الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَتَوَجَّهُ ، اللهُمَّ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ ، وَسَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ (١) ؛ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ ».

وَتَقُولُ (٢) أَيْضاً : « حَسْبِيَ اللهُ ، لَاإِلهَ إِلاَّ هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَأَمْتَنِعُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ ، وَأَمْتَنِعُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ (٣) ». (٤)

٣٣٨٦ / ٨. عَنْهُ (٥) ، عَنْ عِدَّةٍ (٦) رَفَعُوهُ ، إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٧) ، قَالَ :

« كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَبِي (٨) عليه‌السلام فِي الْأَمْرِ يَحْدُثُ : اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ (٩) آلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَزَكِّ عَمَلِي ، وَيَسِّرْ (١٠) مُنْقَلَبِي ، وَاهْدِ (١١) قَلْبِي ، وَآمِنْ خَوْفِي ، وَعَافِنِي فِي عُمُرِي كُلِّهِ ، وَثَبِّتْ (١٢) حُجَّتِي ، وَاغْفِرْ (١٣) خَطَايَايَ ، وَبَيِّضْ وَجْهِي ، وَاعْصِمْنِي فِي دِينِي ، وَسَهِّلْ مَطْلَبِي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ؛ فَإِنِّي ضَعِيفٌ ، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئِ‌

__________________

(١) « الحَزْن » : المكان الغليظ الخَشِن ، والحُزُونة : الخشونة. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ( حزن ).

(٢) في « بر » وحاشية « ب ، ج ، د ، بف » : « وليقل ». وفي الوافي : « ويقول ».

(٣) في حاشية « بف » : + / « العليّ العظيم ».

(٤) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٣ ، وفيه : « وإذا فزعت من سلطان أو غيره فقل : حسبي الله ... » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٨ ، ح ٨٨٦٣.

(٥) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٦) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + / « من أصحابنا ».

(٧) في الوافي : ـ / « إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ».

(٨) في « بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والوافي وعدّة الداعي : « أبي عبدالله » بدل « أبي ».

(٩) في « بر ، بف » : « وعلى ».

(١٠) في « ب » : « زكّ » بدل « يسّر ».

(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « واهد [ ء ] ». ويحتمل في الكلمة أن تكون بفتح الدال من الهدوء ، لا من الهداية بقلب الهمزة ألفاً ثمّ حذفها ، وأصلها : « اهْدَءْ » أي سكّن قلبي.

(١٢) في « بف » : « وتثبّت ».

(١٣) في « ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والوافي وعدّة الداعي : « واغسل ».

٥٠١

مَا عِنْدِي بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ ، وَلَاتَفْجَعْنِي بِنَفْسِي ، وَلَاتَفْجَعْ لِي (١) حَمِيماً (٢) ، وَهَبْ لِي يَا إِلهِي لَحْظَةً مِنْ لَحَظَاتِكَ ؛ تَكْشِفْ (٣) بِهَا (٤) عَنِّي جَمِيعَ مَا بِهِ ابْتَلَيْتَنِي ، وَتَرُدَّ بِهَا عَلَيَّ مَا هُوَ أَحْسَنُ عَادَتِكَ (٥) عِنْدِي ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَقَلَّتْ حِيلَتِي ، وَانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجَائِي ، وَلَمْ يَبْقَ (٦) إِلاَّ رَجَاؤُكَ وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يَا رَبِّ أَنْ تَرْحَمَنِي وَتُعَافِيَنِي (٧) كَقُدْرَتِكَ عَلَيَّ أَنْ تُعَذِّبَنِي وَتَبْتَلِيَنِي.

إِلهِي (٨) ذِكْرُ عَوَائِدِكَ (٩) يُؤْنِسُنِي (١٠) ، وَالرَّجَاءُ لِإِنْعَامِكَ (١١) يُقَوِّينِي (١٢) ، وَلَمْ أَخْلُ مِنْ نِعَمِكَ (١٣) مُنْذُ خَلَقْتَنِي ، وَأَنْتَ (١٤) رَبِّي وَسَيِّدِي وَمَفْزَعِي وَمَلْجَئِي وَالْحَافِظُ لِي وَالذَّابُّ عَنِّي وَالرَّحِيمُ بِي وَالْمُتَكَفِّلُ بِرِزْقِي ، وَفِي قَضَائِكَ وَقُدْرَتِكَ (١٥) كُلُّ مَا أَنَا فِيهِ ، فَلْيَكُنْ يَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ (١٦) فِيمَا قَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ (١٧) وَحَتَمْتَ (١٨) تَعْجِيلُ خَلَاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ جَمِيعِهِ ، وَالْعَافِيَةُ لِي ؛ فَإِنِّي لَاأَجِدُ لِدَفْعِ ذلِكَ أَحَداً غَيْرَكَ ، وَلَاأَعْتَمِدُ فِيهِ إِلاَّ عَلَيْكَ ، فَكُنْ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (١٩) عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي‌

__________________

(١) في « بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي وعدّة الداعي : « بي ».

(٢) « الحميم » : الذي يَوَدُّك وتَوَدُّه. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ( حمم ).

(٣) في بعض النسخ : « تكشفُ » بالرفع على أنّ الجملة صفة لـ « لحظة ».

(٤) في « بس » : ـ / « بها ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « عاداتك ».

(٦) في « ص » : « ولاتبقى ».

(٧) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « وتعافني ». وكذا الكلام في : « تبتليني ».

(٨) في شرح المازندراني : + / « إنّ ».

(٩) « العائدة » : الصِّلة والمعروف. والجمع : عوائد. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٠٨ ( عود ).

(١٠) في شرح المازندراني : + / « بك ».

(١١) في « ز » : « لأنعمك ».

(١٢) في « بر » : « يقرّبني ».

(١٣) في « ز » وعدّة الداعي : « نعمتك ».

(١٤) في « بر ، بس » وعدّة الداعي : « فأنت ».

(١٥) في حاشية « ج » وعدّة الداعي : « وقدرك ».

(١٦) في « ج » : « مولائي ».

(١٧) في « بر » : ـ / « قدّرت ».

(١٨) في « ص ، بس » : « وختمت ».

(١٩) في « ج » وشرح المازندراني : ـ / « والإكرام ».

٥٠٢

بِكَ (١) ، وَرَجَائِي لَكَ (٢) ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَساسْتِكَانَتِي (٣) وَضَعْفَ رُكْنِي (٤) ، وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ (٥) دَاعٍ دَعَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ». (٦)

٣٣٨٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ (٧) ، عَنْ بَعْضِ مَنْ رَوَاهُ ، قَالَ :

قَالَ (٨) : « إِذَا أَحْزَنَكَ (٩) أَمْرٌ ، فَقُلْ فِي آخِرِ (١٠) سُجُودِكَ : يَا جَبْرَئِيلُ يَا مُحَمَّدُ ، يَا جَبْرَئِيلُ يَا مُحَمَّدُ ـ / تُكَرِّرُ ذلِكَ ـ / اكْفِيَانِي مَا (١١) أَنَا فِيهِ ؛ فَإِنَّكُمَا كَافِيَانِ (١٢) ، وَاحْفَظَانِي بِإِذْنِ اللهِ ؛ فَإِنَّكُمَا حَافِظَانِ (١٣) ». (١٤)

٣٣٨٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مَسْلَمَةَ (١٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام يَقُولُ : مَا أُبَالِي إِذَا قُلْتُ هذِهِ‌

__________________

(١) في « بر » : ـ / « بك ».

(٢) في « بر » : ـ / « لك ».

(٣) في « ب » : « واستكاني ».

(٤) أركان كلّ شي‌ء : جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ( ركن ).

(٥) في « ز » : + / « شي‌ء ».

(٦) عدّة الداعي ، ص ٢٧٥ ، الباب ٥ ، بإسناده عن الكليني ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣١ ، ح ٨٨٦٥.

(٧) في « ب ، د » : « بشّار ».

(٨) في « ص » : ـ / « قال ». وفي الوافي : + / « لي ».

(٩) في حاشية « ج » والوافي : « حزنك ». وفي شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٤٩ : « أحزنه ، بالحاء المهملة والزاي المعجمة والنون : جعله حزيناً فهو محزون. وبالباء الموحّدة : نابه وأصابه. ويؤيّد الأخير ما رواه مسلم في باب الدعاء وفسّره العياض والمازري بأنّه بالحاء المهملة والزاي المعجمة والباء الموحّدة بمعنى نابه وأصابه ».

(١٠) في « ب » وشرح المازندراني : ـ / « آخر ».

(١١) فى « ز » وحاشية « بف » : « ممّا ».

(١٢) في « بر ، بف » وحاشية « ج ، ص » والوافي : « كافياي ».

(١٣) فر « بر ، بف » وحاشية « ج ، ز ، ص » والوافي : « حافظاي ».

(١٤) مهج الدعوات ، ص ٣٣٢ ، بإسناده عن الكليني ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢١ ، ح ٨٨٤٨.

(١٥) في « ب » : ـ / « بن إبراهيم ».

(١٦) في « بس ، جر » : « سلمة ».

٥٠٣

الْكَلِمَاتِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ (١) : بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ اللهِ ، وَإِلَى اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ اللهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإِلَيْكَ (٢) وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي ، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ؛ اللهُمَّ احْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمَانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَمِنْ تَحْتِي ، وَمِنْ قِبَلِي (٣) ، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ؛ فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلاَّ بِكَ (٤) ». (٥)

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، مِثْلَهُ.

٣٣٨٩ / ١١. عَنْهُ (٦) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ لِي رَجُلٌ : أَيَّ شَيْ‌ءٍ قُلْتَ حِينَ (٧) دَخَلْتَ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ بِالرَّبَذَةِ (٨)؟ قَالَ : قُلْتُ : اللهُمَّ إِنَّكَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَايَكْفِي مِنْكَ شَيْ‌ءٌ ، فَاكْفِنِي (٩)

__________________

(١) في « بر » والوافي : « الجنّ والإنس ».

(٢) في شرح المازندراني : ـ / « إليك ».

(٣) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني والوافي : « وما قبلي ».

(٤) في حاشية « ص » : « بالله ».

(٥) الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٨ ، المجلس ٨ ، ح ٨ ، بسنده عن ابن أبي عمير. قرب الإسناد ، ص ٣ ، ح ٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب القول عند الإصباح والإمساء ، ح ٣٢٩١ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٨ ، ح ٨٨٦٢.

(٦) هكذا في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة القديمة. وفي « ب » والمطبوع : + / « عن أبيه ». والضمير ـ على ما في أكثر النسخ ـ راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى. واحتمال رجوعه إلى لفظة « أبيه » بعيد جدّاً ؛ لعدم ثبوت رجوع الضمير إلى والد عليّ بن إبراهيم المعبَّر عنه بلفظة « أبيه » في شي‌ءٍ من أسناد الكافي. وأمّا على ما في « ب » والمطبوع ، فالظاهر رجوعه إلى عليّ بن إبراهيم.

لاحظ ما يأتي في الكافي ، ذيل ح ٣٥٣٠ و ٣٧٩٥.

(٧) في « ب » : « إذ ».

(٨) اريد بأبي جعفر الخليفة العبّاسي المنصور الدوانيقي. و « الرَّبذة » : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام قريبة من‌ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكّة. معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٢٤ ( ربذة ).

(٩) في « بر ، بف » وحاشية « ج ، د ، ص » والوافي : « فاكفنيه ».

٥٠٤

بِمَا (١) شِئْتَ ، وَكَيْفَ شِئْتَ (٢) ، وَمِنْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَأَنّى شِئْتَ ». (٣)

٣٣٩٠ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (٤) بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ (٥) ، قَالَ :

لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَلى أَبِي جَعْفَرٍ ، أَقَامَ أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلًى لَهُ عَلى رَأْسِهِ ، وَقَالَ لَهُ (٦) : إِذَا دَخَلَ عَلَيَّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، نَظَرَ (٧) إِلى أَبِي جَعْفَرٍ ، وَأَسَرَّ شَيْئاً فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ لَايَدْرِي (٨) مَا هُوَ ، ثُمَّ أَظْهَرَ : « يَا مَنْ يَكْفِي خَلْقَهُ كُلَّهُمْ وَلَا يَكْفِيهِ أَحَدٌ ، اكْفِنِي شَرَّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ ».

قَالَ (٩) : فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ لَايُبْصِرُ مَوْلَاهُ ، وَصَارَ مَوْلَاهُ لَايُبْصِرُهُ (١٠) ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : يَا‌ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ عَنَّيْتُكَ (١١) فِي هذَا الْحَرِّ ، فَانْصَرِفْ ، فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مِنْ عِنْدِهِ ،

__________________

(١) في « بس » : « ما ».

(٢) في « ز » : ـ / « وكيف شئت ».

(٣) راجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء على العدوّ ، ح ٣٢٥٣ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٥ ، ح ٨٨٥٨.

(٤) في « ب ، ج ، د ، ز ، بس » والبصائر : « الحسين ». والظاهر أنّ الصواب هو « الحسن » والمراد به هو الوشّاء ، فقدروى البرقي في المحاسن ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن مُيَسِّر ، والخبر تقدّم في الكافي ، ح ١٤٧١ ، وقد رواه المصنّف عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن ميسرِّ. وروى الصدوق أيضاً في معاني الأخبار ، ص ١٤٠ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن ميسرة ، خبراً آخر.

(٥) في « بر ، بف » : « ميسرة ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل الحديث ١٤٧١ ، فلاحظ.

(٦) في الوافي : ـ / « له ».

(٧) في « ج ، بر » وحاشية « ز » : « فنظر ».

(٨) الضمير المستتر فيه راجع إلى أبي جعفر المنصور. ويجوز فيه البناء على المفعول أيضاً.

(٩) في « ز » والبصائر : ـ / « قال ».

(١٠) في « ص » : « لايبصر ». وفي شرح المازندراني : « الظاهر أنّ ضمير « لايبصره » راجع إلى أبي جعفر المنصور ، وعوده إلى أبي عبدالله وإن كان صحيحاً لكنّه بعيد جدّاً ». وفي الوافي : « لايبصره ، يعني لايبصر أباعبدالله عليه‌السلام ، كما يستفاد من آخر الحديث ».

(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي ؛ من التعنية بمعنى الإيقاع في العناء والتعب ، كما في الوافي. وفي شرح‌المازندراني ومرآة العقول : « عنيتك » بالتخفيف والتشديد. وفي المطبوع : « عيَّيتك ». وفي البصائر : « أتعبتك ».

٥٠٥

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَوْلَاهُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ؟ فَقَالَ : لَاوَ اللهِ ، مَا أَبْصَرْتُهُ ، وَلَقَدْ جَاءَ شَيْ‌ءٌ ، فَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (١) : وَاللهِ ، لَئِنْ حَدَّثْتَ بِهذَا الْحَدِيثِ أَحَداً لَأَقْتُلَنَّكَ (٢) (٣)

٣٣٩١ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « أَلَاأُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ إِنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ (٤) ـ إِذَا كَرَبَنَا أَمْرٌ وَ (٥) تَخَوَّفْنَا مِنَ السُّلْطَانِ أَمْراً لَاقِبَلَ (٦) لَنَا بِهِ ، نَدْعُو بِهِ؟ ».

قُلْتُ : بَلى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ.

قَالَ : « قُلْ : يَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَيَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَيَا بَاقِي (٧) بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ». (٨)

٣٣٩٢ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « أبوجعفر له ».

(٢) في « ص » : « لأقتلك ».

(٣) بصائرالدرجات ، ص ٤٩٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ بن ميسّر الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٥ ، ح ٨٨٥٩.

(٤) في « بر » : « بيت ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، بر ، بس ، بف » : « أو ».

(٦) « القِبَل » : الطاقة ، أي لاطاقة لنا. قال الفيض : « وحقيقة القِبَل : المقاومة والمقابلة ».

(٧) في « د ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ص » والوافي : « باقياً ».

(٨) مهج الدعوات ، ص ١٧٥ ، مرسلاً عن عبّاس بن عامر ، عن ربيع ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ؛ المصباح للكفعمي ، ص ٢٤٧ ، الفصل ٢٧ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٥٥ ، ح ١٥٤٢ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٦ ، ح ٨٨٦٠.

٥٠٦

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الْغَنَوِيُّ (١) إِلَيَّ يَسْأَلُنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي دُعَاءٍ يُعَلِّمُهُ (٢) يَرْجُو بِهِ الْفَرَجَ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « أَمَّا مَا سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ مِنْ تَعْلِيمِهِ دُعَاءً يَرْجُو بِهِ الْفَرَجَ ، فَقُلْ لَهُ : يَلْزَمُ : "يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَايَكْفِي مِنْهُ شَيْ‌ءٌ ، اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِمَّا أَنَا (٣) فِيهِ (٤) ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُكْفى مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْغَمِّ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى". فَأَعْلَمْتُهُ ذلِكَ ، فَمَا أَتى عَلَيْهِ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتّى خَرَجَ مِنَ الْحَبْسِ. (٥)

٣٣٩٣ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَن أَبِي حَمْزَةَ (٦) ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام يَقُولُ لِابْنِهِ : « يَا بُنَيَّ ، مَنْ أَصَابَهُ مِنْكُمْ مُصِيبَةٌ ، أَوْ نَزَلَتْ‌

__________________

(١) في « ز » : ـ / « الغنوي ». وفي « بس » : « العنوني ». وفي حاشية « بر » : « العنوي ». والخبر رواه ابن فهد الحلّي في‌عدّة الداعي ، عن عليّ بن مهزيار ، قال : كتب محمّد بن حمزة العلوي إليّ يسألني ، ولايبعد صحّته ؛ فقد روى المصنّف في الكافي ، ح ١٣٤٦٩ ، بنفس الطريقين عن عليّ بن مهزيار ، قال : كتب محمّد بن حمزة العلوي إلى أبي جعفر الثاني عليه‌السلام. وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٩٦ ، ح ١٠٥٩ ، من محمّد بن أبي حمزة العلوي ، فلفظة « أبي » غير مذكورة في بعض النسخ المعتبرة من التهذيب.

ثمّ إنّ تصحيف « العلوي » بـ « الغنوي » لرداءة الخطّ واشتهار هارون بن حمزة الغنوي ، سهل جدّاً. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، الرقم ١٣٢٢٤.

(٢) في « ب ، د ، ص » : « أعلمه ». وفي « ج ، بس » : « أعلّمه ».

(٣) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص » : « هو » بدل « أنا ».

(٤) في « بر ، بس » والوافي : ـ / « ممّا أنا فيه ».

(٥) عدّة الداعي ، ص ٢٧٨ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن عليّ بن مهزيار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢١ ، ح ٨٨٤٩.

(٦) هكذا في « ز ». وفي « ب ، ج ، د ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « ابن أبي حمزة ». والصواب ما أثبتناه. والمراد من أبي حمزة : هو الثمالي الراوي عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام كثيراً.

ويؤيّد ذلك ما ورد في الدعوات للراوندي ، ص ١٢٩ ؛ من نقل الخبر عن الثمالي ، عن زين العابدين عليه‌السلام ، وكذا ما ورد في البحار ، ج ٩١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٣١ ؛ ومستدرك الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ٧٠٦٨ ، من نقل الخبر من كشف الغمّة نقلاً من معالم العترة للجنابذي ، قال أبوحمزة الثمالي : أخبرنا محمّد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، قال : كان أبي يقول لولده ، وذكر الخبر مع اختلاف يسير.

وأمّا ما ورد في مطبوعة كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٥٥٤ ـ ٥٥٥ فيعرف فيه الخلل بالتأمّل ، فلاحظ.

٥٠٧

بِهِ نَازِلَةٌ ، فَلْيَتَوَضَّأْ (١) وَلْيُسْبِغِ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، أَوْ (٢) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ يَقُولُ (٣) فِي آخِرِهِنَّ : يَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى ، وَيَا سَامِعَ كُلِّ نَجْوى ، وَشَاهِدَ (٤) كُلِّ مَلَأٍ ، وَعَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَيَا دَافِعَ مَا يَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ ، وَيَا (٥) خَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ ، وَيَا (٦) نَجِيَّ مُوسى ، وَيَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ ، وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، دُعَاءَ الْغَرِيقِ الْغَرِيبِ (٧) ، الْمُضْطَرِّ الَّذِي لَايَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُوَ فِيهِ إِلاَّ أَنْتَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْعُو (٨) بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ كَشَفَ اللهُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٩)

٣٣٩٤ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أَخِي (١٠) سَعِيدٍ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ (١١) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : يَدْخُلُنِيَ الْغَمُّ.

فَقَالَ : « أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ (١٢) : "اللهُ اللهُ رَبِّي ، لَاأُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً". فَإِذَا خِفْتَ وَسْوَسَةً ، أَوْ حَدِيثَ نَفْسٍ ، فَقُلِ : اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فِيَّ حُكْمُكَ ، مَاضٍ فِيَّ قَضَاؤُكَ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ‌

__________________

(١) في « بف » : ـ / « فليتوضّأ ».

(٢) في شرح المازندراني : « و ».

(٣) في « بر » : « تقول ».

(٤) في « ب ، ز ، ص » والوافي : « ويا شاهد ».

(٥) في « د ، ز ، ص ، بر ، بس » : « يا » بدون الواو.

(٦) في « ب » : ـ / « يا ». وفي « د » : « يا » بدون الواو.

(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » : « الغريب الغريق ». وفي « بر » والوافي : « الغريب المغموم ».

(٨) في « بر ، بف » : « لم يدعو ». والصحيح : « لم يدع ».

(٩) الدعوات ، ص ١٢٩ ، الباب ١ ، مرسلاً عن الثمالي ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢١ ، ح ٨٨٥٠.

(١٠) في « ب » : « أبي أخي ». وفي « ز » : « ابن أبي ». وسهوهما واضح.

(١١) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بف ، جر ». وفي « بس » : « ابن أخي سعيد بن يشار » بدل « ابن أخي سعيد بن يسار ، عن سعيد بن يسار ». وهو سهو واضح. وفي المطبوع : « ابن أخي سعيد ، عن سعيد بن يسار ». هذا ، وسعيد بن يسار هو سعيد بن يسار العجلي المذكور في رجال النجاشي ، ص ١٨١ ، الرقم ٤٧٨ ؛ ورجال البرقي ، ص ٣٨.

(١٢) في « ج ، ز ، ص ، بس » : « من قول » بدل « من أن تقول ». وفي « د » : + / « قول ».

٥٠٨

وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ نُورَ بَصَرِي ، وَرَبِيعَ قَلْبِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ؛ اللهُ اللهُ رَبِّي ، لَاأُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ». (١)

٣٣٩٥ / ١٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ دُعَاءُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ : يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيَا مُجِيبَ (٢) الْمُضْطَرِّينَ ، وَيَا كَاشِفَ غَمِّيَ ، اكْشِفْ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي ؛ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَالِي وَحَالَ أَصْحَابِي ، وَاكْفِنِي (٣) هَوْلَ عَدُوِّي ». (٤)

٣٣٩٦ / ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ (٥) :

عَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ بِجَارِيَةٍ لَنَا خَنَازِيرُ فِي عُنُقِهَا (٦) ، فَأَتَانِي آتٍ ، فَقَالَ (٧) :

__________________

(١) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٢ ، ح ٨٨٥١.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + / « دعوة ».

(٣) في « بر ، بف » : « فاكفني ».

(٤) مهج الدعوات ، ص ٧٠ ، عن كتاب الدعاء للحسين بن سعيد ، عن صفوان. وفي الكافي ، كتاب الحجّ ، باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء ، ذيل ح ٨١٣٠ ؛ وكتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٥٢٣٥ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧ ، ح ٣٩ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٢٣ ، الباب ٥ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفي جميع المصادر ، مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء ، ذيل ح ٨١٣٠ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧ ، ح ٣٨ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٢٤ ، الباب ٦ ، ذيل ح ١ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٢ ، ح ٨٨٥٢.

(٥) ورد الخبر في عدّة الداعي ، ص ٢٧٤ ، عن إبراهيم بن إسرائيل ، عن الرضا عليه‌السلام. وذكر الشيخ الطوسي ، في رجاله ، ص ٣٥٣ ، الرقم ٥٢٢٣ ، إبراهيم بن إسرائيل في أصحاب عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام. ووردت في قرب الإسناد ، ص ٣٩٣ ، ح ١٣٧٦ ـ ضمن أحاديث متفرّقة عن الرضا عليه‌السلام ـ رواية إبراهيم بن أبي إسرائيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام. والله هو العالم.

(٦) « الخنازير » : علّة معروفة ، وهي قروح صُلبة تحدث في الرقبة. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٤ ( خزر ).

(٧) في « ج ، ز » : + / « لي ».

٥٠٩

يَا عَلِيُّ (١) ، قُلْ لَهَا : فَلْتَقُلْ : "يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ ، يَا رَبِّ يَا سَيِّدِي" ؛ تُكَرِّرُهُ (٢) » قَالَ : « فَقَالَتْهُ ، فَأَذْهَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهَا ».

قَالَ : وَقَالَ : « هذَا الدُّعَاءُ الَّذِي دَعَا بِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ». (٣)

٣٣٩٧ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام دُعَاءً وَأَنَا خَلْفَهُ ، فَقَالَ : « اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَاسْمِكَ الْعَظِيمِ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَاتُرَامُ (٤) ، وَبِقُدْرَتِكَ الَّتِي لَايَمْتَنِعُ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ ، أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ».

قَالَ : وَكَتَبَ إِلَيَّ رُقْعَةً (٥) بِخَطِّهِ : « قُلْ : يَا مَنْ عَلَا فَقَهَرَ ، وَبَطَنَ فَخَبَرَ ، يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَيَا مَنْ يُحْيِي الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ قُلْ : يَا لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ (٦) ارْحَمْنِي ، بِحَقِّ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ارْحَمْنِي ».

وَكَتَبَ إِلَيَّ فِي (٧) رُقْعَةٍ أُخْرى يَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ (٨) : « اللهُمَّ ادْفَعْ (٩) عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي يَوْمِي هذَا وَشَهْرِي هذَا وَعَامِي هذَا بَرَكَاتِكَ فِيهَا ؛ وَمَا يَنْزِلُ فِيهَا‌

__________________

(١) في « ز » : ـ / « يا عليّ ».

(٢) في « بر ، بف » والوافي : « تكرّرها ».

(٣) المجتنى ، ص ١٥ ، عن كتاب الدعاء للحسين بن سعيد ، بإسناده إلى الرضا عليه‌السلام. عدّة الداعي ، ص ٢٧٤ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن إبراهيم بن إسرائيل ، عن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٧٩.

(٤) رُمت الشي‌ء أرومه رَوماً : إذا طَلَبته. و « لاترام » أي لاتطلب ولاتقصد ؛ إذ لاسبيل للعقل إليها. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٣٨ ( روم ). وفي شرح المازندراني : « وأمّا تشديد الميم ليكون مفاعلة من الرمّة ، بالكسر بمعنى البلى والهشم فهو غير موافق للرواية وإن كان له وجه ».

(٥) في « ب » : ـ / « رقعة ».

(٦) في شرح المازندراني : « هذه الكلمة الشريفة لدلالتها على التوحيد المطلق كأنّها صارت علماً له عزّوجلّ ؛ فلذلك صحّ دخول حرف النداء عليها ، فكأنّه قال : يا الله الذي ليس إله سواه ارحمني ». وفي مرآة العقول : « قيل : المنادى في أمثال هذا الموضع محذوف. وقيل : يؤتى به لمجرّد التنبيه ، وليس المقصود النداء ».

(٧) في « ب » : ـ / « في ».

(٨) في « ز » : « أن أقوله ».

(٩) في « ج ، د » : « دافع ».

٥١٠

مِنْ عُقُوبَةٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ بَلَاءٍ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَعَنْ وُلْدِي (١) بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ؛ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ ، وَمِنْ (٢) فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ ، وَمِنْ شَرِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ؛ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ، وَإِنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً ، وَأَحْصى كُلَّ شَيْ‌ءٍ عَدَداً ». (٣)

٣٣٩٨ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (٤) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :

« يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، يَا (٥) لَاإِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ (٦) ، فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي ، وَلَا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي ؛ تَقُولُهُ (٧) مِائَةَ مَرَّةٍ وَأَنْتَ سَاجِدٌ ». (٨)

٣٣٩٩ / ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ‌

__________________

(١) في « ج ، بس » وحاشية « د ، ص » : « والديّ ».

(٢) في الوافي : « وعن ».

(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٢ ، ح ٨٨٦٦.

(٤) هكذا في « ج ، ص ». وفي « ب ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّدبن خالد ». والصواب ما أثبتناه ؛ لعدم ثبوت رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن خالد في أسناد الكافي ، وما ورد في الكافي ، ح ٣٨٣٩ و ٤٠٦٦ و ١٠٦٢٤ و ١٢٣٧٢ ، من رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد خالد ، كلّها مختلّة نوضحها في موضعها ، وتقدّم مثلها في الكافي ، ح ٣٢٣٩ ، فلاحظ. ولعدم مساعدة الطبقة لرواية أحمد بن محمد بن خالد عن عمر بن يزيد ، سواء قلنا بكونه بيّاع السابري ، أو ابن ذبيان الصيقل. فإنّ كليهما من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام.

وأمّا رواية محمّد بن خالد عن أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام ، فكثيرة ، تعرف من ملاحظة أسناد محمّد بن خالد البرقي بعناوينه المختلفة.

والظاهر أنّ العامل لوقوع التحريف بالسقط في ما نحن فيه وما يشابهه ، هو جواز النظر من « محمّد » في « أحمد بن محمّد » إلى « محمّد » في « محمّد بن خالد ». وهذا العامل من عمدة عوامل التحريف بالسقط ، كما أشرنا إليه غير مرّة.

(٥) في الوافي : ـ / « يا ».

(٦) في « بس ، بف » وحاشية « د ، ص ، بر » : « استعنت ».

(٧) في « بس » : « تقول ».

(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٢ ، ح ٨٨٥٣.

٥١١

حَنَانٍ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَوْرَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِذَا كَانَ لَكَ ـ يَا سَمَاعَةُ ـ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ ، فَقُلِ : "اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ ؛ فَإِنَّ (٢) لَهُمَا عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ ، وَقَدْراً مِنَ الْقَدْرِ ، فَبِحَقِّ ذلِكَ الشَّأْنِ ، وَبِحَقِّ (٣) ذلِكَ الْقَدْرِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا" فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ (٤) يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلَانَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلَا مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ إِلاَّ وَهُوَ يَحْتَاجُ (٥) إِلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ». (٦)

٣٤٠٠ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ وَالْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ وَظَرِيفِ بْنِ نَاصِحٍ ، قَالَ :

لَمَّا بَعَثَ أَبُو الدَّوَانِيقِ (٧) إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « اللهُمَّ إِنَّكَ حَفِظْتَ الْغُلَامَيْنِ بِصَلَاحِ (٨) أَبَوَيْهِمَا ، فَاحْفَظْنِي بِصَلَاحِ آبَائِي : مُحَمَّدٍ ، وَعَلِيٍّ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم‌السلام ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ (٩) فِي نَحْرِهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ».

__________________

(١) في « د » وحاشية « ج ، بف » : « حسان ».

(٢) في « ز » : « إنّ ».

(٣) في الوافي : « وحقّ ».

(٤) في « ز » : + / « لك ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر » : « محتاج ».

(٦) الدعوات ، ص ٥١ ، الباب ١ ؛ وعدّة الداعي ، ص ٦١ ، الباب ٢ ، مرسلاً عن سماعة الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣١ ، ح ٨٨٦٤.

(٧) في مرآة العقول : « أبو الدوانيق لقب أبي جعفر المنصور ، وهو الثاني من خلفاء بني العبّاس. واشتهر بالدوانيقي وأبو الدوانيق لأنّه لمّا أراد حفر الخندق بالكوفة قسط على كلّ واحد منهم دانق فضّة وأخذه وصرفه في الحفر ».

(٨) في « ز ، بف » وحاشية « ج » والوافي والبحار : « لصلاح » في الموضعين.

(٩) في « د ، ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » : « أدرؤك » وفي « بس » : « أدراك ». ودَرَأ يَدرأ دَرْءاً : إذا دفع. والمراد : أدفع‌بك في نحره لتكفيني أمرهم. وإنّما خصّ النحر لأنّه أسرع وأقوى في الدفع والتمكّن من المدفوع. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ( درأ ).

٥١٢

ثُمَّ قَالَ لِلْجَمَّالِ : « سِرْ » فَلَمَّا اسْتَقْبَلَهُ (١) الرَّبِيعُ بِبَابِ أَبِي الدَّوَانِيقِ ، قَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا أَشَدَّ (٢) بَاطِنَهُ (٣) عَلَيْكَ! لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَاللهِ لَاتَرَكْتُ (٤) لَهُمْ نَخْلاً (٥) إِلاَّ عَقَرْتُهُ (٦) ، وَلَامَالاً إِلاَّ نَهَبْتُهُ (٧) ، وَلَاذُرِّيَّةً إِلاَّ سَبَيْتُهَا ، قَالَ : فَهَمَسَ (٨) بِشَيْ‌ءٍ خَفِيٍّ ، وَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَقَعَدَ ، فَرَدَّ عليه‌السلام.

ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَاأَتْرُكَ لَكَ (٩) نَخْلاً (١٠) إِلاَّ عَقَرْتُهُ ، وَلَامَالاً إِلاَّ أَخَذْتُهُ (١١) ، فَقَالَ (١٢) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ابْتَلى أَيُّوبَ فَصَبَرَ ، وَأَعْطى دَاوُدَ فَشَكَرَ ، وَقَدَّرَ يُوسُفَ فَغَفَرَ ، وَأَنْتَ مِنْ ذلِكَ النَّسْلِ ، وَلَايَأْتِي ذلِكَ النَّسْلُ إِلاَّ بِمَا يُشْبِهُهُ » فَقَالَ : صَدَقْتَ ، قَدْ عَفَوْتُ (١٣) عَنْكُمْ.

فَقَالَ لَهُ (١٤) : « يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ لَمْ يَنَلْ مِنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ أَحَدٌ دَماً إِلاَّ سَلَبَهُ اللهُ مُلْكَهُ » فَغَضِبَ لِذلِكَ وَاسْتَشَاطَ (١٥) ، فَقَالَ : « عَلى رِسْلِكَ (١٦) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ هذَا الْمُلْكَ كَانَ فِي آلِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَمَّا قَتَلَ يَزِيدُ حُسَيْناً ، سَلَبَهُ اللهُ مُلْكَهُ ، فَوَرَّثَهُ آلَ مَرْوَانَ ، فَلَمَّا قَتَلَ هِشَامٌ زَيْداً ، سَلَبَهُ اللهُ مُلْكَهُ ، فَوَرَّثَهُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا قَتَلَ مَرْوَانُ إِبْرَاهِيمَ (١٧) ،

__________________

(١) في « ز » : « استقبل ». (٢) في حاشية « ج » : « ما اشتدّ ».

(٣) في « د ، بف » وحاشية « ج ، ص » والوافي : « تلظّيه » بدل « باطنه ».

(٤) في « ز » : « ما تركت ». (٥) في « بر » وحاشية « ج ، بف » : « نخيلاً ».

(٦) في « بف » : « عفرته ». وعَقَرتُ النخلة : إذا قطعتَ رأسها كلّه مع الجُمّار. والاسم : العَقار. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٤ ( عقر ).

(٧) في حاشية « ج » : « أنهبته ».

(٨) « الهَمْس » : الكلام الخفيّ لايكاد يفهم. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ( همس ).

(٩) في « ج ، ص ، بف » والوافي : « لكم ».

(١٠) في « بف » وحاشية « ج » : « نخيلاً ».

(١١) في « ص » وحاشية « ج » : « نهبته ».

(١٢) في « د ، ص » والوافي : + / « له ».

(١٣) في « ز » وحاشية « ج » : « قد غفرت ». وفي « ص » : « فعفوت ». وفي حاشية « ص » : « فقد عفوت ».

(١٤) في « بف » والوافي : ـ / « له ».

(١٥) في « بس » : « واستشاطه ». و « استشاط » أي التهب غضباً.

(١٦) « الرِّسْل » بالكسر : الرفق والتؤدة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٣٠ ( رسل ).

(١٧) في الوافي : + / « الإمام ».

٥١٣

سَلَبَهُ اللهُ مُلْكَهُ ، فَأَعْطَاكُمُوهُ (١) ».

فَقَالَ : صَدَقْتَ ، هَاتِ أَرْفَعْ حَوَائِجَكَ ، فَقَالَ : « الْإِذْنُ » فَقَالَ : هُوَ فِي يَدِكَ مَتى شِئْتَ ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ : قَدْ أَمَرَ لَكَ (٢) بِعَشَرَةِ آلَافِ (٣) دِرْهَمٍ ، قَالَ : « لَا حَاجَةَ لِيَ فِيهَا » قَالَ : إِذَنْ تُغْضِبَهُ ، فَخُذْهَا ، ثُمَّ تَصَدَّقْ بِهَا. (٤)

٣٤٠١ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ قَيْسِ (٥) بْنِ سَلَمَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا يَقُولُ : مَا أُبَالِي إِذَا قُلْتُ هذِهِ الْكَلِمَاتِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ : بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ اللهِ ، وَإِلَى اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ اللهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ (٦) وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي ، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ؛ اللهُمَّ احْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمَانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَمِنْ تَحْتِي ، وَمِنْ قِبَلِي (٧) ، وَادْفَعْ (٨) عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ (٩) ». (١٠)

__________________

(١) في « ز ، بف » والوافي : « وأعطاكموه ».

(٢) في « ز » : « أمرك ».

(٣) في « بر » : « ألف ».

(٤) راجع : ثواب الأعمال ، ص ٢٦١ ، ح ١١ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٦ ، ح ٨٨٦١ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٠٨ ، ح ٥١.

(٥) في حاشية « بر ، بف » : « بشر ». وتقدّمت في الحديث ١٠ من الباب رواية محمّد بن أعين ، عن بشير بن مسلمة « بشر بن سلمة ـ خ ل » عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

(٦) في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : ـ / « نفسي ، وإليك وجّهت ».

(٧) في « بر ، بف » والوافي : « ما قبلي ».

(٨) في « بر » : « وارفع ». وفي « بف » : « فارفع ».

(٩) في الوافي : « بك ».

(١٠) راجع : ح ١٠ من هذا الباب ومصادره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٨ ، ح ٨٨٦٢.

٥١٤

٥٦ ـ بَابُ الدُّعَاءِ لِلْعِلَلِ وَالْأَمْرَاضِ‌

٣٤٠٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ وَابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْعِلَّةِ : « اللهُمَّ إِنَّكَ عَيَّرْتَ أَقْوَاماً ، فَقُلْتَ : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) (١) فَيَا مَنْ لَايَمْلِكُ كَشْفَ ضُرِّي وَلَاتَحْوِيلَهُ عَنِّي أَحَدٌ غَيْرُهُ (٢) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٣) ، وَاكْشِفْ ضُرِّي ، وَحَوِّلْهُ إِلى مَنْ يَدْعُو مَعَكَ إِلهاً آخَرَ ، لَاإِلهَ غَيْرُكَ ». (٤)

٣٤٠٣ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٥) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ (٦) ، قَالَ :

مَرِضْتُ بِالْمَدِينَةِ مَرَضاً شَدِيداً ، فَبَلَغَ ذلِكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « قَدْ (٧) بَلَغَنِي عِلَّتُكَ ، فَاشْتَرِ صَاعاً (٨) مِنْ بُرٍّ ، ثُمَّ اسْتَلْقِ عَلى قَفَاكَ ، وَانْثُرْهُ عَلى صَدْرِكَ كَيْفَمَا انْتَثَرَ ،

__________________

(١) الإسراء (١٧) : ٥٦.

(٢) في « بر ، بس » : « غيرك ».

(٣) في « ص » : « وآله ». وفي « بر » : ـ / « وآل محمّد ».

(٤) عدّة الداعي ، ص ٢٧٢ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن أبي نجران وابن فضّال ، عن بعض أصحابنا. وفي الدعوات ، ص ١٩٠ ، الباب ٣ ؛ والمصباح للكفعمي ، ص ١٥٠ ، الفصل ١٨ ، مرسلاً الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٥ ، ح ٨٨٦٧.

(٥) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٦) هكذا في حاشية « ج ، د » وفي « ب » : « رزبي ». وفي « ج ، د ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « رزين ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى المصنّف الخبر في الكافي ، ح ١٤٨٦٩ ، بنفس السند عن داود بن زربيّ. وداود بن زربيّ هو المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٢٨٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٩.

(٧) في « ص » : « وقد ».

(٨) « الصاع » : مكيال يأخذ أربعة أمداد. وقُدِّر الصاع بتسعة أرطال بالعراقي ، وستّة بالمدني ، وأربعة ونصف‌بالمكّي. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٠٢٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٦١ ( صوع ).

٥١٥

وَقُلِ (١) : "اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ كَشَفْتَ (٢) مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ، وَمَكَّنْتَ (٣) لَهُ فِي الْأَرْضِ ، وَجَعَلْتَهُ خَلِيفَتَكَ (٤) عَلى خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٥) ، وَأَنْ تُعَافِيَنِي مِنْ عِلَّتِي" (٦) ؛ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً ، وَاجْمَعِ الْبُرَّ مِنْ حَوْلِكَ (٧) ، وَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ ، وَاقْسِمْهُ مُدّاً (٨) مُدّاً لِكُلِّ مِسْكِينٍ ، وَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ ».

قَالَ دَاوُدُ : فَفَعَلْتُ (٩) ذلِكَ ، فَكَأَنَّمَا نُشِطْتُ (١٠) مِنْ عِقَالٍ ، وَقَدْ (١١) فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ فَانْتَفَعَ بِهِ. (١٢)

٣٤٠٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : اشْتَكى بَعْضُ وُلْدِهِ ، فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، قُلِ : اللهُمَّ اشْفِنِي‌

__________________

(١) في « ب » : « فقل ».

(٢) في « ز ، بف » : « كشف ».

(٣) في « ز » : « ومكّث ».

(٤) في « بس » : « خليفته ». وفي الوافي : « إنّما لم يكتف في وصف الاسم بصلاحيته لكشف الضرّ عن مطلق المضطرّ ، بل قيّد المضطرّ بالذي مكّن له في الأرض وجعله خليفته على خلقه لينبّه على عظمة الاسم ، وهو ناظر إلى قوله سبحانه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) [ النمل (٢٧) : ٦٢ ] ».

(٥) في الكافي ، ح ١٤٨٦٩ : « وعلى أهل بيته » بدل « وآل محمّد ».

(٦) في « ز » : « عللي ».

(٧) في « بس » : + / « وقوّتك ».

(٨) « المُدّ » : كيل ، وهو رِطل وثُلث عند أهل الحجاز ، فهو ربع صاع ؛ لأنّ الصاع خمسةُ أرطال وثُلُث. والمدُّ ، رطلان عند أهل العراق. والجمع : أمداد ومِداد. المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ( مدد ).

(٩) في الكافي ، ح ١٤٨٦٩ : + / « مثل ».

(١٠) في « ز » : « انشطت ». وقرأ المازندراني على بناء الفاعل ، حيث قال في شرحه : « فكأنّما نشطت من عقال ، أي خرجتُ منه ، من نشط من المكان : إذا خرج منه أو حللتُه ، على أنّ « من » زائدة ، من نشطته : إذا حللته حلاًّ رفيقاً ؛ فلا يرد ما أورده صاحب النهاية من أنّه كثيراً ما يجي‌ء في الرواية : كأنّما نَشِطَ من عقال ، وليس بصحيح. ويقال نَشَطتُ العقدةَ : إذا عقدتها ، وأنشطتها : إذا أحللتها ». وفي الوافي : « نشطت من عقال ، أي انحللت من قيد ».

(١١) في « ز » : ـ / « قد ».

(١٢) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٦٩. عدّة الداعي ، ص ٢٧٢ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن يونس بن عبدالرحمن ، عن داود بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ الدعوات ، ص ١٨١ ، الباب ٣ ، مرسلاً عن داود بن زربيّ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٥ ، ح ٨٨٦٨.

٥١٦

بِشِفَائِكَ ، وَدَاوِنِي بِدَوَائِكَ ، وَعَافِنِي مِنْ بَلَائِكَ ؛ فَإِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ (١) ». (٢)

٣٤٠٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الَّذِي قَدْ ظَهَرَ (٤) بِوَجْهِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ؟

فَقَالَ لِي (٥) : « لَا ، لَقَدْ (٦) كَانَ مُؤْمِنُ (٧) آلِ فِرْعَوْنَ (٨) مُكَنَّعَ (٩) الْأَصَابِعِ ، فَكَانَ يَقُولُ هكَذَا ـ وَيَمُدُّ يَدَهُ (١٠) ـ وَيَقُولُ : ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) (١١) ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ (١٢) : « إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ ، فَتَوَضَّأْ (١٣) ، وَقُمْ (١٤) إِلى‌

__________________

(١) في « بر » وحاشية « ج » : « عبديك ». وأيضاً في حاشية « ج » : « عبيدك ».

(٢) قرب الإسناد ، ص ٤ ، ح ٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٦ ، ح ٨٨٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٥ ، ح ٨٦٧٨.

(٣) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : + / « بن عيسى ».

(٤) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : « إنّ هذا الذي ظهر » بدل « جعلت فداك هذا الذي قد ظهر ». وفي الكافي ، ح ٥٠٤٣ : ـ / « قد ».

(٥) في الوافي والكافي ، ح ٢٣٨١ : ـ / « لي ».

(٦) في « ص » : ـ / « لا لقد ». وفي « بف » : « قد » بدل « لا لقد ». وفي الوافي : « لا قد ». وفي الكافي ، ح ٢٣٨١ : « لقد » بدون « لا ». وفي الكافي ، ح ٥٠٤٣ : « قد » بدل « لقد ».

(٧) في حاشية « ج » : + / « من ».

(٨) في شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٥٩ : « الظاهر أنّه فرعون موسى ، والأنسب بما بعده أنّه فرعون أنطاكية الذي أرسل إليه عيسى عليه‌السلام رسله ... والمؤمن المذكور كان من أهل أنطاكية ولذلك نسب إليه ، وهم قتلوه بعد نصحه لهم وإظهار إيمانه ». وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٣٠ : « الأظهر مؤمن آل يس كما ورد في غيره من الأخبار ؛ فإنّ قوله : « يقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ » إنّما وقع في قصّته ، ولعلّه من الرواة. وقال بعض الأفاضل باتّحاد المؤمنين بأن صار طويل العمر. ولايخفى بعده ومخالفته للأخبار المستفيضة من الجانبين ».

(٩) في « د ، ص » والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « مكتّع ». وفي « ز » : « أكتع ». وكَنِعَت أصابعُه كَنَعاً : إذا تشنّجت ويَبِسَت. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ( كنع ).

(١٠) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : « يديه ».

(١١) يس (٣٦) : ٢٠.

(١٢) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : « ثمّ قال لي » بدل « قال ثمّ قال ».

(١٣) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : « فتوضّ ».

(١٤) في « بر » : « فقم ». وفي الوافي والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « ثمّ قم ».

٥١٧

صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا ، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (١) ، فَقُلْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ : "يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، وَ (٢) يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٣) ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ (٤) أَهْلُهُ (٥) ، وَأَذْهِبْ عَنِّي هذَا (٦) الْوَجَعَ (٧) وَسَمِّهِ (٨) ، فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِي (٩) وَأَحْزَنَنِي" (١٠) ؛ وَأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ (١١) ».

قَالَ : فَمَا وَصَلْتُ إِلَى الْكُوفَةِ حَتّى أَذْهَبَ اللهُ بِهِ (١٢) عَنِّي كُلَّهُ. (١٣)

٣٤٠٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ جَمِيعاً ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ مَرَّ (١٤) بِهِ الْبَلَاءُ ، فَقُلِ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ ، وَعَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ ؛ وَلَاتُسْمِعْهُ ». (١٥)

__________________

(١) في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « الأوّلتين ».

(٢) في « د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٢٣٨١ : ـ / « و ».

(٣) في الوافي والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « أهل بيت محمّد ».

(٤) في الكافي ، ح ٥٠٤٣ : « أنا ».

(٥) في « ب » : ـ / « واصرف عنّي ـ إلى ـ أنت أهله ».

(٦) في الكافي ، ح ٢٣٨١ : « بهذا ».

(٧) في « بف » : « الوجه ».

(٨) في الكافي ، ح ٢٣٨١ وح ٥٠٤٣ : « وتسمّيه ».

(٩) في « ز » : « غاصّني ».

(١٠) في « ج ، د ، ز » وشرح المازندراني : « وحزنني ».

(١١) في الوافي والكافي ، ح ٥٠٤٣ : + / « ففعلت ».

(١٢) في الكافي ، ح ٥٠٤٣ : ـ / « به ».

(١٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٨١ ؛ وفيه كتاب الصلاة ، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه في الفرائض ... ، ح ٥٠٤٣ ؛ عدّة الداعي ، ص ٢٧٣ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن يونس بن عمّار الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٨٠.

(١٤) في « ج ، بر » : ـ / « مرّ ». وفي الوافي : « به مرّ ».

(١٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح ١٧٣٤ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٧ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٢ ، بسند

٥١٨

٣٤٠٧ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيِّ (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تَضَعُ يَدَكَ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ الْوَجَعُ ، وَتَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : اللهُ اللهُ (٢) رَبِّي حَقّاً لَاأُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، اللهُمَّ أَنْتَ لَهَا وَلِكُلِّ عَظِيمَةٍ ، فَفَرِّجْهَا عَنِّي ». (٣)

٣٤٠٨ / ٧. عَنْهُ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِلْأَوْجَاعِ : « تَقُولُ (٦) : "بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلّهِ فِي عِرْقٍ سَاكِنٍ وَغَيْرِ (٧) سَاكِنٍ ، عَلى عَبْدٍ شَاكِرٍ وَغَيْرِ شَاكِرٍ" ؛ وَتَأْخُذُ لِحْيَتَكَ بِيَدِكَ الْيُمْنى بَعْدَ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ ، وَتَقُولُ : "اللهُمَّ فَرِّجْ عَنِّي (٨) كُرْبَتِي ، وَعَجِّلْ عَافِيَتِي ، وَاكْشِفْ ضُرِّي" ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاحْرِصْ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ مَعَ دُمُوعٍ وَبُكَاءٍ ». (٩)

٣٤٠٩ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ،

__________________

آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الجعفريّات ، ص ٢٢٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٩ ، ضمن الحديث ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٤٣ ، ح ٨٨٨٨.

(١) هكذا في حاشية « بج ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « داود بن رزين ». وتقدّم ذيل الحديث الثاني من نفس الباب أنّ المذكور في مصادرنا الرجاليّة هو داود بن زربيّ.

ويؤكّد ما أثبتناه ورود الخبر في عدّة الداعي ، ص ٢٧٣ ، عن داود بن زربيّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

(٢) في حاشية « ص » والوافي : + / « الله ».

(٣) عدّة الداعي ، ص ٢٧٣ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن داود بن زربيّ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ١٥١ ، الفصل ١٨ ، مرسلاً الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٦ ، ح ٨٨٧٠.

(٤) الضمير راجع إلى « بعض أصحابه » المذكور في السند السابق.

(٥) هكذا في أكثر النسخ. وفي المطبوع : « مفضّل ». وفي « جر » وحاشية « بف » : « الفضل ».

(٦) في « بس » شرح المازندراني : « يقول ».

(٧) في شرح المازندراني : « أو غير ».

(٨) في « ب » : ـ / « عنّي ». وفي « بر » : « عن ».

(٩) عدّة الداعي ، ص ٢٧٣ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن المفضّل ؛ المصباح للكفعمي ، ص ١٥١ ، الفصل ١٨ ، مرسلاً الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٧ ، ح ٨٨٧١.

٥١٩

عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ وَجَعاً بِي ، فَقَالَ : « قُلْ : بِسْمِ اللهِ ، ثُمَّ امْسَحْ يَدَكَ عَلَيْهِ ، وَقُلْ : "أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِأَسْمَاءِ اللهِ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ عَلى نَفْسِي" ؛ تَقُولُهَا (١) سَبْعَ مَرَّاتٍ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ ، فَأَذْهَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا (٢) الْوَجَعَ عَنِّي. (٣)

٣٤١٠ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَوْنٍ ، قَالَ :

أَمِرَّ يَدَكَ عَلى مَوْضِعِ الْوَجَعِ ، ثُمَّ قُلْ : "بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَا حَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ (٤) الْعَظِيمِ ؛ اللهُمَّ امْسَحْ عَنِّي مَا أَجِدُ" ؛ (٥) ثُمَّ تُمِرُّ يَدَكَ الْيُمْنى ، وَتَمْسَحُ مَوْضِعَ الْوَجَعِ عَلَيْهِ (٦) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. (٧)

٣٤١١ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (٨) بْنِ أَخِي غَرَامٍ (٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تَضَعُ يَدَكَ عَلى مَوْضِعِ الْوَجَعِ ، ثُمَّ تَقُولُ : "بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَ (١٠) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

__________________

(١) في الوافي : « تقرؤها ».

(٢) في « ج ، د ، ص ، بس » والوافي : ـ / « بها ».

(٣) عدّة الداعي ، ص ٢٧٤ ، الباب ٥ ، مرسلاً عن إبراهيم بن عبدالحميد ؛ المصباح للكفعمي ، ص ١٥١ ، الفصل ١٨ ، مرسلاً الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٧ ، ح ٨٨٧٢.

(٤) في « بر » : ـ / « العليّ ».

(٥) في شرح المازندراني : « امسح عنّي ما أجد ، أي اقطعه واكشفه وأزله وادفعه ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ / « عليه ».

(٧) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٧ ، ح ٨٨٧٣.

(٨) في « ز » : « أحمد ».

(٩) في « ج ، د ، ز ، بس ، بف ، جر » : « عرام » ‌

(١٠) في « د ، ص ، بر ، بس ، بف » : ـ / « و ».

٥٢٠