الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

١
٢

٣
٤

تتمة كتاب الحجة

٥
٦

[ تتمّة كتاب الحجّة ]

٦٤ ـ بَابُ مَا نَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ

ورَسُولُهُ عَلَى الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام واحِداً فَوَاحِداً‌

٧٥٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ؛

وَ (١) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) فَقَالَ : « نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ عليهم‌السلام ».

فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِهِ عليهم‌السلام فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

قَالَ : فَقَالَ : « قُولُوا لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ ، ولَمْ يُسَمِّ اللهُ لَهُمْ ثَلَاثاً ولَا أَرْبَعاً حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ ونَزَلَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ (٣) حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هُوَ الَّذِي فَسَّرَ‌

__________________

(١) في السند تحويل بعطف « عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس » على « عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ».

(٢) النساء (٤) : ٥٩. وفي « ب ، ف » والوافي : + « قال ».

(٣) في « ألف ، ج ، و، بح ، بف » : « درهماً ».

٧

ذلِكَ لَهُمْ (١) ؛ ونَزَلَ (٢) الْحَجُّ ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ : طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ ونَزَلَتْ ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ونَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ عليهم‌السلام ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي عَلِيٍّ عليه‌السلام : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ؛ وقَالَ عليه‌السلام (٣) : أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللهِ وأَهْلِ بَيْتِي ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ ؛ وقَالَ : لَاتُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَهُمْ (٤) أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وقَالَ : إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، ولَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي (٥) بَابِ ضَلَالَةٍ (٦) ، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَلَمْ (٧) يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ وآلُ فُلَانٍ ، ولكِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أَنْزَلَهُ (٨) فِي كِتَابِهِ ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٩) فَكَانَ (١٠) عَلِيٌّ والْحَسَنُ والْحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُ عليهم‌السلام ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَ (١١) : اللهُمَّ ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاً وثَقَلاً ، وهؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وثَقَلِي (١٢) ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ إِلى خَيْرٍ ، ولَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي (١٣) وثَقَلِي.

__________________

(١) في « ج » : « لهم ذلك ».

(٢) في « ف » : + « عليه ».

(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٤) في حاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني : « فإنّهم ».

(٥) في « ج ، ف » : « من ».

(٦) « الضَلالة » : الخفاء والغيبوبة حتّى لا يرى ، والهلاك ، والبطلان ، والفساد ، والاضمحلال ، ومعنى مقابل للهدى‌والرشاد. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٤٨ ؛ المفردات للراغب ، ص ٥٠٩ ( ضلل ).

(٧) في « ج ، ض ، بح ، بر » : « ولم ».

(٨) في « ب ، ف » وحاشية « بف » ومرآة العقول والوافي : « أنزل ».

(٩) الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

(١٠) « كان » تامّة أو خبرها محذوف. وفي « ج » : « وكان ».

(١١) في « بر » : « وقال ».

(١٢) يقال لكلّ شي‌ء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهم عليهم‌السلام ثَقَلاً إعظاماً لقدرهم وتفخيماً لشأنهم. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( ثقل ).

(١٣) في « ف » : « أهل بيتي ».

٨

فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كَانَ عَلِيٌّ (١) أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ ، وأَخْذِهِ بِيَدِهِ.

فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‌السلام ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌّ (٢) ـ ولَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ـ أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ولَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ ولَاوَاحِداً (٣) مِنْ ولْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ ، فَأَمَرَ (٤) بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وبَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَمَا بَلَّغَ فِيكَ ، وأَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ (٥) كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ.

فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‌السلام ، كَانَ الْحَسَنُ عليه‌السلام أَوْلى بِهَا ؛ لِكِبَرِهِ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ ولْدَهُ ، ولَمْ يَكُنْ (٦) لِيَفْعَلَ ذلِكَ (٧) ، واللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (٨) فَيَجْعَلَهَا فِي ولْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام : أَمَرَ اللهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وطَاعَةِ أَبِيكَ ، وبَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وفِي أَبِيكَ ، وأَذْهَبَ اللهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وعَنْ أَبِيكَ.

فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ (٩) أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى أَخِيهِ وعَلى أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ ، ولَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ (١٠) إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَجَرى (١١) تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ : ( وَأُولُوا

__________________

(١) في « ج » : « عليّاً ».

(٢) وفي « بف » : « عليّ يستطيع ».

(٣) في « ض ، بح » : « ولا أحداً ».

(٤) في « ف ، بح ، بس » وحاشية « ض ، بر ، بف » والوافي : « وأمر ».

(٥) سيأتي معنى « الرجس » بُعيد هذا.

(٦) في « ب » : + « له ».

(٧) في « بر » : ـ « ذلك ».

(٨) الأنفال (٨) : ٧٥ ؛ الأحزاب (٣٣) : ٦.

(٩) في « ب » : « ليستطيع ».

(١٠) في « ج » : « أفضيت ». و « الفضاء » : المكان الواسع. ويقال : أفضى فلان إلى فلان ، أي وصل إليه. وأصله أنّه صارفي فُرجته وفضائه. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٠٣ ( فضو ).

(١١) في حاشية « ج » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « يجري ». قال في المرآة : « قوله : « يجري » خبر «

٩

الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) ثُمَّ صَارَتْ مِنْ (١) بَعْدِ الْحُسَيْنِ (٢) لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عليهم‌السلام ». وقَالَ : « الرِّجْسُ (٣) هُوَ الشَّكُّ ، واللهِ لَانَشُكُّ (٤) فِي رَبِّنَا أَبَداً ». (٥)

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ والْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وعِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مِثْلَ ذلِكَ.

٧٦٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (٦) فِيمَنْ نَزَلَتْ؟

فَقَالَ (٧) : « نَزَلَتْ (٨) فِي الْإِمْرَةِ (٩) ، إِنَّ هذِهِ الْآيَةَ جَرَتْ فِي ولْدِ الْحُسَيْنِ مِنْ‌

__________________

صارت » بحذف العائد ، أي يجري فيها تأويل هذه الآية. وفي أكثر النسخ : « فجرى » ، فالخبر مقدّر ، أو « صارت » تامّة ، بمعنى تغيّرت ».

(١) في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » : ـ « من ».

(٢) في « ب ، ف ، بس ، بف » : « حسين ».

(٣) في شرح المازندراني : « والرجس ». وقال الفيروزآبادي : « الرِجس ، بالكسر : القَذَر ـ ويُحرَّك وتفتح الراء وتكسر الجيم ـ والمآثم ، وكلّ ما استُقذر من العمل ، والعمل المؤدّي إلى العذاب ، والشكّ ، والعقاب ، والغضب ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥٢ ( رجس ).

(٤) في « ف » : « ما نشكّ ».

(٥) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٩ عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٢٥١ ، ح ١٧٠ ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٤٥.

(٦) الأحزاب (٣٣) : ٦.

(٧) في « ب » والعلل : « قال ».

(٨) في « ج » : ـ « نزلت ».

(٩) في « ج ، بر » : « الأمَرَة ». جمع « أمير ». و « الإمْرَة » و « الإمارة » : الولاية. يقال : أمَرَ فلان وأمُرَ فلان ، أي صار أميراً

١٠

بَعْدِهِ (١) ، فَنَحْنُ أَوْلى بِالْأَمْرِ وبِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُهَاجِرِينَ والْأَنْصَارِ ».

قُلْتُ : فَوُلْدُ (٢) جَعْفَرٍ لَهُمْ (٣) فِيهَا نَصِيبٌ؟ قَالَ (٤) : « لَا » (٥) قُلْتُ : فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ (٦) فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ : « لَا » ، فَعَدَدْتُ (٧) عَلَيْهِ بُطُونَ (٨) بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ : « لَا ».

قَالَ (٩) : ونَسِيتُ ولْدَ الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ (١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ : « لَا واللهِ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ ، مَا لِمُحَمَّدِيٍّ فِيهَا (١١) نَصِيبٌ غَيْرَنَا ». (١٢)

٧٦١ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (١٣) بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قَالَ : « إِنَّمَا يَعْنِي (١٤) أَوْلى بِكُمْ ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ وبِأُمُورِكُمْ و (١٥) أَنْفُسِكُمْ وأَمْوَالِكُمُ ( اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا ) : يَعْنِي عَلِيّاً وأَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ وصَفَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فَقَالَ : ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ

__________________

. والأمير : ذو الأمر. ويعدّى بالتضعيف ، فيقال : أمّرته تأميراً. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢ ( أمر ).

(١) في « بر » : ـ « من بعده ».

(٢) في حاشية « ب ، ج ، ف ، بف » : « فلولد ».

(٣) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » والوافي : ـ « لهم ».

(٤) في « ج ، بح ، بر » والوافي : « فقال ».

(٥) في « بح ، بر » : + « قال ».

(٦) في « ب » : + « لهم ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و، ه‍ ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ج » والمطبوع : « فعدّدت ».

(٨) « بطون » : جمع بطن ، وهو دون القبيلة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٩ ( بطن ).

(٩) في « ف » والعلل : ـ « قال ».

(١٠) في « ف ، بف » والعلل : « عليه بعد ذلك ».

(١١) في « ب » : ـ « فيها ».

(١٢) علل الشرائع ، ص ٢٠٦ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٧٤٩.

(١٣) في الوسائل ، ج ٩ : « الحسين ».

(١٤) في « بر » وحاشية « ج » : + « بالوليّ ».

(١٥) في « ب ، ض ، بح ، بس » والوسائل ، ج ٩ : « من » بدل « و ».

١١

راكِعُونَ ) (١) وكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وقَدْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وهُوَ رَاكِعٌ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ (٢) قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ ، وكَانَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَسَاهُ (٣) إِيَّاهَا ، وكَانَ النَّجَاشِيُّ (٤) أَهْدَاهَا لَهُ ، فَجَاءَ سَائِلٌ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ولِيَّ اللهِ وأَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، تَصَدَّقْ عَلى (٥) مِسْكِينٍ (٦) ، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ ، وأَوْمَأَ بِيَدِهِ (٧) إِلَيْهِ : أَنِ احْمِلْهَا ، فَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فِيهِ (٨) هذِهِ الْآيَةَ ، وصَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ (٩) ، فَكُلُّ (١٠) مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ الصِّفَةِ (١١) مِثْلَهُ ، فَيَتَصَدَّقُونَ وهُمْ رَاكِعُونَ ، والسَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، والَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ». (١٢)

٧٦٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وبُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ ومُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وأَبِي الْجَارُودِ‌

__________________

(١) المائدة (٥) : ٥٥.

(٢) « الحُلَّة » : إزار ورداء ، لا تسمّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. والجمع الحُلَل ، وهي بُرُود اليمن. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٣ ( حلل ).

(٣) في « ف » والوافي : « قد كساه ».

(٤) النَجاشيّ : كلمة تسمّى به ملوك الحبش ، والياء مشدّدة ، وقيل : الصواب تخفيفها. والنجاشي الذي في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اسمه أصْحَمَة. وقيل : أصْمَحة. وقيل : صَحْمَة. وقيل : صَمْحَة. والصواب هو الأوّل. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ( نجش ).

(٥) في « ج ، بس » : « عليّ ».

(٦) « المِسْكين » : من لا شي‌ء عنده. وقيل : الذي لا شي‌ء له يكفي عياله. وقيل : المسكين أسوأ حالاً من الفقير. وقيل : بل بالعكس. ولكلٍّ أدلّة. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢١٤ ( سكن ).

(٧) في « ه‍ » والوسائل ، ج ٥ : ـ « بيده ».

(٨) في « ف » : ـ « فيه ».

(٩) يعني أتى بصيغة الجمع بعد أن جعل نعمة أولاد أميرالمؤمنين عليه‌السلام شبيهة بنعمته ، نظيرة لها ، منضمّة إليها ؛ فالباء في « بنعمته » للإلصاق ، ويحتمل التعليل أيضاً ، راجع : الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٥٠.

(١٠) في « بح » والوسائل ، ج ٩ : « وكلّ ».

(١١) هكذا في « ج ، ف ، بح » وحاشية « ه‍ ، بر ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوسائل ، ج ٩ : « النعمة ».

(١٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، ح ٧٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٨ ، ح ٥٧٧٤ ؛ وج ٩ ، ص ٤٧٧ ، ح ١٢٥٣٤.

١٢

جَمِيعاً :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ رَسُولَهُ بِوَلَايَةِ (١) عَلِيٍّ ، وأَنْزَلَ عَلَيْهِ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) وَفَرَضَ ولَايَةَ أُولِي الْأَمْرِ (٣) ، فَلَمْ يَدْرُوا (٤) مَا هِيَ؟ فَأَمَرَ اللهُ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمُ الْوَلَايَةَ كَمَا فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلَاةَ والزَّكَاةَ والصَّوْمَ والْحَجَّ ، فَلَمَّا أَتَاهُ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، ضَاقَ بِذلِكَ صَدْرُ (٥) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتَخَوَّفَ أَنْ يَرْتَدُّوا (٦) عَنْ دِينِهِمْ (٧) وأَنْ يُكَذِّبُوهُ ، فَضَاقَ صَدْرُهُ ، وَرَاجَعَ رَبَّهُ عَزَّ وجَلَّ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ إِلَيْهِ (٨) : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (٩) فَصَدَعَ بِأَمْرِ اللهِ (١٠) ـ تَعَالى ذِكْرُهُ (١١) ـ فَقَامَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ عليه‌السلام يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، فَنَادَى : الصَّلَاةَ جَامِعَةً (١٢) ، وأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ».

__________________

(١) « الوِلاية » و « الوَلاية » نحو الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

(٢) في « ألف ، ج ، و، بس ، بف » والمطبوع : ـ/ ( وَهُمْ راكِعُونَ ).

(٣) في « ف » : + « منكم ».

(٤) « فلم يَدْرُوا » ، أي فلم يعرفوا ، من الدراية. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣١٣ ( درى ).

(٥) في « ه‍ » : ـ « صدر ».

(٦) « أن يرتدّوا » ، أي يرجعوا. قال الراغب : « الرَدّ : صرف الشي‌ء بذاته أو بحالة من أحواله. يقال : رَدَدْتُه فارتدّ. والارتداد والرِدَّةُ : الرجوع في الطريق الذي جاء منه ، لكنّ الرِدَّة تختصّ بالكفر ، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٤٨ ( ردد ).

(٧) في حاشية « ف » : « عن دينه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٨) في « ه‍ » : ـ « إليه ».

(٩) المائدة (٥) : ٦٧.

(١٠) « فصدع بأمر الله تعالى » ، أي أظهره. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٢ ( صدع ).

(١١) في « ج ، ف » : « عزّ ذكره ». وفي « ض » : ـ « ذكره ». وفي « بح ، بس ، بف » : « تعالى عزّ ذكره ».

(١٢) « الصلاة » منصوبة على الإغراء ، و « جامعة » حال ، أي الزموا الصلاة حال كونها في جماعة. وقال المجلسي : « أوهما مرفوعان بالابتدائيّة والخبريّة ، فيكون خبراً في معنى الأمر ».

١٣

قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ : قَالُوا جَمِيعاً غَيْرَ أَبِي الْجَارُودِ : و (١) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « وَكَانَتِ الْفَرِيضَةُ تَنْزِلُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ الْأُخْرى ، وكَانَتِ الْوَلَايَةُ آخِرَ الْفَرَائِضِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) ».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : لَا أُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هذِهِ (٣) فَرِيضَةً ، قَدْ أَكْمَلْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ ». (٤)

٧٦٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : حَدِّثْنِي عَنْ ولَايَةِ عَلِيٍّ أَمِنَ اللهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ فَغَضِبَ ، ثُمَّ قَالَ : « وَيْحَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَخْوَفَ لِلّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَأْمُرْهُ بِهِ اللهُ ، بَلِ افْتَرَضَهُ (٥) كَمَا افْتَرَضَ اللهُ الصَّلَاةَ والزَّكَاةَ والصَّوْمَ وَالْحَجَّ ». (٦)

٧٦٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٧) ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ (٨) : « فَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ خَمْساً ، أَخَذُوا أَرْبَعاً ، وتَرَكُوا واحِدَةً (٩) ».

__________________

(١) في « ب ، ف ، بر » : ـ « و ».

(٢) المائدة (٥) : ٣. وفي « ف ، بس » وحاشية « بر » : + ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ).

(٣) في « ف » : « بعده » بدل « بعد هذه ».

(٤) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، ح ٧٤٧.

(٥) في « ب ، ه‍ » : « فريضة ».

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٤.

(٧) في الوافي : ـ « عن أبي جعفر عليه‌السلام ».

(٨) في « ف » : « قال سمعته يقول ».

(٩) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بح » والوافي. وتقتضيه القواعد. وفي المطبوع وبعض النسخ : « واحداً ».

١٤

قُلْتُ : أَتُسَمِّيهِنَّ لِي (١) جُعِلْتُ فِدَاكَ (٢)؟

فَقَالَ : « الصَّلَاةُ ، وكَانَ (٣) النَّاسُ لَايَدْرُونَ كَيْفَ يُصَلُّونَ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْهُمْ بِمَوَاقِيتِ صَلَاتِهِمْ (٤)

ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْهُمْ مِنْ زَكَاتِهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ (٥) صَلَاتِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَ الصَّوْمُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، بَعَثَ إِلى مَا حَوْلَهُ مِنَ الْقُرى ، فَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ ، فَنَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَيْنَ شَعْبَانَ وشَوَّالٍ.

ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : أَخْبِرْهُمْ مِنْ (٦) حَجِّهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ (٧) صَلَاتِهِمْ وزَكَاتِهِمْ وصَوْمِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ ، وإِنَّمَا أَتَاهُ ذلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ ، أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) وكَانَ كَمَالُ الدِّينِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (٨) عليه‌السلام ، فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أُمَّتِي حَدِيثُو (٩) عَهْدٍ (١٠) بِالْجَاهِلِيَّةِ (١١) ، وَمَتى أَخْبَرْتُهُمْ بِهذَا فِي ابْنِ عَمِّي ، يَقُولُ قَائِلٌ ، ويَقُولُ قَائِلٌ ـ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مِنْ‌

__________________

(١) في « ج » : ـ « لي ».

(٢) في حاشية « بر » : « جعلني الله فداك ».

(٣) في « ض » : « فكان ».

(٤) في الوافي : « الصلاة ».

(٥) في حاشية « ج » : « عن ».

(٦) في « ف » : « عن ».

(٧) في « ف » : « عن ».

(٨) في « ب ، ه‍ ، ف » وشرح المازندراني : ـ « بن أبي طالب ». وفي الوافي : « إنّما كان كمال الدين بولاية عليّ عليه‌السلام لأنّه‌لمّا نصب للناس وليّاً واقيم لهم إماماً صار معوّلهم على أقواله وأفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم ، ثمّ على خليفته من بعده ، وهكذا إلى يوم القيامة ؛ فلم يبق لهم في أمر دينهم مالايمكنهم الوصول إلى علمه ».

(٩) في الوافي : « حديث ».

(١٠) في « ب ، ج » وحاشية « بف » : « العهد ».

(١١) « الجاهليّة » : هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين ، والمفاخرة بالأنساب ، والكِبْر والتجبّر ، وغير ذلك. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ( جهل ).

١٥

غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي (١) ـ فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ (٢) مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بَتْلَةٌ (٣) أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي ، فَنَزَلَتْ : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِيَدِ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٤) : أَيُّهَا (٥) النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلاَّ وقَدْ عَمَّرَهُ اللهُ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى فَأُجِيبَ ، وأَنَا مَسْؤُولٌ وأَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ ؛ فَمَاذَا (٦) أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

فَقَالُوا (٧) : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ، ونَصَحْتَ (٨) ، وأَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ ؛ فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ.

فَقَالَ : اللهُمَّ اشْهَدْ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ (٩) الْمُسْلِمِينَ ، هذَا ولِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ (١٠) الْغَائِبَ ».

__________________

(١) في الوافي : « لسانه ».

(٢) « عزيمة » ، أي آية حتم لا رخصة فيها ، من قولهم : عَزائم الله تعالى ، أي موجباته. والأمر المقطوع الذي لا ريب ولا شبهة ولا تأويل فيه ولا نسخ. أو هي فرائضه التي أوجبها وأمرنا بها. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٠٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١١٤ ( عزم ).

(٣) « بتلة » ، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة ، ومحكمة لا تردّ ولا تتبدّل ولا يتطرّق إليها نقص. والكلمة هنا مشتقّة صفة لعزيمة ، فهي مرفوعة. ويحتمل كونها منصوبة بالحاليّة عن عزيمة ؛ لتخصّصها بقوله : « من الله ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ).

(٤) في الوافي : « وقال ».

(٥) في « ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : « يا أيّها ».

(٦) في مرآة العقول : « ماذا ».

(٧) في « ب ، ه‍ » : « قالوا ».

(٨) قال ابن الأثير : « النصيحة : كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها. وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٣ ( نصح ).

(٩) « المَعْشَر » : كلّ جماعة أمرهم واحد ، أو جماعة الناس. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٢٠٦ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٤٧ ( عشر ).

(١٠) في « ف » وتفسير العيّاشي : ـ « منكم ».

١٦

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « كَانَ واللهِ (١) أَمِينَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وغَيْبِهِ ودِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ (٢) لِنَفْسِهِ.

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ (٣) ، فَدَعَا عَلِيّاً عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي (٤) أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِيَ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ وعِلْمِهِ ، ومِنْ (٥) خَلْقِهِ ، ومِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَلَمْ يُشْرِكْ واللهِ فِيهَا ـ يَا زِيَادُ (٦) ـ أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ.

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَدَعَا ولْدَهُ ـ وكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَقَالَ لَهُمْ : يَا بَنِيَّ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ قَدْ أَبى إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً (٧) مِنْ يَعْقُوبَ ، وإِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا وُلْدَهُ ـ وكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ ، أَلَا وإِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ ، أَلَا إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ عليهما‌السلام ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا ، وأَطِيعُوا ، وَوازِرُوهُمَا (٨) ؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ (٩) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، ومِنْ غَيْبِهِ ، ومِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَأَوْجَبَ اللهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام مَا أَوْجَبَ (١٠) لِعَلِيٍّ عليه‌السلام مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى صَاحِبِهِ إِلاَّ بِكِبَرِهِ ، وإِنَّ الْحُسَيْنَ عليه‌السلام كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُ عليه‌السلام لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى يَقُومَ.

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : + « [ عليّ عليه‌السلام ] ».

(٢) « ارتضاه » ، أي اختاره. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٩ ( رضى ).

(٣) في « ف ، بح » والوافي ومرآة العقول : « حضره ».

(٤) في حاشية « ج » : « أنا ».

(٥) في « ب ، ج ، ف ، بف » : ـ « من ».

(٦) قوله عليه‌السلام : « يا زياد » معترض ، وزياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث ، وهو الذي ينسب إليه الجاروديّة. الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٥.

(٧) الأصل في السنّة : الطريقة والسيرة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ( سنن ).

(٨) « وازِرُوهما » ، أي أعينوهما ؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل والثقل. يقال : وزَرَ يَزِرُ فهو وازِرٌ ، إذا حمل ما يُثقِل ظهرَه‌من الأشياء المُثْقَلَة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٨٦٨ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ( وزر ).

(٩) في « ه‍ » : ـ « عليه ».

(١٠) في « ف » : + « الله ».

١٧

ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ عليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام.

ثُمَّ إِنَّ حُسَيْناً عليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَدَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً ، وو صِيَّةً ظَاهِرَةً (١) ـ وكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام مَبْطُوناً (٢) لَايَرَوْنَ إِلاَّ أَنَّهُ لِمَا (٣) بِهِ ـ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، ثُمَّ صَارَ واللهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا ». (٤)

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

٧٦٥ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي ، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ؟

__________________

(١) في الوافي : « كتاباً ملفوفاً ... لعلّه كان فيه الأسرار التي لاينبغي أن يطّلع عليها المخالفون بل غير أهل البيت عليهم‌السلام ، ووصيّة ظاهرة » أي كتاباً كتب فيه أنّه وصيّه وهو أولى بامور من غيره ، وبالجملة مالاينبغي ستره ، بل يجب إظهاره للناس ؛ ليعرف شيعته بهذه العلامة إمامته ».

(٢) في الكافي ، ح ٧٨٥ والبصائر ، ص ١٦٣ : + « معهم ». وقال الجوهري : « المبطون : العليل البطن ». الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٠ ( بطن ).

(٣) في مرآة العقول : + « ينزل ». وفي الوافي : « أي لايعتقدون إلاّ أنّه متهيّؤ لما ينزل به ، يعني الموت. وبالجملةهذه الكلمة كفاية عن الإشراف على الموت ».

(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، ح ٧٨٥ ، من قوله : « ثمّ إنّ حسيناً عليه‌السلام حضره » مع زيادة في آخره. بصائر الدرجات ، ص ١٦٣ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص ١٦٤ ، ح ٦ ، بسنده عن منصور عن أبي الجارود ؛ وفيه ، ص ١٤٨ ، ح ٩ ، بسنده عن أبي الجارود ، وفي كلّها من قوله : « ثمّ إنّ حسيناً حضره الذي حضره » مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٥٥ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٣٩ ، المجلس ١٧ ، ح ٣ ؛ وتفسير فرات ، ص ١١٩ ، ح ١٢٥ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، ح ٧٤٦.

١٨

فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ : « أَفَلَا قُلْتَ لَهُ؟ » قَالَ : قُلْتُ (١) : لَاوَ اللهِ ، مَا دَرَيْتُ (٢) مَا أَقُولُ.

قَالَ : « أَفَلَا قُلْتَ لَهُ (٣) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَوْصى إِلى عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ، فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‌السلام ، أَوْصى إِلَى الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ، ولَوْ (٤) ذَهَبَ يَزْوِيهَا (٥) عَنْهُمَا ، لَقَالَا لَهُ (٦) : نَحْنُ وصِيَّانِ مِثْلُكَ ولَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ.

وَأَوْصَى (٧) الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ ، ولَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ ، لَقَالَ (٨) : أَنَا وصِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومِنْ أَبِي ، ولَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) (٩) هِيَ فِينَا وفِي أَبْنَائِنَا (١٠) ». (١١)

٦٥ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام (١٢)

٧٦٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَمَّا نَزَلَتْ ولَايَةُ (١٣) عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١) في « ب » : + « له ».

(٢) « ما دَرَيْتُ » ، أي ما عرفتُ ؛ من الدِراية. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣١٢ ( درى ).

(٣) في « ه‍ ، بف » : ـ « له ».

(٤) في « بر » : « فلو ».

(٥) « يَزْوِيها » : من زَوَيْتُه أزْوِيه زيّاً ، أي جمعته وطويته ونحّيته ؛ أو من زواه عنّي ، أي صرفه عنّي وقبضه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ( زوى ).

(٦) في « ف » : « إنّه ».

(٧) في « ه‍ » : « فأوصى ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « له ».

(٩) الأنفال (٨) : ٧٥ ؛ الأحزاب (٣٣) : ٦. وفي « ف » : + « فِى كِتَاب الله ».

(١٠) في « ف » : « آبائنا ».

(١١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، باب ما نصّ الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم ، ح ٧٥٠.

(١٢) في « ب ، ف ، ه‍ ، بح ، بس ، بف » ومرآة العقول : ـ « باب الإشارة ـ إلى ـ عليه‌السلام ».

(١٣) « الوِلاية والوَلاية » ، نحو الدِلالة والدَلالة. وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

١٩

أَبِي طَالِبٍ (١) عليه‌السلام ، وكَانَ (٢) مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سَلِّمُوا عَلى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ (٣) الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَانَ (٤) مِمَّا أَكَّدَ اللهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ ، قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَهُمَا : قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَا : أَمِنَ اللهِ أَوْ (٥) مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مِنَ اللهِ ومِنْ رَسُولِهِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَهُمَا ، وقَوْلَهُمَا : أَمِنَ اللهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ ) ( أَئِمَّةٌ (٦) هِىَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ ) (٧) ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَئِمَّةٌ؟ قَالَ : « إِي واللهِ أَئِمَّةٌ » قُلْتُ : فَإِنَّا نَقْرَأُ ( أَرْبى ) (٨) فَقَالَ (٩) : « مَا أَرْبى؟ ـ وأَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا (١٠) ـ ( إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ ) يَعْنِي بِعَلِيٍّ عليه‌السلام( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ ) يَوْمَ الْقِيَامَةِ (١١) ( عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ

__________________

(١) في « ب ، ف ، ه‍ ، بف » والوافي : ـ « بن أبي طالب ».

(٢) في « ه‍ » : « فكان ».

(٣) « الإمرة » و « الإمارة » : الولاية. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢ ( أمر ).

(٤) في « ج ، ف » : « وكان ».

(٥) في حاشية « بر » : « أم ».

(٦) في « بف » : « امّة ». وفي الوافي : « والمشهور « امّة » يعني لاتنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم وامّةأعلى من امّة. وكأنّه عليه‌السلام أراد بقوله « ما أربى » وتعجّبه وطرح يده : أنّ أربى هاهنا معناه إلاّ أزكى؟ وكذلك قراءته بـ « الأئمّة » إشارة إلى أنّ الامّة في الموضعين اريد بها الأئمّة خاصّة ».

(٧) كذا في النسخ والمطبوع. وفي القرآن ومرآة العقول بدل مابين الهلالين : « أُمَّة هِى أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ».

(٨) في « ج » : + « قال ». وقوله : « أربى » ، أي أزيد وأكثر ، من ربا المال إذا زاد وارتفع. والمراد : أزيد عدداً وأوفَرمالاً. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٠٥ ( ربا ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٦٧.

(٩) في « ب ، ض » وحاشية « بر » : + « و ».

(١٠) في « بر » : « وطرحها ».

(١١) في « ج » ومرآة العقول : ـ « يوم القيامة ».

٢٠