اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ»)(١).

٧١٤ / ١٦ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في (كامل الزيارات) ، [قال] : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى (٢) ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن حكيم الحناط ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) قال : «علي ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام» (٣).

٧١٥ / ١٧ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : «أنها نزلت في المهاجرين ، وجرت في آل محمد عليهم‌السلام الذين اخرجوا من ديارهم ، واخيفوا» (٤).

٧١٦ / ١٨ ـ محمد بن العباس : عن محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل ،

__________________

(١) تفسير القمي ٢ : ٨٤.

(٢) أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي. كان شيخ القميين ووجيههم وفقيههم من غير مدافع ، وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان في قم ، وقد تسنى له لقاء الإمام الرضا عليه‌السلام ، وصحبه وصحب من بعده الإمامين : الجواد والهادي عليهما‌السلام ، وقد حظي بالوثاقة عند أرباب التراجم ، وعده ابن حجر شيخ الرافضة بقم ، وقال عنه : له تصانيف وشهرة ، ويقال : إنه روى عن ابن أبي عمير ، كتب مائة رجل من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وكان قد صنف كتبا ، منها : التوحيد والنوادر وفضل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وغيرها.

روى عن أبي جعفر الثاني وعلي بن محمد عليهما‌السلام ، وعن أبي عبد الله البرقي وأبي قتادة ، وروى عنه سعد بن عبد الله وأحمد بن إدريس.

رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ ؛ رجال الطوسي : ٣٦٦ / ٣ و ٣٩٧ / ٦ و ٤٠٩ / ٣ ؛ فهرست الشيخ : ٢٥ / ٦٥ ؛ الخلاصة : ١٣ / ٢ ؛ لسان الميزان ١ : ٢٦٠ / ٨٠٧ ؛ معجم رجال الحديث ٢ : ٢٩٦ / ٨٩٨.

(٣) كامل الزيارات : ٣٦ / ٤.

(٤) مجمع البيان ٧ : ١٣٨.

٤٠١

عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً) ، قال : «هم الأئمة الأعلام ، ولو لا صبرهم ، وانتظارهم الأمر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا» (١).

٧١٧ / ١٩ ـ عنه ، قال : حدثنا حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن حجر بن زياد (٢) ، عن حريز ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) الآية ، فقال : «كان قوم صالحون ، وهم مهاجرون قوم سوء خوفا أن يفسدوهم ، فيدفع الله أيديهم عن الصالحين ، ولم يأجر أولئك بما يقع (٣) بهم ، وفينا مثلهم» (٤).

٧١٨ / ٢٠ ـ وعنه ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) قال : «نحن هم» (٥).

٧١٩ / ٢١ ـ وعنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن أحمد بن الحسين ، [عن أبيه] ، عن حصين بن مخارق ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي عبد الله بن الحسن بن الحسين ، عن أمه ، عن أبيها عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٤٠ / ٢٠.

(٢) في المصدر : زائدة.

(٣) في المصدر : بما يدفع.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٤٠ / ١٩.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٤٢ / ٢٢.

٤٠٢

أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ، قال : «هذه نزلت فينا أهل البيت» (١).

٧٢٠ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : «كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل ، فوقف أمامه ، وقال : يابن رسول الله ، أعيت علي آية في كتاب الله عزوجل ، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك.

فقال : وما هي؟ قال : قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ).

فقال أبي : نعم ، فينا نزلت ، وذلك أن فلانا ، وفلانا ، وطائفة معهما ـ وسماهم ـ اجتمعوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إلى من يصير هذا الأمر بعدك ، فوالله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك ، إنا لنخافهم على أنفسنا ولو صار إلى غيرهم فلعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم. فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : أما والله لو آمنتم بالله وبرسوله ما أبغضتموهم ، لأن بغضهم بغضي ، وبغضي هو الكفر بالله ، ثم نعيتم إلي نفسي ، فوالله لئن مكنهم الله في الأرض ليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، وليأمرا بالمعروف ، ولينهوا عن المنكر ، إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضوني ، ويبغضون أهل بيتي وذريتي ؛ فأنزل الله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فلم يقبل القوم ذلك ، فأنزل الله سبحانه : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ* وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ* وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)» (٢).

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٤٢ / ٢٣ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٢٢ / ٥٥٤.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٢ / ٢٤.

٤٠٣

٧٢١ / ٢٣ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله ، عن كثير بن عباس (١) ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ). قال : «هذه الآية لآل محمد ؛ والمهدي عليه‌السلام وأصحابه ، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ، ويميت الله عزوجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق ، حتى لا يرى أثر من الظلم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولله عاقبة الأمور» (٢).

٧٢٢ / ٢٤ ـ علي بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : «(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) فهذه لآل محمد عليهم‌السلام إلى آخر الآية ، والمهدي عليه‌السلام وأصحابه ، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ، ويميت الله به وبأصحابه البدع الباطل كما أمات السفهة الحق ، حتى لا يرى أثر للظلم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر» (٣).

قلت : الذي أفهمه من معنى الآية من الحديث أن الصوامع والبيع والصلوات والمساجد المراد به الأئمة عليهم‌السلام وكناية عنهم عليهم‌السلام.

٧٢٣ / ٢٥ ـ ويؤيد ذلك ما رواه شرف الدين النجفي في كتاب (ما نزل في العترة عليهم‌السلام في القرآن) ، قال : روى أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى الفضل بن شاذان ، عن داود بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : «أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل ، وأنتم الزكاة ، وأنتم الصيام ، وأنتم الحج؟

__________________

(١) في المصدر : عياش.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٣ / ٢٥.

(٣) تفسير القمي ٢ : ٨٧.

٤٠٤

فقال : يا داود ، نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل ، ونحن الزكاة ، ونحن الصيام ، ونحن الحج ، ونحن الشهر الحرام ، ونحن البلد الحرام ، ونحن كعبة الله ، ونحن قبلة ، ونحن وجه الله ، قال الله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(١) ونحن الآيات ، ونحن البينات ، وعدونا في كتاب الله عزوجل : الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، والخمر ، والميسر ، والأنصاب ، والأزلام والأصنام ، والأوثان ، والجبت ، والطاغوت ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير.

يا داود ، إن الله خلقنا فأكرم خلقنا ، وفضلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض ، وجعل لنا أضدادا وأعداء ، فسمانا في كتابه ، وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه تكنية عن العدو ، وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم ، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين» (٢).

قلت : فقد ذكرنا في باب من أبواب مقدمة كتاب البرهان ما يفسر معنى الكناية عنهم عليهم‌السلام بالصلاة والزكاة وغير ذلك بتفسير عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام من أراد وقف عليه من هناك.

قلت : والشيخ شرف الدين في الكتاب المذكور حمل الصوامع والبيع والمساجد على ظاهرها وذكرنا كلامه بتفصيله في كتاب البرهان والله أعلم وإليه المرجع في معنى كلامه سبحانه.

الإسم الخامس والثلاثون وأربعمأة : إنه القصر المشيد ، في قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(٣).

__________________

(١) البقرة ٢ : ١١٥.

(٢) تأويل الآيات ١ : ١٩ / ٢.

(٣) الحج ٢٢ : ٤٥.

٤٠٥

٧٢٤ / ٢٦ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن الحسن ، وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : «البئر المعطلة :

الإمام الصامت ، والقصر المشيد : الإمام الناطق» (١).

٧٢٥ / ٢٧ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن زياد ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : «البئر المعطلة : الإمام الصامت ، والقصر المشيد : الإمام الناطق (٢)» (٣).

٧٢٦ / ٢٨ ـ عنه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن السندي ، عن محمد بن عمرو ، عن بعض أصحابنا ، عن نصر بن قابوس ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : «البئر المعطلة : الإمام الصامت ، والقصر المشيد : الإمام الناطق» (٤).

٧٢٧ / ٢٩ ـ [وعنه] ، قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٢٧ / ٧٥.

(٢) قال الفيض رحمه‌الله : إنما كنى عن الإمام الصامت بالبئر : (لأنه منبع العلم الذي هو سبب حياة الأرواح مع خفائه إلا على من أتاه ، كما أن البئر : منبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان مع خفائها إلا على من أتاها ، وكنى عن صمته بالتعطيل لعدم الإنتفاع بعلمه ، وكنى عن الإمام الناطق بالقصر المشيد لظهوره ، وعلو منصبه ، وإشاعة ذكره ، وورد في قوله : «وبئر معطلة» أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه. تفسير الصافي ٥ : ١٤٨.

(٣) معاني الأخبار : ١١١ / ١.

(٤) معاني الأخبار : ١١١ / ٢.

٤٠٦

السمرقندي رحمه‌الله ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن إسحاق بن محمد ، قال : أخبرني محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن القاسم البطل ، عن صالح بن سهل ، أنه قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام هو القصر المشيد ، والبئر المعطلة : فاطمة وولدها عليهم‌السلام ، معطلين من الملك (١).

وقال محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري ، الملقب بشنبولة :

بئر معطلة وقصر مشرف

مثل لآل محمد مستطرف

فالناطق القصر المشيد منهم

والصامت البئر التي لا تنزف

٧٢٨ / ٣٠ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) : عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن بعض أصحابنا ، عن نصر بن قابوس ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ* وَماءٍ مَسْكُوبٍ* وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ)(٢) قال : «يا نصر ، إنه ـ والله ـ ليس حيث يذهب الناس ، إنما هو العالم وما يخرج منه».

وسألته عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : «البئر المعطلة : الإمام الصامت ، والقصر المشيد : الامام الناطق» (٣).

الإسم السادس والثلاثون وأربعمأة : إنه من الذين آمنوا.

[الإسم] السابع والثلاثون وأربعمأة : وعملوا الصالحات.

و [الإسم] الثامن والثلاثون وأربعمأة : إنه من الذين لهم مغفرة.

و [الإسم] التاسع والثلاثون وأربعمأة : ومن لهم رزق كريم ، في قوله تعالى :

__________________

(١) معاني الأخبار : ١١١ / ٣.

(٢) الواقعة ٥٦ : ٣٠ ـ ٣٣.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٥٧.

٤٠٧

(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)(١).

٧٢٩ / ٣١ ـ محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). قال : «أولئك آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذين سعوا في قطع مودة آل محمد عليهم‌السلام معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ـ قال ـ هي الأربعة نفر : التيمي ، والعدوي ، والأمويين» (٢).

الإسم الأربعون وأربعمأة : إنه مراد ، في قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ـ إلى قوله ـ (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(٣).

و [الإسم] الحادي والأربعون وأربعمأة : وإنه ، في قوله تعالى : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ)(٤).

٧٣٠ / ٣٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : روت الخاصة في معنى الآية ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصابته خصاصة ، فجاء رجل من الأنصار ، فقال له : هل عندك من طعام؟ فقال : نعم ، يا رسول الله ، وذبح له عناقا (٥) ، وشواه ، فلما أدناه منه تمنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٥٠.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٥ / ٢٩.

(٣) الحج ٢٢ : ٥٢.

(٤) الحج ٢٢ : ٥٥.

(٥) العناق : بالفتح ، الأنثى من ولد المعز قبل استكمالها الحول. «مجمع البحرين ـ عنق ـ ٥ : ٢١٩».

٤٠٨

فجاء أبو بكر وعمر ، ثمّ جاء عليّ عليه‌السلام بعدهما ، فأنزل الله في ذلك : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدّث (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) يعني فلانا وفلانا (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) يعني لمّا جاء عليّ عليه‌السلام بعدهما (ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) يعني بنصرة أمير المؤمنين عليه‌السلام».

ثمّ قال : (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً) يعني فلانا وفلانا (لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ). قال : الشكّ (وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله : (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني إلى الإمام المستقيم. ثمّ قال : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) أي في شكّ من أمير المؤمنين عليه‌السلام (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) قال : العقيم : الذي لا مثل له في الأيام (١).

٧٣١ / ٣٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) الآية ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : «خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد أصابه جوع شديد ، فأتى رجلا من الأنصار ، فذبح له عناقا ، وقطع له عذق بسر ورطب ، فتمنّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا عليه‌السلام ، وقال : يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة» ، قال : «فجاء أبو بكر ، ثمّ جاء عمر ، ثمّ جاء عثمان ، ثمّ جاء عليّ عليه‌السلام ، فنزلت هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)» (٢).

٧٣٢ / ٣٤ ـ عنه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، عن إدريس بن زياد

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٨٥.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٧ / ٣٣.

٤٠٩

الحنّاط ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عيينة ، قال : قال لي عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : «يا حكم ، هل تدري (١) ما كانت الآية التي كان يعرف بها عليّ عليه‌السلام ، صاحب قتله ، ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدّث بها الناس؟» قال : قلت : لا والله. فأخبرني بها ، يابن رسول الله. قال : «هي قول الله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدّث».

قلت : فكان عليّ عليه‌السلام محدّثا؟ قال : «نعم ، وكلّ إمام منّا أهل البيت محدّث» (٢).

٧٣٣ / ٣٥ ـ وعنه ، قال : حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد ، عن الحارث بن المغيرة النّصريّ (٣) ، قال : قال لي الحكم بن عيينة : إنّ مولاي عليّ بن الحسين عليه‌السلام قال لي : «إنّما علم عليّ عليه‌السلام كلّه في آية واحدة». قال : فخرج حمران (٤) بن أعين ليسأله ، فوجد عليّا عليه‌السلام قد قبض ، فقال لأبي جعفر عليه‌السلام : إنّ الحكم حدّثنا عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام أنّه قال : «إنّ علم عليّ عليه‌السلام كلّه في آية واحدة»؟

__________________

(١) في المصدر : ترى.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٥ / ٣٠.

(٣) أبو عليّ حارث بن المغيرة النصري. من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، أكّد وثاقته النجاشي ، وذكر الكشّي رواية تكشف عن مكانته عند الإمام وعلوّ قدره لديه.

روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وروى عنه أبو أيّوب وابن مسكان وحمّاد بن عثمان وغيرهم. له كتاب.

رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦١ ؛ رجال الطوسي : ١١٧ / ٤٢ و ١٧٩ / ٢٣٣ ؛ فهرست الشيخ : ٦٥ / ٢٥٥ ؛ رجال الكشّي : ٣٣٧ / ٦١٨ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ٢٠٤ / ٢٥١٤.

(٤) في المصدر : عمران.

٤١٠

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «وما تدري ما هي؟» قلت : لا. قال : «هي قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدّث ، ثمّ أبان شأن الرسول ، والنبيّ ، والمحدّث صلوات الله عليهم أجمعين» (١).

٧٣٤ / ٣٦ ـ وعنه ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن بريد العجلي ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن الرسول ، والنبيّ ، والمحدّث. فقال : «الرسول : الذي تأتيه الملائكة ، ويعاينهم ، وتبلغه الرسالة من الله. والنبيّ : الذي يرى في المنام ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدّث : الذي يسمع صوت الملائكة وحديثهم ، ولا يرى شيئا ، بل ينقر في اذنيه ، وينكت في قلبه» (٢).

٧٣٥ / ٣٧ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن الحسن بن عليّ ، قال : حدّثني عيسى (٣) بن هشام ، قال : حدّثنا كرّام بن عمرو الخثعميّ ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أكان عليّ عليه‌السلام ينكت في قلبه ، أو يوقر (٤) في صدره وأذنه؟ قال : «إنّ عليّا عليه‌السلام كان محدّثا».

قال : فلمّا أكثرت عليه ، قال : «إنّ عليّا عليه‌السلام كان يوم بني قريظة وبني النّضير كان جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، يحدّثانه» (٥).

٧٣٦ / ٣٨ ـ عنه : عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران ، قال : حدّثنا الحكم بن عيينة ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ علم عليّ عليه‌السلام في آية من القرآن» قال : وكتمنا الآية.

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٤٦ / ٣١.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٦ / ٣٢.

(٣) في المصدر : عبيس.

(٤) وقر في قلبي كذا : وقع وبقي أثره. «أقرب الموارد ـ وقر ـ ٢ : ١٤٧٤». وفي المصدر : ينقر.

(٥) بصائر الدرجات : ٣٢١ / ٢.

٤١١

قال : فكنّا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف الآية ـ قال ـ فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ، فقلت له : إنّ الحكم بن عيينة حدّثنا عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام : «أنّ علم عليّ عليه‌السلام في آية من القرآن» وكتمنا الآية.

قال : «اقرأ يا حمران» فقرأت : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) [فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «وما أرسلنا من رسول ولا نبيّ] ولا محدّث» قلت : وكان عليّا عليه‌السلام محدّثا؟ [قال : «نعم».

فجئت إلى أصحابنا ، فقلت : قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا. قال : قلت : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «كان يقول : عليّ عليه‌السلام محدّث».] فقالوا لي : ما صنعت شيئا ، ألا كنت تسأله من يحدّثه؟

قال : [قلت : فبعد ذلك إنّي أتيت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت : أليس حدّثتني أنّ عليّا عليه‌السلام كان محدّثا؟ قال : «بلى»] قلت : من يحدّثه؟ قال : «ملك يحدّثه».

قال : قلت : أقول إنّه نبيّ ، أو رسول؟ قال : «لا ، ولكن قل : مثله مثل صاحب سليمان ، وصاحب موسى ، ومثله مثل ذي القرنين» (١).

٧٣٧ / ٣٩ ـ وعنه : عن أبي طالب ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، قال : كنت أنا ، وأبو بصير ، ومحمّد بن عمران بمنزل بمكّة ، فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «نحن اثنا عشر محدّثا» فقال له أبو بصير : والله لقد سمعت من أبي عبد الله عليه‌السلام؟ قال : فحلّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه. فقال أبو بصير : كذا سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول (٢).

والأحاديث في هذه الآية بذكر المحدّث كثيرة ذكرناها في كتاب البرهان زيادة على هنا بكثير ، من أرادها وقف عليها من هناك.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٢٣ / ١٠ و ١١.

(٢) بصائر الدرجات : ٣١٩ / ٢.

٤١٢

الإسم الثاني والأربعون وأربعمأة : إنّه من الذين هاجروا في سبيل الله ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً)(١) الآية.

٧٣٨ / ٤٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا) إلى قوله : (إِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) ، قال : «نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام خاصّة» (٢).

الإسم الثالث والأربعون وأربعمأة : ليرزقنهم الله رزقا حسنا.

الإسم الرابع والأربعون وأربعمأة : انّه من عاقب بمثل ما عوقب به.

[الإسم] الخامس والأربعون وأربعمأة : ومن بغي عليه.

[الإسم] السادس والأربعون وأربعمأة : لينصرنّه الله ، في قوله تعالى : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ)(٣) الآية.

٧٣٩ / ٤١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «سمعت أبي محمّد بن عليّ عليه‌السلام كثيرا ما يردّد هذه الآية : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) قلت : يا أبت ـ جعلت فداك ـ أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام خاصّة؟ [قال : «نعم».](٤)

الإسم السابع والأربعون وأربعمأة : ليدخلنهم مدخلا يرضونه.

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٥٨.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٨ / ٣٥.

(٣) الحج ٢٢ : ٦٠.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٤٩ / ٣٦.

٤١٣

الإسم الثامن والأربعون وأربعمأة : إنّه منسكا ، في قوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ)(١) الآية.

٧٤٠ / ٤٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «لمّا نزلت هذه الآية : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) جمعهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ قال : يا معاشر الأنصار والمهاجرين ، إنّ الله تعالى يقول : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) والمنسك هو الإمام لكلّ أمّة نبيّها ، حتّى يدركه نبيّ ، ألا وإنّ لزوم الإمام وطاعته هو الدّين ، وهو المنسك ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام إمامكم بعدي ، فإنّي أدعوكم إلى هداه فإنّه على هدى مستقيم. فقام القوم يتعجّبون من ذلك ، ويقولون : والله إذن لننازعنّ الأمر ، ولا نرضى طاعته أبدا ، وإن كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المفتون به. فأنزل الله عزوجل : (ادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ* وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ* اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ»)(٢).

الإسم التاسع والأربعون وأربعمأة : إنّه ممّن اصطفى الله من الناس رسلا ، في قوله تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)(٣).

٧٤١ / ٤٣ ـ عليّ بن إبراهيم في معنى الآية : أي يختار ، وهو : جبرئيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، ومن الناس : الأنبياء ، والأوصياء ؛ فمن الأنبياء : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد صلوات الله عليهم أجمعين ،

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٦٧.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٩ / ٣٧.

(٣) الحجّ ٢٢ : ٧٥.

٤١٤

ومن هؤلاء الخمسة : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ ومن الأوصياء : أمير المؤمنين ، والأئمّة عليهم‌السلام. ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : وفيه تأويل آخر (١).

والإسم الخمسون وأربعمأة : إنّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).

[الإسم] الحادي والخمسون وأربعمأة : (اعْبُدُوا رَبَّكُمْ).

[الإسم] الثاني والخمسون وأربعمأة : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

[الإسم] الثالث والخمسون وأربعمأة : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ).

[الإسم] الرابع والخمسون وأربعمأة : (هُوَ اجْتَباكُمْ).

و [الإسم] الخامس والخمسون وأربعمأة : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).

[الإسم] السادس والخمسون وأربعمأة : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ).

و [الإسم] السابع والخمسون وأربعمأة : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ).

[الإسم] الثامن والخمسون وأربعمأة : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ).

[الإسم] التاسع والخمسون وأربعمأة : (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)(٢).

٧٤٢ / ٤٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن عمرو بن أذينة ، عن بريد العجليّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : قول الله عزوجل : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ). قال : «إيّانا عنى خاصّة : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) في الكتب التي مضت (وَفِي هذا) القرآن (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) ، فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عزوجل ، ونحن الشهداء

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٨٧.

(٢) الحج ٢٢ : ٧٨.

٤١٥

على الناس ، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة» (١).

٧٤٣ / ٤٥ ـ عنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ ، عن سليم بن قيس الهلاليّ ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «إنّ الله تبارك وتعالى طهّرنا ، وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا» (٢).

٧٤٤ / ٤٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) الآية : «أمركم بالركوع والسجود ، وعبادة الله ، وقد افترضها عليكم ، وأمّا فعل الخير ، فهي طاعة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ) يا شيعة آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) قال : من ضيق (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) يا آل محمّد ، يا من قد استودعكم المسلمين ، وافترض طاعتكم عليهم (وَتَكُونُوا) أنتم (شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) بما قطعوا من رحمكم ، وضيّعوا من حقّكم ، ومزّقوا من كتاب الله ، وعدلوا حكم غيركم بكم ، فالزموا الأرض (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) يا آل محمّد ، وأهل بيته (هُوَ مَوْلاكُمْ) أنتم وشيعتكم (فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»)(٣).

٧٤٥ / ٤٧ ـ سليم بن قيس ، في (كتابه) : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، في حديث يناشد فيه جمعا من الصحابة ، قال عليه‌السلام : «وأنشدتكم الله ، ألستم تعلمون أنّ الله

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٠ / ٢.

(٢) الكافي ١ : ١٩١ / ٥.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٥١ / ٤١.

٤١٦

عزوجل أنزل في سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) فقام سلمان ، فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد ، وهم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله ، وما جعل عليهم في الدين من حرج ، ملّة أبيهم إبراهيم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا : أنا ، وأخي عليّ ، وأحد عشر من ولد عليّ»؟ فقالوا : نعم ـ اللهم ـ سمعنا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

٧٤٦ / ٤٨ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) إلى قوله : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) فهذه خاصّة لآل محمّد عليهم‌السلام.

قال : وقوله : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) يعنى يكون على آل محمّد (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) أي آل محمّد يكونوا شهداء على الناس بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : عيسى بن مريم : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(٢) يعني الشهيد (وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(٣) وأنّ الله جعل على هذه الامّة بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهداء من أهل بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم أحد ، فإذا فنوا هلك أهل الأرض. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «جعل الله النجوم أمانا لأهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لأهل

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ١٥١.

(٢) المائدة ٥ : ١١٧.

(٣) المائدة ٥ : ١١٧.

٤١٧

الأرض» (١).

الإسم الستون وأربعمأة : وأقيموا الصلاة.

[الإسم] الحادي والستون وأربعمأة : وآتوا الزكاة.

[الإسم] الثاني والستون وأربعمأة : واعتصموا بالله هو موليكم فنعم المولى ونعم النصير.

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٨٨.

٤١٨

سورة المؤمنون

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثالث والستون وأربعمأة : أنّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى قوله تعالى : (هُمْ فِيها خالِدُونَ).

[الإسم] الرابع والستون وأربعمأة : من (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ).

[الإسم] الخامس والستون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).

[الإسم] السادس والستون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ).

[الإسم] السابع والستون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) الآية.

[الإسم] الثامن والستون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ).

[الإسم] التاسع والستون وأربعمأة : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ).

الإسم السبعون وأربعمأة : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(١).

٧٤٧ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن

__________________

(١) المؤمنون ٢٣ : ١١.

٤١٩

إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن الإمام موسى بن جعفر ، [عن أبيه] عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ـ إلى قوله ـ (هُمْ فِيها خالِدُونَ) قال : «نزلت في رسول الله ، وفي أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين صلوات الله عليهم أجمعين» (١).

٧٤٨ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ ، قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله التميمي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن عليّ عليهم‌السلام ، قال : («السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٢) فيّ نزلت».

وقال عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) : «فيّ نزلت» (٣).

٧٤٩ / ٣ ـ الشيخ الطوسي في (مجالسه) : بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام وذكر حديث ميلاد أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أن قال : «ثمّ دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا دخل ، اهتزّ له أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وضحك في وجهه ، وقال : السّلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ـ قال ـ ثمّ تنحنح بإذن الله تعالى وقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) إلى آخر الآيات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات ، إلى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت والله أميرهم ، تميرهم من علومك فيمتارون ،

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٥٢ / ١.

(٢) الواقعة ٥٦ : ١٠ و ١١.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٥ / ٢٨٨.

٤٢٠