أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٨٨
٢٩٥٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ زَيْدٍ الْقَتَّاتِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْباً ، فَنَدِمَ عَلَيْهِ ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ ؛ وَمَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً ، فَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ ». (١)
١٨٩ ـ بَابُ سَتْرِ الذُّنُوبِ
٢٩٥٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ مَوْلَى الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ :
سَمِعْتُهُ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُسْتَتِرُ (٢) بِالْحَسَنَةِ يَعْدِلُ (٣) سَبْعِينَ حَسَنَةً ، وَالْمُذِيعُ (٤) بِالسَّيِّئَةِ مَخْذُولٌ ، وَالْمُسْتَتِرُ بِالسَّيِّئَةِ (٥) مَغْفُورٌ لَهُ (٦) ». (٧)
٢٩٥٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَنْدَلٍ ، عَنْ يَاسِرٍ ، عَنِ الْيَسَعِ بْنِ حَمْزَةَ :
عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْمُسْتَتِرُ بِالْحَسَنَةِ يَعْدِلُ (٨) سَبْعِينَ
__________________
(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٨ ، ح ٣٦١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٢ ، ح ٢٠٩٨٥.
(٢) « المستتر » على بناء الفاعل ، والباء للتعدية. و « يعدل » على بناء المجرّد. وقيل : الباء للمصاحبة ، و « يعدل » على بناء التفعيل ، أي يسوّي ويحصّل. راجع : مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٨٦.
(٣) في « ص ، بف » والوافي وثواب الأعمال : « تعدل ». أي تعدل حسنته.
(٤) ذاع الخبر يذيع ذَيعاً وذُيوعاً وذَيْعُوعَة وذَيعاناً ، أي انتشر. وأذاعه غيره ، أي أفشاه. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢١١ ( ذيع ).
(٥) في شرح المازندراني : + / « بها ». وفي مرآة العقول : « بها » بدل « بالسيّئة ».
(٦) في « ب » : ـ / « له ».
(٧) ثواب الأعمال ، ص ٢١٣ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن عبّاس بن هلال ، عن الرضا عليهالسلام. وفي الاختصاص ، ص ١٤٢ ، مرسلاً عن العالم عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٠ ، ح ٣٥٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٣ ، ح ٢٠٩٩٠.
(٨) في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « تعدل ». أي تعدل حسنته.
حَسَنَةً (١) ، وَالْمُذِيعُ بِالسَّيِّئَةِ مَخْذُولٌ ، وَالْمُسْتَتِرُ بِهَا مَغْفُورٌ لَهُ (٢) ». (٣)
١٩٠ ـ بَابُ مَنْ يَهُمُّ بِالْحَسَنَةِ أَوِ (٤) السَّيِّئَةِ
٢٩٥٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام (٥) ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ جَعَلَ لآِدَمَ فِي ذُرِّيَّتِهِ (٦) : مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَلَمْ (٧) يَعْمَلْهَا ، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ (٨) ؛ وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَعَمِلَهَا ، كُتِبَتْ لَهُ (٩) عَشْراً (١٠) ؛ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا (١١) ، لَمْ تُكْتَبْ (١٢) عَلَيْهِ (١٣) ؛ وَمَنْ هَمَّ بِهَا وَ (١٤) عَمِلَهَا (١٥) ، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ ». (١٦)
__________________
(١) في الكافي ، ح ٦٠٨٩ : « حجّة ».
(٢) في « ه » : + / « بعد ذلك ».
(٣) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب من اعطي بعد المسألة ، ذيل ح ٦٠٨٩ الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٠ ، ح ٣٥٢٧.
(٤) في « ز ، ص ، ه ، بر » : « و » بدل « أو ».
(٥) في البحار : + / « أنّه ».
(٦) في الوسائل : + / « أنّ ».
(٧) في الوسائل : « فلم ».
(٨) يحتمل نصب « حسنة » بقرينة « عشراً » ، بأن يكون الضمير المستتر في « كتبت » راجعاً إلى الحسنة. وكذا فيما يأتي.
(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. في المطبوع : + / « بها ».
(١٠) في « بر » : « عشر ».
(١١) في « ب ، ز ، ه ، بس » والوسائل والبحار : ـ / « ولم يعملها ».
(١٢) في « بس » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « لم يكتب ».
(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + / « [ سيّئة ] ».
(١٤) في « ه » : ـ / « همّ بها و ».
(١٥) في « بر » والوافي : « عمل بها » بدل « همّ بها وعملها ».
(١٦) الزهد ، ص ١٤١ ، ح ١٩٦ ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « إذا همّ العبد بسيّئة لم تكتب عليه ، وإذا همّ بحسنة كتبت له ». وفي التوحيد ص ٤٠٨ ، ح ٧ ؛ والخصال ، ص ٤١٨ ، باب التسعة ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٤٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّ بن الحسين عليهمالسلام ، مع اختلاف وزيادة. تفسير العيّاشي ، ج ١ ،
٢٩٥٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (١) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَهُمُّ بِالْحَسَنَةِ وَلَا (٢) يَعْمَلُ بِهَا (٣) ، فَتُكْتَبُ (٤) لَهُ حَسَنَةٌ (٥) ، وَإِنْ (٦) هُوَ عَمِلَهَا ، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ (٧) حَسَنَاتٍ ؛ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَهُمُّ بِالسَّيِّئَةِ أَنْ يَعْمَلَهَا ، فَلَا يَعْمَلُهَا ، فَلَا تُكْتَبُ (٨) عَلَيْهِ ». (٩)
٢٩٥٩ / ٣. عَنْهُ (١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْعَوْسِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ السَّائِحِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ :
عَنْ أَبِيهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَلَكَيْنِ : هَلْ يَعْلَمَانِ بِالذَّنْبِ إِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْعَلَهُ (١١) ، أَوِ الْحَسَنَةِ؟
فَقَالَ : « رِيحُ الْكَنِيفِ وَرِيحُ (١٢) الطِّيبِ (١٣) سَوَاءٌ؟ » قُلْتُ (١٤) : لَا ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَمَّ بِالْحَسَنَةِ ، خَرَجَ نَفَسُهُ طَيِّبَ الرِّيحِ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ لِصَاحِبِ الشِّمَالِ : قِفْ (١٥) ، فَإِنَّهُ
__________________
ص ٣٨٧ ، ح ١٣٩ ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٢١ ، ح ٣٥١٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٩٨ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٥٢ ، ذيل ح ١٤.
(١) في « ز » : « أحمد بن محمّد أبي عبدالله ». (٢) في « ب » : « فلا ».
(٣) في « بس » : « يعملها » بدل « يعمل بها ».
(٤) في الوافي : « فكتبت ».
(٥) يحتمل نصب « حسنة ».
(٦) في « ز ، بس » والوافي والبحار : « فإن ».
(٧) يحتمل نصب « عشر ».
(٨) في « ج » : « فلايكتب ». وفي « ز » : « ولاتكتب ».
(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٢١ ، ح ٣٥١٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٩٩ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٥.
(١٠) الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن أبي عبدالله المذكور في السند السابق ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٨١٥.
(١١) في « ه » وحاشية « بر » والوافي : « أن يعمله ».
(١٢) في « ب ، بس » والوسائل : ـ / « ريح ».
(١٣) في « ب » : « الطيّب » بتشديد الياء. وفي مرآة العقول : « الطيّب ، بفتح الطاء وتشديد الياء ، أو بكسر الطاء. وكأنّ هذين ريحان معنويّان يجدهما الملائكة ».
(١٤) في « ه ، بر ، بف » والوافي : « فقلت ».
(١٥) هكذا في « ب ، ز ، ه ، بر ، بف » والوافي وصفات الشيعة. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قم ». وفي مرآة العقول : « قم ، أي أبعد عنه ، ليس لك شغل به ؛ أو كناية عن التوقّف وعدم الكتابة ، كما أنّ في بعض النسخ : « قف ». وقول صاحب الشمال : « قف » بهذا المعنى ».
قَدْ (١) هَمَّ بِالْحَسَنَةِ ؛ فَإِذَا (٢) فَعَلَهَا (٣) كَانَ لِسَانُهُ قَلَمَهُ ، وَرِيقُهُ مِدَادَهُ ، فَأَثْبَتَهَا (٤) لَهُ ؛ وَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ ، خَرَجَ نَفَسُهُ مُنْتِنَ (٥) الرِّيحِ ، فَيَقُولُ صَاحِبُ الشِّمَالِ لِصَاحِبِ الْيَمِينِ : قِفْ ، فَإِنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ ؛ فَإِذَا هُوَ (٦) فَعَلَهَا ، كَانَ (٧) لِسَانُهُ قَلَمَهُ ، وَرِيقُهُ مِدَادَهُ (٨) ، وَأَثْبَتَهَا (٩) عَلَيْهِ (١٠) ». (١١)
٢٩٦٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (١٢) عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ فُضَيْلِ (١٣) بْنِ عُثْمَانَ الْمُرَادِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَهْلِكْ عَلَى اللهِ بَعْدَهُنَّ إِلاَّ هَالِكٌ (١٤) :
__________________
(١) في « ج » : ـ / « قد ».
(٢) في « ج ، د ، ز ، ه ، بر ، بف » والوافي وصفات الشيعة : + / « هو ».
(٣) في « ه ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « عملها ».
(٤) في صفات الشيعة : « فيثبتها ».
(٥) « النَّتْن » : الرائحة الكريهة. وقد نَتِن الشيء وأنتن بمعنىً ، فهو مُنتِن ومِنْتِن. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢١٠ ( نتن ).
(٦) في شرح المازندراني : ـ / « هو ».
(٧) في « ب » : « كأنّه ».
(٨) في « بر » والوافي : « كان ريقه مداده ولسانه قلمه ». وفي الوافي : « إنّما جعل الريق واللسان آلة لإثبات الحسنة والسيّئة لأنّ بناء الأعمال إنّما هو على ما عقد في القلب من التكلّم بها ، وإليه الإشارة بقوله سبحانه : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [ فاطر (٣٥) : ١٥ ]. وهذا الريق واللسان الظاهر صورة لذلك المعنى كما قيل :
إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جُعل اللسان على الفؤاد دليلاً ». |
(٩) في « ز ، بر » وشرح المازندراني والوسائل والبحار : « فأثبتها ». وفي صفات الشيعة : « فيثبتها ».
(١٠) في « بر » وشرح المازندراني : « له ».
(١١) صفات الشيعة ، ص ٣٨ ، ح ٦٢ ، بسنده عن عليّ الناسخ ، عن عبدالله بن موسىبن جعفر عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى أبيه عليهالسلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٢٢ ، ح ٣٥١٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٧ ، ح ١٢٠ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٦.
(١٢) في « بر » : ـ / « محمّد بن ».
(١٣) هكذا في النسخ والطبعة القديمة والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « فضل ». وابن عثمان هذا يقال له : الفَضْل والفُضَيْل. راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٦٨ ، الرقم ٣٨٥٤ ؛ وص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٧٧.
(١٤) في مرآة العقول : « أربع ، مبتدأ والموصول بصلته خبر ، وتأنيث الأربع باعتبار الخصال ، أو الكلمات ، وقد
يَهُمُّ الْعَبْدُ بِالْحَسَنَةِ أَنْ يَعْمَلَهَا (١) ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَعْمَلْهَا ، كَتَبَ (٢) اللهُ لَهُ حَسَنَةً بِحُسْنِ نِيَّتِهِ ؛ وَإِنْ (٣) هُوَ عَمِلَهَا ، كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْراً.
وَيَهُمُّ بِالسَّيِّئَةِ أَنْ يَعْمَلَهَا ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا ، لَمْ يُكْتَبْ (٤) عَلَيْهِ شَيْءٌ (٥) ؛ وَإِنْ هُوَ عَمِلَهَا ، أُجِّلَ سَبْعَ سَاعَاتٍ ، وَقَالَ صَاحِبُ الْحَسَنَاتِ لِصَاحِبِ السَّيِّئَاتِ ـ وَهُوَ صَاحِبُ الشِّمَالِ ـ : لَا تَعْجَلْ ، عَسى أَنْ يُتْبِعَهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُوهَا ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٦) أَوِ الِاسْتِغْفَارِ (٧) ؛ فَإِنْ هُوَ (٨) قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَاإِلهَ إِلاَّ هُوَ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ ، الْغَفُورَ الرَّحِيمَ ، ذَا (٩) الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ ؛ وَإِنْ مَضَتْ سَبْعُ سَاعَاتٍ وَلَمْ يُتْبِعْهَا بِحَسَنَةٍ وَاسْتِغْفَارٍ (١٠) ، قَالَ
__________________
يكون المبتدأ نكرة إذا كان مفيداً ... واعلم أنّ الهلاك في قوله : يهلك ، بمعنى الخسران واستحقاق العقاب ، وفي قوله : هالك ، بمعنى الضلال والشقاوة الجبليّة. وتعديته بكلمة « على » إمّا بتضمين معنى الورود ، أي لم يهلك حين وروده على الله ، أو معنى الاجتراء ، أي مجترئاً على الله ، أو معنى العلوّ والرفعة ، كأنّ من يعصيه تعالى يترفّع عليه ويخاصمه. ويحتمل أن يكون « على » بمعنى « في » ، نحوه في قوله تعالى : ( عَلى حِينِ غَفْلَةٍ ) [ قصص (٢٨) : ١٥ ] ، أي في معرفته وأوامره ونواهيه ، أو بمعنى « من » بتضمين معنى الخبيثة ، كما في قوله تعالى : ( إِذَا اكْتالُوا عَلَى النّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) [ المطفّفين (٨٣) : ٢ ] ، أو بمعنى « عن » بتضمين معنى المجاوزة ، أو بمعنى « مع » ، أي حال كونه معه ومع ما هو عليه من اللطف والعناية ، كما قيل في قوله سبحانه : ( وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ ) [ الدخان (٤٤) : ٣٢ ] ، وجملة « بهم » إلى آخره استيناف بيانيّ ».
(١) هكذا في حاشية « د ، ز ، بج ، جك ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيعملها ». والصحيح ما أثبتناه ؛ فإنّ فرضالعمل لايجتمع مع قوله عليهالسلام : « فإن هو لم يعملها ». وأيضاً معه لامجال لقوله عليهالسلام : « وإن هو عملها » ، إلاّأن يراد من العمل الإشراف عليه.
(٢) في « ه » : « كتبت ».
(٣) في « ه ، بر » : « فإن ».
(٤) في « ه ، بر ، بف » : « لم تكتب ».
(٥) في « ه ، بر » والوافي : ـ / « شيء ».
(٦) هود (١١) : ١١٤.
(٧) في « ه » : « استغفار ». وهو عطف على « بحسنة ».
(٨) في « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول والوسائل : ـ / « هو ».
(٩) يجوز رفع « ذا » أيضاً على القطع عن الوصفيّة ، أو على التبعيّة بناء على رفع « عالم الغيب ».
(١٠) في « ج » : « ولا استغفار ».
صَاحِبُ الْحَسَنَاتِ لِصَاحِبِ السَّيِّئَاتِ : اكْتُبْ عَلَى الشَّقِيِّ الْمَحْرُومِ ». (١)
١٩١ ـ بَابُ التَّوْبَةِ
٢٩٦١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا تَابَ الْعَبْدُ (٢) تَوْبَةً نَصُوحاً (٣) أَحَبَّهُ اللهُ ، فَسَتَرَ (٤) عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».
فَقُلْتُ : وَكَيْفَ (٥) يَسْتُرُ (٦) عَلَيْهِ؟
قَالَ : « يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَيُوحِي (٧) إِلى جَوَارِحِهِ : اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ ، وَيُوحِي (٨) إِلى بِقَاعِ الْأَرْضِ : اكْتُمِي (٩) مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَيَلْقَى (١٠) اللهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ (١١) يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ ». (١٢)
__________________
(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٢٢ ، ح ٣٥١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٤ ، ح ٢٠٩٩١ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٧.
(٢) في ثواب الأعمال : + / « المؤمن ».
(٣) « التوبة النصوح » : الصادقة. وقال الجزري : في حديث ابيّ : سألت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن التوبة النصوح؟ قال : « هي الخالصة التي لايُعاوَد بعدها الذنبُ ». وفَعول من أبنية المبالغة يقع على الذكر والانثى ، فكأنّ الإنسان بالغ في نصح نفسه بها. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤١١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٣ ( نصح ). وللمزيد راجع : مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٧.
(٤) في « ز ، بف » : + / « الله ».
(٥) في « ب » : « فكيف ». وفي البحار : « كيف » بدون الواو.
(٦) في الوافي : + / « الله ».
(٧) في « ه ، بر » : « ثمّ يوحي ». وفي الوافي : « ثمّ يوحى الله ». وفي ثواب الأعمال : « وأوحى الله ».
(٨) في ثواب الأعمال : « وأوحى ».
(٩) في « بر ، بف » والوافي والبحار وثواب الأعمال : + / « عليه ».
(١٠) في الوافي : « ويلقى »
(١١) في « ه » : ـ / « شيء ».
(١٢) ثواب الأعمال ، ص ٢٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩١ ، ح ٣٦٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧١ ، ح ٢١٠٠٩ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٧ ، ح ١٢.
٢٩٦٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ ) (٢) قَالَ : « الْمَوْعِظَةُ : التَّوْبَةُ ». (٣)
٢٩٦٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) (٤) قَالَ : « يَتُوبُ الْعَبْدُ مِنَ الذَّنْبِ ، ثُمَّ لَايَعُودُ فِيهِ ».
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ : سَأَلْتُ عَنْهَا أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام ، فَقَالَ : « يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ (٥) ، ثُمَّ لَا يَعُودُ فِيهِ ، وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ تَعَالَى الْمُفَتَّنُونَ (٦) التَّوَّابُونَ ». (٧)
__________________
(١) هكذا في « بس ، بف » وظاهر « د ». وفي « ب ، ج ، ز ، ه ، بر » والمطبوع : « الخزّاز ». وتقدّم في الكافي ، ذيل ٧٥ ، أنّ الصواب في لقب أبي أيّوب هذا هو الخرّاز.
(٢) البقرة (٢) : ٢٧٥.
(٣) التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٥ ، ح ٦٨ ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥٢ ، ح ٥٠٥ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ٥٠٦ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩١ ، ح ٣٦٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٢ ، ح ٢١٠١٠.
(٤) التحريم (٦٦) : ٨.
(٥) في « ص » : « الذنوب ».
(٦) في « ب ، ز ، بس ، د » وشرح المازندراني : « المفتونون ». وفي « ص » : « المسيئون المنيبون ». وفي « ه ، بف » والوافي : « المنيبون ». و « الفتنة » : المحنة والبلاء. والجمع : فِتَن. والْمفْتَن : المُمْتَحَن أي يمتحِنه الله بالذنب ثمّ يتوب ، ثمّ يعود ، ثمّ يتوب. يقال : فَتَنْتُهُ أفْتِنُهُ فتْناً وفتوناً : إذا امْتَحَنْتَه. ويقال فيها : أفْتَنْته أيضاً ، وهو قليل. المصباح المنير ، ص ٤٦٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤١٠ ( فتن ).
(٧) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، من قوله : « قال محمّد بن الفضيل : سألت » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٢ ، ح ٣٦٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٢ ، ح ٢١٠١٢ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ح ٦٨.
٢٩٦٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً )؟ قَالَ : « هُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لَايَعُودُ فِيهِ (١) أَبَداً ».
قُلْتُ : وَأَيُّنَا لَمْ يَعُدْ؟
فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُفَتَّنَ (٢) التَّوَّابَ (٣) ». (٤)
٢٩٦٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، قَالَ :
« إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَعْطَى التَّائِبِينَ (٥) ثَلَاثَ خِصَالٍ (٦) لَوْ أَعْطى (٧) خَصْلَةً مِنْهَا جَمِيعَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنَجَوْا (٨) بِهَا :
قَوْلُهُ (٩) عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (١٠) فَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ. وَقَوْلُهُ : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) (١١) ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ
__________________
(١) في « ز ، ص ، ه ، بر ، بف » : « إليه ».
(٢) في « ه » : ـ / « المفتّن ». وفي « د » : « المفتتن ». وفي الزهد : « المقرّ ».
(٣) في « ه » : « التوّابين ».
(٤) الزهد ، ص ١٤١ ، ح ١٩٥ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٢ ، ح ٣٦٢٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٢ ، ح ٢١٠١١ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ح ٦٩.
(٥) في « ز » : « التوّابين ».
(٦) في مرآة العقول : « ثلاث خصال : الاولى : أنّه يحبّهم ؛ والثانية : أنّ الملائكة يستغفرون لهم ؛ والثالثة : أنّه عزّوجلّ وعدهم الأمن والرحمة ».
(٧) يجوز فيه بناء المفعول.
(٨) في « ز » : « لُانجوا ». وفي « بس » : « فنجوا ».
(٩) يجوز فيه وفيما يأتي نصبه بدلاً عن « ثلاث ».
(١٠) البقرة (٢) : ٢٢٢.
(١١) هكذا في القرآن ومرآة العقول والبحار ، ج ٦. وفي النسخ والمطبوع : ـ/ ( وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ).
وَذُرِّيّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). (١)
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلاّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) (٢) ». (٣)
٢٩٦٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ ، ذُنُوبُ الْمُؤْمِنِ (٤) إِذَا تَابَ مِنْهَا (٥) مَغْفُورَةٌ لَهُ ؛ فَلْيَعْمَلِ الْمُؤْمِنُ لِمَا (٦) يَسْتَأْنِفُ (٧) بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ؛ أَمَا وَاللهِ ، إِنَّهَا لَيْسَتْ (٨) إِلاَّ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ ».
قُلْتُ : فَإِنْ عَادَ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنَ (٩) الذُّنُوبِ ، وَعَادَ فِي التَّوْبَةِ (١٠)؟
فَقَالَ (١١) : « يَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ ، أَتَرَى الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ يَنْدَمُ عَلى (١٢) ذَنْبِهِ وَيَسْتَغْفِرُ (١٣)
__________________
(١) غافر (٤٠) : ٧ ـ ٩.
(٢) الفرقان (٢٥) : ٦٨ ـ ٧٠.
(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٣ ، ح ٣٦٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٣ ، ح ٢١٠١٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ح ٧٠ ؛ وج ٦٨ ، ص ٦ ، إلى قوله : ( وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ).
(٤) في « ه » : « المسلم ».
(٥) في « بس » : ـ / « منها ».
(٦) في « ز » : ـ / « لما ». وفي « ه » : « ما ».
(٧) في « بر » : « يُستأنف » على بناء المفعول. وهو جائز.
(٨) في الوافي : « ليس ».
(٩) في « ه ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « في ».
(١٠) في « ب » : ـ / « وعاد في التوبة ».
(١١) في « ج ، بس ، بف » والوسائل : « قال ».
(١٢) في حاشية « ص » : « في ».
(١٣) في « ب » : « فيستغفر الله ». وفي « ج ، د » والوافي والبحار : + / « الله تعالى ». وفي « ز » : + / « المؤمن ». وفي « ه ، بر ، بف » : + / « الله جلّ وعزّ ».
مِنْهُ وَيَتُوبُ ، ثُمَّ لَايَقْبَلُ اللهُ تَوْبَتَهُ؟! ».
قُلْتُ : فَإِنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ مِرَاراً ، يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ (١)؟
فَقَالَ : « كُلَّمَا عَادَ (٢) الْمُؤْمِنُ بِالِاسْتِغْفَارِ (٣) وَالتَّوْبَةِ ، عَادَ (٤) اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ؛ فَإِيَّاكَ (٥) أَنْ تُقَنِّطَ (٦) الْمُؤْمِنِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ». (٧)
٢٩٦٧ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ (٨) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ ) (٩) ( مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (١٠)
قَالَ : « هُوَ الْعَبْدُ يَهُمُّ (١١) بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + / « [ الله ] ».
(٢) في « ب » : « أعاد ».
(٣) في « ب » : « الاستغفار ».
(٤) في « ب » : « أعاد ».
(٥) في « ه » : « وإيّاك ».
(٦) يجوز فيه بناء الإفعال والتفعيل. و « القنوط » : الإياس من رحمة الله تعالى. يقال : قَنَط يقنط قنوطاً ، وقنِطَ يَقْنَط. المفردات للراغب ، ص ٦٨٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١٧ ( قنط ).
(٧) المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٢ ، عن أحدهما عليهماالسلام ، إلى قوله : « إنّها ليست إلاّلأهل الإيمان » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٣ ، ح ٣٦٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٩ ، ح ٢١٠٣٣.
(٨) في « ه ، بر » والوافي : « قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام » بدل « عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته ».
(٩) طيف الشيطان وطائفه : إلمامه بمسّ أو وسوسة. وقال ابن الأثير : « أصل الطيف : الجنون ، ثمّ استعمل في الغضب ومسّ الشيطان ووسوسته ، ويقال له : طائف ». وقال البيضاوي : « أي لمّة منه ، وهو اسم فاعل من طاف يطوف ، كأنّها طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر أن تؤثّر فيهم ، أو من طاف به الخيال يطيف طيفاً ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥٣ ( طيف ) ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٣ ، ص ٨٥ ، ذيل الآية المزبورة.
(١٠) الأعراف (٧) : ٢٠١.
(١١) في مرآة العقول : « يهمّ ، بالضمّ ، أي يقصد. وقيل : بالكسر من الهميم ، وهو الذهاب في طريق. فالباءللملابسة. أو بناء المجهول من الإفعال ، والباء للآلة من الإهمام ، وهو الإزعاج. ولايخفى بعدهما ».
يَتَذَكَّرُ (١) فَيُمْسِكُ ، فَذلِكَ (٢) قَوْلُهُ (٣) : ( تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) ». (٤)
٢٩٦٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ (٥) ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ (٦) اللهَ تَعَالى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ (٧) وَزَادَهُ (٨) فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ ، فَوَجَدَهَا ؛ فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا ». (٩)
٢٩٦٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ (١٠) الْمُفَتَّنَ (١١) التَّوَّابَ ، وَمَنْ
__________________
(١) في « ب » : « فيذكر » بدل « ثمّ يتذكّر ».
(٢) في « ه » والوافي : « وذلك ».
(٣) في « بس » : « قول الله ».
(٤) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٤٤ ، ح ١٣٠ ، عن أبي بصير ؛ وفيه ، ح ١٢٨ ، عن زيد بن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ١٢٩ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٥٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٠ ، ح ٣٦٢٣ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤٠ ، ح ٧٢ ؛ وج ٧٠ ، ص ٢٧٢ ، إلى قوله : « ثمّ يتذكّر فيمسك ».
(٥) في « ج ، د ، ز ، بف » : ـ / « الحذّاء ». وفي « بس » : ـ / « عن أبي عبيدة الحذّاء ». وهو سهو ، كما تشهد به طبقة عمر بن اذينة الراوي عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٢١ ، وص ٤٧ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٥٤ ، الرقم ٣٥٧٣ ؛ وص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٥٥ ؛ وص ٣٣٩ ، الرقم ٥٠٤٧.
(٦) في « ص ، ه » : ـ / « إنّ ».
(٧) « الراحلة » : المركب من الإبل ، ذكراً كان أو انثى. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٦٣ ( رحل ).
(٨) في « ح ، ص ، ه ، بس » وشرح المازندراني : « ومزاده ». والمَزادُ : آلة يستقى فيها الماء ، أو يحمل فيها الماء ، ويقال : البعير يحمل الزاد والمزاد ، أي الطعام والشراب. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٩٩ ( زيد ) ؛ المصباح المنير ، ص ٢٦٠ ( زود ).
(٩) الزهد ، ص ١٤٢ ، ح ١٩٨ ، عن عليّ بن المغيرة ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٤ ، ح ٣٦٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٣ ، ح ٢١٠١٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤٠ ، ح ٧٣.
(١٠) في « ه » والبحار : ـ / « العبد ».
(١١) في « ز » : « المفتتن ».
لَا يَكُونُ (١) ذلِكَ مِنْهُ كَانَ أَفْضَلَ ». (٢)
٢٩٧٠ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (٣) ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ (٤) بَيَّاعِ الْأَرُزِّ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَاذَنْبَ لَهُ ، وَالْمُقِيمُ (٥) عَلَى الذَّنْبِ (٦) وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ (٧) مِنْهُ كَالْمُسْتَهْزِىِ ». (٨)
٢٩٧١ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْحى إِلى دَاوُدَ عليهالسلام : أَنِ ائْتِ عَبْدِي دَانِيَالَ ، فَقُلْ لَهُ : إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « لم يكن ».
(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٢ ، ح ٣٦٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٠ ، ح ٢١٠٣٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤٠ ، ح ٧٤.
(٣) عليّ بن النعمان ومحمّد بن سنان ، كلاهما من مشايخ أحمد بن محمّد ، وهو ابن عيسى ، وقد أكثر أحمد منالرواية عنهما ، ووردت في بعض الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عنهما متعاطفين ، كما في الكافي ، ح ١٧٩٩ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٢٨ ، ح ٥٨١ ؛ وج ٥ ، ص ٢٣٥ ، ح ٧٩٣. فلايبعد أن يكون الصواب في ما نحن فيه أيضاً « ومحمّد بن سنان ».
(٤) هكذا في « ج ، د ، ه ، بر ، بس ، بف » والوسائل والوافي. وفي « ب ، ز ، جر » وحاشية « بر ، بف » : « يوسف بن أبي يعقوب ». وفي المطبوع : « يوسف [ بن ] أبي يعقوب ». والمعهود المتكرّر في تكنية المسمَّيْنَ بيوسف ، هو أبو يعقوب.
(٥) في « بر » : « والمصرّ ».
(٦) في « ب » : « ذنب ».
(٧) في « ه ، بر » والوافي : « يستغفر ».
(٨) الخصال ، ص ٥٤٣ ، أبواب الأربعين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ٣٤٧ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى قوله : « كمن لاذنب له » الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٤ ، ح ٣٦٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٤ ، ح ٢١٠١٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤١ ، ح ٧٥.
لَكَ ، فَإِنْ أَنْتَ (١) عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ.
فَأَتَاهُ دَاوُدُ عليهالسلام ، فَقَالَ : يَا دَانِيَالُ ، إِنَّنِي (٢) رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ (٣) إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ ، فَإِنْ أَنْتَ (٤) عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ.
فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ : قَدْ أَبْلَغْتَ (٥) يَا نَبِيَّ اللهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَامَ دَانِيَالُ ، فَنَاجى رَبَّهُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّكَ أَخْبَرَنِي عَنْكَ (٦) أَنَّنِي (٧) قَدْ عَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي ، وَعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي ، وَعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي ، وَأَخْبَرَنِي عَنْكَ (٨) أَنِّي (٩) إِنْ عَصَيْتُكَ الرَّابِعَةَ لَمْ تَغْفِرْ لِي ، فَوَعِزَّتِكَ (١٠) لَئِنْ لَمْ تَعْصِمْنِي (١١) لَأَعْصِيَنَّكَ ، ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ ، ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ (١٢) ». (١٣)
٢٩٧٢ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ (١٤) ، قَالَ :
__________________
(١) في « ز » : ـ / « أنت ».
(٢) في « ب ، ص ، ه » والوافي والبحار والزهد : « إنّي ».
(٣) في « ه » والوافي : + / « يا دانيال ». وفي الوافي بدون « لك ».
(٤) في « بف » : ـ / « أنت ».
(٥) في « ب ، ه » والوافي : « قد بلّغت ».
(٦) في « ز » : ـ / « عنك ».
(٧) في « ه ، بر » والوافي والبحار : « أنّي ».
(٨) في « ز ، ه » : ـ / « عنك ».
(٩) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي « ز » : ـ / « أنّي ». وفي المطبوع : « أنّني ».
(١٠) في « ج ، د ، ص ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار : + / « وجلالك ». وفي « ه » : « وعزّتك ». وفي « بر » : « وعزّتك وجلالك ».
(١١) في « ص » والوافي : + / « فإنّي ».
(١٢) في « ب » : ـ / « ثمّ لأعصينّك ». وفي مرآة العقول : « العصيان محمول على ترك الأولى ؛ لأنّ دانيال عليهالسلام كان من الأنبياء ، وهم معصومون من الكبائر والصغائر عندنا. وقوله : « لئن لم تعصمني لأعصينّك » فيه مع الإقرار بالتقصير اعترافٌ بالعجز عن مقاومة النفس وأهوائها ، وحثٌّ على التوسّل بذيل الألطاف الربّانيّة ، والاستعاذة من التسويلات النفسانيّة والوساوس الشيطانيّة ».
(١٣) الزهد ، ص ١٤٣ ، ح ٢٠٤ ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي الوافي ، ج ٥ ، ص ١١٠١ ، ح ٣٦٤٨ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٩.
(١٤) روى المصنّف الخبر ـ باختلاف يسير ـ في أوّل الباب ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً ، أَحَبَّهُ اللهُ ، فَسَتَرَ (١) عَلَيْهِ ». فَقُلْتُ : وَكَيْفَ (٢) يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟
قَالَ (٣) : « يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَانَا يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ ، وَيُوحِي (٤) اللهُ (٥) إِلى جَوَارِحِهِ وَإِلى بِقَاعِ الْأَرْضِ : أَنِ (٦) اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ ، فَيَلْقَى اللهَ (٧) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ ». (٨)
٢٩٧٣ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ (٩) ، كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِضَالَّتِهِ (١٠) إِذَا وَجَدَهَا ». (١١)
__________________
وهب ، وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢١٠٣ ، أنّ معاوية بن وهب ، جدّ موسى بن القاسم. وأنّه قد اشتبه موسى بن القاسم في بعض النسخ بالقاسم بن يحيى الراوي عن جدّه الحسن بن راشد ، كثيراً. والظاهر في سندنا هذا أيضاً زيادة « الحسن بن راشد عن ». يؤيّد ذلك أنّا لمنجد ـ مع الفحص الأكيد ـ رواية الحسن بن راشد ، عن معاوية بن وهب في موضع.
(١) في « ز » : « وستر ».
(٢) في « ب » : « فكيف ».
(٣) في « ب ، بس » : « فقال ».
(٤) في « بر » : « وأوحى ».
(٥) في « ب ، بس » : ـ / « الله ».
(٦) في « ه » : ـ / « أن ».
(٧) في « ب » : + / « عليه ».
(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩١ ، ح ٣٦٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧١ ، ذيل ح ٢١٠٠٩.
(٩) في « ه ، بر » والوافي : « عباده المؤمنين إذا تابوا ».
(١٠) الأصل في « الضَّلال » : الغَيبة ، ومنه قيل للحيوان الضائع : ضالّة ، للذكر والانثى. والجمع : الضوالّ. ويقال لغير الحيوان : ضائع ولُقطة. المصباح المنير ، ص ٣٦٣ ( ضلل ).
(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٩٤ ، ح ٣٦٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧٣ ، ح ٢١٠١٥.
١٩٢ ـ بَابُ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذَّنْبِ (١)
٢٩٧٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (٢) عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً أُجِّلَ مِنْ غُدْوَةٍ (٣) إِلَى اللَّيْلِ ، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ (٤) لَمْ يُكْتَبْ (٥) عَلَيْهِ ». (٦)
٢٩٧٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَ (٧) أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً أُجِّلَ فِيهَا سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ ، فَإِنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَاإِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ (٨) الْقَيُّومُ (٩) ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ لَمْ تُكْتَبْ (١٠)
__________________
(١) في مرآة العقول : « الذنوب ».
(٢) في « ه ، بر ، بف » وحاشية « ز » : « أبا جعفر ».
(٣) في البحار : « غداة ». و « الغُدوة » : ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. المصباح المنير ، ص ٤٤٣ ( غدا ).
(٤) في « ه » : ـ / « الله ».
(٥) في الوسائل : « لم تكتب ».
(٦) الزهد ، ص ١٣٩ ، ح ١٩١ ، عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٩ ، ح ٣٥١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٥ ، ح ٢٠٩٩٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤١ ، ح ٧٦.
(٧) في السند تحويل بعطف « أبوعليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان » على « عليّ بن إبراهيم ـ وهو مرجع الضمير ـ عن أبيه ، عن ابن أبي عمير » ؛ فقد روى محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى كتاب أبي أيّوب الخرّاز ، وتكرّرت روايتهما عنه في الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ١٨ ، الرقم ١٣ ؛ معجم الرجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٩٩.
(٨) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٠٧ : « الحيّ ، إما منصوب صفة للجلالة ، أو مرفوع ببدليّة الخبر ، أو كونه خبرمبتدأ محذوف ».
(٩) في الوافي : + / « وأتوب إليه ».
(١٠) في « ب ، ج ، ز ، ه ، بر ، بف » والوافي والزهد : « لم يكتب ». وفي مرآة العقول : « يحتمل أن يكون المراد بالاستغفار التوبة بشرائطها وأن يكون محض طلب المغفرة ، وهو أظهر. وقد يقال : الفرق بين التوبة
عَلَيْهِ ». (١)
٢٩٧٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً (٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعَبْدُ (٣) الْمُؤْمِنُ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً أَجَّلَهُ اللهُ (٤) سَبْعَ سَاعَاتٍ ، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ (٥) لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ (٦) ؛ وَإِنْ مَضَتِ السَّاعَاتُ وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ ، كُتِبَتْ (٧) عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَذْكُرُ (٨) ذَنْبَهُ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً حَتّى يَسْتَغْفِرَ رَبَّهُ ، فَيَغْفِرَ (٩) لَهُ ،
__________________
والاستغفار أنّ التوبة ترفع عقوبة الذنوب ، والاستغفار طلب الغفر والستر عن الأغيار ، كيلا يعلمه أحد ولايكون عليه شاهد ».
(١) الزهد ، ص ١٤١ ، ح ١٩٤ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٩ ، ح ٣٥١١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٥ ، ذيل ح ٢٠٩٩٢.
(٢) ظاهر لفظة « جميعاً » رواية محمّد بن يحيى وأبي عليّ الأشعري وإبراهيم بن هاشم والد عليّ ، عن الحسينبن إسحاق ، لكن سيأتي الطريق إلى عليّ بن مهزيار في الحديث التاسع من الباب هكذا : « أبو عليّ الأشعري ومحمّد بن يحيى جميعاً عن الحسين بن إسحاق وعليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعاً ، عن عليّ بن مهزيار ». فعليه الراوي عن عليّ بن مهزيار اثنان : وهما الحسين بن إسحاق وإبراهيم بن هاشم والد عليّ ، والطرق إلى ابن مهزيار ثلاثة : أبوعليّ الأشعري ، عن الحسين بن إسحاق ؛ محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ؛ عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.
والأمر في ما نحن فيه أيضاً هكذا ، ففي تأدية المراد من لفظة « جميعاً » قصور. ويؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن إسحاق في موضع ، والراوي عنه في ما تتبّعنا من الأسناد في الكتب وغيرها محمّد بن يحيى وأبوعليّ الأشعري أحمد بن إدريس. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤٠٩ ـ ٤١٠.
(٣) في « ب » : « إنّ العبد ».
(٤) في « بس » : ـ / « الله ».
(٥) في « ز ، ه ، بف » والوافي : ـ / « الله ».
(٦) في البحار : ـ / « شيء ».
(٧) في « بر » والوسائل : « كتب ».
(٨) يجوز فيه البناء على المفعول ، واختاره في مرآة العقول ، واستبعد المجرّد.
(٩) يجوز رفعه بأن لايكون داخلاً في الغاية ، كما يجوز فيه البناء على المفعول.
وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَنْسَاهُ (١) مِنْ سَاعَتِهِ (٢) ». (٣)
٢٩٧٧ / ٤. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتُوبُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ».
فَقُلْتُ (٥) : أَكَانَ (٦) يَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؟
قَالَ (٧) : « لَا ، وَلكِنْ كَانَ يَقُولُ : أَتُوبُ إِلَى اللهِ ».
قُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ يَتُوبُ وَلَايَعُودُ (٨) ، وَنَحْنُ نَتُوبُ وَنَعُودُ.
فَقَالَ (٩) : « اللهُ الْمُسْتَعَانُ ». (١٠)
__________________
(١) يجوز فيه بناء المجرّد والمجهول من الإفعال ، كما في مرآة العقول. وقال فيه : « ذكر المؤمن من لطفه سبحانه ، ونسيان الكافر من سلب لطفه تعالى عنه ليؤاخذه بالكفر والذنب جميعاً. وحمل الكفر على كفر النعمة وكفر المخالفة ـ بناءً على أنّ كفر الجحود لاينفع معه التوبة عن الذنب والاستغفار إلاّعن الكفر بعيدٌ ؛ لأنّ الكفر ـ بالمعنيين الأوّلين يجامع الإيمان أيضاً ، إلاّأن يحمل الإيمان على الكامل ».
(٢) في « ز » : « ساعاته ».
(٣) الزهد ، ص ١٤٣ ، ح ٢٠١ ؛ الخصال ، ص ٤١٨ ، باب التسعة ، ح ١١ ، مع زيادة في أوّله ، إلى قوله : « كتبت عليه سيّئة » وفيه : « اجّل تسع ساعات » وفيهما بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٢٠ ، ح ٣٥١٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٥ ، ح ٢٠٩٩٥ ، إلى قوله : « كتبت عليه سيّئة » ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٤١ ، ح ٧٧.
(٤) في « ه ، بف ، جر » وحاشية « ز » : + / « بن سماعة ».
(٥) في « ج ، د ، ص ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : « قلت ».
(٦) في شرح المازندراني : « كان » بدون الهمزة.
(٧) في « ه ، بر » والوافي : « فقال ».
(٨) في « ه ، بف » : « ولايعاود ».
(٩) في « ه » والوافي والوسائل : « قال ».
(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب نادر ، ذيل ح ٣٠١١ ؛ وقرب الإسناد ، ص ١٦٨ ، ذيل ح ٦١٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتوب إلى الله في كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب ». وفي الزهد ، ص ١٤٢ ، ح ١٩٩ ؛ والكافي ، كتاب الدعاء ، باب الاستغفار ، ح ٣٢٢٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « كان يقول : أتوب إلى الله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٦٢ ، ح ٨٥٤٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٤ ، ح ٢١٠٤٧.
٢٩٧٨ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً أُجِّلَ فِيهَا سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ ، فَإِنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَاإِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ (١) الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ لَمْ تُكْتَبْ (٢) عَلَيْهِ (٣) ». (٤)
٢٩٧٩ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ بَيَّاعِ الْأَكْسِيَةِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيَذْكُرُ (٥) بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ (٦) مِنْهُ (٧) ، فَيَغْفِرُ (٨) لَهُ ، وَإِنَّمَا يُذَكِّرُهُ (٩) لِيَغْفِرَ لَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيَنْسَاهُ (١٠) مِنْ سَاعَتِهِ ». (١١)
٢٩٨٠ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُقَارِفُ (١٢) فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ،
__________________
(١) يجوز فيه النصب أيضاً ؛ صفة لـ « الله ».
(٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ه ، بر » والوافي : « لم يكتب ».
(٣) في « ص ، بر » : + / « شيء ».
(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٩ ، ح ٣٥١١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٥ ، ح ٢٠٩٩٢.
(٥) يجوز فيه البناء على المفعول من التفعيل.
(٦) في الوسائل والأمالي : ـ / « الله ».
(٧) في « ص ، بر ، بف » : ـ / « منه ».
(٨) في « ز » : « ليغفر ». ويجوز فيه البناء على المفعول.
(٩) يجوز فيه البناء على المجرّد.
(١٠) يجوز فيه البناء على الفاعل من المجرّد والمفعول من الإفعال.
(١١) الأمالي للطوسي ، ص ٦٩٤ ، المجلس ٣٩ ، ح ٢٠ ، بسنده عن الحسن بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن رجل ، عن أيّوب بن الحرّ ، عن معاذ بن ثابت الفرّاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٨ ، ح ٣٦١٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨١ ، ح ٢١٠٣٩.
(١٢) قرف الذنب واقترفه : إذا عَمِله. وقارف الذنبَ وغيره : إذا داناه ولاصقه. النهاية ، ج ٤ ، ص ٤٥ ( قرف ).
فَيَقُولُ ـ وَهُوَ نَادِمٌ ـ : "أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَاإِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ (١) الْقَيُّومُ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، ذُو (٢) الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٣) ، وَأَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ" إِلاَّ غَفَرَهَا (٤) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٥) ، وَلَاخَيْرَ فِيمَنْ يُقَارِفُ فِي يَوْمٍ (٦) أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ». (٧)
٢٩٨١ / ٨. عَنْهُ (٨) ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعُوهُ ، قَالُوا (٩) :
قَالَ (١٠) : « لِكُلِّ شَيْءٍ (١١) دَوَاءٌ ، وَدَوَاءُ الذُّنُوبِ الِاسْتِغْفَارُ (١٢) ». (١٣)
٢٩٨٢ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً (١٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصٍ ، قَالَ :
__________________
(١) يجوز فيه النصب أيضاً صفة لـ « الله ».
(٢) في « ب ، ج ، د ، ص ، ه ، بر ، بف » : « ذا ».
(٣) في الوسائل : « آله » بدل « آل محمّد ».
(٤) في « ز » : « غفر ».
(٥) في « بف » : ـ / « له ».
(٦) في « ب ، ج ، د ، بس ، بف » والوسائل : « يومه ». وفي « ه ، بر » والوافي وثواب الأعمال : « كلّ يوم ».
(٧) ثواب الأعمال ، ص ٢٠٢ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ؛ الخصال ، ص ٥٤٠ ، أبواب الأربعين وما فوقه ، ح ١٢ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٧ ، ح ٣٦١٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٠٦٦٧.
(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.
(٩) في « ه ، بر » : ـ / « قالوا ».
(١٠) في « بس » : ـ / « قال ». وفي مرآة العقول : « والظاهر أنّ ضمير « قال » للصادق أو الباقر عليهماالسلام ».
(١١) في الوسائل وثواب الأعمال : « داء » بدل « شيء ».
(١٢) في الجعفريّات : + / « فإنّها ممحاة ».
(١٣) الجعفريّات ، ص ٢٢٨ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٩٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٧ ، ح ٣٦١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٥ ، ح ٢٠٩٩٣ ؛ وص ٨٥ ، ح ٢١٠٤٨.
(١٤) أشرنا إلى كيفيّة وقوع التحويل في سند ح ٣ من نفس الباب ، فلاحظ.
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُذْنِبُ ذَنْباً إِلاَّ أَجَّلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ ؛ فَإِنْ هُوَ تَابَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَإِنْ (١) هُوَ (٢) لَمْ يَفْعَلْ كَتَبَ اللهُ (٣) عَلَيْهِ سَيِّئَةً ».
فَأَتَاهُ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ ، فَقَالَ لَهُ : بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً (٤) إِلاَّ أَجَّلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ؟
فَقَالَ (٥) : « لَيْسَ هكَذَا قُلْتُ (٦) ، وَلكِنِّي (٧) قُلْتُ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ ، وَكَذلِكَ كَانَ قَوْلِي ». (٨)
٢٩٨٣ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ قَالَ : "أَسْتَغْفِرُ اللهَ" مِائَةَ مَرَّةٍ فِي كُلِّ (٩) يَوْمٍ ، غَفَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ سَبْعَمِائَةِ ذَنْبٍ ، وَلَاخَيْرَ فِي عَبْدٍ يُذْنِبُ فِي كُلِّ (١٠) يَوْمٍ (١١) سَبْعَمِائَةِ ذَنْبٍ ». (١٢)
__________________
(١) في « ب » : « فإن ».
(٢) في « ج » والزهد : ـ / « هو ».
(٣) في « ب ، ه ، بر ، بف » والوافي والوسائل : « كُتِبَ ». وفي « ج ، د ، ص ، بس » وحاشية « ز » والزهد : « كُتِبَتْ » بدل « كتب الله ».
(٤) في « بس » : ـ / « ذنباً ».
(٥) في « ب » : + / « لي ». وفي « بس » : + / « له ».
(٦) في « ه » : ـ / « قلت ».
(٧) في « ه ، بر » : « ولكن ».
(٨) الزهد ، ص ١٣٩ ، ح ١٨٩ ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن حفص. وفي قرب الإسناد ، ص ٢ ، ح ٣ و ٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهماالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٩ ، ح ٣٥١٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦٦ ، ح ٢٠٩٩٦.
(٩) في « ب ، د » والوسائل : ـ / « كلّ ».
(١٠) في « بس » وشرح المازندراني والوسائل : ـ / « كلّ ».
(١١) في « ب » : ـ / « في كلّ يوم ».
(١٢) الخصال ، ص ٥٨١ ، أبواب الخمسين ومافوقه ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف يسير. ثواب الأعمال ، ص ١٩٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٨ ، ح ٣٦١٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٢١٠٤٩.