٦) بِهِنَّ ، وَأُلْبِسْنَ (١٧) مُقَطَّعَاتٍ (١٨) مِنْ‌

__________________

(١) في الوافي والكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : ـ « منّا ».

(٢) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : « أن أستأذن لها » بدل « أن ادخلها ».

(٣) في « بح » والكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : ـ « فاستأذنت لها ».

(٤) في « غ » : ـ « فأذن لها ». وفي « بح » : ـ « لها ».

(٥) في « جس » : ـ « لها ».

(٦) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ : ـ « له ».

(٧) في « جس » : ـ « يا ».

(٨) في « بث ، بف ، جح ، جس ، جن » والكافي ، ح ١٠٣٤٠ : « قول الله ».

(٩) النور (٢٤) : ٣٥.

(١٠) في « جس » : « بها ».

(١١) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ : ـ « لها ».

(١٢) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ : « للشجر ».

(١٣) في « بث ، بخ ، بف ، جح » وحاشية « جن » والكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : « فقالت ».

(١٤) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : « مع اللواتي ».

(١٥) في « جن » : « الزاني ». وفي ثواب الأعمال : « الزانية ».

(١٦) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ وثواب الأعمال : « يؤتى ».

(١٧) في « جح ، جس » وحاشية « بح » : « فالبسن ». وفي الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : « قد البسن » بدون الواو.

(١٨) « المقطّعات » : هي الثياب التي تُقطَّع ثمّ تخاط ، كالقميص والجباب والسراويلات. وقيل : هي ثياب قصار ؛ لأنّها قطّعت عن بلوغ التمام. وقيل غير ذلك. وقال العلاّمة المجلسي : « ولعلّ السرّ في كون ثياب النار مقطّعات ، أو التشبيه بها كونها أكثر اشتمالاً على البدن من غيرها ، فالعذاب بها أشدّ ». راجع : المغرب ، ص ٣٨٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨٢ ( قطع ).

٢٥٧

نَارٍ (١) ، وَقُمِعْنَ بِمَقَامِعَ (٢) مِنْ نَارٍ (٣) ، وَسُرْبِلْنَ (٤) مِنَ النَّارِ (٥) ، وَأُدْخِلَ (٦) فِي أَجْوَافِهِنَّ إِلى رُؤُوسِهِنَّ أَعْمِدَةٌ مِنْ نَارٍ (٧) ، وَقُذِفَ بِهِنَّ فِي النَّارِ.

أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ هذَا الْعَمَلَ قَوْمُ لُوطٍ ، وَاسْتَغْنَى (٨) الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، فَبَقِينَ (٩) النِّسَاءُ بِغَيْرِ رِجَالٍ ، فَفَعَلْنَ كَمَا فَعَلَ رِجَالُهُنَّ ، لِيَسْتَغْنِيَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ (١٠) ».

قَالَتْ (١١) لَهُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَا تَقُولُ فِي الْمَرْأَةِ تَحِيضُ ، فَتَجُوزُ (١٢) أَيَّامُ حَيْضِهَا؟

قَالَ (١٣) : « إِنْ كَانَ أَيَّامُ (١٤) حَيْضِهَا دُونَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، اسْتَظْهَرَتْ بِيَوْمٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ هِيَ مُسْتَحَاضَةٌ » (١٥).

قَالَتْ : فَإِنَّ الدَّمَ يَسْتَمِرُّ (١٦) بِهَا الشَّهْرَ ، وَالشَّهْرَيْنِ (١٧) ، وَالثَّلَاثَةَ ، كَيْفَ تَصْنَعُ بِالصَّلَاةِ؟

قَالَ : « تَجْلِسُ أَيَّامَ حَيْضِهَا ، ثُمَّ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاتَيْنِ ».

__________________

(١) في « ى ، بخ ، بف » وحاشية « بح » والمحاسن : « من النار ».

(٢) في حاشية « بح » : « وقمعن مقامع ». وفي الكافي ، ح ١٠٣٤٠ وثواب الأعمال : « وقنعن بمقانع ». وقوله : « قُمِعْنَ بمقامع من نار » ، أي ضُربن أعلى رؤوسهنّ بها ، يقال : قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُهُ قَمْعاً : ضرب أعلى رأسه ، وقمعه : ضربه بالمقمعة. والمِقْمَعَة : واحدة المقامع ، وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها مُعوجّة. وقيل : هي الجِرَزة وأعمدة الحديد منه يضرب بها الرأس. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٩ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٩٦ ( قمع ).

(٣) في « جح » : « من النار ».

(٤) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن : « وسرولن ».

(٥) في « ى ، جس » وثواب الأعمال : « من نار ». (٦) في « بح » : « وادخلن ».

(٧) في « بث » : « من النار ».

(٨) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن وثواب الأعمال : « فاستغنى ».

(٩) في الكافي ، ح ١٠٣٤٠ والمحاسن : « فبقي ». وفي ثواب الأعمال : « وبقي ».

(١٠) في « بح » : « ببعضهنّ ».

(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فقالت ».

(١٢) في « بث ، بح ، جح » : « فيجوز ». (١٣) في « بث ، جح » : « فقال ».

(١٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « أيّام ».

(١٥) في « جس » : + « ثمّ ». (١٦) في « بث ، بح ، بخ ، بف » والوافي : « استمرّ ».

(١٧) في « جن » : « وشهرين ».

٢٥٨

قَالَتْ لَهُ (١) : إِنَّ أَيَّامَ حَيْضِهَا تَخْتَلِفُ (٢) عَلَيْهَا ، وَكَانَ يَتَقَدَّمُ الْحَيْضُ الْيَوْمَ ، وَالْيَوْمَيْنِ ، وَالثَّلَاثَةَ ، وَيَتَأَخَّرُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَمَا عِلْمُهَا (٣) بِهِ؟

قَالَ : « دَمُ الْحَيْضِ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ ، هُوَ (٤) دَمٌ حَارٌّ ، تَجِدُ لَهُ حُرْقَةً (٥) ، وَدَمُ الْاسْتِحَاضَةِ دَمٌ فَاسِدٌ بَارِدٌ ».

قَالَ : فَالْتَفَتَتْ إِلى مَوْلَاتِهَا ، فَقَالَتْ (٦) : أَتَرَاهُ (٧) كَانَ امْرَأَةً مَرَّةً. (٨)

١١ ـ بَابُ مَعْرِفَةِ دَمِ الْحَيْضِ وَالْعُذْرَةِ (٩) وَالْقَرْحَةِ (١٠)

٤١٩٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ؛

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والتهذيب. وفي المطبوع : « فقالت له ». وفي الوافي : ـ « له ».

(٢) في « بث » : « يختلف ».

(٣) في « ظ ، جن » : « فما عملها ». وفي « بخ » : « فاعلمها » ، كلاهما بدل « فما علمها ».

(٤) في « بث » : « وهو ». وفي « بخ » : ـ « هو ».

(٥) في « غ ، جس » : « خرقة ».

(٦) في « جح » : « قالت ».

(٧) في حاشية « غ » : « أترينه ».

(٨) الكافي ، كتاب النكاح ، باب السحق ، ح ١٠٣٤٠. وفي المحاسن ، ص ١١٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١١٢ ، عن أحمد بن محمّد ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣١٧ ، ح ١٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، وفيها من قوله : « قالت : أخبرني عن اللواتي » وفي كلّها إلى قوله : « ففعلن كما فعل رجالهنّ » ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٣١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « ما تقول في المرأة تحيض » الوافي ، ج ٦ ، ص ٤٤١ ، ح ٤٦٦٦ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٤٩٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ح ٢١٨٩ ، من قوله : « ما تقول في المرأة تحيض » إلى قوله : « بيوم واحد ثمّ هي مستحاضة ».

(٩) « العُذْرَة » : البكارة. قال ابن الأثير : « العذرة : ما للبكر من الالتحام قبل الافتضاض ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ( عذر ).

(١٠) « القَرْحة » : واحدة القَرْح ، وهي الحبّة تخرج في البدن. وقيل : هو البثر إذا ترامى إلى فساد ، والبثر : الخراج ، وهو كلّ ما يخرج بالبدن ، كالدمّل. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٥٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ( قرح ).

٢٥٩

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضاً (١) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ (٢) ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِيِّ ، قَالَ :

تَزَوَّجَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا جَارِيَةً مُعْصِراً (٣) لَمْ تَطْمَثْ (٤) ، فَلَمَّا اقْتَضَّهَا (٥) سَالَ الدَّمُ ، فَمَكَثَ سَائِلاً لَايَنْقَطِعُ نَحْواً مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : فَأَرَوْهَا الْقَوَابِلَ وَمَنْ ظَنُّوا (٦) أَنَّهُ يُبْصِرُ ذلِكَ مِنَ النِّسَاءِ ، فَاخْتَلَفْنَ (٧) ، فَقَالَ بَعْضٌ (٨) : هذَا مِنْ دَمِ الْحَيْضِ ، وَقَالَ بَعْضٌ (٩) : هُوَ مِنْ (١٠) دَمِ الْعُذْرَةِ ، فَسَأَلُوا عَنْ ذلِكَ فُقَهَاءَهُمْ كَأَبِي (١١) حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ فُقَهَائِهِمْ (١٢) ، فَقَالُوا :

__________________

(١) إنّ المراد من عبارة « ورواه أحمد أيضاً ... » ، أنّ أحمد بن محمّد بن خالد روى الخبر عن محمّد بن أسلم ، عن‌خلف بن حمّاد ، كما رواه عن والده محمّد بن خالد ، عن خلف بن حمّاد ، فيكون الطرق إلى خلف بن حمّاد ثلاثة :

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد.

عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن خالد.

عدّة من أصحابنا ، عن أحمد ـ وهو ابن محمّد بن خالد ـ عن محمّد بن أسلم.

(٢) في الوسائل : « مسلم ». والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن أسلم الطبري الجبلي الراوي عن الرضا عليه‌السلام. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٩ ؛ رجال البرقي ، ص ٥١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٥٤٠١.

(٣) « المُعْصِر » : الجارية أوّل ما أدركت وحاضت ، يقال : قد أعصرت ، كأنّها دخلت عصر شبابها أو بلغته. وقيل : سمّيت به لانعصار رحمها. ويقال : هي التي قاربت الحيض ؛ لأنّ الإعصار في الجارية كالمراهقة في الغلام ، وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٦. ( عصر ).

(٤) « لم تطمث » ، أي لم تحض ، وقيل : إذا حاضت أوّل ما تحيض. وخصّ بعضهم به حيض الجارية. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( طمث ).

(٥) في « ظ ، بس » والوافي والوسائل والبحار : « افتضّها ». والافتضاض والاقتضاض : الافتراع ، وهو إزالة البكارة. راجع : المغرب ، ص ٣٨٦ ( قضض ) ؛ لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٧ ( فضض ).

(٦) في « بث ، بف ، جح » وحاشية « بح » : « ظنّ ».

(٧) في « جن » : « واختلفن ».

(٨) في المحاسن : « بعضهنّ ».

(٩) في « جس ، جن » وحاشية « غ » : « بعضهم ». وفي حاشية « بح » والمحاسن : « بعضهنّ ».

(١٠) في « جس » والمحاسن : ـ « من ».

(١١) في « جس » وحاشية « ظ » والبحار : « مثل أبي ». وفي « جن » : « كمثل أبي ».

(١٢) في المحاسن : ـ « كأبي حنيفة وغيره من فقهائهم ».

٢٦٠