الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ )؟ فَقَالَ هُوَ (١) : « ( وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٢) » قَالَ (٣) : قُلْتُ : لَيْسَ (٤) هذَا أَرَدْتُ ، أَرَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً عليه‌السلام وَأَشْبَاهَهُ مِنْ (٥) أَهْلِ بَيْتِهِ عليهم‌السلام مِنْ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللهِ فِي (٦) كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ (٧) ». (٨)

٣٠١٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) (٩) أَرَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً عليه‌السلام

__________________

(١) في « ز » : + / « هكذا ». وقوله : « فقال هو » ، أي أبوعبدالله عليه‌السلام. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٧٦ ؛ مرآةالعقول ، ج ١١ ، ص ٣٤٦.

(٢) الشورى (٤٢) : ٣٠.

(٣) في « بر » : ـ / « قال ».

(٤) في « ز » وشرح المازندراني : « وليس ».

(٥) في « ص » : « عن ».

(٦) في الوسائل وقرب الإسناد : ـ / « في ».

(٧) في مرآة العقول : « لعلّه لمّا اكتفى ببعض الآية كان موهماً لأن يكون نسي تتمّة الآية ، فقرأها عليه‌السلام ؛ أو موهماً لأنّه توهّم أنّ كلّ ذنب لابدّ أن يبتلى الإنسان عنده ببليّة ، فقرأ عليه‌السلام تتمّة الآية لرفع هذا التوهّم ... ويحتمل أن يكون قرأ تتمّة الآية لبيان سعة رحمة الله ، ولم يكن مبنيّاً على توهّم. وقوله « أرأيت » أي أخبرني. وجوابه عليه‌السلام يحتمل وجهين : الأوّل : أنّ استغفار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن لحطّ الذنوب ، بل لرفع الدرجات ؛ فكذا ابتلاؤهم عليه‌السلام ليس لكفّارة الذنوب ، بل لكثرة المثوبات ورفع الدرجات ؛ فالخطاب في الآية متوجّه إلى غير المعصومين بقرينة « فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » كما عرفت. والثاني : أنّ المعنى أنّ استغفار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لترك الأولى وترك العبادة الأفضل إلى الأدنى وأمثال ذلك ؛ فكذا ابتلاؤهم كان لتدارك ذلك. والأوّل أظهر ».

(٨) قرب الإسناد ، ص ١٦٨ ، ح ٦١٨ ، عن محمّد بن الوليد ، عن عبدالله بن بكير. وفي الزهد ، ص ١٤٢ ، ضمن ح ١٩٩ ؛ والكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغفار من الذنب ، ح ٢٩٧٧ ؛ وكتاب الدعاء ، باب الاستغفار ، ح ٣٢٢٥ ، بسند آخر ، وفي كلّها من قوله : « فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٨ ، ح ٣٥٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٢١٠٥٠ ، من قوله : « فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٩) في « ج ، ز ، ص ، ه‍ » والوافي والمعاني : + / « وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ». وفي تفسير القمّي : + / « قال ».

٢٦١

وَأَهْلَ بَيْتِهِ عليهم‌السلام (١) مِنْ بَعْدِهِ (٢) هُوَ (٣) بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ طَهَارَةٍ (٤) ، مَعْصُومُونَ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُهُ (٥) فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (٦) مِائَةَ مَرَّةٍ (٧) مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ، إِنَّ اللهَ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَهُ (٨) بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ». (٩)

٣٠١٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا حُمِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا إلى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَأُوقِفَ (١٠) بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ (١١) يَزِيدُ لَعَنَهُ اللهُ (١٢) : ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « لَيْسَتْ (١٣) هذِهِ الْآيَةُ فِينَا ؛ إِنَّ فِينَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (١٤) : ( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) (١٥) ». (١٦)

__________________

(١) في « ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : + / « من هؤلاء ».

(٢) في « ز » : « بعد » بدون الضمير. وفي تفسير القمّي : ـ / « من بعده ».

(٣) في « د ، ص ، بر ، بف » والوافي : « أهو ».

(٤) في « ه‍ » : + / « و ». وفي تفسير القمّي : « أهل الطهارة » بدل « أهل بيت طهارة ».

(٥) في « ز » : « ويستغفر ».

(٦) في « ه‍ ، بر ، بف » : « كان يتوب إلى الله في كلّ يوم وليلة ويستغفره ».

(٧) في مرآة العقول : « الجمع بين المائة [ في هذا الحديث ] والسبعين [ في الحديث السابق ] أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد كان يفعل هكذا وقد كان يفعل هكذا. وقيل : المراد بالسبعين العدد الكثير ، كما قيل في قوله تعالى : ( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) [ التوبة (٩) : ٨٠ ] ».

(٨) في « ز » : « أولياء » بدون الضمير.

(٩) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب. معاني الأخبار ، ص ٣٨٣ ، ج ١٥ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٧ ، ح ٣٥٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٢١٠٥١ ، من قوله : « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(١٠) في « ه‍ ، بر » : « واوقف ».

(١١) في « ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر » : « فقال ». (١٢) في « بف » والوافي : ـ / « لعنه الله ».

(١٣) في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « ليس ».

(١٤) ذكر في مرآة العقول لقوله عليه‌السلام : « إنّ فينا قول الله عزّ وجلّ » احتمالين ، حيث قال : « يحتمل أن يكون المراد به إنّا داخلون في حكم هذه الآية ولاتشملنا الآية الاخرى ، فلا يكون المعنى اختصاصها بهم. وإذا حملنا على الاختصاص ، فيحتمل الوجهين ». وللمزيد فراجعه.

(١٥) الحديد (٥٧) : ٢٢.

(١٦) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٨ ، ح ٣٥٤٦.

٢٦٢

٢٠٠ ـ بَابُ (١) الدَّفْعِ عَنِ الشِّيعَةِ (٢)

٣٠١٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ (٣) بِمَنْ (٤) يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا ، وَلَوْ (٥) أَجْمَعُوا (٦) عَلى تَرْكِ الصَّلَاةِ لَهَلَكُوا ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يُزَكِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايُزَكِّي ، وَلَوْ أَجْمَعُوا (٧) عَلى تَرْكِ الزَّكَاةِ لَهَلَكُوا ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يَحُجُّ مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايَحُجُّ ، وَلَوْ أَجْمَعُوا (٨) عَلى تَرْكِ الْحَجِّ لَهَلَكُوا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ ) (٩) فَوَ اللهِ ، مَا نَزَلَتْ إِلاَّ فِيكُمْ ، وَلَاعَنى (١٠) بِهَا غَيْرَكُمْ ». (١١)

__________________

(١) في « ه‍ » : ـ / « باب ».

(٢) هكذا في « الف ، ج ، ز ، بع ، بف ، جل ، جه » وحاشية « د ، بو ، جك ». وفي سائر النسخ والمرآة : « باب » بدون العنوان. وفي المطبوع : « باب أنّ الله يدفع بالعامل عن غير العامل ».

(٣) في « ب ، ج ، ص ، ه‍ ، بف » والوافي وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي : « يدفع ».

(٤) في « بر » : « لمن ».

(٥) في الوافي : « فلو ».

(٦) في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٧) في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٨) في « ب ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٩) البقرة (٢) : ٢٥١.

(١٠) في « ب » : « ما عنى ».

(١١) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٦ ، عن يونس بن ظبيان ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩ ، ح ١٦ ، ملخّصاً.

٢٦٣

٢٠١ ـ بَابُ أَنَّ تَرْكَ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ التَّوْبَةِ‌

(١) ٣٠١٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ ، وَكَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلاً ، وَالْمَوْتُ فَضَحَ (٢) الدُّنْيَا ، فَلَمْ (٣) يَتْرُكْ لِذِي لُبٍّ (٤) فَرَحاً ». (٥)

٢٠٢ ـ بَابُ الِاسْتِدْرَاجِ (٦)

٣٠١٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :

__________________

(١) لم يكن هذا العنوان في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » وكثير من النسخ التي عندنا. وفي « جه » وحاشية « جك » : « باب ترك الخطيئة ». وفي مرآة العقول : « باب » بدون العنوان. وما أثبتناه من المطبوع.

(٢) في « ص » : « فَضَخُ ».

(٣) في « ه‍ » : « ولم ».

(٤) لبُّ الرجل : ما جعل في قلبه من العقل. وجمع اللُّبّ : ألباب. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦١٥ ( لبّ ).

(٥) الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٥٣ ، المجلس ٦ ، ح ٣ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام يقول : كم من صبر ساعة قد أورث فرحاً طويلاً ، وكم من لذّة ساعة قد أورثت حزناً طويلاً ». تحف العقول ، ص ٢٠٨ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. وفي نهج البلاغة ، ص ٥٠١ ، الحكمة ١٧٠ ، تمام الرواية : « ترك الذنب أهون من طلب المعونة » ؛ وفي خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١١٠ ، تمام الرواية : « ترك الذنب أهون من طلب التوبة » الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٥ ، ح ٣٦٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٠٦٠١.

(٦) استدراج الله تعالى العبد : أنّه كلّما جدّد خطيئة جدّد له نعمة ، وأنساه الاستغفار ، وأن يأخذه قليلاً قليلاً ولا يباغته. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ، ( درج ).

٢٦٤

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ (١) بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً ، أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الِاسْتِغْفَارَ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً ، أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ (٢) الِاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادى (٣) بِهَا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) (٤) بِالنِّعَمِ عِنْدَالْمَعَاصِي ». (٥)

٣٠١٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الِاسْتِدْرَاجِ ، فَقَالَ (٦) : « هُوَ (٧) الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ (٨) ، فَيُمْلى (٩) لَهُ ، وَيُجَدَّدُ (١٠) لَهُ عِنْدَهَا (١١) النِّعَمُ ، فَتُلْهِيهِ (١٢) عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ (١٣) ، فَهُوَ مُسْتَدْرَجٌ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُ ». (١٤)

__________________

(١) في الوافي : « إذا أراد الله » بدل « إنّ الله إذا أراد ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٥٢ : « لينسيه ، أي الربّ تعالى. وفي بعض النسخ بالتاء ، أي النعمة. وعلى‌التقديرين اللام لام العاقبة ».

(٣) تمادى فلان في غَيِّه : إذا لجّ ودام على فعله. المصباح المنير ، ص ٥٦٧ ( مدى ).

(٤) الأعراف (٧) : ١٨٢ ؛ القلم (٦٨) : ٤٤.

(٥) علل الشرائع ، ص ٥٦١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٢ ، ح ٢١٠٤٠ ، إلى قوله : « ويذكّره الاستغفار » ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٩.

(٦) في « ص ، ه‍ » والوافي : « قال ».

(٧) في « ب » : « فهو ». وقوله : « هو العبد » أي هو حال العبد.

(٨) في « ب » : ـ / « الذنب ».

(٩) الإملاء : الإمهال والتأخير وإطالة العمر. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٠ ( ملا ).

(١٠) في « ص » : « وتجدّد ».

(١١) في « د ، ز » وحاشية « بر » والبحار : « عنده ». و « عندها » أي عند تلك الحال أو الخطيئة.

(١٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « فيلهيه » أي الإملاء أو تجديد النعمة.

(١٣) في الوسائل : ـ / « من الذنوب ».

(١٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٢ ، ح ٢١٠٤١ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠.

٢٦٥

٣٠١٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) قَالَ : « هُوَ الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ (١) ، فَتُجَدَّدُ (٢) لَهُ (٣) النِّعْمَةُ (٤) مَعَهُ ، تُلْهِيهِ (٥) تِلْكَ النِّعْمَةُ (٦) عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ ». (٧)

٣٠٢٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ (٨) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ (٩) أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ (١٠) ، وَكَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِسَتْرِ (١١) اللهِ عَلَيْهِ ، وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ ». (١٢)

__________________

(١) في « ب » : ـ / « الذنب ».

(٢) في « ج ، د ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي والبحار : « فيجدّد ».

(٣) في « ز » : « منه ».

(٤) في « ج ، د ، ص » : « النعم ».

(٥) في « ه‍ ، بف » : « يلهيه ».

(٦) في « ه‍ ، بر » : « بتلك النعم ».

(٧) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ وج ٢ ، ص ٣٨٢ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، إلى قوله : « فتجدّد النعمة » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٧ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٨ ، ح ١١.

(٨) في « ب » وحاشية « ز ، بر » : ـ / « بن داود ».

(٩) في الوافي : ـ / « قد ».

(١٠) في « بر » : ـ / « عليه ».

(١١) في « بر ، ه‍ ، بر » والوافي : « يستر ». وفي « ج » : « ستر ».

(١٢) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩١٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد. الأمالي للطوسي ، ص ٤٤٣ ، المجلس ١٥ ، ذيل ح ٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أمير المؤمنين عليهما‌السلام. تحف العقول ، ص ٢٠٣ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ؛ نهج البلاغة ، ص ٤٨٩ ، الحكمة ١١٦ ؛ وص ٥١٣ ، الحكمة ٢٦٠ ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف وزيادة في آخره. تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفيه ، ص ٢٨١ ، عن زين العابدين عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٤ ، ح ٣٥٥٨ ؛ البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٥.

٢٦٦

٢٠٣ ـ بَابُ مُحَاسَبَةِ الْعَمَلِ (١)

٣٠٢١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّمَا (٢) الدَّهْرُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أَنْتَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ (٣) : مَضى أَمْسِ بِمَا فِيهِ ، فَلَا (٤) يَرْجِعُ أَبَداً ، فَإِنْ كُنْتَ عَمِلْتَ فِيهِ خَيْراً ، لَمْ تَحْزَنْ لِذَهَابِهِ ، وَفَرِحْتَ بِمَا اسْتَقْبَلْتَهُ (٥) مِنْهُ ، وَإِنْ كُنْتَ (٦) قَدْ (٧) فَرَّطْتَ فِيهِ ، فَحَسْرَتُكَ شَدِيدَةٌ لِذَهَابِهِ وَتَفْرِيطِكَ فِيهِ ، وَأَنْتَ فِي يَوْمِكَ الَّذِي أَصْبَحْتَ فِيهِ (٨) مِنْ غَدٍ فِي غِرَّةٍ (٩) ، وَ (١٠) لَاتَدْرِي لَعَلَّكَ لَاتَبْلُغُهُ ، وَإِنْ بَلَغْتَهُ لَعَلَّ (١١) حَظَّكَ فِيهِ فِي (١٢) التَّفْرِيطِ مِثْلُ حَظِّكَ فِي الْأَمْسِ الْمَاضِي عَنْكَ.

فَيَوْمٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ قَدْ مَضى أَنْتَ (١٣) فِيهِ مُفَرِّطٌ ، وَيَوْمٌ تَنْتَظِرُهُ (١٤) لَسْتَ أَنْتَ (١٥) مِنْهُ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ » ومرآة العقول : ـ / « محاسبة العمل ».

(٢) في « ه‍ ، بف » وحاشية « بر » : « إنّ ».

(٣) في « ه‍ ، بر » : « بينهم ».

(٤) في « ز » : « ولا » ‌

(٥) في « ب » : « بما استقبله ». وفي « بر ، بف » وحاشية « د » والوافي : « بما أسلفته ».

(٦) في « ه‍ » والوافي : « وإن تكن ».

(٧) في الوسائل : ـ / « قد ».

(٨) في الوسائل : ـ / « في يومك الذي أصبحت فيه ».

(٩) في مرآة العقول : « الغِرَّة ، بالكسر : الغفلة ، أي اغتررت بالغد وسوّفت العمل إليه غافلاً عن أنّك لاتعلم وصولك إليه ، وعدم تفريطك فيه ».

(١٠) في الوسائل : ـ / « و ».

(١١) في « ه‍ » : « لَعلّك ».

(١٢) في الوسائل : ـ / « في ».

(١٣) في « ز » : « وأنت ».

(١٤) في « ز » : « ينتظر ».

(١٥) في « ه‍ » : ـ / « أنت ».

٢٦٧

عَلى يَقِينٍ مِنْ تَرْكِ التَّفْرِيطِ ، وَإِنَّمَا هُوَ يَوْمُكَ الَّذِي أَصْبَحْتَ فِيهِ ، وَقَدْ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ عَقَلْتَ (١) وَفَكَّرْتَ (٢) فِيمَا فَرَّطْتَ فِي الْأَمْسِ الْمَاضِي مِمَّا فَاتَكَ (٣) فِيهِ مِنْ حَسَنَاتٍ (٤) أَلاَّ تَكُونَ اكْتَسَبْتَهَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتٍ أَلاَّ تَكُونَ أَقْصَرْتَ (٥) عَنْهَا ، وَأَنْتَ (٦) مَعَ (٧) هذَا مَعَ اسْتِقْبَالِ غَدٍ عَلى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ (٨) أَنْ تَبْلُغَهُ ، وَعَلى غَيْرِ يَقِينٍ مِنِ اكْتِسَابِ حَسَنَةٍ ، أَوْ مُرْتَدَعٍ (٩) عَنْ سَيِّئَةٍ (١٠) مُحْبِطَةٍ (١١) ؛ فَأَنْتَ (١٢) مِنْ يَوْمِكَ الَّذِي تَسْتَقْبِلُ (١٣) عَلى مِثْلِ يَوْمِكَ الَّذِي اسْتَدْبَرْتَ.

فَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ لَيْسَ يَأْمُلُ مِنَ الْأَيَّامِ إِلاَّ يَوْمَهُ الَّذِي أَصْبَحَ فِيهِ وَلَيْلَتَهُ ، فَاعْمَلْ (١٤)

__________________

(١) في « ص » : ـ / « عقلت ». وقرأ العلاّمة المازندراني : « إن عقلت » بكسر الهمزة ، حيث قال : « الظاهر أنّ مضمون‌الشرط والجزاء ، وهو « فاعمل عمل رجل » فاعل ينبغي ؛ يعني ينبغي لك التفكّر فيما فرّطت في الماضي بترك الحسنات وفعل السيّئات ، مع عدم الوثوق بإدراك المستقبل وعدم اليقين بفعل الحسنة وترك السيّئة فيه على تقدير إدراكه ؛ فإنّ هذا يوجب العمل في يومك الذي أصبحت فيه تداركاً لما فات وتلافياً لما هو آت ... ».

وقال العلاّمة الفيض : « أن عقلت ، بفتح الهمزة إن أثبتّ الواو بعده ، وإلاّ فبالكسر. وفي بعض النسخ : وددت ، بدل « وفكّرت » من دون واو ، وعليها فالكسر متعيّن ، و « إلاّ » في الموضعين للتخصيص ».

وقرأ العلاّمة المجلسي : « إن عملت » ، ثمّ قال : « هذا الكلام يحتمل وجوهاً : الأوّل : أن يكون بفتح « أن » ـ كما في « ه‍ ، ص » ـ فهو فاعل « ينبغي ». الثاني : أن يكون الفاعل مقدّراً بقرينة « فاعمل ». الثالث : أن يكون مضمون جملة الشرط ، وهو « إن عقلت » والجزاء ، وهو « فاعمل » فاعل « ينبغي ». ولايخلو شي‌ء منها من التكلّف ، ولعلّ الأوّل أظهر ». راجع : شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٨١ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٥٦.

(٢) في « بف » : « وددت ».

(٣) في الوافي : « ممّا فات ».

(٤) في « د » : « الحسنات ».

(٥) في « ب ، ج ، د » وحاشية « ز ، بر » : « اقتصرت ». وفي « بر ، بف » : « قصّرت ». و « أقصرتُ عنه » : كففت ونزعت‌مع القدرة عليه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قصر ).

(٦) في « ه‍ ، بر » والوافي : « فأنت ».

(٧) في « ز » : « على ».

(٨) في « ب » : ـ / « من ».

(٩) « مرتدع » بفتح الدال ، مصدر ميمي عطف على « اكتساب ».

(١٠) في « ز » : + / « على هذا ».

(١١) في « ج ، ه‍ ، بر ، بف » : « محيطة ».

(١٢) في « بر » والوافي : « وأنت ».

(١٣) في « ز » : « يستقبل ».

(١٤) في مرآة العقول : « تكرير « فاعمل » للتأكيد ... وما قيل : إنّ « فأعمل » ثانياً على بناء الإفعال و « أودع » على أفعل‌التفضيل مفعوله ، فهو في غاية البعد والركاكة ».

٢٦٨

أَوْ دَعْ ، وَ (١) اللهُ الْمُعِينُ عَلى ذلِكَ ». (٢)

٣٠٢٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، فَإِنْ عَمِلَ حَسَناً (٣) اسْتَزَادَ اللهَ ؛ وَإِنْ عَمِلَ سَيِّئاً (٤) اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْهُ (٥) ، وَ (٦) تَابَ إِلَيْهِ ». (٧)

٣٠٢٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ (٨) : « يَا أَبَا النُّعْمَانِ ، لَايَغُرَّنَّكَ النَّاسُ (٩) مِنْ نَفْسِكَ ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ ؛ وَلَاتَقْطَعْ نَهَارَكَ بِكَذَا وَكَذَا ، فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ يَحْفَظُ عَلَيْكَ عَمَلَكَ ؛ وَأَحْسِنْ (١٠) ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئاً أَحْسَنَ (١١) دَرَكاً (١٢) وَلَاأَسْرَعَ (١٣) طَلَباً مِنْ حَسَنَةٍ مُحْدَثَةٍ (١٤)

__________________

(١) في « ب » : « إنّ » بدل « و ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٢٠٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٢ ، ح ٢١٠٦٩.

(٣) في « ه‍ ، ز ، بر » والوافي : « حسنة ».

(٤) في « ه‍ ، بر » والوافي : « سيّئةً ».

(٥) في « بر » والوافي : « منها ».

(٦) في شرح المازندراني : « ومنه ».

(٧) الزهد ، ص ١٤٥ ، ح ٢٠٧ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الاختصاص ، ص ٢٦ و ٢٤٣ ، مرسلاً عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، ضمن وصيّته لهشام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٥ ، ح ٢١٠٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٧٢ ، ذيل ح ٢٤.

(٨) في « ه‍ ، بر » والوافي « قال : قال أبوجعفر » بدل « عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ».

(٩) في مرآة العقول : « المراد بالناس المادحون الذين لم يطّلعوا على عيوبه ، والواعظون الذين يبالغون في ذكر الرحمة ، ويعرضون عن ذكر العقوبات تقرّباً عند الملوك والامراء والأغنياء. « فإنّ الأمر » أي الجزاء والحساب والعقوبات المتعلّقة بأعمالك « يصل إليك » لا إليهم ، وإن وصل إليهم عقاب هذا الإضلال ».

(١٠) في الوافي : « فأحسن ».

(١١) في « ه‍ ، بر » : « أسرع ».

(١٢)« الدَّرَك » : اللِّحاق. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٣ ( درك ).

(١٣) في « ب » : « أحسن ».

(١٤) في حاشية « ه‍ » : « محرقة ».

٢٦٩

لِذَنْبٍ قَدِيمٍ ». (١)

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (٢) ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ ، مِثْلَهُ (٣)

٣٠٢٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (٤) : « اصْبِرُوا عَلَى الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ، فَمَا مَضى مِنْهُ (٥) فَلَا تَجِدُ (٦) لَهُ أَلَماً وَلَاسُرُوراً ، وَمَا لَمْ يَجِئْ فَلَا تَدْرِي مَا هُوَ ، وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَتُكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا ، فَاصْبِرْ فِيهَا عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَاصْبِرْ فِيهَا عَنْ (٧) مَعْصِيَةِ اللهِ ». (٨)

٣٠٢٥ / ٥. عَنْهُ (٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (١٠) رَفَعَهُ ، قَالَ :

__________________

(١) الأمالي للمفيد ، ص ١٨٢ ، المجلس ٢٣ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن النعمان ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص ٦٧ ، المجلس ٨ ، ح ٣ ، بسنده عن أبي النعمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. علل الشرائع ، ص ٥٩٩ ، ح ٤٩ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وفي الزهد ، ص ٧٦ ، ح ٣١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٦٢ ، ح ١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨١ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. الاختصاص ، ٢٣١ ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٣.

(٢) في « ز ، ه‍ ، بر ، بف ، جر » : + / « عن ابن مسكان ».

(٣) في « ص » : ـ / « عدّة من أصحابنا ـ إلى ـ مثله ».

(٤) في « ه‍ » والوافي : « قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام » بدل « عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال ». وفي « بر » : + / « أبوعبدالله عليه‌السلام ». وفي الوسائل : ـ / « قال ».

(٥) كذا ، والظاهر : « منها ».

(٦) في « ج ، د ، ص ، ه‍ » والوافي والوسائل : « لاتجد ».

(٧) في « ص ، بف » : « على ».

(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ، ح ٢٠٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٠٣٧٢.

(٩) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق. والضمائر الموجودة في صدر أسناد الأحاديث ، ٦ إلى ١٢ كلّها راجعة إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(١٠) في « ب ، ه‍ ، بر » وحاشية « د » والوافي : « أصحابه ».

٢٧٠

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « احْمِلْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَمْ يَحْمِلْكَ (١) غَيْرُكَ ». (٢)

٣٠٢٦ / ٦. عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٣) لِرَجُلٍ : « إِنَّكَ قَدْ جُعِلْتَ طَبِيبَ نَفْسِكَ ، وَبُيِّنَ لَكَ الدَّاءُ (٤) ، وَعُرِّفْتَ آيَةَ الصِّحَّةِ ، وَدُلِلْتَ عَلَى الدَّوَاءِ ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ قِيَامُكَ عَلى نَفْسِكَ ». (٥)

٣٠٢٧ / ٧. عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِرَجُلٍ : « اجْعَلْ قَلْبَكَ قَرِيناً (٦) بَرّاً ، أَوْ (٧) وَلَداً وَاصِلاً (٨) ، وَاجْعَلْ عَمَلَكَ (٩) وَالِداً (١٠) تَتَّبِعُهُ ، وَاجْعَلْ نَفْسَكَ عَدُوّاً (١١) تُجَاهِدُهَا (١٢) ، وَاجْعَلْ مَالَكَ عَارِيَةً تَرُدُّهَا (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) في « ز » : « لم تحمل ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦١ ، ح ٢٠٢٠٩.

(٣) في « ب » : ـ / « احمل » في الحديث السابق إلى « عليه‌السلام » في هذا الحديث.

(٤) في « د » : « الدواء ».

(٥) تحف العقول ، ص ٣٠٥ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، ضمن وصيّته لعبدالله بن جندب ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ح ١٩٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦١ ، ح ٢٠٢١٠.

(٦) في « ه‍ » : « قريباً ».

(٧) في « ب ، ز ، ص ، ه‍ » والوسائل : « و ».

(٨) في شرح المازندراني ، ومرآة العقول : « القرين البارّ : المصاحب المشفق ، وهو الذي يهديك إلى ما ينفعك ويمنعك عمّا يضرّك. والولد الواصل ، هو الذي لايفعل ما يؤذيك أصلاً ، أو الذي ينفعك في دنياك وآخرتك. فشبّه القلب ـ أعني العقل ـ بهما للمشاركة بينه وبينهما في هذا المعنى ».

(٩) في « بف » وحاشية « بر » والوافي والوسائل : « علمك ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».

(١٠) في « ص » : « ولداً ».

(١١) في « ه‍ » : « عدوّك ».

(١٢) في الوسائل : « تجاهده ».

(١٣) في « ز » : « تردّ ».

(١٤) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٢ ، بإسناده عن ابن مسكان ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تحف العقول ، ص ٣٠٣ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، ضمن وصيّته لعبدالله بن جندب ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ح ١٩٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٢ ، ح ٢٠٢١١.

٢٧١

٣٠٢٨ / ٨. وَ (١) عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اقْصُرْ (٢) نَفْسَكَ عَمَّا يَضُرُّهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُفَارِقَكَ (٣) ، وَاسْعَ فِي فَكَاكِهَا كَمَا تَسْعى فِي طَلَبِ مَعِيشَتِكَ ؛ فَإِنَّ نَفْسَكَ رَهِينَةٌ (٤) بِعَمَلِكَ (٥) ». (٦)

٣٠٢٩ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَمْ مِنْ (٧) طَالِبٍ لِلدُّنْيَا (٨) لَمْ يُدْرِكْهَا (٩) ، وَمُدْرِكٍ لَهَا قَدْ فَارَقَهَا ؛ فَلَا يَشْغَلَنَّكَ (١٠) طَلَبُهَا عَنْ عَمَلِكَ ، وَالْتَمِسْهَا مِنْ مُعْطِيهَا وَمَالِكِهَا ، فَكَمْ (١١) مِنْ حَرِيصٍ عَلَى الدُّنْيَا قَدْ صَرَعَتْهُ ، وَاشْتَغَلَ بِمَا أَدْرَكَ مِنْهَا عَنْ طَلَبِ آخِرَتِهِ حَتّى فَنِيَ (١٢) عُمُرُهُ ، وَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ ». (١٣)

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْمَسْجُونُ مَنْ سَجَنَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ ». (١٤)

٣٠٣٠ / ١٠. وَعَنْهُ رَفَعَهُ :

__________________

(١) في « ج ، د ، بف » : ـ / « و ».

(٢) في « ز » : « واقتصر ». وفي مرآة العقول : « أقصر ، على بناء الإفعال ».

(٣) في « ج ، ص ، ه‍ » : « يفارقك ». وفي « ز » : « يفارق ». والنفس ممّا يذكّر ويؤنّث.

(٤) « الرهن » : ما يوضع وثيقة للدَّين. وقيل في قوله : ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [ المدّثّر (٧٤) : ٣٨ ]. إنّه فعيل بمعنى فاعل ، أي ثابتة مقيمة. وقيل : بمعنى مفعول ، أي كلّ نفس مقامة في جزاء ما قدّم من عمله. ولمّا كان الرهن يتصوّر منه حبسه استعير ذلك للمحتبس. المفردات للراغب ، ص ٣٦٨ ( رهن ).

(٥) في « بر » : « لعملك ». وفي « بف » : « بعلمك ».

(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٠٥٦٠.

(٧) في « ب » : ـ / « من ».

(٨) في « ج ، بف » : « الدنيا ».

(٩) في « ه‍ ، بس » والوافي : « لايدركها ».

(١٠) في « بر » : « فلا يشغلك ».

(١١) في « ز » : « وكم ».

(١٢) في « بر » والوافي : « ففني » بدل « حتّى فني ».

(١٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠١.

(١٤) المحاسن ، ص ٢٩٩ ، كتاب العلل ، ح ٣ ، عن أبيه ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠١.

٢٧٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (١) : « إِذَا أَتَتْ عَلَى الرَّجُلِ (٢) أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قِيلَ لَهُ : خُذْ حِذْرَكَ ، فَإِنَّكَ غَيْرُ مَعْذُورٍ ، وَلَيْسَ ابْنُ الْأَرْبَعِينَ بِأَحَقَّ (٣) بِالْحِذْرِ (٤) مِنِ ابْنِ الْعِشْرِينَ ، فَإِنَّ الَّذِي يَطْلُبُهُمَا وَاحِدٌ وَلَيْسَ بِرَاقِدٍ (٥) ، فَاعْمَلْ لِمَا أَمَامَكَ مِنَ الْهَوْلِ (٦) ، وَدَعْ عَنْكَ فُضُولَ الْقَوْلِ ». (٧)

٣٠٣١ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ حَسَّانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِكَ (٨) ، خُذْ مِنْهَا فِي الصِّحَّةِ (٩) قَبْلَ السُّقْمِ ، وَفِي الْقُوَّةِ قَبْلَ الضَّعْفِ ، وَفِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ ». (١٠)

٣٠٣٢ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ النَّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، اعْمَلْ فِي يَوْمِكَ هذَا خَيْراً ؛ أَشْهَدْ لَكَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ فَإِنِّي (١١) لَمْ آتِكَ فِيمَا مَضى ، وَلَاآتِيكَ فِيمَا بَقِيَ ، وَإِذَا (١٢) جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ مِثْلَ ذلِكَ ». (١٣)

٣٠٣٣ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « قال ».

(٢) في « ز » : « رجل ».

(٣) في « ص ، ه‍ » والوافي والوسائل : « أحقّ ».

(٤) في « ب » : « من الحذر ».

(٥) « الراقد » ، من الرقود ، وهو النوم ، والمراد هنا الغفلة ، أي الغافل. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٦ ؛ لسان‌العرب ، ج ٣ ، ص ١٨٣ ( رقد ).

(٦) « الهَول » : المخافة من أمرٍ لاتدري على ما تهجم عليه منه ، كهَول الليل ، وهول البحر. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٩٠٨ ( هول ).

(٧) الخصال ، ص ٥٤٥ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح ٢٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠١ ، ح ٢١٠٨٨.

(٨) في الوسائل : ـ / « من نفسك ».

(٩) في « ز » : « من صحّتها » بدل « منها في الصحّة ».

(١٠) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٢٠٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠١ ، ح ٢١٠٨٩.

(١١) في « ه‍ ، بر » والوافي : « فإننّي ».

(١٢) في الوسائل : « فإذا ».

(١٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٢٠٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٣ ، ح ٢١٠٧٠ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٢.

٢٧٣

شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِنِي بِوَجْهٍ (١) مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ (٢) أَنْجُو بِهِ (٣)

قَالَ (٤) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « أَيُّهَا السَّائِلُ ، اسْتَمِعْ (٥) ، ثُمَّ اسْتَفْهِمْ (٦) ، ثُمَّ اسْتَيْقِنْ ، ثُمَّ اسْتَعْمِلْ ؛ وَاعْلَمْ (٧) أَنَّ النَّاسَ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ.

فَأَمَّا الزَّاهِدُ ، فَقَدْ خَرَجَتِ الْأَحْزَانُ وَالْأَفْرَاحُ (٨) مِنْ قَلْبِهِ ، فَلَا يَفْرَحُ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَايَأْسى (٩) عَلى شَيْ‌ءٍ مِنْهَا فَاتَهُ (١٠) ؛ فَهُوَ مُسْتَرِيحٌ.

وَأَمَّا الصَّابِرُ ، فَإِنَّهُ (١١) يَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ ، فَإِذَا نَالَ مِنْهَا أَلْجَمَ (١٢) نَفْسَهُ عَنْهَا (١٣) لِسُوءِ عَاقِبَتِهَا وَشَنَآنِهَا (١٤) ، لَوِ (١٥) اطَّلَعْتَ عَلى قَلْبِهِ ، عَجِبْتَ مِنْ عِفَّتِهِ (١٦) وَتَوَاضُعِهِ‌

__________________

(١) في « ز » : « بوجوه ».

(٢) في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « الخير ». و « البرّ » : اسم جامع للخير كلّه. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢١٨ ( برر ).

(٣) في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « أنج به ». والجملة صفة لـ « وجه ». ويمكن أن يكون جواباً للأمر.

(٤) في « ه‍ ، بر » والوافي : « فقال ».

(٥) في « ه‍ ، بر » : « اسمع ». وفي حاشية « بر » : « تسمع ». وفي الوافي : « افهم ». وفي مرآة العقول : « الامور مترتّبة ، فإنّ العمل موقوف على اليقين ، واليقين موقوف على الفهم ، والفهم موقوف على الاستماع عن أهل العلم ».

(٦) في « ز » : « استفتهم ».

(٧) في « بس » : « واعمل ».

(٨) في مرآة العقول : « الأفراح والأحزان ».

(٩) في « ص » : « ولاييأس ». و « الأسي » : الحزن. وحقيقته : إتباع الفائت بالغمّ. يقال : أسيت عليه ، وأسيت له. المفردات للراغب ، ص ٧٧ ( أسا ).

(١٠) في « ب » : « فاته منها ».

(١١) في « ج » : + / « هو ».

(١٢) ألجمه عن حاجته : كفّه. أساس البلاغة ، ص ٤٤٠ ( لجم ).

(١٣) في « ز » : ـ / « عنها ».

(١٤) في « ب ، ه‍ » : « شنآتها ». وفي « ز » : « شتاتها ». وفي الوافي ومرآة العقول : « شناءتها ». وشَنِئ يَشْنَأ شَنْأةً وشنآناً ، أي أبغض. وشنِئتُه : تقذّرتُه بغضاً له. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٤٥ ؛ المفردات للراغب ، ص ٤٦٥ ( شنأ ).

(١٥) في « ج ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » : « ولو ».

(١٦) « العفاف » و « التعفّف » : كفّ النفس عن المحرّمات والسؤال من الناس. وقيل : الاستعفاف : الصبر

٢٧٤

وَحَزْمِهِ (١)

وَأَمَّا الرَّاغِبُ ، فَلَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا ، مِنْ حِلِّهَا أَوْ مِنْ (٢) حَرَامِهَا ، وَلَايُبَالِي مَا دَنَّسَ فِيهَا عِرْضَهُ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ ، وَأَذْهَبَ مُرُوءَتَهُ ؛ فَهُمْ فِي غَمْرَةٍ (٣) يَضْطَرِبُونَ (٤) ». (٥)

٣٠٣٤ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى (٦) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : لَايَصْغَرُ (٧) مَا يَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَايَصْغَرُ (٨) مَا يَضُرُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَكُونُوا (٩) فِيمَا أَخْبَرَكُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ كَمَنْ عَايَنَ ». (١٠)

٣٠٣٥ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ‌

__________________

والنزاهة عن الشي‌ء. يقال : عفّ يَعِفّ عِفَّة ، فهو عفيف. مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١٠٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ( عفف ).

(١) « الحزم » : ضبط الرجل أمره ، والحذر من فواته ، من قولهم : حزمت الشي‌ءَ ، أي شدَدته. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( حزم ).

(٢) في « ب ، ج ، بر ، بف » : ـ / « من ».

(٣) في « د ، ه‍ ، بر » والوافي : « غمرتهم ». وفي « ه‍ ، بر » : + / « يعمهون ». وفي الوافي : « الغمرة : الشدّة والزحمة من الناس. والغَمِر : من لم يجرّب الامور ». وفي مرآة العقول : « الغمرة : الزحمة والشدّة والانهماك في الباطل ، ومعظم البحر. وكأنّه عليه‌السلام شبّهه بمن غرق في البحر يضطرب ولايمكنه الخروج منه ». وفي النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٤ ( غمر ) : « الغمرة : الماء الكثير ».

(٤) في « ب » : « يضطرخون ». وفي « د ، بف » وحاشية « ج ، ز » : « يعمهون ».

(٥) الأمالي للصدوق ، ص ٣٤٣ ، المجلس ٥٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ والتوحيد ، ص ٣٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، من قوله : « واعلم أنّ الناس ثلاثة » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٢١٦٩.

(٦) في « ه‍ » : ـ / « بن يحيى ».

(٧) في « ب ، ز ، ص ، بر » : « لايصغّر ». وفي « ه‍ » : « لاتصغّر ».

(٨) في « ه‍ » : « لاتصغّر ». وفي « بر » : « لايصغّر ».

(٩) في « ه‍ ، بر » : « وكونوا ».

(١٠) المحاسن ، ص ٢٤٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥٧ ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١١ ، ح ٢٠٦٠٧.

٢٧٥

مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَاتُعْرَفَ فَافْعَلْ ، وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ (١) ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام : لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ : رَجُلٍ يَزْدَادُ (٢) كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً ، وَرَجُلٍ يَتَدَارَكُ (٣) سَيِّئَتَهُ (٤) بِالتَّوْبَةِ ، وَأَنّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ! وَاللهِ ، لَوْ سَجَدَ حَتّى يَنْقَطِعَ (٥) عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مِنْهُ إِلاَّ بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم‌السلام. أَلَا وَ (٦) مَنْ (٧) عَرَفَ حَقَّنَا ، وَرَجَا الثَّوَابَ فِينَا ، وَرَضِيَ بِقُوتِهِ (٨) ـ نِصْفِ (٩) مُدٍّ (١٠) فِي كُلِّ يَوْمٍ ـ وَمَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ ، وَمَا أَكَنَّ (١١) رَأْسَهُ ، وَهُمْ وَاللهِ فِي ذلِكَ (١٢) خَائِفُونَ وَجِلُونَ ، وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا ، وَكَذلِكَ وَصَفَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَقَالَ (١٣) : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ ) » (١٤).

ثُمَّ قَالَ : « مَا الَّذِي آتَوْا؟ آتَوْا وَاللهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ (١٥) وَالْوَلَايَةَ ، وَهُمْ‌

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « وما عليك ألاّيثني عليك الناس ».

(٢) في الوسائل : + / « في ».

(٣) في « ه‍ » : « يُتدارك » على بناء المفعول.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « د » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « منيّته ».

(٥) في « ه‍ » : « تنقطع ». والعنق قد يؤنّث.

(٦) في « ه‍ » : « وإلاّ » بدل « ألا و ».

(٧) في مرآة العقول : « كأنّ خبر الموصول مقدّر. وقيل : استفهام للتقليل ».

(٨) « القوت » : ما يمسك الرمق من الرزق. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٣٨ ( قوت ).

(٩) في مرآة العقول : « نصف ، مجرور بالبدليّة لـ « قوته ». أو منصوب بالحاليّة. أو تميز ، مثل قولهم : رضيت بالله ربّاً ».

(١٠) « المدّ » : كيل ، وهو رِطْلٌ وثلث عند أهل الحجاز ، فهو رُبع صاع ، لأنّ الصاع خمسة أرطال وثلث. والمدّ رطلان عند أهل العراق. والجمع : أمداد ومِداد. المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ( مدد ).

(١١) « الكِنّ » : كلّ شي‌ء وقى شيئاً ، فهو كِنّه وكِنانه. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٠١ ( كنّ ).

(١٢) في « ب » : « في ذلك والله ».

(١٣) في « ز » : + / « والله ».

(١٤) المؤمنون (٢٣) : ٦٠.

(١٥) في « ج ، د ، ص ، ه‍ ، بف » : « الطاعة مع المحبّة ».

٢٧٦

فِي (١) ذلِكَ خَائِفُونَ ، لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا (٢) أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا (٣) وَطَاعَتِنَا (٤) ». (٥)

٣٠٣٦ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ (٦) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ (٧) :

دَخَلَ قَوْمٌ فَوَعَظَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ عَايَنَ الْجَنَّةَ وَمَا فِيهَا ، وَعَايَنَ النَّارَ وَمَا فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ بِالْكِتَابِ (٨) ». (٩)

٣٠٣٧ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (١٠) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ،

__________________

(١) في « د ، ه‍ » وحاشية « ص ، بر » : « مع ».

(٢) في « ز » : « خائفون ».

(٣) في « د » : + / « وولايتنا ».

(٤) في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » : « ولايتنا ». وفي الوافي : ـ / « ألا ومن ـ إلى ـ طاعتنا ».

(٥) الكافي ، كتاب الروضة ، صدر ح ١٤٩١٣ ، مع اختلاف يسير. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، ذيل الحديث ، إلى قوله : « وهم في ذلك والله خائفون وجلون ». المحاسن ، ص ٢٢٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٢ ، عن القاسم ، عن المنقري. الخصال ، ص ٤١ ، باب الاثنين ، ح ٢٩ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، وفيهما من قوله : « قال : قال أبي عليّ بن أبي طالب » إلى قوله : « إلاّ بولايتنا أهل البيت ». الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٥ ، ح ٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، إلى قوله : « إلاّ بولايتنا أهل البيت » مع زيادة في أوّله. تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، ضمن الحديث ، إلى قوله : « يتدارك منيّته بالتوبة » وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٥ ، ح ٣٦٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٣ ، ح ٢١٠٧١ ، إلى قوله : « يتدارك منيّة بالتوبة ».

(٦) في « د ، ه‍ ، بف ، جر » : « الحسن بن محبوب ».

(٧) في شرح المازندراني : « الواعظ غير معلوم » ، وفي مرآة العقول : « هو ـ أي الحَكَم ـ غير مذكور في كتب الرجال ، وإبراهيم الراوي عنه من أصحاب الصادق عليه‌السلام والكاظم عليه‌السلام ، فالمرويّ عنه في الخبر يحتمل الصادق والباقر عليهما‌السلام ، واحتمال الكاظم عليه‌السلام بعيد ».

(٨) في مرآة العقول : « المعنى أنّ في القرآن المجيد أحوال الجنّة ودرجاتها وما فيها ، وأوصاف النار ودركاتها وما فيها ، والله سبحانه أصدق الصادقين ؛ فمن صدّق بالكتاب كان كمن عاينهما وما فيهما ، ومن عاينهما ترك المعصية قطعاً ، فمن ادّعى التصديق بالكتاب وعصى ربّه فهو كاذب في دعواه ، وتصديقه ليس في درجة اليقين ».

(٩) الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٩ ، ح ١٧٨٩.

(١٠) في الوسائل : أحمد بن محمّد بن عيسى » بدل « أحمد بن محمّد بن خالد ».

٢٧٧

عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ وَتَسْتَقِلُّوا (١) قَلِيلَ الذُّنُوبِ (٢) ، فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ (٣) يَجْتَمِعُ (٤) حَتّى يَصِيرَ (٥) كَثِيراً ؛ وَخَافُوا اللهَ فِي السِّرِّ (٦) حَتّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ (٧) ، وَسَارِعُوا إِلى طَاعَةِ اللهِ ، وَاصْدُقُوا الْحَدِيثَ ، وَأَدُّوا الْأَمَانَةَ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ لَكُمْ (٨) ؛ وَلَاتَدْخُلُوا فِيمَا لَايَحِلُّ لَكُمْ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ عَلَيْكُمْ ». (٩)

٣٠٣٨ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ بَعْدَ السَّيِّئَاتِ! وَمَا (١٠) أَقْبَحَ السَّيِّئَاتِ بَعْدَ الْحَسَنَاتِ! ». (١١)

٣٠٣٩ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (١٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

__________________

(١) في شرح المازندراني والوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٤٦٨ والزهد والأمالي : « ولاتستقلّوا ».

(٢) في « ب » : « الذنب ».

(٣) في « ه‍ » : « الذنب ».

(٤) في « ز ، بر » : « يجمع ».

(٥) في « بس » والوافي والوسائل ، ح ٢٠٦٠٤ والبحار والكافي ، ح ٢٤٦٨ والأمالي : « حتّى يكون ».

(٦) في الزهد : + / « والعلانيّة ».

(٧) « النَصَف » و « النَّصَفَة » : اسم الإنصاف. وتفسيره : أن تعطيه من نفسك النِّصْف ، أي تعطي من نفسك ما يستحقّ‌من الحقّ كما تأخذه. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٩٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٠ ( نصف ).

(٨) في الزهد : + / « ولاتظلموا ».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب استصغار الذنب ، ح ٢٤٦٨ ، إلى قوله : « « حتّى تعطوا من أنفسكم النصف ». الزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، عن عثمان بن عيسى ؛ الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٨ ، بسنده عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٢٩ ، إلى قوله : « تستقلّوا قليل الذنوب » ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٠٦٠٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٠ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « حتّى تعطوا من أنفسكم النصف ».

(١٠) في « ب » : ـ / « ما ».

(١١) الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٣ ، المجلس ٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٥ ، ص ١١٠٢ ، ح ٣٦٤٩.

(١٢) في « بس » : « أحمد بن محمّد أبي عبدالله ».

٢٧٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّكُمْ فِي آجَالٍ مَقْبُوضَةٍ (١) ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً ؛ مَنْ (٢) يَزْرَعْ خَيْراً يَحْصُدْ غِبْطَةً (٣) ، وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصِدْ نَدَامَةً ، وَلِكُلِّ زَارِعٍ (٤) مَا زَرَعَ ، وَ (٥) لَايَسْبِقُ (٦) الْبَطِي‌ءَ مِنْكُمْ حَظُّهُ ، وَلَايُدْرِكُ حَرِيصٌ (٧) مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ ، مَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللهُ أَعْطَاهُ ، وَمَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللهُ وَقَاهُ ». (٨)

٣٠٤٠ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ أحْمَدَ (٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي ذَرٍّ (١٠) ، فَقَالَ (١١) : يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟

__________________

(١) في « ه‍ ، بر » والوافي : « منقوصة ».

(٢) في « ه‍ ، بر » والوافي : « ومن ».

(٣) أي فرحاً وسروراً. و « الغبطة » : حسن الحال. وهي اسم من غَبَطتُه أغبِطه غبطاً : إذا تمنّيت مثل ماله من غير أن تريد زوالَه منه. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٢٦٢ ( غبط ).

(٤) في حاشية « بر » : « زرّاع ».

(٥) في « ج ، ه‍ ، بر » ومرآة العقول : ـ / « و ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٧٢ : « الفعل على بناء الفاعل ، و « حظّه » مرفوع بالفاعليّة ، و « البطي‌ء » منصوب بالمفعوليّة ، أي لايصير بطؤه سبباً لأن يفوته حظّه ، أي ما قدّر له من الرزق. وأقول : يمكن أن يقرأ على بناء المفعول ، فالبطي‌ء مرفوع و « حظّه » منصوب بنزع الخافض ، أي لايسبقه غيره إلى حظّه ولايدرك حريص ما لم يقدّر له ، وما يتوهّم أنّه زاد بسعيه باطل ».

(٧) في « بر ، بف » : « الحريص ».

(٨) الأمالي للطوسي ، ص ٥٢٧ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خطاباً لأبي ذرّ. وفيه ، ص ٤٧٣ ، المجلس ١٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّ عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : « من يزرع شرّاً يحصد ندامة » مع زيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكري عليه‌السلام الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٥٤١٤.

(٩) هكذا في « ج ، د ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ز » والبحار. وفي « ب ، ز ، جر » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ محمّد بن أحمد ـ وهو محمّد بن أحمد بن يحيى ـ كثير الإرسال ، بخلاف أحمد بن محمّد ـ وهو ابن عيسى ـ. مضافاً إلى أنّ كثرة روايات محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد يوجب تحريف « محمّد بن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » ، للشباهة الكثيرة بين العبارتين وتعجيل الناسخين.

(١٠) في « د ، ز ، ه‍ » والوافي : + / « رحمه‌الله ». وفي « بر ، بف » : + / « رحمة الله عليه ».

(١١) في « ص ، ه‍ » : + / « له ».

٢٧٩

فَقَالَ : لِأَنَّكُمْ عَمَرْتُمُ (١) الدُّنْيَا ، وَأَخْرَبْتُمُ الْآخِرَةَ ، فَتَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا (٢) مِنْ عُمْرَانٍ إِلى خَرَابٍ.

فَقَالَ لَهُ : فَكَيْفَ (٣) تَرى قُدُومَنَا عَلَى اللهِ؟

فَقَالَ : أَمَّا الْمُحْسِنُ مِنْكُمْ (٤) ، فَكَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلى أَهْلِهِ ؛ وَأَمَّا الْمُسِي‌ءُ مِنْكُمْ (٥) ، فَكَالْآبِقِ (٦) يُرَدُّ (٧) عَلى مَوْلَاهُ.

قَالَ : فَكَيْفَ (٨) تَرى حَالَنَا عِنْدَ اللهِ؟

قَالَ (٩) : اعْرِضُوا أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) (١٠) ».

قَالَ : « فَقَالَ الرَّجُلُ : فَأَيْنَ (١١) رَحْمَةُ اللهِ؟

قَالَ : رَحْمَةُ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَكَتَبَ رَجُلٌ إِلى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (١٢) : يَا أَبَا ذَرٍّ (١٣) ، أَطْرِفْنِي (١٤) بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْعِلْمِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنَّ الْعِلْمَ كَثِيرٌ ، وَلكِنْ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ (١٥) لَاتُسِي‌ءَ‌

__________________

(١) يجوز فيه التخفيف والتشديد ، كما نصّ عليه في مرآة العقول.

(٢) في « بر » والوافي : « تنتقلوا ».

(٣) في « ب » : « كيف ».

(٤) في « ب ، ز ، ص ، ه‍ ، بف » والوافي : ـ / « منكم ».

(٥) في الوافي : ـ / « منكم ».

(٦) « الآبق » : الهارب. يقال : أبَق العبدُ يأبَق إباقاً : إذا هَرَب. النهاية ، ج ١ ، ص ١٥ ( أبق ).

(٧) في « ب ، ه‍ » : « يقدم ». وفي شرح المازندراني ومرآة العقول : « يرد » بالتخفيف. لكنّهما جعلا تشديد الدال ـ على بناء المجهول ـ أنسب.

(٨) في « ه‍ ، بر » : « وكيف ».

(٩) في « ب ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(١٠) الانفطار (٨٢) : ١٣ ـ ١٤.

(١١) في « ز » : « أين ».

(١٢) في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « رحمه‌الله ».

(١٣) في « ب ، ج ، د » : ـ / « يا أبا ذر ».

(١٤) الشي‌ء الطريف : المستحدث المستطرف ، وهو الطريف. ولقد طَرُف يَطْرُف. والاسم : الطُرفة. وأطرفتُه‌شيئاً : لم يملك مثله فأعجبه. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٠٧٥ ( طرف ).

(١٥) في « ج ، بر » وشرح المازندراني والبحار : « على أن ».

٢٨٠