أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٦٥٤
لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي ». (١)
٤٦٧٠ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ (٢) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجَوْزِيِّ (٣) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ عَزّى حَزِيناً ، كُسِيَ فِي الْمَوْقِفِ حُلَّةً يُحْبى (٤) بِهَا ». (٥)
٤٦٧١ / ٣. عَنْهُ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ
__________________
(١) ثواب الأعمال ، ص ٢٣١ ، ذيل ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٤٦٣٠ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢١٣ ، ح ٣٤٣٧.
(٢) محمّد بن حسّان هذا ، هو أبو عبدالله الرازي ، له كتب منها كتاب ثواب الأعمال ، روى عنه كتبه أحمد بنإدريس ، وهو أبوعليّ الأشعري شيخ المصنّف ، وقد روى عنه في غير واحد من الأسناد مباشرة ، ولم نجد في موضع توسّط محمّدِ بن عبدالجبّار ـ لا بهذا العنوان ولا بعنوان محمّد بن أبي الصهبان ـ بينهما. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٩٠٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٢١ ؛ وج ٢١ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
فعليه ، الظاهر زيادة « عن محمّد بن عبدالجبّار » في السند رأساً ، ومنشأ هذا الأمر كثرة روايات أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن عبدالجبّار. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٤٢٦.
وأمّا احتمال عطف محمّد بن حسّان على محمّد بن عبدالجبّار ، فمنتفٍ ، كما سنشير إليه ذيل السند الآتي.
(٣) في « ظ ، بث » : « الجرزي ». وفي « بخ ، بس » وحاشية « جح » والوسائل : « الجزري ». وفي « بف » : « الجرري ». وفي « جس » : « الحرري ». وفي حاشية « بث » : « الخرزي ».
(٤) في الكافي ، ح ٤٥٩٥ والفقيه وثواب الأعمال : « يحبر » ، أي يزيّن ويسرّ. وقوله : « يحبى » من الحبوة ، وهو الإعطاء بلا جزاء ولا منّ. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٢٦ ( حبر ) ؛ وج ٢ ، ص ١٦٧٠ ( حبا ).
(٥) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب ثواب من عزّى حزيناً ، ح ٤٥٩٥ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٣ ، ح ٥٠٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٣٥ ، ح ٢ ، مرسلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ١٧٢ ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليهالسلام من دون الإسناد إلى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٤٦٣٢ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢١٤ ، ح ٣٤٣٨.
(٦) الضمير راجع إلى محمّد بن حسّان المذكور في السند السابق ؛ فإنّ عيسى بن عبدالله العمري هو عيسى بنعبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، له كتاب رواه عنه محمّد بن عليّ الكوفي ، كما في الفهرست للطوسي ، ص ٣٣١ ، الرقم ٥١٩. وروى محمّد بن حسّان الرازي عن محمّد بن عليّ الكوفي ، في غير واحدٍ من
الْعُمَرِيِّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ (٢) ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « مَنْ عَزَّى الثَّكْلى ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ». (٣)
٤٦٧٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ عَزّى مُصَاباً ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ (٤) مِنْ أَجْرِ (٥) الْمُصَابِ شَيْءٌ ». (٦)
__________________
الأسناد ، كما على سبيل المثال في الغيبة للنعماني ، ص ٨٥ ، ح ١٦ ؛ وص ٨٦ ، ح ١٧ ؛ وص ١١٥ ، ح ١١ ؛ وص ١٥٦ ، ح ١٨ و ١٩ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٤٣ ؛ وص ١٩١ ، ح ٤٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣١٨ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٦.
هذا ، وقد روى أبو عليّ الأشعري عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن عليّ في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٦٩.
وأمّا رواية محمّد بن عبدالجبّار ـ بعناوينه المختلفة ـ عن محمّد بن عليّ ـ بمختلف عناوينه ـ فلم نجده في موضع.
وهذا ممّا يؤكّد زيادة « عن محمّد بن عبدالجبّار » في السند السابق ؛ فإنّ رجوع الضمير إلى أحد الاسمين من دون نصب قرينة تبرّر ذلك ، خلاف الظاهر.
(١) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جح ، جن » وحاشية « بف » والوسائل : « عليّ بن عيسى بن عبدالله العمري » ، وهو سهو كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً.
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : + « عليهالسلام ». والمراد من عيسى بن عبدالله العمري ، هو عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، فيكون المراد من لفظة « أبيه » والد جدّه عمر بن عليّ بن أبي طالب.
(٣) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٤٦٣١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢١٤ ، ح ٣٤٣٩ ؛ البحار ، ج ٨٢ ، ص ١١٣ ، ذيل ح ٥٦.
(٤) في « بث ، بح ، جح ، جن » وحاشية « غ » وقرب الإسناد وثواب الأعمال : « أن ينقص ».
(٥) في « غ » : ـ « أجر ».
(٦) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب ثواب من عزّى حزيناً ، ح ٤٥٩٦. وفي ثواب الأعمال ، ص ٢٣٦ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قرب الإسناد ، ص ٥١ ، ح ١٦٦ ؛ وص ١٥٦ ، ح ٥٧٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٤٦٢٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢١٣ ، ح ٣٤٣٦.
٨٤ ـ بَابٌ فِي السَّلْوَةِ (١)
٤٦٧٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً إِلى أَوْجَعِ أَهْلِهِ (٢) ، فَمَسَحَ عَلى قَلْبِهِ ، فَأَنْسَاهُ لَوْعَةَ (٣) الْحُزْنِ ، وَلَوْلَا ذلِكَ لَمْ تُعْمَرِ (٤) الدُّنْيَا ». (٥)
٤٦٧٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ تَطَوَّلَ عَلى عِبَادِهِ بِثَلَاثٍ : أَلْقى عَلَيْهِمُ الرِّيحَ بَعْدَ الرُّوحِ ، وَلَوْلَا ذلِكَ مَا (٦) دَفَنَ حَمِيمٌ حَمِيماً ؛ وَأَلْقى عَلَيْهِمُ (٧) السَّلْوَةَ ، وَلَوْلَا ذلِكَ لَانْقَطَعَ النَّسْلُ (٨) ؛ وَأَلْقى عَلى هذِهِ الْحَبَّةِ الدَّابَّةَ (٩) ، وَلَوْلَا ذلِكَ لَكَنَزَهَا مُلُوكُهُمْ كَمَا يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ». (١٠)
__________________
(١) « السّلوة » بالفتح والضمّ ، اسم من سَلا يَسلُو سَلْواً وسُلُوّاً وسُلواناً : نَسِيَ. وأسلاه عنه وسلاّه فتسلّى ، وسلاني من همّي وأسلاني ، أي كشفه عنّي. وفي المرآة : « السلوة : التسلّي والصبر ونسيان المصيبة ». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٦ ( سلى ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٠.
(٢) في الفقيه : + « عليه ».
(٣) « اللوعة » : حرقة في القلب ، وألم من حُبٍّ أو همٍّ أو مرض. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٠ ( لوع ).
(٤) في « جس » : « لم يعمّر ».
(٥) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٢٢ ، معلّقاً عن مهران بن محمّد الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٥٩ ، ح ٢٤٦٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٦٤٦ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٨ ، ح ٣٧.
(٦) في « بخ » : « لما ».
(٧) في « بس » : « عليه ».
(٨) في « غ » : « لقطع النسل ». وفي المرآة : « انقطاع النسل بعدم الاشتغال بالتزويج والمقاربة ؛ لما يلحقهم منالحزن ، وحذراً لوقوع مثله ».
(٩) « الحبّة » : الحنطة والشعير وأمثالهما. و « الدابّة » : الدودة التي تأكل الحبوب وتفسدها. راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩١.
(١٠) علل الشرائع ، ص ٢٩٩ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم. وفي المحاسن ، ص ٣١٦ ، كتاب العلل ،
٤٦٧٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً إِلى أَوْجَعِ أَهْلِهِ ، فَمَسَحَ عَلى قَلْبِهِ ، فَأَنْسَاهُ لَوْعَةَ الْحُزْنِ ، وَلَوْلَا ذلِكَ لَمْ تُعْمَرِ الدُّنْيَا ». (١)
٨٥ ـ بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ
٤٦٧٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَ (٢) جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، قَالَ : « إِنَّهُمْ يَأْنَسُونَ بِكُمْ ، فَإِذَا غِبْتُمْ عَنْهُمُ (٣) اسْتَوْحَشُوا ». (٤)
٤٦٧٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ وَبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِيهَا؟
فَقَالَ (٥) : « أَمَّا زِيَارَةُ الْقُبُورِ فَلَا بَأْسَ بِهَا ، وَلَاتُبْنى (٦) عِنْدَهَا الْمَسَاجِدُ ». (٧)
__________________
ح ٣٥ ؛ والخصال ، ص ١١٢ ، باب الثلاثة ، ح ٨٧ ، بسندهما عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ٥٦٦ ، مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٥٩ ، ح ٢٤٦٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣٦٤٥.
(١) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٥٩ ، ح ٢٤٦٥٧.
(٢) في الوسائل : « عن ». وهو سهو ؛ فقد روى ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج وحفص بن البختري في كثيرٍ منالأسناد جدّاً ، وورد في بعضها جميل وحفص معطوفين. ولم يعهد توسّط حفص بين ابن أبي عمير وبين جميل بن درّاج في موضع. راجع : الكافي ، ح ٧٦٥٧ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٢٤٩ ـ ٢٥٣ ؛ وص ٢٥٨ ـ ٢٦٢.
(٣) في « جس » : ـ « عنهم ».
(٤) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٧ ، ح ٢٤٧٠٢ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٤٦٤.
(٥) في « غ ، بث ، بخ » : « قال ».
(٦) في « ظ ، غ ، بح ، بخ ، بف ، جح » والفقيه : « ولا يبنى ».
(٧) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٨ ، ح ٥٣١ ، معلّقاً عن سماعة بن مهران الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٤٧٠٥ ؛
٤٦٧٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « عَاشَتْ فَاطِمَةُ عليهاالسلام بَعْدَ أَبِيهَا خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً لَمْ تُرَ كَاشِرَةً (١) وَلَاضَاحِكَةً ، تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ : الْإِثْنَيْنَ ، وَالْخَمِيسَ (٢) ، فَتَقُولُ : هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هَاهُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ ». (٣)
٤٦٧٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الْمُؤْمِنُ يَعْلَمُ مَنْ (٤) يَزُورُ قَبْرَهُ؟
قَالَ : « نَعَمْ ، وَلَايَزَالُ (٥) مُسْتَأْنِساً بِهِ مَا دَامَ (٦) عِنْدَ قَبْرِهِ ، فَإِذَا قَامَ وَانْصَرَفَ مِنْ (٧) قَبْرِهِ ، دَخَلَهُ مِنِ انْصِرَافِهِ عَنْ قَبْرِهِ وَحْشَةٌ ». (٨)
٤٦٨٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : كَيْفَ التَّسْلِيمُ عَلى أَهْلِ الْقُبُورِ؟
فَقَالَ : « نَعَمْ ، تَقُولُ (٩) : السَّلَامُ عَلى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
__________________
الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٣٤ ، ذيل ح ٣٤٩٦.
(١) الكشر : التبسّم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٦ ( كشر ).
(٢) يدلّ الحديث على استحباب الزيارة في يومي الإثنين والخميس. راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٣.
(٣) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء ، ح ٨١٣١ ، بسند آخر عن هشام بن سالم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٤٧٠٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٤٦٧.
(٤) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « بس ، جس » والمطبوع : « بمن ».
(٥) في « غ » والوسائل : « لايزال » بدون الواو.
(٦) في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جح ، جس ، جن » وحاشية « بح » والوسائل : « مازال ».
(٧) في « بخ ، بف » : « عن ». وفي حاشية « بح » : + « عند ».
(٨) كامل الزيارات ، ص ٣٢١ ، باب ١٠٥ ، ح ٨ ، بسنده عن سهل بن زياد الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٩ ، ح ٢٤٧٠٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٤٦٥.
(٩) في « بث ، بخ ، جس » : « يقول ».
وَالْمُسْلِمِينَ (١) ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (٢) ، وَنَحْنُ إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ». (٣)
٤٦٨١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدٌ (٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ (٥) ، قَالَ :
مَرَرْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام بِالْبَقِيعِ ، فَمَرَرْنَا بِقَبْرِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الشِّيعَةِ (٦) ، قَالَ (٧) : فَوَقَفَ عَلَيْهِ عليهالسلام ، فَقَالَ (٨) : « اللهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ (٩) ، وَأَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ ، وَأَلْحِقْهُ بِمَنْ كَانَ
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل وكامل الزيارات ، ص ٣٢١. وفي المطبوع : « المسلمين والمؤمنين ».
(٢) « الفَرَط » ، المتقدّم والسابق ، ومنه الحديث في الدعاء للطفل الميّت : « اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً » ، أي أجراً يتقدّمنا. انظر : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٤ ( فرط ).
(٣) كامل الزيارات ، ص ٣٢١ ، باب ١٠٥ ، ح ٩ ، بسنده عن عبدالله بن المغيرة ، وفي ذيله بسند آخر عن عبدالله بن سنان. وفيه ، ص ٣٢٢ ، نفس الباب ، ح ١٥ ؛ وصدر ح ١٧ ، بسند آخر. وفيه ، ص ٣٢٣ ، نفس الباب ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، مع زيادة ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٩ ، ح ٢٤٧١٠ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٤٧٠.
(٤) هكذا في النسخ. وفي المطبوع والوسائل : + « بن يحيى ».
(٥) هكذا في « بخ ، بف ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والمطبوع والوسائل : ـ « عن أبيه ».
والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد ورد الخبر ـ مع زيادة يسيرة ـ في كامل الزيارات ، ص ٣٢١ ، ح ١٠ ؛ والمزار للمفيد ، ص ١٨٧ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٠٥ ، ح ١٨٣ ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، قال : مررت مع أبي جعفر عليهالسلام بالبقيع.
(٦) في حاشية « جح ، جن » : + « فقلت : جعلت فداك ، هذا قبر رجل من الشيعة ». وفي التهذيب وكامل الزياراتوالمزار : + « فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك ، هذا قبر رجل من الشيعة ».
(٧) في « جس » : ـ « قال ».
(٨) في « بخ ، بف » وكامل الزيارات والمزار : « وقال ».
(٩) في الوسائل : ـ « وآنس وحشته ».
يَتَوَلاَّهُ (١) ». (٢)
٤٦٨٢ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ (٣) :
قَالَ : تَقُولُ (٤) : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ مِنْ (٥) دِيَارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ. (٦)
٤٦٨٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : كَيْفَ التَّسْلِيمُ عَلى أَهْلِ الْقُبُورِ؟
قَالَ : « تَقُولُ (٧) : السَّلَامُ عَلى أَهْلِ (٨) الدِّيَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
__________________
(١) في « بف » : « يتولّى ». وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله : « يدلّ على استحباب هذا الدعاء ، وجواز الاكتفاء به بدون سورة القدر وغيرها ، ولو قائماً ، وإن كان الجلوس أفضل ، ولعلّه فعله عليهالسلام لبيان الجواز ، أو لعذر. وفي بعض الكتب في تتمّة هذا الخبر : أنّه عليهالسلام قرأ القدر سبعاً ، كما في الذكرى ». مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٤. وانظر : الذكرى ، ج ٢ ، ص ٦٣.
(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٠٥ ، ح ١٨٣ ؛ كامل الزيارات ، ص ٣٢١ ، باب ١٠٥ ، ح ١٠ ؛ كتاب المزار ، ص ٢١٨ ، ح ١ ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها بسند آخر عن الحسن بن محبوب مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الجنائز ، باب تربيع القبر ورشّه بالماء ... ، ح ٤٥٧٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٠ ، ح ٢٤٧١٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٩٩ ، ح ٣٤٠٠.
(٣) في حاشية « بح ، جن » : + « قال : سألته : كيف التسليم على أهل القبور؟ ».
(٤) في « بث ، بخ ، جس » : « يقول ».
(٥) « من » لبيان ضمير الخطاب ، أو للابتلاء ، أي ابلّغ إليكم سلام أهل الديار من المؤمنين. راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٤.
(٦) كامل الزيارات ، ص ٣٢٢ ، باب ١٠٥ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٩ ، ح ٥٣٤ ، مرسلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٩ ، ح ٢٤٧١١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٤٧١.
(٧) في « بخ ، جس » : « يقول ».
(٨) في « بث » : « أصحاب ».
وَالْمُؤْمِنِينَ (١) ، رَحِمَ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ (٢) مِنَّا (٣) وَالْمُسْتَأْخِرِينَ (٤) ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ». (٥)
٤٦٨٤ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (٦) ، قَالَ :
كُنْتُ بِفَيْدَ (٧) ، فَمَشَيْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ إِلى قَبْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ (٨) ، فَقَالَ لِي (٩) عَلِيُّ بْنُ بِلَالٍ : قَالَ لِي صَاحِبُ هذَا الْقَبْرِ عَنِ (١٠) الرِّضَا عليهالسلام : قَالَ (١١) : « مَنْ أَتى قَبْرَ أَخِيهِ (١٢) ، ثُمَّ وَضَعَ (١٣) يَدَهُ (١٤) عَلَى الْقَبْرِ ، وَقَرَأَ (١٥) « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أَمِنَ يَوْمَ (١٦) الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ، أَوْ يَوْمَ الْفَزَعِ (١٧) ». (١٨)
__________________
(١) في « غ » والوسائل والفقيه وكامل الزيارات : « من المؤمنين والمسلمين ».
(٢) في « ى ، بح ، جح » : « المتقدّمين ».
(٣) في « جس » : ـ « منّا ».
(٤) في « ى ، بح » : « والمتأخّرين ».
(٥) كامل الزيارات ، ص ٣٢١ ، باب ١٠٥ ، ح ١١ ، بطريقين عن النضر بن سويد. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٨ ، ح ٥٣٣ ، معلّقاً عن جرّاح المدائني ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٠ ، ح ٢٤٧١٣ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٤٧٢.
(٦) في التهذيب : + « بن يحيى ».
(٧) « فيد » : بُلَيْدَة في منتصف طريق مكّة من الكوفة. راجع : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٢٨٢.
(٨) في التهذيب وكامل الزيارات ، ص ٣١٩ والمزار : + « قال ».
(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « لي ».
(١٠) في « بف » والوافي : + « عليّ ».
(١١) في التهذيب : ـ « قال ».
(١٢) في التهذيب وكامل الزيارات ، ص ٣١٩ والمزار : + « المؤمن ».
(١٣) في المزار : « فوضع ».
(١٤) في « بخ ، بف ، جس » : « يديه ».
(١٥) في التهذيب : « من أيّ ناحية يضع يده ويقرأ » بدل « ثمّ وضع يده على القبر وقرأ ».
(١٦) في « غ ، بف » : « من يوم ». وفي التهذيب : « من » كلاهما بدل « يوم ».
(١٧) في التهذيب وكامل الزيارات ، ص ٣١٩ والمزار : ـ « أو يوم الفزع ».
(١٨) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٠٤ ، ح ١٨٢ ، معلّقاً عن الكليني. كامل الزيارات ، ص ٣١٩ ، باب ١٠٥ ، ح ٣ ؛ وكتاب المزار ، ص ٢١٦ ، ح ٢ ، بسندهما عن الكليني. رجال الكشّي ، ص ٥٦٤ ، ح ١٠٦٦ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ؛ كامل الزيارات ، ص ٣٢٠ ، باب ١٠٥ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨١ ، ح ٢٤٧١٦ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٦ ، ح ٣٤٧٥.
٤٦٨٥ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ؛ وَ (١) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : زُورُوا مَوْتَاكُمْ (٢) ؛ فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِزِيَارَتِكُمْ ، وَلْيَطْلُبْ أَحَدُكُمْ حَاجَتَهُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ وَعِنْدَ (٣) قَبْرِ أُمِّهِ بِمَا يَدْعُو لَهُمَا ». (٤)
٨٦ ـ بَابُ أَنَّ الْمَيِّتَ يَزُورُ أَهْلَهُ
٤٦٨٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ ، فَيَرى مَا يُحِبُّ ، وَيُسْتَرُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ ؛ وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَزُورُ (٥) أَهْلَهُ ، فَيَرى مَا يَكْرَهُ ، وَيُسْتَرُ عَنْهُ مَا يُحِبُّ ».
قَالَ : « وَمِنْهُمْ (٦) مَنْ يَزُورُ كُلَّ جُمْعَةٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ عَلى قَدْرِ عَمَلِهِ ». (٧)
٤٦٨٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
(١) في السند تحويل ، وللمصنّف إلى أبي عبدالله عليهالسلام طريقان ، وطريقه الثاني هو « أحمد بن محمّد الكوفي ، عنابن جمهور ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم ». انظر ما قدّمناه في الكافي ، ذيل ح ٤٣٥٩.
(٢) في « جن » : « أمواتكم ».
(٣) في « بث » : ـ « عند ».
(٤) الخصال ، ص ٦١٨ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام. تحف العقول ، ص ١٠٤ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٤٧٠٦ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٤٦٦.
(٥) في « بح » : « يزور ».
(٦) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والبحار ، ج ٦١ : « وفيهم ».
(٧) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٧ ، ح ٢٤٧٧٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٦ ، ح ٨٩ ؛ وج ٦١ ، ص ٥٢ ، ح ٣٨.
أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلَاكَافِرٍ إِلاَّ وَهُوَ يَأْتِي أَهْلَهُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، فَإِذَا (١) رَأى أَهْلَهُ يَعْمَلُونَ بِالصَّالِحَاتِ ، حَمِدَ اللهَ عَلى ذلِكَ ، وَإِذَا رَأَى الْكَافِرُ أَهْلَهُ يَعْمَلُونَ بِالصَّالِحَاتِ (٢) ، كَانَتْ عَلَيْهِ (٣) حَسْرَةً ». (٤)
٤٦٨٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَيِّتِ : يَزُورُ أَهْلَهُ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». فَقُلْتُ (٥) :
فِي كَمْ يَزُورُ؟ قَالَ (٦) : « فِي الْجُمْعَةِ (٧) ، وَفِي الشَّهْرِ ، وَفِي السَّنَةِ عَلى قَدْرِ مَنْزِلَتِهِ ».
فَقُلْتُ : فِي أَيِّ صُورَةٍ يَأْتِيهِمْ؟ قَالَ (٨) : « فِي صُورَةِ طَائِرٍ لَطِيفٍ يَسْقُطُ عَلى جُدُرِهِمْ ، وَيُشْرِفُ عَلَيْهِمْ ، فَإِنْ رَآهُمْ بِخَيْرٍ ، فَرِحَ ؛ وَإِنْ رَآهُمْ بِشَرٍّ وَحَاجَةٍ ، حَزِنَ وَاغْتَمَّ ». (٩)
٤٦٨٩ / ٤. عَنْهُ (١٠) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :
قُلْتُ لَهُ : الْمُؤْمِنُ يَزُورُ أَهْلَهُ؟
__________________
(١) في « بح » : « فإن ».
(٢) في « بخ ، بس » : « بالطالحات ». وفي « بف » : « الصالحات ». وفي « جس » : ـ « حمد الله على ذلك ـ إلى ـ بالصالحات ». وفي حاشية « جن » : « الطالحات ».
(٣) في « ظ » : « عليهم ».
(٤) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٨ ، ح ٢٤٧٧٥ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٧ ، ح ٩٠.
(٥) في « غ ، بث ، بخ ، جس » : « قلت ».
(٦) في « بخ ، بف » وحاشية « بح » : « فقال ».
(٧) في الوافي : « اريد بالجمعة الاسبوع ، لا اليوم المخصوص ؛ بقرينة معطوفيه ».
(٨) في « ظ ، غ ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » : « فقال ».
(٩) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٨ ، ح ٢٤٧٧٥ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٧ ، ح ٩١ ؛ وج ٦١ ، ص ٥٢ ، ح ٣٩.
(١٠) الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق.
فَقَالَ : « نَعَمْ ، يَسْتَأْذِنُ رَبَّهُ ، فَيَأْذَنُ لَهُ ، فَيَبْعَثُ مَعَهُ مَلَكَيْنِ ، فَيَأْتِيهِمْ فِي بَعْضِ صُوَرِ الطَّيْرِ (١) يَقَعُ فِي دَارِهِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ ». (٢)
٤٦٩٠ / ٥. عَنْهُ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام : يَزُورُ الْمُؤْمِنُ أَهْلَهُ؟
فَقَالَ : « نَعَمْ ». فَقُلْتُ : فِي كَمْ؟ قَالَ (٤) : « عَلى قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ : مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ يَوْمَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ».
قَالَ : ثُمَّ رَأَيْتُ فِي مَجْرى كَلَامِهِ أَنَّهُ (٥) يَقُولُ : « أَدْنَاهُمْ (٦) مَنْزِلَةً يَزُورُ (٧) كُلَّ جُمْعَةٍ ».
قَالَ : قُلْتُ : فِي أَيِّ سَاعَةٍ؟ قَالَ : « عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَمِثْلِ ذلِكَ ».
قَالَ : قُلْتُ : فِي أَيِّ صُورَةٍ؟ قَالَ : « فِي صُورَةِ الْعُصْفُورِ ، أَوْ أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَيَبْعَثُ (٨) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَعَهُ مَلَكاً (٩) ، فَيُرِيهِ مَا يَسُرُّهُ ، وَيَسْتُرُ عَنْهُ (١٠) مَا يَكْرَهُ ، فَيَرى مَا يَسُرُّهُ ، وَيَرْجِعُ إِلى قُرَّةِ عَيْنٍ ». (١١)
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٧ : « ربّما يتوهّم التنافي بين هذه الأخبار وبين ما سيأتي من أنّ المؤمن أكرم من أن يجعل روحه في حوصلة طائر. ويمكن الجواب بحمَل تلك على كونهم أبداً كذلك ، فلا ينافي أن يصيروا أحياناً في صورة الطير ؛ لئلاّ يعرفهم أهلهم ».
وقال المحقّق الشعراني رحمهالله في هامش الوافي : « في بعض صور الطير ، تشبيهٌ في سرعة الحضور والحركة والإشراف ، لا أنّ الأرواح في صورة طير حقيقة ؛ لأنّ الإمام عليهالسلام كذّب ذلك ، وقال : إنّ الأرواح في أبدان كأبدانهم الدنيويّة ، كما يأتي ».
(٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٨ ، ح ٢٤٧٧٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٧ ، ح ٩٢.
(٣) الضمير راجع إلى سهل بن زياد.
(٤) في « غ ، بث ، بح ، جح » : « فقال ».
(٥) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « أنّه ».
(٦) في المرآة : « أدناهم ، أي غالباً ، أو لا يكون المؤمن أقلّ من ذلك ، فيحمل ما مرّ من الشهر والسنة على غير المؤمن ».
(٧) في « بح ، جح ، جس » : + « في ».
(٨) في حاشية « بح » : « فبعث ». وفي البحار : « يبعث ».
(٩) في « جن » : « ملكاً معه ».
(١٠) في « بف » : ـ « عنه ».
(١١) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨١ ، ح ٥٤٢ ، معلّقاً عن إسحاق بن عمّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٩ ،
٨٧ ـ بَابُ أَنَّ الْمَيِّتَ يُمَثَّلُ لَهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ وَعَمَلُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ
٤٦٩١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ؛ وَ (١) عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (٢)
__________________
ح ٢٤٧٧٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٧ ، ح ٩٣.
(١) في السند تحويل ، وللمصنّف إلى سويد بن غفلة ثلاثة طرق :
الأوّل : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن عبدالأعلى.
الثاني : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر والحسن بن عليّ جميعاً ، عن أبي جميلة مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن عبدالأعلى.
الثالث : عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى.
ثمّ إنّ الظاهر أنّ عبدالأعلى في انتهاء الطريقين الأوّلين محرّف من « ابن عبدالأعلى » أو « إبراهيم بن عبد الأعلى » كما سنشير إليه.
(٢) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بف ، جح ، جن » والبحار. وفي « جن » والمطبوع والوسائل : « عن » بدل « بن ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الشيخ الطوسي الخبر في أماليه ، ص ٣٤٧ ، ح ٧١٩ ، بسنده عن جابر ، عن إبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غَفَلة ، عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وعبدالله بن عبّاس.
وقد عُدَّ إبراهيم بن عبدالأعلى الجعفي من رواة سويد بن غفلة ، كما عُدَّ يونس بن أبي إسحاق السبيعي من رواة إبراهيم بن عبدالأعلى. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، الرقم ٢٠٠ ؛ وج ١٢ ، ص ٢٦٥ ، الرقم ٢٦٤٧.
هذا ، وما ورد في الأمالي للطوسي يؤيّد ما أشرنا إليه ؛ من وقوع التحريف في « عبدالأعلى » في الطريقين الأوّلين. ويوكّده أنّ عبدالأعلى في أسنادنا منصرف إلى عبدالأعلى بن أعين مولى آل سام ، ولم نجد في موضع رواية جابر ـ وهو ابن يزيد الجعفي ـ عنه ، ولا روايته عن سويد بن غفلة.
ثمّ إنّ يونس في مشايخ محمّد بن عيسى ، هو يونس بن عبدالرحمن ، ولم نجد روايته عن إبراهيم بن عبدالأعلى ، وقد تقدّم آنفاً أنّ يونس الراوي عن إبراهيم بن عبدالأعلى هو يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، ويونس هذا ليس من مشايخ محمّد بن عيسى.
والمظنون أنّ المصنّف سها في تطبيق يونس في ما نحن فيه على يونس بن عبدالرحمن ، ثمّ أضاف طريقه المعروف إليه.
عَبْدِ الْأَعْلى ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « إِنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ (١) ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَلْتَفِتُ إِلى مَالِهِ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ ، إِنِّي (٢) كُنْتُ عَلَيْكَ حَرِيصاً (٣) شَحِيحاً (٤) ، فَمَا لِي عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ : خُذْ مِنِّي كَفَنَكَ ».
قَالَ : « فَيَلْتَفِتُ إِلى وَلَدِهِ ، فَيَقُولُ (٥) : وَاللهِ ، إِنِّي كُنْتُ (٦) لَكُمْ مُحِبّاً ، وَإِنِّي كُنْتُ عَلَيْكُمْ مُحَامِياً ، فَمَاذَا لِي (٧) عِنْدَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نُؤَدِّيكَ (٨) إِلى حُفْرَتِكَ نُوَارِيكَ (٩) فِيهَا ».
قَالَ (١٠) : « فَيَلْتَفِتُ إِلى عَمَلِهِ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ ، إِنِّي (١١) كُنْتُ فِيكَ لَزَاهِداً وَإِنْ كُنْتَ عَلَيَّ (١٢) لَثَقِيلاً ، فَمَاذَا عِنْدَكَ (١٣)؟ فَيَقُولُ : أَنَا قَرِينُكَ فِي قَبْرِكَ وَيَوْمِ نَشْرِكَ حَتّى أُعْرَضَ أَنَا وَأَنْتَ عَلى رَبِّكَ ».
قَالَ : « فَإِنْ كَانَ لِلّهِ (١٤) وَلِيّاً ، أَتَاهُ (١٥) أَطْيَبُ النَّاسِ رِيحاً ، وَأَحْسَنُهُمْ مَنْظَراً ،
__________________
(١) في « ى » : « الاخرى ».
(٢) في « بث ، جح » : « إن ».
(٣) في « جح » والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « لحريصاً ».
(٤) الشحّ : البخل مع حرص. قال العلاّمة المجلسي : « فالحرص في الجمع ، والشحّ في الضبط وعدم البذل ، والزهد في الشيء عند الرغبة فيه ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ( شحح ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٨.
(٥) في « جس » : ـ « خذ منّي كفنك ـ إلى ـ فيقول ».
(٦) في « بث ، بح » : « لكنت ».
(٧) في « ظ ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والوسائل والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « لي ». وفي « بف » : ـ « ذا ».
(٨) « نؤدّيك » بالهمزة ، أي نوصلك. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٦ ( أدى ).
(٩) في « غ ، بخ » وحاشية « بح » : « فنواريك ». و « نواريك » أي ندفنك في قبرك ، من ورَّيت الشيء. وواريته : إذا أخفيته. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٨٩ ( ورى ).
(١٠) في « جس » والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « قال ».
(١١) في « بف » : « إن ».
(١٢) في الوسائل : ـ « عليّ ».
(١٣) في « ظ ، ى » : « فما لي عندك ». وفي « جس » : « فما عندك ». وفي الوسائل : ـ « فماذا عندك ».
(١٤) في « بث » : ـ « لله ».
(١٥) في « ى » : « أتى ».
وَأَحْسَنُهُمْ رِيَاشاً (١) ، فَقَالَ (٢) : أَبْشِرْ بِرَوْحٍ (٣) وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ (٤) ، وَمَقْدَمُكَ خَيْرُ مَقْدَمٍ ، فَيَقُولُ لَهُ (٥) : مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ (٦) : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، ارْتَحِلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ لَيَعْرِفُ (٧) غَاسِلَهُ (٨) ، وَيُنَاشِدُ (٩) حَامِلَهُ أَنْ يُعَجِّلَهُ ، فَإِذَا أُدْخِلَ (١٠) قَبْرَهُ ، أَتَاهُ مَلَكَا الْقَبْرِ يَجُرَّانِ أَشْعَارَهُمَا ، وَيَخُدَّانِ الْأَرْضَ بِأَقْدَامِهِمَا ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : اللهُ رَبِّي ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَيَقُولَانِ لَهُ (١١) : ثَبَّتَكَ اللهُ فِيمَا تُحِبُّ وَتَرْضى (١٢) ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) (١٣) ثُمَّ يَفْسَحَانِ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، ثُمَّ يَفْتَحَانِ لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : نَمْ قَرِيرَ الْعَيْنِ نَوْمَ الشَّابِّ النَّاعِمِ (١٤) ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ
__________________
(١) « الرياش » : اللباس الفاخر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١١ ( ريش ).
(٢) في « غ ، جح » وحاشية « جن » وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « فيقول ». وفي « بح » : « فيقول له ».
(٣) « الرَّوْح » : الاستراحة والسرور والفرح ، ويأتي بمعنى الرحمة في قوله تعالى : ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ ) يوسف (١٢) : ٧٨. في الوافي : « الروح ، بفتح أوّله : الراحة. وبضمّه : الرحمة والحياة الدائمة ». وانظر أيضاً : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ ( روح ).
(٤) في « بف » : « وجنّة ونعيم ».
(٥) في « جن » وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « له ». وفي حاشية « بح » : « فقال له ».
(٦) في حاشية « جح » : « فقال ».
(٧) في « جس » : « يعرف ».
(٨) في المرآة : « وفي قوله : وإنّه ليعرف غاسله ، فعل مقدّر ويدلّ عليه السياق ، والواو حاليّة ، والتقدير : فيرتحل والحال أنّه ليعرف غاسله. ويحتمل أن تكون عاطفة على « أتاه » فلا تقدير ».
(٩) أي يقول له : ناشدتك الله ، أي سألتك بالله. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ( نشد ).
(١٠) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بف ، جس » : « فإذا دخل ».
(١١) في « ظ ، ى ، بخ ، بس ، جح ، جس » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « له ».
(١٢) في « بخ » والوافي : « يحبّ ويرضى ». وفي « جس » : « تحبّ ويرضى ».
(١٣) إبراهيم (١٤) : ٢٧.
(١٤) « الناعم » ، عن النِّعمة ـ بالكسر ـ : ما يتنعّم به من مال ونحوه ؛ أو من النَّعمة ـ بالفتح ـ وهو نفس التنعّم. انظر : مرآةالعقول ، ج ١٤ ، ص ٢٠١.
مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) (١) ».
قَالَ : « وَإِذَا (٢) كَانَ لِرَبِّهِ عَدُوّاً (٣) ، فَإِنَّهُ (٤) يَأْتِيهِ (٥) أَقْبَحُ مَنْ خَلَقَ اللهُ زِيّاً وَرُؤْياً ، وَأَنْتَنُهُ رِيحاً ، فَيَقُولُ لَهُ (٦) : أَبْشِرْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ (٧) ، وَتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ ، وَيُنَاشِدُ حَمَلَتَهُ أَنْ يَحْبِسُوهُ ، فَإِذَا أُدْخِلَ (٨) الْقَبْرَ ، أَتَاهُ مُمْتَحِنَا الْقَبْرِ ، فَأَلْقَيَا عَنْهُ أَكْفَانَهُ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، فَيَقُولَانِ : لَادَرَيْتَ ، وَلَاهَدَيْتَ ، فَيَضْرِبَانِ يَافُوخَهُ (٩) بِمِرْزَبَةٍ (١٠) مَعَهُمَا ضَرْبَةً مَا (١١) خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ دَابَّةٍ ، إِلاَّ وَتَذْعَرُ (١٢) لَهَا مَا خَلَا الثَّقَلَيْنِ ، ثُمَّ يَفْتَحَانِ (١٣) لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : نَمْ بِشَرِّ حَالٍ فِيهِ مِنَ الضَّيْقِ مِثْلُ مَا فِيهِ الْقَنَا (١٤) مِنَ
__________________
(١) الفرقان (٢٥) : ٢٤. و ( مَقِيلاً ) من القيلولة ، وهي عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتدّ الحرّ ، وان لم يكن مع ذلك نوم ، والدليل على ذلك أنّ الجنّة لانوم فيها. راجع : مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٢٩٢ ، ذيل الآية المذكورة.
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وإن ».
(٣) في « بح » : « لعدوّاً ».
(٤) في « بخ » : ـ « فإنّه ».
(٥) في « بح » : + « من ».
(٦) في « ظ ، ى ، بس » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « له ».
(٧) النزل ما هُيِّئَ للضيف إذا نزل عليه. والحميم : ماء حارّ يستقى منه أهل النار. والتصلية : التلويح علي النار. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٨ ( نزل ) وج ١٢ ، ص ١٥٣ ( حمم ) ومجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٢٢٦ ( صلا ).
(٨) في « غ ، بث ، بف ، جس » وحاشية « بخ » : « فإذا دخل ».
(٩) « اليافوخ » : الموضع الذي يتحرّك من رأس الطفل إذا كان قريب عهد بالولادة ، وهو فراغ بين عظام جمجمتهفي مقدّمتها وأعلاها ، لايلبث أن تلتقي فيه العظام. راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٠٢ ؛ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٣.
(١٠) المِرْزَبَةُ ، بالتخفيف : عُصيّة من حديد ، والتي يكسر بها المَدَر ، أي الطين ، ولمطرقة الكبيرة التي تكون للحدّادين. ويقال لها أيضاً : الإرْزَبّة بالتشديد. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( رزب ).
(١١) في « بخ ، بف ، جس » : « فما ».
(١٢) في « ظ ، بح ، بس ، جح ، جن » : « يذعر ». و « الذُّعر » بالضمّ : الخوف ، وبالفتح : التخويف كالإذعار ، أي تفزع. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٥٩ ( ذعر ) والثقين : الجنّ والإنس.
(١٣) في « بخ » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « يفتح ».
(١٤) « القنا » بالقصر ، جمع القناة ، وهي الرمح. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٨ ( قنا ).
الزُّجِّ (١) حَتّى إِنَّ دِمَاغَهُ لَيَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ظُفُرِهِ وَلَحْمِهِ ، وَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِ حَيَّاتِ الْأَرْضِ وَعَقَارِبَهَا وَهَوَامَّهَا ، فَتَنْهَشُهُ حَتّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ قَبْرِهِ ، وَإِنَّهُ (٢) لَيَتَمَنّى قِيَامَ السَّاعَةِ فِيمَا (٣) هُوَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ».
وَقَالَ جَابِرٌ (٤) : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنِّي كُنْتُ أَنْظُرُ (٥) إِلَى الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَأَنَا أَرْعَاهَا ، وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ ، وَكُنْتُ (٦) أَنْظُرُ (٧) إِلَيْهَا قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَهِيَ مُتَمَكِّنَةٌ فِي (٨) الْمَكِينَةِ ، مَا حَوْلَهَا شَيْءٌ يُهَيِّجُهَا حَتّى تَذْعَرَ فَتَطِيرَ ، فَأَقُولُ : مَا هذَا وَأَعْجَبُ حَتّى حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ عليهالسلام أَنَّ الْكَافِرَ يُضْرَبُ ضَرْبَةً مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئاً إِلاَّ سَمِعَهَا وَيَذْعَرُ (٩) لَهَا إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ ، فَقُلْنَا (١٠) : ذلِكَ لِضَرْبَةِ الْكَافِرِ (١١) ، فَنَعُوذُ (١٢) بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ». (١٣)
__________________
(١) « الزجّ » : الحديدة أسفل الرمح. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٧ ( زجج ).
(٢) في « ى » : « فإنّه ».
(٣) في « غ ، بخ » وحاشية « جح » وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « ممّا ».
(٤) السند معلّق على الطريقين الأوّلين المذكورين في صدر الخبر.
(٥) في « بث ، بخ » : « لأنظر ».
(٦) في « بح ، بف » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٨ : « فكنت ».
(٧) في حاشية « بث » : « لأنظر ».
(٨) في « غ ، بخ » وحاشية « بح » : « من ».
(٩) في « بح ، جح » : « وتذعر ».
(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار وفي المطبوع : « فقلت ».
(١١) في « بس » : « الكافرة ».
(١٢) في « غ » : « فتعوذ ».
(١٣) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن مهزيار ، عن عمر بن عثمان ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن إبراهيم بن العلى ، عن سويد بن علقمة ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام. الأمالي للطوسي ، ص ٣٤٧ ، المجلس ١٢ ، ح ٥٩ ، بسنده عن جابر ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وعبدالله بن عبّاس. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠ ، عن سويد بن غفلة ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، وفي كلّها إلى قوله : « وإنّه ليتمنّى قيام الساعة فيما هو فيه من الشرّ ». وتفسيرالعيّاشي ، ص ٢٢٨ ، ح ٢١ ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من قوله : « إنّي كنت أنظر إلى الإبل والغنم ». الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، ح ٣٧٠ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، إلى قوله : « حتّى اعرض أنا وأنت على ربّك » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٩٩ ، ح ٢٤٧٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٥ ، ح ٢١١٠٠ ، إلى قوله : « في قبرك ويوم نشرك حتّى اعرض أنا وأنت على ربّك » ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢٨.
٤٦٩٢ / ٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (٢) ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِذَا حُمِلَ عَدُوُّ اللهِ إِلى قَبْرِهِ ، نَادى حَمَلَتَهُ : أَلَاتَسْمَعُونَ يَا إِخْوَتَاهْ ، أَنِّي أَشْكُو إِلَيْكُمْ مَا وَقَعَ فِيهِ أَخُوكُمُ الشَّقِيُّ أَنَّ عَدُوَّ اللهِ خَدَعَنِي ، فَأَوْرَدَنِي (٣) ، ثُمَّ لَمْ يُصْدِرْنِي (٤) ، وَأَقْسَمَ لِي أَنَّهُ نَاصِحٌ لِي ، فَغَشَّنِي ؛ وَأَشْكُو (٥) إِلَيْكُمْ دُنْيَا غَرَّتْنِي ، حَتّى إِذَا اطْمَأْنَنْتُ إِلَيْهَا صَرَعَتْنِي ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ أَخِلاَّءَ الْهَوى مَنَّوْنِي ، ثُمَّ تَبَرَّؤُوا مِنِّي ، وَخَذَلُونِي ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ أَوْلَاداً حَمَيْتُ عَنْهُمْ ، وَآثَرْتُهُمْ عَلى نَفْسِي ، فَأَكَلُوا مَالِي ، وَأَسْلَمُونِي (٦) ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ مَالاً مَنَعْتُ مِنْهُ (٧) حَقَّ
__________________
(١) السند معلّق على السند الثاني من الحديث السابق ، ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا. ثمّ إنّ وقوع نوع من التحويل وأنّ للخبر طريقين واضح.
(٢) يأتي في ح ٤٧١٤ ، رواية سهل بن زياد ، عن الحسن بن عليّ ، عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدّهان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. ومضمون ذاك الخبر يشبه ما ورد في ذيل خبرنا هذا ؛ من « أنا بيت الدود » ، « أنا بيت الظلمة » و ....
والمظنون في ما نحن فيه سقوط « عن غالب بن عثمان » بعده « الحسن بن عليّ ».
ويؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح ٣١٩٦ ، من رواية ابن فضّال ـ وهو المراد من الحسن بن عليّ في ما نحن فيه ـ عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدهّان ، وكذا ما يأتي في الكافي ، ح ٤٧٠١ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدهّان.
(٣) في « غ ، بث ، بف » : « وأوردني ». وقوله : « عدوّ الله » يعني : الشيطان ، وقوله : « فأوردني » أي المهالك.
(٤) الصَّدَر : رجوع المسافر من مقصده ، وهنا كناية عن ترغيب الشخص في التورّط بشيءٍ ثمّ عدم محاولة تخليصه منها ، فيقال : أورده ثمّ لم يصدره. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ ( صدر ).
(٥) في « غ » : « أشكو » بدون الواو. وفي « بث » : « فأشكو ».
(٦) في « جس » : ـ « وأشكو إليكم أولاداً حميت ـ إلى ـ وأسلموني ».
(٧) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والوافي : « فيه ».
اللهِ ، فَكَانَ وَبَالُهُ عَلَيَّ ، وَكَانَ نَفْعُهُ لِغَيْرِي ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ دَاراً أَنْفَقْتُ (١) عَلَيْهَا حَرِيبَتِي (٢) ، وَصَارَ سَاكِنُهَا (٣) غَيْرِي ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ طُولَ الثَّوَاءِ (٤) فِي قَبْرِي ، يُنَادِي : أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا (٥) بَيْتُ الظُّلْمَةِ وَالْوَحْشَةِ وَالضَّيْقِ ، يَا إِخْوَتَاهْ ، فَاحْبِسُونِي (٦) مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَاحْذَرُوا مِثْلَ مَا لَقِيتُ ؛ فَإِنِّي قَدْ بُشِّرْتُ بِالنَّارِ ، وَبِالذُّلِّ (٧) وَالصَّغَارِ ، وَغَضَبِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ ، وَا حَسْرَتَاهْ (٨) عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ، وَيَا طُولَ عَوْلَتَاهْ (٩) ، فَمَا لِي مِنْ شَفِيعٍ يُطَاعُ ، وَلَاصَدِيقٍ يَرْحَمُنِي ، فَلَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً ، فَأَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ». (١٠)
٤٦٩٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ جَابِرٍ (١١) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ :
« فَمَا يَفْتُرُ (١٢) يُنَادِي حَتّى يُدْخَلَ قَبْرَهُ ، فَإِذَا دَخَلَ (١٣) حُفْرَتَهُ (١٤) ، رُدَّتِ
__________________
(١) في حاشية « بح ، جح » : « ضيّعت ».
(٢) « الحريبة » : المال المسلوب ، أو المال الذي يعيش به الرجل ويقوم به أمره. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٤٧ ( حرب ).
(٣) في « بث ، بس ، جح ، جس ، جن » وحاشية « بح » والبحار : « سكّانها ». وفي « بح » : « سكنها ».
(٤) « الثواء » : طول الإقامة بالمكان. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٥ ( ثوى ).
(٥) في « غ ، بث ، بح » : « وأنا ».
(٦) في « ى » : « فأجيبوني ».
(٧) في « بث » : « بالذلّ وبالنار ». وفي البحار : « والذلّ ».
(٨) في « ظ ، جس » : « واحسرتا ».
(٩) في « غ » وحاشية « بث » : « ثواياه ». وفي « بخ ، بف » وحاشية « بث » : « عويلاه ». وفي حاشية « بس ، جح » : « عولاه ». والعويل : صوت الصدر بالبكاء. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٨٣ ( عول ).
(١٠) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٦ ، ح ٢٤٧٥١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٨ ، ح ٩٤.
(١١) تقدّم في ح ٤٢٥٢ و ٤٣٦٣ و ٤٤٥٠ وذيل ٤٦٥٦ و ٤٦٩١ ، رواية عمرو بن عثمان عن جابر بتوسّط المفضّل بن صالح ـ بعناوينه المختلفة ـ ، وقد ورد في بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٤ ، رواية محمّد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضّل ، عن جابر. وفي ص ٣٧٥ ، ح ١٠ ، رواية محمّد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر. والظاهر في ما نحن فيه سقوط الواسطة بين « عمرو بن عثمان » وبين « جابر ».
(١٢) في « جن » : « ما يفتر ».
(١٣) في البحار : « فإذا أدخل ».
(١٤) في « غ » : « حَفيرَتَه ». وفي حاشية « بث » : « فيه ».
الرُّوحُ (١) فِي جَسَدِهِ ، وَجَاءَهُ (٢) مَلَكَا الْقَبْرِ ، فَامْتَحَنَاهُ » قَالَ : وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام يَبْكِي إِذَا ذَكَرَ (٣) هذَا (٤) الْحَدِيثَ. (٥)
٤٦٩٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « مَا نَدْرِي (٦) كَيْفَ نَصْنَعُ (٧) بِالنَّاسِ ، إِنْ حَدَّثْنَاهُمْ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ (٨) رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ضَحِكُوا ، وَإِنْ سَكَتْنَا لَمْ يَسَعْنَا؟ ».
قَالَ : فَقَالَ ضَمْرَةُ (٩) بْنُ مَعْبَدٍ (١٠) : حَدِّثْنَا ، فَقَالَ : « هَلْ (١١) تَدْرُونَ مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ إِذَا حُمِلَ عَلى (١٢) سَرِيرِهِ؟ » قَالَ : فَقُلْنَا : لَا ، قَالَ : « فَإِنَّهُ (١٣) يَقُولُ لِحَمَلَتِهِ : أَلَاتَسْمَعُونَ أَنِّي أَشْكُو إِلَيْكُمْ عَدُوَّ اللهِ ، خَدَعَنِي وَأَوْرَدَنِي ، ثُمَّ لَمْ يُصْدِرْنِي ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ إِخْوَاناً وَاخَيْتُهُمْ (١٤) ، فَخَذَلُونِي (١٥) ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ أَوْلَاداً حَامَيْتُ عَلَيْهِمْ (١٦) ،
__________________
(١) في « بث » : + « إليه ».
(٢) في « ى ، جس ، جن » والبحار : « وجاء ».
(٣) في « بف » : « إذا تذكّر ».
(٤) في « جس » : ـ « هذا ».
(٥) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٨ ، ح ٢٤٧٥٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٥.
(٦) في « بث » : « ما تدري ».
(٧) في « بث ، بف » : « يُصنع ».
(٨) في « ى » : ـ « من ».
(٩) في « ى » : « ضميرة ». وفي « بح » : « حمزة ». وفي « بخ » : « ضمر ».
(١٠) في « جح ، جس » وحاشية « بث » : « سعيد ». وهو سهو ؛ فإنّ ضمرة بن سعيد هو المازني الأنصاري ، وقد ذكره الذهبي في من توفّي بعد سنة ١٢٠ ، ومفاد الخبر أنّه مات ضمرة في حياة عليّ بن الحسين عليهالسلام ، وأكثر ما قيل في سنة وفاته هي سنة ٩٩. راجع : الإرشاد للمفيد ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ٨ ، ص ١٣٥ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ٣٢١ ، الرقم ٢٩٣٩ ؛ وج ٢٠ ، ص ٣٨٢ ، الرقم ٤٠٥٠.
(١١) في « ى » : ـ « هل ».
(١٢) في « غ » : « لحملته » بدل « على ».
(١٣) في البحار ، ج ٤٦ : « فقال : إنّه » بدل « قال : فإنّه ».
(١٤) في « بح » : « أحببتهم ».
(١٥) في البحار ، ج ٦ : ـ « وأشكو إليكم إخواناً واخيتهم ، فخذلوني ».
(١٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع والبحار ، ج ٤٦ : « عنهم ». ويقال : حاميت على ضيفي ،
فَخَذَلُونِي (١) ؛ وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ دَاراً أَنْفَقْتُ فِيهَا حَرِيبَتِي ، فَصَارَ (٢) سُكَّانُهَا غَيْرِي ، فَارْفُقُوا بِي ، وَلَاتَسْتَعْجِلُوا ».
قَالَ : فَقَالَ ضَمْرَةُ (٣) : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، إِنْ كَانَ هذَا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الْكَلَامِ ، يُوشِكُ أَنْ يَثِبَ (٤) عَلى أَعْنَاقِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ؟
قَالَ : فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « اللهُمَّ إِنْ كَانَ ضَمْرَةُ (٥) هَزِئَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِكَ (٦) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَخُذْهُ أَخْذَةَ (٧) أَسَفٍ » (٨)
قَالَ : فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ مَاتَ ، فَحَضَرَهُ مَوْلًى لَهُ.
قَالَ : فَلَمَّا دُفِنَ ، أَتى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ (٩) : « مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا فُلَانُ؟ » قَالَ (١٠) : مِنْ جِنَازَةِ (١١) ضَمْرَةَ (١٢) ، فَوَضَعْتُ وَجْهِي عَلَيْهِ حِينَ سُوِّيَ عَلَيْهِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ ـ وَاللهِ أَعْرِفُهُ ، كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ وَهُوَ حَيٌّ ـ يَقُولُ (١٣) : وَيْلَكَ يَا ضَمْرَةَ (١٤) بْنَ مَعْبَدٍ (١٥) ، الْيَوْمَ (١٦) خَذَلَكَ كُلُّ خَلِيلٍ ، وَصَارَ مَصِيرُكَ إِلَى الْجَحِيمِ ، فِيهَا
__________________
أي احتفلت له واهتممت بأمره. ويقال : حاميت عنه محاماةً وحمايةً ، أي منعت عنه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٦ ( حمي ).
(١) في « بف » : « فأسلموني وخذلوني ». وفي « بخ » وحاشية « غ ، بث » : « فأسلموني ».
(٢) في « ظ ، بخ » : « وصار ». وفي « بف » : « وكان ».
(٣) في « ى » : « ضميرة ».
(٤) « أن يثب » ، أي يطفر ، ويتسلّط. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٩٢ ( وثب ).
(٥) في « ى » : « ضميرة ». وفي « جس » : « حُمزَة ».
(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « رسول الله ».
(٧) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والبحار : « أخذ ».
(٨) « أخذة أسف » ، أي أخذة غضب ، أو غضبان ؛ من أسف : إذا غضب. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٨ ( أسف ).
(٩) في « ظ » : ـ « له ».
(١٠) في « غ » : « فقال : جئت ». وفي « بث ، بخ » : + « جئت ».
(١١) في « بخ ، بف » والوافي : « من عند قبر » بدل « من جنازة ».
(١٢) في « ى » : « ضميرة ». وفي « جس » : « حمزة ».
(١٣) في البحار ، ج ٦ : « وهو يقول ».
(١٤) في « ى » : « ضميرة ».
(١٥) في « غ » وحاشية « بث » : « سعيد ». وفي حاشية « غ » : « معيد ».
(١٦) في « بخ » : ـ « اليوم ».