الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُكَ وَدَمَعَتْ عَيْنَاكَ (١) ، فَدُونَكَ دُونَكَ ، فَقَدْ قُصِدَ (٢) قَصْدُكَ ». (٣)

قَالَ (٤) : وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، مِثْلَهُ. (٥)

٣١٢١ / ٩. عَنْهُ (٦) ، عَنِ الْجَامُورَانِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ صَنْدَلٍ (٧) ، عَنْ‌

__________________

(١) في الخصال : + / « ووجل قلبك ».

(٢) في « ص » : « قصدك » بدل « قصد ».

و « دونك » اسم فعل بمعنى خذ ، أي خذه فهو دونك وقريب منك. يقال : هذا دونه ، أي قريب منه ؛ فهو إغراء ، والتكرير للمبالغة. وفي الوافي : « فدونك دونك ، يعني خذ ما تطلب من الله تعالى بالدعاء ، فإنّه أقبل إليك ، أي حان حين الدعاء الذي لايُردّ ».

و « القصد » إتيان الشي‌ء ، تقول : قصدته وقصدت له وقصدت إليه بمعنى ، وقصدت قصده : نحوت نحوه. وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٣٩ : « فالظاهر أنّ « قصد » على بناء المفعول ، و « قصدك » مفعول مطلق نائب الفاعل ، والإضافة إلى المعنى ، إذا ظهرت تلك العلامات فعليك بطلب الحاجات والاهتمام في الدعاء للمهمّات ، فقد أقبل الله عليك بالرحمة وتوجّه نحوك للإجابة ، أو أقبلت الملائكة إليك للشفاعة أو لقضاء الحاجة بأمره سبحانه. وقيل : القصد بمعنى المقصود ، أقبل الله والملائكة إلى مقصودك. وربّما يقرأ : قَصَدَ بصيغة المعلوم ، وقال : قصدك مرفوع بالفاعليّة والإضافة إلى الفاعل ، أي استقام قصدك إلى المطلوب ولايخفى بعدهما وظهور الأوّل ».

(٣) الخصال ، ص ٨١ ، باب الثلاثة ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن حديد الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٩ ، ح ٨٦١٤ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٢ ، ح ٨٧٦٠ ؛ وفيه ، ص ٧٣ ، ذيل ح ٨٧٦٣.

(٤) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فإنّ محمّد بن إسماعيل الراوي عن أبي‌إسماعيل السرّاج ، هو ابن بزيع ، وهو من مشايخ أحمد بن محمّد بن خالد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٥٤ ـ ٣٦١.

(٥) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٩ ، ح ٨٦١٤ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٢ ، ذيل ح ٨٧٦٠.

(٦) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو كتاب أبي عبدالله الجاموراني ووردت روايته عنه‌في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٥٦ ، الرقم ١٢٣٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٢٩ ، الرقم ٨٥٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٢٢٤ ، الرقم ١٤٤٨١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٢٧.

(٧) في « ثواب الأعمال » : « مندل بن عليّ » بدل « صندل ».

٣٢١

أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُحِبُّ مِنْ (١) عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ عَبْدٍ (٢) دَعَّاءٍ ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفَتَّحُ (٣) فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُقْسَمُ (٤) فِيهَا الْأَرْزَاقُ ، وَتُقْضى فِيهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ ». (٥)

٣١٢٢ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً (٦) مَا يُوَافِقُهَا (٧) عَبْدٌ مُسْلِمٌ ، ثُمَّ (٨) يُصَلِّي وَيَدْعُو اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا إِلاَّ اسْتَجَابَ (٩) لَهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ».

قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، وَأَيُّ (١٠) سَاعَةٍ (١١) هِيَ مِنَ اللَّيْلِ؟

قَالَ : « إِذَا مَضى نِصْفُ اللَّيْلِ وَهِيَ (١٢) السُّدُسُ الْأَوَّلُ مِنْ أَوَّلِ النِّصْفِ (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) في « ص ، بر » : « عن ».

(٢) في « ب ، ج ، د ، ص ، بس ، بف » والوافي والوسائل وثواب الأعمال : ـ / « عبد ».

(٣) في « ص ، بس ، بف » والوسائل : « يفتح ». ويجوز فيه التشديد والتخفيف.

(٤) في « ص » : « ويقسم ». ويجوز فيه التشديد والتخفيف.

(٥) ثواب الأعمال ، ص ١٩٣ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٨ ، ح ٨٦١١ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٦٨ ، ح ٨٧٤٨.

(٦) في « ص » : « ساعة ».

(٧) في « د ، بر ، بف » وحاشية « ز ، ج » والوافي والتهذيب : « لايوافقها ».

(٨) في الكافي ، ح ٥٥٦٩ والتهذيب : ـ / « ثمّ ».

(٩) في الكافي ، ح ٥٥٦٩ : « استجيب ».

(١٠) في الكافي ، ح ٥٥٦٩ : « فأيّ ». وفي التهذيب : « فأيّة ».

(١١) في « بر » : « الساعة ».

(١٢) في « ص » وحاشية « بر » : « بقي ». وفي التهذيب : ـ / « هي ».

(١٣) في الكافي ، ح ٥٥٦٩ : « في السدس الأوّل من النصف الثاني ». وفي التهذيب : « إلى الثلث الباقي » كلاهما بدل « وهي السدس الأوّل من أوّل النصف ». وفي الوافي : « اريد بالسدس سدس تمام الليل ، لاسدس النصف ، وبأوّل النصف أوّل النصف الباقي ». وقال في مرآة العقول : « وهي السدس الأوّل من أوّل النصف ، أي النصف الثاني ، ظاهره أنّ المراد سدس النصف ، لا سدس الكلّ » ، ونقل روايتين ، ثمّ قال : « فهذان الخبران يدلاّن على أنّ المراد سدس الكلّ ».

(١٤) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح ٥٥٦٩. وفي التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ٤٤١ ، بسنده عن

٣٢٢

١٤ ـ بَابُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّبَتُّلِ وَالِابْتِهَالِ (١) وَالِاسْتِعَاذَةِ وَالْمَسْأَلَةِ‌

٣١٢٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ (٢) بِبَطْنِ (٣) كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَالرَّهْبَةُ أَنْ تَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَقَوْلُهُ (٤) : ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) (٥) ـ قَالَ ـ : الدُّعَاءُ‌

__________________

ابن أبي عمير. وفيه ، ص ١١٨ ، ح ٤٤٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٤٩ ، المجلس ٥ ، ح ٥٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٩ ، ح ٨٦١٢ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٠ ، ح ٨٧٥١.

(١) « الرغبة » : السؤال والطلب. و « الرهبة » : الخوف والفزع. و « التضرّع » : التذلّل والمبالغة في السؤال. و « التبتّل » : الانقطاع إلى عبادة الله وإخلاص العمل له ، وأصله من بتلت الشي‌ء : قطعته ؛ ومنه سمّيت فاطمة عليها‌السلام البتول ؛ لانقطاعها إلى الله عزّ وجلّ. و « الابتهال » : أن تمدّ يديك جميعاً ، وأصله التضرّع والمبالغة في الدعاء ، ويقال في قوله تعالى : ( ثُمَّ نَبْتَهِلْ ) أي نخلص في الدعاء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ) ؛ وص ١٦٧ ( بهل ) ؛ وج ٢ ، ص ٢٣٧ ( رغب ) ؛ وص ٢٨٠ ( رهب ) ؛ وج ٣ ، ص ٨٥ ( ضرع ). في « ص » : « التبتيل » بدل التبتّل ».

(٢) في « ز » : « تستقلّ ».

(٣) في « ب » : « بباطن ».

(٤) في « بر » : ـ / « وقوله ». وجعل في مرآة العقول : « قوله » مبتدأً ، و « الدعاء » خبراً ، و « قال » : معترضاً بينهما. أي‌مدلول قوله تعالى : ( تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) هو الدعاء بإصبع واحدة.

(٥) المزّمّل (٧٣) : ٨. وفي شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٢١٧ : « وقوله : « وتبتّل إليه تبتيلاً » ، الظاهر أنّه من كلام الصادق عليه‌السلام ، وأنّ ضمير « قوله » راجع إلى الله ، وأنّ المقصود بيان المراد من هذه الكلمات الواقعة في القرآن الكريم ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٢ : « قوله : الرغبة ، هذا ونظائره يحتمل وجهين : الأوّل : أن يكون المعنى أنّه إذا كان الغالب عليه في حال الدعاء الرغبة والرجاء ، ينبغي أن يفعل هكذا ؛ فإنّه يظنّ أنّ يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه ، وإذا كان الغالب عليه الخوف وعدم استيهاله للإجابة ، يجعل ظهر كفّيه إلى السماء إشارة إلى أنّه لكثرة خطاياه مستحقّ للحرمان ، وإن كان مقتضى كرمه وجوده الفضل والإحسان.

الثاني : أن يكون المعنى : أنّه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ، ينبغي أن يبسط بطن كفّيه إلى السماء ؛ لما مرّ ، وإن كان مطلوبه دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله من السماء ، يجعل ظهرها إليها ، كأنّه يدفعها بيديه.

٣٢٣

بِإِصْبَعٍ وَاحِدَةٍ تُشِيرُ (١) بِهَا ؛ وَالتَّضَرُّعُ تُشِيرُ (٢) بِإِصْبَعَيْكَ وَتُحَرِّكُهُمَا ؛ وَالِابْتِهَالُ رَفْعُ (٣) الْيَدَيْنِ وَتَمُدُّهُمَا (٤) ، وَذلِكَ عِنْدَ الدَّمْعَةِ ، ثُمَّ ادْعُ ». (٥)

٣١٢٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) (٦) فَقَالَ : « الاسْتِكَانَةُ هُوَ (٧) الْخُضُوعُ ؛ وَالتَّضَرُّعُ هُوَ (٨) رَفْعُ الْيَدَيْنِ وَالتَّضَرُّعُ بِهِمَا ». (٩)

٣١٢٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ‌

__________________

ولا يخفى أنّ فيما عدى الأوّلين الأوّل أنسب ، والخبر الخامس يؤيّد الثاني. ويمكن الجمع بين المعنيين بحمل الأوّلين على الثاني ، والبقيّة على الأوّل ، ويحتمل حمل الأوّلين على المطالب الدنيويّة وما بعدهما على المناجاة والمطالب الاخرويّة ، والحمل إمّا بتقدير مضاف ، أي أدب الرغبة مثلاً ، أو هذه الأسماء صارت في عرف الشرع أسماء لتلك الأفعال ، أو اطلق عليها مجازاً ؛ لدلالتها عليها ».

(١) في « بس » : « يشير ».

(٢) في « بس » : « يشير ».

(٣) في شرح المازندراني : « ترفع ».

(٤) في « بس » : « يمدّهما ». ويجوز نصب « تمدّ » لأنّه عطف على المصدر الصريح وهو « رفع » نظير « للبس عباءة وتقرَّ عيني أحبّ إليّ ».

(٥) معاني الأخبار ، ص ٣٦٩ ، ح ٢ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. بصائر الدرجات ، ص ٢١٧ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخر ، وفيه : « قلت له : رفع اليدين ما هو؟ قال : الابتهال. فقلت : فوضع يديك وجمعهما؟ قال : التضرّع. قلت : ورفع الإصبع؟ قال : البصبصة » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٥ ، ح ٨٦٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٨ ، ح ٨٦٨٦ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٥٩ ، إلى قوله : « أن تجعل ظهر كفّيك إلى السماء » ؛ وفيه ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٤ ، ذيل ح ٢١.

(٦) المؤمنون (٢٣) : ٧٦.

(٧) في « ز » والوافي والبحار : « هي ».

(٨) في البحار : ـ / « هو ».

(٩) معاني الأخبار ، ص ٣٦٩ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه بعد ذكر الآية : « قال : التضرّع رفع اليدين » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٧ ، ح ٨٦٣٠ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٤ ، ذيل ح ٢١.

٣٢٤

مَرْوَكٍ بَيَّاعِ اللُّؤْلُؤِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : ذَكَرَ الرَّغْبَةَ ، وَأَبْرَزَ بَاطِنَ رَاحَتَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ؛ « وَهكَذَا الرَّهْبَةُ (١) » وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ؛ « وَهكَذَا التَّضَرُّعُ » وَحَرَّكَ أَصَابِعَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً ؛ « وَهكَذَا التَّبَتُّلُ » وَيَرْفَعُ أَصَابِعَهُ مَرَّةً وَيَضَعُهَا مَرَّةً ؛ « وَهكَذَا الِابْتِهَالُ » وَمَدَّ يَدَهُ (٢) تِلْقَاءَ وَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَلَايَبْتَهِلُ (٣) حَتّى تَجْرِيَ الدَّمْعَةُ. (٤)

٣١٢٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ عَلَاءٍ (٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَرَّ بِي رَجُلٌ وَأَنَا أَدْعُو فِي صَلَاتِي بِيَسَارِي ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ (٦) ، بِيَمِينِكَ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّ لِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ حَقّاً (٧) عَلى هذِهِ كَحَقِّهِ عَلى هذِهِ (٨) ».

__________________

(١) احتمل في مرآة العقول كون « وهكذا الرهبة » ونظاهره الأربعة كلامَ الإمام عليه‌السلام بتقدير القول. وقال : « قوله عليه‌السلام : ويرفع ، كأنّ العدول هنا إلى المضارع لإفادة التكرار ». ومفاد هذا الكلام أنّ قوله : « جعل ظهر كفّيه » إلى آخر الحديث من كلام المعصوم عليه‌السلام. ويجوز نصب « الرهبة » ونظائرها بناءً على كونها من كلام الراوي.

(٢) في « بر » وحاشية « ج » والوافي والبحار : « يديه ».

(٣) في « ب ، د ، ز ، بر ، بف » والوسائل : « ولاتبتهل ». واحتمل في مرآة العقول كون « يبتهل » على بناء الفاعل والمفعول ، نفياً أو نهياً.

(٤) الجعفريّات ، ص ٢٢٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٥ ، ح ٨٦٢٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٩ ، ح ٨٦٨٨ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٥ ، ذيل ح ٢١.

(٥) هكذا في « ب ، ج ، د ، بر ، بف ، جر » وحاشية « بس ». وفي « ز » والمطبوع : « العلاء ». وفي « بس » : « عبادة » وهو سهو ؛ فقد توسّط العلاء [ بن رزين ] ، بين فضالة [ بن أيّوب ] ومحمّد بن مسلم في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ؛ وص ٤٦٦.

(٦) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل. وفي « ز » والمطبوع : « ياأباعبدالله ».

(٧) في « ب ، ز ، ص » وحاشية « بر » : « إنّ الله تبارك وتعالى حقّه ».

(٨) في « ز » : ـ / « كحقّه على هذه ».

٣٢٥

وَقَالَ : « الرَّغْبَةُ تَبْسُطُ يَدَيْكَ وَتُظْهِرُ بَاطِنَهُمَا ؛ وَالرَّهْبَةُ تَبْسُطُ يَدَيْكَ وَ (١) تُظْهِرُ ظَهْرَهُمَا (٢) ؛ وَالتَّضَرُّعُ تُحَرِّكُ السَّبَّابَةَ الْيُمْنى يَمِيناً وَشِمَالاً ؛ وَالتَّبَتُّلُ (٣) تُحَرِّكُ السَّبَّابَةَ الْيُسْرى تَرْفَعُهَا فِي (٤) السَّمَاءِ رِسْلاً (٥) وَتَضَعُهَا ؛ وَالِابْتِهَالُ تَبْسُطُ يَدَكَ (٦) وَذِرَاعَكَ (٧) إِلَى السَّمَاءِ ، وَالِابْتِهَالُ حِينَ تَرى أَسْبَابَ الْبُكَاءِ ». (٨)

٣١٢٧ / ٥. عَنْهُ (٩) ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ غَيْرِهِ (١٠) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الدُّعَاءِ وَرَفْعِ الْيَدَيْنِ ، فَقَالَ : « عَلى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : أَمَّا التَّعَوُّذُ ، فَتَسْتَقْبِلُ (١١) الْقِبْلَةَ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ ؛ وَأَمَّا الدُّعَاءُ فِي الرِّزْقِ ، فَتَبْسُطُ كَفَّيْكَ وَتُفْضِي بِبَاطِنِهِمَا إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَأَمَّا التَّبَتُّلُ ، فَإِيمَاءٌ (١٢) بِإِصْبَعِكَ السَّبَّابَةِ ؛ وَأَمَّا الِابْتِهَالُ ، فَرَفْعُ يَدَيْكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَكَ ؛ وَدُعَاءُ التَّضَرُّعِ أَنْ تُحَرِّكَ إِصْبَعَكَ السَّبَّابَةَ مِمَّا يَلِي‌

__________________

(١) في « ب ، ز ، بس » : ـ / « تبسط يديك و ». وفي الوافي : ـ / « و ».

(٢) في « ب » : « ظاهرهما ».

(٣) في البحار : ـ / « تحرّك السبّابة اليمنى يميناً وشمالاً ، والتبتّل ».

(٤) في « ب ، ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي والبحار : « إلى ».

(٥) في مرآة العقول بعد ما نقل عن القاموس : الرِسل بالكسر : الرفق والتؤدة ، وبالفتح : السهل من السير قال : « فيمكن أن يقرأ هنا بالكسر ، أي برفق وتأنّ ، وبالفتح بأن يكون صفة مصدر محذوف ، أي رفعاً رسلاً ، و « ذراعك » بالنصب عطفاً على يدك ، أو بالرفع ، والجملة حاليّة ». وراجع أيضاً : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٣٠ ( رسل ).

(٦) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والوافي والوسائل والبحار. وفي « ب » : ـ / « يدك ». وفي المطبوع : « يديك ».

(٧) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « وذراعيك ».

(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٦ ، ح ٨٦٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٩٧١ ، إلى قوله : « حقّاً على هذه كحقّه على هذه » ؛ وج ٧ ، ص ٤٨ ، ح ٨٦٨٥ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٥ ، ذيل ح ٢١.

(٩) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(١٠) في « ز » : « وغيره ».

(١١) في شرح المازندراني : « تستقبل ».

(١٢) في « ج ، د ، بر ، بف » والوافي والبحار : « فإيماؤك ».

٣٢٦

وَجْهَكَ (١) ، وَهُوَ دُعَاءُ الْخِيفَةِ (٢) ». (٣)

٣١٢٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ (٤) عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) (٥) قَالَ : « الِاسْتِكَانَةُ هِيَ الْخُضُوعُ ؛ وَالتَّضَرُّعُ رَفْعُ الْيَدَيْنِ وَالتَّضَرُّعُ بِهِمَا ». (٦)

٣١٢٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَزُرَارَةَ ، قَالَا :

قُلْنَا لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (٧) عليه‌السلام : كَيْفَ الْمَسْأَلَةُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى؟ قَالَ : « تَبْسُطُ كَفَّيْكَ ». قُلْنَا : كَيْفَ الِاسْتِعَاذَةُ؟ قَالَ : « تُفْضِي بِكَفَّيْكَ ؛ وَالتَّبَتُّلُ (٨) الْإِيمَاءُ بِالْإِصْبَعِ ؛ وَالتَّضَرُّعُ تَحْرِيكُ الْإِصْبَعِ (٩) ؛ وَالِابْتِهَالُ أَنْ تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعاً ». (١٠)

__________________

(١) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : ممّا يلي وجهك ، ظاهره الدفع والخفض ، وهو مخالف لما في الخبر السابق ، وهو بعينه ما مرّ في التبتّل وكأنّه لهذا عدّها أربعاً ، والمراد أنّهما مترادفان ؛ فهذا اصطلاح آخر. وقيل : المراد تحريك السبّابة يميناً وشمالاً قريباً من وجهه ، ولذا لم يعدّه من أقسام الرفع ، فأنواع الرفع أربعة ، والتضرّع خارج منها ، وله وجه ... وفي أكثر نسخ العدّة [ ص ١٩٦ ] : فقال : على خمسة أوجه ، وكأنّه جعله كذلك ليطابق الأقسام ، ويحتمل أن تكون نسخته هكذا ».

(٢) في « ز » : « الخفية ». وفي « بس » : « الحنيفة ».

(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٦ ، ح ٨٦٢٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٩ ، ح ٨٦٨٩ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٥ ، ذيل ح ٢١.

(٤) في « بر ، بف » : « قوله ».

(٥) المؤمنون (٢٣) : ٧٦.

(٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٦ ، ح ٨٦٣٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٦ ، ح ٨٦٧٩ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ٢٠٤ ، ذيل ح ٢١.

(٧) في حاشية « ج » : « لأبي جعفر ».

(٨) في « ص » : « التبتيل ».

(٩) في « د » : « الأصابع ».

(١٠) راجع : عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ضمن ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٢٦٤ ، ضمن ح ٨ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٧ ، ح ٨٦٣١ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٩ ، ح ٨٦٨٧.

٣٢٧

١٥ ـ بَابُ الْبُكَاءِ‌

٣١٣٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلاَّ الدُّمُوعُ ؛ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ (١) تُطْفِئُ بِحَاراً مِنْ نَارٍ ، فَإِذَا (٢) اغْرَوْرَقَتِ (٣) الْعَيْنُ بِمَائِهَا ، لَمْ يَرْهَقْ (٤) وَجْهاً (٥) قَتَرٌ (٦) وَلَاذِلَّةٌ ، فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ (٧) اللهُ عَلَى النَّارِ ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكى (٨) فِي أُمَّةٍ لَرُحِمُوا ». (٩)

٣١٣١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ وَمَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَيْنٍ إِلاَّ وَهِيَ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ عَيْناً (١٠) بَكَتْ‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : + / « منه ». وفي الزهد وثواب الأعمال : + / « منها ».

(٢) في « ب » : « فإذ ».

(٣) اغرورَقَت عيناه بالدموع : دَمِعتا ، أوغَرِقَتا بالدموع. وهو افعوعَلت من الغرق. مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٢١ ( غرق ).

(٤) في « بف » : « لم ينل ». ورَهِقَه الأمر : غَشِيَه بقَهرٍ. يقال : رَهِقتُه وأرهقتُه. المفردات للراغب ، ص ٣٦٧ ( رهق ).

(٥) في « ب » وحاشية « بر » وشرح المازندراني والوسائل وثواب الأعمال : « وجهها ». وفي « بر ، بف » وحاشية « ج ، د » والوافي : « وجهه ».

(٦) « القَتَرة » : ما يغشي الوجهَ من غَبَرة الموت والكرب. يقال : غَشِيَته قَتَرة وقَتَر ، كلّه واحد. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٣٩ ( قتر ).

(٧) في حاشية « ج » والوسائل : « حرّمها ».

(٨) في « بر » : « يبكي ».

(٩) ثواب الأعمال ، ص ٢٠٠ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير. الزهد ، ص ١٤٦ ، ح ٢٠٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٦ ، عن محمّد بن مروان ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣١٧ ، ذيل ح ٩٤١ ، مرسلاً ، وفيه : « روي أنّه ما من شي‌ء ... » وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٩ ، ح ٨٦٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠٣٤٣.

(١٠) في « بر » وحاشية « ج » والوافي : « عين ».

٣٢٨

مِنْ خَوْفِ اللهِ ، وَمَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا (١) مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ ، وَلَافَاضَتْ عَلى خَدِّهِ فَرَهِقَ ذلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَلَاذِلَّةٌ ، وَمَا (٢) مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ (٣) إِلاَّ الدَّمْعَةُ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُطْفِئُ بِالْيَسِيرِ مِنْهَا الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ ، فَلَوْ أَنَّ عَبْداً بَكى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَاءِ ذلِكَ الْعَبْدِ ». (٤)

٣١٣٢ / ٣. عَنْهُ (٥) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ قَطْرَةِ دُمُوعٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَخَافَةً مِنَ اللهِ ، لَايُرَادُ بِهَا غَيْرُهُ ». (٦)

٣١٣٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رَزِينٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ وَغَيْرِهِمَا :

__________________

(١) في « ز » : « بماء بها ».

(٢) في « ز » : « ما » بدون الواو. وفي « ص » : « ولا ».

(٣) في « ز » : « أو وزن ».

(٤) الأمالي للمفيد ، ص ١٤٣ ، المجلس ١٨ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. ثواب الأعمال ، ص ١٧ ، ذيل ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢١ ، ح ١٥ ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير ، وفيهما من قوله : « وما اغرورقت عيناه » إلى قوله « قتر ولاذلّة » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٩ ، ح ٨٦٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠٣٤٤.

(٥) الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق ؛ فقد تكرّرت روايته عن [ عبدالرحمن ] بن أبي نجران في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٤٩٤ ـ ٤٩٦ ، وص ٥١٥ ـ ٥١٦.

(٦) المحاسن ، ص ٢٩٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٥٠ ، عن الوشّاء ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ الزهد ، ص ١٤٦ ، ح ٢٠٨ ، بسنده عن أبي حمزة ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛ الخصال ، ص ٥٠ ، باب الاثنين ، ح ٦٠ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ؛ الأمالي للمفيد ، ص ١١ ، المجلس ١ ، ح ٨ ، بسنده عن أبي حمزة ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع زيادة في أوّله ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع : تحف العقول ، ص ٢١٩ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٠ ، ح ٨٦٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠٣٤٥.

٣٢٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ ثَلَاثَةً (١) : عَيْنٌ غُضَّتْ (٢) عَنْ مَحَارِمِ اللهِ ، وَعَيْنٌ سَهِرَتْ (٣) فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَعَيْنٌ بَكَتْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ». (٤)

٣١٣٤ / ٥. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (٥) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ وَدُرُسْتَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ (٦) : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلاَّ الدُّمُوعُ ؛ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ مِنْهَا (٧) تُطْفِئُ بِحَاراً مِنَ النَّارِ (٨) ، فَإِذَا (٩) اغْرَوْرَقَتِ الْعَيْنُ بِمَائِهَا ، لَمْ يَرْهَقْ (١٠) وَجْهَهُ (١١) قَتَرٌ وَلَاذِلَّةٌ ، فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكى فِي أُمَّةٍ ، لَرُحِمُوا ». (١٢)

٣١٣٥ / ٦. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (١٣) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى عليه‌السلام : أَنَّ عِبَادِي لَمْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِشَيْ‌ءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ.

__________________

(١) في « ب ، ز » وحاشية « ج ، بر » والزهد : + / « أعين ».

(٢) في « ص » : « عفّت ». أي كفّت وامتنعت.

(٣) في « ص » : « ساهرت ».

(٤) الزهد ، ص ١٤٧ ، ح ٢١٠ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن صالح بن رزين وغيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اجتناب المحارم ، ح ١٦٥٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢١١ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره ؛ الخصال ، ص ٩٨ ، باب الثلاثة ، ح ٤٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣١٨ ، ح ٩٤٢ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. تحف العقول ، ص ٦ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ضمن وصيّته لعليّ عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر إلاّ الزهد مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٠ ، ح ٨٦٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٠٣٤٦.

(٥) السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٦) في الوافي : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال » بدل « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول ».

(٧) في الوافي : ـ / « منها ».

(٨) في « ص » والوافي : « نار ».

(٩) في « ب » : « فإذ ».

(١٠) في الوافي عن بعض النسخ : « لم ينل ».

(١١) في « ج ، بس » : « وجهاً ». وفي « ز ، ص » : « وجهها ».

(١٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٩ ، ح ٨٦٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠٣٤٣.

(١٣) السند معلّق ، كسابقه.

٣٣٠

قَالَ مُوسى : يَا رَبِّ ، وَمَا (١) هُنَّ (٢)؟

قَالَ : يَا مُوسى : الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْوَرَعُ عَنِ الْمَعَاصِي (٣) ، وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَتِي.

قَالَ مُوسى : يَا رَبِّ ، فَمَا لِمَنْ صَنَعَ ذَا؟

فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : يَا مُوسى (٤) أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا فَفِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الْبَكَّاؤُونَ (٥) مِنْ خَشْيَتِي فَفِي الرَّفِيعِ الْأَعْلى لَايُشَارِكُهُمْ (٦) أَحَدٌ ، وَأَمَّا الْوَرِعُونَ عَنْ مَعَاصِيَّ فَإِنِّي أُفَتِّشُ النَّاسَ وَلَاأُفَتِّشُهُمْ ». (٧)

٣١٣٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَكُونُ أَدْعُو فَأَشْتَهِي الْبُكَاءَ وَلَايَجِيئُنِي (٨) ، وَرُبَّمَا ذَكَرْتُ بَعْضَ مَنْ مَاتَ مِنْ (٩) أَهْلِي فَأَرِقُّ وَأَبْكِي (١٠) ، فَهَلْ يَجُوزُ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ، فَتَذَكَّرْهُمْ (١١) ، فَإِذَا رَقَقْتَ فَابْكِ ، وَادْعُ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالى ». (١٢)

٣١٣٧ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ص » : « فما ».

(٢) في الوسائل : « هي ».

(٣) في « د » والوسائل : « معاصيّ ».

(٤) في الوافي والزهد : ـ / « يا موسى ».

(٥) في « بس » : + / « في الدنيا ». وفي حاشية « ز » والوافي والزهد : « الباكون ».

(٦) في الوسائل : + / « فيه ».

(٧) الزهد ، ص ١٤٧ ، ح ٢١١ ، عن محمّد بن أبي عمير. ثواب الأعمال ، ص ٢٠٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : الأمالي للمفيد ، ص ١٤٩ ، المجلس ١٨ ، ح ٧ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٠ ، ح ٨٦٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٠٣٤٧.

(٨) في « د ، بر » والوافي : « فلا يجيئني ».

(٩) في « ز » : « عن ».

(١٠) في حاشية « ج » : « فأبكي ».

(١١) في « ب ، ص » : « فتذكرهم » بالتخفيف وهو جائز.

(١٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠١ ، ح ٨٦٣٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٤ ، ح ٨٧٦٤.

٣٣١

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ بُكَاءٌ (١) فَتَبَاكَ ». (٢)

٣١٣٨ / ٩. عَنْهُ (٣) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ سَعِيدِ (٤) بْنِ يَسَارٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي أَتَبَاكى فِي الدُّعَاءِ وَلَيْسَ لِي بُكَاءٌ؟

قَالَ : « نَعَمْ (٥) ، وَلَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ ». (٦)

٣١٣٩ / ١٠. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ،

__________________

(١) هكذا في « بر ، بف » وحاشية « د » والوافي والوسائل. وفي « ب ، د ، ص » : « إن لم تك بكّاءً فتباك ». وفي بعض النسخ والمطبوع : « لم تكن » وهو لايجتمع مع « البكاء » بضمّ الباء.

وفي شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٢٢٢ : « قوله : « إن لم تك بك بكاء فتباك » كذا ، الظاهر « إن لم تك » خطاب ، و « بكاء » بتشديد الكاف للمبالغة ، وهو من يقدر على البكاء بسهولة ، ويحتمل الغيبة وتخفيف الكاف وضمّ الباء ، و « كان » حينئذٍ تامّة ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٥٦ : « وفي بعض النسخ : إن لم يكن بك بكاء ، وهو ظاهر ؛ وفي بعضها : إن لم تك بكاء ، وفي بعضها : إن لم تكن بكاء ، وعلى الأخيرين يحتمل وجهين » ثمّ ذكر وجهاً واحداً وهو الذي نقلناه عن الشرح.

(٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠١ ، ح ٨٦٣٨ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٤ ، ح ٨٧٦٥.

(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(٤) في الوسائل : « سعد ». قال الاستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في تعليقته على السند : « ورد في رجال الشيخ ، ص ٢١٣ ، الرقم ٢٧٩٨ : « سعيد بن سنان بيّاع السابري » ... وكأنّ « يسار » هنا مصحّف « سنان » ومنشأ التصحيف شباهة اللفظين مع اشتهار سعيد بن يسار في تسلسل الأسناد ».

يؤيّد ما أفاده ، أنّ الخبر رواه المصنّف ـ مع زيادة يسيرة ـ في الكافي ، ح ٤٩٢٨ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن سعيد بيّاع السابري. قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام ، وأنّ سعيد بن يسار قد لُقِّب بالحنّاط. راجع : رجال النجاشيّ ، ص ١٨١ ، الرقم ٤٧٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨.

(٥) في مرآة العقول : « الاستفهام مقدّر. وقد لايقدّر ، فيقرأ « نِعْمَ » بكسر النون وسكون العين وفتح الميم فعل مدح. وهذا ممّا يشعر بالمعنى الأوّل ؛ فتأمّل ».

(٦) راجع : الأمالي للصدوق ، ص ٥٤٥ ، المجلس ٨١ ، ح ١٠ ؛ ثواب الأعمال ، ص ١٩٢ ، ح ١ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠١ ، ح ٨٦٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٤ ، ح ٨٧٦٦.

(٧) مرجع الضمير هو محمّد بن يحيى ، المذكور في سند الحديث ٨ ، كما هو واضح ، فليس في السند تعليق.

٣٣٢

قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِأَبِي بَصِيرٍ : « إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ ، أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا ، فَابْدَأْ (١) بِاللهِ ، وَمَجِّدْهُ (٢) ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَسَلْ (٣) حَاجَتَكَ ، وَتَبَاكَ (٤) وَلَوْ مِثْلَ (٥) رَأْسِ الذُّبَابِ ؛ إِنَّ أَبِي عليه‌السلام كَانَ يَقُولُ : إِنَّ (٦) أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ (٧) ». (٨)

٣١٤٠ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنْ لَمْ يَجِئْكَ الْبُكَاءُ فَتَبَاكَ ، فَإِنْ (٩) خَرَجَ مِنْكَ (١٠) مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ ، فَبَخْ بَخْ (١١) ». (١٢)

__________________

(١) في « ب » : « فابتدئ ».

(٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس » والوافي ومرآة العقول والوسائل : « فمجّده ».

(٣) في « د » والوافي : « واسأل ».

(٤) في « ص ، بر » وحاشية « ج ، بف » : « وتباكي ».

(٥) في « ز » : « بمثل ».

(٦) في شرح المازندراني : ـ / « إنّ ».

(٧) في مرآة العقول : « أقرب ، خبر « إنّ » و « ما » مصدريّة ، وإضافة الأقرب إلى الكون مع أنّه وصف الكائن على المجاز ، و « من » متعلّق بالقرب وليست تفضيليّة ، والواو في قوله : « وهو ساجد » حاليّة ، والجملة الحاليّة قائمة مقام خبر « إنّ » المحذوف بتقدير « في زمان السجود والبكاء » نظير أخطب ما يكون الأمير قائماً ».

(٨) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الثناء قبل الدعاء ، ح ٣١٤٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « سل حاجتك » مع اختلاف يسير. وفي كامل الزيارات ، ص ١٤٦ ، الباب ٥٨ ، ح ٤ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد باك » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٢ ، ح ٨٦٤١ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٤ ، ح ٨٧٦٧.

(٩) في « بر » والوافي والوسائل : « وإن ».

(١٠) في « بر » : ـ / « منك ».

(١١) « بخ » : كلمة تقال عند المدح والرضا بالشي‌ء وتكرّر للمبالغة. وهي مبنيّة على السكون ، فإن وَصَلتَ جَرَرتَ ونوَّنتَ ، فقلتَ : بخٍ بخٍ ، وربّما شدّدت. النهاية ، ج ١ ، ص ١٠١ ( بخ ).

(١٢) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب البكاء والدعاء في الصلاة ، ح ٤٩٢٨ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ، ح ١١٤٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٥٧ ، بسند آخر هكذا : « أيتباكى الرجل في الصلاة ، فقال : بخ بخ ، ولو مثل رأس الذباب ». راجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٣٥ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠١ ، ح ٨٦٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٥ ، ح ٨٧٦٨.

٣٣٣

١٦ ـ بَابُ الثَّنَاءِ قَبْلَ الدُّعَاءِ‌

(١) ٣١٤١ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ (٢) مِنْ (٣) رَبِّهِ شَيْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ حَتّى يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَالْمَدْحِ لَهُ ، وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثُمَّ يَسْأَلَ اللهَ حَوَائِجَهُ ». (٤)

٣١٤٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ فِي كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : أَنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ، فَإِذَا دَعَوْتَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَمَجِّدْهُ (٥) ».

قُلْتُ : كَيْفَ أُمَجِّدُهُ (٦)؟

قَالَ : « تَقُولُ : يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا فَعَّالاً (٧) لِمَا يُرِيدُ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى ، يَا مَنْ (٨) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ». (٩)

__________________

(١) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول : « باب » بدون العنوان. وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : باب البداية بالثناء. وعن بعضها : « إذا أراد أحدكم أن يسأل ربّه ».

(٢) في « ص » : + / « أحدكم ».

(٣) في « د ، بر » والوافي : ـ / « من ».

(٤) راجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الاشتغال بذكر الله عزّوجلّ ، ح ٣٢٠٧ ؛ وتحف العقول ، ص ٤٠٣ ، ضمن الحديث ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٥ ، ح ٨٦٤٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٩ ، ح ٨٧٨٢.

(٥) « المَجْد » في كلام العرب : الشَرف الواسع. ومجّده : شرّفه وعظّمه. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ( مجد ).

(٦) في « بر ، بف » والوافي : « نمجّده ».

(٧) في « د ، ز ، بر » : « فعّال ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي المطبوع : + / « هو ».

(٩) راجع : الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ، ح ٩٨٢ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٩ ، ح ٨٦٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨٠ ، ح ٨٧٨٤.

٣٣٤

٣١٤٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا هِيَ (١) : الْمِدْحَةُ ، ثُمَّ الثَّنَاءُ ، ثُمَّ الْإِقْرَارُ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ الْمَسْأَلَةُ (٢) ؛ إِنَّهُ وَاللهِ مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلاَّ بِالْإِقْرَارِ ». (٣)

٣١٤٤‌ / ٤. وَعَنْهُ (٤) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مِثْلَهُ (٥) إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « ثُمَّ الثَّنَاءُ ، ثُمَّ الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ ». (٦)

٣١٤٥ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (٧) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (٨) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْعُوَ فَمَجِّدِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ (٩) ـ وَاحْمَدْهُ وَسَبِّحْهُ وَهَلِّلْهُ وَأَثْنِ عَلَيْهِ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ (١٠) وَآلِهِ ، ثُمَّ‌

__________________

(١) مرجع الضمير بقرينة المقام « آداب الدعاء ».

(٢) في « ص » : « بالمسألة ».

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاعتراف بالذنوب والندم عليها ، ح ٢٩٥٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وتمام الرواية : « والله ما خرج عبد من ذنب بإصرار ، وما خرج عبد من ذنب إلاّبالإقرار » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٥ ، ح ٨٦٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨١ ، ح ٨٧٨٦.

(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٥) لفظ « مثله » في سياق « وعنه » مرفوع. وفي سياق « فلان عن فلان » منصوب.

(٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٥ ، ح ٨٦٤٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨١ ، ح ٨٧٨٦.

(٧) في أكثر النسخ وحاشية المطبوع : « الحسين بن عليّ ». وما ورد في « جف » وحاشية « بد ، بع ، جل » والمطبوع والوسائل من « الحسن بن عليّ » هو الصواب ، والمراد من الحسن بن عليّ هو الوشّاء ؛ فقد أكثر معلّى بن محمّد من الرواية عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، وتوسّط الوشّاء بين معلّى وبين حمّاد بن عثمان في عدّةٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٢٥٠ ـ ٢٥١ ، الرقم ١٢٥٠٦ ؛ وج ٥ ، ص ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(٨) في الكافي ، ح ٥١١٧ : « عن أبان بن عثمان ».

(٩) في الكافي ، ح ٥١١٧ : « الله فمجّده » بدل « فمَجّد الله عزّوجلّ ».

(١٠) في « ص » : « النبيّ محمّد ». وفي « بر ، بف » والكافي ، ح ٥١١٧ : ـ / « محمّد ». وفي حاشية « د » : ـ / « النبيّ ».

٣٣٥

سَلْ تُعْطَ ». (١)

٣١٤٦ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيُثْنِ عَلى رَبِّهِ وَلْيَمْدَحْهُ (٢) ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ مِنَ السُّلْطَانِ هَيَّأَ لَهُ مِنَ الْكَلَامِ أَحْسَنَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَةَ فَمَجِّدُوا اللهَ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ وَامْدَحُوهُ وَأَثْنُوا عَلَيْهِ ، تَقُولُ (٣) :

يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى ، وَيَا (٤) خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، يَا (٥) أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، يَا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَاوَلَداً (٦) ، يَا مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ، وَيَقْضِي مَا أَحَبَّ ، يَا مَنْ يَحُولُ (٧) بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ، يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ.

وَأَكْثِرْ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَإِنَّ أَسْمَاءَ اللهِ كَثِيرَةٌ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (٨) ، وَقُلِ : اللهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ مَا أَكُفُّ بِهِ وَجْهِي ، وَأُؤَدِّي بِهِ (٩) عَنْ (١٠) أَمَانَتِي ،

__________________

(١) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ، ذيل ح ٥١١٧. وفيه ، كتاب الصلاة ، باب البكاء ، ح ٣١٣٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع : الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الحوائج ، ح ٥٦٧٩ و ٥٦٨٠ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٦ ، ح ٨٦٥٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨١ ، ح ٨٧٨٧.

(٢) في حاشية « ج » : « وليحمده ».

(٣) في « ب ، بر » : « يقول ».

(٤) في « بف » والوافي : « يا » بدون الواو.

(٥) في « ب » : « ويا ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٦٩ : « ولا ولداً ، اتّخاذ الولد هو أن يجعل أحداً من عبيده بمنزلة الولد ، فذكر عدم‌الولد لا يغني عنه ».

(٧) في « بف » : « تحول ».

(٨) في « ب ، ز ، ص » والوافي والوسائل : « وآل محمّد » بدل « وآله ».

(٩) في شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٢٢٥ : « واؤْدي به عن أمانتي ، أي أقوى ، يقال : آدى يؤدي ـ كآوى يؤوي ـ إذاقوي ، و « عن » بمعنى « على ». وقراءة « اؤدّي » بتشديد الدال من التأدية وجعل « عن » زائدة احتمالٌ بعيدٌ. والمراد بالأمانة العبادات والقوّة عليها ، وأداؤها موقوف على الرزق ».

(١٠) في « ب ، ص » وحاشية « د ، بر ، بف » والوافي والوسائل : « عنّي ».

٣٣٦

وَأَصِلُ (١) بِهِ رَحِمِي ، وَيَكُونُ عَوْناً لِي فِي (٢) الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ».

وَقَالَ : « إِنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عَجَّلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ ، وَجَاءَ آخَرُ ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أَثْنى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سَلْ تُعْطَ (٣) ». (٤)

٣١٤٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ (٥) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ ، فَابْتَدَأَ (٦) قَبْلَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عَاجَلَ (٧) الْعَبْدُ رَبَّهُ ؛ ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ ، فَصَلّى وَأَثْنى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَلّى عَلى (٨) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سَلْ تُعْطَهُ (٩) ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : أَنَّ الثَّنَاءَ عَلَى اللهِ وَالصَّلَاةَ عَلى رَسُولِهِ (١٠) قَبْلَ‌

__________________

(١) في « ب ، د ، ز ، ص ، بس » : « واوصل ».

(٢) في « بر » وحاشية « ج ، بف » والوافي : « على ».

(٣) في « ج ، د ، ز » والوافي : « تعطه ». قال في المرآة : « كأنّ الهاء للسكت ».

(٤) التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٥ ، ح ٢٤٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن جعفر بن سماعة ، عن العيص ، من قوله : « يا أجود من أعطى » إلى قوله : « في الحجّ والعمرة » مع اختلاف يسير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٢٣ ، من قوله : « وقال : إنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٩ ، ح ٨٦٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٧٩ ، ح ٨٧٨٣.

(٥) في « ج ، بر ، بس ، بف ، جر » : « أبي كهمش » ، والمذكور في رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧٠ ؛ ورجال البرقي ، ص ٤٣ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٥٤١ ، الرقم ٨٨٨ ، هو أبوكهمس. وفي الرجال لابن داود ، ص ٣٦٩ ، الرقم ١٦٥٢ : أبوكهمش ، وكثرة التصحيف في هذا الكتاب لاتخفى على المتتبّع. هذا ، ولم نجد في ما تتبّعنا من الأسناد وكتب الرجال من يسمّى بكهمش ، أو كنّي بأبي كهمش.

(٦) في « بر » وحاشية « بف » والوافي : « وابتدأ ».

(٧) في الوسائل : « عجّل ».

(٨) في الوافي : + / « محمّد ».

(٩) في « ب ، بر » وحاشية « بف » : « تعط ».

(١٠) في « ج ، ز » : « على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٣٣٧

الْمَسْأَلَةِ ، وَأَنَّ أَحَدَكُمْ لَيَأْتِي الرَّجُلَ يَطْلُبُ الْحَاجَةَ ، فَيُحِبُّ أَنْ يَقُولَ لَهُ خَيْراً قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَهُ (١) حَاجَتَهُ ». (٢)

٣١٤٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : آيَتَانِ (٣) فِي كِتَابِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَطْلُبُهُمَا ، فَلَا (٤) أَجِدُهُمَا؟

قَالَ : « وَمَا هُمَا؟ ».

قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٥) فَنَدْعُوهُ وَلَانَرى إِجَابَةً (٦)

قَالَ : « أَفَتَرَى اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخْلَفَ (٧) وَعْدَهُ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمِمَّ (٨) ذلِكَ؟ » قُلْتُ : لَا أَدْرِي (٩) ، قَالَ (١٠) : « لكِنِّي أُخْبِرُكَ ، مَنْ أَطَاعَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيمَا أَمَرَهُ ، ثُمَّ دَعَاهُ (١١) مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ ، أَجَابَهُ ».

قُلْتُ : وَمَا جِهَةُ الدُّعَاءِ؟

قَالَ : « تَبْدَأُ (١٢) فَتَحْمَدُ (١٣) اللهَ ، وَتَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ ، ثُمَّ تَشْكُرُهُ ، ثُمَّ تُصَلِّي (١٤) عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ ، فَتُقِرُّ بِهَا ، ثُمَّ تَسْتَعِيذُ (١٥) مِنْهَا ، فَهذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ ».

__________________

(١) في « ج ، ز ، ص » والوافي : « أن يسأل ». وفي « بس » : « أن يطلب ».

(٢) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٧ ، ح ٨٦٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨٠ ، ح ٨٧٨٥.

(٣) في « ج ، ز ، ص ، بس » وحاشية « د ، بر » : « آيتين ».

(٤) في الوسائل : « ولا ».

(٥) غافر (٤٠) : ٦٠.

(٦) في « بر ، بف » : « الإجابة ».

(٧) في « ز » : + / « ما ».

(٨) في « ز » : « ممّ ». وفي حاشية « بر » : « فلم ».

(٩) في « بس » : + / « قلت ».

(١٠) في « د ، ص ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(١١) في « ز » : « دعا ».

(١٢) في « ص » : « يبدأ ».

(١٣) في « ص » : « فيحمد ».

(١٤) في « بس » : « يصلّى ».

(١٥) في « ب » وحاشية « ج ، د ، ز ، بر ، بف » والوافي والوسائل : « ثمّ تستغفر ». وفي « ص » : « ثمّ تستغفر الله ». وفي مرآة العقول : « وتستعيذ ».

٣٣٨

ثُمَّ قَالَ : « وَمَا الْآيَةُ الْأُخْرى؟ ».

قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ ) (١) وَإِنِّي أُنْفِقُ (٢) وَلَاأَرى (٣) خَلَفاً.

قَالَ : « أَفَتَرَى اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمِمَّ ذلِكَ؟ » قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ ، وَأَنْفَقَهُ (٤) فِي حِلِّهِ (٥) ، لَمْ يُنْفِقْ دِرْهَماً إِلاَّ أُخْلِفَ (٦) عَلَيْهِ ». (٧)

٣١٤٩ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ (٨) لَهُ (٩) دَعْوَتُهُ ، فَلْيُطِبْ (١٠) مَكْسَبَهُ (١١) ». (١٢)

١٧ ـ بَابُ الِاجْتِمَاعِ فِي الدُّعَاءِ‌

٣١٥٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ‌

__________________

(١) سبأ (٣٤) : ٣٩.

(٢) في حاشية « بف » : « انفقه ».

(٣) في « ز » : « ولاأدري ».

(٤) في « ز » : « وأنفق ».

(٥) في حاشية « ج ، د ، ز ، بر ، بف » والوافي : « حقّه ».

(٦) يقال : خَلَف الله لك خَلَفاً بخير ، وأخلف عليك خيراً ، أي أبدلك بما ذهب منك وعوّضك عنه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٧) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٦ ، ح ٨٦٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨١ ، ح ٨٧٨٨.

(٨) في « ب ، ج ، د » والوافي والوسائل : « أن تستجاب ».

(٩) في « ب ، د ، ز ، ص ، بف » والوافي والوسائل والجعفريّات : ـ / « له ».

(١٠) في الوافي والوسائل والجعفريّات : « فليطيّب ».

(١١) في الجعفريّات ، ص ٦٥ : « كسبه ».

(١٢) الجعفريّات ، ص ٦٥ ؛ وص ٢٢٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٨٤ ، ح ٨٦٠١ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٨٤ ، ح ٨٧٩٣.

٣٣٩

الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ رَهْطٍ (١) أَرْبَعِينَ رَجُلاً اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي أَمْرٍ (٢) إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ (٣) لَهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعِينَ ، فَأَرْبَعَةٌ (٤) يَدْعُونَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ (٥) ـ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ (٦) لَهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعَةً ، فَوَاحِدٌ يَدْعُو (٧) اللهَ (٨) أَرْبَعِينَ مَرَّةً ، فَيَسْتَجِيبُ (٩) اللهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ لَهُ (١٠) ». (١١)

٣١٥١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ (١٢) قَطُّ عَلى أَمْرٍ وَاحِدٍ ، فَدَعَوُا (١٣) اللهَ (١٤) ، إِلاَّ تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ ». (١٥)

٣١٥٢ / ٣. عَنْهُ (١٦) ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ،

__________________

(١) الرهط من الرجال : ما دون العشرة ، وقيل : إلى الأربعين. ولاتكون فيهم امرأة. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ( رهط ).

(٢) في « ب » : ـ / « الله عزّوجلّ في أمر ».

(٣) في « د ، ز ، ص ، بس ، بف » والوافي والوسائل : ـ / « الله ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٧٥ : « ... وقوله : فأربعة ، مجرور ، بدلاً من « الرهط » المحذوف بتقدير : فما من رهط أربعة. أو مرفوع بالابتداء ، و « يدعون » خبره. والمستثنى منه في قوله : « إلاّ استجاب » محذوف ، أي ما دعوا إلاّاستجاب ».

(٥) في « بس » : ـ / « الله عزّوجلّ ».

(٦) في « ص ، بس » : ـ / « الله ».

(٧) في « بس » : « يدعوه ».

(٨) في « ص » والوافي : ـ / « الله ».

(٩) في « بر ، بف » : « يستجيب ».

(١٠) في « ز ، ص » : ـ / « له ».

(١١) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٣ ، ح ٨٦٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠٣ ، ح ٨٨٥٤.

(١٢) في ثواب الأعمال : ـ / « رهط ».

(١٣) في « د » : « فدعوه ».

(١٤) في « ب ، ج ، د ، ص ، بس ، بف » والوافي : ـ / « الله ».

(١٥) ثواب الأعمال ، ص ١٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٠٣ ، ح ٨٦٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠٤ ، ح ٨٨٥٥.

(١٦) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

٣٤٠