الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

مَوْقُوفٌ‌ لَا مَحَالَةَ وَ (١) مَسْؤُولٌ ، فَإِنْ (٢) صَدَقْتَ صَدَّقْنَاكَ ، وَإِنْ كَذَبْتَ كَذَّبْنَاكَ ». (٣)

٢٦٨٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ـ يَقُولُ لِوُلْدِهِ : اتَّقُوا الْكَذِبَ الصَّغِيرَ مِنْهُ وَالْكَبِيرَ فِي كُلِّ جِدٍّ وَهَزْلٍ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَذَبَ فِي الصَّغِيرِ اجْتَرى (٤) عَلَى الْكَبِيرِ ، أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : مَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ حَتّى يَكْتُبَهُ اللهُ صِدِّيقاً ، وَمَا يَزَالُ (٥) الْعَبْدُ (٦) يَكْذِبُ حَتّى يَكْتُبَهُ اللهُ كَذَّاباً ». (٧)

٢٦٨٥ / ٣. عَنْهُ (٨) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ (٩) ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالاً ، وَجَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ ، وَالْكَذِبُ شَرٌّ مِنَ الشَّرَابِ ». (١٠)

__________________

(١) في الوافي : ـ / « و ».

(٢) في الوافي : « وإن ».

(٣) الأمالي للمفيد ، ص ١٨٢ ، المجلس ٢٣ ، صدر ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن حديد ، عن عليّ بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي النعمان العجلي ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب طلب الرئاسة ، ح ٢٥١٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة ، وفيه : « ويحك يا أبا الربيع ، لا تطلبنّ الرئاسة ، ولاتكن ذئباً ، ولا تأكل بنا الناس ... » الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٩ ، ح ٣٣٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٦٢١٩ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٣٣ ، ح ١.

(٤) هو من تخفيف الهمزة بقلبها ياءً ، وأصله : اجترأ ، كما في الوافي.

(٥) في الوافي : « ولايزال ».

(٦) في « د ، ز » : ـ / « العبد ».

(٧) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ١٧٧٦ ، بسند آخر عن ربيع بن سعد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « يا ربيع ، إنّ الرجل ليصدق حتّى يكتبه الله صدّيقاً ». تحف العقول ، ص ٢٧٨ ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، إلى قوله : « اجترى على الكبير » الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٧ ، ح ٣٢٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٦٢٢٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢.

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٩) في « د ، بر ، بف » : + / « عبدالله ».

(١٠) الكافي ، كتاب الأشربة ، باب أنّ الخمر رأس كلّ إثم وشرّ ، ح ١٢٢٦٦ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٩١ ، ح ٨ ،

٤١

٢٦٨٦ / ٤. عَنْهُ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ (٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْكَذِبَ هُوَ خَرَابُ الْإِيمَانِ (٣) ». (٤)

٢٦٨٧ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْكَذِبُ عَلَى اللهِ وَعَلى رَسُولِهِ (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الْكَبَائِرِ ». (٦)

٢٦٨٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكَذِّبُ الْكَذَّابَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ ، ثُمَّ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَاذِبٌ (٧) ». (٨)

__________________

بسند آخر عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٧ ، ح ٣٢٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٦٢٠٦ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ٣.

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٢) في الوسائل : + / « عمّن ذكره ».

(٣) الحمل في « هو خراب الإيمان » للمبالغة في السببيّة ، أي هو سبب خراب الإيمان. وقال المجلسي : « وقد يقرأ بتشديد الراء بصيغة المبالغة ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٧ ، ح ٣٢٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٦٢٠٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨.

(٥) في « ج » : « رسول الله ».

(٦) الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٨ ، ح ٤٩٤١ ؛ المحاسن ، ص ١١٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٧ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣١٨ ، ح ١ ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي خديجة. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ، ح ١٠٦ ، عن أبي خديجة الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٩ ، ح ٣٢٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٦٢٢١.

(٧) في « بر ، بف » والوافي : « كذّاب ».

(٨) المحاسن ، ص ١١٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ذيل ح ١٢٦ ، عن الفضيل بن يسار الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٨ ، ح ٣٢٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٦٢٠٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ٩.

٤٢

٢٦٨٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ (١) ، عَنْ أَبَانٍ (٢) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْكَذَّابَ يَهْلِكُ بِالْبَيِّنَاتِ ، وَيَهْلِكُ أَتْبَاعُهُ بِالشُّبُهَاتِ (٣) ». (٤)

٢٦٩٠ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ آيَةَ الْكَذَّابِ بِأَنْ (٥) يُخْبِرَكَ خَبَرَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (٦) ؛ فَإِذَا (٧) سَأَلْتَهُ عَنْ حَرَامِ اللهِ وَحَلَالِهِ (٨) ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْ‌ءٌ (٩) ». (١٠)

٢٦٩١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن عليّ بن الحكم ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٢) في « ب ، د ، ز ، بس » والوسائل : ـ / « عن أبان ». هذا ، وقد تقدّمت في ح ٢٤٩٢ و ٢٥٠١ ، رواية عليّ بن الحكم ، عن عمر بن يزيد مباشرة ، وتأتي في ح ٩٤٢٠ ، رواية عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد.

(٣) في الوافي : « اريد بالكذّاب في هذا الحديث مدّعي الرئاسة ، وسبب هلاكه بالبيّنات افتاؤه بغير علم مع علمه بجهله ، وسبب هلاك أتباعه بالشبهات تجويزهم كونه عالماً وعدم قطعهم بجهله ؛ فهم في شبهة من أمره ». والشبهة في العقيدة : المأخذ الملبَّس. سمّيت شُبهةً لأنّها تشبه الحقّ. والجمع : شُبَه وشُبهات. المصباح المنير ، ص ٣٠٤ ( شبه ).

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٨ ، ح ٣٢٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٦٢٠٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٠.

(٥) في « ب » : « أن ».

(٦) في « ز » : « والمغرب والمشرق ».

(٧) في « ز » : « وإذا ». وفي حاشية « ج » : « فإن ».

(٨) في « ب » : « حلال الله وحرامه ».

(٩) في الوافي : « وذلك لأنّ العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه لايحصل لأحد إلاّبالتقوى وتهذيب السرّ عن رذائل الأخلاق ، قال الله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ ) [ البقرة (٢) : ٢٨٢ ] ولا يحصل التقوى إلاّبالاقتصار على الحلال والاجتناب من الحرام ، ولايتيسّر ذلك إلاّبالعلم بالحلال والحرام ، فمن أخبر عن شي‌ء من حقائق الأشياء ولم يكن عنده معرفة بالحلال والحرام ، فهو لامحالة كذّاب يدّعي ما ليس له ».

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٨ ، ح ٣٢٩٦ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ١١.

٤٣

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْكَذِبَةَ لَتُفَطِّرُ (١) الصَّائِمَ (٢) ».

قُلْتُ : وَأَيُّنَا لَايَكُونُ ذلِكَ مِنْهُ (٣)؟

قَالَ : « لَيْسَ حَيْثُ ذَهَبْتَ (٤) ، إِنَّمَا ذلِكَ (٥) الْكَذِبُ عَلَى اللهِ ، وَعَلى رَسُولِهِ ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ». (٦)

٢٦٩٢ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى :

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ الْحَائِكُ لِأَبِي (٧) عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ مَلْعُونٌ (٨) ، فَقَالَ : « إِنَّمَا (٩) ذَاكَ (١٠) الَّذِي يَحُوكُ الْكَذِبَ عَلَى اللهِ ، وَعَلى رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (١١)

٢٦٩٣ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ هَزْلَهُ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، ز » : « ليفطر ».

(٢) في الكافي ، ح ٦٣٢٩ : « الكذبة تنقض الوضوء وتفطّر الصائم ».

(٣) في الكافي ، ح ٦٣٢٩ : « هلكنا » بدل « أيّنا لايكون ذلك منه ».

(٤) في « بر » وحاشية « ج » والوافي والكافي ، ح ٦٣٢٩ : « تذهب ».

(٥) في « بر » : « ذاك ».

(٦) الكافي ، كتاب الصيام ، باب أدب الصائم ، ح ٦٣٢٩. وفي التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ٥٨٥ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٦٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن ابن أبي عمير. تحف العقول ، ص ٣٦٣ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٩ ، ح ٣٢٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٣ ، ذيل ح ١٢٧٥٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٢.

(٧) في الوسائل : « عند أبي ».

(٨) في مرآة العقول : « قوله : أنّه ملعون ، بفتح الهمزة ، بدل اشتمال للحائك. ويحتمل أن يكون الحديث عنده عليه‌السلام موضوعاً ولم يمكنه إظهار ذلك تقيّة ، فذكر له تأويلاً يوافق الحقّ ، ومثل ذلك في الأخبار كثيرة ، يعرف ذلك من اطّلع على أسرار أخبارهم عليه‌السلام. واستعارة الحياكة لوضع الحديث شائعة بين العرب والعجم ».

(٩) في الوافي : ـ / « إنّما ».

(١٠) في « ز » والوسائل والبحار : « ذلك ».

(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٩ ، ح ٣٢٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٦٢٢٠ ؛ وج ١٧ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٢١٩٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٣.

٤٤

وَجِدَّهُ ». (١)

٢٦٩٤ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْكَذَّابُ هُوَ الَّذِي يَكْذِبُ فِي الشَّيْ‌ءِ (٢)؟ قَالَ : « لَا ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ (٣) يَكُونُ ذلِكَ (٤) مِنْهُ ، وَلَكِنَّ الْمَطْبُوعَ (٥) عَلَى الْكَذِبِ ». (٦)

٢٦٩٥ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ (٧) ، عَنْ أَبِيهِ (٨) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه‌السلام : مَنْ كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ (٩) ». (١٠)

__________________

(١) المحاسن ، ص ١١٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ذيل ح ١٢٦ ، وتمام الرواية فيه : « وفي رواية الأصبغ بن نباتة ، قال : قال عليّ عليه‌السلام : لايجد عبد حقيقة الإيمان حتّى يدع الكذب جدّه وهزله ». تحف العقول ، ص ٢١٦ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٧ ، ح ٣٢٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٦٢٢٦ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٤. (٢) في « بس » : ـ / « في الشي‌ء ».

(٣) في « ز ، ص ، بر » : + / « أن ». (٤) في « ص » والوسائل والبحار : « ذاك ».

(٥) في مرآة العقول : « المطبوع على الكذب : المجبول عليه بحيث صار عادة له ولايتحرّز عنه ولايبالي به ولايندم عليه ، ومن لايكون كذلك لايصدق عليه الكذّاب مطلقاً ، فإنّه صيغة مبالغة ؛ أو المراد الكذّاب الذي يكتبه الله كذّاباً ». ويجوز تخفيف « لكن » ورفع « المطبوع » كما في « ص ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٠ ، ح ٣٣٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٦٢١٢ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٥.

(٧) في « ب ، ز ، بس ، بف » والبحار ، ج ١٤ : « طريف ». وفي البحار ، ج ٧٢ : « الحسين بن طريف ». وهو سهو.

والحسن هذا هو الحسن بن ظريف بن ناصح. راجع : رجال النجاشي ، ص ٦١ ، الرقم ١٤٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٥ ، الرقم ١٦٧.

(٨) في « ب » : ـ / « عن أبيه ».

(٩) « البهاء » : الحُسن والجمال. يقال : بها يبهو ـ مثل علا يعلو ـ : إذا جَمُل ، فهو بهيّ ، فعيل بمعنى فاعل. ويكون البهاء حسن الهيئة. وبهاء الله : عظمته. المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ). وفي شرح المازندراني : « ذهب بهاؤه ، أي ذهب حسنه وجماله ووقره عند الخلق ؛ فإنّ الخلق وإن لم يكونوا من أهل الملّة يكرهون الكذب ويقبّحونه ويتنفّرون من أهله ».

(١٠) الأمالي للصدوق ، ص ٥٤٣ ، المجلس ٨١ ، ضمن ح ٣ ، بسند آخر الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٠ ، ح ٣٣٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٦٢٠٨ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٣٠ ، ح ٧٠ ؛ وج ٧٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٦.

٤٥

٢٦٩٦ / ١٤. عَنْهُ (١) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَجْتَنِبَ (٢) مُؤَاخَاةَ الْكَذَّابِ ؛ فَإِنَّهُ (٣) يَكْذِبُ حَتّى يَجِي‌ءَ بِالصِّدْقِ فَلَا يُصَدَّقُ (٤) ». (٥)

٢٦٩٧ / ١٥. عَنْهُ (٦) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا أَعَانَ اللهُ بِهِ (٧) عَلَى الْكَذَّابِينَ النِّسْيَانَ (٨) ». (٩)

٢٦٩٨ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ،

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبدالله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد كتاب عمرو بن عثمان ووردت روايته عنه في عددٍ من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٣١٧ ، الرقم ٤٩٠ ؛ رجال النجاشي ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٧٦٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٠٣ ـ ٤٠٩.

(٢) في « بر » والوافي : « أن يتجنّب ».

(٣) في « ب ، د ، بس ، بف » والوافي وتحف العقول ، ص ١٢٦ ومصادقة الإخوان : « إنّه ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣٣٣ : « فلا يصدّق ، الظاهر أنّه على‌بناء المفعول من التفعيل ، أي لكثرة ما ظهر لك من كذبه لايمكنك تصديقه فيما يأتي به من الصدق أيضاً ، فلا تنتفع بمصاحبته ومؤاخاته ... وربّما يقرأ : يصدق ، على بناء المجرّد ، أي إذا أخبر بصدق يغيّره ويدخل فيه شيئاً يصير كذباً ».

(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب مجالسة أهل المعاصي ، ضمن ح ٢٨٣٠ ؛ وكتاب العشرة ، باب من تكره مجالسته ومرافقته ، ضمن ح ٣٦١٤ ؛ والمحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ضمن ح ١٢٥ ، وفي كلّها بهذا السند عن محمّد بن سالم الكندي ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. مصادقة الإخوان ، ص ٧٨ ، ح ١ ، مرسلاً عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام ؛ تحف العقول ، ص ٢١٦ ، عن عليّ عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٢٠٥ ، ضمن الحديث ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٦٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٦٢٠٩ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٧.

(٦) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبدالله.

(٧) في « ب ، ج ، د ، ص ، بس » ومرآة العقول والوسائل : ـ / « به ».

(٨) في الوافي : « يعني أنّ النسيان يصير سبب فضيحتهم ؛ وذلك لأنّهم ربما قالوا شيئاً فنسوا أنّهم قالوه ، فيقولون خلاف ما قالوه أوّلاً فيفتضحون ».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣١ ، ح ٣٣٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٦٢١٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١٨.

٤٦

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ : صِدْقٌ ، وَكَذِبٌ ، وَإِصْلَاحٌ بَيْنَ النَّاسِ ».

قَالَ : قِيلَ (٢) لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ؟

قَالَ : « تَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلِ (٣) كَلَاماً يَبْلُغُهُ ، فَتَخْبُثُ (٤) نَفْسُهُ ، فَتَلْقَاهُ (٥) ، فَتَقُولُ : سَمِعْتُ (٦) مِنْ فُلَانٍ قَالَ (٧) فِيكَ مِنَ (٨) الْخَيْرِ (٩) كَذَا وَكَذَا ، خِلَافَ مَا سَمِعْتَ مِنْهُ ». (١٠)

٢٦٩٩/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّا (١١) قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ يُوسُفَ عليه‌السلام : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) (١٢)؟ فَقَالَ (١٣) : « وَاللهِ ، مَا سَرَقُوا ، وَمَا كَذَبَ ».

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ (١٤) عليه‌السلام : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) (١٥)؟ فَقَالَ :

__________________

(١) في « بر ، بف » وحاشية « د » والوافي : « أصحابه ». (٢) في حاشية « بر » : « قلت ».

(٣) في الوافي : « من الرجل ، أي فيه ، فإنّ حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض. والخبث : خلاف الطيبة. والمراد من الحديث أنّ الكذب في الإصلاح بين الناس جائز وأنّه ليس بكذب محرّم ولا صدق ، بل هو قسم ثالث من الكلام ».

(٤) خَبُثَت نَفْسُه : ثَقُلت وغَثَت. النهاية ، ج ٢ ، ص ٥ ( خبث ).

(٥) في « ب ، ز ، ص ، بس » والوسائل والبحار : ـ / « فتلقاه ».

(٦) في « بر » وشرح المازندراني والوافي : « قد سمعت ».

(٧) في الوافي : ـ / « قال ». (٨) في « بر ، بف » : ـ / « من ».

(٩) في « ز » : + / « ما هو ».

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣١ ، ح ٣٣٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٦٢٣٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١٩.

(١١) في شرح المازندراني : « إنّه ». (١٢) يوسف (١٢) : ٧٠.

(١٣) في « ص ، بر » والوافي : « قال ».

(١٤) في مرآة العقول : « وقال إبراهيم ، عطف على الجملة السابقة بتقدير « روّينا ». وقيل : « قال » هنا مصدر ؛ فإنّ‌القال والقيل مصدران كالقول ، فهو عطف على قول يوسف ».

(١٥) الأنبياء (٢١) : ٦٣.

٤٧

« وَاللهِ (١) ، مَا فَعَلُوا ، وَمَا كَذَبَ ».

قَالَ (٢) : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا عِنْدَكُمْ فِيهَا يَا صَيْقَلُ؟ ».

قَالَ (٣) : قُلْتُ (٤) : مَا عِنْدَنَا فِيهَا (٥) إِلاَّ التَّسْلِيمُ.

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ أَحَبَّ اثْنَيْنِ (٦) وَأَبْغَضَ اثْنَيْنِ (٧) : أَحَبَّ الْخَطَرَ (٨) فِيمَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، وَأَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الْإِصْلَاحِ ، وَأَبْغَضَ الْخَطَرَ فِي الطُّرُقَاتِ ، وَأَبْغَضَ الْكَذِبَ فِي غَيْرِ الْإِصْلَاحِ (٩) ؛ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام إِنَّمَا قَالَ : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ ، وَدَلَالَةً عَلى أَنَّهُمْ لَايَفْعَلُونَ (١٠) ، وَقَالَ يُوسُفُ عليه‌السلام إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ ». (١١)

٢٧٠٠ / ١٨. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « كُلُّ كَذِبٍ مَسْؤُولٌ عَنْهُ (١٢) صَاحِبُهُ يَوْماً إِلاَّ كَذِباً (١٣) فِي ثَلَاثَةٍ (١٤) : رَجُلٌ كَائِدٌ فِي حَرْبِهِ ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ (١٥) عَنْهُ ؛ أَوْ رَجُلٌ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَلْقى هذَا‌

__________________

(١) في « بس » : ـ / « والله ».

(٢) في الوسائل : ـ / « قال ».

(٣) في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس » والوسائل : ـ / « قال ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « فقلت ».

(٥) في « ج » : ـ / « فيها ». وفي الوافي : « فيه ».

(٦) في « د ، ص ، بر » والوافي : « اثنتين ».

(٧) في « د ، بر ، بس » والوافي : « اثنتين ».

(٨) خَطَران الرجل : اهتزازه في المشي وتبختره. ويَخْطِر في مشيه ، أي يتمايل ويمشي مِشيةَ المتعجّب بنفسه. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩٠ ( خطر ).

(٩) في « بر » والوافي : « إصلاح ».

(١٠) في البحار : « لايعقلون ».

(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٤ ، ح ٣٣٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٦٢٣٢ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٤.

(١٢) في « ب » : « عن ».

(١٣) في الوافي : ـ / « كذباً ».

(١٤) أي في ثلاثة امور ، لا أشخاصٍ. فقوله : « رجل » خبر لمبتدأ محذوف وليس لجرّه وجه.

(١٥) وضعتُ عنه دَينَه : أسقطته. المصباح المنير ، ص ٦٦٢ ( وضع ).

٤٨

بِغَيْرِ مَا يَلْقَى بِهِ هذَا (١) ، يُرِيدُ بِذلِكَ (٢) الْإِصْلَاحَ مَا (٣) بَيْنَهُمَا ؛ أَوْ (٤) رَجُلٌ وَعَدَ أَهْلَهُ شَيْئاً وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُتِمَّ لَهُمْ ». (٥)

٢٧٠١ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ (٧) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُصْلِحُ لَيْسَ بِكَذَّابٍ (٨) ». (٩)

٢٧٠٢ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بِحَدِيثٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَلَيْسَ زَعَمْتَ (١٠) لِيَ السَّاعَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ (١١) : « لَا ». فَعَظُمَ ذلِكَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : بَلى وَاللهِ ، زَعَمْتَ ،

__________________

(١) في « ب ، ز » : ـ / « هذا ». (٢) في « بر » : « بهذا ».

(٣) في الوافي : « فيما ».

(٤) في « بس » : « و ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٤ ، ح ٣٣١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٦٢٣٣ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥.

(٦) في « جر » : « أحمد بن أبي عبدالله ».

(٧) هكذا في النسخ والوسائل. وفي المطبوع : « عبدالله بن مغيرة ».

(٨) في الكافي ، ح ٢٢١٩ : « بكاذب ».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإصلاح بين الناس ، ح ٢٢١٩ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن معاوية بن عمّار ؛ وفيه ، نفس الباب ، ح ٢٢٢١ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب أو معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٥ ، ح ٣٣١١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٦٢٣١.

(١٠) أكثر ما يقال الزعم فيما يشكّ فيه ، وهو المراد هنا ، ويدلّ عليه أنّ كلّ زعم في القرآن كذب ، وقد صرّح به‌أرباب اللغة أيضاً. قال في الوافي : « الزعم ـ مثلّثة ـ قول الحقّ والباطل ، وأكثر ما يقال فيما يشكّ فيه. لمّا عبّر عبدالأعلى عمّا قال له الإمام عليه‌السلام بالزعم أنكره ، ثمّ لمّا عبّر عنه بالقول صدّقه ، ثمّ ذكر أنّ الوجه في ذلك أنّ كلّ زعم جاء في القرآن جاء في الكذب ». وقال المجلسي : « وإن كان مراده مطلق القول ، أو القول عن علم فغرضه عليه‌السلام تأديبه وتعليمه آداب الخطاب مع أئمّة الهدى وسائر اولي الألباب ... وأمّا يمينه عليه‌السلام على عدم الزعم فهو صحيح ؛ لأنّه قصد به الحقيقة أو المجاز الشائع. وكأنّه من التورية والمعاريض لمصلحة التأديب أو تعليم جواز مثل ذلك للمصلحة ».

(١١) في « ج ، بس » : « قال ».

٤٩

فَقَالَ (١) : « لَا وَاللهِ ، مَا زَعَمْتُهُ ». قَالَ : فَعَظُمَ (٢) عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٣) ، بَلى وَاللهِ قَدْ قُلْتَهُ ، قَالَ : « نَعَمْ قَدْ قُلْتُهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ كُلَّ زَعْمٍ فِي الْقُرْآنِ كَذِبٌ؟ ». (٤)

٢٧٠٣ / ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيِّ (٥) ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِنَّ كُلَّ رَاجٍ طَالِبٌ ، وَكُلَّ خَائِفٍ هَارِبٌ ». (٦)

٢٧٠٤ / ٢٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَطَاءٍ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاكَذِبَ عَلى مُصْلِحٍ » ثُمَّ تَلَا : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) (٨) ثُمَّ قَالَ (٩) : « وَاللهِ ، مَا سَرَقُوا ، وَمَا كَذَبَ » ثُمَّ تَلَا (١٠) : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ

__________________

(١) في « ز ، ص ، بس » والوافي والوسائل : « قال ». (٢) في الوسائل : + / « ذلك ».

(٣) في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : ـ / « جعلت فداك ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٥ ، ح ٣٣١٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٦٢٤٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ٦.

(٥) عُدّ أبو إسحاق الخراساني من أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسى والرضا عليهم‌السلام. فعليه ، السند بظاهره مختلّ بالسقط أو الإرسال. راجع : رجال البرقي ، ص ٤٣ ، و ٥٢ ، و ٥٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٦٩ ، الرقم ٥٤٩٥.

(٦) الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٨ ، بسنده عن عليّ بن حديد ، قال : أخبرني أبو إسحاق الخراساني : صاحب كان لنا قال : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول ... ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٠ ، ح ٣٣٠١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٦٢١١ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٧.

(٧) هكذا في « جر » والبحار ، ج ١٢. وفي سائر النسخ والمطبوع والبحار ، ج ٧٢ : « معمر بن عمرو ، عن عطاء ». والظاهر وقوع التحريف في كلا التقريرين ، وأنّ الصواب هو « مَعْمَر بن عمر بن عطاء » ؛ فقد تقدّمت في ح ٢٥٦٣ ، رواية ثعلبة عن مَعْمَر بن عمر بن عطاء. ومعمر هذا هو المذكور في رجال البرقي ، ص ١١.

(٨) يوسف (١٢) : ٧٠.

(٩) في الوافي : ـ / « ثمّ ». وفي البحار ، ج ١٢ : « فقال » بدل « ثم قال ».

(١٠) في مرآة العقول : « وقوله : ثمّ تلا ، كلام الراوي ، والضمير راجع إلى الصادق عليه‌السلام. أو كلام الإمام عليه‌السلام ، والضمير راجع إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والأوّل أظهر ».

٥٠

هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) (١) ثُمَّ قَالَ : « وَاللهِ ، مَا فَعَلُوهُ ، وَمَا كَذَبَ ». (٢)

١٤٠ ـ بَابُ ذِي اللِّسَانَيْنِ‌

٢٧٠٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَوْنٍ الْقَلَانِسِيِّ ، عَنِ (٣) ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَقِيَ الْمُسْلِمِينَ بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ لِسَانَانِ (٤) مِنْ نَارٍ ». (٥)

٢٧٠٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ (٦) ،

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ٦٣.

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٢ ، ح ٣٣٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٦٢٣٥ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ٥٤ ؛ وج ٧٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ٢٠.

(٣) في « ب » : + / « عبدالله ».

(٤) في « ب ، ص ، بس » وحاشية « د » وثواب الأعمال : « لسان ».

(٥) ثواب الأعمال ، ص ٣١٩ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٣٧ ، المجلس ٥٤ ، ح ١٩ ؛ والخصال ، ص ٣٨ ، باب الاثنين ، ح ١٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٥ ، ح ٢ ، بسند آخر عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير. وفي الخصال ، ص ٣٨ ، نفس الباب ، ح ١٨ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الاختصاص ، ص ٣٢ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٧ ، ح ٣٣١٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٦٢٤١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٢.

(٦) هكذا في « ص ، بف ، جر ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس » والمطبوع والوسائل والبحار : ـ / « عن عبدالله بن‌مسكان ». والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الحسين بن سعيد الخبر في الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٥ ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أحدهما عليهما‌السلام. وكذا رواه الصدوق في الأمالي ، ص ٣٣٧ ، المجلس ٥٤ ، ح ١٨ ، بسنده عن عليّ بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام. ورواه في ثواب الأعمال ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ويؤيَّد ذلك اشتراك عليّ بن النعمان وعثمان بن عيسى‌في بعض الرواة والمشايخ ، ووحدة طبقتهما. راجع :

٥١

عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الزُّهْرِيِّ (١) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ (٢) يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ (٣) ، يُطْرِي أَخَاهُ (٤) شَاهِداً ، وَيَأْكُلُهُ (٥) غَائِباً ؛ إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ ، وَإِنِ ابْتُلِيَ (٦) خَذَلَهُ ». (٧)

٢٧٠٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

« قَالَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليه‌السلام (٨) : يَا عِيسى (٩) ، لِيَكُنْ لِسَانُكَ فِي‌

__________________

معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ١١٧ ـ ١٢٢ ؛ وج ١٢ ، ص ٢١١ ـ ٢١٢.

ثمّ إنّ لازم ما تقدّم ؛ من الزهد والأمالي ، سقوط داود أو داود بن فرقد من السند. وهذا الأمر أيضاً مؤيَّد بما ورد في الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤٢ من رواية ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي شيبة الزهري ، وكذا ما ورد في الزهد ، ص ١٤٩ ، ح ٢١٥ من رواية ابن مسكان ، عن داود ، عن زيد بن أبي شيبة الزهري ؛ فقد ورد في البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٦٦ ، ح ١٣ وفيه « ابن مسكان ، عن داود بن أبي يزيد ، عن أبي شيبة الزهري » وداود بن أبي يزيد هو داود بن فرقد كما في رجال النجاشي ، ص ١٥٨ ، الرقم ٤١٨ ، ورجال البرقي ، ص ٣٢ ، ورجال الطوسي ، ص ٢٠١ ، الرقم ٢٥٦٢.

(١) هكذا في « ص ، جر ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والمطبوع والوسائل والبحار : « أبي شيبة ، عن الزهري ». وظهر مما تقدّم آنفاً صحّة ما أثبتناه.

(٢) في الوافي : ـ / « عبد ».

(٣) في « ب ، ز » : « اللسانين ».

(٤) في الخصال : + / « في الله ». ويطري أخاه ، أي يحسن الثناء عليه.

(٥) هو يأكل الناس : يغتابهم. أساس البلاغة ، ص ٨ ( أكل ).

(٦) في الزهد : « ظلم ».

(٧) الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٥ ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أحدهما عليهما‌السلام ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمدبن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي شيبة الزهري. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٣٧ ، المجلس ٥٤ ، ح ١٨ ؛ والخصال ، ص ٣٨ ، باب الاثنين ، ح ٢٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن عبدالله بن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي شيبة الزهري. تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، عن الكاظم عليه‌السلام ، ضمن وصيّته للهشام ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٤٨٨ ، عن العسكري عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٧ ، ح ٣٣١٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٦٢٤٢ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٣.

(٨) في « ج ، د ، ز بف » والوسائل والبحار : ـ / « ابن مريم عليه‌السلام ».

(٩) في الوافي : ـ / « يا عيسى ».

٥٢

السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ لِسَاناً (١) وَاحِداً ، وَكَذلِكَ قَلْبُكَ ، إِنِّي أُحَذِّرُكَ (٢) نَفْسَكَ ، وَكَفى بِي (٣) خَبِيراً ، لَا يَصْلُحُ لِسَانَانِ فِي فَمٍ وَاحِدٍ ، وَلَاسَيْفَانِ فِي غِمْدٍ وَاحِدٍ ، وَلَاقَلْبَانِ فِي صَدْرٍ وَاحِدٍ ، وَكَذلِكَ الْأَذْهَانُ (٤) ». (٥)

١٤١ ـ بَابُ الْهِجْرَةِ (٦)

٢٧٠٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ؛ وَ (٧) عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ب » : ـ / « لساناً ».

(٢) في « ب » وثواب الأعمال : « احذّر » بدون الكاف.

(٣) في الوسائل : « بك ».

(٤) في الوافي : « وكذلك الأذهان ، يعني كما أنّ الظاهر من هذه الأجسام لايصلح تعدّدها في محلّ واحد ، كذلك باطن الإنسان الذي هو ذهنه وحقيقته لايصلح أن يكون ذا قولين مختلفين ، أو عقيدتين متضادّين ». وفي مرآة العقول : « أمّا قوله : فكذلك الأذهان ، فالفرق بينهما وبين القلب مشكل ... وربّما يقرأ بالدال المهملة من المداهنة في الدين ، كما قال تعالى : ( أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ) [ الواقعة (٥٦) : ٨١ ] وقال : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) [ القلم (٦٨) : ٩ ] وهذا تصحيف وتحريف مخالف للنسخ المضبوطة ».

(٥) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عنهم عليهم‌السلام ، إلى قوله : « وكذلك قلبك » ، مع اختلاف يسير. ثواب الأعمال ، ص ٣١٩ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن عبدالرحمن بن أبي حمّاد ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٥١٧ ، المجلس ٧٨ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إلى قوله : « وكذلك قلبك » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٣٧ ، ح ٣٣١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ١٦٢٤٤ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٤.

(٦) في « ب » : ـ / « الهجرة ».

(٧) في السند تحويل. ويروي المصنّف الخبر بطريقين : أحدهما : الحسين بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع ؛ فقد تقدّمت في الكافي ، ح ٤٤ رواية الحسين بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع عن مفضّل بن عمر. وتأتي في الكافي ، ح ٨٣٦١ رواية الحسين بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع في وصيّته للمفضّل بن عمر والصواب في وصيّة المفضّل بن عمر ، كما ورد في الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ٢١٩٠٥. والطريق الثاني واضح.

٥٣

فِي وَصِيَّةِ الْمُفَضَّلِ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَى الْهِجْرَانِ (١) إِلاَّ اسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ وَاللَّعْنَةَ ، وَرُبَّمَا اسْتَحَقَّ (٢) ذلِكَ كِلَاهُمَا ».

فَقَالَ لَهُ مُعَتِّبٌ : جَعَلَنِيَ اللهُ (٣) فِدَاكَ ، هذَا الظَّالِمُ ، فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ؟

قَالَ : « لِأَنَّهُ لَايَدْعُو أَخَاهُ إِلى صِلَتِهِ ، وَلَايَتَغَامَسُ (٤) لَهُ عَنْ (٥) كَلَامِهِ ، سَمِعْتُ أَبِي عليه‌السلام يَقُولُ : إِذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ ، فَعَازَّ (٦) أَحَدُهُمَا الْآخَرَ ، فَلْيَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلى صَاحِبِهِ حَتّى يَقُولَ لِصَاحِبِهِ : أَيْ أَخِي أَنَا الظَّالِمُ ، حَتّى يَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ حَكَمٌ عَدْلٌ ، يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ». (٧)

٢٧٠٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٨) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

__________________

(١) « الهَجْر » : ضدّ الوَصل ، يعني فيما يكون بين المسلمين من عَتْب ومَوجِدة ، أو تقصير يقع في حقوق العِشرةوالصُّحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٤٥ ( هجر ).

(٢) في « بر ، بف » والوافي : « استوجب ».

(٣) في « ب » والوسائل : « جعلت » بدل « جعلني الله ».

(٤) في « بف » والوافي : « لايتعامس » بالعين المهملة. وفي مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣٥٩ : « ولايتغامس ، في أكثرالنسخ بالغين المعجمة ، والظاهر أنّه بالمهملة كما في بعضها. قال في القاموس : تعامس : تغافل ، وعليّ : تعامى عليّ. ويمكن التكلّف في المهملة بما يرجع إلى ذلك من قولهم : غمسه في الماء ، أي رمسه. والغميس : الليل المظلم والظلمة ، والشي‌ء الذي لم يظهر الناس ولم يعرف بعد ، وكلّ ملتفّ يغتمس فيه أو يستخفي. قال في النهاية : « العمس أن‌ترى أنّك لاتعرف الأمر وأنت به عارف ».

(٥) في « بس » والوسائل : « من ».

(٦) في « د ، بف » وحاشية « بر » : « فعال » ، أي جار ومال عن الحقّ. و « عازّه » : غالبه. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٢٦ ( عزز ).

(٧) الخصال ، ص ١٨٣ ، باب الثلاثة ، ح ٢٥١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف. تحف العقول ، ص ٥١٣ ، ضمن وصيّة المفضّل بن عمر لجماعة الشيعة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٩ ، ح ٣٢٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦١ ، ح ١٦٢٥٣ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٤ ، ح ١.

(٨) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

٥٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاهِجْرَةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ ». (١)

٢٧١٠ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَصْرِمُ (٢) ذَوِي (٣) قَرَابَتِهِ مِمَّنْ لَايَعْرِفُ الْحَقَّ ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَصْرِمَهُ (٤) ». (٥)

٢٧١١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ عَمِّهِ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

كَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا يُلَقَّبُ شَلَقَانَ (٦) ، وَكَانَ قَدْ صَيَّرَهُ فِي نَفَقَتِهِ (٧) ، وَكَانَ سَيِّئَ الْخُلُقِ ، فَهَجَرَهُ (٨) ، فَقَالَ لِي يَوْماً : « يَا مُرَازِمُ‌

__________________

(١) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥٨٠٩ ؛ الخصال ، ص ١٨٣ ، باب الثلاثة ، ح ٢٥٠ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٣٩١ ، المجلس ١٤ ، ح ٨ ، وفيه مع زيادة في آخره ، وفي كلّها بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٠ ، ح ٣٢٧٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٦٢٥١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٢.

(٢) « الصرم » : القطع ، وصرمت أخي وصارمته وتصارمنا ، وبينهما صُرم وصَريمة : قطيعة. راجع : أساس البلاغة ، ص ٢٥٣ ( صرم ).

(٣) في « بف » والوافي : « ذا ».

(٤) في مرآة العقول : « هذا الخبر بالباب الآتي أنسب ، وكأنّه كان مكتوباً على الهامش فاشتبه على‌الكتّاب وكتبوه هاهنا ».

(٥) مسائل عليّ بن جعفر عليه‌السلام ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، وتمام الرواية : « وسألته عن الرجل يصرم أخاه أو ذا قرابته ممّن لايعرف الولاية ، قال : إن لم يكن على طلاق أو عتق فليكلّمه » الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٠ ، ح ٣٢٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦١ ، ح ١٦٢٥٤ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٣.

(٦) في مرآة العقول : « شلقان ، بفتح الشين وسكون اللام لقب لعيسى بن أبي منصور. وقيل : إنّما لقّب بذلك لسوءخلقه ، من الشلق وهو الضرب بالسوط وغيره. وقد روي في مدحه أخبار كثيرة ».

(٧) في الوافي : « قد صيّره في نفقته ، أي جعله قيّماً عليها متصرّفاً فيها ، أو جعله من جملة عياله ».

(٨) قال المحققّ الشعراني : « عبارة الخبر غير مستقيمة لاتفسّر بغير تكلّف ؛ لأنّ القائل إمّا مرازم أو عليّ بن حديد ، فإن كان الأوّل ، كان الواجب أن يقول : هجرني ، لاهجره. وإن كان الثاني ، وجب أن يقول : قال له يوماً : يا مرازم ، لا قال لي. وروي الخبر في رجال أبي عليّ بغير كلمة : لي ».

٥٥

وَ (١) تُكَلِّمُ عِيسى؟ » فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ (٢) : « أَصَبْتَ ، لَاخَيْرَ فِي الْمُهَاجَرَةِ ». (٣)

٢٧١٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ أَبِي عليه‌السلام : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ تَهَاجَرَا ، فَمَكَثَا ثَلَاثاً لَايَصْطَلِحَانِ (٤) إِلاَّ كَانَا خَارِجَيْنِ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَلَمْ يَكُنْ (٥) بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إِلى كَلَامِ أَخِيهِ (٦) ، كَانَ السَّابِقَ إِلَى الْجَنَّةِ يَوْمَ الْحِسَابِ ». (٧)

٢٧١٣ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

__________________

وقيل في حلّه وجوه : قال المازندراني : « والظاهر أنّ الضمير المنصوب في قوله : فهجره راجع إلى مرازم ، وكان مرازم يقوم بكثير من خدمات أبي عبدالله عليه‌السلام ». وعكس المجلسي ، حيث قال : « هجره ، أي هجر مرازم عيسى ، فعبّر عنه ابن حديد هكذا » ثم نقل عن الشهيد بأنّه قال : « ولعلّ الصواب : هجرته ». وقال الفيض : « فهجره ، أي فهجر عيسى‌أباعبدالله عليه‌السلام وخرج من عنده بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام الذين كان مرازم منهم ». واحتمل المازندراني بعيداً على هذا الوجه قراءة نكلّم بصيغة المتكلّم مع الغير ، وصحّفه المجلسي. وأمّا الشعراني ، فإنّه استظهر ما قاله الفيض ، ثمّ قال : « وهذا يستقيم من غير تكلّف. ولايحتاج إلى قراءة تكلّم على صيغة المتكلّم مع الغير ؛ لأنّ الظاهر أنّ شلقان لمّا هجر الإمام وخرج من داره أبغضه خدّامه عليه‌السلام وكانوا في معرض الهجر ، فنبهّهم الإمام على أن يعفو عن سوء خلقه ولايهاجروه ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٨٩ و ٤٠٥ ؛ الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣٦١.

(١) في « ص ، بر ، بف » والوافي : ـ / « و ». وفي مرآة العقول : « وتكلّم ، في بعض النسخ بدون العاطف. وعلى تقديره فهو عطف على مقدّر ، أي تواصل وتكلّم ونحو هذا. وهو استفهام على التقديرين على‌التقرير ، ويحتمل الأمر على بعض الوجوه ». (٢) في « بر » والوافي والبحار : « قال ».

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢٠ ، ح ٣٢٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦١ ، ح ١٦٢٥٢ ، وتمام الرواية فيه : « لاخير في المهاجرة » ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٤.

(٤) في « ج » : « لايصلحان ». وفي مرآة العقول : « كأنّ الاستثناء من مقدّر ، أي لم يفعلا ذلك إلاّكانا خارجين ، وهذاالنوع من الاستثناء شائع في الأخبار. ويحتمل أن يكون « إلاّ » هنا زائدة ».

(٥) في الوافي : « ولم تكن ». (٦) في الوافي : « صاحبه ».

(٧) مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، ح ١ ، عن داود بن كثير. الأمالي للطوسي ، ص ٣٩١ ، المجلس ١٤ ، ح ٨ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمام الرواية فيه : « لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام ، والسابق يسبق إلى الجنّة » الوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٩ ، ح ٣٢٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٦٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٦ ، ح ٥.

٥٦

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُغْرِي (١) بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَمْ يَرْجِعْ أَحَدُهُمْ (٢) عَنْ دِينِهِ (٣) ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ اسْتَلْقى عَلى قَفَاهُ وَتَمَدَّدَ (٤) ، ثُمَّ قَالَ : فُزْتُ ؛ فَرَحِمَ اللهُ امْرَأً أَلَّفَ بَيْنَ وَلِيَّيْنِ لَنَا ، يَا مَعْشَرَ (٥) الْمُؤْمِنِينَ ، تَأَلَّفُوا وَتَعَاطَفُوا ». (٦)

٢٧١٤ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْفُوظٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ إِبْلِيسُ (٨) فَرِحاً مَا اهْتَجَرَ (٩) الْمُسْلِمَانِ ؛ فَإِذَا الْتَقَيَا اصْطَكَّتْ (١٠) رُكْبَتَاهُ ، وَتَخَلَّعَتْ أَوْصَالُهُ (١١) ، وَنَادى : يَا وَيْلَهُ ، مَا لَقِيَ مِنَ الثُّبُورُ (١٢) ». (١٣)

__________________

(١) أغريت بين القوم : مثل أفسدتُ وَزناً ومعنىً. المصباح المنير ، ص ٤٤٦ ( غرى ).

(٢) في « بر » : « أحدهما ». بناءً على‌تثنية « المؤمنين ».

(٣) في « بف » : « ذنبه ».

(٤) في « بف » : « مدّ يده ». والتمدّد : الاستراحة وإظهار الفراغ من العمل والراحة.

(٥) في « د » والوافي : « معاشر ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢١ ، ح ٣٢٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٦ ، ح ١٦١٢٢ ، من قوله : « فرحم الله امرأً ألّف » ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٧ ، ح ٦.

(٧) هكذا في « بف » وحاشية « د » والوسائل. وفي « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس » والمطبوع والبحار : « سعيد ». والصواب ما أثبتناه ، كما أنّ الصواب في عنوان محمّد بن مسلم المذكور بعده هو محمّد بن سالم ، وتقدّم تفصيل الكلام في الكافي ، ذيل ح ١٦٤٢ و ٢١٢٧ ؛ فراجع.

(٨) في الوسائل : « الشيطان ».

(٩) في « بر » وحاشية « د » والوافي : « تهاجر ». وفي « بف » : « تهاجرا ».

(١٠) « الاصطكاك » : افتعال من الصَّكّ. قلبت التاء طاءً ؛ لأجل الصاد. والصَّكّ : ضرب الشي‌ء بالشي‌ء شديداً. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣ ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٠٠٠ ( صكك ).

(١١) في حاشية « د » : « مفاصله ». و « تخلّعت أوصاله » ، أي تفكّكت ؛ من الخلع ، وهو زوال في المفاصل من غير بينونة. يقال : أصابه خَلَع في يده ورجله. و « الأوصال » : الأعضاء. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٤ ( وصل ). وراجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥١٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٩ ( خلع ).

(١٢)« الثبور » : الهلاك. وقد ثَبَر يثبُر ثبوراً. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ( ثبر ).

(١٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٢١ ، ح ٣٢٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ١٦٢٥٦ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٨٧ ، ح ٧.

٥٧

١٤٢ ـ بَابُ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ‌

٢٧١٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي حَدِيثٍ : أَلَا إِنَّ (١) فِي التَّبَاغُضِ الْحَالِقَةَ (٢) ، لَاأَعْنِي حَالِقَةَ الشَّعْرِ ، وَلكِنْ حَالِقَةَ الدِّينِ ». (٣)

٢٧١٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اتَّقُوا الْحَالِقَةَ ؛ فَإِنَّهَا تُمِيتُ الرِّجَالَ » قُلْتُ : وَمَا الْحَالِقَةُ؟ قَالَ : « قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ». (٤)

٢٧١٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ إِخْوَتِي وَبَنِي عَمِّي قَدْ ضَيَّقُوا عَلَيَّ الدَّارَ ،

__________________

(١) في « ز ، ص » والوافي : « وإنّ ».

(٢) « الحالقة » : الخَصلَة التي من شأنها أن تحلِق ، أي تُهلِك وتستأصل الدِّين ، كما يستأصل الموسى الشَعْرَ. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ( حلق ).

(٣) الزهد ، ص ٧٥ ، ح ٣٠ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ، ضمن الحديث الطويل ٥٤٣٣ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ضمن الحديث الطويل ١٤ ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص ٩٢٤ ، ضمن الحديث الطويل ٦٩ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، والموجود فيها قطعة منه ، وهي : « إنّ البغضة حالقة الدين ». راجع : نهج البلاغة ، ص ١١٦ ، الخطبة ٨٦ ؛ وتحف العقول ، ص ١٥٢ الوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٥ ، ح ٣٢٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٦١٩٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٣٢ ، ح ١٠١.

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٥ ، ح ٣٢٦٧ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٤٩٣ ، ح ٢٧٦٧٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٣٣ ، ح ١٠٢.

٥٨

وَأَلْجَأُونِي مِنْهَا إِلى بَيْتٍ ، وَلَوْ تَكَلَّمْتُ أَخَذْتُ (١) مَا فِي أَيْدِيهِمْ؟ قَالَ : فَقَالَ لِيَ : « اصْبِرْ ؛ فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً (٢) ».

قَالَ : فَانْصَرَفْتُ ، وَوَقَعَ الْوَبَاءُ فِي سَنَةِ (٣) إِحْدى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ (٤) ، فَمَاتُوا ـ وَاللهِ ـ كُلُّهُمْ ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ (٥) : « مَا حَالُ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ » قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٦) : قَدْ مَاتُوا ـ وَاللهِ (٧) ـ كُلُّهُمْ ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، فَقَالَ : « هُوَ بِمَا (٨) صَنَعُوا بِكَ ؛ وَبِعُقُوقِهِمْ (٩) إِيَّاكَ وَقَطْعِ رَحِمِهِمْ بُتِرُوا (١٠) ، أَتُحِبُّ أَنَّهُمْ بَقُوا ، وَأَنَّهُمْ (١١) ضَيَّقُوا عَلَيْكَ؟ » قَالَ : قُلْتُ : إِي وَاللهِ. (١٢)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣٦٥ : « عليّ الدار ، أي الدار التي ورثناها من جدّنا. « ولو تكلّمت أخذت » يمكن‌أن يقرأ على صيغة المتكلّم ، أي لو نازعتهم وتكلّمت معهم يمكنني أن آخذ منهم ، أفعل ذلك أم أتركهم؟ أو يقرأ على الخطاب ، أي لو تكلّمت أنت معهم يعطوني ، فلم ير عليه‌السلام المصلحة في ذلك. أو الأوّل على‌الخطاب ، والثاني على‌المتكلّم. والأوّل أظهر ».

(٢) في « بس » : « فرحاً » بالحاء المهملة.

(٣) في مرآة العقول : ـ / « سنة ».

(٤) في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : ـ / « ومائة ». وعلى هذه النسخ المراد ذلك ، وأسقط الراوي « المائة » للظهور.

(٥) في « ب » : + / « لي ». وفي الوسائل : + / « له ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص » والوافي والبحار : ـ / « له ».

(٧) في « ب » : ـ / « والله ».

(٨) في حاشية « بر » والوافي : « ممّا ». وفي « ب » : « قد صنعوا ».

(٩) في الوافي : « ولعقوقهم ».

(١٠) في « ب » : « تبرّوا ». وفي « د ، بس » : « تبروا » بالتخفيف ، أي اهلكوا. و « بتروا » أيضاً بمعناه. وفي مرآة العقول : « هو ـ أي بتروا ـ في بعض النسخ بتقديم الموحّدة على المثنّاة الفوقانيّة ، وفي بعضها بالعكس. فعلى الأوّل إمّا على‌بناء المعلوم من المجرّد من باب علم ، أو المجهول من باب نصر وعلى‌الثاني على‌المجهول من باب ضرب ، أو التفعليل ».

(١١) في « د » : « وهم ». وفي مرآة العقول : « الواو إمّا للحال والهمزة مكسورة ، أو للعطف والهمزة مفتوحة ».

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٦ ، ح ٣٢٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٤٩٣ ، ح ٢٧٦٧٥ ، من قوله : « قال : ما حال أهل بيتك » إلى قوله : « وقطع رحمهم بتروا » ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٣٣ ، ح ١٠٣.

٥٩

٢٧١٨ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ (١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : ثَلَاثُ خِصَالٍ (٢) لَايَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ أَبَداً حَتّى يَرى وَبَالَهُنَّ (٣) : الْبَغْيُ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ ؛ يُبَارِزُ (٤) اللهَ بِهَا ، وَإِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ (٥) ثَوَاباً لَصِلَةُ (٦) الرَّحِمِ ، وَإِنَّ الْقَوْمَ لَيَكُونُونَ (٧) فُجَّاراً ، فَيَتَوَاصَلُونَ ، فَتَنْمِي (٨) أَمْوَالُهُمْ وَيُثْرُونَ (٩) ، وَإِنَّ الْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ لَتَذَرَانِ (١٠) الدِّيَارَ بَلَاقِعَ (١١) مِنْ أَهْلِهَا ، وَتَنْقُلُ (١٢) الرَّحِمَ ،

__________________

(١) في « ج » وحاشية « بر » : + / « بن محمّد ». وفي البحار : « محمّد بن أحمد ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من محمّد بن‌أحمد في مشايخ محمّد بن يحيى ، هو محمّد بن أحمد بن يحيى ، ولم يعهد في شي‌ء من الأسناد روايته عن الحسن بن محبوب مباشرةً.

(٢) في الوسائل : « ثلاثة » بدل « ثلاث خصال ».

(٣) « الوبال » : من وَبُل المرتَع وَبالاً ووَبالةً ، بمعنى وَخُم. ولمّا كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شرٍّ ، قيل في سوءالعاقبة : وَبال. والعمل السيّئ وبال على صاحبه. المصباح المنير ، ص ٦٤٦ ( وبل ).

(٤) في مرآة العقول : « وقد يقرأ : يُبارَز ، على‌بناء المجهول ورفع الجلالة ».

(٥) في الوافي : « الطاعات ».

(٦) في « بف » : « فَصِلَة ».

(٧) في « ب » : « ليكون ».

(٨) في « ز ، بر » والوافي : « فتنمو ». وفي مرآة العقول : « فتنمي ، على بناء الإفعال ، أو كيمشي ... وعلى الإفعال الضمير للصلة و « يثرون » أيضاً يحتمل الإفعال والمجرّد ، كيرضون أو يدعون. ويحتمل بناء المفعول ».

(٩) من الثروة وهي كثرة المال. وفي « د ، بر » : « يَثرون ». وفي الخصال : « ويبرّون ، فتزاد أعمارهم » بدل « يثرون ».

(١٠) في الأمالي للمفيد : « تدع ». وذرته أذَرُه وَذراً : تركته. قالوا : وأماتت العرب ماضيَه ومصدرَه ، فإذا اريد الماضي قيل : ترك. وربّما استعمل الماضي على قلّة ، ولا يستعمل منه اسم فاعل. المصباح المنير ، ص ٦٥٤ ( وذر ).

(١١) « البلاقع » : جمع بَلْقَع وبَلقَعَة. وهي الأرض القفر التي لاشي‌ء بها. يريد أنّ الحالِف بها والقاطع لرحمه يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق. وقيل : هو أن يفرّق الله شمله ويغيّر عليه ما أولاه من نِعَمه. النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٣ ( بلقع ).

(١٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس » : « وينقل ». وفي مرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ تنقل ، على بناء المفعول ، فالواوللحال ». وفي الخصال ومعاني الأخبار : « تثقلان ».

٦٠