الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، فَقَالَ : « هُمْ أَهْلُ الْوَلَايَةِ » فَقُلْتُ : أَيُّ وَلَايَةٍ (١)؟ فَقَالَ : « أَمَا (٢) إِنَّهَا لَيْسَتْ بِالْوَلَايَةِ فِي الدِّينِ (٣) ، وَلكِنَّهَا الْوَلَايَةُ فِي الْمُنَاكَحَةِ وَالْمُوَارَثَةِ وَالْمُخَالَطَةِ ، وَهُمْ لَيْسُوا بِالْمُؤْمِنِينَ (٤) وَلَا (٥) بِالْكُفَّارِ ، وَمِنْهُمُ (٦) الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٧)

٢٨٩٧ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُثَنًّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الدِّينِ الَّذِي لَايَسَعُ الْعِبَادَ جَهْلُهُ ، فَقَالَ : « الدِّينُ وَاسِعٌ (٨) ،

__________________

(١) في « بر » والوافي : « الولاية ».

(٢) في « ب » : ـ / « أما ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢١٠ : « أما أنّها ليست بالولاية في الدين ، أي ولاية أئمّة الحقّ ، ولو كانوا كذلك لكانوا مؤمنين ؛ أو المراد بالولاية في الدين الولاية التي تكون بين المؤمنين بسبب الاتّحاد في الدين ، كما قال سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) [ التوبة (٩) : ٧١ ] بل المراد أنّهم قوم ليسوا بمتعصّبين في مذهبهم ولايبغضونكم ، بل يناكحونكم ويوارثونكم ويخالطونكم ؛ أو المعنى : هم قوم يجوز لكم مناكحتهم ومعاشرتهم ، يرثون منكم وترثون منهم ، فيكون السؤال عن حكمهم ، لا عن وصفهم وتعيينهم ؛ أو بيّن عليه‌السلام حكمهم ، ثمّ عرّفهم بأنّهم ليسوا بالمؤمنين ».

(٤) في « ز » : « بمؤمنين ».

(٥) في « ز » : ـ / « لا ».

(٦) في « ز ، ص ، بر ، بس » والوافي وتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٦٩ وج ٢ والمعاني : « هم ». وفي الوسائل : « الكفّار منهم » بدل « بالكفّار ومنهم ».

(٧) معاني الأخبار ، ص ٢٠٢ ، ح ٨ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٤٩ ، وفيه : « سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : « إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ » ، قال : هم أهل الولاية ... » ؛ وفيه ، ج ٢ ، ص ١١٠ ، ذيل ح ١٣٠ ، وفيه : « سألتُ أبا عبدالله عليه‌السلام عن المستضعفين ، قال : هم ليسوا بالمؤمنين ... » ، وفيهما عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩٤ ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ١٨٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٧ ، ح ٢٦٣٣٨.

(٨) في شرح المازندراني : « لعلّ المراد بسعته هنا سعته باعتبار أنّ الذنوب كلّها غير الكفر تجامع الإيمان ولاترفعه ، خلافاً للخوارج ، فإنّهم قالوا : الذنوب كلّها كفر ».

١٨١

وَلكِنَّ الْخَوَارِجَ (١) ضَيَّقُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ مِنْ (٢) جَهْلِهِمْ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأُحَدِّثُكَ (٣) بِدِينِيَ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ : « بَلى (٤) » قُلْتُ (٥) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَ (٦) أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ (٧) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَتَوَلاَّكُمْ ، وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ (٨) وَمَنْ رَكِبَ رِقَابَكُمْ وَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ ، وَظَلَمَكُمْ حَقَّكُمْ ، فَقَالَ : « مَا جَهِلْتَ شَيْئاً ، هُوَ ـ وَاللهِ ـ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ ».

قُلْتُ : فَهَلْ سَلِمَ (٩) أَحَدٌ لَايَعْرِفُ هذَا الْأَمْرَ؟ فَقَالَ : « لَا ، إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ » قُلْتُ (١٠) : مَنْ هُمْ؟ قَالَ : « نِسَاؤُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ » ثُمَّ قَالَ : « أَرَأَيْتَ (١١) أُمَّ أَيْمَنَ؟ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَا كَانَتْ تَعْرِفُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ». (١٢)

٢٨٩٨ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ عَرَفَ اخْتِلَافَ النَّاسِ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ ». (١٣)

٢٨٩٩ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) « الخوارج » : فرقة من فِرق الإسلام ، سُمّو خوارجَ ؛ لخروجهم على عليّ عليه‌السلام. مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ( خرج ).

(٢) في « ز » : « على ».

(٣) في الوافي : « احدّثك ».

(٤) في « بر » والوافي : « نعم ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « فقلت ».

(٦) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : + / « أشهد ».

(٧) في « ب » وحاشية « ز ، بر » : + / « به ».

(٨) في « بر » والوافي : « أعدائكم ».

(٩) في حاشية « بر » : « أسلم ».

(١٠) في « ب » : « قلنا ».

(١١) في « ب » : « رأيت ». وفي حاشية « بر » : « أما رأيت ». وفي الوافي : « لعلّ امّ أيمن كانت امرأة في ذلك الزمان‌معروفة للمخاطب ؛ أو المراد بها امّ أيمن التي كانت في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشهد لها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّها من أهل الجنّة ».

(١٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ١٨٤٩.

(١٣) معاني الأخبار ، ص ٢٠١ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن عيسى. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٤٤ ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٨٥٠.

١٨٢

جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي (١) رُبَّمَا ذَكَرْتُ هؤُلَاءِ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، فَأَقُولُ : نَحْنُ وَهُمْ فِي مَنَازِلِ الْجَنَّةِ؟!

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا يَفْعَلُ اللهُ ذلِكَ بِكُمْ أَبَداً ». (٢)

٢٩٠٠ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَخَوَيْهِ ـ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ (٣) ابْنَيِ الْحَسَنِ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ مَرْوَانَ (٤) بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :

قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَنَحْنُ عِنْدَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّا نَخَافُ أَنْ نَنْزِلَ بِذُنُوبِنَا مَنَازِلَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، قَالَ : فَقَالَ : « لَا وَاللهِ ، لَايَفْعَلُ اللهُ ذلِكَ بِكُمْ أَبَداً ».

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، مِثْلَهُ. (٥)

٢٩٠١ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَرَفَ اخْتِلَافَ النَّاسِ (٦) فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ ». (٧)

٢٩٠٢ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « الضَّعِيفُ مَنْ لَمْ‌

__________________

(١) في « بف » : ـ / « إنّي ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٨٥٤.

(٣) في « بر ، بف » : « أحمد ومحمّد ».

(٤) في « بف » : « هارون ». وهو سهو ؛ فقد روى عليّ بن يعقوب الهاشمي كتاب مروان بن مسلم وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٨٥٨٢ ؛ وص ٢٢٥ ، الرقم ٨٥٨٤ ؛ وص ٢٢٦ ، الرقم ٨٥٨٦.

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٨٥٥.

(٦) في المعاني : « الاختلاف » بدل « اختلاف الناس ».

(٧) المحاسن ، ص ٢٧٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٨ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير. معاني الأخبار ، ص ٢٠٠ ، ح ٢ ، بسند آخر الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٨٥٠.

١٨٣

تُرْفَعْ (١) إِلَيْهِ حُجَّةٌ (٢) ، وَلَمْ يَعْرِفِ الِاخْتِلَافَ (٣) ، فَإِذَا عَرَفَ الِاخْتِلَافَ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ (٤) ». (٥)

٢٩٠٣ / ١٢. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَارَةَ إِمَامِ مَسْجِدِ بَنِي هِلَالٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ الْيَوْمَ مُسْتَضْعَفٌ ، أَبْلَغَ الرِّجَالُ الرِّجَالَ ، وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ ». (٧)

١٧٣ ـ بَابُ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ‌

٢٩٠٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ ) (٨) ( لِأَمْرِ اللهِ ) (٩) قَالَ : « قَوْمٌ كَانُوا مُشْرِكِينَ ، فَقَتَلُوا مِثْلَ حَمْزَةَ وَ (١٠) جَعْفَرٍ وَأَشْبَاهَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١) ، ثُمَّ‌

__________________

(١) في « ب ، ص » والكافي ، ح ١٤٩١٠ : « لم يرفع ».

(٢) في « بر » : « الحجّة ». وفي حاشية « ز » : « حجّته ».

(٣) في « بر » والوافي : « اختلاف الناس ».

(٤) في « ج ، د ، ص ، بس » وحاشية « ز ، بر ، بف » والوافي والكافي ، ح ١٤٩١٠ : « بضعيف ».

(٥) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩١٠ ، بسند آخر عن إسماعيل بن مهران الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٨٥٢.

(٦) في « ب ، بر ، جر » وحاشية « ز ، بس » : « الحسين ». والظاهر أنّ الصواب هو « عليّ بن الحسن ». والمراد به : عليّ بن الحسن بن فضّال ؛ فقد روى المصنّف ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، أو عن عليّ بن الحسن التيمُلي ( التيمي ـ خ ل ) في بعض الأسناد. انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٩٦٢٠ و ١٠٧٩٨.

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٨٥٣.

(٨) أرجأت الأمر : أخّرته. وقرئ : « وآخرون مُرجَؤون لأمر الله » أي مؤخّرون حتّى ينزّل الله فيهم ما يريد. الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٢ ( رجأ ).

(٩) التوبة (٩) : ١٠٦.

(١٠) في البحار : « ومثل ».

(١١) في « بر » والوافي : + / « رحمة الله عليهم ».

١٨٤

إِنَّهُمْ دَخَلُوا فِي (١) الْإِسْلَامِ ، فَوَحَّدُوا اللهَ ، وَتَرَكُوا الشِّرْكَ ، وَلَمْ يَعْرِفُوا الْإِيمَانَ بِقُلُوبِهِمْ ، فَيَكُونُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَتَجِبَ (٢) لَهُمُ الْجَنَّةُ ؛ وَلَمْ يَكُونُوا عَلى جُحُودِهِمْ ، فَيَكْفُرُوا ، فَتَجِبَ (٣) لَهُمُ النَّارُ ؛ فَهُمْ (٤) عَلى تِلْكَ الْحَالِ : إِمَّا (٥) يُعَذِّبُهُمْ ، وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ». (٦)

٢٩٠٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « الْمُرْجَوْنَ قَوْمٌ كَانُوا (٧) مُشْرِكِينَ ، فَقَتَلُوا مِثْلَ حَمْزَةَ وَجَعْفَرٍ وَأَشْبَاهَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٨) ، ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدَ ذلِكَ (٩) دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ ، فَوَحَّدُوا اللهَ وَتَرَكُوا الشِّرْكَ ، وَلَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ ، فَيَكُونُوا مِنَ (١٠) الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَمْ يُؤْمِنُوا ؛ فَتَجِبَ (١١) لَهُمُ الْجَنَّةُ ، وَلَمْ يَكْفُرُوا ؛ فَتَجِبَ (١٢) لَهُمُ النَّارُ ، فَهُمْ عَلى تِلْكَ الْحَالِ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ». (١٣)

١٧٤ ـ بَابُ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ‌

٢٩٠٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ جَمِيعاً ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « بف » : « إلى ».

(٢) في « ب » : « يجب ». وفي « بر » : « فيجب ».

(٣) في « ب » : « يجب ». وفي « ز ، بر » : « فيجب ».

(٤) في « بر » والوافي : « وهم ».

(٥) في البحار : + / « أن ».

(٦) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٠٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفيه : « المرجون لأمر الله قوم ... ». تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٠ ، ح ١٣٠ ، عن زرارة ؛ وفيه ، ص ١١١ ، ح ١٣٢ ، عن زرارة ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٣ ، ح ١٨٢٩ ؛ البحار ، ج ٢٠ ، ص ١١٣ ، ح ٤٤.

(٧) في « ص » : « كانوا قوماً ».

(٨) في « ج ، بر ، بف » والوافي : + / « رحمة الله عليهم ».

(٩) في « بس » : ـ / « ذلك ».

(١٠) في « د » : ـ / « من ».

(١١) في « بر » : « فيجب ».

(١٢) في « بر » : « فيجب ».

(١٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٣ ، ح ١٨٣٠ ؛ البحار ، ج ٢٠ ، ص ١١٣ ذيل ح ٤٤.

١٨٥

قَالَ لِي (١) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ (٢)؟ ».

فَقُلْتُ : مَا هُمْ إِلاَّ مُؤْمِنُونَ أَوْ كَافِرُونَ (٣) ، إِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ ، فَهُمْ مُؤْمِنُونَ ؛ وَ (٤) إِنْ دَخَلُوا النَّارَ ، فَهُمْ كَافِرُونَ.

فَقَالَ : « وَاللهِ (٥) ، مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَلَاكَافِرِينَ ، وَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ دَخَلُوا (٦) الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ ، وَلَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ ، وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ اسْتَوَتْ (٧) حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ ، فَقَصُرَتْ بِهِمُ الْأَعْمَالُ ، وَإِنَّهُمْ لَكَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».

فَقُلْتُ : أَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ ، أَوْ (٨) مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟

فَقَالَ : « اتْرُكْهُمْ حَيْثُ تَرَكَهُمُ اللهُ ».

قُلْتُ : أَفَتُرْجِئُهُمْ (٩)؟ قَالَ : « نَعَمْ (١٠) ، أُرْجِئُهُمْ (١١) كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللهُ : إِنْ شَاءَ (١٢) أَدْخَلَهُمُ (١٣) الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ ، وَإِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ وَلَمْ (١٤) يَظْلِمْهُمْ ».

فَقُلْتُ : هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ؟ قَالَ : « لَا » قُلْتُ : هَلْ (١٥) يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ كَافِرٌ؟ (١٦) قَالَ : فَقَالَ : « لَا ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ ؛ يَا زُرَارَةُ ، إِنَّنِي (١٧) أَقُولُ : مَا شَاءَ اللهُ ، وَأَنْتَ لَاتَقُولُ : مَا شَاءَ اللهُ ، أَمَا إِنَّكَ (١٨) إِنْ كَبِرْتَ رَجَعْتَ وَتَحَلَّلَتْ عَنْكَ (١٩)

__________________

(١) في الوافي : ـ / « لي ».

(٢) إشارة إلى الآية ٤٨ من سورة الأعراف (٧)

(٣) في الكافي ، ح ٢٨٩١ : « مؤمنين أو كافرين ».

(٤) في « بف » : ـ / « و ».

(٥) في « د » : ـ / « والله ».

(٦) في « ب ، د ، بر ، بف » والوافي والكافي ، ح ٢٨٩١ : « لدخلوا ».

(٧) في الكافي ، ح ٢٨٩١ : « قد استوت ».

(٨) في « ج ، ص ، بر » والوافي والكافي ، ح ٢٨٩١ : « أم ».

(٩) أرجأت الشي‌ء : أخّرته. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٥٤ ( رجأ ).

(١٠) في « بس » : ـ / « نعم ». (١١) في « ز » : ـ / « أرجئهم ».

(١٢) في « ب » : + / « الله ». (١٣) في « بف » : « دخّلهم ».

(١٤) في « بر » : « فلم ».

(١٥) في « بر ، بس ، بف » والكافي ، ح ٢٨٩١ : « فهل ».

(١٦) في « بف » : « الكافر ».

(١٧) في « بر » والوافي : « إنّي ».

(١٨) في « ز » : + / « تركت ».

(١٩) في « ب » : ـ / « عنك ».

١٨٦

عُقَدُكَ ». (١)

٢٩٠٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ (٢) بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « الَّذِينَ ( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) (٣) ؛ فَأُولئِكَ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ (٤) يُحْدِثُونَ (٥) فِي إِيمَانِهِمْ (٦) مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي يَعِيبُهَا الْمُؤْمِنُونَ وَيَكْرَهُونَهَا ، فَأُولئِكَ (٧) عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ». (٨)

١٧٥ ـ بَابٌ فِي (٩) صُنُوفِ أَهْلِ الْخِلَافِ وَذِكْرِ الْقَدَرِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُرْجِئَةِ وَأَهْلِ الْبُلْدَانِ (١٠)

٢٩٠٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَعَنَ اللهُ الْقَدَرِيَّةَ (١١) ، لَعَنَ اللهُ الْخَوَارِجَ ، لَعَنَ اللهُ‌

__________________

(١) الكافي ، كتاب‌الإيمان والكفر ، باب الضلال ، ح ٢٨٩١ ، عن عليّ بن إبراهيم ، مع زيادة في أوّله. رجال الكشّي ، ص ١٤١ ، ضمن ح ٢٢٣ ، بسند آخر عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٨٢٢.

(٢) في « ز » : ـ / « عليّ ».

(٣) التوبة (٩) : ١٠٢.

(٤) في العياشي ، ص ١٠٦ : « مذنبون ».

(٥) في « بس » وحاشية « د » : « مُحدثون ».

(٦) تفسير العياشي ، ص ١٠٦ : « وإيمانهم ».

(٧) في « ب » : « اولئك ».

(٨) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ، ح ١٠٩ ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : تفسير العيّاشي ، ص ١٠٥ ، ح ١٠٥ و ١٠٦ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٧٠ ، ح ٢١٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ، ح ١٨٣٨. وفي مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢١٦ : « هذا الخبر تتمّة للحديث الثاني من الباب السابق ، وذكره هنا يشعر بأنّ هذا الصنف عند المصنّف من أهل الأعراف ؛ فهذه الأقسام متداخلة ».

(٩) في « ب » : ـ / « في ».

(١٠) في « ب ، ز ، ص ، بر » ومرآة العقول : ـ / « وذكر القدريّة ـ إلى ـ البلدان ».

(١١) في « ب » : ـ / « لعن الله القدريّة ». و « القدريّة » : هم المنسوبون إلى القَدَر ، ويزعمون أنّ كلّ عبد خالقُ فعله ، ولا يرون‌المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيئته ، فَنُسِبوا إلى القَدَر ؛ لأنّه بدعتُهم وضلالتهم. والقَدَري : الذي يقول : لايكون ما

١٨٧

الْمُرْجِئَةَ (١) ، لَعَنَ اللهُ الْمُرْجِئَةَ ».

قَالَ : قُلْتُ : لَعَنْتَ هؤُلَاءِ مَرَّةً مَرَّةً ، وَلَعَنْتَ هؤُلَاءِ مَرَّتَيْنِ؟

قَالَ (٢) : « إِنَّ هؤُلَاءِ يَقُولُونَ : إِنَّ قَتَلَتَنَا مُؤْمِنُونَ ، فَدِمَاؤُنَا مُتَلَطِّخَةٌ (٣) بِثِيَابِهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ إِنَّ اللهَ حَكى (٤) عَنْ قَوْمٍ فِي كِتَابِهِ : « ( لن (٥) ) ( نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (٦) » قَالَ : « كَانَ بَيْنَ الْقَاتِلِينَ وَالْقَائِلِينَ (٧) خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ، فَأَلْزَمَهُمُ اللهُ الْقَتْلَ بِرِضَاهُمْ مَا (٨) فَعَلُوا ». (٩)

٢٩٠٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ وَحَمَّاد بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ (١٠) : « مَا هُمْ؟ » فَقُلْتُ (١١) : مُرْجِئَةٌ ، وَقَدَرِيَّةٌ ،

__________________

شاء الله ويكون ما شاء إبليس. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٥١ ( قدر ). وللمزيد راجع : الحور العين ، ص ٢٠٤ ؛ الفصوص المهمّة ، ج ١ ، ص ٢٣٤ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ذيل ح ٤٠ ؛ وج ٥ ، ص ٥ ـ ٧ ، ذيل ح ٤ ؛ الغدير ، ج ٣ ، ص ٤١ ؛ العقائد الإسلاميّة ، ج ٣ ، ص ٣٦٦ ؛ معجم الفرق الإسلاميّة ، ص ١٩٠.

(١) اختُلف في المرجئة ، فقيل : هم فرقة من فِرق الإسلام يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاينفع مع الكفر طاعة. وعن ابن قتيبة أنّه قال : هم الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل. وقال بعض أهل الملل : إنّ المرجئة هم الفِرقة الجبريّة الذين يقولون : إنّ العبد لافعل له. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١٧٧ ( رجأ ).

(٢) في « ز » : « فقال ».

(٣) في « بف » : « ملطّخة ».

(٤) في « بف » : « يحكي ».

(٥) كذا في النسخ والمطبوع. وفي القرآن : « ألاّ » بدل « لن ».

(٦) آل عمران (٣) : ١٨٣. والآية نزلت في جماعة من اليهود قالوا لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله أمرنا وأوصانا في كتابه ـ أي‌في التوراة ـ ( أَلاّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النّارُ ). راجع : تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ؛ التبيان ، ج ٣ ، ص ٦٨ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٤٦٢ ، ذيل الآية المزبورة.

(٧) في « ز ، ص ، بس » : « القائلين والقاتلين ».

(٨) في « د ، بر » : « بما ».

(٩) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٦٣ ، عن عمر بن معمّر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٨٥٦.

(١٠) في الكافي ، ح ٢٨٥٦ والوسائل : + / « فقال لي ».

(١١) في « بس » والكافي ، ح ٢٨٥٦ والوسائل : « قلت ».

١٨٨

وَحَرُورِيَّةٌ (١) ، فَقَالَ : « لَعَنَ اللهُ تِلْكَ (٢) الْمِلَلَ الْكَافِرَةَ الْمُشْرِكَةَ ، الَّتِي لَاتَعْبُدُ اللهَ عَلى شَيْ‌ءٍ ». (٣)

٢٩١٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَهْلُ الشَّامِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الرُّومِ ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَأَهْلُ مَكَّةَ يَكْفُرُونَ بِالله جَهْرَةً (٤) ». (٥)

٢٩١١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لَيَكْفُرُونَ (٦) بِاللهِ جَهْرَةً ، وَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ‌

__________________

(١) في « ز » : ـ / « وحروريّة ». و « الحروريّة » : طائفة من الخوارج ، نُسبوا إلى حروراء ـ بالمدّ والقصر ـ وهو موضع‌قريب من الكوفة كان أوّل مجتمعهم وتحكيمهم فيها. وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم عليّ عليه‌السلام. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ( حرر ).

(٢) في « ز » : « لتلك ».

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر ، ح ٢٨٥٦ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ١٨٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٥ ، ح ٣٤٩٥٧.

(٤) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢١٩ : « يحتمل أن يكون هذا الكلام في زمن بني اميّة ، وأهل الشام من بني اميّة وأتباعهم كانوا منافقين ، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، والمنافقون شرّ من الكفّار وهم في الدرك الأسفل من النار ، وهم كانوا يسبّون أميرالمؤمنين عليه‌السلام وهو الكفر بالله العظيم ، والنصارى لم يكونوا يفعلون ذلك. ويحتمل أن يكون هذا مبنيّاً على أنّ المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شرّ من سائر الكفّار ، كما يظهر من كثير من الأخبار. والتفاوت بين أهل تلك البلدان باعتبار اختلاف رسوخهم في مذهبهم الباطل ، أو على أنّ أكثر المخالفين في تلك الأزمنة كانوا نواصب منحرفين عن أهل البيت عليهم‌السلام ، لاسيّما أهل تلك البلدان الثلاثة ؛ واختلافهم في الشقاوة باعتبار اختلافهم في شدّة النصب وضعفه ، ولاريب في أنّ النواصب أخبث الكفّار. وكفر أهل مكّة جهرة هو إظهارهم عداوة أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد بقي بينهم إلى الآن ، ويعدّون يوم عاشوراء عيداً لهم ، بل من أعظم أعيادهم ؛ لعنة الله عليهم وعلى أسلافهم الذين أسّسوا ذلك لهم ».

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٨٤٣.

(٦) في الوافي : « يكفرون ».

١٨٩

أَخْبَثُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ (١) ، أَخْبَثُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ (٢) ضِعْفاً (٣) ». (٤)

٢٩١٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَهْلُ الشَّامِ شَرٌّ ، أَمْ (٥) أَهْلُ الرُّومِ؟

فَقَالَ : « إِنَّ (٦) الرُّومَ كَفَرُوا وَلَمْ يُعَادُونَا ، وَإِنَّ (٧) أَهْلَ الشَّامِ كَفَرُوا وَعَادَوْنَا ». (٨)

٢٩١٣ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تُجَالِسُوهُمْ ـ يَعْنِي الْمُرْجِئَةَ ـ لَعَنَهُمُ اللهُ ، وَلَعَنَ اللهُ (٩) مِلَلَهُمُ (١٠) الْمُشْرِكَةَ ، الَّذِينَ لَايَعْبُدُونَ اللهَ عَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ ». (١١)

١٧٦ ـ بَابُ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‌

٢٩١٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ جَمِيعاً ، عَنْ‌

__________________

(١) في الوافي : ـ / « أخبث من أهل مكّة ».

(٢) في « د ، ز ، بر » والوافي : « بسبعين ».

(٣) في « ز » : « مرّة ».

(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٤٤ ، ضمن ح ٩٢ ؛ كامل الزيارات ، ص ١٦٩ ، الباب ٦٩ ، ضمن ح ٩ ؛ المزار ، ص ٣٤ ، ضمن ح ١ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام هكذا : « إنّ أهل مكّة يكفرون بالله جهرة. فقلت : ففي حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : هم شرّ منهم » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٨٤٤.

(٥) في « ز » وحاشية « بف » : « من » بدل « أم ».

(٦) في « ب » : + / « أهل ».

(٧) في « ب » : ـ / « إنّ ».

(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ١٨٤٢.

(٩) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بف » والوافي : ـ / « الله ».

(١٠) في حاشية « بر » : « ملّتهم ».

(١١) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ، ح ١٨٣٩.

١٩٠

زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « ( الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) (١) قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ ، وَخَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ (٢) دُونَ اللهِ ، وَلَمْ تَدْخُلِ (٣) الْمَعْرِفَةُ قُلُوبَهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً (٤) رَسُولُ اللهِ (٥) ، وَكَانَ (٦) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَتَأَلَّفُهُمْ (٧) وَيُعَرِّفُهُمْ لِكَيْمَا يَعْرِفُوا ، وَيُعَلِّمُهُمْ (٨) ». (٩)

٢٩١٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَالْمُؤَلَّفَةِ ) (١٠) ( قُلُوبُهُمْ )؟

قَالَ : « هُمْ قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَخَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَشَهِدُوا أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَهُمْ فِي ذلِكَ شُكَّاكٌ فِي بَعْضِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَأَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يَتَأَلَّفَهُمْ بِالْمَالِ وَالْعَطَاءِ لِكَيْ (١١)

__________________

(١) التوبة (٩) : ٦٠.

(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : + / « [ يُعبد من ] ».

(٣) في « ب ، بس » : « لم يدخل ».

(٤) قوله : « أنّ محمّداً » مفعول « المعرفة ».

(٥) في « بر » : + / « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبيّ ». وفي « بف » والوافي : « نبيّ » بدل « رسول الله ».

(٦) في « بر ، بف » والوافي : « فكان ».

(٧) « التألّف » : المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام رغبةً فيما يصل إليهم من المال. النهاية ، ج ١ ، ص ٦٠ ( ألف ).

(٨) في شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٠٩ : « ثمّ الظاهر أنّ « يعلّمهم » عطف على « يعرفهم » وأنّ الضمير فيهما راجع إلى « المؤلّفة ». وأنّ : « لكيما يعرفوا » على صيغة المجهول علّة لهما ». وفي مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٢١ : « ويعرّفهم ، أي رسالته بالبراهين والمعجزات لكيما يعرفوا ، ويعلّمهم شرائع الدين. أو يعرّفهم أصل الرسالة ، ويعلّمهم أنّ ما أتى به هو من عند الله. أو هو تأكيد. وقد يقرأ « يعلمهم » على بناء المعلوم ، أي والحال أنّه يعلمهم ويعرفهم ».

(٩) التهذيب ، ج ٤ ، ص ٩ ، ضمن ح ١٢٩ ، وفيه : « ذكر عليّ بن إبراهيم بن هاشم في كتاب التفسير » ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٩٩ ، ضمن الحديث ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في قوله تعالى : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) ح ٢٩٢١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٤ ، ح ١٨٣١.

(١٠) في « ج ، بس ، بف » والبحار : « الْمُؤَلَّفَةِ » بدون الواو.

(١١) في الوافي : « حتّى ».

١٩١

يَحْسُنَ إِسْلَامُهُمْ ، وَيَثْبُتُوا عَلى دِينِهِمُ الَّذِي دَخَلُوا (١) فِيهِ وَأَقَرُّوا بِهِ ، وَإِنَّ (٢) رَسُولَ اللهِ (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ تَأَلَّفَ رُؤَسَاءَ (٤) الْعَرَبِ مِنْ (٥) قُرَيْشٍ وَسَائِرِ مُضَرَ ، مِنْهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ (٦) الْفَزَارِيُّ ، وَأَشْبَاهُهُمْ مِنَ النَّاسِ ، فَغَضِبَتِ الْأَنْصَارُ ، وَاجْتَمَعَتْ (٧) إِلى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِالْجِعْرَانَةِ (٨) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ (٩) : إِنْ (١٠) كَانَ هذَا الْأَمْرُ مِنْ هذِهِ الْأَمْوَالِ الَّتِي قَسَمْتَ بَيْنَ قَوْمِكَ شَيْئاً أَنْزَلَهُ (١١) اللهُ ، رَضِينَا (١٢) ؛ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ ، لَمْ نَرْضَ (١٣) ».

قَالَ زُرَارَةُ : وَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « فَقَالَ (١٤) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ (١٥) ، أَكُلُّكُمْ عَلى قَوْلِ سَيِّدِكُمْ سَعْدٍ (١٦)؟ فَقَالُوا : سَيِّدُنَا اللهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ قَالُوا (١٧) فِي الثَّالِثَةِ : نَحْنُ عَلى مِثْلِ قَوْلِهِ وَرَأْيِهِ ».

قَالَ زُرَارَةُ : فَسَمِعْتُ (١٨) أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « فَحَطَّ اللهُ‌

__________________

(١) في « بر » : « قد دخلوا ».

(٢) في « ز » : « فإنّ ».

(٣) في « بر » : + / « محمّداً ».

(٤) في « ز ، بر ، بف » وحاشية « د » : « رؤوساً من رؤوس » بدل « رؤساء ». وفي الوافي : + / « من رؤوس ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، ص ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « ومن ».

(٦) هكذا في « ب ، ج ، ز ، بس ». وهو الصحيح ، كما في الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ٤ ، ص ٧٦٧ ، الرقم ٦١٥٥ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ٣ ، ص ٣٤٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حصين ».

(٧) في « بر » : « واجتمعوا ».

(٨) « الجِعرانة » : ماءٌ بين الطائف ومكّة ، وهي إلى مكّة أقرب. نزلها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما قسم غنائم هوازِن ، مرجعَه من غزاة حنين وأحرم منها. معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ١١٢.

(٩) في « بر » : « قال ».

(١٠) في « بر » : « فإن ».

(١١) في البحار : « أنزل ».

(١٢) في الوافي : + / « به ».

(١٣) في الوافي عن بعض النسخ : + / « به ».

(١٤) في « ب » : « قال ».

(١٥) في « ب » : ـ / « يا معشر الأنصار ».

(١٦) في البحار : ـ / « سعد ».

(١٧) في « بس » وحاشية « ز » : « فقالوا ».

(١٨) في « بر » والوافي : « وسمعت ».

١٩٢

نُورَهُمْ (١) ، وَفَرَضَ (٢) لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ سَهْماً فِي الْقُرْآنِ ». (٣)

٢٩١٦ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « ( الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) لَمْ يَكُونُوا قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمُ الْيَوْمَ (٤) ». (٥)

٢٩١٧ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا إِسْحَاقُ ، كَمْ تَرى أَهْلَ هذِهِ الْآيَةِ : ( فَإِنْ ) (٦) ( أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ ) (٧)؟ » قَالَ : ثُمَّ (٨) قَالَ : « هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ثُلُثَيِ النَّاسِ ». (٩)

٢٩١٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ (١٠) بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « مَا كَانَتِ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ قَطُّ (١١) أَكْثَرَ مِنْهُمُ الْيَوْمَ ،

__________________

(١) في مرآة العقول : « فحطّ الله نورهم ، أي نور إيمانهم ، وجعل درجة إيمانهم نازلة ناقصة ؛ فصاروا بحيث قالوا في السقيفة : منّا أمير ومنكم أمير ، وفرض للمؤلّفة قلوبهم سهماً في القرآن رغماً لهم ، أو دفعاً لاعتراضهم ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف ». وفي « ز » والمطبوع : + / « الله ». وفي الوافي : « ففرض » بدون « الله ».

(٣) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٩١ ، ح ٧٠ ، عن زرارة ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في قوله تعالى : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) ح ٢٩٢٠ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٤ ، ح ١٨٣٢ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ١٧٧ ، ح ١١.

(٤) في الوافي : « وذلك لأنّ أكثر المسلمين في أكثر الأزمنة والبلاد دينهم مبتن على دنياهم ، إن اعطوا من الدنيا رضوا بالدين( وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ ) ».

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ، ح ١٨٣٣.

(٦) هكذا في المصحف الشريف. وفي جميع النسخ والمطبوع : « إن ».

(٧) التوبة (٩) : ٥٨.

(٨) في شرح المازندراني : ـ / « قال : ثمّ ».

(٩) الزهد ، ص ١١٥ ، ح ١٢٩ ، عن النضر بن سويد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٩ ، ح ٦٢ ، عن إسحاق بن غالب الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ، ح ١٨٣٤ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١١٠.

(١٠) في « ز » : ـ / « عليّ ».

(١١) في « ب » : ـ / « قطّ ».

١٩٣

وَهُمْ (١) قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ وَخَرَجُوا مِنَ الشِّرْكِ ، وَلَمْ تَدْخُلْ (٢) مَعْرِفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ‌اللهِ (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قُلُوبَهُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ ، فَتَأَلَّفَهُمْ (٤) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَتَأَلَّفَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِكَيْمَا يَعْرِفُوا ». (٥)

١٧٧ ـ بَابٌ فِي (٦) ذِكْرِ الْمُنَافِقِينَ وَالضُّلاَّلِ وَإِبْلِيسَ فِي الدَّعْوَةِ (٧)

٢٩١٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، قَالَ :

كَانَ الطَّيَّارُ يَقُولُ لِي : إِبْلِيسُ لَيْسَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنَّمَا أُمِرَتِ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ عليه‌السلام ، فَقَالَ إِبْلِيسُ : لَاأَسْجُدُ ، فَمَا لِإِبْلِيسَ يَعْصِي حِينَ لَمْ يَسْجُدْ (٨) ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟

قَالَ : فَدَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : فَأَحْسَنَ ـ وَاللهِ ـ فِي الْمَسْأَلَةِ ، فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا نَدَبَ (٩) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ قَوْلِهِ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) (١٠) أَدَخَلَ فِي ذلِكَ الْمُنَافِقُونَ مَعَهُمْ (١١)؟ قَالَ (١٢) : « نَعَمْ ، وَالضُّلاَّلُ ، وَكُلُّ مَنْ أَقَرَّ بِالدَّعْوَةِ الظَّاهِرَةِ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مِمَّنْ أَقَرَّ بِالدَّعْوَةِ الظَّاهِرَةِ مَعَهُمْ ». (١٣)

__________________

(١) في « ب ، ج ، ص ، بس » وحاشية « د ، بف » : « ومنهم ». وفي حاشية « ج » : « هم » بدون الواو.

(٢) في « ج ، بر » : « ولم يدخل ».

(٣) في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « رسول الله ».

(٤) في « بف » : « فيؤلّفهم ».

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٦ ، ح ١٨٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢١١ ، ح ١١٨٦٢.

(٦) في « ز » : ـ / « في ».

(٧) في « ص » : « دعوته ».

(٨) في « بف » : « لا يسجد ».

(٩) في « بر » : « قد ندب ».

(١٠) البقرة (٢) : ١٠٤ و ١٥٣ ومواضع اخرى كثيرة.

(١١) في « د ، بر ، بس ، بف » : ـ / « معهم ».

(١٢) في « ج ، د ، بر » : « فقال ».

(١٣) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٢٨ ، بسند آخر عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ،

١٩٤

١٧٨ ـ بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ )

٢٩٢٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ وَزُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ) (١) قَالَ زُرَارَةُ : سَأَلْتُ عَنْهَا أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « هؤُلَاءِ قَوْمٌ عَبَدُوا (٢) اللهَ ، وَخَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَشَكُّوا فِي مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَا جَاءَ بِهِ ، فَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ ، وَشَهِدُوا أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَقَرُّوا بِالْقُرْآنِ ، وَهُمْ فِي ذلِكَ شَاكُّونَ فِي مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَا جَاءَ بِهِ ، وَلَيْسُوا (٣) شُكَّاكاً فِي اللهِ ، قَالَ (٤) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) يَعْنِي عَلى شَكٍّ فِي مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَا جَاءَ بِهِ ( فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ ) (٥) يَعْنِي عَافِيَةً فِي (٦) نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوُلْدِهِ ( اطْمَأَنَّ بِهِ ) وَرَضِيَ بِهِ (٧) ( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ ) يَعْنِي (٨) بَلَاءً فِي جَسَدِهِ أَوْ (٩)

__________________

ص ٣٣ ، ح ١٥ ، عن جميل بن درّاج ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. راجع : تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٧٨ ، ح ١٧٥ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٤٢.

(١) الحجّ (٢٢) : ١١. وفي « ص » : + / « الآية ». وفي « بر » والوافي : + / « ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ». وفي تفسيرالبيضاوي ، ج ٤ ، ص ١١٦ ، ذيل الآية المزبورة : « على حرف ، على طرف من الدين لاثبات له فيه ، كالذي يكون على طرف الجيش ، فإن أحسّ بظفر قَرَّ وإلاّ فَرَّ ... روي أنّها نزلت في أعاريب قدموا المدينة ، فكان أحدهم إذا صحّ بدنه ونتجت فرسه مهراً سريّاً وولدت امرأته غلاماً سويّاً وكثر ماله وماشيته ، قال : ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلاّخيراً واطمأنّ ، وإن كان الأمر بخلافه ، قال : ما أصبت إلاّشرّاً وانقلب. وعن أبي سعيد أنّ يهوديّاً أسلم فأصابته مصائب ، فتشاءم بالإسلام ، فأتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أقلني ، فقال : إنّ الإسلام لايقال ، فنزلت ».

(٢) في « ز » : « عهدوا ».

(٣) في « بر » : « فليسوا ».

(٤) في « بر » : « فقال ».

(٥) في « ز » : + / « اطْمَأَنَّ ». وفي « ص » والوافي : + / « اطْمَأَنَّ بِهِ ».

(٦) في « ز » : ـ / « في ».

(٧) في الوافي : ـ / « به ».

(٨) في « ب ، ج ، د ، بس » والبحار : ـ / « يعني ».

(٩) في « ب » : « و ».

١٩٥

مَالِهِ ، تَطَيَّرَ (١) وَكَرِهَ الْمُقَامَ عَلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَرَجَعَ إِلَى الْوُقُوفِ وَالشَّكِّ ، فَنَصَبَ (٢) الْعَدَاوَةَ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَالْجُحُودَ (٣) بِالنَّبِيِّ وَمَا (٤) جَاءَ بِهِ ». (٥)

٢٩٢١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ).

قَالَ : « هُمْ قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ ، وَخَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ ، فَخَرَجُوا مِنَ الشِّرْكِ ، وَلَمْ يَعْرِفُوا (٦) أَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَسُولُ اللهِ ، فَهُمْ (٧) يَعْبُدُونَ اللهَ عَلى شَكٍّ فِي مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَا جَاءَ بِهِ ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَقَالُوا : نَنْظُرُ ، فَإِنْ كَثُرَتْ أَمْوَالُنَا وَعُوفِينَا فِي أَنْفُسِنَا (٨) وَأَوْلَادِنَا ، عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ ، نَظَرْنَا (٩) ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ) يَعْنِي عَافِيَةً فِي الدُّنْيَا( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ ) يَعْنِي بَلَاءً فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ (١٠) ( انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ) : انْقَلَبَ عَلى شَكِّهِ إِلَى الشِّرْكِ ( خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ) (١١) » ‌

__________________

(١) « الطِّيَرة » ـ بفتح الياء وقد تسكّن ـ : هي التشاؤم بالشي‌ء. وأصله فيما يقال : التطيّر بالسوانح والبَوارح من الطيروالضِّباء وغيرهما. وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم ، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنّه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضرّ. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ( طير ).

(٢) في الوافي : « ونصب ».

(٣) في « ز » : « والجحد ».

(٤) في « د » : « وبما ».

(٥) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤلّفة قلوبهم ، ح ٢٩١٥ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٩١ ، ح ٧٠ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٦ ، ح ١٨٣٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٢ ، ح ١١٣.

(٦) في « بر ، بف » والوافي : « ولم يعلموا ».

(٧) في « ز » : « فمنهم ».

(٨) في « ز » : ـ / « في أنفسنا ».

(٩) في « ز » : « تطيّرنا ».

(١٠) في « ب ، ج ، بس » : ـ / « وماله ».

(١١) الحجّ (٢٢) : ١١ ـ ١٢.

١٩٦

قَالَ : « يَنْقَلِبُ مُشْرِكاً يَدْعُو غَيْرَ اللهِ ، وَيَعْبُدُ غَيْرَهُ (١) ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْرِفُ ، فَيَدْخُلُ (٢) الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ، فَيُؤْمِنُ وَيُصَدِّقُ (٣) ، وَيَزُولُ عَنْ (٤) مَنْزِلَتِهِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَثْبُتُ عَلى شَكِّهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْقَلِبُ إِلَى الشِّرْكِ ».

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، مِثْلَهُ. (٥)

١٧٩ ـ بَابُ أَدْنى (٦) مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَوْ كَافِراً أَوْ ضَالًّا (٧)

٢٩٢٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنِ (٨) ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ يَقُولُ وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ (٩) : مَا أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ (١٠) مُؤْمِناً ، وَأَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ (١١) كَافِراً ، وَأَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ ضَالًّا؟

فَقَالَ لَهُ : « قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ : أَمَّا أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ (١٢) مُؤْمِناً : أَنْ يُعَرِّفَهُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ نَفْسَهُ ، فَيُقِرَّ (١٣) لَهُ بِالطَّاعَةِ ، وَيُعَرِّفَهُ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ،

__________________

(١) في البحار : « غير الله ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « ويدخل ».

(٣) في البحار : « فيصدّق ».

(٤) في « بف » : « عنه ».

(٥) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤلّفة قلوبهم ، ح ٢٩١٤ و ٢٩١٥ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢١٧ ، ح ١٨٣٧ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٣ ، ح ١١٤.

(٦) في « ج ، ص » وحاشية « بر » : « نادر ».

(٧) في « ب » : ـ / « أو كافراً أو ضالاًّ ». وفي « ج ، د ، ز ، بر » : « وكافراً وضالاًّ ». وفي « ب ، ص » : « باب نادر » بدل « باب أدنى ـ إلى ـ أو ضالًّا ».

(٨) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر أنّ الصواب : « وابن اذينة » كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢٨٦٦.

(٩) في « بس » : ـ / « له ».

(١٠) في « ب » : « العبد به ».

(١١) في « ب » : ـ / « العبد ».

(١٢) في « ز » : ـ / « كافراً ـ إلى ـ أمّا ما يكون به العبد ».

(١٣) في « ز » : « ويقرّ ».

١٩٧

وَيُعَرِّفَهُ إِمَامَهَ وَحُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ وَشَاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ».

قُلْتُ لَهُ (١) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنْ جَهِلَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ إِلاَّ مَا وَصَفْتَ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِذَا أُمِرَ أَطَاعَ ، وَإِذَا نُهِيَ انْتَهى.

وَأَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ (٢) كَافِراً : مَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً نَهَى اللهُ عَنْهُ أَنَّ اللهَ أَمَرَ بِهِ ، وَنَصَبَهُ دِيناً يَتَوَلّى عَلَيْهِ ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْبُدُ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ ، وَإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ.

وَأَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ (٣) الْعَبْدُ ضَالًّا : أَنْ لَايَعْرِفَ حُجَّةَ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَشَاهِدَهُ عَلى عِبَادِهِ ، الَّذِي أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِطَاعَتِهِ ، وَفَرَضَ وَلَايَتَهُ ».

قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صِفْهُمْ لِي.

فَقَالَ : « الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِنَفْسِهِ وَنَبِيِّهِ ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٤) ».

قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ، أَوْضِحْ لِي.

فَقَالَ (٥) : « الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ يَوْمَ قَبَضَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا : كِتَابَ اللهِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ؛ فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ (٦) ـ وَجَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْهِ (٧) ـ وَلَاأَقُولُ : كَهَاتَيْنِ ـ وَجَمَعَ بَيْنَ (٨) الْمُسَبِّحَةِ وَالْوُسْطى ـ فَتَسْبِقَ (٩) إِحْدَاهُمَا (١٠) الْأُخْرى ؛ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا ، لَاتَزِلُّوا‌

__________________

(١) في « ب ، د ، ص ، بر ، بس » والوافي : ـ / « له ».

(٢) في « ب » : « العبد به ».

(٣) في « ب » : ـ / « به ».

(٤) النساء (٤) : ٥٩.

(٥) في « ص ، بس ، بف » والوافي : « قال ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « كهاتين ».

(٧) في « ص » : « مسبّحيه ». وفي حاشية « ص » : « المسبّحتين ». و « المُسَبَّحَة » : الإصبع التي بين الإبهام والوسطى. المصباح المنير ، ص ٢٦٣ ( سبح ).

(٨) في « ز » : ـ / « بين ».

(٩) في « ب » : « فيسبق ».

(١٠) في « بر » : + / « على ».

١٩٨

وَ (١) لَاتَضِلُّوا ؛ لَاتَقَدَّمُوهُمْ (٢) ؛ فَتَضِلُّوا ». (٣)

١٨٠ ـ بَابٌ (٤)

٢٩٢٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ أَطْلَقُوا لِلنَّاسِ تَعْلِيمَ الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يُطْلِقُوا تَعْلِيمَ الشِّرْكِ ، لِكَيْ إِذَا حَمَلُوهُمْ عَلَيْهِ لَمْ يَعْرِفُوهُ (٥) ». (٦)

__________________

(١) في « ز » : ـ / « لا تزلّوا و ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٣٣ : « ولاتقدّموهم ، أي لاتتقدّموهم. والضمير للعترة. وقد يقال : إنّه من باب التفعيل ، والضمير للغاصبين الثلاثة. ولايخفى بعده ».

(٣) كتاب سليم بن قيس ، ص ٦١٣ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٨١٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٦ ، ذيل ح ٣.

(٤) في « ب » : ـ / « باب ». وفي « بر » : + / « نادر ».

(٥) في « ب ، بر » : « لم يعرفوا ». وفي مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٣٤ : « أطلقوا للناس ؛ قال والد شيخنا البهائي قدس‌سره : قيل في معناه : إنّ المراد : أطلقوهم ولم يكلّفوهم تعليم الإيمان وجعلوهم فارغين من ذلك ؛ لأنّهم لو حملوهم وكلّفوهم تعليم الإيمان لما عرفوه ، وذلك إنّما هو أهل البيت عليهم‌السلام ، وهم أعداء أهل البيت ، فكيف يكلّفون الناس تعليم شي‌ء يكون سبباً لزوال دولتهم وحكمهم وزيادتهم بخلاف الشرك؟

ولا يخفى بعده ، بل الظاهر أنّ المراد أنّهم لم يعلّموهم ما يخرجهم من الإسلام من إنكار نصّ النبيّ والخروج على أميرالمؤمنين عليه‌السلام وسبّه وإظهار عداوة النبيّ وأهل بيته وغير ذلك ؛ لئلاّ يأبوا عنها إذا حملوهم عليها ولم يعرفوا أنّها شرك وكفر.

وبعبارة اخرى : يعني أنّهم لحرصهم على إطاعة الناس إيّاهم اقتصروا لهم على تعريف الإيمان ، ولايعرّفوهم معنى الشرك ؛ لكي إذا حملوهم على إطاعتهم إيّاهم لم يعرفوا أنّها من الشرك ؛ فإنّهم إذا عرفوا أنّ إطاعتهم شرك لم يطيعوهم ».

(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٩٠٤.

١٩٩

١٨١ ـ بَابُ (١) ثُبُوتِ الْإِيمَانِ وَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَنْقُلَهُ اللهُ (٢)

٢٩٢٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حُسَيْنِ (٣) بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : لِمَ يَكُونُ (٤) الرَّجُلُ عِنْدَ اللهِ مُؤْمِناً قَدْ ثَبَتَ لَهُ الْإِيمَانُ عِنْدَهُ ، ثُمَّ يَنْقُلُهُ اللهُ (٥) بَعْدُ (٦) مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ؟

قَالَ (٧) : فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هُوَ الْعَدْلُ ، إِنَّمَا دَعَا الْعِبَادَ إِلَى (٨) الْإِيمَانِ بِهِ ، لَاإِلَى الْكُفْرِ (٩) ، وَلَايَدْعُو أَحَداً إِلَى الْكُفْرِ بِهِ (١٠) ؛ فَمَنْ آمَنَ بِاللهِ ، ثُمَّ ثَبَتَ (١١) لَهُ الْإِيمَانُ عِنْدَ اللهِ ، لَمْ يَنْقُلْهُ اللهُ (١٢) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعْدَ ذلِكَ (١٣) مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ ».

قُلْتُ لَهُ (١٤) : فَيَكُونُ الرَّجُلُ كَافِراً قَدْ ثَبَتَ لَهُ الْكُفْرُ عِنْدَ اللهِ ، ثُمَّ يَنْقُلُهُ (١٥) بَعْدَ ذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ (١٦)؟

__________________

(١) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس ، بف » : + / « في ».

(٢) اختلف أصحابنا في أنّه هل يمكن زوال الإيمان بعد تحقّقه أم لا ، على أقوال. راجع : مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٣٧ ـ ٢٤٢.

(٣) في « بر ، بف ، جر » : « الحسين ».

(٤) في « ص ، بر » : « أيكون ».

(٥) في « ب ، ز » : ـ / « الله ».

(٦) في « ص ، بر » : + / « ذلك ». وفي « بف » وحاشية « ز » : « من بعد » بدل « بعد من ».

(٧) في « بر » والوافي : ـ / « قال ».

(٨) في « ب » : « على ».

(٩) في « بر » : + / « به ».

(١٠) في « ب » : ـ / « به ».

(١١) في « ز » : « يثبت ».

(١٢) في « ز » : ـ / « الله ».

(١٣) في « ج ، د ، ص ، بر ، بس » والوافي : ـ / « بعد ذلك ».

(١٤) في « بر » : ـ / « له ».

(١٥) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بس » وشرح المازندراني والبحار : + / « الله ». وفي « بر ، بف » : + / « الله جلّ وعزّ ». وفي الوافي : + / « الله عزّ وجلّ ».

(١٦) قوله : « قلت له : فيكون ... إلى الإيمان » قال المازندراني : « يحتمل الخبر والاستفهام أمّا الأوّل ، فظاهر. وأمّا

٢٠٠