الكافي - ج ٤

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٤

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٨

٢٨٦٩ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ (٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « إِنَّ الْمُنَافِقَ يَنْهى وَلَايَنْتَهِي ، وَيَأْمُرُ بِمَا لَايَأْتِي (٣) ، وَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اعْتَرَضَ » ـ قُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَمَا الِاعْتِرَاضُ؟ قَالَ : « الِالْتِفَاتُ ـ وَإِذَا (٤) رَكَعَ رَبَضَ (٥) ؛ يُمْسِي وَهَمُّهُ الْعَشَاءُ وَهُوَ مُفْطِرٌ ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ النَّوْمُ وَلَمْ يَسْهَرْ ؛ إِنْ حَدَّثَكَ كَذَبَكَ (٦) ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ ، وَإِنْ غِبْتَ‌

__________________

(١) هكذا في « بر ، بف ، جر ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، بس » والمطبوع والوسائل : ـ / « عن معلّى بن محمّد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّه مضافاً إلى عدم ثبوت رواية الحسين بن محمّد ـ بعناوينه المختلفة ـ عن محمّد بن جمهور ، فقد توسّط معلّى بن محمّد بين الحسين بن محمّد وبين محمّد بن جمهور في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٦٦.

(٢) لم نجد في ما تتبّعنا من الأسناد اجتماع الهيثم بن واقد مع محمّد بن سليمان وابن مسكان ـ ولا مع أحدهمامنفرداً ـ في غير سند هذا الخبر. وقد روى عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن مسكان مباشرة في كامل الزيارات ، ص ٨٢ ، ح ٧ ؛ وص ١٣٤ ، ح ٨ ؛ وص ١٤٥ ، ح ٥ ؛ وص ١٥٤ ، ح ٨ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٥٣٢ ، ح ١. فلايبعد وقوع خللٍ في السند.

وأمّا احتمال كون الصواب في « محمّد بن سليمان » هو « محمّد بن سنان » لكثرة روايته عن ابن مسكان وعدم رواية محمّد بن سليمان عنه ؛ فإنّه مضافاً إلى ما مرّ من رواية الأصمّ عن ابن مسكان مباشرة ، لاتساعده الطبقة ؛ فإنّ الراوي لكتاب الهيثم بن واقد هو محمّد بن سنان ، كما في رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧١.

ثمّ إنّ الخبر أورده الشيخ الحرّ في الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٠٦٩٤ ، نقلاً من المصنّف وفيه : « الهيثم بن واقد ، عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد بن سليمان ، عن ابن مسكان » ، والظاهر أنّ اجتماع محمّد بن مسلم ومحمّد بن سليمان في نقل الوسائل ، من باب اجتماع النسخة وبدلها ، فافهم. والحاصل أنّ سندنا هذا بظاهره مختلّ ولم نحصل لحلّه على جواب واضح.

(٣) في شرح المازندراني : + / « به ».

(٤) في « د ، ص ، بر » : « فإذا ».

(٥) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ١٧١ : « في المصباح : الرَّبض ـ بفتحتين ـ والمَربض ـ مثال مجلس ـ للغنم : مأواها ليلاً. ورَبَضَت الدابّة رَبضاً ـ من باب ضرب ـ ورُبوضاً. وهو مثل بروك الإبل. وأقول : هنا إمّا كناية عن إدلاء رأسه وعدم استواء ظهره ، أو عن أنّه يسقط نفسه على الأرض قبل أن يرفع رأسه من الركوع ، كإسقاط الغنم نفسه عند ربوضه ».

(٦) في « ج » : « كذب ».

١٦١

اغْتَابَكَ ، وَإِنْ وَعَدَكَ أَخْلَفَكَ ». (١)

٢٨٧٠ / ٤. عَنْهُ (٢) ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَحْرٍ رَفَعَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، وَزَادَ فِيهِ :

« إِذَا (٣) رَكَعَ رَبَضَ ، وَإِذَا سَجَدَ نَقَرَ (٤) ، وَإِذَا جَلَسَ شَغَرَ (٥) ». (٦)

٢٨٧١ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ جِذْعِ النَّخْلِ (٧) ، أَرَادَ صَاحِبُهُ (٨) أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ فِي بَعْضِ بِنَائِهِ (٩) ، فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي أَرَادَ ، فَحَوَّلَهُ فِي (١٠) مَوْضِعٍ آخَرَ ، فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ (١١) ، فَكَانَ (١٢) آخِرُ (١٣) ذلِكَ أَنْ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ ». (١٤)

__________________

(١) الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٣ ، المجلس ٧٤ ، ذيل ح ١٢ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي. تحف العقول ، ص ٢٨٠ ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، إلى قوله : « وهمّه النوم ولم يسهر » مع زيادة في آخره ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ١٨٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٠٦٩٤.

(٢) الضمير راجع إلى معلّى بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٣) في الوسائل : « وإذا ». وفي شرح المازندراني : « قوله : وزاد فيه : إذا ركع ربض ؛ ليس هذا من الزيادة وإنّما ذكره تمهيداً لبيان الزيادة والارتباط ».

(٤) يريد تخفيف السجود وأنّه لا يمكث فيه إلاّقدرَ وضع الطائر منقاره فيما يريد أكله. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ( نقر ).

(٥) في مرآة العقول : « في بعض النسخ : شفر ، بالفاء. وقيل : هو من التشفير بمعنى النقص. في القاموس : شفر كفرح : نقص. والأوّل أظهر ». وقوله : « شغر » ، أي رفع رِجْليه ، فلا يجلس مطمئنّاً. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٣٥١ ( شغر ).

(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ١٨٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٠٦٩٥.

(٧) في « ب ، ج ، ص ، بس » : ـ / « النخل ». وفي « ز » : « النخلة ».

(٨) في شرح المازندراني : ـ / « صاحبه ».

(٩) في « بس » : « بنيانه ».

(١٠) في « ص » : « إلى » ، وهو الأنسب.

(١١) في « ج ، د ، ص ، بس ، بف » : ـ / « له ».

(١٢) في « بر » : « وكان ».

(١٣) يجوز نصب « آخر » على الخبريّة.

(١٤) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٨٧٨.

١٦٢

٢٨٧٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا زَادَ خُشُوعُ الْجَسَدِ عَلى مَا فِي الْقَلْبِ ، فَهُوَ عِنْدَنَا (١) نِفَاقٌ ». (٢)

١٦٩ ـ بَابُ الشِّرْكِ‌

٢٨٧٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ أَدْنى مَا يَكُونُ الْعَبْدُ بِهِ (٣) مُشْرِكاً ، قَالَ (٤) : فَقَالَ : « مَنْ قَالَ لِلنَّوَاةِ : إِنَّهَا حَصَاةٌ ، وَلِلْحَصَاةِ : إِنَّهَا (٥) نَوَاةٌ ثُمَّ دَانَ بِهِ (٦) ». (٧)

٢٨٧٤ / ٢. عَنْهُ (٨) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، قَالَ :

__________________

(١) في الجعفريّات : « خشوع » بدل « عندنا ».

(٢) الجعفريّات ، ص ١٦٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٨٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٦ ، ح ١٤٤.

(٣) في « ز ، ص ، بر » : « به العبد ».

(٤) في الوافي : ـ / « قال ».

(٥) في « بر ، بف » : « هي ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ١٧٤ : « قال الشيخ البهائي : لعلّ مراده عليه‌السلام : من اعتقد شيئاً من الدين ولم يكن كذلك في الواقع ، فهو أدنى الشرك ، ولو كان مثل اعتقاد أنّ النواة حصاة وأنّ الحصاة نواة ، ثمّ دان به ». ولم نعثر عليه في كتب الشيخ.

(٧) معاني الأخبار ، ص ٣٩٣ ، ح ٤٤ ، بسنده عن بريد العجلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ذيل ح ٦٣ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ، ح ١٨١٥.

(٨) الضمير راجع إلى يونس المذكور في السند السابق ؛ فقد توسّط يونس ـ وهو ابن عبدالرحمن ـ بين محمّد بن عيسى وبين [ عبدالله ] بن مسكان في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ؛ وص ٣٠٥ ـ ٣٠٦ وص ٣٢٥.

١٦٣

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْإِنْسَانُ (١) مُشْرِكاً ، قَالَ (٢) : فَقَالَ : « مَنِ ابْتَدَعَ رَأْياً ، فَأَحَبَّ عَلَيْهِ (٣) ، أَوْ أَبْغَضَ (٤) عَلَيْهِ (٥) ». (٦)

٢٨٧٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ (٧) إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) (٨) قَالَ : « يُطِيعُ الشَّيْطَانَ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُ ، فَيُشْرِكُ (٩) ». (١٠)

٢٨٧٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قَالَ : « شِرْكُ طَاعَةٍ ، وَ (١١) لَيْسَ شِرْكَ (١٢) عِبَادَةٍ ».

وَعَنْ (١٣) قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) (١٤) قَالَ : « إِنَّ الْآيَةَ‌

__________________

(١) في « ص » والوافي : « العبد ».

(٢) في الوافي : ـ / « قال ».

(٣) في حاشية « ص » : « إليه ».

(٤) في مرآة العقول : « وأبغض ». ثمّ قال : « أي من خالفه ».

(٥) في « د ، ص ، بس ، بف » وتفسير العيّاشي : ـ / « عليه ».

(٦) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٠ ، عن أبي العبّاس الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٨١٦.

(٧) في السند تحويل بعطف « إسحاق بن عمّار » على « سماعة ، عن أبي بصير » ، عَطْفَ طبقة على طبقتين ؛ فقد تكرّرت رواية يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمّار في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٣٤ ـ ٤٣٥.

(٨) يوسف (١٢) : ١٠٦.

(٩) في الوافي : « وذلك مثل اتباع البدع والاستبداد بالرأي في الامور الشرعيّة وسوء الفهم لها ونحوذلك إذا لم يتعمّد المعصية ، فإنّ ذلك كلّه إطاعة للشيطان من حيث لايعلم ، وهو شرك طاعة ، ليس بشرك عبادة ؛ لأنّه تعالى نسبهم إلى الإيمان ؛ ولهذا قيّدناه بعدم التعمّد ، فإنّه مع التعمّد كفر وخروج عن الإيمان وشرك عبادة. وبهذا يحصل التوفيق بين أخبار هذا الباب المختلف ظواهرها ».

(١٠) الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٣ ، ح ١٨٠٣.

(١١) في « بس » : ـ / « و ».

(١٢) في « بر ، بف » وحاشية « د » والوافي : « بشرك ».

(١٣) في « ز » : « في ».

(١٤) الحجّ (٢٢) : ١١. وفي « د » والوافي : + / « الآية ».

١٦٤

تَنْزِلُ (١) فِي الرَّجُلِ ، ثُمَّ تَكُونُ (٢) فِي أَتْبَاعِهِ ».

ثُمَّ (٣) قُلْتُ : كُلُّ مَنْ نَصَبَ دُونَكُمْ شَيْئاً ، فَهُوَ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ، وَقَدْ يَكُونُ مَحْضاً (٤) ». (٥)

٢٨٧٧ / ٥. يُونُسُ (٦) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ ، عَنْ عَمِيرَةَ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ (٨) : « أُمِرَ النَّاسُ بِمَعْرِفَتِنَا وَالرَّدِّ إِلَيْنَا وَالتَّسْلِيمِ لَنَا » ثُمَّ قَالَ : « وَإِنْ صَامُوا وَصَلَّوْا وَشَهِدُوا أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَجَعَلُوا فِي أَنْفُسِهِمْ أَنْ لَايَرُدُّوا إِلَيْنَا ، كَانُوا بِذلِكَ مُشْرِكِينَ (٩) ». (١٠)

٢٨٧٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ (١١) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، بر » : « ينزل ».

(٢) في « ج ، ص » ومرآة العقول : « يكون ».

(٣) في الوسائل : « قال » بدل « ثمّ ».

(٤) في حاشية « ج » : « نزولها مختصّاً برجل » بدل « محضاً ». وفي الوافي : « مختصّاً ، يعني إنّ الآية قد يكون نزولها مختصّاً برجل ويكون حكمها عامّاً لكلّ من فعل ما فعله ذلك الرجل ، وقد يكون حكمها أيضاً مختصّاً بمن نزلت فيه. وربّما يوجد في النسخ : محضاً ... فإمّا أن يكون المراد بالمحوضة الاختصاص ، أو هو غلط من النسّاخ ». وقال في مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ١٧٧ : « وقد يكون محضاً ، أي مشركاً محضاً ... ويحتمل أن يكون تتمّة كلامه سابقاً ، أي وقد يكون في الرجل محضاً ولايكون في أتباعه. وفي بعض النسخ : وقد يكون مختصّاً ، فهو صريح في المعنى الأخير ». و « المَحْض » : الخالص الذي لم يخالطه غيره. المصباح المنير ، ص ٥٦٥ ( محض ).

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٣ ، ح ١٨٠٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٣٣٨٨.

(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن يونس ، عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى.

(٧) في « بس » : « عمير ».

(٨) في الوسائل : ـ / « سمعته يقول ».

(٩) في « ز » : « من المشركين ».

(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٥٢٥ ، ح ٣٢ ، بسند آخر ، إلى قوله : « والتسليم لنا » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ، ح ١٨٠٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٨ ، ح ٣٣٢٢١.

(١١) تقدّم الخبر في الكافي ، ح ١٠١٩ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبدالله الكاهلي. واستظهرنا هناك زيادة « عن حمّاد بن عثمان » في السند ؛ فلاحظ.

١٦٥

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ، وَآتَوُا الزَّكَاةَ ، وَحَجُّوا الْبَيْتَ ، وَصَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ، ثُمَّ قَالُوا لِشَيْ‌ءٍ صَنَعَهُ اللهُ أَوْ صَنَعَهُ النَّبِيُّ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَلاَّ صَنَعَ خِلَافَ (٢) الَّذِي صَنَعَ ، أَوْ وَجَدُوا ذلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ ، لَكَانُوا بِذلِكَ مُشْرِكِينَ ».

ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٣) ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَعَلَيْكُمْ بِالتَّسْلِيمِ ». (٤)

٢٨٧٩ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٥) : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (٦) فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، مَا دَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ (٧) ، وَلَوْ دَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ لَمَا (٨) أَجَابُوهُمْ (٩) ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَعَبَدُوهُمْ (١٠) مِنْ‌

__________________

(١) في « بر » : « رسول الله ».

(٢) في « بر » والوافي : « بخلاف ».

(٣) النساء (٤) : ٦٥.

(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب التسليم وفضل المسلمين ، ح ١٠١٩ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد عن عثمان ، عن عبدالله الكاهلي ؛ المحاسن ، ص ٢٧١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٦٥ ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبدالله الكاهلي ؛ بصائر الدرجات ، ص ٥٢٠ ، ح ٣ ، بسنده عن الكاهلي. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٨٤ ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٥٢١ ، ح ٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ، ح ١٨٠٦.

(٥) وفي الكافي ، ح ١٥٨ : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قلت له » بدل « قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام ، عن قول الله عزّوجلّ ».

(٦) التوبة (٩) : ٣١.

(٧) في الكافي ، ح ١٥٨ : ـ / « إلى عبادة أنفسهم ».

(٨) في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والكافي ، ح ١٥٨ والمحاسن وتفسير العيّاشي : « ما ».

(٩) في « ب » وحاشية « بر » : « أجابوا ».

(١٠) في « ج » : « عبدوهم ». وفي تفسير العيّاشي : « فكانوا يعبدونهم » بدل « فعبدوهم ».

١٦٦

حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ ». (١)

٢٨٨٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ؛ وَ (٢) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَطَاعَ رَجُلاً فِي مَعْصِيَةٍ (٣) فَقَدْ عَبَدَهُ ». (٤)

١٧٠ ـ بَابُ الشَّكِّ‌

٢٨٨١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ عليه‌السلام أُخْبِرُهُ أَنِّي شَاكٌّ ، وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) (٥) وَأَنِّي (٦) أُحِبُّ أَنْ تُرِيَنِي شَيْئاً.

فَكَتَبَ عليه‌السلام إلَيْهِ (٧) : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُؤْمِناً ، وَأَحَبَّ أَنْ يَزْدَادَ إِيمَاناً ، وَأَنْتَ شَاكٌّ (٨) ، وَالشَّاكُّ لَاخَيْرَ فِيهِ ».

وَكَتَبَ عليه‌السلام : « إِنَّمَا الشَّكُّ مَا لَمْ يَأْتِ الْيَقِينُ (٩) ، فَإِذَا جَاءَ الْيَقِينُ لَمْ يَجُزِ الشَّكُّ ».

__________________

(١) الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب التقليد ، ح ١٥٨ ؛ المحاسن ، ص ٢٤٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٨٤٨. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ٤٨ ، عن أبي بصير ، من قوله : « ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم » الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ، ح ١٨٠٧.

(٢) في السند تحويل ، بعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ».

(٣) في « ب ، ج ، ص ، بس ، بف » : « معصيته ».

(٤) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٥٥ ، ذيل الحديث ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٦ ، ح ١٨٠٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٧ ، ح ٣٣٣٨٩.

(٥) البقرة (٢) : ٢٦٠.

(٦) في « ب ، ص » وحاشية « بر » : « فإنّي ».

(٧) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ / « إليه ».

(٨) في « ج » : « الشاكّ ».

(٩) في « ز » : « باليقين ».

١٦٧

وَكَتَبَ (١) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) (٢) » قَالَ : « نَزَلَتْ فِي الشَّاكِّ (٣) ». (٤)

٢٨٨٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (٥) الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : « لَا تَرْتَابُوا (٦) فَتَشُكُّوا ، وَلَاتَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ». (٧)

٢٨٨٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جَالِساً عَنْ يَسَارِهِ ، وَزُرَارَةُ عَنْ يَمِينِهِ ، فَدَخَلَ (٩) عَلَيْهِ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ (١٠) ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ شَكَّ فِي اللهِ؟ فَقَالَ : « كَافِرٌ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ » قَالَ : فَشَكَّ (١١) فِي رَسُولِ اللهِ؟ فَقَالَ : « كَافِرٌ ».

__________________

(١) في الوافي : ـ / « كتب ».

(٢) الأعراف (٧) : ١٠٢.

(٣) في « ج ، د ، ز ، ص » وحاشية « بر » والوافي : « الشكّاك ».

(٤) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٣ ، ح ٦٠ ، عن الحسين بن الحكم الواسطي ، من قوله : « إنّما الشكّ ما لم يأت اليقين » والرواية هكذا : « كتبت إلى بعض الصالحين أشكو الشكّ ، فقال : إنّما الشكّ ... ». فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، من قوله : « إنّ الله عزّوجلّ يقول : « وَمَا وَجَدْنَا » » ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ١٨٦١ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ٦٢ ، ح ٨ ، إلى قوله : « والشاكّ لاخير فيه ».

(٥) لاحظ ما قدّمناه في الكافي ، ح ٢٧٠٣.

(٦) في الوافي : « كان الارتياب مبدأ الشكّ ».

(٧) الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، صدر ح ٣٨ ، بسنده عن أبي إسحاق الخراساني. الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، ضمن ح ١١٦ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ١٤٩ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ١٨٦٢.

(٨) هكذا في « بس ، بف ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، بر » والمطبوع : « الخزّاز ». وفي الوسائل : ـ / « الخرّاز ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥ ، فراجع.

(٩) في « بر » والوافي : « إذ دخل ».

(١٠) في « بر » والوافي : + / « عليك السلام ».

(١١) في « ز » : « الشكّ ».

١٦٨

قَالَ (١) : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى زُرَارَةَ ، فَقَالَ : « إِنَّمَا يَكْفُرُ إِذَا جَحَدَ (٢) ». (٣)

٢٨٨٤ / ٤. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ) (٥) قَالَ : « بِشَكٍّ ». (٦)

٢٨٨٥ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ (٧) الشَّكَّ وَالْمَعْصِيَةَ فِي النَّارِ ؛ لَيْسَا مِنَّا ، وَلَاإِلَيْنَا ». (٨)

٢٨٨٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ شَكَّ فِي اللهِ بَعْدَ (٩) مَوْلِدِهِ عَلَى الْفِطْرَةِ (١٠) ، لَمْ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل : ـ / « قال ».

(٢) « الجحود » : الإنكار مع العلم. يقال : جحده حقّه وبحقّه جَحْداً وجُحُوداً. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ( جحد ).

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر ، ح ٢٨٥٣ ؛ والمحاسن ، ص ٨٩ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٣٣ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما هكذا : « من شكّ في الله وفي رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو كافر » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٨٧٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٦٥ ، ح ٣٤٩٥٩.

(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٥) الأنعام (٦) : ٨٢.

(٦) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ، ح ٤٨ ، عن أبي بصير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٦٣ ؛ البحار ج ٦٩ ، ص ١٥٤ ، ح ١١.

(٧) في الفقيه : + / « صاحب ».

(٨) قرب الإسناد ، ص ٣٤ ، ح ١١٢ ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام مع زيادة في آخره. وفي المحاسن ، ص ٢٤٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥٩ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ٤٩٥٩ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٦٤.

(٩) في « ز ، ص » : « بغير ».

(١٠) « الفِطرة » : التي طُبعت عليها الخليقة من الدين ، فطرهم الله على معرفتهم بربوبيّته. ترتيب كتاب العين ،

١٦٩

يَفِئْ (١) إِلى خَيْرٍ أَبَداً ». (٢)

٢٨٨٧ / ٧. عَنْهُ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ :

إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْفَعُ مَعَ الشَّكِّ وَالْجُحُودِ عَمَلٌ ». (٤)

٢٨٨٨ / ٨. وَفِي (٥) وَصِيَّةِ (٦) الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ شَكَّ أَوْ ظَنَّ فَأَقَامَ عَلى أَحَدِهِمَا ، أَحْبَطَ اللهُ (٧) عَمَلَهُ ؛ إِنَّ حُجَّةَ اللهِ هِيَ الْحُجَّةُ الْوَاضِحَةُ ». (٨)

٢٨٨٩ / ٩. عَنْهُ (٩) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ (١٠) ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

__________________

ج ٣ ، ص ١٤٠٤ ( فطر ).

(١) في « ب ، ج ، د ، ص » والوافي : « لم يف » بتخفيف الهمزة وبقلبها ياءً والحذف بالجزم ، كما احتمله في مرآة العقول ، وقال : « وظاهره عدم قبول توبة المرتدّ الفطري كما هو المشهور ». وفاء يفي‌ء فيئاً : رجع. وأفاءَه غيره : رجعه. الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٣ ( فيأ ).

(٢) راجع : فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٦٦.

(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبدالله المذكور في السند السابق.

(٤) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٨٦٧.

(٥) روى المصنّف في الكافي ، ح ٢٧٠٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه ، قال في وصيّة المفضّل. فلايبعد أن يكون « وفي وصيّة المفضّل » ـ في ما نحن فيه ـ من كلام أحمد بن أبي عبدالله. ويؤيّد ذلك ورود نظيره في المحاسن ، ص ٢٢٨ ، ح ١٦٢ ، فلاحظ.

(٦) في « بر » : « رواية ».

(٧) في الوسائل : « فقد حبط » بدل « أحبط الله ». و « أحبط الله عمله » : أبطله. يقال : حَبِطَ عمله يَحْبَط ، وأحبطه‌غيرُه. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣١ ( حبط ).

(٨) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، وتمام الرواية فيه : « من شكّ أو ظنّ فأقام على أحدهما أحبط عمله » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٨٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٤٠ ، ح ٣٣١٥٨ ؛ وص ١٥٦ ، ح ٣٣٤٧٠.

(٩) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبدالله المذكور في سند ح ٦.

(١٠) ورد الخبر ـ مع اختلاف يسير ـ في الأمالي ، ص ٢ ، المجلس ١ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن يحيى أخي مغلّس ، عن العلاء بن رزين. ومحمّد بن يحيى هذا ، هو محمّد بن يحيى الخثعمي ، كما في رجال

١٧٠

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ (١) : إِنَّا لَنَرَى الرَّجُلَ لَهُ عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ وَخُشُوعٌ وَلَا يَقُولُ بِالْحَقِّ ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذلِكَ شَيْئاً؟

فَقَالَ : « يَا مُحَمَّدُ (٢) ، إِنَّمَا (٣) مَثَلُ أَهْلِ الْبَيْتِ (٤) عليهم‌السلام مَثَلُ أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَ لَايَجْتَهِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلاَّ دَعَا فَأُجِيبَ ؛ وَإِنَّ (٥) رَجُلاً مِنْهُمُ اجْتَهَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ دَعَا ، فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ ، فَأَتى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‌السلام يَشْكُو إِلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ ، وَيَسْأَلُهُ (٦) الدُّعَاءَ (٧) ».

قَالَ (٨) : « فَتَطَهَّرَ عِيسى وَصَلَّى (٩) ، ثُمَّ (١٠) دَعَا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : يَا عِيسى ، إِنَّ عَبْدِي أَتَانِي مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي أُوتى مِنْهُ ، إِنَّهُ دَعَانِي وَفِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنْكَ ، فَلَوْ (١١) دَعَانِي حَتّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ ، وَتَنْتَثِرَ (١٢) أَنَامِلُهُ ، مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ ».

__________________

النجاشي ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٣.

والظاهر زيادة « عن محمّد ين يحيى أخي مغلّس » في سند الأمالي ؛ فقد تكرّرت في الأسناد رواية عليّ بن أسباط ، عن العلاء بن رزين مباشرة ، ولم نجد وقوع الواسطة بينهما في موضعٍ. كما أنّا لم نجد رواية عليّ بن أسباط عن محمّد بن يحيى هذا ، ولا رواية محمّد بن يحيى عن العلاء بن رزين في موضع. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥١١.

(١) في « ب » : + / « له ».

(٢) هكذا في جميع النسخ والبحار والأمالي ، وهو مقتضى المقام. وفي المطبوع : « يا أبا محمّد ».

(٣) في « ز » ومرآة العقول : « إنّ ».

(٤) في مرآة العقول : « إنّ مثل أهل البيت ، كأنّ فيه تقدير مضاف ، أي مثل أصحاب أهل البيت. أو المراد بأهل البيت الموالون لهم واقعاً. وقيل : « مثل » في الموضعين بكسر الميم وسكون المثلّثة. والأوّل خبر مبتدء محذوف ، والثاني بدل الأوّل ... والأوّل أظهر ».

(٥) في « د ، ص ، بر » : « فإنّ ».

(٦) في الوافي : « ليسأله » بدل « ويسأله ».

(٧) في حاشية « بر » والوافي والبحار : + / « له ».

(٨) في « ز » : « فقال ». وفي الوافي : ـ / « قال ». وفي « بف » : + / « له ».

(٩) في « ب ، بر » والوافي : « ثمّ صلّى ». وفي « ز » : + / « الركعتين ».

(١٠) في « بر » والوافي : « و ».

(١١) في « بر » : « ولو ».

(١٢) في « ب » : « تنثر ». وفي « ج ، د » : « تنتشر ». وفي حاشية « بر » : « تبين ». و « النثر » : رَمْيُك الشي‌ء بيدك متفرّقاً.

١٧١

قَالَ : « فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِيسى عليه‌السلام ، فَقَالَ : تَدْعُو رَبَّكَ وَأَنْتَ فِي شَكٍّ مِنْ نَبِيِّهِ؟ فَقَالَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، قَدْ كَانَ وَاللهِ مَا قُلْتَ ، فَادْعُ اللهَ لِي (١) أَنْ يَذْهَبَ بِهِ (٢) عَنِّي ». قَالَ : « فَدَعَا لَهُ عِيسى عليه‌السلام ، فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَقَبِلَ مِنْهُ ، وَصَارَ فِي حَدِّ (٣) أَهْلِ بَيْتِهِ ». (٤)

١٧١ ـ بَابُ الضَّلَالِ‌

٢٨٩٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ هَاشِمٍ (٥) صَاحِبِ الْبَرِيدِ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ مُجْتَمِعِينَ ، فَقَالَ لَنَا (٦) أَبُو الْخَطَّابِ : مَا تَقُولُونَ فِيمَنْ لَمْ يَعْرِفْ (٧) هذَا الْأَمْرَ (٨)؟ فَقُلْتُ : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ (٩) هذَا الْأَمْرَ ، فَهُوَ كَافِرٌ ، فَقَالَ أَبُو الْخَطَّابِ : لَيْسَ بِكَافِرٍ حَتّى تَقُومَ (١٠) عَلَيْهِ (١١) الْحُجَّةُ ، فَإِذَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَلَمْ يَعْرِفْ ، فَهُوَ كَافِرٌ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ : سُبْحَانَ اللهِ! مَا لَهُ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ وَلَمْ يَجْحَدْ يَكْفُرُ (١٢)؟ لَيْسَ‌

__________________

وقد نثرت النخلة فهي ناثر ومِنْثار : تنفض بُسرها. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٥٣ ؛ أساس البلاغة ، ص ٦١٨ ( نثر ).

(١) في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » والبحار والأمالي : ـ / « لي ».

(٢) في الوافي : « أنْ يذهبه » بدون « به ».

(٣) في « بس » وحاشية « بر » : « أحد ».

(٤) الأمالي للمفيد ، ص ٢ ، المجلس ١ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن يحيى أخي مغلّس ، عن العلاء بن رزين ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٨٦٩ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠.

(٥) في « بف » : « هشام ».

(٦) في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ : له ، فالضمير لمحمّد ».

(٧) في الوافي : « لايعرف ».

(٨) يعني ولاية أهل البيت عليهم‌السلام ، وأنّهم أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّاً. راجع : مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢١٠ ( أمر ).

(٩) في الوافي : « لايعرف ».

(١٠) في « ج » : « يقوم ».

(١١) في « بر » : ـ / « عليه ». وفي الوافي : « الحجّة عليه ».

(١٢) في « بف » وحاشية « ز » والوافي : « فيكفر ».

١٧٢

بِكَافِرٍ إِذَا لَمْ يَجْحَدْ.

قَالَ : فَلَمَّا حَجَجْتُ ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ ، فَقَالَ : « إِنَّكَ (١) قَدْ حَضَرْتَ وَغَابَا ، وَلكِنْ مَوْعِدُكُمُ اللَّيْلَةَ الْجَمْرَةُ (٢) الْوُسْطى بِمِنى ».

فَلَمَّا كَانَتِ (٣) اللَّيْلَةُ ، اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ وَأَبُو الْخَطَّابِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، فَتَنَاوَلَ وِسَادَةً (٤) ، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَنَا : « مَا تَقُولُونَ فِي خَدَمِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ (٥)؟ أَلَيْسَ (٦) يَشْهَدُونَ أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَلَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَلَيْسَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ (٧)؟ » قُلْتُ : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ (٨) ، فَهُوَ كَافِرٌ.

قَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! أَمَا رَأَيْتَ أَهْلَ الطَّرِيقِ (٩) وَأَهْلَ الْمِيَاهِ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَلَيْسَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ؟ أَلَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟ » قُلْتُ : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ (١٠) ، فَهُوَ كَافِرٌ.

قَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! أَمَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ وَالطَّوَّافَ (١١) وَأَهْلَ الْيَمَنِ وَتَعَلُّقَهُمْ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَلَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

__________________

(١) في مرآة العقول : « فإنّك ».

(٢) في « ب ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « جمرة ». وفي حاشية « ز » : « عند » بدل « الجمرة ».

(٣) في « بف » وحاشية « ج » : + / « تلك ».

(٤) « الوِسادة » : المِخَدَّة. والجمع : وسادات ووسائد. المصباح المنير ، ص ٦٥٨ ( وسد ).

(٥) في « ج ، ص ، بس » : « أهلكم ».

(٦) في « ب » : « ليس ».

(٧) في « ب » : « عندك ».

(٨) في « د ، ز ، بس » : ـ / « هذا الأمر ».

(٩) في « بر » والوافي : « الطرق ».

(١٠) في « ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » : ـ / « هذا الأمر ».

(١١) يجوز فيه فتح الطاء وضمّها.

١٧٣

وَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟ » قُلْتُ : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ ، فَهُوَ كَافِرٌ.

قَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! هذَا قَوْلُ الْخَوَارِجِ (١) » ثُمَّ قَالَ : « إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ » فَقُلْتُ أَنَا : لَا (٢) ، فَقَالَ : « أَمَا إِنَّهُ شَرٌّ (٣) عَلَيْكُمْ أَنْ تَقُولُوا بِشَيْ‌ءٍ (٤) مَا لَمْ تَسْمَعُوهُ مِنَّا » قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُدِيرُنَا عَلى قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ. (٥)

٢٨٩١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا (٦) تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ النَّاسِ ؛ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ (٧) وَمَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ؟ فَقَالَ : « وَ (٨) مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذلِكَ؟ » فَقُلْتُ (٩) : مَا يَمْنَعُنِي إِلاَّ أَنَّنِي (١٠) أَخْشى أَنْ لَاتَحِلَّ (١١) لِي (١٢) مُنَاكَحَتُهُمْ (١٣) ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ : « فَكَيْفَ (١٤) تَصْنَعُ وَأَنْتَ شَابٌّ؟ أَتَصْبِرُ؟ » قُلْتُ : أَتَّخِذُ الْجَوَارِيَ ، قَالَ : « فَهَاتِ الْآنَ ، فَبِمَا تَسْتَحِلُّ الْجَوَارِيَ؟ » قُلْتُ : إِنَّ (١٥) الْأَمَةَ لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ (١٦) ، إِنْ‌

__________________

(١) « الخوارج » : فرقة من فرق الإسلام ، سُمّوا خوارج لخروجهم على عليّ عليه‌السلام. مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ( خرج ).

(٢) في الوافي : « إنّما لم يرض الراوي بإخباره عليه‌السلام بالحقّ لأنّه فهم منه أنّه يخبره بخلاف رأيه ، فيفضح عند خصميه ؛ ولعلّه في نفسه رجع إلى الحقّ ودان به ».

(٣) في حاشية « بر » : « لشرّ ».

(٤) في « د ، بر » : « لشي‌ء ».

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٨٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٠ ، ح ٣٣٢٢٧ ، قطعة منه.

(٦) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع : « فما ».

(٧) في « ب ، ج ، د ، بر » والوافي : « ترى ».

(٨) في « ب » : ـ / « و ».

(٩) في « ز » والوافي : « قلت ».

(١٠) في « ب ، ز » : « أنّي ».

(١١) في الوافي : « لايحلّ ».

(١٢) في « ب » : ـ / « لي ».

(١٣) في « ج » : + / « منّا ».

(١٤) في « ب ، بف » : « كيف ».

(١٥) في « بر » والوافي : « لأنّ ».

(١٦) في الوافي : « فرق بين الحرّة والأمة بأنّ الحرّة إذا لم توافقه ذهبت بصداقها مجّاناً ، مع ما في ذلك من الحزازة ، بخلاف الأمة ، فإنّه يمكن بيعها وانتقاد ثمنها ».

١٧٤

رَابَتْنِي (١) بِشَيْ‌ءٍ بِعْتُهَا وَاعْتَزَلْتُهَا (٢) ، قَالَ : « فَحَدِّثْنِي بِمَا اسْتَحْلَلْتَهَا (٣)؟ » قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ.

فَقُلْتُ لَهُ : فَمَا تَرى أَتَزَوَّجُ؟ فَقَالَ : « مَا أُبَالِي أَنْ (٤) تَفْعَلَ » قُلْتُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ : « مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ » فَإِنَّ ذلِكَ عَلى جِهَتَيْنِ (٥) تَقُولُ : لَسْتُ أُبَالِي أَنْ تَأْثَمَ (٦) مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَكَ ، فَمَا (٧) تَأْمُرُنِي أَفْعَلُ ذلِكَ بِأَمْرِكَ؟ فَقَالَ لِي : « قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَزَوَّجَ (٨) ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ (٩) امْرَأَةِ نُوحٍ وَامْرَأَةِ لُوطٍ مَا قَدْ (١٠) كَانَ ، إِنَّهُمَا قَدْ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ».

َقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَيْسَ فِي ذلِكَ بِمَنْزِلَتِي ، إِنَّمَا هِيَ تَحْتَ يَدِهِ ، وَهِيَ مُقِرَّةٌ بِحُكْمِهِ ، مُقِرَّةٌ بِدِينِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : « مَا تَرى مِنَ (١١) الْخِيَانَةِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :

__________________

(١) في « ز » : « نابني ». وفي « بس ، بف » : « رأيتني ». و « الرَّيْب » : بمعنى الشكّ ، وقيل : هو الشكّ مع التهمة. يقال : رابني الشي‌ءُ وأرابني ، بمعنى شكّكني. وقيل : أرابني في كذا ، أي شكَّكني وأوهمني الريبة فيه ، فإذا استيقنته قلت : رابني بغير ألف. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ( ريب ).

(٢) في « ز » : « وأعزلتها ».

(٣) في الوافي : « معنى قوله عليه‌السلام : « بما استحللتها » : أنّك قبل أن تدخلها في دينك وتكلّمها في ذلك ، كيف جاز لك نكاحها على زعمك؟ فعجز عن الجواب ، فأشار عليه‌السلام له بعدم البأس بذلك ».

(٤) في « بف » : « إذ ».

(٥) في « د » : « وجهتين ». وفي « بر » والوافي : « وجهين ».

(٦) قوله : « تقول : لست ابالي أن تأثم » هو أحد الوجهين ، والوجه الآخر جواز ذلك له ، لم يذكره لظهوره. وقال المجلسي : « لعلّه أحال الوجه الآخر على الظهور ، فأجاب عليه‌السلام الوجه المتروك ضمناً وكناية. وكأنّه سقط الشقّ الآخر من النسّاخ ، ويؤيّده أنّه ذكر هذا الحديث أبو عمرو الكشّي في ترجمة زرارة بأدنى تغيير في اللفظ ، وقال فيه ، يعني زرارة : فتأمرني أن أتزوّج؟ قال له : « ذاك إليك ». فقال له زرارة : هذا الكلام ينصرف على ضربين : إمّا أن لاتبالي أن أعصي الله ؛ إذ لم تأمرني بذلك ؛ والوجه الآخر أن تكون مطلقاً لي. قال : فقال : « عليك بالبلهاء » إلى آخر الخبر. [ رجال الكشّي ، ص ١٤٢ ، ح ٢٢٣ ] ». راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٩٣ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ؛ مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ١٩٣.

(٧) في « بر » والوافي : « فبما ».

(٨) في الوافي : + / « بمثل عائشة وحفصة ».

(٩) في شرح المازندراني : ـ / « أمر ».

(١٠) في « ص » والوافي : ـ / « قد ».

(١١) في « بر » وحاشية « بف » : + / « أمر ». وفي الوافي : « أمر » بدل « من ».

١٧٥

( فَخانَتاهُما ) (١)؟ مَا يَعْنِي بِذلِكَ إِلاَّ الْفَاحِشَةَ (٢) ، وَقَدْ زَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فُلَاناً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ (٣) ، مَا تَأْمُرُنِي أَنْطَلِقُ فَأَتَزَوَّجُ بِأَمْرِكَ؟ فَقَالَ لِي : « إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً ، فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ » قُلْتُ : وَمَا الْبَلْهَاءُ؟ قَالَ : « ذَوَاتُ الْخُدُورِ ، الْعَفَائِفُ (٤) » فَقُلْتُ (٥) : مَنْ هِيَ (٦) عَلى دِينِ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ : « لَا » فَقُلْتُ (٧) : مَنْ هِيَ (٨) عَلى دِينِ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ؟ فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنَّ الْعَوَاتِقَ (٩) اللَّوَاتِي (١٠) لَايَنْصِبْنَ كُفْراً ، وَلَايَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ ».

قُلْتُ : وَهَلْ (١١) تَعْدُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً أَوْ كَافِرَةً؟ فَقَالَ : « تَصُومُ وَتُصَلِّي (١٢) وَتَتَّقِي اللهَ ، وَلَاتَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ » فَقُلْتُ : قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) (١٣) لَاوَ اللهِ ، لَايَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَلَاكَافِرٍ (١٤)

قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « قَوْلُ اللهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ يَا زُرَارَةُ ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) (١٥) فَلِمَا قَالَ :

__________________

(١) التحريم (٦٦) : ١٠.

(٢) قوله عليه‌السلام : « ما يعني بذلك إلاّالفاحشة » يحتمل الوجهين : الأوّل : أن يكون استفهاماً إنكاريّاً ؛ يعني أنّك زعمت أنّ المراد بالخيانة إنّما هو الزني ، ليس ذلك كذلك ، بل المراد به الخروج عن الدين وطاعة الرسول. ذكره الفيض. الثاني : أن يكون نفياً ، ويكون المراد بالفاحشة : الذنب العظيم ، وهو الشرك والكفر. احتمله أيضاً المجلسي ، واستظهره. راجع : الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ؛ مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ١٩٤.

(٣) « أصلحك الله » : وفّقك لصلاح دينك ، والعمل بفرائضه ، وأداء حقوقه ، مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٨٨ ( صلح ). (٤) في « بس ، بف » : « والعفائف ».

(٥) في « بر ، بف » والوافي : « قلت ». (٦) في « د ، ص ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ز » : « هنّ ».

(٧) في « ز ، بس » والوافي : « قلت ».

(٨) في « بر » وحاشية « ج » : « هنّ ».

(٩) « العاتق » : الشابّة أوّل ما تُدرِك. وقيل : هي التي لم تَبِن من والديها ولم تزوَّج وقد أدركت وشبّت. وتجمع‌على : العُتَّق والعواتق. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٨ ( عتق ).

(١٠) في « ز » : « اللاتي ». (١١) في « د ، ز ، ص ، بر » : « فهل ».

(١٢) في « بس » : ـ / « وتصلّي ».

(١٣) التغابن (٦٤) : ٢.

(١٤) في « بر » والوافي : « بكافر ».

(١٥) التوبة (٩) : ١٠٢.

١٧٦

عَسى (١)؟ » فَقُلْتُ (٢) : مَا هُمْ إِلاَّ مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ (٣) ، قَالَ : فَقَالَ : « مَا (٤) تَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (٥) إِلَى الْإِيمَانِ؟ ». فَقُلْتُ : مَا (٦) هُمْ إِلاَّ مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ (٧) ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَلَاكَافِرِينَ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ (٨) : « مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ (٩)؟ » فَقُلْتُ : مَا هُمْ إِلاَّ مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ (١٠) ، إِنْ دَخَلُوا (١١) الْجَنَّةَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ ، وَإِنْ دَخَلُوا (١٢) النَّارَ فَهُمْ كَافِرُونَ ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَلَاكَافِرِينَ ، وَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا (١٣) الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ ، وَلَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ ، وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ (١٤) قَدِ (١٥) اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ ، فَقَصُرَتْ بِهِمُ الْأَعْمَالُ ، وَإِنَّهُمْ لَكَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».

فَقُلْتُ : أَمِنْ (١٦) أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ ، أَمْ (١٧) مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ فَقَالَ : « اتْرُكْهُمْ (١٨) حَيْثُ تَرَكَهُمُ اللهُ ». قُلْتُ : أَفَتُرْجِئُهُمْ (١٩)؟ قَالَ : « نَعَمْ ، أُرْجِئُهُمْ كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللهُ ، إِنْ شَاءَ (٢٠) أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ ، وَإِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ وَلَمْ يَظْلِمْهُمْ ».

__________________

(١) في « ص » والوافي : + / « الله ». (٢) في « بر » والوافي : « قلت ».

(٣) في « ز ، بر » والوافي : « مؤمنون أو كافرون ». (٤) في « ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » : « فما ».

(٥) النساء (٤) : ٩٨.

(٦) في « ز » : « وما ».

(٧) في « ز ، بر » والوافي : « مؤمنون أو كافرون ».

(٨) في « ص » : « وقال ».

(٩) إشارة إلى الآية ٤٨ من سورة الأعراف (٧)

(١٠) في « بر » والوافي : « مؤمنون أو كافرون ».

(١١) في « بر » : « ادخلوا ».

(١٢) في « بر » : « ادخلوا ».

(١٣) في الكافي ، ح ٢٩٠٦ : « دخلوا ».

(١٤) في « ب » : ـ / « قوم ».

(١٥) في « ص » والوافي ومرآة العقول والكافي ، ح ٢٩٠٦ : ـ / « قد ».

(١٦) في مرآة العقول : « من » بدون الهمزة.

(١٧) في الكافي ، ح ٢٩٠٦ : « أو ».

(١٨) في « بر » والوافي : + / « من ».

(١٩) أرجأتُ الشي‌ء : أخّرتُه. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٥٤ ( رجأ ).

(٢٠) في « ز » : + / « الله ».

١٧٧

فَقُلْتُ : هَلْ (١) يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ؟ قَالَ : « لَا » قُلْتُ : فَهَلْ (٢) يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ كَافِرٌ؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا (٣) ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ ، يَا زُرَارَةُ إِنَّنِي (٤) أَقُولُ (٥) : مَا شَاءَ اللهُ ، وَأَنْتَ لَاتَقُولُ : مَا شَاءَاللهُ (٦) ، أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَبِرْتَ ، رَجَعْتَ وَتحَلَّلَتْ (٧) عَنْكَ عُقَدُكَ (٨) ». (٩)

١٧٢ ـ بَابُ الْمُسْتَضْعَفِ‌

٢٨٩٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ب » : « فهل ».

(٢) في « ج ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي والكافي ، ح ٢٩٠٦ : « هل ».

(٣) في « ب » : ـ / « لا ».

(٤) في « بر » والوافي : « إنّي ».

(٥) في « ب » : + / « إلاَّ ».

(٦) في « ج » : ـ / « وأنت لاتقول : ما شاء الله ».

(٧) في مرآة العقول : « من قرأ : تحلّلتُ ، بصيغة المتكلّم فهو تصحيف ؛ إذ لم أجده في اللغة متعدّياً ».

(٨) في شرح المازندراني : « لعلّ المراد : رجعت عن هذا القول الباطل وتحلّلت عنك هذه القلادة ، أو هذا الرأي. أو رجعت عن دين الحقّ وتحلّلت عنك العهد والبيعة ». وذكر في مرآة العقول وجوهاً خمسة في المعنى المراد. إن شئت فراجع. وحلّ العُقْدَةَ : نقضها فانحلّت. وعَقَد الحبلَ والبيعَ والعهدَ يَعْقِده : شدّه. والعَقْدُ : الضمان والعهد. والعِقْد : القِلادَة. وتَحَلَّلَتْ عُقَدُه : سكن غَضَبُه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٥ ( حلل ) ؛ وج ١ ، ص ٤٣٦ ( عقد ).

ولايخفى اشتمال هذا الخبر على قدح عظيم لزرارة ، ولم يجعله وأمثاله الأصحاب قادحة فيه ؛ لإجماع العصابة على عدالته وجلالته وفضله وثقته ، وورود الأخبار الكثيرة في فضله وعلوّ شأنه. ولعلّ زرارة كان حينئذٍ ابتداء أمره وأوّل شبابه ، كما احتمله الفيض في الوافي. وقد قدحوا في هذه الرواية بالإرسال وبمحمّد بن عيسى اليقطيني. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٩٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٠٠.

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب أصحاب الأعراف ، ح ٢٩٠٦ ، بهذا السند وبسند آخر عن زرارة ، من قوله : « فقال : ما تقول في أصحاب الأعراف ». وفي الكافي ، كتاب النكاح ، باب مناكحة النصّاب والشكّاك ، ح ٩٥٣٦ ، بسند آخر عن زرارة ، إلى قوله : « ولايعرفن ما تعرفون » ، مع اختلاف يسير. رجال الكشّي ، ص ١٤١ ، ح ٢٢٣ ، بسند آخر عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٨٢١ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٧ ، ذيل ح ٢٦٣٤٢ ، إلى قوله : « ولايعرفن ما تعرفون ».

١٧٨

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الْمُسْتَضْعَفِ ، فَقَالَ : « هُوَ الَّذِي لَايَهْتَدِي (١) حِيلَةً إِلَى الْكُفْرِ ؛ فَيَكْفُرَ (٢) ، وَلَايَهْتَدِي سَبِيلاً إِلَى الْإِيمَانِ (٣) ، لَايَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤْمِنَ ، وَلَايَسْتَطِيعُ أَنْ يَكْفُرَ ، فَهُمُ (٤) الصِّبْيَانُ ، وَمَنْ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ عَلى مِثْلِ عُقُولِ الصِّبْيَانِ مَرْفُوعٌ عَنْهُمُ (٥) الْقَلَمُ ». (٦)

٢٨٩٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُسْتَضْعَفُونَ : الَّذِينَ ( لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (٧) » قَالَ : « لَا يَسْتَطِيعُونَ (٨) حِيلَةً إِلَى (٩) الْإِيمَانِ ، وَلَايَكْفُرُونَ ؛ الصِّبْيَانُ وَأَشْبَاهُ عُقُولِ الصِّبْيَانِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ». (١٠)

٢٨٩٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الْمُسْتَضْعَفِ ، فَقَالَ : « هُوَ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ حِيلَةً يَدْفَعُ بِهَا عَنْهُ (١١) الْكُفْرَ ، وَلَايَهْتَدِي بِهَا إِلى سَبِيلِ الْإِيمَانِ ، لَايَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤْمِنَ وَلَايَكْفُرَ » قَالَ : « وَالصِّبْيَانُ وَمَنْ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ عَلى مِثْلِ عُقُولِ الصِّبْيَانِ ». (١٢)

__________________

(١) في « بر » والوافي : « لايستطيع ».

(٢) في « ز » : ـ / « فيكفر ».

(٣) في تفسير العيّاشي : « سبيل الإيمان و » بدل « سبيلاً إلى الإيمان ».

(٤) في « ص » : « فمنهم ». وفي تفسير العيّاشي : ـ / « فهم ».

(٥) في « بر ، بف » : « منهم ».

(٦) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٤٩ ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٠١ ، ح ٤ ، مع اختلاف يسير ، وفيهما بسند آخر عن زرارة. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٤٨ ، عن زرارة الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٨٤٥.

(٧) النساء (٤) : ٩٨.

(٨) في « ز ، بر ، بس » وحاشية « د » : « لايستطيع ».

(٩) في تفسير العيّاشي : ـ / « إلى ».

(١٠) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٤٣ ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٨٤٦.

(١١) في « ص » : ـ / « عنه ». وفي « بر » والوافي : « عنه بها ».

(١٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ١٨٤٧.

١٧٩

٢٨٩٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ (١) الْبَجَلِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا تَقُولُ فِي الْمُسْتَضْعَفِينَ؟

فَقَالَ لِي ـ شَبِيهاً بِالْفَزِعِ ـ : « فَتَرَكْتُمْ (٢) أَحَداً يَكُونُ (٣) مُسْتَضْعَفاً؟ وَأَيْنَ الْمُسْتَضْعَفُونَ (٤)؟ فَوَ اللهِ ، لَقَدْ مَشى بِأَمْرِكُمْ هذَا ، الْعَوَاتِقُ إِلَى الْعَوَاتِقِ فِي خُدُورِهِنَّ ، وَتُحَدِّثُ (٥) بِهِ السَّقَّايَاتُ (٦) فِي طَرِيقِ (٧) الْمَدِينَةِ ». (٨)

٢٨٩٦ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ‌

__________________

(١) ورد الخبر في معاني الأخبار ، ص ٢٠١ ، ح ٦ ، بسنده عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمت ـ بالتاء ـ البجلي ، لكنّ المذكور في البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٦٠ ، ح ١١ ، نقلاً من المعاني ، سفيان بن السمط ـ بالطاء ـ البجلي ، وهو المذكور في كتب الرجال والأسناد. راجع : رجال البرقي ، ص ٤١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢٠ ، الرقم ٢٩٢٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٤٣٨.

(٢) في « بر » والوافي ومرآة العقول والمعاني : « وتركتم ».

(٣) في « بس » : ـ / « يكون ».

(٤) في شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ : « المستضعف عند أكثر الأصحاب من لايعرف الإمام ولا ينكره ولايوالي أحداً بعينه. وقال ابن إدريس : هو من لايعرف اختلاف الناس في المذاهب ولايبغض أهل الحقّ على اعتقادهم. وهذا أوفق بأحاديث هذا الباب وأظهر ؛ لأنّ العالم بالخلاف والدلائل إذا توقّف لايقال له : مستضعف. ولعلّ فزعه عليه‌السلام باعتبار أنّ سفيان كان من أهل الإذاعة لهذا الأمر ، فلذلك قال عليه‌السلام على سبيل الإنكار : « فتركتم أحداً يكون مستضعفاً؟ » يعني أنّ المستضعف من لايكون عالماً بالحقّ والباطل ، وما تركتم أحداً على هذا الوصف ؛ لإفشائكم أمرنا حتّى تتحدّث النساء والجواري في خدورهنّ ، والسقّايات في طريق المدينة. وإنّما خصّ العواتق بالذكر ـ وهي الجارية أوّل ما أدركت ـ لأنّهنّ إذا علمن مع كمال استتارهنّ ، فعلم غيرهنّ به أولى ».

(٥) في « بر » والوافي : « تحدّثت ». وفي « بف » : « تحدّثن ». والماضي أنسب بقوله : « مشى ».

(٦) سقاه يسقيه ، وأسقاه : دلّه على الماء ، أو جعل له ماءً ، وهو ساقٍ ؛ من سُقّى وسُقّاء ، وسَقّاءٌ من سقّائين ، وهي سقّاءة وسقّايَة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٩ ( سقى ).

(٧) في « ز » : « إلى طريق ».

(٨) معاني الأخبار ، ص ٢٠١ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٨٥١.

١٨٠