الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ (١) : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ الْعِبَادُ مِثْلَكَ (٢) ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ (٣) نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ ، وَمُوسى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ ، وَعِيسى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ، وَتَوْرَاةِ مُوسى ، وَزَبُورِ دَاوُدَ ، وَإِنْجِيلِ عِيسى ، وَقُرْآنِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَبِكُلِّ (٤) وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ ، وَقَضَاءٍ أَمْضَيْتَهُ ، وَحَقٍّ قَضَيْتَهُ ، وَغَنِيٍّ أَغْنَيْتَهُ ، وَضَالٍّ هَدَيْتَهُ ، وَسَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ ، فَأَظْلَمَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهَارِ ، فَاسْتَنَارَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ ، وَدَعَمْتَ (٥) بِهِ السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ (٦) ، وَوَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ (٧) ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي بَثَثْتَ (٨) بِهِ الْأَرْزَاقَ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تُحْيِي بِهِ الْمَوْتى ؛ وَأَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى (٩) الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ ؛ أَسْأَلُكَ (١٠) أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي (١١) حِفْظَ الْقُرْآنِ وَأَصْنَافَ الْعِلْمِ ، وَأَنْ تُثَبِّتَهَا (١٢) فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَأَنْ تُخَالِطَ بِهَا (١٣) لَحْمِي وَدَمِي وَعِظَامِي‌

__________________

(١) في « ب ، بر ، بف » : « يقول ».

(٢) في « بر » : + / « كرماً ».

(٣) في الوافي : ـ / « محمّد ».

(٤) في « ج » : « كلّ ».

(٥) في حاشية « ص » : « دَمِعَت ». أي امتلأت. وفي شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٨١ : « ودعمت به السماوات ، أي جعلته دعامة لها وأقمتها به ، وهي عماد البيت والخشب المنصوب للتعريش ».

(٦) استقلّت السماء : ارتفعت. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٠٤ ( قلل ).

(٧) رسا الشي‌ء يَرسُو رَسْواً ورُسُوّاً : ثبت ، فهو راسٍ ، وجبالٌ راسِية وراسيات ورواس. المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رسو ).

(٨) في « ج » : « تنبت ». وفي « ز ، بر ، بس » : « تثبت ». وفي حاشية « ج » : « تبثّ ». وفي حاشية « ص ، بر » : « تبْثَت ». ولم يوجد في كتب اللغة. وفي الوافي : « ثبتت ».

(٩) في « ج » : « وبمنتهى ».

(١٠) في « ب » : ـ / « أسألك ».

(١١) في « ز » وحاشية « ج » : « وارزقني ». وفي « بف » : « وأن يرزقني ».

(١٢) في « بس » : « وثبّتها ».

(١٣) في « ز » : « به ».

٥٤١

وَمُخِّي ، وَتَسْتَعْمِلَ (١) بِهَا لَيْلِي وَنَهَارِي بِرَحْمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ (٢) ؛ فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ». (٣)

قَالَ (٤) : وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ زِيَادَةُ : « وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عِبَادُكَ الَّذِينَ اسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَأَنْبِيَاؤُكَ ، فَغَفَرْتَ لَهُمْ وَرَحِمْتَهُمْ ؛ وَأَسْأَلُكَ (٥) بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ (٦) فِي كُتُبِكَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَرَّ بِهِ عَرْشُكَ ، وَبِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ (٧) الْوَتْرِ الْمُتَعَالِ (٨) ، الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا ، الطَّاهِرِ الطُّهْرِ (٩) ، الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ ، الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ ، وَكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ بِالْحَقِّ ، وَكَلِمَاتِكَ (١٠) التَّامَّاتِ ، وَنُورِكَ التَّامِّ ، وَبِعَظَمَتِكَ وَأَرْكَانِكَ ». (١١)

وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوعِيَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ

__________________

(١) في « ز » : « يستعمل » على بناء المفعول. وفي « بر ، بف » : « استعمل ».

(٢) في « ز » : « ورحمتك بقدرتك ».

(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٧ ، ح ٨٩٩٣.

(٤) لم يُعلَم مرجع الضمير المستتر في « قال » بالجزم ، لكن لايبعد القول برجوعه إلى أحمد بن محمّد بن خالدالمذكور في صدر الخبر ؛ فقد وردت عبارة « قال : وفي حديث آخر » في أربعة مواضع اخرى من مجلّدات الكافي وقد تقدّم أحمد بن محمّد بن خالد بعنوانه هذا ، أو بعنوان أحمد بن أبي عبدالله ، أو أحمد بن محمّد المراد منه ابن خالد ، قبله. والمواضع الأربعة هي : الكافي ، ح ٣٧٨٤ و ١١٦٦٣ و ١٢٨٥٩ و ١٢٩٩٧.

يؤكّد ذلك ما ورد في المورد الأخير من الكافي ؛ فقد رواه الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... وقال في حديث آخر ... ونفس الخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٦٣٣ ، ح ١١٧ ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام. ثمّ قال بعد نقل الخبر : « وفي حديث آخر ».

(٥) في شرح المازندراني : ـ / « أسألك ».

(٦) في حاشية « ج » : « نزل ».

(٧) في « بر » : « الصمد ».

(٨) في « ز » : « المتعالي ».

(٩) في « ز ، بس » وحاشية « ج ، بر » : « المطهّر ». وفي « بس » : + / « و ». وفي « بف » وحاشية « د » : + / « المطهّر ».

(١٠) في « ز » : « وبكلماتك ».

(١١) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٨ ، ح ٨٩٩٤.

٥٤٢

الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ ، فَلْيَكْتُبْ هذَا الدُّعَاءَ (١) فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ ، بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ (٢) ، ثُمَّ يَغْسِلُهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ (٣) قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الْأَرْضَ ، وَيَشْرَبُهُ (٤) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى الرِّيقِ ؛ فَإِنَّهُ يَحْفَظُ ذلِكَ (٥) إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٦)

٣٤٣٧ / ٢. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى :

رَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أُعَلِّمُكَ دُعَاءً لَاتَنْسَى الْقُرْآنَ ، قُلْ (٨) : اللهُمَّ ارْحَمْنِي (٩) بِتَرْكِ مَعَاصِيكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَارْحَمْنِي مِنْ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِينِي (١٠) ، وَارْزُقْنِي حُسْنَ الْمَنْظَرِ (١١) فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَأَلْزِمْ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي (١٢) ، وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي (١٣) ؛ اللهُمَّ نَوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي ، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي ، وَفَرِّحْ (١٤) بِهِ قَلْبِي ، وَأَطْلِقْ بِهِ لِسَانِي ، وَاسْتَعْمِلْ بِهِ بَدَنِي ، وَقَوِّنِي عَلى ذلِكَ ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ؛ إِنَّهُ لَامُعِينَ عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْتَ ، لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ». (١٥)

قَالَ (١٦) : وَرَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ حَفْصٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « بر » : ـ / « الدعاء ».

(٢) « الماذي » : العسل الأبيض. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( مذى ).

(٣) في « بر » : « المطلق ».

(٤) في « بر ، بس » : « وتشربه ».

(٥) في « ب » : ـ / « ذلك ».

(٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٩ ، ح ٨٩٩٥.

(٧) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٨) هكذا في « د ، ز ، بر » والوافي وعدّة الداعي. وفي « بف » : + / « فقل ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ / « قل ».

(٩) في « ز ، بس » وحاشية « ج » : « احفظني ».

(١٠) في « ب » : « لايغنيني ».

(١١) في حاشية « ج » والوافي : « النظر ».

(١٢) في « ز » : ـ / « كما علّمتني ».

(١٣) في « ز » : ـ / « عنّي ».

(١٤) في « ج ، ز ، ص ، بس » والوافي : « وفرّج ».

(١٥) عدّة الداعي ، ص ٢٩٨ ، الباب ٦ ، مرسلاً عن حمّاد بن عيسى ، مع اختلاف يسير. راجع : قرب الإسناد ، ص ٥ ، ح ١٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٤٢ ، المجلس ٢٨ ، ضمن ح ٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٥ ، المجلس ١ ، ضمن ح ١٩ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٧ ، ح ٨٩٩٢.

(١٦) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٥٤٣

أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام.

٦٠ ـ بَابُ دَعَوَاتٍ مُوجَزَاتٍ لِجَمِيعِ الْحَوَائِجِ لِلدُّنْيَا (١) وَالْآخِرَةِ‌

٣٤٣٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ ، وَلَاتُشْقِنِي بِنَشْطِي (٢) لِمَعَاصِيكَ (٣) ، وَخِرْ (٤) لِي فِي قَضَائِكَ ، وَبَارِكْ لِي (٥) فِي قَدَرِكَ حَتّى لَاأُحِبَّ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ ، وَلَاتَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَاجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي ، وَمَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَيْنِ (٦) مِنِّي (٧) ، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي فِيهِ قُدْرَتَكَ يَا رَبِّ ، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي ». (٨)

__________________

(١) في « ب » : « حوائج الدنيا ».

(٢) في « بر ، بف » والوافي : ـ / « بنشطي ». ونَشِطَ الإنسان يَنْشَط نَشاطاً ، فهو نشيط : طيّب النفس للعمل ونحوه. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٩٢ ( نشط ).

(٣) في « ب » : ـ / « لمعاصيك ». وفي « بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « بمعاصيك ».

(٤) خار الله لك في الأمر : جعل الله فيه الخير. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٥٥٠ ( خير ).

(٥) في « ص » : ـ / « لي ».

(٦) في حاشية « بس » : « الوارين ». لعلّ أصله : الوارئين ، من الوراء ، ثمّ حذفت الهمزة تخفيفاً. وفي « ز » : « من‌الوارثين » بدل « الوارثين منّي ».

(٧) في الوافي : « يعني أبقِ سمعي وبصري صحيحَيْن سليمين إلى أن أموت ، أو أراد بقاءهما وقوّتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانيّة ، فيكونا وارثَي سائر القوى والباقيين بعدها ، أو أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به ، وبالبصر الاعتبار بما يرى ... كذا قيل. أقول : قد ثبت في محلّه أنّ الإنسان ربّما يبلغ في الكمال والقرب من الله المتعال حدّاً يتصرّف بسمعه وبصره في هذا العالم بعد ما ارتحل منه وانخرط إلى الملأ الأعلى ، كما أخبر أئمّتنا عليهم‌السلام عن أنفسهم بذلك ، وقد مضى الأخبار في ذلك في كتاب الحجّة. وعلى هذا فلا يبعد أن يكون المراد بالحديث طلب ذلك الكمال ». وراجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٨٧.

(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٥ ، ح ٨٩٠٦.

٥٤٤

٣٤٣٩ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْجَصَّاصِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اللهُمَّ أَعِنِّي عَلى هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَخْرِجْنِي مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً ، وَزَوِّجْنِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَتِي وَمَؤُونَةَ عِيَالِي وَمَؤُونَةَ النَّاسِ ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ». (١)

٣٤٤٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ (٢) خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ (٣) أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ». (٤)

٣٤٤١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ (٥) ، قَالَ :

كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ بَصِيرٍ (٦) يَسْأَلُهُ (٧) أَنْ يَكْتُبَ لَهُ (٨) فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ دُعَاءً يُعَلِّمُهُ إِيَّاهُ ، يَدْعُو‌

__________________

(١) مصباح المتهجّد ، ص ٢٧٠ ؛ جمال الاسبوع ، ص ١٩٩ ، الفصل ١٥ ؛ البلد الأمين ، ص ٦٩ ، وفي كلّها ورد هذا الحديث وسابقه مع عدم الفصل بينهما ، ضمن أدعية ليلة الجمعة ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٧.

(٢) في « بس » : ـ / « كلّ ».

(٣) في الكافي ، ح ٥١٢٩ : « شرّ ».

(٤) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ، ح ٥١٢٩. وفي التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٤٠٧ ، عن الكليني ، وفيهما : « أقلّ ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول : اللهمّ ... ». معاني الأخبار ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، عن الصادق عليه‌السلام. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ، ح ٩٤٨ ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ، وفيهما : « أدنى ما يجزئك من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول : اللهمّ ... » وراجع : فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١١٥ ؛ والمقنعة ، ص ١٣٩ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٨.

(٥) في البحار : ـ / « جميعاً ، عن عليّ بن زياد ». والظاهر أنّ المنشأ في ذلك جواز النظر من « زياد » الأوّل إلى « زياد » الثاني المستتبع للسقط.

(٦) في « بر ، بف » : « نصير ». وفي البحار : « نصر ».

(٧) في « ج » : « يسأل ».

(٨) في البحار : ـ / « له ».

٥٤٥

بِهِ ، فَيُعْصَمَ بِهِ (١) مِنَ الذُّنُوبِ جَامِعاً لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَكَتَبَ عليه‌السلام بِخَطِّهِ : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) ، يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ عَنِّي ، يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، يَا (٣) بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوى ، وَيَا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى ، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ ، يَا عَظِيمَ الْمَنِّ ، يَا مُبْتَدِئَ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا ، يَا رَبَّاهْ ، يَا سَيِّدَاهْ ، يَا مَوْلَاهْ (٤) ، يَا (٥) غِيَاثَاهْ (٦) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٧) ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَنِي فِي النَّارِ ؛ ثُمَّ تَسْأَلُ مَا بَدَا لَكَ ». (٨)

٣٤٤٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ وَأَبِي طَالِبٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « اللهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ (٩) ، وَأَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لِي (١٠) فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ ـ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ (١١) ، وَيَخْذُلُ (١٢) عَنْهُ‌

__________________

(١) في البحار : ـ / « به ».

(٢) في البحار : ـ / « بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٣) في « د » وحاشية « ج » : « ويا ».

(٤) في « د » : « موالياه ». وفي « بر » : « مولاناه ». وفي « بس » وحاشية « ج » : « مولياه ». وفي البحار : « مولاياه ».

(٥) في « ب ، بس » : « ويا ».

(٦) في « بر » وحاشية « ج » والبحار : « غايتاه ».

(٧) في البحار : « أهل بيته » بدل « آل محمّد ».

(٨) فلاح السائل ، ص ١٩٦ ، الفصل ٢٠ ، بإسناده عن الكليني ، مع اختلاف. راجع : التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٤ ، ح ٢٤٠ ؛ والتوحيد ، ص ٢٢١ ، ح ١٤ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٩ ؛ البحار ، ج ٨٧ ، ص ٨٠ ، ذيل ح ٣.

(٩) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي « ب » والمطبوع : « كربة ».

(١٠) في « د ، ز » وحاشية « ج » : « وليّ ». وفي « ص ، بر ، بس ، بف » وحاشية « د » : « وليّي ». وعليها فقوله : « ثقة » خبربعد خبر ، ونصبه على الحال أو التمييز بعيد. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٩٠.

(١١) « الحِيلَة » : الحِذق في تدبير الامور ، وهو تقليب الفِكر حتّى يهتدى إلى المقصود. وأصلها : الواو. واحتال : طلب الحيلةَ. المصباح المنير ، ص ١٥٧ ( حول ).

(١٢) في « بر » : « تخذل » الظاهر أنّه بهيئة الماضي من التفعّل. وفي شرح المازندراني : « الظاهر أنّ « يخذل » مبنيّ للمفعول ، و « عن » للتعليل.

٥٤٦

الْقَرِيبُ (١) ، وَيَشْمَتُ (٢) بِهِ الْعَدُوُّ ، وَتَعْنِينِي (٣) فِيهِ الْأُمُورُ ـ أَنْزَلْتُهُ (٤) بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ ، رَاغِباً (٥) فِيهِ (٦) عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنِيهِ (٧) ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ ، فَلَكَ (٨) الْحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ الْمَنُّ فَاضِلاً ». (٩)

٣٤٤٣ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ وَجَمَالِكَ وَكَرَمِكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ». (١٠)

٣٤٤٤ / ٧. عَنْهُ (١١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي (١٢) : « أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ : اللهُمَّ (١٣) لَاتَجْعَلْنِي مِنَ‌

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + / « والبعيد ».

(٢) في « ب » : « يشمّت ». وفي « بر » : « تشمت ». إن يقرأ على بناء الماضي من التفعّل فله معنى صحيح.

(٣) في « ب ، ج » وشرح المازندراني : « تعييني » من الإعياء بمعنى الإذلال والإخضاع. وفي « ز » : « يعيني ». وفي « ص » : « يغنيني ». وفي « بف » والوافي : « يعنيني ».

(٤) قوله : « أنزلته » خبر لقوله : « كم من كرب ».

(٥) في « بر ، بف » والوافي : + / « إليك ».

(٦) في « ج ، ز » : + / « إليك ».

(٧) في « د ، بر » : « كفيته ».

(٨) في « بر » : « ولك ». وفي الوافي : « لك » بدون الواو.

(٩) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ذيل ح ٣٤٦٩ ، بسند آخر. الإقبال ، ص ١٧٩ ، الباب ٢٣ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٢ ، ذيل ح ٢٣٩ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٩٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٧٣ ، المجلس ٣٢ ، ح ٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٣٥ ، المجلس ٢ ، ح ٥ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٧ ، ح ٨٩١٠.

(١٠) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب القول عند الإصباح والإمساء ، ح ٣٢٩٣ ، بسند آخر عن أبان بن عثمان ، عن عيسى بن عبدالله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٣.

(١١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(١٢) في « ب » : ـ / « لي ».

(١٣) في « ب ، ص ، بس ، بف » والوافي : ـ / « اللهمّ ».

٥٤٧

الْمُعَارِينَ (١) ، وَلَاتُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ ».

قَالَ : قُلْتُ : أَمَّا الْمُعَارِينَ (٢) فَقَدْ عَرَفْتُ ، فَمَا مَعْنى « لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ »؟

قَالَ : « كُلُّ عَمَلٍ تَعْمَلُهُ (٣) تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ (٤) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُقَصِّرُونَ (٥) ». (٦)

٣٤٤٥ / ٨. عَنْهُ (٧) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « لَقَدْ غَفَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ بِكَلِمَتَيْنِ دَعَا بِهِمَا (٨) ، قَالَ : "اللهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَهْلٌ لِذلِكَ (٩) أَنَا ، وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَهْلٌ لِذلِكَ (١٠) أَنْتَ" ؛ فَغَفَرَ اللهُ لَهُ ». (١١)

٣٤٤٦ / ٩. عَنْهُ (١٢) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ عَمِّهِ :

__________________

(١) « المعارون » : هم الذين لم يستقرّ الإيمان في قلوبهم ، فكأنّه عارية عندهم يؤخذ منهم ويسلب عنهم يوماً. قاله المازندراني. وقيل غير ذلك.

(٢) في « د » وحاشية « ج » والوافي : « المعارون ». و « المعارين » على الحكاية. وفي الكافي ، ح ١٦١٩ : « وأمّا المعارون فقد عرفت أنّ الرجل يعار الدين ثمّ يخرج منه » بدل « وأمّا المعارين فقد عرفت ».

(٣) في « ز » : « تعمل ».

(٤) في « ب ، ج ، ص ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : ـ / « وجه ».

(٥) في شرح المازندراني : + / « إلاّ من عصمه الله ».

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاعتراف بالتقصير ، ح ١٦١٩ ، بسند آخر عن الفضل بن يونس ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٠ ، ح ٨٩١٧.

(٧) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد.

(٨) في الأمالي للطوسي : + / « قيل : وما هما ».

(٩) في « ب ، ز ، بر ، بف » والأمالي للصدوق والطوسي : « ذلك ».

(١٠) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي والأمالي للصدوق والطوسي : « ذلك ».

(١١) الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٧ ، المجلس ٦٢ ، ح ٨ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٣٧ ، المجلس ١٥ ، ح ٣٥ ، بسندهما عن أبان الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٩ ، ح ٨٩٣٢.

(١٢) ظاهر السياق رجوع الضمير إلى أحمد بن محمّد ، لكن لم نجد رواية أحمد بن محمّد ـ وهو ابن عيسى ـ عن يحيى بن المبارك في موضع. وماورد في الكافي ، ح ١١٤٩٨ ، من رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ،

٥٤٨

عَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى (١) نَفْسِهِ ، وَذَلَّلَ قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ». (٢)

٣٤٤٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فِي فِنَاءِ (٣) الْكَعْبَةِ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتّى جَعَلَ مَرَّةً يَتَوَكَّأُ (٤) عَلى رِجْلِهِ الْيُمْنى ، وَمَرَّةً عَلى رِجْلِهِ الْيُسْرى ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ كَأَنَّهُ بَاكٍ : « يَا سَيِّدِي ، تُعَذِّبُنِي وَحُبُّكَ فِي قَلْبِي؟! أَمَا وَعِزَّتِكَ ، لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمٍ طَالَ مَا عَادَيْتُهُمْ فِيكَ ». (٥)

٣٤٤٨ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (٦) ، عَنْ بَعْضِ‌

__________________

عن يعقوب بن يزيد ويحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، مختلّ لايعتمد عليه ؛ فقد روى الخبر الشيخ الطوسي في التهذيب ، ج ٩ ، ص ٧٧ ، ح ٣٢٨ ، عنه ( محمّد بن يعقوب ) عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك. والظاهر صحّة ما ورد في التهذيب ؛ فإنّ يعقوب بن يزيد أكثر من الرواية عن يحيى بن المبارك ، وتوسّط في بعض الأسناد بين محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] وبين يحيى بن المبارك. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ؛ وص ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

ثمّ إنّ الظاهر من ملاحظة طبقة يحيى بن المبارك ـ وأنّ عمدة رواته يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم وسهل بن زياد ـ إمكان رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ، فتأمّل.

(١) في « ص » : « عن ».

(٢) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ح ٣٤٧١ ، بسند آخر عن يونس ، هكذا : « قلت للرضا عليه‌السلام : علّمني دعاء وأوجز. فقال : قل : يا من دلّني ... » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٤.

(٣) « الفِناء » : سَعَةٌ أمام البيت. وقيل : ما امتدّ من جوانبه. وجمعه : الأفنية. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٢٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٨٢ ( فنى ).

(٤) في الوسائل : « يتوكّأ مرّة ».

(٥) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٩ ، ح ٨٩٣٣ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٩٠ ، ح ٧١٣٨ ، إلى قوله : « ومرّة على رجله اليسرى » ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٧ ، ح ١٠٠.

(٦) في الوسائل : « محمّد بن عمر بن عبدالعزيز ». وهو سهوٌ ظاهراً ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى ـ وهوالمراد من أحمد بن محمّد في ما نحن فيه ـ كتاب عمر بن عبدالعزيز وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٨٤ ، الرقم ٧٥٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٥٢ ؛ وص ٦٨٩.

٥٤٩

أَصْحَابِنَا (١) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَكْثَرَ مَا يُلِحُّ بِهِ فِي الدُّعَاءِ عَلَى اللهِ بِحَقِّ الْخَمْسَةِ يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ. (٢)

٣٤٤٩ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :

عَلَّمَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام دُعَاءً ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَدْعُوَ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ :

« اللهُمَّ إِنِّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ (٣) بِحَاجَتِي ، وَأَنْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي ، فَأَنَا (٤) الْيَوْمَ (٥) لِمَغْفِرَتِكَ (٦) أَرْجى مِنِّي لِعَمَلِي (٧) ، وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، فَتَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي (٨) ، بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَيْسِيرِ (٩) ذلِكَ عَلَيْكَ (١٠) ، وَلِفَقْرِي (١١) إِلَيْكَ ؛ فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاَّ مِنْكَ (١٢) ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحَدٌ شَرّاً (١٣) قَطُّ غَيْرُكَ ، وَلَيْسَ أَرْجُو لآِخِرَتِي وَدُنْيَايَ سِوَاكَ ، وَلَالِيَوْمِ فَقْرِي وَيَوْمِ (١٤) يُفْرِدُنِي (١٥) النَّاسُ (١٦) فِي حُفْرَتِي‌

__________________

(١) في حاشية « ز » : « أصحابه ».

(٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٦ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٩٧ ، ح ٨٨٤١.

(٣) في « ب » : « إليك تعمّدت ».

(٤) في « بس » : « وأنا ».

(٥) في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « اليوم ».

(٦) في شرح المازندراني نقلاً عن بعض النسخ : « بمغفرتك ».

(٧) في « بس » : « بعملي ».

(٨) في « ص » : « و » بدل « هي لي ».

(٩) في « ب ، ج ، ز ، بس » وحاشية « د » : « وتيسّر ».

(١٠) في « بر » : « عندك ».

(١١) في حاشية « ج » : « وبفقري ».

(١٢) في شرح المازندراني : « إلاّ منك قطّ ».

(١٣) في « بر ، بف » والوافي : « سوءاً ». وفي « بس » : « شرّ أحد ».

(١٤) في « ب ، بر » : « يوم » بدون الواو.

(١٥) في « ج » : « يفرّدني ». وفي « بس » : « تفردني ».

(١٦) في « ص » : + / « إليك ».

٥٥٠

وَأُفْضِي (١) إِلَيْكَ يَا رَبِّ بِفَقْرِي (٢) ». (٣)

٣٤٥٠ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (٤) بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ الصَّائِغِ (٥) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : ادْعُ اللهَ لَنَا ، فَقَالَ : « اللهُمَّ ارْزُقْهُمْ صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَالْمُحَافَظَةَ عَلَى الصَّلَوَاتِ (٦) ؛ اللهُمَّ إِنَّهُمْ أَحَقُّ خَلْقِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ بِهِمُ ، اللهُمَّ وَ (٧) افْعَلْهُ بِهِمْ ». (٨)

٣٤٥١ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَ (٩) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ :

__________________

(١) في « ز ، بر » وحاشية « ج » : « وأقضي ». وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٥٢ : « وافضى إليك ، افيد أنّه ينبغي أن يقرأ بضمّ الهمزة وفتح الضاد ، أي يوم أفضاني الخلق إليك إلى قبري متلبّساً بالفقر والفاقة ».

(٢) في « بف » : ـ / « بفقري ».

(٣) المقنعة ، ص ١٦١ ، مع زيادة في آخره ؛ مصباح المتهجّد ، ص ٢٨٥ ؛ البلد الأمين ، ص ٧١ ، وفي كلّها من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٠ ، ح ٨٩١٨.

(٤) هكذا في « ب ، بف ، جر » وحاشية « ج ، د ». وفي « ج ، د ، ز ، بر ، بس » والمطبوع : « الحسين ». والصواب ماأثبتناه ، فقد تكرّرت رواية [ محمّد ] بن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة في الأسناد ، ولم تثبت روايته عن الحسين بن عطيّة ، وتقدّمت في الكافي ، ح ٢٤٧٧ ، رواية ابن أبي عمير ، عن حسن بن عطيّة ، عن يزيد الصائغ. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥٢٣ ـ ٥٢٤.

(٥) هكذا في « ج » وحاشية « د ». وفي « ب ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » : « زيد الصائغ ». وفي المطبوع : « زيد بن الصائغ ». ويزيد الصائغ هو المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال البرقي ، ص ١٢ ؛ رجال الكشّي ، ص ٥٤٦ ، الرقم ١٠٣٣.

(٦) في « ص » : « الصلاة ».

(٧) في « ب ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « و ».

(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩١٩.

(٩) في « ب » : « وعن ». وفي السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ».

٥٥١

اللهُمَّ مُنَّ عَلَيَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْكَ ، وَالرِّضَا بِقَدَرِكَ ، وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِكَ حَتّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَلَاتَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ». (١)

٣٤٥٢ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سُحَيْمٍ (٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ (٣) إِلَى السَّمَاءِ : « رَبِّ لَاتَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، لَا (٤) أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلَاأَكْثَرَ ».

قَالَ : فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ تَحَدَّرَ (٥) الدُّمُوعُ (٦) مِنْ جَوَانِبِ لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى وَكَلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى نَفْسِهِ أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ، فَأَحْدَثَ ذلِكَ الذَّنْبَ (٧) ».

قُلْتُ : فَبَلَغَ بِهِ كُفْراً ، أَصْلَحَكَ اللهُ؟

قَالَ : « لَا ، وَلكِنَّ الْمَوْتَ عَلى (٨) تِلْكَ الْحَالِ هَلَاكٌ ». (٩)

__________________

(١) راجع : التهذيب ، ج ٣ ، ص ٧٤ ، ح ٢٣٣ ؛ والمقنعة ، ص ١٧٧ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩٢٠.

(٢) هكذا في « بر ، بس ، بف » والطبعة القديمة. وفي « ب ، ج ، د ، ز ، جر » والمطبوع : « سجيم » بالجيم المعجمة. هذا ، ولم نجد في الأعلام عنوان « سجيم » ، مع الفحص الأكيد ، والمذكور في كتب الرجال والتراجم هو « سُحَيْم ». راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٢٩٩٦. ولا حظ أيضاً : تهذيب الكمال ، ج ١٠ ، ص ٢٠٧ ، الرقم ٢١٨٤ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٨ ، الرقم ٨٩.

(٣) في « ز » وحاشية « د ، بر » : « يديه ».

(٤) في الوافي : « ولا ».

(٥) في « بف » : « أن يحدّر ».

(٦) « تحدّر الدموع » أي تنزّل ، يقال : حَدَرَ الدمعَ فانحدر وتحدّر ، أي نزّله فتنزّل ؛ من الحُدور ، وهو ضدّ الصعود. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ( حدر ).

(٧) في البحار ، ج ١٤ : « الظنّ ». والمراد من الذنب هنا ترك الأولى ، وهو ضلالة بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء وموجب لنقصان درجتهم عليهم‌السلام. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥.

(٨) في « ز » : « إلى ».

(٩) راجع : تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٤ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩٢١ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦ ؛ وج ٤٧ ، ص ٤٦ ، ح ٦٦.

٥٥٢

٣٤٥٣ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

أَتى جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْبُدَنِي يَوْماً وَلَيْلَةً حَقَّ عِبَادَتِي ، فَارْفَعْ يَدَيْكَ (٢) إِلَيَّ ، وَقُلِ :

اللهُمَّ (٣) لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً (٤) خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَامُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَاأَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيئَتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَاجَزَاءَ لِقَائِلِهِ إِلاَّ رِضَاكَ ؛ اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْمَنُّ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْفَخْرُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْبَهَاءُ (٥) كُلُّهُ ، وَلَكَ النُّورُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْعِزَّةُ كُلُّهَا (٦) ، وَلَكَ الْجَبَرُوتُ كُلُّهَا ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ كُلُّهَا ، وَلَكَ الدُّنْيَا كُلُّهَا ، وَلَكَ الْآخِرَةُ كُلُّهَا ، وَلَكَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْخَلْقُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ (٧) الْخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ (٨) كُلُّهُ ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً أَبَداً ، أَنْتَ حَسَنُ الْبَلَاءِ ، جَلِيلُ (٩) الثَّنَاءِ ، سَابِغُ النَّعْمَاءِ ، عَدْلُ الْقَضَاءِ ، جَزِيلُ (١٠) الْعَطَاءِ ، حَسَنُ الْآلَاءِ ، إِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَإِلهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ (١١)

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي السَّبْعِ الشِّدَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْأَرْضِ الْمِهَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ طَاقَةَ الْعِبَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ سَعَةَ الْبِلَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْجِبَالِ الْأَوْتَادِ (١٢) ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهَارِ إِذَا تَجَلّى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ‌

__________________

(١) في « ج ، د ، ز ، بر ، بف » : + / « يوماً ».

(٢) في « د » : « يدك ».

(٣) في « ب » : ـ / « اللهمّ ».

(٤) في « ص ، بس ، بف » : ـ / « حمداً ».

(٥) « البَهاء » : الحُسن والجمال. يقال : بَها يبهو ـ مثل علا يعلو ـ : إذا جَمُل ، فهو بَهِيّ ، فعيل بمعنى فاعل. وبهاء الله‌تعالى : عظمته. المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ).

(٦) في « بر ، بف » وحاشية « ج » : « العزّ كلّه ».

(٧) في « ب » : « ولك ». وفي الوافي : « بيدك » بدون الواو.

(٨) في حاشية « ص » : « الامور ».

(٩) في « ز » : « وجليل ». وفي الوافي : « جميل ».

(١٠) في « بس » : « جزل ».

(١١) في « ب ، ج ، ص ، بس » وشرح المازندراني : « إله في الأرض وإله في السماء ».

(١٢) في « ص » : « والأوتاد ». و « الوَتَد » : ما رُزّ في الأرض أو الحائط من خَشَب ، وجمعه : أوتاد. وأوتاد الأرض‌جبالها. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٧ ( وتد ).

٥٥٣

وَالْأُولى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْمَثَانِي (١) وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ( وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ ) (٢) ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) (٣) ، سُبْحَانَكَ (٤) رَبَّنَا ، وَتَعَالَيْتَ وَتَبَارَكْتَ وَتَقَدَّسْتَ ، خَلَقْتَ (٥) كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِقُدْرَتِكَ ، وَقَهَرْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِعِزَّتِكَ ، وَعَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِارْتِفَاعِكَ ، وَغَلَبْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِقُوَّتِكَ (٦) ، وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِحِكْمَتِكَ وَعِلْمِكَ ، وَبَعَثْتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ ، وَهَدَيْتَ الصَّالِحِينَ بِإِذْنِكَ ، وَأَيَّدْتَ الْمُؤْمِنِينَ بِنَصْرِكَ ، وَقَهَرْتَ الْخَلْقَ بِسُلْطَانِكَ ، لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ ، لَاشَرِيكَ لَكَ ، لَانَعْبُدُ (٧) غَيْرَكَ ، وَلَانَسْأَلُ (٨) إِلاَّ إِيَّاكَ ، وَلَا نَرْغَبُ (٩) إِلاَّ إِلَيْكَ ، أَنْتَ مَوْضِعُ شَكْوَانَا ، وَمُنْتَهى رَغْبَتِنَا ، وَإِلهُنَا وَمَلِيكُنَا. (١٠)

٣٤٥٤ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي (١١) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ : « يَا مُعَاوِيَةُ ، أَمَا (١٢) عَلِمْتَ أَنَّ رَجُلاً أَتى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، فَشَكَا إلَيْهِ الْإِبْطَاءَ (١٣) فِي الْجَوَابِ فِي دُعَائِهِ ، فَقَالَ لَهُ : فأَيْنَ (١٤) أَنْتَ عَنِ (١٥) الدُّعَاءِ السَّرِيعِ الْإِجَابَةِ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ (١٦) : مَا هُوَ؟

__________________

(١) المثاني من القرآن : ما كان أقلّ من المائتين. وتسمّى فاتحة الكتاب مثاني ، لأنّها تثنّى في كلّ ركعة. ويسمّى‌جميع القرآن مثاني أيضاً ؛ لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٦ ( ثني ).

(٢) الزمر (٣٩) : ٦٧.

(٣) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٤) في شرح المازندراني : « سبحان ».

(٥) في شرح المازندراني : « وخلقت ».

(٦) في شرح المازندراني : « بقدرتك ».

(٧) في « د ، بس » : « لايبعد ».

(٨) في « د ، بس » : « ولايسأل ».

(٩) في « د ، بس » : « ولايرغب ».

(١٠) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨١ ، ح ٨٩٤٣.

(١١) في « ج ، د ، بس » : ـ / « لي ».

(١٢) في « ب » : « ما » بدون الهمزة.

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « الإبطاء عليه ».

(١٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أين ».

(١٥) في « ز » : « من ».

(١٦) في « ج » : + / « يا أميرالمؤمنين ». وفي « بر ، بف » والوافي : + / « و ».

٥٥٤

قَالَ : قُلِ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ (١) الْأَعْظَمِ ، الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ ، الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ (٢) ، النُّورِ الْحَقِّ ، الْبُرْهَانِ الْمُبِينِ ، الَّذِي هُوَ نُورٌ مَعَ نُورٍ ، وَنُورٌ مِنْ نُورٍ ، وَنُورٌ (٣) فِي نُورٍ ، وَنُورٌ عَلى نُورٍ ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ (٤) نُورٍ (٥) ، وَنُورٌ يُضِي‌ءُ (٦) بِهِ كُلُّ ظُلْمَةٍ ، وَيُكْسَرُ (٧) بِهِ كُلُّ شِدَّةٍ ، وَكُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، لَاتَقِرُّ (٨) بِهِ أَرْضٌ ، وَلَاتَقُومُ (٩) بِهِ سَمَاءٌ ، وَيَأْمَنُ بِهِ كُلُّ خَائِفٍ ، وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلِّ سَاحِرٍ ، وَبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ ، وَحَسَدُ كُلِّ حَاسِدٍ ، وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ ، وَيَسْتَقِلُّ (١٠) بِهِ الْفُلْكُ (١١) ، حِينَ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْمَلَكُ ، فَلَا (١٢) يَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ ، وَهُوَ اسْمُكَ الْأَعْظَمُ (١٣) الْأَعْظَمُ ، الْأَجَلُّ الْأَجَلُّ ، النُّورُ الْأَكْبَرُ ، الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ (١٤) نَفْسَكَ ، وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلى عَرْشِكَ ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، أَسْأَلُكَ (١٥) بِكَ وَبِهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ». (١٦)

٣٤٥٥ / ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، قَالَ :

أَمْلى عَلَيَّ هذَا الدُّعَاءَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، تَقُولُ (١٧) بَعْدَ‌

__________________

(١) في « بس » : ـ / « العظيم ». (٢) في شرح المازندراني : « المكنون المخزون ».

(٣) في « ج » : ـ / « نور ». (٤) في « ب ، بف » : ـ / « كلّ ».

(٥) في « بر ، بف » : + / « ونور على كلّ نور ».

(٦) في « بر » : « تضي‌ء ».

(٧) في « د ، بر ، بس » : « وتكسر ».

(٨) في « ب ، ج ، بف » : « لايقرّ ». وفي « ج ، ز ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « ولاتقرّ ».

(٩) في « ب ، ج ، بر ، بف » والوافي : « ولايقوم ».

(١٠) في « ج ، ص » : « وتستقلّ ». وفي « ز » : « ويستقبل ». وفي حاشية « بر » : « ويستقرّ ».

(١١) في مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٥٦ : « ويمكن أن يقرأ بفتحتين أيضاً. ولعلّ المراد على هذا موج الهواء. وعلى تقدير الضمّ يظهر منه أنّه تعالى وكّل ملكاً بالسفينة ».

(١٢) في « ز » : « ولا ».

(١٣) في « ز » : ـ / « الأعظم ».

(١٤) في « بف » والوافي : « به سمّيت ».

(١٥) في « ز ، بر ، بف » والوافي : « وأسألك ».

(١٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٢ ، ح ٨٩٢٢.

(١٧) في « ج ، بر » والوافي : « يقول ».

٥٥٥

حَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ :

« اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَلِيمُ (١) الْكَرِيمُ ؛ وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ (٢) الْمَلِكُ الْجَبَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الرَّحِيمُ الْغَفَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ شَدِيدُ (٣) الْمِحَالِ (٤) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥) ، وَأَنْتَ اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنِيعُ الْقَدِيرُ (٦) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَمِيدُ الْمَجِيدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٧) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَلِيمُ (٨) الدَّيَّانُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْجَوَادُ الْمَاجِدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَائِبُ الشَّاهِدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ.

تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ ؛ رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ ، وَجِهَتُكَ خَيْرُ الْجِهَاتِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطَايَا وَأَهْنَؤُهَا (٩) ، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ‌

__________________

(١) في « بس » : « الحكيم ».

(٢) في « ص » : « الله ».

(٣) في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « الشديد ».

(٤) « المحال » ، أي الأخذ بالعقوبة. قال بعضهم : هو من قولهم : مَحَل به مَحْلاً ومحالاً : إذا أراده بسوءٍ ... وقيل : بل المحال من الحول والحيلة والميم فيه زائدة. المفردات للراغب ، ص ٧٦٢ ( محل ). وفي مرآة العقول : « وقيل : مفعل من الحول والحيلة ، اعلّ على غير قياس ، ويعضده أنّه قرئ بفتح الميم من حال يحول إذا احتال ».

(٥) في « ب » : « العليم ».

(٦) في « ص » : « الكبير ».

(٧) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ / « وأنت الله لاإله إلاّ أنت الغنيّ الحميد ».

(٨) في « ج ، ص ، بف » والوافي : « الحكيم ».

(٩) في حاشية « ج » : « وأرضاها ».

٥٥٦

لِمَنْ شِئْتَ ، تُجِيبُ (١) الْمُضْطَرِّينَ (٢) ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَتَعْفُو عَنِ الذُّنُوبِ ، لَا تُجَازى (٣) أَيَادِيكَ (٤) ، وَلَاتُحْصى نِعَمُكَ (٥) ، وَلَايَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٦) ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ (٧) وَرَاحَتَهُمْ وَسُرُورَهُمْ ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ فَرَجِهِمْ (٨) ، وَأَهْلِكْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَ ( آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ ) ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ (٩) ، وَاجْعَلْنِي مِنَ ( الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) (١٠) ، وَثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ (١١) الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي (١٢) الْآخِرَةِ ، وَبَارِكْ لِي (١٣) فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَالْمَوْقِفِ وَالنُّشُورِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَأَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَسَلِّمْنِي عَلَى الصِّرَاطِوَ أَجِزْنِي (١٤) عَلَيْهِ ، وَارْزُقْنِي عِلْماً نَافِعاً ، وَيَقِيناً صَادِقاً ، وَتُقًى وَبِرّاً ، وَوَرَعاً وَخَوْفاً مِنْكَ ، وَفَرَقاً (١٥) يُبْلِغُنِي (١٦) مِنْكَ زُلْفى (١٧) ، وَلَايُبَاعِدُنِي (١٨) عَنْكَ ، وَأَحْبِبْنِي وَلَاتُبْغِضْنِي ، وَتَوَلَّنِي‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : « وتجيب ».

(٢) في « بس » والوافي : « المضطرّ ».

(٣) في « ج ، ص » : « لايجازى ».

(٤) « اليد » : النِّعمة والإحسان تصطنعه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٤٠ ( يدى ).

(٥) في « بر » : « نعمتك ».

(٦) في « ص » : ـ / « وآل محمّد ».

(٧) في شرح المازندراني : « الروح ، بالفتحة : الراحة. فالعطف للتفسير ... وقراءة الروح بالضمّ ، والتفسير بأمر النبوّة أوحكم الله تعالى وأمره أبعد ».

(٨) في « بس » : « فرحهم » بالحاء المهملة.

(٩) إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة البقرة (٢)

(١٠) إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة النحل (١٦) والآية ٥٩ من سورة العنكبوت (٢٩).

(١١) في « بس » : « في القول ».

(١٢) في « ص » : ـ / « في ».

(١٣) في « ز » : « لنا ».

(١٤) جاز المكان يجوزه جَوْزاً وجَوازاً وجِوازاً : سار فيه. وأجازه : قطعه ، وأجازه : أنفذه. المصباح المنير ، ص ١١٤ ( جوز ).

(١٥) في حاشية « بر » : « وقرباً ». و « الفَرَق » : الخوف والفَزَع. يقال : فَرَق يَفْرَق فَرَقاً. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ( فرق ).

(١٦) في « ج » : « يبلّغني » على بناء التفعيل.

(١٧) « الزُّلْفَة » و « الزُّلفى » : القربة. وأزلفه : قرّبه. المصباح المنير ، ص ٢٥٤ ( زلف ).

(١٨) في « ب » : « ولاتباعدني ».

٥٥٧

وَلَاتَخْذُلْنِي ، وَأَعْطِنِي مِنْ جَمِيعِ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَجِرْنِي مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ بِحَذَافِيرِهِ (١) ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ». (٢)

٣٤٥٦ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَلَاتَخُصُّنِي بِدُعَاءٍ؟

قَالَ : « بَلى (٣) ؛ قُلْ : يَا وَاحِدُ (٤) ، يَا مَاجِدُ ، يَا أَحَدُ ، يَا صَمَدُ ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ (٥) وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، يَا عَزِيزُ ، يَا كَرِيمُ ، يَا حَنَّانُ (٦) ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ أَعْطى ، يَا أَللهُ ، يَا أَللهُ ، يَا أَللهُ ».

قُلْتُ : وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقُولُ : نَعَمْ (٧) ، لَنِعْمَ (٨) الْمُجِيبُ أَنْتَ ، وَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ (٩) ، وَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ ، أَسْأَلُكَ (١٠) بِنُورِ وَجْهِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَجَبَرُوتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِمَلَكُوتِكَ وَدِرْعِكَ الْحَصِينَةِ ، وَبِجَمْعِكَ وَأَرْكَانِكَ كُلِّهَا ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ (١١) ، وَبِحَقِّ الْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (١٢) ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ». (١٣)

__________________

(١) في شرح المازندراني : « والحذافير ، بالفتح : جمع الحذافر ، بالكسر ، وهو جانب الشي‌ء وأعلاه. يقال : أعطاه بحذافيره ، أي بأسره ، أو بجوانبه ، أو بأعاليه ».

(٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٧٩ ، ح ٨٩٤٢.

(٣) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف ». وفي « د » والمطبوع : + / « قال ».

(٤) في « ب » : « واجد » بالجيم المعجمة.

(٥) في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « قل : أيا واحد ، أيا ماجد ، أيا أحد ، أيا صمد ، أيا مَنْ لم يلد ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + / « يا منّان ».

(٧) في « ج ، بر ، بف » وشرح المازندراني : ـ / « نعم ».

(٨) في « بر ، بف » وشرح المازندراني : « نعم ».

(٩) في « ب » : ـ / « ونعم المدعوّ ».

(١٠) في شرح المازندراني : « وأسألك ».

(١١) في « ب » : ـ / « كلّها ، وبحقّ محمّد ».

(١٢) في « ب ، بس ، بف » والوافي : « وآله ».

(١٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٢ ، ح ٨٩٢٣.

٥٥٨

٣٤٥٧ / ٢٠. عَنْهُ (١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُمَارَةَ (٢) ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي وَجَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمَةَ (٣) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ (٤) يُعْرَفُ بِكُنْيَتِهِ ـ قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ ، فَقَالَ : « نَعَمْ ، قُلْ : يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ ، وَيَا مَنْ آمَنُ (٥) سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عَثْرَةٍ ، وَيَا (٦) مَنْ يُعْطِي بِالْقَلِيلِ الْكَثِيرَ ، يَا (٧) مَنْ أَعْطى مَنْ سَأَلَهُ تُحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً ، يَا مَنْ أَعْطى مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٨) ، وَأَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي مِنْ جَمِيعِ (٩) خَيْرِ الدُّنْيَا وَجَمِيعِ خَيْرِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَنِي ، وَزِدْنِي (١٠) مِنْ سَعَةِ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ ». (١١)

٣٤٥٨ / ٢١. وَعَنْهُ (١٢) ، رَفَعَهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَنَّهُ عَلَّمَ أَخَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيٍّ هذَا الدُّعَاءَ :

« اللهُمَّ ارْفَعْ ظَنِّي صَاعِداً (١٣) ، وَلَاتُطْمِعْ (١٤) فِيَّ (١٥) عَدُوّاً وَلَاحَاسِداً ، وَاحْفَظْنِي (١٦) قَائِماً وَقَاعِداً ، وَيَقْظَانَ (١٧) وَرَاقِداً ؛ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، وَاهْدِنِي سَبِيلَكَ الْأَقْوَمَ ،

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٢) في « ز ، جر » : « عمّار ».

(٣) هكذا في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب ، جر » : « جهم بن أبي جهم ». وفي المطبوع : « جهم بن أبي‌جهيمة ». والظاهر أنّ جهماً هذا ، هو جهيم ( جهم ) بن أبي جهم ، ويقال : ابن أبي جهمة. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣١ ، الرقم ٣٣٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٤٩٦٣.

(٤) في « ز » : ـ / « كان ». (٥) في الوافي : + / « مِن ».

(٦) في « ج » : « يا » بدون الواو. (٧) في « ص » : « ويا ».

(٨) في « بف » والوافي : « وآله ».

(٩) في « بر » : ـ / « جميع ».

(١٠) في « بر » : « وزوّدني ».

(١١) رجال الكشّي ، ص ٣٦٩ ، ضمن ح ٦٨٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٣ ، ح ٨٩٢٤.

(١٢) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(١٣) في الوافي : « ساعداً ».

(١٤) في « ج » : « ولايطمع ».

(١٥) في « بر » : « بي ».

(١٦) في « بر » : « واجعلني ».

(١٧) في المطبوع وأكثر النسخ : « ويقظاناً » ، والمناسب ما اثبت.

٥٥٩

وَقِنِي حَرَّ جَهَنَّمَ ، وَاحْطُطْ عَنِّي الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ (١) ، وَاجْعَلْنِي مِنْ خَيْرِ (٢) خِيَارِ (٣) الْعَالَمِ (٤) ». (٥)

٣٤٥٩ / ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، وَ (٦) هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « ارْحَمْنِي مِمَّا (٧) لَاطَاقَةَ لِي بِهِ ، وَلَاصَبْرَ لِي عَلَيْهِ ». (٨)

٣٤٦٠ / ٢٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٩) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لَهُ (١٠) : عَلِّمْنِي دُعَاءً ، فَقَالَ : « فَأَيْنَ (١١) أَنْتَ عَنْ (١٢) دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : وَمَا دُعَاءُ الْإِلْحَاحِ (١٣)؟

__________________

(١) « المغرم » : هو مصدر وضع موضع الاسم ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي. وقيل : المغرم كالغُرْم ، وهو الدين ، ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله ، أو فيما يجوز ، ثمّ عجز عن أدائه ، فأمّا دين احتاج إليه وهو قادر على أدائه فلا يستعاذ منه. و « المأثم » : الأمر الذي يأثم به الإنسان ، أو هو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤ ، ( أثم ) ؛ وج ٣ ، ص ٣٦٣ ( غرم ).

(٢) في « د ، ز ، ص ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي : ـ / « خير ».

(٣) في « ج » : ـ / « خيار ».

(٤) في شرح المازندراني : « والعالم ، بفتح اللام وكسرها محتمل ».

(٥) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٣ ، ح ٨٩٢٥.

(٦) لم نجد رواية الحسين بن سعيد عن هارون بن خارجة في غير سند هذا الخبر ، بل يروي الحسين بن سعيد عن هارون في بعض الأسناد بواسطتين ، كما في الزهد ، ص ١٠٥ ، ح ٢٨٧ ؛ والكافي ، ح ٤٦٩٩ و ٧٥٥٦ و ... فالظاهر وقوع التحريف في السند وأنّ الصواب : « عن هارون بن خارجة ».

يؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح ٧٧٥٤ ، من رواية الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة.

(٧) في « ز ، بس » : « ما ».

(٨) مصباح المتهجّد ، ص ٢٧٠ ؛ جمال الاسبوع ، ص ١٩٩ ، الفصل ١٥ ؛ البلد الأمين ، ص ٦٩ ، وفي كلّها ورد هذا الحديث وسابقه مع عدم الفصل بينهما ، ضمن أدعية ليلة الجمعة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٤ ، ح ٨٩٢٦.

(٩) في « د ، ص ، بس ، بف » : ـ / « بن محمّد ».

(١٠) في « ب » : ـ / « له ».

(١١) في « ب » : « أين ».

(١٢) في « ص ، بر ، بف » والوافي : « من ».

(١٣) في « ز » : ـ / « قال : قلت : وما دعاء الإلحاح ».

٥٦٠