الكافي - ج ٥

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٥

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٥٤

نَفْسُهُ هذِهِ أَيَّ شَيْ‌ءٍ يَرى؟ فَقُلْتُ لَهُ بِضْعَ (١) عَشْرَةَ مَرَّةً : أَيَّ شَيْ‌ءٍ (٢)؟ فَقَالَ فِي كُلِّهَا : « يَرى » وَلَايَزِيدُ (٣) عَلَيْهَا.

ثُمَّ جَلَسَ فِي آخِرِهَا ، فَقَالَ : « يَا عُقْبَةُ » فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَقَالَ : « أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْلَمَ (٤)؟ » فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إِنَّمَا دِينِي مَعَ دِينِكَ ، فَإِذَا ذَهَبَ دِينِي كَانَ ذلِكَ (٥) ، كَيْفَ لِي بِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ كُلَّ سَاعَةٍ؟ وَبَكَيْتُ (٦) ، فَرَقَّ لِي ، فَقَالَ (٧) : « يَرَاهُمَا وَاللهِ ».

قُلْتُ (٨) : بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ هُمَا؟

قَالَ : « ذلِكَ (٩) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ عليه‌السلام ، يَا عُقْبَةُ ، لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ أَبَداً (١٠) حَتّى تَرَاهُمَا ».

قُلْتُ : فَإِذَا (١١) نَظَرَ إِلَيْهِمَا الْمُؤْمِنُ ، أَيَرْجِعُ (١٢) إِلَى الدُّنْيَا؟

فَقَالَ : « لَا ، يَمْضِي أَمَامَهُ ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمَا مَضى أَمَامَهُ ».

فَقُلْتُ (١٣) لَهُ : يَقُولَانِ شَيْئاً؟

__________________

(١) في « غ ، بث ، بف » : « بضعة ». والبِضْع والبِضعة في العدد : قطعة مبهمة غير محدودة. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١ ( بضع ).

(٢) في « بف » والمحاسن وتفسير العيّاشي : + « يرى ».

(٣) في « ظ ، غ ، ى ، بح ، جح ، جس ، جن » : « لايزيد » بدون الواو. وفي « بث » : « فلا يزيد ».

(٤) في « جس » : « أن يعلم ».

(٥) في الوافي : « كان في « كان ذلك » تامّة ، أي إذا ذهب ديني تحقّق تخلّفي عنك ومفارقتي إيّاك وعدم اكتراثي‌بالجهل بما تعلم ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٦ : « ... كان ذلك ، أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي ، فذلك إشارة إلى ما هو المعلوم ممّا يترتّب على من فسدت عقيدته ».

(٦) في « غ » : « فبكيت ».

(٧) في الوافي : « وقال ».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن. وفي المطبوع : « فقلت ».

(٩) في « ى ، بث ، جس » والوافي والمحاسن : « ذاك ».

(١٠) في الوافي : ـ « أبداً ».

(١١) في « ى » : « إذا ».

(١٢) في « ظ » : « أيراجع ».

(١٣) في « بث ، بخ ، بف ، جن » : « قلت ».

٣٤١

قَالَ : « نَعَمْ ، يَدْخُلَانِ جَمِيعاً عَلَى الْمُؤْمِنِ ، فَيَجْلِسُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَعَلِيٌّ عليه‌السلام عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَيُكِبُّ عَلَيْهِ (١) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَقُولُ : يَا وَلِيَّ اللهِ ، أَبْشِرْ ، أَنَا رَسُولُ اللهِ ، إِنِّي خَيْرٌ لَكَ مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ (٢) الدُّنْيَا ، ثُمَّ يَنْهَضُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَقُومُ عَلِيٌّ عليه‌السلام حَتّى يُكِبَّ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ : يَا وَلِيَّ اللهِ ، أَبْشِرْ ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّ (٣) ، أَمَا لَأَنْفَعَنَّكَ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ (٤) هذَا فِي (٥) كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ (٦) : أَيْنَ ـ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ـ هذَا مِنْ (٧) كِتَابِ اللهِ (٨)؟

قَالَ : « فِي يُونُسَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هاهُنَا( الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٩) ». (١٠)

٤٣١٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ (١١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) « فيكبّ عليه » ، أي يُقبل عليه ويلزمه ، يقال : أكبّ الرجلُ يُكبّ على عمل ، أي أقبل عليه ولزمه. ومجي‌ءالإفعال للاّزم من النوادر. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٣ ـ ٦٩٤ ( كبب ).

(٢) في « غ » : « في ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « تحبّه ». وفي المحاسن وتفسير العيّاشي : « تحبّني ».

(٤) في « ظ » : ـ « إنّ ».

(٥) في حاشية « بخ » : « من ».

(٦) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جن » والبحار : « فقلت ».

(٧) في « ظ » وحاشية « بث » : « في ».

(٨) في « ى ، جن » : « أين هذا من كتاب الله جعلني فداك ». وفي « بس » والبحار : ـ « هذا من كتاب الله ».

(٩) يونس (١٠) : ٦٣ ـ ٦٤.

(١٠) المحاسن ، ص ١٧٥ ، كتاب الصفوة ، ح ١٥٨ ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن عقبة بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٣ ، عن عقبة بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٣٩٧٦ ؛ البحار ، ج ٣٩ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٣ ، ملخّصاً.

(١١) في « بخ » : « عمّار ».

٣٤٢

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ ، أَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَنْ شَاءَ اللهُ (١) ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) عَنْ (٣) يَمِينِهِ ، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ (٤) ، فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو ، فَهُوَ ذَا أَمَامَكَ ، وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ (٥) ، فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ.

ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ (٦) إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ (٧) : هذَا مَنْزِلُكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَإِنْ شِئْتَ‌ رَدَدْنَاكَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَكَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ، فَيَقُولُ : لَاحَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَبْيَضُّ لَوْنُهُ ، وَيَرْشَحُ (٨) جَبِينُهُ ، وَتَقَلَّصُ (٩) شَفَتَاهُ ، وَتَنْتَشِرُ (١٠) مَنْخِرَاهُ (١١) ، وَتَدْمَعُ عَيْنُهُ الْيُسْرى ، فَأَيَّ هذِهِ الْعَلَامَاتِ رَأَيْتَ فَاكْتَفِ بِهَا ، فَإِذَا خَرَجَتِ النَّفْسُ مِنَ الْجَسَدِ (١٢) ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهَا (١٣) كَمَا عُرِضَ (١٤) عَلَيْهِ وَهِيَ (١٥) فِي الْجَسَدِ ،

__________________

(١) في الوافي : « كنّي بـ « من شاء الله » عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وإنّما لم يصرّح باسمه عليه‌السلام كتماناً على المخالفين المنكرين ».

(٢) في « جس » : ـ « ومن شاء الله فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٣) في « غ » : « من ».

(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « عن شماله » وقال في الوافي : « التوفيق بينه وبين ما مرّ في الحديث السابق أن يقال : قد وقد ».

(٥) في « غ ، بخ ، بس ، جس » والوافي والبحار ، ج ٦١ : ـ « منه ».

(٦) في الوافي : « باباً ».

(٧) في الوافي : + « له ».

(٨) « الرَشْح » : العرق ؛ لأنّه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً ، كما يرشح الإناء المتخلخل الأجزاء. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ( رشح ).

(٩) « التقلّص » : الانزواء والتشمّر والانضمام والانقباض. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٧٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٥٣ ( قلص ).

(١٠) في « ى ، بح ، بخ ، بس » : « وينتشر ». وفي « بث ، بف » وحاشية « غ ، جن » والوافي : « وينشر ». وفي حاشية « بح » : « وتنشقّ ».

(١١) المنخران : ثقبا الأنف ، وانتشارهما : ارتفاعهما وانتفاخهما ؛ من الانتشار ، وهو الانتفاخ في عصب الدابّة يكون من التعب ، وقيل : هو أن يصيبه عنت فيزول العصب عن موضعه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٩٨ و ٢٠٩ ( نخر ) و ( نشر ).

(١٢) في « ظ ، غ » : « البدن ».

(١٣) في « جس » : « عليه ».

(١٤) في « ى ، بخ ، جن » والبحار ، ج ٦ : « يعرض ».

(١٥) في « بف ، جس » : « وهو ».

٣٤٣

فَتَخْتَارُ (١) الْآخِرَةَ ، فَتُغَسِّلُهُ (٢) فِيمَنْ يُغَسِّلُهُ ، وَتُقَلِّبُهُ (٣) فِيمَنْ يُقَلِّبُهُ ، فَإِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ ، وَوُضِعَ عَلى سَرِيرِهِ ، خَرَجَتْ رُوحُهُ تَمْشِي بَيْنَ أَيْدِي (٤) الْقَوْمِ قُدُماً (٥) ، وَتَلْقَاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُونَ (٦) عَلَيْهِ ، وَيُبَشِّرُونَهُ بِمَا أَعَدَّ اللهُ لَهُ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ مِنَ النَّعِيمِ ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، رُدَّ إِلَيْهِ (٧) الرُّوحُ إِلى وَرِكَيْهِ ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَمَّا يَعْلَمُ (٨) ، فَإِذَا جَاءَ بِمَا يَعْلَمُ ، فُتِحَ لَهُ ذلِكَ الْبَابُ الَّذِي أَرَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ نُورِهَا (٩) وَبَرْدِهَا وَطِيبِ رِيحِهَا ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيْنَ (١٠) ضَغْطَةُ الْقَبْرِ؟

فَقَالَ : « هَيْهَاتَ ، مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١١) مِنْهَا (١٢) شَيْ‌ءٌ ، وَاللهِ ، إِنَّ هذِهِ الْأَرْضَ‌ لَتَفْتَخِرُ (١٣) عَلى هذِهِ ، فَتَقُولُ (١٤) : وَطِئَ عَلى ظَهْرِي مُؤْمِنٌ ، وَلَمْ يَطَأْ عَلى ظَهْرِكِ مُؤْمِنٌ ،

__________________

(١) في « غ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس » والبحار : « فيختار ».

(٢) في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس » والبحار : « فيغسّله ». وفي « غ » : « فغسله ».

(٣) في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » والبحار : « ويقلبه ».

(٤) في « جن » : « يدي ».

(٥) يقال : مضى قُدُماً ، إذا لم يعرّج ولم ينثن ، وقد تسكن الدال ويقال : قَدَمَ بالفتح يَقْدُمُ قَدْماً ، أي تقدّم. وقيل : القُدُم : المضيّ أمامَ أمامَ. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٦٦ ( قدم ).

(٦) في « بخ ، بف » : « فيسلّمون ».

(٧) في حاشية « بح » : « ردّ الله إليه ».

(٨) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : ثمّ يسأل عمّا يعلم ، على بناء المعلوم أو المجهول ، أي ما يجب أن يعلم ».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + « وضوئها ».

(١٠) في « جس » : « وأين ».

(١١) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : ما على المؤمنين ، لايخفى أنّ الجمع بين هذا الخبر وخبر فاطمة بنت أسد لايخلومن إشكال ، ولا يمكن بحمل هذا على المؤمن الكامل ؛ لأنّها من أهل البيت وكانت مرضيّة كاملة ، كما يظهر من الأخبار إلاّ أن يقال : إنّها كانت في ذلك الزمان فنسخت وارتفعت رحمة على هذه الأُمّة ، أو يقال : فعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك لها لزيادة الاحتياط والاطمئنان ، وخبر سعد بن معاذ أشكل من خبرها ».

(١٢) في « بح » : + « من ».

(١٣) في « غ ، جس » : « لتفخر ».

(١٤) هكذا في « ظ ، غ ، بث ، بس ، جح ، جس » والبحار ، ج ٦. وفي « ى ، بح ، بخ ، بف ، جن » والمطبوع والوافي : « فيقول ».

٣٤٤

وَتَقُولُ (١) لَهُ الْأَرْضُ : وَاللهِ (٢) ، لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَأَنْتَ تَمْشِي عَلى ظَهْرِي ، فَأَمَّا إِذَا وُلِّيتُكَ (٣) ، فَسَتَعْلَمُ (٤) مَا ذَا (٥) أَصْنَعُ بِكَ ، فَتَفْسَحُ (٦) لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ». (٧)

٤٣١١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ :

أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدَ ابْنَيْ سَابُورَ ـ وَكَانَ لَهُمَا فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَإِخْبَاتٌ (٨) ، فَمَرِضَ (٩) أَحَدُهُمَا ، وَلَا (١٠) أَحْسَبُهُ إِلاَّ زَكَرِيَّا بْنَ سَابُورَ ـ قَالَ : فَحَضَرْتُهُ (١١) عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَبَسَطَ يَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، ظَنَنْتُ أَنَّ مُحَمَّداً يُخْبِرُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ ، فَأَتْبَعَنِي بِرَسُولٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الرَّجُلِ (١٢) الَّذِي حَضَرْتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَيَّ شَيْ‌ءٍ سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ » قَالَ : قُلْتُ : بَسَطَ يَدَهُ ، وَقَالَ (١٣) : ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَاللهِ رَآهُ (١٤) ، وَاللهِ رَآهُ ،

__________________

(١) في « بح ، بخ ، بف ، جح » : « ويقول ». وفي حاشية « بح » : « فتقول ».

(٢) في « بح » والبحار ، ج ٦ : ـ « والله ».

(٣) في « ى » : « فأمّا ذا » بدل « فأمّا إذا ولّيتك ». وفي الوافي : « إذا ولّيتك ، أي صرت وليّ أمرك والمنصرف فيك ». وفي مرآة العقول : « قوله : وليتك ، أي قربت منك ؛ من الوليّ بمعنى القرب ، أو تولّيت أمرك ».

(٤) في « غ » : « فتعلم ».

(٥) في « غ » والبحار ، ج ٦ : ـ « ذا ».

(٦) في « ظ » والبحار ، ج ٦ : « فتفتح ». وفي « بح » : « فتفسّح » بالتضعيف. وفي « بخ » : « فيفسح ».

(٧) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٨ ، ح ٢٣٩٧٧ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٥٠ ؛ وفيه ، ج ٦١ ، ص ٤٩ ، ح ٢٥ ، إلى قوله : « من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها ».

(٨) « الإخبات » : الخشوع والتواضع ، وأصله من الخَبْت ، وهو المطمئنّ من الأرض. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبت ).

(٩) في « ى » : « ومرض ».

(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار ، ج ٤٧ ورجال الكشّي. وفي « ظ » والمطبوع : « وما ».

(١١) في البحار ، ج ٤٧ : « فحضرت ».

(١٢) في « جس » : ـ « الرجل ».

(١٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي « ظ » والمطبوع : « ثمّ قال ». وفي « جس » : « قال » بدون الواو.

(١٤) في « بف ، جس » والوافي والبحار ورجال الكشّي : « رآه والله » ثلاث مرّات.

٣٤٥

وَاللهِ رَآهُ ». (١)

٤٣١٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مِنْكُمْ وَاللهِ يُقْبَلُ ، وَلَكُمْ وَاللهِ يُغْفَرُ ، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ أَحَدِكُمْ (٢) وَبَيْنَ أَنْ يَغْتَبِطَ (٣) وَيَرَى السُّرُورَ وَقُرَّةَ الْعَيْنِ إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هاهُنَا » وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ.

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذلِكَ (٤) وَاحْتُضِرَ ، حَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ عليه‌السلام وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ عليهما‌السلام ، فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَأَحِبَّهُ ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا جَبْرَئِيلُ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ (٥) ، فَأَحِبَّهُ (٦) ، وَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ : إِنَّ هذَا كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ ، فَأَحِبَّهُ ، وَارْفُقْ بِهِ ، فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، أَخَذْتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ (٧)؟ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ؟ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ ».

__________________

(١) رجال الكشّي ، ص ٣٣٥ ، ح ٦١٤ ، بسنده عن ابن فضّال ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٢٣٩٧٨ ؛ البحار ، ج ٣٩ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٤ ؛ وج ٤٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٧٥.

(٢) في الوافي : « ضمائر خطاب الجمع في منكم ولكم وأحدكم للشيعة وتقديم الظرف للحصر ».

(٣) الاغتباط : التبجّح والفرح بالحال الحسنة ؛ من الغِبْطَة وهو حسن الحال. وقيل : الاغتباط : الفرح بالنعمة. وقال العلاّمة الفيض : « اغتبط : حسن حاله » ، وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : أن يغتبط ، أي يصير مغبوطاً محسوداً ، أي يصير بحيث لو علم أحد حاله لأمّله ورجاه واغتبطه ». ويجوز أن يقرأ الفعل معلوماً ومجهولاً. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٥٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٦ ( غبط ).

(٤) في « جس » : « كذلك ».

(٥) في « جح » : « رسول الله ».

(٦) في « غ ، ى ، بخ ، بس » : ـ « فأحبّه ».

(٧) في الوافي : « أخذت فكاك رقبتك ، استفهام كنّى بذلك عن معرفة الأئمّة عليهم‌السلام والتشيّع. فيوفّقه الله ، أي يفهم تلك‌الكناية ». ونحوه في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٩١.

٣٤٦

قَالَ : « فَيُوَفِّقُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : وَمَا ذَاكَ (١)؟ فَيَقُولُ : وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، فَيَقُولُ : صَدَقْتَ ، أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ ، فَقَدْ آمَنَكَ اللهُ مِنْهُ (٢) ، وَأَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَرْجُوهُ ، فَقَدْ أَدْرَكْتَهُ ، أَبْشِرْ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ مُرَافَقَةِ (٣) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عليهما‌السلام.

ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ (٤) رَفِيقاً (٥) ، ثُمَّ يَنْزِلُ بِكَفَنِهِ مِنَ الْجَنَّةِ (٦) وَحَنُوطِهِ (٧) مِنَ الْجَنَّةِ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ (٨) ، فَيُكَفَّنُ بِذلِكَ الْكَفَنِ ، وَيُحَنَّطُ بِذلِكَ الْحَنُوطِ (٩) ، ثُمَّ يُكْسى حُلَّةً صَفْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا (١٠) وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، فُتِحَ لَهُ بَابٌ (١١) مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ (١٢) عَلَيْهِ مِنْ رَوْحِهَا (١٣) وَرَيْحَانِهَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ عَنْ (١٤) أَمَامِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (١٥) ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ عَلى فِرَاشِهَا (١٦) ، أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَجَنَّةِ نَعِيمٍ ، وَرَبٍّ‌

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بخ » والمطبوع والوافي : « ذلك ».

(٢) في حاشية « بث » : « عنه ».

(٣) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : أبشر بالسلف ، أي مرافقة السلف الصالح النبيّ والأئمّة ، فقوله : مرافقة ، بدل أوعطف بيان للسلف الصالح. ويمكن أن يقرأ : مرافقة ، بالتنوين ؛ ليكون تمييزاً ، ورسول الله مجروراً لكونه بدلاً أو عطف بيان للسلف ».

(٤) « السَلُّ » : انتزاع الشي‌ء وإخراجه في رفق. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٣٨ ( سلل ).

(٥) في « بح » : « رقيقاً ».

(٦) في مرآة العقول : « عدم رؤيتنا للكفن والحنوط كعدم رؤية الملائكة والجنّ لكونهم أجساماً لطيفة يراهم بعض ولا يراهم بعض ، وربّما يرتكب فيه التجوّز ».

(٧) في « بث ، بخ » : « حنوط ».

(٨) « الأذفر » : الأجود والأطيب والأذكى. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ ( ذفر ).

(٩) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » : ـ « الحنوط ».

(١٠) في الوافي : « وإذا ».

(١١) في حاشية « بث » : « فتح الله له باباً ».

(١٢) في « بخ ، بف » : « ويدخل ».

(١٣) في « بخ » : « ريحها » بدل « من روحها ». و « الرَوْح » : الراحة والسرور والفرح والرحمة ونسيم الريح. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ٥٨ ( روح ).

(١٤) في « بخ ، بس » : « من ».

(١٥) في « بخ » : « شماله ».

(١٦) في « غ ، بخ ، بف » : « فرشها ».

٣٤٧

غَيْرِ غَضْبَانَ ، ثُمَّ يَزُورُ آلَ مُحَمَّدٍ فِي جِنَانِ (١) رَضْوى (٢) ، فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ ، وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ (٣) مِنْ (٤) شَرَابِهِمْ ، وَيَتَحَدَّثُ (٥) مَعَهُمْ (٦) فِي مَجَالِسِهِمْ (٧) حَتّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللهُ ، فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّونَ زُمَراً (٨) زُمَراً ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ ، وَيَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ (٩) ، وَقَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ ، هَلَكَتِ (١٠) الْمَحَاضِيرُ (١١) ، وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ (١٢) ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِعَلِيٍّ عليه‌السلام : أَنْتَ أَخِي ، وَمِيعَادُ مَا بَيْنِي‌

__________________

(١) في الوافي : « في جنّات ».

(٢) في مرآة العقول : « رضوى ، اسم الموضع الذي فيه جنّة الدنيا.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والزهد. وفي المطبوع : ـ « معهم ».

(٤) في « بث » : ـ « من ».

(٥) في « جس » : « فيتحدّث ».

(٦) في « بح » : ـ « معهم ».

(٧) في « بخ ، بف » : « في مجالستهم ».

(٨) « يلبّون » من التلبية إجابةً له عليه‌السلام أو للربّ تعالى. و « زُمَر » : جمع الزُمْرة ، وهي الفوج والجماعة في تفرقة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٥ ( زمر ).

(٩) في « ظ » : « المخلّون ». وفي حاشية « بف » : « المبطلون ». وفي حاشية « جح » : « المجبلون ». وفي الوافي : « ويضمحلّ المحلّون ، كأنّه بكسر الحاء المهملة من المَحْل بمعنى الكيد والمكر ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٥ ( محل ).

(١٠) في « غ » : « هلك ».

(١١) كذا في « بث » والمطبوع. وفي « ظ ، غ ، ى ، بخ ، بس ، جح ، جن » : « المحاضر ». وفي « بح » : « الحاضرون ». وفي « بف » والوافي : « المحاصير ». وفي « جس » : « المحاصر ». و « المحاضير » : جمع المِحْضِير ، وهو كثير العَدْو ، يقال : هذا فرس مِحْضِير وهذه فرس محضير ، أي كثير العَدْو وشديد الحُضْر وهو العَدْو ، ولايقال : مِحْضار ، وهو من النوادر. والحُضْر والإحضار : ارتفاع الفرس في عَدْوه. قال العلاّمة المجلسي : « لعلّ المراد ذمّ الاستعجال في طلب الفرج بقيام القائم عليه‌السلام والاعتراض على التأخير ، أي هلك المستعجلون ، وربّما يقرأ بالصاد من حصر النفس وضيق الصدر ، كما قال تعالى : ( حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) [ النساء (٤) : ٩٠ ] ». وقال العلاّمة الفيض : « هلكت المحاصير ، أي المستعجلون ، كذا فسّر في خبر آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام مضى في كتاب الحجّة ، وهو إمّا بالمهملات من الحَصَر بالتحريك بمعنى ضيق الصدر في مقابلة انشراح الصدر والبصيرة في الدين والثبات على الأمر ، وإمّا بالمعجمة بين المهملتين من الحضر بمعنى العدْو ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣٠ و ٦٣٢ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٩٣ و ٢٠١ ( حصر ) و ( حضر ).

(١٢) في مرآة العقول : « نجا المقرّبون ، بفتح الراء ؛ فإنّهم أهل التسليم والانقياد لايعترضون على الله تعالى فيمايقضى عليهم ؛ أو بكسر الراء ، أي الذين يقولون : الفرج قريب ولا يستبطئونه ».

٣٤٨

وَبَيْنَكَ وَادِي السَّلَامِ (١) ».

قَالَ : « وَإِذَا احْتُضِرَ الْكَافِرُ ، حَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ عليه‌السلام وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ عليهما‌السلام ، فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُنَا (٢) أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَأَبْغِضْهُ ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا جَبْرَئِيلُ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ ، فَأَبْغِضْهُ ، وَيَقُولُ (٣) جَبْرَئِيلُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ ، فَأَبْغِضْهُ وَاعْنُفْ عَلَيْهِ (٤) ، فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، أَخَذْتَ فَكَاكَ رِهَانِكَ؟ أَخَذْتَ (٥) أَمَانَ بَرَاءَتِكَ (٦)؟ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ اللهِ بِسَخَطِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَذَابِهِ وَالنَّارِ (٧) ، أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ (٨) فَقَدْ نَزَلَ بِكَ ، ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ عَنِيفاً ، ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِهِ ثَلَاثَمِائَةِ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْزُقُ (٩) فِي وَجْهِهِ ، وَيَتَأَذّى بِرُوحِهِ ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ (١٠) مِنْ فَيْحِهَا (١١)

__________________

(١) قال العلاّمة الفيض : « وادي السلام : هو ظهر الكوفة ». وقال العلاّمة المجلسي : « وادي السلام : النجف ».

(٢) في الوافي : « مبغضنا ».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « فيقول ». وفي « جس » : ـ « ويقول ».

(٤) في « بف » والوافي : « واعنف به ». وقوله : « اعنف عليه » ، أي لا ترفق به وعامله بشدّة ؛ من العُنْف ، وهو ضدّالرفق ، قال ابن الأثير : « هو بالضمّ الشدّة والمشقّة ، وكلّ ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشرّ مثله ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنف ).

(٥) في الوافي : « وأخذت ».

(٦) في « بخ » والبحار والزهد : + « من النار ».

(٧) في « جس » : « النار » بدون الواو.

(٨) في « ظ ، غ ، بث ، بخ ، بس ، جس » : « تحذر ».

(٩) في « ى » : « ينزق ». وفي الوافي : « يبرق ».

(١٠) في « غ » : ـ « عليه ». وفي « بف » والوافي : « يدخل عليه » بدون الفاء.

(١١) هكذا في « ت ، ظ ، غ ، ى ، بذ ، بس ، بى ، جت ، جح ، جس ، جش ، جن » والوافي. وفي « ر ، بث ، بح ، بز ، بف ، جص ، جى » والمطبوع : « قيحها » بالقاف. وفي « بخ » : « قبحها ». وفي حاشية « بح » : « ضجّها ». والفَيْحُ : سطوع الحرّ وفورانه ، ويقال : فَوْحُ النار بالواو ، أي شدّة غليانها وحرّها. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٧ ( فوح ) ، وص ٤٨٤ ( فيح ).

٣٤٩

وَلَهَبِهَا (١) ». (٢)

٤٣١٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ (٣) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ ، عَنْ عَبَايَةَ (٤) الْأَسَدِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً عليه‌السلام يَقُولُ : « وَاللهِ ، لَايُبْغِضُنِي عَبْدٌ أَبَداً يَمُوتُ عَلى بُغْضِي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يَكْرَهُ ، وَلَايُحِبُّنِي عَبْدٌ أَبَداً فَيَمُوتُ عَلى حُبِّي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يُحِبُّ ».

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « نَعَمْ ، وَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِالْيَمِينِ (٥) ». (٦)

٤٣١٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَابُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ فِي الْمَيِّتِ : « تَدْمَعُ عَيْنَاهُ (٧) عِنْدَ الْمَوْتِ » فَقَالَ : « ذلِكَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَرى مَا يَسُرُّهُ » ثُمَّ قَالَ : « أَمَا تَرَى الرَّجُلَ يَرى مَا يَسُرُّهُ وَمَا‌

__________________

(١) في « ظ ، غ ، بس » وحاشية « بح » : « ولهيبها ». واللهَب واللهْب : اشتعال النار إذا خلص من الدخان ، أو لهبها : لسانها ، ولهيبها : حرّها. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ( لهب ).

(٢) الزهد ، ص ١٥١ ، ح ٢٢٣ ، عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص ١٧٧ ، كتاب الصفوة ، ح ١٦٠ الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٩٧٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٧ ، ح ٥١.

(٣) في « بح » والبحار : + « القصير ». وتقدّمت في الكافي ، ح ٧٦٠ رواية ابن مسكان ، عن عبدالرحيم بن روح القصير ، وتأتي في الكافي ، ح ١٥٢٧٠ رواية عبدالله بن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير.

(٤) في « بس » وحاشية « بث » : « حبالة ». وفي الوافي : « عبابة ». والأسدي هذا ، هو عباية بن ربعي الأسدي الذي عُدَّمن خواصّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٧١ ، الرقم ٦٥٦.

(٥) في الوافي : « يعني : ورأى رسول الله أيضاً على يمينه صلوات الله عليهم ».

(٦) الزهد ، ص ١٥٦ ، ح ٢٢٦ ، عن النضر بن سويد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٩٨٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٥٢ ؛ وج ٣٩ ، ص ٢٣٨ ، ح ٢٥.

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والفقيه. وفي « جس » : « عيناى ». وفي المطبوع : « عينه ».

٣٥٠

يُحِبُّ (١) ، فَتَدْمَعُ (٢) عَيْنُهُ (٣) لِذلِكَ وَيَضْحَكُ ». (٤)

٤٣١٥ / ٧. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُذَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ النَّفْسَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الْحَلْقِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ (٥) ، فَقَالَ لَهُ (٦) : يَا هذَا ـ أَوْ (٧) يَا فُلَانُ ـ أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو ، فَأْيَسْ (٨) مِنْهُ وَهُوَ الرُّجُوعُ إِلَى الدُّنْيَا ، وَأَمَّا مَا كُنْتَ (٩) تَخَافُ (١٠) ، فَقَدْ (١١) أَمِنْتَ مِنْهُ ». (١٢)

٤٣١٦ / ٨. أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ (١٣) ، عَنْ عُقْبَةَ :

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وَقَعَتْ نَفْسُهُ فِي صَدْرِهِ ، رَأى (١٤) ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا (١٥) يَرى؟

قَالَ : « يَرى رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَنَا رَسُولُ اللهِ ، أَبْشِرْ ».

__________________

(١) في « بخ » والوافي : « وما يحبّه ».

(٢) في الوافي : « فيدمع ».

(٣) في حاشية « بخ » : « عيناه ».

(٤) الزهد ، ص ١٥٥ ، ح ٢٢٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣٠٦ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٣٦ ، ح ٢ ، بسند آخر عن معاوية بن وهب. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٣٦١ ، مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٩٨١.

(٥) في « ى ، بث ، بخ ، بف ، جن » والوافي : + « الموت ».

(٦) في الوافي : ـ « له ».

(٧) في « غ » : « و ».

(٨) في « بث » : « فآيس ».

(٩) في الوافي : ـ « كنت ».

(١٠) في مرآة العقول : « المراد بالنفس نفس المؤمن أو مطلقاً ، فالمراد بقوله : وأمّا ما تخاف ، أي من امور الدنيا ، فلا ينافي خوف الكافر من عذاب الاخرة ، فيكون الغرض يأسه من الدنيا بالكلّيّة ».

(١١) في « بح » : « قد ».

(١٢) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٤ ، ح ٢٣٩٨٢.

(١٣) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أبان بن عثمان ، حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن غير واحد.

(١٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يرى ».

(١٥) في « بف » والوافي : « ما » بدون الواو.

٣٥١

ثُمَّ قَالَ (١) : « ثُمّ (٢) يَرى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، فَيَقُولُ (٣) : أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ ، تُحِبُّ (٤) أَنْ (٥) أَنْفَعَكَ الْيَوْمَ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَيَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرى هذَا ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا؟

قَالَ : قَالَ : « لَا (٦) ، إِذَا رَأى هذَا أَبَداً مَاتَ (٧) » وَأَعْظَمَ ذلِكَ (٨) ، قَالَ : « وَذلِكَ (٩) فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ) (١٠) ». (١١)

٤٣١٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

كَانَ خَطَّابٌ الْجُهَنِيُّ خَلِيطاً لَنَا ، وَكَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ (١٢) لآِلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام ، وَكَانَ‌ يَصْحَبُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ (١٣) ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ لِلْخُلْطَةِ وَالتَّقِيَّةِ ، فَإِذَا هُوَ مُغْمًى‌

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بف » والوافي : ـ « ثمّ ». وفي المطبوع : ـ « ثمّ قال ».

(٢) في الوافي : « أم » بدل « ثمّ ».

(٣) في « جن » : + « له ».

(٤) في الوافي : ـ « تحبّ ».

(٥) في « بف » والوافي : « أنا ».

(٦) في « ظ ، بث ، بخ ، جن » والوافي : ـ « قال ». وفي « غ ، ى ، بس ، جس » : ـ « قال : لا ».

(٧) في « بخ » : « مات أبداً ». وقال في الوافي : « أبداً مات ، أي مات موتاً دائماً لارجعة بعده ، أو المعنى : ما رأى هذا قطّ إلاّمات ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : أبداً ، أي هذا دائماً لازم للموت ».

(٨) في الوافي : « أعظم ذلك ، أي عدّ سؤالي عظيماً » وقال ابنه علم الهدى في هامش الوافي : « ولنا أن نجعل قوله : وأعظم ذلك ، عطفاً على قوله : مات ؛ يعني مات وعدّ ما رأى وما بشّر به عظيماً لم يرد معهما رجوعاً إلى الدنيا ». وعلى الأوّل فهو كلام الراوي وعلى الثاني كلام الإمام عليه‌السلام ، وذكرهما العلاّمة المجلسي واستظهر الأوّل.

(٩) في « ى » : « ذلك » بدون الواو.

(١٠) يونس (١٠) : ٦٣ ـ ٦٤.

(١١) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٤ ، ح ٢٣٩٨٣.

(١٢) « شديد النصب » ، أي شديد البغض والعداوة ، وأهل النصب : المتديّنون ببغضة عليّ عليه‌السلام ؛ لأنّهم نصبوا له ، أي‌عادوه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ( نصب ).

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « الحروريّة ». وقال في الوافي : « الحروريّة : طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء ، وهي قرية بالكوفة رئيسهم نجدة ».

٣٥٢

عَلَيْهِ فِي حَدِّ الْمَوْتِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا لِي وَلَكَ يَا عَلِيُّ ، فَأَخْبَرْتُ بِذلِكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (١) ». (٢)

٤٣١٨ / ١٠. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَوَّاضٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ هذِهِ ، قِيلَ لَهُ : أَمَّا (٤) مَا كُنْتَ تَحْذَرُ (٥) مِنْ هَمِّ الدُّنْيَا وَحُزْنِهَا ، فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ ، وَيُقَالُ لَهُ : رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ عليهما‌السلام أَمَامَكَ ». (٦)

٤٣١٩ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ (٨) بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ آيَةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا حَضَرَهُ (٩) الْمَوْتُ يَبْيَاضُّ (١٠) وَجْهُهُ أَشَدَّ مِنْ بَيَاضِ لَوْنِهِ ، وَيَرْشَحُ (١١) جَبِينُهُ ، وَيَسِيلُ مِنْ‌

__________________

(١) في « بخ ، بف » وحاشية « بح » والبحار : + « رآه وربّ الكعبة ».

(٢) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢٣٩٨٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٥٣ ؛ وج ٣٩ ، ص ٢٣٨ ، ح ٢٦ ؛ وج ٤٧ ، ص ٣٦٢.

(٣) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٤) في « جس » : « وأمّا ».

(٥) في المحاسن : « تحزن ».

(٦) المحاسن ، ص ١٧٥ ، كتاب الصفوة ، ح ١٥٥ ، عن حمّاد بن عثمان ، وبسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفيه ، ح ١٥٦ و ١٥٧ ؛ وص ١٧٤ ، ح ١٥٢ ، بسند آخر ومع اختلاف الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢٣٩٨٥ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٠٠ ، ح ٥٤.

(٧) في البحار ، ج ٦ : ـ « عن محمّد بن علي ». ولعلّ موجبه جواز النظر من « محمّد » في « محمّد بن علي » إلى « محمّد » في محمّد بن الفضيل » ، فوقع السقط.

(٨) في « ظ » : ـ « محمّد ».

(٩) في « بخ » : « حضر ».

(١٠) في « ى ، بح ، جح ، جس ، جن » وحاشية « غ » : « بياض ». وفي الوافي : « أن يبياضّ ». وفي البحار ، ج ٦ : « يبيّض ». وفي البحار ، ج ٦١ : « ببياض ». وفي الفقيه : « أن يبيضّ ».

(١١) في الوافي : « وترشح ». والرَشْح : العرق ؛ لأنّه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً ، كما يرشح الإناء المتخلخل

٣٥٣

عَيْنَيْهِ (١) كَهَيْئَةِ الدُّمُوعِ ، فَيَكُونُ ذلِكَ خُرُوجَ نَفْسِهِ ؛ وَإِنَّ الْكَافِرَ تَخْرُجُ (٢) نَفْسُهُ سَلًّا (٣) مِنْ شِدْقِهِ (٤) كَزَبَدِ الْبَعِيرِ (٥) ، أَوْ كَمَا تَخْرُجُ (٦) نَفْسُ الْبَعِيرِ ». (٧)

٤٣٢٠ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللهِ أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ (٩)؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ : فَوَ اللهِ ، إِنَّا (١٠) لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ ، فَقَالَ : « لَيْسَ ذلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِنَّمَا ذلِكَ (١١) عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ ، إِذَا رَأى (١٢) مَا يُحِبُّ ، فَلَيْسَ (١٣) شَيْ‌ءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ ، وَاللهُ تَعَالى يُحِبُّ لِقَاءَهُ (١٤) ، وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللهِ حِينَئِذٍ ؛ وَإِذَا رَأى مَا يَكْرَهُ ، فَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ اللهِ ، وَاللهُ يُبْغِضُ لِقَاءَهُ (١٥) ». (١٦)

__________________

الأجزاء. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ( رشح ).

(١) في « غ ، ى ، بح ، جح ، جن » : « من عينه ». (٢) في « غ ، بح ، بخ ، جس » والوافي : « يخرج ».

(٣) في « بخ » وحاشية « بث » والبحار : « سيلاً ». و « السَلُّ » : إخراج الشي‌ء من الشي‌ء بجذب ونزع ، كسلّ السيف من الغمد والشعرة من العجين ، يقال : سلّه فانسلّ. راجع : المغرب ، ص ٢٣٢ ( سلل ).

(٤) « الشَدْق » : جانب الفم. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٠ ( شدق ).

(٥) « زَبَد البعير » : هو لُغامه الأبيض الذي تتلطّخ به مشافره إذا هاج. واللُغام : ما يخرج من فمه من اللعاب. المشافر جمع المِشْفَر ، وهو الشفه. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ( زبد ).

(٦) في « ظ ، بخ ، جح ، جن » والوافي : « كما يخرج ».

(٧) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٣٦٣ ، مرسلاً عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢٣٩٨٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٦٥ ، ح ٣٤ ؛ وج ٦١ ، ص ٤٩ ، ح ٢٦.

(٨) في « بح » : ـ « بن محمّد ». (٩) في « بث ، جن » : « لقاه ».

(١٠) في حاشية « بث » : « إنّنا ».

(١١) في « بخ » والزهد : « ذاك ».

(١٢) في « بف » : « إذ اري ».

(١٣) في « بخ » : « وليس ». وفي « بف » : « ليس ».

(١٤) في « بث ، جن » : « لقاه ».

(١٥) في « جن » : « لقاه ».

(١٦) الزهد ، ص ١٥٥ ، ح ٢٢٤ ، عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسير. معاني الأخبار ، ص ٢٣٦ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد. مصباح الشريعة ، ص ١٧١ ، الباب ٨١ ، عن الصادق عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « من أحبّ

٣٥٤

٤٣٢١ / ١٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِ شِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ : « وَمَا هُوَ؟ » قُلْتُ : زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : « أَغْبَطُ مَا يَكُونُ امْرُؤٌ بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ فِي هذِهِ ».

فَقَالَ : « نَعَمْ ، إِذَا كَانَ ذلِكَ (١) أَتَاهُ نَبِيُّ اللهِ ، وَأَتَاهُ عَلِيٌّ ، وَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ، وَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عليهم‌السلام ، فَيَقُولُ ذلِكَ الْمَلَكُ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ فُلَاناً كَانَ مُوَالِياً لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، كَانَ يَتَوَلاَّنَا (٢) ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا ، فَيَقُولُ ذلِكَ نَبِيُّ اللهِ لِجَبْرَئِيلَ ، فَيَرْفَعُ ذلِكَ جَبْرَئِيلُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٣)

٤٣٢٢ / ١٤. وَعَنْهُ (٤) ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ جَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ هذِهِ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ قَرَّتْ عَيْنُهُ ». (٥)

٤٣٢٣ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) (٦) إِلى قَوْلِهِ ( إِنْ كُنْتُمْ

__________________

لقاء الله » إلى قوله : « أبغض الله لقاءه » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢٣٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٢٨ ، ح ٢٥٥٠.

(١) في « ظ ، غ ، ى » : « ذاك ».

(٢) في « ى ، بث ، بخ ، جح ، جن » : « يتوالانا ».

(٣) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢٣٩٨٨ ؛ البحار ، ج ٣٩ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٧.

(٤) الضمير راجع إلى محمّد بن عبدالجبّار المذكور في السند السابق.

(٥) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٣٩٨٩.

(٦) في « جس » والوافي : +( وَأَنْتُمْ ).

٣٥٥

صادِقِينَ ) (١)؟

فَقَالَ : « إِنَّهَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، ثُمَّ (٢) أُرِيَ مَنْزِلَهُ مِنَ (٣) الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : رُدُّونِي إِلَى الدُّنْيَا حَتّى أُخْبِرَ أَهْلِي بِمَا أَرى ، فَيُقَالُ لَهُ : لَيْسَ إِلى ذلِكَ سَبِيلٌ ». (٤)

٤٣٢٤ / ١٦. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٥) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

قَالَ (٦) : « إِذَا رَأَيْتَ الْمَيِّتَ قَدْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ (٧) ، وَسَالَتْ عَيْنُهُ الْيُسْرى ، وَرَشَحَ جَبِينُهُ ، وَتَقَلَّصَتْ (٨) شَفَتَاهُ ، وَانْتَشَرَتْ مَنْخِرَاهُ (٩) ، فَأَيَّ (١٠) شَيْ‌ءٍ رَأَيْتَ مِنْ ذلِكَ (١١) فَحَسْبُكَ بِهَا (١٢) ».

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « وَإِذَا (١٣) ضَحِكَ أَيْضاً (١٤) ، فَهُوَ مِنَ الدَّلَالَةِ (١٥) ». قَالَ : « وَإِذَا (١٦)

__________________

(١) الواقعة (٥٦) : ٨٣ ـ ٨٧. (٢) في « بخ ، بف ، جس » والوافي والفقيه : ـ « ثمّ ».

(٣) في البحار والزهد : « في ».

(٤) الزهد ، ص ١٥٦ ، ح ٢٢٧ ، عن النضر بن سويد. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٦ ، ح ٣٦٧ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٣٩٩٠ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ، ح ٤٣.

(٥) سهل بن زياد ليس من مشايخ المصنّف. والظاهر وقوع التعليق في السند وأنّ السند المعلّق عليه هو سند الحديث ١١.

(٦) في « بف » : ـ « قال ».

(٧) في « غ ، جن » : « بصره ». وشخوص البصر : ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ( شخص ).

(٨) التقلّص : الانزواء والتشمّر والانضمام والانقباض. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٧٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٥٣ ( قلص ).

(٩) المِنْخران : ثقبا الأنف ، وانتشارهما : ارتفاعهما وانتفاخهما ؛ من الانتشار وهو الانتفاخ في عصب الدابّة يكون من التعب. وقيل : هو أن يصيبه عنت ، فيزول العصب عن موضعه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٩٨ و ٢٠٩ ( نخر ) و ( نشر ).

(١٠) في حاشية « بث » : « فأيّما ».

(١١) في « بف » والوافي : « من ذلك رأيت ».

(١٢) في الوافي : « فحسبك بها ، أي حسبك بها دلالة على حسن حاله ».

(١٣) في « بخ ، بف » والوافي : « إذا » بدون الواو.

(١٤) في « ى » : ـ « أيضاً ».

(١٥) في « بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » وحاشية « ظ » : « الدلائل ».

(١٦) في « غ » : « فإذ ». وفي « جح » : « فإذا ».

٣٥٦

رَأَيْتَهُ قَدْ خَمَصَ وَجْهُهُ (١) ، وَسَالَتْ عَيْنُهُ الْيُمْنى ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ (٢) ». (٣)

١٤ ـ بَابُ إِخْرَاجِ رُوحِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ‌

٤٣٢٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِدْرِيسَ الْقُمِّيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَأْمُرُ مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَيَرُدُّ (٥) نَفْسَ‌

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بح » : « غمض ». وقوله : « قد خمص وجهه » أي سكن ورمه. وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : قد خمص ، وفي بعض النسخ : غمض ، قال في القاموس : خمص الجرحُ وانخمص : سكن ورمه ، وخَمصَ البطنُ مثلّثة الميم : خلا ، وقال : الغامض : المطمئنّ من الأرض ، وقد غمض المكان غموضاً وككرم. وعلى التقديرين المراد ظهور الضعف في الوجه وانخسافه. وفي بعض النسخ : حمض بالحاء المهملة والضاد المعجمة ، وحموضة الوجه : عبوسه ، ولعلّه أظهر ». راجع : مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٩٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٣٩ و ٨٧٨ ( خمص ) و ( غمض ).

(٢) في الوافي : « فاعلم أنّه ؛ يعني أنّه ليس بذاك ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فاعلم أنّه ، أي من أهل النار ، أو أنّه مات ».

(٣) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٣٦٢ ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « من ذلك فحسبك بها » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٣٩٩٢ و ٢٣٩٩٣.

(٤) الظاهر زيادة « عن أبيه » في السند ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] عن يونس [ بن‌عبدالرحمن ] في أسنادٍ كثيرةٍ جدّاً ولم يثبت توسّط والده بينه وبين محمّد بن عيسى في موضع. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٧ ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٤ ؛ وص ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ؛ وص ٣٩٣ ـ ٣٩٤.

وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٨ أنّ منشأ هذا النوع من التحريف هو الانس الذهني الحاصل من كثرة روايات عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.

(٥) قال العلاّمة الفيض : « كأنّه اريد بردّ النفس إبطاؤه في الإخراج ، كأنّه يخرجها تارة ويردّها اخرى ، وبصرفهاعنه إخراجها بغتة ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : يأمر ملك الموت ، قيل : المراد أنّه يأمر بأن يريه منزله من الجنّة ، ثمّ يردّ عليه روحه ؛ ليرضى بالموت لذلك زمان نزعه ، فيزعم الناس أنّه شدّد عليه ، والكافر يصرف عنه ، أي هذا الردّ. وأقول : الأظهر أن يقال : المراد أنّه يردّ عليه روحه مرّة بعد اخرى وينزع عنه ؛ ليخفّف بذلك سيّئاته ولايعلم الناس أنّه سبب للتخفيف ، والكافر بخلاف ذلك. وما قيل من أنّ قوله : يصرف عنه ، جملة

٣٥٧

الْمُؤْمِنِ لِيُهَوِّنَ عَلَيْهِ وَيُخْرِجَهَا مِنْ أَحْسَنِ وَجْهِهَا (١) ، فَيَقُولُ النَّاسُ : لَقَدْ شَدَّدَ عَلى فُلَانٍ الْمَوْتَ ، وَذلِكَ تَهْوِينٌ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِ ».

وَقَالَ : « يُصْرَفُ عَنْهُ ـ إِذَا كَانَ مِمَّنْ (٢) سَخِطَ (٣) اللهُ عَلَيْهِ ، أَوْ مِمَّنْ أَبْغَضَ اللهُ أَمْرَهُ ـ أَنْ يَجْذِبَ الْجَذْبَةَ الَّتِي بَلَغَتْكُمْ بِمِثْلِ السَّفُّودِ (٤) مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : لَقَدْ هَوَّنَ اللهُ (٥) عَلى فُلَانٍ الْمَوْتَ ». (٦)

٤٣٢٦ / ٢. عَنْهُ (٧) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ (٨) ، فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، ارْفُقْ بِصَاحِبِي (٩) ؛ فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ ؛ فَإِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ ، وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ ، أَنِّي أَقْبِضُ رُوحَ ابْنِ آدَمَ ، فَيَجْزَعُ أَهْلُهُ (١٠) ، فَأَقُومُ فِي نَاحِيَةٍ (١١) مِنْ دَارِهِمْ ، فَأَقُولُ (١٢) : مَا هذَا الْجَزَعُ؟ فَوَ اللهِ ، مَا تَعَجَّلْنَاهُ (١٣) قَبْلَ أَجَلِهِ ،

__________________

دعائيّة من كلام الراوي أن يصرف عنه السوء ، فلا يخفى ما فيه. وقيل : يصرف عنه ، جملة استئنافيّة مؤكّدة لقوله : « وذلك تهوين من الله ، أي يصرف الله السوء عن المؤمن. ويحتمل أن يكون المراد أنّه يردّ الروح إلى جسده بعد قرب النزع مرّة بعد اخرى ؛ لئلاّ يشقّ عليه مفارقة الدنيا دفعة فيهون عليه ، والكافر يصرف عنه ذلك ، والله يعلم ».

(١) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » : « وجوهها ».

(٢) في « جح » : « من ».

(٣) في « بث » : « يسخط ».

(٤) قال الجوهري : « السَفُّود ، بالتشديد : الحديدة التي يشوى بها اللحم ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٩ ( سفد ).

(٥) في « ى ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « الله ».

(٦) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٣٩٩٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٥.

(٧) الضمير راجع إلى محمّد بن عيسى ، المذكور في السند السابق.

(٨) « يجود بنفسه » أي يُخرجها ويدفعها ، كما يدفع الإنسان ماله يجود به ، والجود : الكرم. يريد أنّه كان في النزع‌وسياق الموت. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٢ ( جود ).

(٩) في « جح » : « لصاحبي ».

(١٠) في « جس » : ـ « فيجزع أهله ».

(١١) في « بث » : « بناحية ». وفي « بخ » وحاشية « بث » : « من ناحية ».

(١٢) في « جس » : « فنقول ».

(١٣) في « جس » : « ما تعجّلنا ».

٣٥٨

وَمَا كَانَ لَنَا فِي قَبْضِهِ مِنْ ذَنْبٍ ، فَإِنْ تَحْتَسِبُوهُ (١) وَتَصْبِرُوا ، تُؤْجَرُوا ؛ وَإِنْ تَجْزَعُوا ، تَأْثَمُوا وَتُوزَرُوا (٢) ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لَنَا فِيكُمْ عَوْدَةً ، ثُمَّ عَوْدَةً ، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ (٣) ؛ إِنَّهُ لَيْسَ فِي شَرْقِهَا وَلَافِي غَرْبِهَا (٤) أَهْلُ بَيْتِ مَدَرٍ وَلَاوَبَرٍ (٥) إِلاَّ وَأَنَا أَتَصَفَّحُهُمْ (٦) فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، وَلَأَنَا (٧) أَعْلَمُ بِصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ (٨) مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ ، وَلَوْ أَرَدْتُ قَبْضَ (٩) رُوحِ بَعُوضَةٍ ، مَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا حَتّى يَأْمُرَنِي رَبِّي بِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّمَا يَتَصَفَّحُهُمْ فِي مَوَاقِيتِ‌

__________________

(١) هكذا في « ظ ، غ ، بث ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والوافي والوسائل ، ح ٣٦١٨ والبحار. وفي « ى ، بح ، بخ » : « فإن تحسبوه ». وفي المطبوع : « فإن تحتسبوا ». وقوله : « فإن تحتسبوه » أي طلبوا وجه الله تعالى وثوابه ، فالاحتساب من الحسب ، كالاعتداد من العدّ ، وإنّما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله : احتسبه ؛ لأنّ له حينئذٍ أن يعتدّ عمله فجُعل في مباشرة الفعل كأنّه معتدّ به. والاحتساب في الأعمال الصالحة ، وعند المكروهات هو البِدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البرّ والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجوّ منها. وقال العلاّمة الفيض : « الاحتساب : توقّع الأجر من الله سبحانه ». راجع : النهاية ؛ ج ١ ، ص ٣٨٢ ( حسب ) ؛ الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١.

(٢) « تُوزَرُوا » أي تأثموا ، يقال : وَزِرَ يَوْزَرُ ، كعلم ووَزَرَ يَزِرُ ، كوعد ، ووُزِرَ يُوزَر بالبناء للمفعول فهو موزور ؛ من‌الوِزْر بمعنى الإثم. قال ابن الأثير : « الوِزْر : الحِمْل والثقل ، وأكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإثم ، يقال : وزر ، يزر ، فهو وازر : إذا حمل ما يُثقل ظهره من الأشياء المُثقَلة ومن الذنوب ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٥ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨١ ( وزر ).

(٣) في « بخ » : « فالحذر ».

(٤) في الوافي : « الضمير في شرقها وغربها للأرض وإن لم يجر لها ذكر اعتماداً على القرينة ».

(٥) « المَدَرُ » : البِنْية والطين المتماسك ، و « الوَبَر » : هو للإبل ونحوه كالصوف للغنم. وأهل بيت المدر : هم أهل القرى والأمصار ؛ لأنّ هؤلاء بيوتهم من الطين. وأهل بيت الوبر : هم سكّان الخيام من أهل البوادي ؛ لأنّ هؤلاء بيوتهم من الشعر أو من وبر الإبل. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٩ ( مدر ) ؛ وج ٥ ، ص ١٤٥ ( وبر ).

(٦) تصفّح الشي‌ء : النظر في صفحاته. قال الشيخ البهائي : « لعلّ المراد به أنّه تنظر إلى صفحات وجوههم نظر المترقّب إلى حلول آجالهم والمنتظر لأمر الله سبحانه فيهم ». وقال العلاّمة الفيض : « أتصفّحهم ، أتطلّع عليهم وأتفقّدهم ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ( صفح ) ؛ الحبل المتين ، ص ٢٠٠.

(٧) في « بث » : « وأنا ». وفي « بف » والوافي : « فلأنا ».

(٨) في « بخ » : ـ « وكبيرهم ».

(٩) في « بف » : « اقبض ».

٣٥٩

الصَّلَاةِ ، فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ يُوَاظِبُ (١) عَلَيْهَا عِنْدَ مَوَاقِيتِهَا ، لَقَّنَهُ (٢) شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَنَحّى عَنْهُ (٣) مَلَكُ الْمَوْتِ إِبْلِيسَ ». (٤)

٤٣٢٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَضَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُ حَالَةٌ (٥) حَسَنَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَحَضَرَهُ (٦) عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَنَظَرَ إِلى مَلَكِ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ارْفُقْ بِصَاحِبِي ؛ فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ ، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ : يَا مُحَمَّدُ ، طِبْ نَفْساً ، وَقَرَّ عَيْناً ؛ فَإِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ شَفِيقٌ ، وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي لَأَحْضُرُ ابْنَ آدَمَ عِنْدَ قَبْضِ رُوحِهِ ، فَإِذَا قَبَضْتُهُ صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ أَهْلِهِ عِنْدَ ذلِكَ ، فَأَتَنَحّى فِي جَانِبِ الدَّارِ وَمَعِي رُوحُهُ ، فَأَقُولُ لَهُمْ : وَاللهِ ، مَا ظَلَمْنَاهُ ، وَلَاسَبَقْنَا بِهِ أَجَلَهُ ، وَلَا اسْتَعْجَلْنَا بِهِ قَدَرَهُ ، وَمَا كَانَ لَنَا فِي قَبْضِ رُوحِهِ مِنْ ذَنْبٍ ، فَإِنْ تَرْضَوْا بِمَا صَنَعَ اللهُ بِهِ (٧) وَتَصْبِرُوا ، تُؤْجَرُوا وَتُحْمَدُوا ؛ وَإِنْ تَجْزَعُوا وَتَسْخَطُوا (٨) ، تَأْثَمُوا وَتُوزَرُوا ، وَمَا لَكُمْ عِنْدَنَا مِنْ عُتْبى (٩) ، وَإِنَّ لَنَا عِنْدَكُمْ أَيْضاً‌

__________________

(١) في الوافي : « واظب ».

(٢) في « جح » : « لقّنته ».

(٣) في « ى » : ـ « عنه ».

(٤) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح ٤٧٦١ ، بسند آخر وتمام الرواية فيه. « ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلاّ وملك الموت يتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٣٩٩٩. وفي الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ ، ح ٢٦٣٢ ؛ وج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٦١٨ ؛ وج ٤ ، ص ١٠٨ ، ح ٤٦٣٩ ، قطعات منه.

(٥) في « ظ ، بف ، جس » وحاشية « بث » والوافي : « حال ».

(٦) في « بح » : « فحضر ».

(٧) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » : ـ « به ». وما في المتن مطابق للمطبوع و « بخ ، بف » والوافي.

(٨) في « ظ » : « تسخطوا » بدون الواو.

(٩) في حاشية « بث ، بخ » ومرآة العقول : « عتب ». و « العُتْبى » : الرضا ، والرجوع عن الذنب والإساءة ، اسم من

٣٦٠