الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

الْأَنْبِيَاءِ وَصِدْقَهُمْ ، وَنَجَاةَ الْمُجَاهِدِينَ وَثَوَابَهُمْ ، وَشُكْرَ الْمُصْطَفَيْنَ وَنَصِيحَتَهُمْ (١) ، وَعَمَلَ الذَّاكِرِينَ وَيَقِينَهُمْ ، وَإِيمَانَ الْعُلَمَاءِ وَفِقْهَهُمْ (٢) ، وَتَعَبُّدَ الْخَاشِعِينَ وَتَوَاضُعَهُمْ ، وَحُكْمَ (٣) الْفُقَهَاءِ وَسِيرَتَهُمْ ، وَخَشْيَةَ الْمُتَّقِينَ وَرَغْبَتَهُمْ ، وَتَصْدِيقَ الْمُؤْمِنِينَ وَتَوَكُّلَهُمْ ، وَرَجَاءَ الْمُحْسِنِينَ وَبِرَّهُمْ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ الشَّاكِرِينَ ، وَمَنْزِلَةَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ الْعَامِلِينَ (٤) لَكَ ، وَعَمَلَ الْخَائِفِينَ مِنْكَ ، وَخُشُوعَ الْعَابِدِينَ لَكَ ، وَيَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ.

اللهُمَّ إِنَّكَ بِحَاجَتِي عَالِمٌ (٥) غَيْرُ مُعَلَّمٍ (٦) ، وَأَنْتَ لَهَا (٧) وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ ، وَأَنْتَ الَّذِي لَايُحْفِيكَ (٨) سَائِلٌ ، وَلَايَنْقُصُكَ نَائِلٌ (٩) ، وَلَايَبْلُغُ‌

__________________

(١) في « بر ، بف » وحاشية « ج » : « وتصفّحهم ». والوافي : « ونصحهم ».

وفي شرح المازندراني : « وشكر المصطفين ونصيحتهم لله ولعباده. والنصح : الخلوص ، ، وهو إرادة الخير للمنصوح له ، ومعنى النصيحة له تعالى صحّة الاعتقاد في وحدانيّته وما يصحّ له ويمتنع عليه ، وإخلاص النيّة في عبادته ، والتصديق بكتابه ، والعمل به والحثّ عليه. ومعنى النصيحة لعباده هدايتهم إلى منافعهم ، وإرشادهم إلى مصالحهم ، وجذبهم عن طرق الضلالة إلى سبيل الهداية ».

(٢) في « ز » : « ورفقهم ».

(٣) في « ز » : ـ / « حكم ».

(٤) في « ز » : « العابدين ».

(٥) في « ب » : « عليم ».

(٦) في شرح المازندراني : « معلَّم ، مفعول من التعليم. وكونه من الإعلام محتمل ».

(٧) في « د » : ـ / « لها ».

(٨) قال المازندراني : « أحفاه : ألحّ عليه وبرّح به في الإلحاح تبريحاً ؛ يعني أجهده وأواه. والمراد : أنّ إلحاح‌السائل لايشقّ عليك ولايجهدك ؛ لأنّه مطلوب عندك ».

وقال الفيض : « لايحفيك سائل ، بالحاء المهملة : لايستقصيك ولايفني ما عندك ».

وقال المجلسي : « لايحفيك سائل ، قيل : مشتقّ من الحفو بمعنى المنع ، أي لايمنعك كثرة سؤال السُؤّال عن العطاء. وقيل : بمعنى المبالغة في السؤال ، أي كلّما ألحّوا في السؤال لم يصلوا إلى حدّ المبالغة في السؤال بل يحسن منهم الأكثر. والأظهر أنّ المراد : لاينقص عطاياك كثرة سؤال السائلين لسعة خزائن رحمتك ، من الإحفاء بمعنى المبالغة في أخذ الشي‌ء ».

(٩) « النَّوال » : العطاء ، والنائل مثله. يقال : نُلتُ له العطيّة أنول نولاً. ونُلتُه العطيّة. الصحاح ، ج ٥ ،

٥٨١

مِدْحَتَكَ (١) قَوْلُ قَائِلٍ ، أَنْتَ كَمَا تَقُولُ ، وَفَوْقَ مَا نَقُولُ.

اللهُمَّ اجْعَلْ لِي فَرَجاً قَرِيباً ، وَأَجْراً عَظِيماً ، وَسِتْراً جَمِيلاً.

اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي عَلى ظُلْمِي لِنَفْسِي وَإِسْرَافِي عَلَيْهَا لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ ضِدّاً وَلَانِدّاً (٢) ، وَلَاصَاحِبَةً وَلَاوَلَداً.

يَا مَنْ لَاتُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ ، يَا (٣) مَنْ لَايَشْغَلُهُ شَيْ‌ءٌ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَاسَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلَابَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ ، وَلَايُبْرِمُهُ (٤) إِلْحَاحُ (٥) الْمُلِحِّينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي فِي سَاعَتِي هذِهِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لَاأَحْتَسِبُ ، إِنَّكَ (٦) تُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَإِنَّكَ (٧) عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ.

يَا (٨) مَنْ قَلَّ شُكْرِي لَهُ (٩) فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي (١٠) ، وَرَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَجْبَهْنِي (١١) ، وَخَلَقَنِي لِلَّذِي خَلَقَنِي لَهُ ، فَصَنَعْتُ‌

__________________

ص ١٨٣٦ ( نول ).

(١) في « د » : « مدحك ».

(٢) « النِّدّ » : ما كان مثل الشي‌ء يضادّه في اموره. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٧٣ ( ند ).

وفي شرح المازندراني : « الضدّ والندّ ، بالكسر فيهما : النظير والمثل. ولايبعد أن يراد بالأوّل : المثل الذي يضادّه في اموره ويخالفه ويغلبه ، وبالآخر : المثل مطلقاً ، أو المثل المخالف الذي لايغلبه ، أو يريد من أحدهما العاقل وبالآخر غيره. والمراد بهما ما كانوا يتّخذونه آلهة من دون الله مطلقاً ».

(٣) في « بف » : « ويا ».

(٤) بَرِمتُ بكذا ، أي ضَجِرتُ منه بَرَماً ، ومنه التَّبرُّم. وأبرمني فلان إبراماً : أي أضجرني. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٥٧ ( برم ).

(٥) في « بر » : « إبرام ».

(٦) في شرح المازندراني : « كسر الهمزة أظهر ، وفتحها بتقدير لام التعليل جائز. وهو مع كونه ثناء له بالقدرةالظاهرة بمنزلة التعليل لما سبق ، وإظهار لتوقّع حصول المطالب معها ».

(٧) في « ب ، د ، ز ، ص ، بف » والوافي : « إنّك » بدون الواو.

(٨) في « ز » : « ويا ».

(٩) في « ب ، د ، ص ، بس » وشرح المازندراني : ـ / « له ».

(١٠) في « ز » : « فلم تفضحني ».

(١١) « جَبَهه » : لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة ، أي مذلّة وأذى. وأصله من إصابة الجَبهة ؛ يقال : جَبَهْتُه : إذا أصبت‌جَبْهَته. أساس البلاغة ، ص ٥١ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ( جبه ).

٥٨٢

غَيْرَ (١) الَّذِي خَلَقَنِي لَهُ (٢) ، فَنِعْمَ الْمَوْلى أَنْتَ (٣) يَا سَيِّدِي ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا وَجَدْتَنِي (٤) ، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي ، وَبِئْسَ الْمَطْلُوبُ أَنَا (٥) أَلْفَيْتَنِي ؛ عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ (٦) بَيْنَ يَدَيْكَ ، مَا شِئْتَ صَنَعْتَ بِيَ.

اللهُمَّ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ ، وَسَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ ، وَخَلَا كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ ، وَخَلَوْتُ بِكَ ، أَنْتَ الْمَحْبُوبُ إِلَيَّ ، فَاجْعَلْ خَلْوَتِي مِنْكَ اللَّيْلَةَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ.

يَا مَنْ لَيْسَتْ (٧) لِعَالِمٍ (٨) فَوْقَهُ صِفَةٌ (٩) ، يَا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ (١٠) دُونَهُ مَنَعَةٌ (١١) ، يَا أَوَّلُ (١٢) قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ،

__________________

(١) في « ب ، بف » وحاشية « ج ، د » : « فضيّعت » بدل « فصنعت غير ».

(٢) في « د » : + / « وضيّعت الذي خلقني له ».

(٣) في « ب » : ـ / « أنت ».

(٤) يجوز فيه وفي « ألفيتني » ضمّ التاء كما في « ب ». وفي شرح المازندراني : « فتح التاء أظهر من ضمّها. والظاهر أنّه على التقديرين استيناف لامحلّ له من الإعراب ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : ـ / « أنا ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وابن عبدك وابن أمتك ».

(٧) في شرح المازندراني : « ليس ».

(٨) في « بر » : « بعالم ».

(٩) في مرآة العقول : « لعلّ المراد : ليس لعالم صفة في العلم تكون فوقه ، أي ليس أحد أعلم منه ، أو لايمكن للعلماء أن يبالغوا في صفة حتّى يكون أكثر ممّا هو عليه ، بل كلّما بالغوا فيه فهم مقصّرون ، والأخير أظهر. وقيل : المراد به أنّه ليس لعالم يكون فوقه صفة ، أي وجود ؛ إذ كلّ ما له وجود فله صفة ».

(١٠) في « ص » : « بمخلوق ».

(١١) « المنعة » بالتحريك والسكون ، أي ليس له من يمنعه من عشيرته ، أو ليست له قوّة تمنع من يريده بسوء. وقيل : المنعة بالتحريك : جمع مانع ، مثل كافر وكفرة. قال المازندراني : « ودونه ، إمّا صفة لمخلوق للتوضيح دون التخصيص ، أو متعلّق بمنعة. والمعنى على الأوّل : ليس لمخلوق هو دونه تعالى من يمنع الله ، أو قوّة تمنعه إذا أراده بسوء. وعلى الثاني : ليس له منعة دون الله ونصرته تمنع من يريده بسوء ». وقال العلاّمة المجلسي : « يمكن أن يكون المراد أنّه ليس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه ، أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعة. وقال في النهاية : يقال : قوم ليس لهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريدهم بسوء ، وقد يفتح النون ». راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٤٤٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٧٢ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ( منع ).

(١٢) في « بر ، بف » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والوافي : « أوّلاً ». قال المازندراني : « نوّن المنادى ؛ لأنّه

٥٨٣

وَيَا آخِرُ (١) بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، يَا (٢) مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ (٣) ، وَيَا مَنْ لَيْسَ لآِخِرِهِ فَنَاءٌ ، وَيَا أَكْمَلَ مَنْعُوتٍ ، وَيَا أَسْمَحَ (٤) الْمُعْطِينَ ، وَيَا مَنْ يَفْقَهُ (٥) بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِهَا ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ ، وَبَطْشُهُ شَدِيدٌ ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَافَهْتَ (٦) بِهِ مُوسى ، يَا أَللهُ (٧) ، يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحِيمُ ، يَا لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ.

اللهُمَّ أَنْتَ الصَّمَدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُدْخِلَنِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ». (٨)

٣٤٧١ / ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً ، وَأَوْجِزْ (٩) ، فَقَالَ : « قُلْ : يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى نَفْسِهِ ، وَذَلَّلَ (١٠) قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ ». (١١)

٣٤٧٢ / ٣٥. عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (١٢) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

لم يقصد المعيّن من حيث هو معيّن. وتوضيحه : أنّه تعالى معلوم من جهة الوجود وآثاره ، وغير معلوم من جهة حقيقة ذاته وصفاته. فقد يقصد من حيث إنّه غير معلوم وينوّن كما فيما نحن فيه ، وقد يقصد من حيث إنّه معلوم ويجري عليه حكم المفرد ».

(١) في « ج ، بر » والوافي : « آخراً ».

(٢) في « بر » : « ويا ».

(٣) « العنصر » بضمّ العين وفتح الصاد : الأصل. وقد تضمّ الصاد. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنصر ).

(٤) في « ص » : « أسمع ».

(٥) يقال : فَقِه يَفقَه فِقْهاً : إذا فَهِم. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤١٠ ( فقه ).

(٦) في « بر ، بف » والوافي : « شافهك ».

(٧) في « ز » : + / « يَا اللهُ ، يَا اللهُ ».

(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٧٨ ، ح ٨٩٤١.

(٩) في « ز » : « وأوجزه ».

(١٠) في « ز » : « ودلّ ».

(١١) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج في الدنيا والآخرة ، ح ٣٤٤٦ ، بسند آخر ، عن الرضا عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٥.

(١٢) كذا في النسخ والمطبوع ، ويحتمل وقوع الإرسال في السند ، أو كون النسخ محرّفة. وأمّا كون السند معلّقاً على سند الحديث ٣٣ ، وأنّ الراوي عن عليّ بن أبي حمزة هو ابن أبي عمير ، فهذا النحو من التعليق خلاف دأب المصنّف ؛ لعدم ذكر عليّ بن أبي حمزة في ذاك السند.

٥٨٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ رَجُلاً أَتى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانَ لِي مَالٌ وَرِثْتُهُ (١) ، وَلَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اكْتَسَبْتُ (٢) مِنْهُ مَالاً ، فَلَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللهِ (٣) ، فَعَلِّمْنِي دُعَاءً يُخْلِفُ (٤) عَلَيَّ مَا مَضى ، وَيَغْفِرُ لِي مَا عَمِلْتُ ، أَوْ عَمَلاً أَعْمَلُهُ.

قَالَ : قُلْ.

قَالَ : وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ أَقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ : قُلْ كَمَا أَقُولُ : يَا نُورِي فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَا أُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَيَا رَجَائِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَيَا ثِقَتِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ (٥) ، وَيَا دَلِيلِي فِي الضَّلَالَةِ ، أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا (٦) انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الْأَدِلاَّءِ ؛ فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لَاتَنْقَطِعُ ، وَلَايَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأَسْبَغْتَ ، وَرَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ ، وَغَذَّيْتَنِي (٧) فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي ، وَأَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ (٨) بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفِعْلٍ مِنِّي (٩) ، وَلكِنِ (١٠) ابْتِدَاءً مِنْكَ لِكَرَمِكَ وَجُودِكَ ، فَتَقَوَّيْتُ بِكَرَمِكَ عَلى مَعَاصِيكَ ، وَتَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلى سَخَطِكَ ، وَأَفْنَيْتُ عُمُرِي فِيمَا لَاتُحِبُّ (١١) ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ ، وَرُكُوبِي لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ ، وَدُخُولِي فِيمَا حَرَّمْتَ عَلَيَّ أَنْ عُدْتَ (١٢) عَلَيَّ‌

__________________

(١) في « ج » : « ورّثته » يقرأ مجهولاً.

(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز » والوافي. وهو مقتضى السياق. وفي « ص ، بف » والمطبوع : « أكتسب ». وفي « بر ، بس » : ـ / « اكتسبتُ ».

(٣) في « بر ، بس » : ـ / « ثمّ اكتسبت ـ إلى ـ طاعة الله ».

(٤) يقال : خَلَف الله لك خَلَفاً بخير ، وأخلف عليك خيراً ، أي أبدلك بما ذهب منك وعوّضك عنه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٥) في حاشية « بر » : « شديد ».

(٦) في « ب » : « إذ ».

(٧) يجوز على بناء المجرّد أيضاً.

(٨) في « ب » : + / « عطائي ». وأجزلتُ له من العَطاء ، أي أكثرت. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٥ ( جزل ).

(٩) في « ب ، ج ، د ، ز ، بس » : « تفعل بي ». وفي « ص » وشرح المازندراني : « تفعل منّي ». وفي « بف » : « يفعل‌منّي » يقرأ مجهولاً. وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : « بفعل بي ».

(١٠) في « ج » والوافي : « ولكنّ ».

(١١) في « بس » : « لايحبّ » يقرأ مجهولاً.

(١٢) عاد بمعروفه عَوداً : أفضل. والاسم : العائدة. المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عاد ).

٥٨٥

بِفَضْلِكَ ؛ وَلَمْ يَمْنَعْنِي حِلْمُكَ عَنِّي ، وَعَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ (١) أَنْ (٢) عُدْتُ فِي مَعَاصِيكَ ؛ فَأَنْتَ (٣) الْعَوَّادُ بِالْفَضْلِ ، وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْمَعَاصِي ، فَيَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِذَنْبٍ (٤) ، وَأَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ (٥) ، لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتُ بِذَنْبِي ، وَلِعِزِّكَ (٦) خَضَعْتُ بِذُلِّي ، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِي (٧) فِي (٨) كَرَمِكَ ؛ وَ (٩) إِقْرَارِي بِذَنْبِي ، وَعِزِّكَ (١٠) ، وَخُضُوعِي بِذُلِّي : افْعَلْ (١١) بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَاتَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ ». (١٢)

تَمَّ كِتَابُ الدُّعَاءِ ، ويَتْلُوهُ كِتَابُ فَضْلِ الْقُرآنِ. (١٣)

__________________

(١) في « ب » : ـ / « ولم يمنعني ـ إلى ـ بفضلك ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وإن ».

(٣) في « د » : « وأنت ».

(٤) في « ص » : « بالذنب ».

(٥) في « ج ، د ، ز ، ص » وشرح المازندراني : « بذنب ». وفي حاشية « ج » : « بالذلّ ».

(٦) في « بر ، بف » : « لعزّتك ».

(٧) في « ب ، ج ، ز ، بس » وشرح المازندراني : ـ / « بي ». قال المازندراني : « الموصول مع صلته مبتدأ ، و « كرمك » خبر ».

(٨) في شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : بي ، بالباء بدل : في ».

(٩) الواوات الثلاث للقسم.

(١٠) في « ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني : « لعزّتك » بدون الواو. وفي حاشية « ج » : « ولعزّتك ».

(١١) في « بس » : « فافعل ».

(١٢) مصباح المتهجّد ، ص ٣١٤ ؛ جمال الاسبوع ، ص ٢٩٨ ، الفصل ٣٠ ، من قوله : « يا نوري في كلّ ظلمة » مع اختلاف يسير. وراجع : كتاب المزار ، ص ١٥٦ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٧ ، ح ٨٩١١.

(١٣) في أكثر النسخ هاهنا زيادات شتّى ، والظاهر أنّها من النسّاخ.

٥٨٦

[٧]

كِتَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ‌

٥٨٧
٥٨٨

[٧]

كِتَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ‌

٣٤٧٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ سُفْيَانَ الْحَرِيرِيِّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٢) ، قَالَ : « يَا سَعْدُ ، تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا (٣) الْخَلْقُ (٤) ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ عِشْرُونَ وَمِائَةُ (٥) أَلْفِ صَفٍّ ، ثَمَانُونَ أَلْفَ صَفٍّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ صَفٍّ (٦) مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ ، فَيَأْتِي عَلى صَفِّ الْمُسْلِمِينَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، فَيُسَلِّمُ (٧) ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُونَ : لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، إِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَعْرِفُهُ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ غَيْرَ (٨) أَنَّهُ كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَّا فِي (٩) الْقُرْآنِ ؛ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ (١٠) وَالْجَمَالِ وَالنُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ.

__________________

(١) في « ج ، بر » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « الجريري ». والظاهر أنّ سفيان هذا هو سفيان بن إبراهيم الأزدي المذكور في رجال الطوسي ، ص ٢٢٠ ، الرقم ٢٩٣٢ ، وهو موصوف في الرجال المطبوع بالجريري ، ولكن في بعض النسخ المخطوطة المعتبرة منه : « الحريري » بدل « الجريري » وهو الظاهر. راجع : الإكمال لابن ماكولا ، ج ٢ ، ص ٢٠٩.

(٢) في « ج ، د ، ز ، بر » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ١٣١ و ٣١٩ : + / « أنّه ».

(٣) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « إليه ».

(٤) في « بر » : + / « قطّ ».

(٥) في شرح المازندراني : « مائة وعشرون ».

(٦) في شرح المازندراني : ـ / « صفّ ».

(٧) في « ب » : « ويسلّم ».

(٨) في « ب » : « إلاّ ».

(٩) في الوافي : + / « تلاوة ».

(١٠) « البهاء » : الحُسن والجَمال. يقال : بها يبهو ـ مثل علا يعلو ـ : إذا جَمُل ، فهو بهيّ ، فعيل بمعنى فاعل.

٥٨٩

ثُمَّ يُجَاوِزُ (١) حَتّى يَأْتِيَ عَلى صَفِّ الشُّهَدَاءِ ، فَيَنْظُرُ (٢) إِلَيْهِ الشُّهَدَاءُ ، ثُمَّ يَقُولُونَ (٣) : لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ الرَّبُّ الرَّحِيمُ ، إِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنَ الشُّهَدَاءِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ (٤) وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ ؛ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْفَضْلِ مَا لَمْ نُعْطَهُ (٥) ».

قَالَ : « فَيَتَجَاوَزُ (٦) حَتّى يَأْتِيَ عَلى (٧) صَفِّ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فِي صُورَةِ شَهِيدٍ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ ، فَيَكْثُرُ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّ هذَا مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّ الْجَزِيرَةَ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا كَانَتْ أَعْظَمَ هَوْلاً مِنَ الْجَزِيرَةِ (٨) الَّتِي أُصِبْنَا فِيهَا ؛ فَمِنْ هُنَاكَ (٩) أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ وَالنُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ (١٠) حَتّى يَأْتِيَ صَفَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ (١١) فِي صُورَةِ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَيَنْظُرُ النَّبِيُّونَ وَالْمُرْسَلُونَ إِلَيْهِ ، فَيَشْتَدُّ لِذلِكَ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ (١٢) ، إِنَّ هذَا النَّبِيَّ (١٣) مُرْسَلٌ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ (١٤) غَيْرَ أَنَّهُ أُعْطِيَ فَضْلاً كَثِيراً ».

قَالَ : « فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأْتُونَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيَسْأَلُونَهُ (١٥) ، وَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ (١٦) ، مَنْ‌

__________________

وبهاء الله : عظمته. المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ).

(١) في « د ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « يتجاوز ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : « فينظرون ».

(٣) في « بر » والوافي : « فيقولون ».

(٤) قال الجوهري : « السمت : هيئة أهل الخير ». وقال ابن الأثير : « السمت : هو الهيئة الحسنة ». وقال المطرزي : « السمت : الطريق ، ويستعار لهيئة أهل الخير ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ؛ المغرب ، ص ٢٣٤ ( سمت ).

(٥) في « ص » : « لم نعط ».

(٦) في « ج ، بف » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيجاوز ».

(٧) في « ج ، بس » : ـ / « على ».

(٨) في « بر » والوافي : « الجزائر ».

(٩) في « بر » : « هنالك ».

(١٠) في « بر » : « يتجاوز ».

(١١) في « ز » : ـ / « والمرسلين ».

(١٢) في « ص » : « الكبير ».

(١٣) في « ز ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « لنبيّ ».

(١٤) في « ب ، د ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « بصفته وسمته ».

(١٥) في « بر » : ـ / « فيسألونه ».

(١٦) في « ب » : ـ / « يا محمّد ».

٥٩٠

هذَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ (١) : أَوَمَا تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ : مَا نَعْرِفُهُ ، هذَا مِمَّنْ (٢) لَمْ يَغْضَبِ اللهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذَا حُجَّةُ اللهِ (٣) عَلى خَلْقِهِ ، فَيُسَلِّمُ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ (٤) حَتّى يَأْتِيَ عَلى (٥) صَفِّ الْمَلَائِكَةِ فِي صُورَةِ (٦) مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، فَتَنْظُرُ (٧) إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَشْتَدُّ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَكْبُرُ (٨) ذلِكَ عَلَيْهِمْ ؛ لِمَا رَأَوْا مِنْ فَضْلِهِ ، وَيَقُولُونَ : تَعَالى رَبُّنَا وَتَقَدَّسَ ، إِنَّ هذَا الْعَبْدَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ (٩) غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى (١٠) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَقَاماً ؛ فَمِنْ (١١) هُنَاكَ أُلْبِسَ مِنَ النُّورِ وَالْجَمَالِ مَا لَمْ نُلْبَسْ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلى رَبِّ الْعِزَّةِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَيَخِرُّ تَحْتَ الْعَرْشِ (١٢) ، فَيُنَادِيهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : يَا حُجَّتِي فِي الْأَرْضِ وَكَلَامِيَ الصَّادِقَ النَّاطِقَ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ (١٣) ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : كَيْفَ رَأَيْتَ عِبَادِي؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مِنْهُمْ (١٤) مَنْ صَانَنِي (١٥) وَحَافَظَ عَلَيَّ (١٦) وَلَمْ يُضَيِّعْ شَيْئاً ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَيَّعَنِي (١٧) وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّي وَكَذَّبَ بِي (١٨) ، وَأَنَا حُجَّتُكَ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ‌

__________________

(١) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : ـ / « لهم ».

(٢) في شرح المازندراني : « من ».

(٣) في « بف » : « لله ».

(٤) في « د » : « يتجاوز ». وفي « ز » : « فيجاوز ».

(٥) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : ـ / « على ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : « سورة ».

(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فينظر ».

(٨) في « ب » : « ويكثر ».

(٩) في « ب ، ز ، بس » وحاشية « د » : « ووصفه ».

(١٠) في حاشية « ج » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « من ».

(١١) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « من ».

(١٢) في « ب » : + / « ساجداً ».

(١٣) في « بس ، بف » : « تشفع » بالتخفيف. يقرأ مجهولاً. و « الشفاعة » : هي السؤال في التجاوز عن الذنوب‌والجرائم. والمُشَفَّع : من تقبل شفاعتُه. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٥٣.

(١٤) في الوافي ومرآة العقول : « فمنهم ».

(١٥) في « بر ، بف » : « أصابني ».

(١٦) في شرح المازندراني : « تعدية حافظ بـ « على » لتضمينه معنى القيام ونحوه ».

(١٧) في شرح المازندراني : « ضيّع ».

(١٨) في « ز » : « فيّ ». وفي البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : ـ / « بي ».

٥٩١

اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَأُثِيبَنَّ عَلَيْكَ (١) الْيَوْمَ أَحْسَنَ الثَّوَابِ (٢) ، وَلَأُعَاقِبَنَّ عَلَيْكَ الْيَوْمَ أَلِيمَ الْعِقَابِ ».

قَالَ : « فَيَرْجِعُ (٣) الْقُرْآنُ رَأْسَهُ (٤) فِي صُورَةٍ أُخْرى ».

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ يَرْجِعُ؟

قَالَ (٥) : « فِي صُورَةِ رَجُلٍ (٦) شَاحِبٍ (٧) مُتَغَيِّرٍ يُبْصِرُهُ (٨) أَهْلُ الْجَمْعِ (٩) ، فَيَأْتِي الرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِنَا ـ الَّذِي كَانَ (١٠) يَعْرِفُهُ وَيُجَادِلُ بِهِ أَهْلَ الْخِلَافِ ـ فَيَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ يَا عَبْدَ اللهِ ».

قَالَ (١١) : « فَيَرْجِعُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْخَلْقِ الْأَوَّلِ ، وَيَقُولُ (١٢) : مَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ : أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَأَنْصَبْتُ (١٣)

__________________

(١) في « ز » : « إليك ».

(٢) في شرح المازندراني : « ثواب ».

(٣) في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيرفع ». وفي « ز » : « فليرفع ». وفي حاشية « بف » : « فليرجع ».

(٤) في « ز » : ـ / « رأسه ».

(٥) في « بر ، بف » والوافي : + / « يرجع ». وفي شرح المازندراني : « فقال ».

(٦) في شرح المازندراني : ـ / « رجل ».

(٧) شَحَب يَشحَب شُحُوباً ، أي تغيّر من سَفر ، أو هُزال ، أو عمل ، أو جوع. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٢٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨١ ( شحب ).

ولعلّ رجوعه في هذه الصورة لسماعه الوعيد الشديد ، وهو وإن كان لمستحقّيه إلاّ أنّه لايخلو من تأثير لمن يطّلع عليه. أو هذه الصورة هي التي حدثت بملامسة العصاة ، وهي موجودة أيضاً في هذه الدار إلاّ أنّها لاتراها الأبصار ، والصورة السابقة صورته الحقيقية التي ناشية بذاته وكمالاته. أو تغيّر صورته للغضب على المخالفين ، أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين ، كما في قوله عليه‌السلام : « يقوم السقط مُحْبَنْطِئاً على باب الجنّة ». راجع : شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٥ ؛ الوافى ، ج ٩ ، ص ١٦٩٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٧٦.

(٨) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ص » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « ينكره ».

(٩) يوم الجمع : يوم القيامة ؛ لاجتماع الناس فيه. مجمع البحرين ، ح ٤ ، ص ٣١٢ ( جمع ).

(١٠) في « بر » : ـ / « كان ».

(١١) في « ج » : « فقال ». وفي « بر » : ـ / « قال ».

(١٢) في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيقول ».

(١٣) « النَّصب » : الإعياء والتَعب. والفعل : نَصِب يَنصَب وأنْصَبَني هذا الأمر. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ،

٥٩٢

عَيْشَكَ (١) ، سَمِعْتَ (٢) الْأَذى ، وَرُجِمْتَ (٣) بِالْقَوْلِ فِيَّ (٤) ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدِ اسْتَوْفى تِجَارَتَهُ ، وَأَنَا وَرَاءَكَ الْيَوْمَ ».

قَالَ (٥) : « فَيَنْطَلِقُ بِهِ إِلى رَبِّ الْعِزَّةِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ (٦) ، عَبْدُكَ ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ قَدْ كَانَ نَصِباً (٧) بِي (٨) ، مُوَاظِباً عَلَيَّ ، يُعَادى بِسَبَبِي (٩) ، وَيُحِبُّ فِيَّ (١٠) وَيُبْغِضُ (١١) ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَدْخِلُوا عَبْدِي جَنَّتِي ، وَاكْسُوهُ (١٢) حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةَ ، وَتَوِّجُوهُ بِتَاجٍ ، فَإِذَا فُعِلَ بِهِ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلَى الْقُرْآنِ ، فَيُقَالُ (١٣) لَهُ (١٤) : هَلْ رَضِيتَ بِمَا صُنِعَ بِوَلِيِّكَ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنِّي أَسْتَقِلُّ هذَا لَهُ ، فَزِدْهُ مَزِيدَ (١٥) الْخَيْرِ كُلِّهِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعُلُوِّي (١٦) وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَأَنْحَلَنَّ (١٧) لَهُ الْيَوْمَ خَمْسَةَ (١٨) أَشْيَاءَ مَعَ الْمَزِيدِ لَهُ وَلِمَنْ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ ، أَلَا إِنَّهُمْ شَبَابٌ لَايَهْرَمُونَ ، وَأَصِحَّاءُ لَايَسْقُمُونَ ، وَأَغْنِيَاءُ لَايَفْتَقِرُونَ ،

__________________

ص ١٧٩٥ ( نصب ).

(١) في « ب » وحاشية « ج » : « عينيك ». وفي « ز » : « عيشتك ».

(٢) في « ب ، ز » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « وسمعت ». وفي « ج ، د ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي : « وفيّ سمعت ». (٣) في « بر » : « وزحمت ».

(٤) في « بف » والوافي : ـ / « فيّ ».

(٥) في « بر » : ـ / « قال ».

(٦) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : + / « يا ربّ » ثانياً. (٧) في « بر ، بف » : « يضأ ». أي يحسن.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس » وحاشية « د ». وفي « د » وحاشية « ز » : « فيّ ». وفي « بر » : « لي ». وفي المطبوع : « بيّ ». وليس له وجه. (٩) في « بر » : « في سنّتي ». وفي « بف » : « في سببي ».

(١٠) في « بر ، بف » والوافي : « لي ».

(١١) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : + / « فيّ ».

(١٢) في « ب » : « واكسوا ».

(١٣) في « ب ، بس » وحاشية « ج » : « فيقول ».

(١٤) في « ز » : ـ / « له ».

(١٥) في « ج ، ز » وحاشية « بف » : « مزيدة ».

(١٦) في « بر ، بف » : ـ / « وعلوّي ».

(١٧) في « ز » : + / « ذلك ». ونَحَلْته أنْحَله نُحْلاً : مثل أعطيته شيئاً من غير عوض بطيب نفسٍ. المصباح المنير ، ص ٥٩٥ ( نحل ). وفي شرح المازندراني : « نحله ينحله ـ كنصره ـ نُحلاً ـ بالضمّ ـ : أعطاه. والاسم : النحلة بالكسر ويضمّ ، وهي العطاء والعطيّة. وأنحله : أعطاه مالاً خصّه بشي‌ء منه ، كنحَّله ، بالتشديد فيهما. فيجوز في الفعل المذكور ثلاثة أوجه ».

(١٨) في « بر » : « بخمسة ».

٥٩٣

وَفَرِحُونَ لَايَحْزَنُونَ ، وَأَحْيَاءٌ لَايَمُوتُونَ (١) » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (٢).

قَالَ (٣) : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٤) يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَهَلْ يَتَكَلَّمُ الْقُرْآنُ؟

فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : « رَحِمَ اللهُ الضُّعَفَاءَ مِنْ شِيعَتِنَا ؛ إِنَّهُمْ أَهْلُ تَسْلِيمٍ » ثُمَّ قَالَ (٥) : « نَعَمْ ، يَا سَعْدُ ، وَالصَّلَاةُ تَتَكَلَّمُ ، وَلَهَا صُورَةٌ وَخَلْقٌ ، تَأْمُرُ (٦) وَتَنْهى ».

قَالَ سَعْدٌ (٧) : فَتَغَيَّرَ لِذلِكَ لَوْنِي ، وَقُلْتُ : هذَا شَيْ‌ءٌ لَاأَسْتَطِيعُ أَنَا (٨) أَتَكَلَّمُ بِهِ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (٩) عليه‌السلام : « وَهَلِ النَّاسُ إِلاَّ شِيعَتُنَا ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الصَّلَاةَ (١٠) فَقَدْ أَنْكَرَ حَقَّنَا ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا سَعْدُ ، أُسْمِعُكَ كَلَامَ الْقُرْآنِ؟ » قَالَ سَعْدٌ : فَقُلْتُ : بَلى صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : « ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) (١١) فَالنَّهْيُ كَلَامٌ ، وَالْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ رِجَالٌ (١٢) ، وَنَحْنُ ذِكْرُ اللهِ ، وَنَحْنُ أَكْبَرُ ». (١٣)

٣٤٧٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١) في شرح المازندراني : « لعلّ المراد بالحياة الحياة الطيّبة ، وهي التي لاتعب ولامشقّة ولا كدرة معها ، فلايرد أنّ‌أهل النار أيضاً أحياء لايموتون ؛ فإنّ حياتهم مكدّرة شبيهة بالموت ».

(٢) الدخان (٤٤) : ٥٦.

(٣) في « بر » : « وقال ». وفي البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : ـ / « قال ».

(٤) في « ص ، بر ، بف » والوافي : ـ / « جعلت فداك ».

(٥) في شرح المازندراني : « فقال ».

(٦) في « ز » : « وتأمر ».

(٧) في البحار ، ج ٨٢ : ـ / « سعد ».

(٨) في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : ـ / « أنا ». وفي « بس » والبحار ، ج ٨٢ : « أن ».

(٩) في البحار ، ج ٨٢ : ـ / « أبو جعفر ».

(١٠) في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « بالصلاة ».

(١١) العنكبوت (٢٩) : ٤٥.

(١٢) في البحار ، ج ٨٢ : « رجل ».

(١٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٣ ، ح ٨٩٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٥ ، ح ٧٦٣٦ ؛ وج ١٧ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٢٦٧٧ ، وفيهما قطعة منه ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٦ ؛ وفيه ، ج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٦ ؛ وج ٨٢ ، ص ١٩٨ وفيهما قطعة منه.

٥٩٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ فِي دَارِ هُدْنَةٍ (١) ، وَأَنْتُمْ عَلى ظَهْرِ سَفَرٍ ، وَالسَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ ، وَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ (٢) مَوْعُودٍ ؛ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ (٣) لِبُعْدِ الْمَجَازِ (٤) ».

قَالَ : « فَقَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دَارُ الْهُدْنَةِ؟

قَالَ (٥) : دَارُ بَلَاغٍ (٦) وَانْقِطَاعٍ ؛ فَإِذَا الْتَبَسَتْ (٧) عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ (٨) ، وَمَاحِلٌ (٩) مُصَدَّقٌ ؛ وَمَنْ (١٠) جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ (١١) سَاقَهُ (١٢) إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ (١٣) الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلى (١٤) خَيْرِ سَبِيلٍ ، وَهُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ (١٥) وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ ، وَهُوَ الْفَصْلُ (١٦) لَيْسَ‌

__________________

(١) « الهُدْنَة » : السكون ، والهُدْنَة : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربين ، يقال : هدنت‌الرجل وأهدنته ، إذا سكّنته ، وهَدَنَ هو ، يتعدّى ولايتعدّى ، وهادنه مهادنة : صالحه ، والاسم منهما : الهُدْنة. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ( هدن ).

(٢) في « ب » : « كلّ ».

(٣) في حاشية « ج » : « الجهاد ». و « الجهاز » ما يُعدُّ من متاع وغيره. وجَهاز السفر : اهبتُه وما يُحتاج إليه في قطع المسافة. المفردات للراغب ، ص ٢٠٩ ؛ المصباح المنير ، ص ١١٣ ( جهز ).

(٤) في « ز » : ـ / « لبعد المجاز ».

(٥) في « ص ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(٦) في تفسير العيّاشي : « البلاء ». وفي شرح المازندراني : « البلاغ ، بالفتح : اسم لما يتبلّغ ويتوصّل به إلى الشي‌ء المطلوب. وبالكسر : مصدر بمعنى الاجتهاد ، يقال : بالغ مبالغة وبِلاغاً إذا اجتهد ».

(٧) في حاشية « ج ، ز » : « التبس ».

(٨) في شرح المازندراني : « المشفّع ، بشدّ الفاء المفتوحة : من تقبل شفاعته. وبكسرها : من يقبل الشفاعة ».

(٩) في « ص » : « ماجد ». و « الماحل » ، أي خصم مُجادل مصدَّق. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ ( محل ).

وفي شرح المازندراني : « المحل : الجدال والسعاية ، محل به : إذا سعى به إلى السلطان ، يعني إنّه مجادل مخاصم لمن رفضه وترك العمل بما فيه. أو ساعٍ يسعى به إلى الله عزّوجلّ مصدَّق فيما يقول ».

(١٠) في « بر » والوافي : « من » بدون الواو.

(١١) في شرح المازندراني : « وراء ظهره ».

(١٢) في « ز ، بس » وحاشية « ج » : « قاده ».

(١٣) في « ب ، ج ، ز » : « هو » بدون الواو.

(١٤) في شرح المازندراني : « إلى ».

(١٥) في « ص » : « تفضيل ».

(١٦) في « بس » : « الفضل ».

٥٩٥

بِالْهَزْلِ (١) ، وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ ، فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ (٢) ، وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ، ظَاهِرُهُ (٣) أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لَهُ نُجُومٌ ، وَعَلى نُجُومِهِ نُجُومٌ (٤) ، لَاتُحْصى عَجَائِبُهُ ، وَلَاتُبْلى غَرَائِبُهُ ، فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدى ، وَمَنَارُ (٥) الْحِكْمَةِ (٦) ، وَدَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ (٧) لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ (٨) ، فَلْيَجْلُ (٩) جَالٍ بَصَرَهُ ، وَلْيُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ ؛ يَنْجُ مِنْ عَطَبٍ (١٠) ، وَيَتَخَلَّصْ (١١) مِنْ نَشَبٍ (١٢) ؛ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ (١٣) ، كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ ، فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ‌

__________________

(١) إشارة إلى الآية ١٣ و ١٤ من سورة الطارق (٨٦) : ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ).

(٢) في حاشية « ج ، ز » : + / « الله ». وفي تفسير العيّاشي : « حكمة ».

(٣) في شرح المازندراني : « وظاهره ». و « الأنيق » : الحسن المعجب. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٧٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٩ ـ ١٠ ( أنق ).

(٤) في الوافي وتفسير العيّاشي : « له تخوم ، وعلى تخومه تخوم » بدل « له نجوم ، وعلى نجومه نجوم ». والتخوم‌جمع تخم بمعنى منتهى الشي‌ء. وفي شرح المازندراني : « [ النجوم ] إمّا مصدر بمعنى الطلوع والظهور. يقال : نجم الشي‌ء ينجم بالضمّ نجوماً : إذا طلع وظهر ، أو جمع نجم ، بمعنى الكوكب ، أو الأصل ، أو الوقت المضروب بحضور الشي‌ء. والمقصود على التقادير : أنّ معانيه مترتّبة غير محصورة يظهر بعضها من بعض ، ويطّلع بعضها عقيب بعض ». وفي مرآة العقول : « لعلّ المراد : له نجوم ، أي آيات تدلّ على أحكام الله تهتدي بها ، وفيه آيات تدلّ على هذه الآيات وتوضحها. أو المراد بالنجوم الثالث : السنّة ؛ فإنّ السنّة توضح القرآن ، أو الأئمّة عليهم‌السلام العالمون بالقرآن ، أو المعجزات ؛ فإنّها تدلّ على حقيقة الآيات ».

(٥) في تفسير العيّاشي : « منازل ».

(٦) في « ز » : « الحكم ».

(٧) في « ج ، د ، ز ، بس » وحاشية « بف » : « المغفرة ».

(٨) في شرح المازندراني : « يعني القرآن دليل على المعرفة لمن عرف وصف القرآن للأشياء ونطقه بأحوالها التي من جملتها الولاية ؛ إذ لايتمّ المعرفة بدون معرفتها ، أو لمن عرف نعته وصفته من الغرائب والعجائب والمزايا المندرجة فيه. والله أعلم ». وقيل غير ذلك.

(٩) في شرح المازندراني : « قوله : فليجل ، إمّا من الجلاء ، يقال : جلا السيف والمرآة : أصقلها. أو من الإجالة ، وهي الإدارة ، يقال : أجاله وبه : أداره ، وجال إذا دار. وفي « جالٍ » قلب ، أصله جائل ، كما في شاكي السلاح ».

(١٠) « العطب » : الهلاك. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عطب ).

(١١) في « بر ، بف » : « ويخلص ».

(١٢) نَشِبَ في الشي‌ء : إذا وقع في ما لا مَخْلص له منه. النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٢ ( نشب ).

وفي شرح المازندراني : « النشب ، بالتحريك : علوق العظم ونحوه في الحلق وعدم نفوذه فيه ، وهو مهلك غالباً ؛ لسدّ مجرى النفس ، فهو كناية عن الهلاك ».

(١٣) في « ب » : « البصيرة ». أي النفس.

٥٩٦

التَّرَبُّصِ ». (١)

٣٤٧٥ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ (٢) الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ أَنْزَلَ (٣) عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، فِيهِ خَبَرُكُمْ ، وَخَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَخَبَرُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَلَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ (٤) ». (٥)

٣٤٧٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٦) : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَنَا أَوَّلُ وَافِدٍ عَلَى الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكِتَابُهُ وَأَهْلُ بَيْتِي ، ثُمَّ أُمَّتِي (٧) ، ثُمَّ أَسْأَ لُهُمْ : مَا فَعَلْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ (٨) وَبِأَهْلِ (٩) بَيْتِي؟ ». (١٠)

٣٤٧٧ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيى (١١) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

__________________

(١) الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام ، من قوله : « فإنّ التفكّر حياة قلب البصير » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢ ، ح ١ ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : « ودليل على المعرفة لمن عرف » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠١ ، ح ٨٩٦٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧١ ، ح ٧٦٥٧ ، من قوله : « إذا التبست عليكم الفتن ».

(٢) في شرح المازندراني : + / « الله ».

(٣) في « ب » : « نزل » يقرأ بالتشديد.

(٤) في شرح المازندراني : + / « منه ». وفي تفسير العيّاشي : + / « من ذلك ».

(٥) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨ ، ح ١٨ ، عن سماعة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٧٠ ، ح ٩٠٧٨.

(٦) في « ج ، ز ، بر ، بس ، بف » : + / « قال ».

(٧) في « بر » : ـ / « ثمّ امّتي ».

(٨) في « بس » : + / « وبامّتي ».

(٩) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « أهل ».

(١٠) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٧٦٥٣.

(١١) كذا في النسخ والمطبوع والوسائل. والظاهر أنّ العنوان محرّف ، والصواب هو محمّد بن يحيى ؛ فقد توسّطمحمّد بن يحيى ـ وهو محمّد بن يحيى الخزّاز ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل الحديث ١٨٩٩ ـ بين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] وبين طلحة بن زيد في كثير من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٨٧ ـ ٣٨٨.

٥٩٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ فِيهِ مَنَارُ الْهُدى ، وَمَصَابِيحُ الدُّجى ، فَلْيَجْلُ جَالٍ بَصَرَهُ ، وَ (١) يَفْتَحْ لِلضِّيَاءِ نَظَرَهُ ، فَإِنَّ التَّفَكُّرَ (٢) حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ (٣) ، كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ (٤) بِالنُّورِ ». (٥)

٣٤٧٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ (٦) ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَصْحَابَهُ (٧) : اعْلَمُوا (٨) أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَى (٩) النَّهَارِ (١٠) ، وَنُورُ اللَّيْلِ (١١) الْمُظْلِمِ عَلى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ (١٢) ». (١٣)

٣٤٧٩ / ٧. عَلِيٌّ (١٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَجَعاً فِي صَدْرِهِ ، فَقَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اسْتَشْفِ بِالْقُرْآنِ ؛ فَإِنَّ (١٥) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ) (١٦) ». (١٧)

__________________

(١) الواو عاطفة ، تعطف « يفتح » على « يجل ». ويحتمل كونها حاليّة.

(٢) في « ص » : + / « فيه ». (٣) في « ب » : « البصيرة ». أي النفس.

(٤) في « ز » : « ظلمات ».

(٥) راجع : الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ٣٤ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٢ ، ح ٨٩٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٧٦٥٥.

(٦) في الكافي ، ح ٢٢٣٨ : « عن محمّد بن عيسى بن عبيد » بدل « عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل الحديث ١٦٦٩.

(٧) في « ب ، ج » وحاشية « بر » والكافي ، ح ٢٢٣٨ : « لأصحابه ».

(٨) في « بر » : « اعلم ». (٩) في الكافي ، ح ٢٢٣٨ : + / « الليل و ».

(١٠) في « بر » : ـ / « النهار ». (١١) في « بر » : « النور » بدل « الليل ».

(١٢) في الوافي : « يعني يهدي بالنهار إلى طريق الحقّ وسبيل الخير بتعليمه وتبيان أحكامه ومواعظه ، وينوّر بالليل المظلم قلب المتهجّد التالي له في قيامه بالصلاة بأنواره وأغواره وأسراره على ما كان عليه المهتدي به والمتنوّر من المشقّة والفقر ، فإنّهما لايمنعانه من ذلك ، بل يزيدانه رغبة فيما هنالك ».

(١٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب سلامة الدين ، ح ٢٢٣٨ ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٢ ، ح ٨٩٦٤.

(١٤) في « ز » وحاشية « ج » : + / « بن إبراهيم ».

(١٥) في شرح المازندراني : « إنّ ». وفي تفسير العيّاشي : « لأنّ ».

(١٦) يونس (١٠) : ٥٧.

(١٧) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٧ ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهم‌السلام الوافي ، ج ٩ ،

٥٩٨

٣٤٨٠ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْخَشَّابِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا وَاللهِ ، لَايَرْجِعُ الْأَمْرُ وَالْخِلَافَةُ إِلى آلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَبَداً ، وَلَاإِلى بَنِي أُمَيَّةَ أَبَداً ، وَلَافِي وُلْدِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ أَبَداً ؛ وَذلِكَ أَنَّهُمْ نَبَذُوا الْقُرْآنَ ، وَأَبْطَلُوا السُّنَنَ ، وَعَطَّلُوا الْأَحْكَامَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ (١) ، وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمى ، وَاسْتِقَالَةٌ (٢) مِنَ الْعَثْرَةِ ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَضِيَاءٌ مِنَ الْأَحْدَاثِ (٣) ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ (٤) ، وَبَيَانٌ مِنَ الْفِتَنِ ، وَبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى (٥) الْآخِرَةِ ، وَفِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ ، وَمَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ (٦) الْقُرْآنِ (٧) إِلاَّ إِلَى النَّارِ ». (٨)

٣٤٨١ / ٩. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْقُرْآنَ زَاجِرٌ وَ (٩) آمِرٌ (١٠) ، يَأْمُرُ بِالْجَنَّةِ ، وَيَزْجُرُ عَنِ النَّارِ (١١) ». (١٢)

__________________

ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٥.

(١) هكذا في النسخ كلّها وشرح المازندراني وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع : « الضلال ».

(٢) أقال الله عثرته : إذا رفعه من سقوطه. والاستقالة : طلب الإقالة. المصباح المنير ، ص ٥٢١ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ( قيل ).

(٣) في الوافي : « الأجداث ». وفي تفسير العيّاشي : « الأحزان ».

(٤) في « د ، ز ، بس » وحاشية « ج » : « الغوايا ». وغَوِي غَيّاً : انهمك في الجهل ، وهو خلاف الرشد. والاسم : الغَواية. المصباح المنير ، ص ٤٥٧ ( غوى ).

(٥) في شرح المازندراني : « و ».

(٦) في « ز » وحاشية « ج » : « من ».

(٧) في شرح المازندراني : « عن القرآن أحد ».

(٨) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٥ ، ح ٧ و ٨ ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٦.

(٩) في « ج » : « أو ».

(١٠) في « د ، ز » : « آمر وزاجر ».

(١١) في « ب » : ـ / « ويزجر عن النار ».

(١٢) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ، صدر الحديث ، عن محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن الحسن بن محمّد بن

٥٩٩

٣٤٨٢ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ (١) ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أُعْطِيتُ السُّوَرَ (٢) الطِّوَالَ (٣) مَكَانَ التَّوْرَاةِ ، وَأُعْطِيتُ الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ ، وَأُعْطِيتُ الْمَثَانِيَ (٤) مَكَانَ الزَّبُورِ ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ (٥) ثَمَانٌ (٦) وَسِتُّونَ سُورَةً ، وَهُوَ مُهَيْمِنٌ (٧) عَلى سَائِرِ الْكُتُبِ ،

__________________

سماعة ، عن وهيب بن حفص. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٠ ، ح ٦ ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٧.

(١) ورد الخبر ـ باختصار في الألفاظ ـ في تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ١ ، عن سعد الإسكاف ، قال : سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو الظاهر ؛ فإنّ سعداً هذا ، من أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٧٨ ، الرقم ٤٦٨.

(٢) في تفسير العيّاشي : ـ / « السور ».

(٣) في شرح المازندراني والوافي : « الطول ».

(٤) في الوافي : « السور الطول ، كصرد ، وهي السبع الاول بعد الفاتحة ، على أن يعدّ الأنفال والبراءة واحدة ، كمامرّت الإشارة إليه ، أو السابعة سورة يونس. والمثاني : هي السبع التي بعد هذه السبع ، سمّيت بها لأنّها ثنّتها ، واحدها : مثنى ، مثل معاني ومعنى ، وقد تطلق المثاني على سور القرآن كلّها ، طوالها وقصارها. وأمّا المئون فهي من بني إسرائيل إلى سبع سور ، سمّيت بها لأنّ كلًّا منها على نحو من مائة آية ، كذا في بعض التفاسير.

وفي القاموس : المثاني : القرآن ، أو ما ثنّي منه مرّة بعد مرّة ، أو الحمد ، أو البقرة إلى براءة ، أو كلّ سورة دون الطول ودون المئين وفوق المفصّل ، أو سورة الحجّ ، والقصص ، والنمل ، والعنكبوت ، والنور ، والأنفال ، ومريم ، والروم ، ويس ، والفرقان ، والحجر ، والرعد ، وسبأ ، والملائكة ، وإبراهيم ، وص ، ومحمّد ، ولقمان ، والغُرَف ـ أي الزمر ـ والزخرف ، والمؤمن ، والسجدة ، والأحقاف ، والجاثية ، والدخان ، والأحزاب.

وقال ابن الأثير في نهايته : في ذكر الفاتحة : « هي السبع المثاني » ، سمّيت بذلك لأنّها تثنّى في كلّ صلاة وتعاد. وقيل : المثاني : السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصّل ، كأنّ المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني.

أقول : ما ذكره أوّلاً في تفسير السبع المثاني ووجه التسمية بعينه مرويّ عن الصادق عليه‌السلام إلاّأنّ القول الأخير أوفق بهذا الحديث ، بل المستفاد منه أنّ المثاني ما عدا الثلاث الاخر ، وكأنّه من الألفاظ المشتركة فلا تنافي ». وراجع أيضاً : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٤ ( ثنا ).

(٥) قيل : سمّي به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور ، وقيل : لقَصْر سوره. واختلف في أوّله ، فقيل : من سورة محمّد ، وقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة الفتح. مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٤١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧٧ ( فصل ).

(٦) في تفسير العيّاشي : « سبع ».

(٧) في شرح المازندراني : « أي شاهد عليها. ولولا شهادته لما علم أنّها كتب سماويّة ؛ لعدم بلوغها حدَّ الإعجاز ».

٦٠٠