الكافي - ج ٥

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٥

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-411-7
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٥٤

عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَادَ مَرِيضاً ، شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتّى يَرْجِعَ إِلى مَنْزِلِهِ ». (١)

٤٢٨١ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ (٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ عَادَ مُؤْمِناً ، خَاضَ (٣) الرَّحْمَةَ خَوْضاً ، فَإِذَا جَلَسَ ، غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ؛ فَإِذَا انْصَرَفَ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، وَيَسْتَرْحِمُونَ (٤) عَلَيْهِ ، وَيَقُولُونَ : طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ إِلى تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ غَدٍ ، وَكَانَ لَهُ ـ يَا أَبَا حَمْزَةَ (٥) ـ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ».

قُلْتُ : وَمَا (٦) الْخَرِيفُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « زَاوِيَةٌ فِي الْجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِيهَا أَرْبَعِينَ عَاماً ». (٧)

٤٢٨٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ :

__________________

(١) المؤمن ، ص ٥٩ ، ح ١٤٩ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٣٩٣٤ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٥١٠.

(٢) هكذا في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن ». وفي « بث ، جح » والمطبوع وحاشية « بح ، بخ » : + « بن محمّد ».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت‌والوسائل والبحار والمؤمن ، ص ٦١. وفي « بح » والمطبوع : + « في ».

(٤) في حاشية « بث » والبحار : « يترحّمون ».

(٥) في الوافي : « يا باحمزة ».

(٦) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » والبحار : « ما » بدون الواو.

(٧) الأمالي للطوسي ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن ح ٨ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : « غمرته الرحمة ». المؤمن ، ص ٦١ ، ح ١٥٨ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله. وفيه ، ص ٦٠ ، ح ١٥٤ ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : « إلى تلك الساعة من غد » وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٨٢ ؛ والمؤمن ، ص ٥٨ ، ح ١٤٦ الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ٢٣٩٣٢ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٥١١ ؛ البحار ، ج ٨١ ، ص ٢١٦ ، ذيل ح ٧.

٣٢١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا (١) مُؤْمِنٍ عَادَ مُؤْمِناً فِي اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي مَرَضِهِ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكاً مِنَ الْعُوَّادِ يَعُودُهُ فِي قَبْرِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (٢)

٤٢٨٣ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٣) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَادَ مَرِيضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ أَبَداً سَبْعِينَ أَلْفاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَغْشَوْنَ رَحْلَهُ (٤) ، وَيُسَبِّحُونَ (٥) فِيهِ ، وَيُقَدِّسُونَ ، وَيُهَلِّلُونَ ، وَيُكَبِّرُونَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، نِصْفُ صَلَاتِهِمْ (٦) لِعَائِدِ الْمَرِيضِ (٧) ». (٨)

٤٢٨٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ وَهْبِ (٩) بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ عَادَ مُؤْمِناً مَرِيضاً (١٠) فِي مَرَضِهِ حِينَ‌

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » وحاشية « بخ » والوسائل : « أيّ ».

(٢) ثواب الأعمال ، ص ٣٤٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن رسول‌الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٣٩٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٥١٢.

(٣) في « ظ » : « أحمد بن محمّد أبي عبدالله ».

(٤) « يغشون رحله » ، أي يجيئون منزله ومسكنه وداره. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٧ ( غشا ) ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ( رحل ).

(٥) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جس ، جن » والوافي : « يسبّحون » بدون الواو.

(٦) في الوافي : « صلاتهم ، أي ذكرهم وعبادتهم ». وفي مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٧٥ : « قوله عليه‌السلام : صلاتهم ، أي ذكرهم وتسبيحهم ؛ لأنّه مكان صلواتهم أو استغفارهم ودعائهم ».

(٧) في « ظ ، بح » وحاشية « غ » : « المرضى ».

(٨) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٣٩٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٤ ، ح ٢٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٧ ، ح ٣٦.

(٩) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن » : « وهيب ». وهو سهو ؛ فإنّ المذكور في كتب الرجال هو وهب بن‌عبد ربّه ، أخو شهاب وعبدالخالق ابني عبد ربّه. ولوهبٍ هذا كتاب رواه عنه الحسن بن محبوب. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٠ ، الرقم ١١٥٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٨٧ ، الرقم ٧٧٧.

(١٠) في الوسائل : ـ « مريضاً ».

٣٢٢

يُصْبِحُ ، شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، فَإِذَا (١) قَعَدَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، وَاسْتَغْفَرُوا (٢) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٣) حَتّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ (٤) مَسَاءً كَانَ لَهُ مِثْلُ ذلِكَ حَتّى يُصْبِحَ ». (٥)

٤٢٨٥ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ (٦) ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَادَ مَرِيضاً ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مَلَكاً يَعُودُهُ فِي قَبْرِهِ ». (٧)

٤٢٨٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ عَادَ مُؤْمِناً (٨) حِينَ (٩) يُصْبِحُ ، شَيَّعَهُ سَبْعُونَ‌ أَلْفَ مَلَكٍ ، فَإِذَا قَعَدَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، وَاسْتَغْفَرُوا (١٠) لَهُ حَتّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ مَسَاءً كَانَ

__________________

(١) في « بح » : « إذا ».

(٢) في « جس » : « فاستغفروا ».

(٣) في « جن » : ـ « له ».

(٤) في « بث » : « وإن عاد ».

(٥) المؤمن ، ص ٥٨ ، ح ١٤٧ ، مرسلاً مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٣٩٣٧ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ذيل ح ٢٥٢١.

(٦) الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ؛ فقد روى الحسن‌بن عليّ الكوفي كتاب عبيس بن هشام ، كما في الفهرست للطوسي ، ص ٣٤٦ ، الرقم ٥٤٧ ، وتقدّم في ذيل ح ٤١٠٦ أنّ الحسن بن عليّ الكوفي هو الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة.

ويؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح ٣٤٩٢ و ٨٧٣٩ و ١٠٧٥٧ من رواية أبي عليّ الأشعري ، عن الحسن بن علىّ بن عبدالله ، عن عبيس بن هشام ، كما يؤيّده ما ورد في طريق النجاشي إلى كتاب ثابت بن جرير من رواية أحمد بن إدريس ـ وهو أبو عليّ الأشعري شيخ الكليني ـ عن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس بن هشام. راجع : رجال النجاشي ، ص ١١٧ ، الرقم ٢٩٩.

(٧) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢٣٩٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٥١٣.

(٨) في « ظ » والوسائل : + « مريضاً ». وفي « جن » : « مريضاً ». وفي الوافي : + « مريضاً في مرضه ».

(٩) في « ى ، جح » وحاشية « بح » : « حتّى ».

(١٠) في « جس » : « واستغفر ». وفي الوافي : + « الله تعالى ».

٣٢٣

لَهُ مِثْلُ ذلِكَ حَتّى يُصْبِحَ ». (١)

٤٢٨٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ فِيمَا نَاجى بِهِ (٢) مُوسى رَبَّهُ : أَنْ قَالَ : يَا رَبِّ (٣) ، مَا بَلَغَ مِنْ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ (٤) مِنَ الْأَجْرِ؟ فَقَالَ اللهُ (٥) عَزَّ وَجَلَّ : أُوَكِّلُ بِهِ مَلَكاً يَعُودُهُ فِي قَبْرِهِ إِلى مَحْشَرِهِ ». (٦)

٤٢٨٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ عَادَ مَرِيضاً ، نَادى (٧) مُنَادٍ (٨) مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِهِ : يَا فُلَانُ ، طِبْتَ وَطَابَ (٩) مَمْشَاكَ بِثَوَابٍ (١٠) مِنَ الْجَنَّةِ (١١) ». (١٢)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢٣٩٣٨ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ح ٢٥٢١.

(٢) في « بف » : ـ « به ».

(٣) في ثواب الأعمال : + « أعلمني ».

(٤) في مرآة العقول : « قوله : من عيادة المريض ، يحتمل أن يكون كلمة « من » زائدة ، ويحتمل أن يكون سببيّةوالضمير المرفوع في « بلغ » راجعاً إلى الإنسان ومفعوله الضمير الراجع إلى « ما » ، و « من » في قوله ، من الأجر ، بيانيّة ».

(٥) في « غ ، بخ ، بف ، جس » : ـ « الله ».

(٦) ثواب الأعمال ، ص ٢٣١ ، صدر ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٤٠ ، ح ٣٨٧ ، مرسلاً ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢٣٩٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٥١٥.

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل وقرب الإسناد. وفي المطبوع : « ناداه ».

(٨) في « غ » : « منادي ».

(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « [ لك ] ». وفي « بح » : « وطابت ». وفي « جس » : « وأطاب ».

(١٠) في « بف » وقرب الإسناد : « تبوّأت ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : بثواب ، أي بسبب ثواب ».

(١١) في قرب الإسناد : + « منزلاً ».

(١٢) قرب الإسناد ، ص ١٣ ، ح ٤٠ ، عن هارون بن مسلم. الجعفريّات ، ص ١٩٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢٣٩٤١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٥١٤.

٣٢٤

٩ ـ بَابُ تَلْقِينِ الْمَيِّتِ‌

٤٢٨٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (١) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ، فَلَقِّنْهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ». (٢)

٤٢٩٠ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ (٣) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ؛

وَ (٤) حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :

« إِنَّكُمْ تُلَقِّنُونَ مَوْتَاكُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ (٥) لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَنَحْنُ نُلَقِّنُ (٦) مَوْتَانَا مُحَمَّدٌ‌

__________________

(١) في التهذيب : ـ « عن أبيه » لكنّه مذكور في بعض نسخه المعتبرة.

(٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ، ح ٨٣٦ ، بسنده عن الكليني. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٦٥ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٢٣٩٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٦٢٩.

(٣) في « بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » : ـ « عن أبيه » ، ولذا يبدو للذهن أنّ الصواب في العبارة هو « عنه ، عن‌ابن أبي عمير » ، وأنّ الضمير راجع إلى لفظة « أبيه » ، لكن لم نجد هذا النوع من التعبير في ذيل أسناد عليّ بن إبراهيم ، بل المذكور في غير واحد من الأسناد « عنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ». وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٣٣٨٩ و ٣٥٣٠ و ٣٧٩٥ ، أنّه لم يثبت رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم المعبّر عنه بلفظة « أبيه » في شي‌ءٍ من أسناد الكافي.

فعليه لايحصل الاطمئنان بصحّة ما ورد في أكثر النسخ ، بل احتمال سقط « عن أبيه » فيها ـ لوجود المشابهة بين « عنه » و « أبيه » في الكتابة ـ قويّ.

(٤) في السند تحويل بعطف « حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام » على « أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام » ؛ فقد روى ابن أبي عمير كتاب حفص بن البختري ، ووردت رواية ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في كثيرٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٤ ، الرقم ٣٤٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٥٨ ، الرقم ٢٤٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٦١ ـ ٣٦٣.

(٥) في « جن » : + « شهادة أن ».

(٦) قال العلاّمة الفيض : « وذلك لأنّهم مستغنون عن تلقين التوحيد ؛ لأنّه خمّر بطينتهم لاينفكّون عنه ». وقال

٣٢٥

رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (١)

٤٢٩١ / ٣. عَلِيٌّ (٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَدْرَكْتَ الرَّجُلَ عِنْدَ النَّزْعِ ، فَلَقِّنْهُ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ (٣) وَ (٤) رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».

قَالَ : وَقَالَ (٥) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَنَفَعْتُهُ ».

فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : بِمَا ذَا كَانَ يَنْفَعُهُ؟ قَالَ : « يُلَقِّنُهُ (٦) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ (٧) ». (٨)

٤٢٩٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

__________________

العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : إنّكم ، أي من عندكم من العامّة يكتفون في التلقين بالشهادة بالتوحيد ، ونحن نضمّ إليها الشهادة بالرسالة » ثمّ ذكر وجوهاً اخر وقال : « ولايخفى بعد ما سوى الأوّل ». راجع : مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٧٧.

(١) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٤٤ ، مرسلاً عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٢٣٩٤٩ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٦٣٠.

(٢) في الوسائل والتهذيب : « عليّ بن إبراهيم ».

(٣) في « ظ ، غ ، ى ، بح ، بخ ، جس ، جن » والوافي : ـ « وما تحتهنّ ».

(٤) في « جن » : + « هو ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : « فقال ».

(٦) في « بح » : « تلقّنه ».

(٧) في الوافي : « يعنى بما أنتم عليه ، الإقرار بالأئمّة عليهم‌السلام ».

(٨) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ، ح ٨٣٩ ، بسنده عن الكليني. رجال الكشّي ، ص ٢١٦ ، ح ٣٨٧ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٤ ، ح ٣٥٦ ، مرسلاً ، وفيهما من قوله : « لو أدركت عكرمة عند الموت » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٣٩٥١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٦٤١ ، من قوله : « لو أدركت عكرمة عند الموت » ؛ وفيه ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٦٤٥ ، إلى قوله : « الحمد لله‌ربّ العالمين ».

٣٢٦

مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، فَأَتَيْتُهُ عَائِداً لَهُ (١) ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا (٢) ابْنَ أَخِي (٣) ، إِنَّ لَكَ عِنْدِي (٤) نَصِيحَةً أَتَقْبَلُهَا (٥)؟ فَقَالَ (٦) : نَعَمْ ، فَقُلْتُ (٧) : قُلْ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، فَشَهِدَ بِذلِكَ (٨)

فَقُلْتُ (٩) : قُلْ : وَأَنَّ (١٠) مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ (١١) ، فَشَهِدَ بِذلِكَ ، فَقُلْتُ (١٢) : إِنَّ هذَا لَا تَنْتَفِعُ (١٣) بِهِ إِلاَّ أَنْ (١٤) يَكُونَ مِنْكَ عَلى يَقِينٍ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْهُ عَلى يَقِينٍ.

فَقُلْتُ : قُلْ (١٥) : أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّهُ وَهُوَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَالْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ مِنْ بَعْدِهِ ، فَشَهِدَ بِذلِكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّكَ لَنْ تَنْتَفِعَ (١٦) بِذلِكَ حَتّى يَكُونَ (١٧) مِنْكَ عَلى يَقِينٍ (١٨) ، فَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْهُ (١٩) عَلى يَقِينٍ.

ثُمَّ سَمَّيْتُ لَهُ (٢٠) الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام (٢١) رَجُلاً‌

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « له ».

(٢) في « بس ، جس » : ـ « يا ».

(٣) في الوافي : « أخ ».

(٤) في « بث ، بح ، بس ، جح ، جس » وحاشية « ظ ، بخ ، جن » : « لي عندك » بدل « لك عندي ».

(٥) في « بح » : « تقبّلها منّي ». وفي « بف » : « تقبلها » كلاهما بدون همزة الاستفهام. وفي « جح » : + « منّي ».

(٦) في « ى ، بس » : « قال ».

(٧) في « بخ » والوافي : « قلت ».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : + « فقلت : إنّ هذا لاتنتفع به إلاّ أن يكون منك على يقين ، فذكر أنّه منه على يقين ».

(٩) في التهذيب : + « و ».

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : « أشهد أنّ » بدل « وأنّ ».

(١١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي « ظ » والمطبوع : « عبده ورسوله » بدل « رسول الله ».

(١٢) في « بح ، جح ، جن » : + « له ».

(١٣) في « ى ، بث ، بخ ، بف ، جس ، جن » : « لاينتفع ».

(١٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : « حتّى » بدل « إلاّ أن ».

(١٥) في « غ ، بخ ، بس ، بف ، جس » والوافي : ـ « قل ».

(١٦) في « بف » والوافي : « لاتنتفع ».

(١٧) في « بح ، بخ ، جح » : « حتّى تكون ».

(١٨) في « بث ، جس » وحاشية « بس » : + « فشهد بذلك ».

(١٩) في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جح ، جس » : ـ « منه ».

(٢٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « له ».

(٢١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : ـ « عليهم‌السلام ».

٣٢٧

رَجُلاً (١) ، فَأَقَرَّ بِذلِكَ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ (٢) عَلى يَقِينٍ ، فَلَمْ يَلْبَثِ الرَّجُلُ (٣) أَنْ تُوُفِّيَ ، فَجَزِعَ أَهْلُهُ عَلَيْهِ جَزَعاً شَدِيداً.

قَالَ : فَغِبْتُ عَنْهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ (٤) ، فَرَأَيْتُ عَزَاءً (٥) حَسَناً ، فَقُلْتُ : كَيْفَ تَجِدُونَكُمْ (٦)؟ كَيْفَ عَزَاؤُكِ (٧) أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَتْ (٨) : وَاللهِ ، لَقَدْ أُصِبْنَا بِمُصِيبَةٍ عَظِيمَةٍ‌ بِوَفَاةِ فُلَانٍ رَحِمَهُ اللهُ ، وَكَانَ (٩) مِمَّا سَخَا بِنَفْسِي (١٠) لَرُؤْيَا رَأَيْتُهَا (١١) اللَّيْلَةَ ، فَقُلْتُ (١٢) : وَمَا تِلْكَ الرُّؤْيَا؟ قَالَتْ : رَأَيْتُ فُلَاناً ـ تَعْنِي (١٣) الْمَيِّتَ ـ حَيّاً سَلِيماً ، فَقُلْتُ : فُلَانٌ (١٤)؟ قَالَ (١٥) : نَعَمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَمَا (١٦) كُنْتَ مِتَّ (١٧)؟ فَقَالَ : بَلى ، وَلكِنْ نَجَوْتُ بِكَلِمَاتٍ لَقِّنِّيهَا (١٨) أَبُو بَكْرٍ ، وَ‌

__________________

(١) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » : « فرجلاً ». وفي التهذيب : « واحداً بعد واحد » بدل « رجلاًرجلاً ». وما أثبتناه موافق للوافي والمطبوع و « بخ ، بف ».

(٢) في حاشية « بخ » : + « منه ». (٣) في « ظ ، ى ، بث » : + « حتّى ».

(٤) في « بخ » : ـ « بعد ذلك ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : « عراء ».

(٦) في حاشية « بث ، بخ » : « ترونكم ».

(٧) العَزاء : الصبر عن كلّ ما فقدتَ. وقيل : حسنه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ( عزا ).

(٨) في « بف » والوافي : « قالت ». (٩) في « ظ » : « فكان ».

(١٠) في التهذيب : + « له ». وفي اللغة : سَخِيتْ نفسي عن الشي‌ء : إذا تركته. وسخّى نفسه عنه وبنفسه : تركه. وسخّيت نفسي عنه : تركته ولم تنازعني نفسي إليه. قال العلاّمة الفيض : « سخى بنفسي ، أي أسخى نفسي ببذل الروح ؛ يعني هوّن عليّ الموت » وقال العلاّمة المجلسي : « قولها : ممّا سخى بنفسي لرؤيا ، كأنّه بالبناء للمعلوم من باب منع وعلم ، أو على البناء للمجهول من باب التفعيل لمكان الباء ، واللام لام التأكيد ومدخوله خبر كان ، أي تلك الرؤيا جعلتني سخيّاً في هذه المصيبة ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧٣ ( سخا ).

(١١) في « ظ » : + « في ».

(١٢) في حاشية « بخ » : + « له ».

(١٣) في « بح » : « يعني ».

(١٤) الظاهر أنّ « فلان » منصوب في كلام المجلسي وإن طبع مرفوعاً ؛ فإنّه خطأ مطبعي ؛ لانّه فسّره في مرآة العقول : « أي أجدك أو أظنّك أو أراك فلاناً ». وفي هامش المطبوع : « في بعض النسخ : فلاناً ».

(١٥) في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ».

(١٦) في « بث » : « ما » بدون همزة الاستفهام.

(١٧) في التهذيب : « أكنت ميّتاً » بدل « أما كنت متّ ».

(١٨) في « ظ ، بس ، بف ، جح » والتهذيب : « لقّنيهنّ ». وفي « غ ، بح » : « لقّيتهنّ ». وفي الوافي : « لقّينهنّ ».

٣٢٨

لَوْلَا ذلِكَ لَكِدْتُ (١) أَهْلِكُ. (٢)

٤٢٩٣ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ‌أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : كُنَّا (٣) عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ حُمْرَانُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ (٤) مَوْلًى لَهُ (٥) ، فَقَالَ لَهُ (٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٧) ، هذَا عِكْرِمَةُ فِي الْمَوْتِ ؛ وَكَانَ يَرى (٨) رَأْيَ الْخَوَارِجِ ، وَكَانَ مُنْقَطِعاً إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٩)

فَقَالَ لَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « أَنْظِرُونِي (١٠) حَتّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ » فَقُلْنَا (١١) : نَعَمْ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ رَجَعَ ، فَقَالَ : « أَمَا إِنِّي (١٢) لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ (١٣) النَّفْسُ (١٤) مَوْقِعَهَا ، لَعَلَّمْتُهُ كَلِمَاتٍ يَنْتَفِعُ بِهَا ، وَلكِنِّي (١٥) أَدْرَكْتُهُ وَقَدْ (١٦) وَقَعَتِ النَّفْسُ مَوْقِعَهَا ».

قُلْتُ (١٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا ذَاكَ (١٨) الْكَلَامُ؟

__________________

(١) في « ظ ، ى ، غ ، بث ، بح ، بس ، جس ، جن » والتهذيب : « كدت ».

(٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ، ح ٨٣٧ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٣٩٥٥.

(٣) في « جن » : « كنت ».

(٤) في « بف » : ـ « عليه ».

(٥) في الوسائل : ـ « وعنده حمران إذ دخل عليه مولى له ».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : ـ « له ». وفي الوسائل : « فقيل‌له ».

(٧) في الوسائل : ـ « جعلت فداك ».

(٨) في الوافي : « قوله : وكان يرى ، وكان منقطعاً ، أي مائلاً محبّاً ، من كلام أبي بصير ».

(٩) في الوسائل : ـ « وكان منقطعاً إلى أبي جعفر عليه‌السلام ».

(١٠) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : أنظروا ، على بناء المجرّد بمعنى الانتظار ، أو على بناء الإفعال بمعنى الإمهال ».

(١١) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والوافي والتهذيب : « قلنا ».

(١٢) في « بف » والوافي : ـ « إنّي ».

(١٣) في « جس » : « أن يقع ».

(١٤) في « ى » : ـ « النفس ».

(١٥) في « بح » : + « قد ».

(١٦) في « ى » : « قد » بدون الواو.

(١٧) في « ظ ، غ ، بث ، بح ، جح ، جن » والوسائل والبحار والتهذيب : « فقلت ».

(١٨) في « ظ ، بث ، جس ، جن » والبحار والتهذيب : « ذلك ».

٣٢٩

قَالَ (١) : « هُوَ ـ وَاللهِ (٢) ـ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَلَقِّنُوا (٣) مَوْتَاكُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْوَلَايَةَ ». (٤)

٤٢٩٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ (٥) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ إِلاَّ وَكَّلَ بِهِ إِبْلِيسُ مِنْ شَيَاطِينِهِ مَنْ (٦) يَأْمُرُهُ بِالْكُفْرِ ، وَيُشَكِّكُهُ فِي دِينِهِ حَتّى تَخْرُجَ (٧) نَفْسُهُ ، فَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً لَمْ يَقْدِرْ (٨) عَلَيْهِ (٩) ، فَإِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ ، فَلَقِّنُوهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى يَمُوتَ (١٠) ». (١١)

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، قَالَ : « فَلَقِّنْهُ (١٢) كَلِمَاتِ الْفَرَجِ ، وَالشَّهَادَتَيْنِ ، وَتُسَمِّي (١٣) لَهُ‌

__________________

(١) في « ظ ، غ ، ى ، جن » والبحار والتهذيب : « فقال ».

(٢) في « غ ، بخ » : « الله » بدون الواو.

(٣) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فلقّنوا ، يحتمل أن يكون هذا التفريع باعتبار أنّه إذا كان ينفع الكافر فالمسلم بطريق أولى ، أو أنّه لمّا كان نافعاً للاعتقادات فلقّنوا ؛ لئلاّ يذهب الشيطان بدينكم. وشهادة الرسالة داخلة في الولاية ».

(٤) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ، ح ٨٣٧ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٣٩٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٦٤٢ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٧.

(٥) في البحار ، ج ٦٣ : « ما بنداد » بدل « بندار ». وهو سهو ؛ فقد روى عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي‌عبدالله ـ وهو جدّه لأمّه ـ في كثيرٍ من أسناد الكافي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٣١ ـ ٣٣٢ ؛ رجال النجاشي ، ص ٣٥٣ ، الرقم ٩٤٧.

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والفقيه. وفي المطبوع : « شيطانه أن ».

(٧) في « بث ، بس ، جح » والفقيه : « حتّى يخرج ».

(٨) في « بخ » : « لايقدر ».

(٩) في الفقيه : ـ « فمن كان مؤمناً لم يقدر عليه ».

(١٠) في الوافي والوسائل والفقيه : « حتّى يموتوا ».

(١١) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٥٠ ، مرسلاً الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٣٩٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ ، ح ٢٦٣١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٤٧ ؛ وج ٦٣ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٢٨.

(١٢) في الوافي : « تلقنه ».

(١٣) في « بث ، جح » : « ويسمّى ».

٣٣٠

الْإِقْرَارَ بِالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ حَتّى يَنْقَطِعَ عَنْهُ الْكَلَامُ ». (١)

٤٢٩٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام إِذَا حَضَرَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْمَوْتُ ، قَالَ لَهُ : قُلْ (٢) : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبِّ (٣) الْأَرَضِينَ السَّبْعِ (٤) ، وَمَا بَيْنَهُمَا (٥) ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَإِذَا قَالَهَا الْمَرِيضُ ، قَالَ (٦) : اذْهَبْ ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ ». (٧)

٤٢٩٦ / ٨. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ (٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَاللهِ ، لَوْ أَنَّ عَابِدَ وَثَنٍ (١٠) وَصَفَ مَا تَصِفُونَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ ، مَا طَعِمَتِ النَّارُ مِنْ جَسَدِهِ شَيْئاً أَبَداً (١١) ». (١٢)

__________________

(١) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٤ ، ذيل ح ٣٥٥ ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « فلقَّنوا موتاكم كلمات الفرج » الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٣٩٥٤ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٦٤٣ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ١٢٩.

(٢) في التهذيب : + « لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ».

(٣) في « غ ، بس ، جس » : ـ « ربّ ».

(٤) في حاشية « بث » : + « وما فيهنّ وما بينهنّ ».

(٥) في « بف » : « وما فيها ».

(٦) في التهذيب : + « له ».

(٧) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ، ح ٨٤٠ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢٣٩٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ، ح ٢٤٦٧.

(٨) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩) هكذا في النسخ والوسائل. وفي المطبوع : « عبدالله بن الرحمن ». وقد أكثر محمّد بن الحسن بن شمّون من الرواية عن عبدالله بن عبد الرحمن [ الأصمّ ]. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٨٣ ـ ٣٨٥.

(١٠) قال ابن الأثير : « الفرق بين الوثن والصنم أنّ الوثن كلّ ما له جثّة معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب‌والحجارة ، كصورة آدميّ تُعمَل وتُنصَب فتُعبَد. والصنم : الصورة بلا جثّة. ومنهم من لم يفرق بينهما وأطلقهما على المعنيين. وقد يطلق الوثن على غير الصورة ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥١ ( وثن ).

(١١) في مرآة العقول : « الحديث الثامن ... حمل على عدم معاينة أحوال الآخرة ».

(١٢) الأمالي للطوسي ، ص ٤١٩ ، المجلس ١٤ ، ح ٩١ ، بسنده عن أبي بكر الحضرمي ، مع اختلاف يسير

٣٣١

٤٢٩٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه‌السلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دَخَلَ عَلى رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَهُوَ يَقْضِي (١) ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قُلْ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ (٢) ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَمَا بَيْنَهُنَّ ، وَ (٣) رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ». (٤)

٤٢٩٨ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي سَلَمَةَ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَضَرَ رَجُلاً الْمَوْتُ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ فُلَاناً قَدْ‌ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَعَهُ نَاسٌ (٦) مِنْ أَصْحَابِهِ حَتّى أَتَاهُ وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، كُفَّ عَنِ (٧) الرَّجُلِ حَتّى أَسْأَلَهُ (٨) ، فَأَفَاقَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ‌

__________________

الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٣٩٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٦٤٤.

(١) « يقضي » أي يموت ، يقال : قضى فلان ، أي مات ومضى. وقال العلاّمة المجلسي : « قوله : وهو يقضي ، على‌بناء المعلوم من قوله تعالى : ( « فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ » ) [ الأحزاب (٣٣) : ٢٣ ] ويحتمل المجهول أيضاً ، أي يقع عليه قضاء الله ، والأوّل أظهر ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٤ ( قضى ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨٠.

(٢) في حاشية « جن » : « الحكيم ».

(٣) في « جس » : + « هو ».

(٤) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٤٣ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢٣٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٦٤٦.

(٥) هكذا في « بس ، جس ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جح ، جن » والوسائل والبحار والمطبوع : « سالم بن أبي سلمة ». وفي « بف » : « سالم بن سلمة ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم تفصيل الكلام في الكافي ، ذيل ح ٣٥٩٢.

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « اناس ».

(٧) في الوافي : + « هذا » ، ولكن يُرى مشطوباً.

(٨) في « بث ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جن » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٢٢ : « حتّى اسائله ».

٣٣٢

النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ : رَأَيْتُ (١) بَيَاضاً (٢) كَثِيراً (٣) ، وَسَوَاداً كَثِيراً (٤) ، قَالَ (٥) : فَأَيُّهُمَا كَانَ (٦) أَقْرَبَ إِلَيْكَ (٧)؟ فَقَالَ : السَّوَادُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قُلِ : اللهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْكَثِيرَ (٨) مِنْ مَعَاصِيكَ ، وَاقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ ، فَقَالَهُ (٩) ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ (١٠) : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، خَفِّفْ عَنْهُ (١١) حَتّى أَسْأَلَهُ (١٢) ، فَأَفَاقَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ : رَأَيْتُ بَيَاضاً كَثِيراً (١٣) ، وَسَوَاداً كَثِيراً (١٤) ، قَالَ (١٥) : فَأَيُّهُمَا (١٦) كَانَ (١٧) أَقْرَبَ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ : الْبَيَاضُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : غَفَرَ اللهُ لِصَاحِبِكُمْ (١٨) ».

قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (١٩) عليه‌السلام : « إِذَا حَضَرْتُمْ مَيِّتاً ، فَقُولُوا لَهُ هذَا الْكَلَامَ لِيَقُولَهُ (٢٠) ». (٢١)

__________________

(١) في « بث » : ـ « رأيت ».

(٢) في مرآة العقول : « ولعلّ البياض عقائده وأعماله الحسنة والسواد أعماله القبيحة ، وفي بعض الأخبار أنّه قال : رأيت أبيضين وأسودين ، فيمكن أن يكون الأبيضان الملكين ، والأسودان شيطانين يريدان إغواءه ، أو أتاه الملائكة بصور حسنة وقبيحة ؛ لأنّه إذا صادقوه من السعداء توجّه إليه ملائكة الرحمة وإن كان من الأشقياء توجّه إليه ملائكة الغضب ». (٣) في « جس » : « كبيراً ».

(٤) في « جس » : « كبيراً ». (٥) في « بح ، جن » والوافي : « فقال ».

(٦) في « بث » : ـ « كان ».

(٧) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جس » : + « منك ». وفي « بف » وحاشية « جح » والوافي والبحار ، ج ٢٢ : « منك » بدل « إليك ». (٨) في « جس » : « الكبير ».

(٩) في « غ » والبحار ، ج ٢٢ : « فقال ». (١٠) في « بخ » : « ثمّ قال ».

(١١) في البحار : + « ساعته ».

(١٢) في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، جح ، جس ، جن » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٢٢ : « حتّى اسائله ».

(١٣) في « جس » : « كبيراً ».

(١٤) في « جس » : « كبيراً ».

(١٥) في « ى ، بث ، بح ، بف ، جح ، جن » والبحار ، ج ٢٢ : « فقال ».

(١٦) في « بح ، بف » : « أيّهما ».

(١٧) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جح ، جس » والوسائل : ـ « كان ».

(١٨) في الوافي : « وذلك لأنّ الاعتراف بالذنب كفّارة له ».

(١٩) في « جس » : « أبوجعفر ».

(٢٠) في « بخ » : ـ « ليقوله ».

(٢١) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٣٩٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٦٤٩ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٤٨ ؛ وج ٢٢ ، ص ١٢٤ ، ح ٩٥.

٣٣٣

١٠ ـ بَابُ إِذَا عَسُرَ عَلَى الْمَيِّتِ الْمَوْتُ (١) وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ النَّزْعُ‌

٤٢٩٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ ذَرِيحٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَكَانَ مُسْتَقِيماً ، فَنَزَعَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَغَسَّلَهُ (٢) أَهْلُهُ ، ثُمَّ حُمِلَ إِلى مُصَلاَّهُ ، فَمَاتَ فِيهِ ». (٣)

٤٣٠٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا عَسُرَ عَلَى الْمَيِّتِ مَوْتُهُ وَنَزْعُهُ (٤) ، قُرِّبَ إِلى مُصَلاَّهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ». (٥)

٤٣٠١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

إِذَا اشْتَدَّ (٦) عَلَيْهِ النَّزْعُ ، فَضَعْهُ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، أَوْ‌

__________________

(١) في « غ » : + « به ». وفي « جن » : ـ « الموت ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨١ : « الظاهر أنّ التغسيل ليس غسل الميّت ، بل المراد إمّا الغسل من النجاسات ، أو غسل استحبّ لذلك ولم يذكره الأصحاب ».

(٣) رجال الكشّي ، ص ٤٠ ، ح ٨٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع زيادة. وفيه ، ص ٤٠ ، ح ٨٣ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ، صدر ح ١٥٢١ ، بسندهما عن ذريح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٣٩٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٦٥٤.

(٤) في « بث » : « فنزعه ».

(٥) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٣٥٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٣٩٦٥ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٦٥٢.

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي « غ » : « أشدّ ». وفي المطبوع : « اشتدّت ».

٣٣٤

عَلَيْهِ (١) (٢)

٤٣٠٢ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَدْ رَزَقَهُ اللهُ هذَا الرَّأْيَ ، وَإِنَّهُ قَدِ اشْتَدَّ (٣) نَزْعُهُ ، فَقَالَ : احْمِلُونِي (٤) إِلى مُصَلاَّيَ (٥) ، فَحَمَلُوهُ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ هَلَكَ ». (٦)

٤٣٠٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ (٧) ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ (٨) يَقُولُ لِابْنِهِ الْقَاسِمِ : « قُمْ يَا بُنَيَّ ، فَاقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِ أَخِيكَ ( وَالصَّافّاتِ صَفًّا ) حَتّى تَسْتَتِمَّهَا (٩) » فَقَرَأَ ، فَلَمَّا بَلَغَ ( أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا ) (١٠) قَضَى‌

__________________

(١) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فيه أو عليه ، أي المكان الذي يصلّي فيه أو الثوب الذي يصلّي عليه ، والحمل على ترديد الراوي بعيد ».

(٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٣٥٧ ، معلّقاً عن عليّ ، عن أبيه. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ذيل ح ٣٧٤ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٣٩٦٦ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٦٥٣.

(٣) في « غ ، ى ، بث ، بخ ، جس ، جن » والوافي والوسائل : ـ « قد ». وفي الوافي : + « عليه ».

(٤) في « غ » : + « احملوني ».

(٥) في مرآة العقول : « ينبغي حمل الخبر الأوّل على هذا ؛ ليصحّ استشهاده عليه‌السلام بقوله ؛ لأنّه من الصحابة ، وإلاّ فالاستشهاد بفعل أهله بعيد ».

(٦) رجال الكشّي ، ص ٤٠ ، ح ٨٤ ، بسنده عن ليث المرادي ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٣٩٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٦٥٥.

(٧) في البحار ، ص ٢٨٩ : « الجوهري ». وهو سهو ؛ فإنّه لم يثبت في رواتنا من يسمّى بسليمان ويلقّب بالجوهري. وسليمان هذا ، هو سليمان بن جعفر الجعفرى ، الراوي عن أبي الحسن موسى بن جعفر والرضا عليهما‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٥٢ و ٥٣ ؛ رجال النجالشي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٤٨٣.

هذا ، وما ورد في المحاسن ، ص ٥٤٩ ، ح ٨٧٨ ، عن سليمان بن جعفر الجوهري ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، فإنّ المذكور في الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ١٦٧ ، ح ٣١٥٤٣ ؛ والبحار ، ج ٦٦ ، ص ١٧٠ ، ح ١٠ ، هو سليمان بن جعفر الجعفري.

(٨) في الوافي : + « الأوّل عليه‌السلام ».

(٩) في « بخ » : « حتّى يستمّها ». وفي « بس » : « حتّى تستمّها ». وفي « جن » : « حتّى تمّها ».

(١٠) الصافّات (٣٧) : ١١.

٣٣٥

الْفَتى ، فَلَمَّا سُجِّيَ (١) وَخَرَجُوا ، أَقْبَلَ (٢) عَلَيْهِ يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ لَهُ : كُنَّا نَعْهَدُ الْمَيِّتَ إِذَا نُزِلَ بِهِ الْمَوْتُ (٣) ، يُقْرَأُ (٤) عِنْدَهُ( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) فَصِرْتَ (٥) تَأْمُرُنَا بِـ « الصَّافَّاتِ »؟ فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ لَمْ تُقْرَأْ (٦) عِنْدَ (٧) مَكْرُوبٍ مِنْ مَوْتٍ (٨) قَطُّ إِلاَّ عَجَّلَ اللهُ رَاحَتَهُ ». (٩)

١١ ـ بَابُ تَوْجِيهِ الْمَيِّتِ إِلَى الْقِبْلَةِ‌

٤٣٠٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الشَّعِيرِيِّ وَغَيْرِ وَاحِدٍ (١٠) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ فِي تَوْجِيهِ الْمَيِّتِ (١١) :

__________________

(١) « سُجّي » ، أي مدّ عليه ثوب وغطّي به. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧١ ( سجا ).

(٢) في « بخ » : « فأقبل ».

(٣) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جح ، جن » والوافي والوسائل والبحار. وفي « غ ، بس ، جس » والمطبوع : ـ « الموت ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : إذا نزل به ، بالبناء للمفعول أيضاً ، أي إذا حضره الموت ، وفي بعض النسخ : إذا نزل به الموت ، فهو على البناء للفاعل. ثمّ اعلم أنّ تخصيص الصافّات لتعجيل الفرج لاينافي استحباب قراءة يس عند الميّت وإن كان أكثر الأخبار الواردة في ذلك عامّيّة ، ويؤيّده العمومات الواردة في بركة القرآن مطلقاً وعند تلك الحالة ».

(٤) في الوافي : « تقرأ ». وفي التهذيب : « نقرأ ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار ، ص ٢٨٩ والتهذيب. وفي المطبوع : « وصرت ».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي « جس » والمطبوع : « لم يقرأ ». وفي التهذيب : « لاتقرأ ».

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : « عبد ».

(٨) في التهذيب : ـ « من موت ».

(٩) التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٣٥٨ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٣٩٦٧ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٦٥٩ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٨٩ ، ح ٦ ؛ وص ٣١٠.

(١٠) في التهذيب : « عن غير واحد » بدل « وغير واحد ».

(١١) ظاهر أخبار الباب التوجيه بعد الموت ، وحملها الأكثر على حالة الاحتضار ، فالمراد بالميّت المشرف على

٣٣٦

« تَسْتَقْبِلُ (١) بِوَجْهِهِ الْقِبْلَةَ ، وَتَجْعَلُ (٢) قَدَمَيْهِ (٣) مِمَّا يَلِي (٤) الْقِبْلَةَ ». (٥)

٤٣٠٥ / ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (٦) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ (٧) الْمَيِّتِ ، فَقَالَ : « اسْتَقْبِلْ بِبَاطِنِ قَدَمَيْهِ الْقِبْلَةَ ». (٨)

٤٣٠٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ لِأَحَدِكُمْ مَيِّتٌ ، فَسَجُّوهُ (٩) تُجَاهَ الْقِبْلَةِ (١٠) ،

__________________

‌الموت ، كما هو الظاهر من الخبر الذي روي في الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٤٩ ، نعم ، يمكن تعميمها بحيث تشمل الحالتين ، كما احتمله العلاّمة المجلسي. راجع : الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٧ ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨٣.

(١) في « بح ، بس ، جح ، جس » والتهذيب : « يستقبل ».

(٢) في « بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والتهذيب : « ويجعل ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨٣ : « قوله عليه‌السلام : وتجعل قدميه ، الظاهر أنّ هذا بيان الاستقبال بالوجه ، ويحتمل أن يكون الاستقبال برفع رأسه حتّى يستقبل وجهه القبلة ».

(٤) في « غ » : + « إلى ». وفي « بف » : « ممّا تلي ».

(٥) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٨٣٣ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٣٩٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٦٢٥.

(٦) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جس » وحاشية « جن » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فقد توسّط [ الحسن بن محمّد ] بن‌سماعة بين حميد بن زياد وبين محمّد بن أبي حمزة في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٩١.

(٧) في الفقيه : + « توجيه ».

(٨) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٨٣٤ ، بسنده عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٤٨ ، مرسلاً الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٣٩٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٦٢٦.

(٩) تسجية الميّت : مدّ الثوب عليه وتغطيته به. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧١ ( سجا ).

(١٠) في الحبل المتين ، ص ٢٠٤ : « وقوله عليه‌السلام : فسجّوه تجاه القبلة ، كناية عن توجيهه إليها ، يقال : قعدت تجاه زيد ، أي تلقاه. والظاهر أنّ المراد بموضع المغتسل : الحفرة التي يجمع فيها ماء الغسل. والمستقبل بالبناء للمفعول بمعنى الاستقبال. وقد دلّ هذا الحديث على وجوب التوجيه إلى القبلة حال الغسل أيضاً وكثير من الأصحاب على الاستحباب ».

٣٣٧

وَكَذلِكَ إِذَا غُسِّلَ ، يُحْفَرُ لَهُ مَوْضِعُ الْمُغْتَسَلِ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ ، فَيَكُونُ مُسْتَقْبِلَ بَاطِنَ (١) قَدَمَيْهِ وَوَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ ». (٢)

١٢ ـ بَابُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَايُكْرَهُ عَلى قَبْضِ رُوحِهِ‌

٤٣٠٧ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ ـ قَالَ : وَكَانَ خَيِّراً ـ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ عَمَّارٌ الْأَسَدِيُّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً أَقْسَمَ عَلى رَبِّهِ أَنْ لَا يُمِيتَهُ ، مَا أَمَاتَهُ أَبَداً ، وَلكِنْ إِذَا كَانَ ذلِكَ ، أَوْ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ (٣) ، بَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ رِيحَيْنِ : رِيحاً (٤) يُقَالُ لَهَا (٥) : الْمُنْسِيَةُ وَرِيحاً يُقَالُ لَهَا (٦) : الْمُسَخِّيَةُ ، فَأَمَّا الْمُنْسِيَةُ ، فَإِنَّهَا تُنْسِيهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، وَأَمَّا الْمُسَخِّيَةُ ، فَإِنَّهَا تُسَخِّي نَفْسَهُ عَنِ الدُّنْيَا (٧) حَتّى يَخْتَارَ مَا‌

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب ، ص ٢٩٨. وفي « جن » والمطبوع : « مستقبلاً بباطن ». وفي الوافي : « يستقبل بباطن ».

(٢) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ، ح ٨٣٥ ، بسنده عن الكليني. وفيه ، ص ٢٩٨ ، ح ٨٧٢ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ٥٩١ ، مرسلاً ، إلى قوله : « تجاه القبلة » الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٣٩٤٥ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ ، ح ٢٦٢٤.

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨٤ : « قوله : أو إذا حضر ، الترديد من الراوي وليس في بعض النسخ كلمة « أو » فهو بيان لما تقدّم ».

(٤) في « بخ ، بف » : « ريح ».

(٥) في « بخ » : ـ « لها ». وفي « جن » والوافي : « له ».

(٦) في الوافي : « له ».

(٧) في اللغة : سَخِيَتْ نفسي عن الشي‌ء : إذا تركتْه. وسخّى نفسَه عنه وبنفسه : تركه. وسخّيت نفسي عنه : تركته‌ولم تنازعني نفسي إليه. وظاهر العلاّمة المجلسي أنّه قرأ « المنسية » و « المسخية » و « سخي » من باب المجرّد ، حيث قال : « الريحان تحتملان الحقيقة ويمكن أن يكونا مجازين عمّا يعرض له من ألطافه تعالى ، كتمثّل أهله وماله وأولاده له بحيث يعلم أنّها لاتنفعه ، فهي المنسيّة ، ورؤية النبيّ والأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ ومكانه من الجنّة ، فهي المسخيّة. وفي الصحاح : سخت عن الشي‌ء ، إذا تركته ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ؛ ولسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧٣ ( سخا ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٨٤.

٣٣٨

عِنْدَ اللهِ ». (١)

٤٣٠٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ (٢) ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، هَلْ يُكْرَهُ الْمُؤْمِنُ عَلى قَبْضِ رُوحِهِ؟

قَالَ (٣) : « لَا وَاللهِ ؛ إِنَّهُ إِذَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ (٤) رُوحِهِ ، جَزِعَ عِنْدَ ذلِكَ ، فَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ (٥) الْمَوْتِ : يَا وَلِيَّ اللهِ ، لَاتَجْزَعْ ، فَوَ الَّذِي (٦) بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَأَنَا أَبَرُّ بِكَ وَأَشْفَقُ عَلَيْكَ مِنْ وَالِدٍ رَحِيمٍ ، لَوْ حَضَرَكَ افْتَحْ عَيْنَيْكَ (٧) فَانْظُرْ ».

قَالَ : « وَيُمَثَّلُ (٨) لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ (٩) ذُرِّيَّتِهِمْ عليهم‌السلام ، فَيُقَالُ لَهُ : هذَا رَسُولُ اللهِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام رُفَقَاؤُكَ » قَالَ : « فَيَفْتَحُ عَيْنَهُ (١٠) فَيَنْظُرُ ، فَيُنَادِي رُوحَهُ مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ ، فَيَقُولُ : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إِلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ( ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً ) بِالْوَلَايَةِ ( مَرْضِيَّةً ) بِالثَّوَابِ ( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يَعْنِي مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ ( وَ

__________________

(١) معاني الأخبار ، ص ١٤٢ ، ح ١ ، بسنده عن أبي محمّد الأنصاري ، مع اختلاف يسير. الأمالي للطوسي ، ص ٤١٤ ، المجلس ١٤ ، ح ٨٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٣٩٧٢.

(٢) في البحار ، ج ٦١ : ـ « عن أبيه ». والظاهر من طبقة سدير ثبوت « عن أبيه » في السند.

(٣) في « جس » : « فقال ».

(٤) في « بث ، جح » : « ليقبض ». وفي « بخ ، بف » والوافي : « بقبض ».

(٥) في « بف » : « الملك ».

(٦) في « بح ، بف » : « والذي ».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار. وفي « بف » والمطبوع : « عينك ».

(٨) في الوافي : « وتمثل ». وفي البحار ، ج ٦١ : « ويتمثّل ».

(٩) في « جن » : « و » بدل « من ».

(١٠) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، جن » والبحار : « عينيه ».

٣٣٩

ادْخُلِي جَنَّتِي ) (١) فَمَا (٢) شَيْ‌ءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ اسْتِلَالِ (٣) رُوحِهِ ، وَاللُّحُوقِ بِالْمُنَادِي (٤) ». (٥)

١٣ ـ بَابُ مَا يُعَايِنُ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ‌

٤٣٠٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا عُقْبَةُ ، لَايَقْبَلُ اللهُ مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ هذَا الْأَمْرَ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَرى مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ (٦) إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ إِلى هذِهِ (٧) » ثُمَّ أَهْوى بِيَدِهِ إِلَى الْوَرِيدِ ، ثُمَّ اتَّكَأَ.

وَكَانَ مَعِيَ الْمُعَلّى ، فَغَمَزَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، فَإِذَا (٨) بَلَغَتْ‌

__________________

(١) الفجر (٨٩) : ٢٧ ـ ٣٠.

(٢) في « جح » والبحار ، ج ٦ : + « من ».

(٣) السَلّ والاستلال : انتزاع الشي‌ء وإخراجه في رفق. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٣٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٤٢ ( سلل ).

(٤) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : واللحوق بالمنادي ، على بناء الفاعل ، ويحتمل بناء المفعول ، أي المنادى له من محمّد وأهل بيته عليهم‌السلام والجنّة ».

(٥) فضائل الشيعة ، ص ٣٠ ، ح ٢٤ ، بسنده عن عبّاد بن سليمان ، عن سدير الصيرفي. تفسير فرات ، ص ٥٥٤ ، ح ٧٠٩ ، بسند آخر ، مع زيادة ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٥٥٣ ، ح ٧٠٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٣٩٧٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٤٩ ؛ وج ٦١ ، ص ٤٨ ، ح ٢٤.

(٦) « تقرّبه عينه » ، أي تبرد وينقطع بكاؤها واستحرارها بالدمع ؛ فإنّ للسرور دمعة باردة ، وللحزن دمعة حارّة. وقيل : هو من القَرار ، أي ترى ما كانت متشوّقة إليه فتقرّ وتنام. وقيل : تسرّ وتفرح. وفي الوافي : « قرّة العين : برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه ، والقُرّ بالضمّ : ضدّ الحرّ ، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدّة السرور بارد ، ودمع الباكي من الحزن حارّ ، فقرّة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٨ ـ ٣٩ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨٦ ( قرر ).

(٧) في الوافي : « هذا ».

(٨) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » والوافي والمحاسن : « إذا ».

٣٤٠