اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

وأنت والله دليلهم ، وبك يهتدون» (١).

والحديث طويل ذكرناه بطوله في تفسير هذه الآية من كتاب البرهان.

[الإسم] الحادي والسبعون وأربعمأة : انّه من هذه أمّتكم أمّة واحدة ، في قوله تعالى : (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً)(٢).

٧٥٠ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن الحصين بن مخارق ، عن أبي الورد ، وأبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) قال : «آل محمّد عليهم‌السلام» (٣).

[الإسم] الثاني والسبعون وأربعمأة : انّه من الذين من خشية ربّهم مشفقون ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ).

[الإسم] الثالث والسبعون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ).

و [الإسم] الرابع والسبعون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ).

و [الإسم] الخامس والسبعون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ).

[الإسم] السادس والسبعون وأربعمأة : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ).

[الإسم] السابع والسبعون وأربعمأة : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ).

٧٥١ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «نزلت في أمير المؤمنين وولده عليهما‌السلام : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ* وَالَّذِينَ

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٧٠٨ / ١.

(٢) المؤمنون ٢٣ : ٥٢.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٥٢ / ٢.

٤٢١

يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ* أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ)» (١).

٧٥٢ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) ، يقول : «هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، لم يسبقه أحد» (٢).

ورواه ابن شهر آشوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام (٣).

الإسم الثامن والثمانون وأربعمأة : انّه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحقّ ، في قوله تعالى : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ)(٤).

٧٥٣ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قال : الحقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام ، والدليل على ذلك ، قوله : (قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ)(٥) يعني بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وقوله : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) أي يا محمّد ، أهل مكّة في عليّ (أَحَقٌّ هُوَ) أي إمام (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ)(٦) أي لإمام ، ومثله كثير والدليل على أنّ الحقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام ، قول الله عزوجل : ولو اتّبع رسول الله ، وأمير المؤمنين عليهما‌السلام قريشا ، لفسدت السماوات والأرض ، ومن فيهنّ ، ففساد السّماء إذا لم تمطر ، وفساد الأرض إذا لم تنبت ، وفساد الناس في ذلك (٧).

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٥٣ / ٤.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٩٢.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١١٦.

(٤) المؤمنون ٢٣ : ٧١.

(٥) النساء ٤ : ١٧٠.

(٦) يونس ١٠ : ٥٣.

(٧) تفسير القمّي ٢ : ٩٢.

٤٢٢

الإسم التاسع والثمانون وأربعمأة : انّه الصراط ، في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ).

٧٥٤ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قوله : (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١) قال : إلى ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن الإمام لحائدون (٢).

٧٥٥ / ٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازي ، عن بكر بن محمّد بن إبراهيم غلام الخليل ، قال : حدّثنا زيد بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، في قول الله عزوجل (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) ، قال : «عن ولايتنا أهل البيت» (٣).

٧٥٦ / ١٠ ـ عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن العبّاس ، عن جعفر الزماني (٤) ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : «قوله عزوجل : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) ـ قال ـ عن ولايتنا» (٥).

٧٥٧ / ١١ ـ ابن شهر آشوب : عن (الخصائص) ، بإسناده عن الأصبغ ، عن عليّ عليه‌السلام ، وفي كتبنا : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا

__________________

(١) المؤمنون ٢٣ : ٧٣.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٩٢.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٥٥ / ٦.

(٤) في النسخة : الرّمّاني.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٥٥ / ٧.

٤٢٣

يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : «عن ولايتنا» (١).

الإسم التسعون وأربعمأة : انه بابا ذا عذاب شديد ، في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ)(٢).

٧٥٨ / ١٢ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل ، عن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) : «هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، إذا رجع في الرجعة» (٣).

الإسم الحادي والتسعون وأربعمأة : انّه ممّن ثقلت موازينه.

و [الإسم] الثاني والتسعون وأربعمأة : انّه من فأولئك هم المفلحون ، في قوله تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ)(٤) الآية.

٧٥٩ / ١٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا أبو الحسن موسى ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهم‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، قال : «نزلت فينا» (٥).

الإسم الثالث والتسعون وأربعمأة : اسم عليّ مراد ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) (٦).

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٣ ؛ خصائص الوحي المبين : ١١٠ / ٧٩.

(٢) المؤمنون ٢٣ : ٧٧.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٧.

(٤) المؤمنون ٢٣ : ١٠٢.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٥٦ / ٩.

(٦) المؤمنون ٢٣ : ١٠٥.

٤٢٤

٧٦٠ / ١٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهم‌السلام ، في قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) في عليّ عليه‌السلام (فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ)(١).

الإسم الرابع والتسعون وأربعمأة : انّه من الذين جزاهم الله سبحانه بما صبروا.

[الإسم] الخامس والتسعون وأربعمأة : انهم هم الفائزون ، في قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا)(٢) الآية.

٧٦١ / ١٥ ـ ابن شهر آشوب : عن سفيان الثّوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، في قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا) يعني صبر عليّ ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام في الدنيا على الطاعات ، وعلى الجوع ، وعلى الفقر ، وصبروا على البلاء لله في الدنيا أنهم هم الفائزون (٣).

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٥٦ / ١٠.

(٢) المؤمنون ٢٣ : ١١١.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٢٠ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٣١ / ٦٦٥.

٤٢٥

سورة النور

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم السادس والتسعون وأربعمأة : ان فضل الله ورحمته رسول الله وعليّ عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ)(١).

٧٦٢ / ١ ـ العيّاشي : بإسناده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وحمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ). قالا : «فضل الله : رسوله ، ورحمته : ولاية الأئمّة عليهم‌السلام» (٢).

٧٦٣ / ٢ ـ عنه : بإسناده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) قال : «الفضل : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورحمته : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

٧٦٤ / ٣ ـ وعنه : بإسناده عن محمّد بن الفضيل ، عن العبد الصالح عليه‌السلام ، قال :

__________________

(١) النور ٢٤ : ١٠.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦٠ / ٢٠٧.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦١ / ٢٠٨.

٤٢٦

«الرحمة : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والفضل : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

٧٦٥ / ٤ ـ ابن شهر آشوب : عن ابن عبّاس ، ومجاهد ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) فضل الله : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورحمته : عليّ عليه‌السلام. وقيل : فضل الله : عليّ عليه‌السلام ، ورحمته : فاطمة عليها‌السلام» (٢).

الإسم السابع والتسعون وأربعمأة : انّه من أولي القربى ، في قوله تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى)(٣).

٧٦٦ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، [عن أبي جعفر عليه‌السلام] ، في قوله تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) ، «وهم قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا) يقول : «يعفو بعضكم عن بعض ويصفح ، فإذا فعلتم ، كانت رحمة من الله لكم ، يقول الله : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»)(٤).

الإسم الثامن والتسعون وأربعمأة : انّه الزجاجة ، في قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ ..). (٥). وفي رواية اخرى انه المصباح.

الإسم التاسع والتسعون وأربعمأة : كأنّه كوكب دريّ.

الإسم الخمسمأة : انّه من نور على نور.

٧٦٧ / ٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦١ / ٢٠٩.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٩.

(٣) النور ٢٤ : ٢٢.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٠٠.

(٥) النور ٢٤ : ٣٥.

٤٢٧

عليّ بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضع العلم الذي كان عنده عند الوصيّ ، وهو قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) ، يقول : أنا هادي السماوات والأرض ، مثل العلم الذي أعطيته ، هو نوري الذي يهتدى به ، مثل المشكاة فيها مصباح ، والمشكاة : قلب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمصباح : النّور الذي فيه العلم.

وقوله : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) يقول : إنّي اريد أن أقبضك ، فاجعل العلم الذي عندك عند الوصيّ ، كما يجعل المصباح في الزجاجة ، (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) فأعلمهم فضل الوصيّ ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه‌السلام ، وهو قول الله عزوجل : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(١) وهو قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٢)(لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) يقول لستم بيهود فتصلّون قبل المغرب ، ولا نصارى فتصلّون قبل المشرق ، وأنتم على ملّة إبراهيم عليه‌السلام ، وقد قال الله عزوجل : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٣).

وقوله عزوجل : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يقول : مثل أولادكم الذين يولدون منكم ، كمثل الزيت الذي يتّخذ (٤) من الزيتون ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى

__________________

(١) هود ١١ : ٧٣.

(٢) آل عمران ٣ : ٣٣ و ٣٤.

(٣) آل عمران ٣ : ٦٧.

(٤) في المصدر : يعصر.

٤٢٨

نُورُ) يقول : يكادون أن يتكلّموا بالنبوّة ولو لم ينزل عليهم ملك» (١).

٧٦٨ / ٧ ـ عنه : عن عليّ بن محمّد ، ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل الهمداني ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : («اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) فاطمة عليها‌السلام ، (فِيها مِصْباحٌ) الحسن عليه‌السلام ، (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) الحسين عليه‌السلام ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) فاطمة عليهما‌السلام ، كوكب درّيّ بين نساء أهل الدنيا ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) إبراهيم عليه‌السلام ، (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهوديّة ، ولا نصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) يكاد العلم ينفجّر منها (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) إمام منها بعد إمام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يهدي الله للأئمّة عليهم‌السلام من يشاء (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ)».

قلت : (أَوْ كَظُلُماتٍ؟) قال : «الأوّل وصاحبه (يَغْشاهُ مَوْجٌ) الثالث ، (مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ) الثاني ، (بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) معاوية ، وفتن بني اميّة ، (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ) المؤمن في ظلمته فتنتهم (لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً) إماما من ولد فاطمة عليها‌السلام ، (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ)(٢) إمام يوم القيامة» (٣).

٧٦٩ / ٨ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيتي بمدينة السّلام ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدّثنا الحسين بن أيّوب ، عن محمّد بن غالب ، عن عليّ بن الحسين ، عن الحسن بن أيّوب ، عن الحسين بن سليمان ، عن محمّد بن مروان الذهلي ، عن الفضيل بن يسار ، قال : قلت لأبي عبد الله

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣٨٠ / ٥٧٤.

(٢) النور ٢٤ : ٤٠.

(٣) الكافي ١ : ١٩٥ / ٥.

٤٢٩

الصادق عليه‌السلام : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ؟) قال : «كذلك الله عزوجل». قال : قلت : (مَثَلُ نُورِهِ؟) قال : «محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». قلت : (كَمِشْكاةٍ؟) قال : «صدر محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». قلت : (فِيها مِصْباحٌ؟) قال : «فيه نور العلم ، يعني النبوّة». قلت : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ؟) قال : «علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدر إلى قلب عليّ عليه‌السلام».

قلت : (كَأَنَّها؟) قال : «لأيّ شيء تقرأ كأنّها»؟ فقلت : فكيف ، جعلت فداك؟ قال : «كأنّه كوكب درّيّ».

قلت : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ؟) قال : «ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، لا يهوديّ ولا نصرانيّ». قلت : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) قال : «يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل أن ينطق به». قلت : (نُورٌ عَلى نُورٍ؟) قال : «الإمام في أثر الإمام» (١).

٧٧٠ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيتي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين الزّهريّ ، قال : حدّثنا أحمد بن صبيح ، قال : حدّثنا ظريف بن ناصح ، عن عيسى بن راشد ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام ، في قوله عزوجل : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ، قال : «المشكاة : نور العلم في صدر محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) ، قال : «الزّجاجة : صدر عليّ عليه‌السلام ، صار علم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى صدر عليّ عليه‌السلام». (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) ، قال : «نور العلم». (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ، قال : «لا يهوديّة ولا نصرانيّة». (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) ، قال : «يكاد العالم من آل محمّد عليهم‌السلام يتكلّم بالعلم قبل أن يسأل». (نُورٌ عَلى نُورٍ) ، قال : «يعني إماما مؤيّدا بنور العلم والحكمة في أثر إمام ، من آل محمّد عليهم‌السلام ،

__________________

(١) التوحيد : ١٥٧ / ٣.

٤٣٠

وذلك من لدن آدم ، إلى أن تقوم الساعة» (١).

٧٧١ / ١٠ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن أسلم الجبليّ ، عن الخطّاب بن عمر ، ومصعب بن عبد الله الكوفيّين ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) ، قال : «المشكاة : صدر نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيه المصباح ، والمصباح : هو العلم ، في زجاجة ، والزجاجة : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعلم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنده» (٢).

٧٧٢ / ١١ ـ وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : دخلت إلى مسجد الكوفة ، وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب بإصبعه ويتبسّم ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، ما الذي يضحكك؟ فقال : «عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها». فقلت له : أيّ آية ، يا أمير المؤمنين؟

فقال : «قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) ، المشكاة : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، (فِيها مِصْباحٌ) ، أنا المصباح. (فِي زُجاجَةٍ) الزجاجة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) وهو عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، (زَيْتُونَةٍ) جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، (لا شَرْقِيَّةٍ) موسى بن جعفر عليه‌السلام ، (وَلا غَرْبِيَّةٍ) عليّ بن موسى عليه‌السلام ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) عليّ بن محمّد عليه‌السلام ، (نُورٌ عَلى نُورٍ) الحسن بن عليّ عليه‌السلام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) القائم المهديّ عليه‌السلام ، (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)» (٣).

__________________

(١) التوحيد : ١٥٨ / ٤.

(٢) التوحيد : ١٥٩ / ٥.

(٣) ... غاية المرام : ٣١٧.

٤٣١

والروايات في هذه الآية كثيرة ، من أرادها وقف عليها من كتاب البرهان من روايات الخاصّة والعامّة.

الإسم الحادي والخمسمأة : انّه من ، (بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) الآية.

و [الإسم] الثاني والخمسمأة : انّه من ، (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ).

[الإسم] الثالث والخمسمأة : (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ).

[الإسم] الرابع والخمسمأة : (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا).

[الإسم] الخامس والخمسمأة : (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ).

٧٧٣ / ١٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن خالد ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفون حتّى تصدّقوا ولا تصدّقون حتّى تسلّموا أبوابا أربعة ، لا يصلح أوّلها إلّا بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلّا العمل الصالح ، ولا يقبل إلّا الوفاء بالشروط والعهود ، ومن وفى لله عزوجل بشرطه ، واستعمل ما وصف في عهده ، نال ما عنده ، واستكمل ما وعده.

إنّ الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى ، وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون ، فقال : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)(١) ، وقال : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(٢) فمن اتّقى الله فيما أمره ، لقي الله مؤمنا بما جاء به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

هيهات هيهات ، فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا ، فظنّوا أنّهم آمنوا ، وأشركوا

__________________

(١) طه ٢٠ : ٨٢.

(٢) المائدة ٥ : ٢٧.

٤٣٢

من حيث لا يعلمون ، إنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الرّدى ، ووصل الله طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وطاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله ، والإقرار بما انزل من عند الله عزوجل ، خذوا زينتكم عند كل مسجد ، والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فإنّه أخبركم أنّهم : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ).

إنّ الله قد استخلص الرسل لأمره ، ثمّ استخلصهم مصدّقين بذلك في نذره ، فقال : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)(١) تاه من جهل ، واهتدى من أبصر وعقل ، إنّ الله عزوجل يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٢) ، وكيف يهتدي من لم يبصر وكيف يبصر. من لم يتدبّر؟

اتّبعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته ، وأقرّوا بما أنزل الله عزوجل ، واتّبعوا آثار الهدى ، فإنّهم علامات الأمانة والتقى ، واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه‌السلام وأقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن ، إقتصّوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا من وراء الحجب الآثار (٣) ، تستكملوا أمر دينكم ، وتؤمنوا بالله ربّكم» (٤).

٧٧٤ / ١٣ ـ [وعنه :] عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : كنت جالسا في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ أقبل رجل فسلّم ، فقال : من أنت ، يا عبد الله؟ فقلت : رجل

__________________

(١) فاطر ٣٥ : ٢٤.

(٢) الحج ٢٢ : ٤٦.

(٣) كأنّه أراد به : إن لم يتيسّر لكم الوصول إلى الإمام ، فالتمسوا آثاره ، الوافي ٢ : ٨٥.

(٤) الكافي ١ : ١٨١ / ٦.

٤٣٣

من أهل الكوفة ، فما حاجتك؟ فقال لي : أتعرف أبا جعفر محمّد بن عليّ؟ قلت : نعم ، فما حاجتك إليه؟ قال : هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها ، فما كان من حقّ أخذته ، وما كان من باطل تركته.

قال أبو حمزة : فقلت له : هل تعرف ما بين الحقّ والباطل؟ فقال : نعم. قلت : فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحقّ والباطل؟ فقال لي : يا أهل الكوفة ، أنتم قوم ما تطاقون ، إذا رأيت أبا جعفر فأخبرني ، فما انقطع كلامه (١) حتّى أقبل أبو جعفر عليه‌السلام ، وحوله أهل خراسان وغيرهم ، يسألونه عن مناسك الحجّ ، فمضى حتّى جلس مجلسه ، وجلس الرجل قريبا منه. قال أبو حمزة : فجلست حيث أسمع الكلام ، وحوله عالم من الناس ، فلمّا قضى حوائجهم وانصرفوا ، التفت إلى الرجل ، فقال له : «من أنت؟» قال : أنا قتادة بن دعامة البصريّ ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «أنت فقيه أهل البصرة؟» فقال : نعم.

فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «ويحك يا قتادة ، إنّ الله عزوجل خلق خلقا من خلقه ، فجعلهم حججا على خلقه ، وهم أوتاد في أرضه ، قوّام بأمره ، نجباء (٢) في علمه ، اصطفاهم قبل خلقه أظلّة عن يمين عرشه».

قال : فسكت قتادة طويلا ، ثمّ قال : أصلحك الله ، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء ، وقدّام ابن عبّاس ، فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «ويحك ما تدري أين أنت؟ أنت بين يدي (بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) فأنت ثمّ ، ونحن أولئك». فقال له قتادة : صدقت والله ، جعلني الله فداك ، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين.

__________________

(١) في المصدر : كلامي معه.

(٢) النّجابة : النّباهة وظهور الفضل على المثل. «المعجم الوسيط ـ نجب ـ ٢ : ٩٠١».

٤٣٤

قال قتادة : فأخبرني عن الجبن. قال : فتبسّم أبو جعفر عليه‌السلام ، ثمّ قال : «رجعت مسائلك إلى هذا!» قال : ضلّت عنّي ، فقال : «لا بأس به». فقال : إنّه ربّما جعلت فيه إنفحة (١) الميّت. فقال : «ليس بها بأس ، إنّ الإنفحة ليست فيها عروق ، ولا فيها دم ، ولا لها عظم ، إنّما تخرج من بين فرث ودم ـ ثمّ قال ـ وإنّ الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة ، فهل تأكل تلك البيضة؟» فقال قتادة : لا ، ولا آمر بأكلها ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «ولم؟» قال : لأنّها من الميتة. قال له : «فإن حضنت تلك البيضة ، فخرجت منها دجاجة ، أتأكلها؟» قال : نعم. قال : «فما حرّم عليك البيضة ، وحلّل لك الدجاجة؟» ـ ثمّ قال عليه‌السلام ـ فكذلك الإنفحة مثل البيضة ، فاشتر الجبن من أسواق المسلمين ، من أيدي المصلّين ، ولا تسأل عنه ، إلّا أن يأتيك من يخبرك عنه» (٢).

[الإسم] السادس والخمسمأة : انّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ).

[الإسم] السابع والخمسمأة : انّه من الذين يقولون (سَمِعْنا).

[الإسم] الثامن والخمسمأة : (وَأَطَعْنا).

[الإسم] التاسع والخمسمأة : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).

[الإسم] العاشر والخمسمأة : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ).

[الإسم] الحادي عشر والخمسمأة : (وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ)(٣).

__________________

(١) الإنفحة : جزء من معدة صغار العجول والجداء ونحوهما ، ومادّة خاصة تستخرج من الجزء الباطني من معدة الرضيع من العجول أو الجداء أو نحوهما ، بها خميرة تجبن اللبن. «المعجم الوسيط ـ نفح ـ ٢ : ٩٣٨».

(٢) الكافي ٦ : ٢٥٦ / ١.

(٣) النور ٢٤ : ٥١ ، ٥٢.

٤٣٥

[الإسم] الثاني عشر والخمسمأة : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ)(١).

٧٧٥ / ١٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعثمان ، وذلك أنّه كان بينهما منازعة في حديقة ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ترضى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال عبد الرحمن بن عفان لعثمان (٢) : لا تحاكمه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه يحكم له عليك ، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهوديّ. فقال عثمان لأمير المؤمنين عليه‌السلام : لا أرضى إلّا بابن شيبة ، فقال ابن شيبة : تأتمنون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على وحي السّماء ، وتتّهمونه في الأحكام! فأنزل الله على رسوله : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) إلى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، ثمّ ذكر الله أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) إلى قوله : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ)» (٣).

٧٧٦ / ١٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن (٤) عبيد ، عن جعفر بن عبد الله المهدي (٥) ، عن أحمد بن إسماعيل ، عن العبّاس بن عبد الرحمن ، عن سليمان ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا قدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ، أعطى عليّا عليه‌السلام وعثمان أرضا ، أعلاها لعثمان ، وأسفلها لعليّ عليه‌السلام ، فقال عليّ عليه‌السلام لعثمان : إنّ أرضي لا تصلح إلّا بأرضك ، فاشتر منّي ، أو بعني. فقال له : أنا أبيعك ، فاشترى منه عليّ عليه‌السلام ، فقال له أصحابه : أي شيء صنعت ، بعت أرضك من عليّ! وأنت لو أمسكت عنه الماء ، ما أنبتت أرضه شيئا ، حتّى يبيعك بحكمك.

__________________

(١) النور ٢٤ : ٥١ ، ٥٢.

(٢) في المصدر : عبد الرحمن بن عوف له.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٠٧.

(٤) في النسخة : عن.

(٥) في النسخة : المحمّدي.

٤٣٦

قال : فجاء عثمان إلى عليّ عليه‌السلام ، فقال له : لا أجيز البيع ، فقال له : «بعت ورضيت ، وليس ذلك لك» ، قال : فاجعل بيني وبينك رجلا ، قال عليّ عليه‌السلام : «النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» فقال عثمان : هو ابن عمّك ، ولكن اجعل بيني وبينك رجلا غيره ، فقال عليّ عليه‌السلام : «لا أحاكمك إلى غير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والنبيّ شاهد علينا!» فأبى ذلك ، فأنزل الله هذه الآيات ، إلى قوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).

٧٧٧ / ١٦ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المهدي (٢) ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) إلى قوله تعالى : (مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ).

قال : «إنّها نزلت في رجل اشترى من عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أرضا ، ثمّ ندم ، وندّمه أصحابه ، فقال لعليّ عليه‌السلام لا حاجة لي فيها. فقال له : قد اشتريت ورضيت ، فانطلق أخاصمك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال له أصحابه : لا تخاصمه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال : انطلق أخاصمك إلى أبي بكر ، وعمر ، أيّهما شئت ، كان بيني وبينك. قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : لا والله ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيني وبينك ، فلا أرضى بغيره. فأنزل الله عزوجل هذه الآيات : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا) إلى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»)(٣).

٧٧٨ / ١٧ ـ ومن طريق المخالفين : ما ذكره في تفسير هذه الآية ، قال : نزلت في عثمان بن عفّان ، لمّا فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بني النّضير ، فقسم أموالهم ، قال عثمان لعليّ عليه‌السلام : ائت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسأله أرض كذا وكذا ، فإن أعطاها فأنا شريكك

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٦٧ / ١٨.

(٢) في النسخة : المحمّدي.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٦٧ / ١٩.

٤٣٧

فيها ، وآتيه فأسأله إيّاها ، فإن أعطانيها فأنت شريكي فيها. فسأله عثمان أوّلا ، فأعطاه إيّاها ، فقال له عليّ عليه‌السلام : «أشركني» فأبى عثمان الشركة ، فقال : «بيني وبينك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأبى أن يخاصمه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقيل له : لم لا تنطلق معه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال : هو ابن عمّه ، وأخاف أن يقضي له. فنزل قوله تعالى : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ* وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فلمّا بلغ عثمان ما أنزل الله فيه ، أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأقرّ لعليّ عليه‌السلام بالحقّ ، وشركه في الأرض (١).

٧٧٩ / ١٨ ـ وعن ابن عبّاس (٢) : أنّها نزلت في عليّ عليه‌السلام ، ورجل من قريش

__________________

(١) الطرائف : ٤٩٣.

(٢) عبد الله بن عبّاس القرشي المدني المشهور بحبر الأمّة ؛ لسعة علمه. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، وكان جميلا أبيض اللون وسيما صبيح الوجه فصيح اللسان ، صحب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودعا له النبيّ بالفقه في الدين والعلم بالتأويل ، ومن بعده صحب الإمام عليّ عليه‌السلام ، وكان من ثقاته وأصفيائه وممّن تتلمذ عليه ، وشهد معه مشاهده كلّها ، ثم اعتمده الإمام في ولاية البصرة بعد حرب الجمل ، ورشحه لتمثيله في التحكيم بعد صفّين ومناظرة الخوارج في النهروان.

اشتهر ابن عبّاس بالتفسير والفقه وأخبار العرب وأشعارهم مضافا إلى قوّة العارضة في الجواب وإيراد الحجج ، وكانت له مواقف ومناظرات مشهورة مع الأمويّين حتى تناقلتها الألسن ممّا دفع بالأمويّين إلى اختلاق تهمة سرقة بيت مال البصرة وإلصاقها به للنيل منه وتضعيف منزلته ، مع أنّ الثابت لدى المحققين افتعال تلك التهمة ، ابتلي في آخر عمره بالعمى.

روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعن الإمام عليّ عليه‌السلام ، روى عنه عبد الله بن جعفر وعطاء وسعيد بن جبير وغيرهم. توفّي سنة ٦٨ ه‍ ، وقيل : غير ذلك.

رجال الطوسي : ٢٢ / ٦ و ٤٦ / ٣ و ٧٧ / ١٥ ؛ الخلاصة : ١٠٣ / ١ ؛ وفيات الأعيان ٣ : ٦٢ / ٣٣٨ ؛ اسد الغابة ٣ : ١٩٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٣١ / ٥١ ؛ معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٢٩ / ٦٩٤٣.

٤٣٨

ابتاع منه أرضا (١).

٧٨٠ / ١٩ ـ أبو عليّ الطبرسي : [روي] عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنّ المعنى بالآية أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام.

قال : وحكى البلخي أنّه كانت بين عليّ عليه‌السلام وعثمان منازعة في أرض اشتراها من عليّ عليه‌السلام ، فخرجت بها أحجار ، فأراد ردّها بالعيب ، فلم يأخذها فقال : «بيني وبينك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». فقال الحاكم بن أبي العاص : إن حاكمك إلى ابن عمّه حكم له ، فلا تحاكمه فنزلت الآيات. وهو المرويّ عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أو قريب منه (٢).

الإسم الثالث عشر وخمسمأة : اسم عليّ مراد ، في قوله تعالى : (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)(٣) الآية.

٧٨١ / ٢٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود النجّار ، عن الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ). قال : «من السّمع ، والطاعة ، والأمانة ، والصّبر (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من العهود التي أخذها عليكم في عليّ عليه‌السلام ، وما بيّن لكم في القرآن من فرض طاعته. وقوله تعالى : (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) أي : وإن تطيعوا عليّا عليه‌السلام تهتدوا (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) هكذا نزلت» (٤).

الإسم الرابع عشر وخمسمأة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (وَعَدَ

__________________

(١) كشف الغمة ١ : ٣٢٢.

(٢) مجمع البيان ٧ : ٢٣٦.

(٣) النور ٢٤ : ٥٤.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٦٨ / ٢٠.

٤٣٩

اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ).

[الإسم] الخامس عشر وخمسمأة : (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).

[الإسم] السادس عشر وخمسمأة : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ).

[الإسم] السابع عشر وخمسمأة : (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ).

[الإسم] الثامن عشر وخمسمأة : (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً).

[الإسم] التاسع عشر وخمسمأة : (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(١).

٧٨٢ / ٢١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، قال : «هم الأئمة عليهم‌السلام» (٢).

٧٨٣ / ٢٢ ـ محمد بن العباس : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، قال : «نزلت في علي بن أبي طالب ، والأئمة من ولده عليهم‌السلام».

(وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) ، قال : «عنى به ظهور القائم عليه‌السلام» (٣).

والروايات في هذه الآية بانها في الائمة عليهم‌السلام كثيرة مذكورة في كتاب

__________________

(١) النور ٢٤ : ٥٥.

(٢) الكافي ١ : ١٩٣ / ١.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٦٨ / ٢١.

٤٤٠