السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
يقدمهما ، ولباسه من ذهب ، وبيده سيف من ذهب ، وكان فرعون يحبّ الذّهب ، فقال لفرعون : أجب هذين الرجلين ، وإلّا قتلتك. فانزعج فرعون لذلك ، وقال : هذا إليّ غدا. فلمّا خرجا ، دعا البوّابين وعاقبهم ، وقال : كيف دخل عليّ هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزّة فرعون أنّه ما دخل إلّا هذان الرجلان. وكان الفارس مثال عليّ عليهالسلام ، هذا الذي أيّد الله به النبيّين سرّا ، وأيّد به محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم جهرا ، لأنّه كلمة الله الكبرى التي أظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور ، فينصرهم بها ، وبتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم وينجّيهم ، وإليه الاشارة بقوله : (وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا).
قال ابن عبّاس : كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس (١).
٨٥٦ / ١٠ ـ وقال البرسي أيضا : روى أصحاب التواريخ : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا وعنده جنّي يسأله عن قضايا مشكلة ، فلما أقبل (٢) أمير المؤمنين عليهالسلام فتصاغر الجنّي حتّى صار كالعصفور ، ثمّ قال : أجرني ، يا رسول الله. فقال : «ممّن؟» فقال : من هذا الشابّ المقبل. فقال «وما ذاك؟» فقال الجنّي : أتيت سفينة نوح لاغرقها يوم الطوفان ، فلمّا تناولتها ضربني هذا فقطع يدي ، ثمّ أخرج يده مقطوعة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هو ذاك» (٣).
٨٥٧ / ١١ ـ ثمّ قال البرسيّ : ومن ذلك الإسناد : أنّ جنّيا كان جالسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فاستغاث الجنّي ، وقال : أجرني ـ يا رسول الله ـ من هذا الشابّ المقبل. قال : «وما فعل بك؟» قال : تمرّدت على
__________________
(١) مشارق أنوار اليقين : ١٤٩. وفيه زيادة : والسلطان.
(٢) في المصدر : فأقبل.
(٣) مشارق أنوار اليقين : ١٥٦.
سليمان ، فأرسل إليّ نفرا من الجنّ ، فطلت (١) عليهم ، فجاءني هذا الفارس فأسرني وجرحني ، وهذا مكان الضربة إلى الآن لم تندمل (٢).
الإسم الرابع والسبعون وخمسمأة : انه هدى من الله ، في قوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(٣).
٨٥٨ / ١٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ، قال : «يعني من اتّخذ دينه رأيه ، بغير إمام من أئمّة الهدى» (٤).
ورواه محمّد بن إبراهيم النعماني في (الغيبة) : عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، مثله (٥).
٨٥٩ / ١٣ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) : «يعني من يتّخذ دينه رأيه ، بغير إمام من أئمّة الهدى» (٦).
٨٦٠ / ١٤ ـ عليّ بن إبراهيم : [عن أبيه] ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلّى
__________________
(١) طال عليه : علاه وترفّع عليه. «لسان العرب ـ طول ـ ١١ : ٤١٢».
(٢) مشارق أنوار اليقين : ١٥٦.
(٣) القصص ٢٨ : ٥٠.
(٤) الكافي ١ : ٣٧٤ / ١.
(٥) الغيبة : ١٣٠ / ٧.
(٦) بصائر الدرجات : ١٣ / ١.
بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ، «قال : هو من يتّخذ دينه برأيه ، بغير إمام من الله من أئمّة الهدى صلوات الله عليهم» (١).
الإسم الخامس والسبعون وخمسمأة : انه من الذين (يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا).
[الإسم] السادس والسبعون وخمسمأة : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ).
[الإسم] السابع والسبعون وخمسمأة : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ).
[الإسم] الثامن والسبعون وخمسمأة : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ)(٢) الآية.
٨٦١ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) ، قال : الأئمّة عليهمالسلام (٣).
٨٦٢ / ١٦ ـ قال الصادق عليهالسلام : «نحن صبّر (٤) ، وشيعتنا أصبر منّا ، وذلك أنّا صبرنا على ما نعلم ، وصبروا بما لا يعلمون» (٥).
٨٦٣ / ١٧ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «نحن صبر ، وشيعتنا أصبر منّا ، لأنّ صبرنا بعلم ، وصبروا بما لا يعلمون» (٦).
٨٦٤ / ١٨ ـ قال : قوله : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) أي يدفعون سيّئة من
__________________
(١) ... تأويل الآيات ١ : ٤٢٠ / ١٣.
(٢) القصص ٢٨ : ٥٥.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٤١.
(٤) في المصدر : صبرنا.
(٥) تفسير القمّي ٢ : ١٤١.
(٦) تفسير القمّي ١ : ٣٦٥.
أساء إليهم بحسناتهم (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) ، قال : اللّغو الكذب ، واللهو : الغناء. وهم الأئمّة عليهمالسلام ، يعرضون عن ذلك كلّه (١).
الإسم التاسع والسبعون وخمسمأة : انّه ممّن وعده الله (وَعْداً حَسَناً) الآية.
الإسم الثمانون وخمسمأة : (فَهُوَ لاقِيهِ).
٨٦٥ / ١٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن هشام بن عليّ ، عن إسماعيل بن عليّ المعلّم ، عن بدل بن البحير (٢) ، عن شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن مجاهد ، قال : قوله عزوجل : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) ، نزلت في عليّ وحمزة عليهماالسلام (٣).
٨٦٦ / ٢٠ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي : بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) ، قال : «الموعود : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ، ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة» (٤).
الإسم الحادي والثمانون وخمسمأة : انّه شهيد ، في قوله تعالى : (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً)(٥) الآية.
٨٦٧ / ٢١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) يقول : «من كلّ فرقة من هذه الامّة
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ١٤٢.
(٢) في المصدر : المحبّر.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٢٢ / ١٧ ؛ تفسير الطبري ٢٠ : ٦٢ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٦٣ / ٥٩٩ و ٥٦٤ / ٦٠٠ ؛ فرائد السمطين ١ : ٣٦٤ / ٢٩١ ؛ ذخائر العقبى : ٨٨ ؛ الرياض النضرة ٣ : ١٧٩.
(٤) ... تأويل الآيات ١ : ٤٢٢ / ١٨.
(٥) القصص ٢٨ : ٧٥.
إمامها (فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ»)(١).
الإسم الثاني والثمانون وخمسمأة : انّه من الدار الآخرة ، في قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٢).
٨٦٨ / ٢٢ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) ، وكلّما في هذا الكتاب عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن ظريف ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : كنّا عنده ثمانية رجال ، فذكرنا رمضان ، فقال : «لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، وذهب رمضان ؛ فإنّ رمضان اسم من أسماء الله ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ؛ فالشهر المضاف إلى الإسم ، والإسم إسم الله ، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، جعله الله مثلا ووعدا ووعيدا.
ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ـ فيكبّر عند رؤيته ، كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع ، والأرضين السبع ، وما فيهنّ ، وما بينهنّ ، وما تحتهنّ».
قلت : يا أبا جعفر ، وما الميزان؟ فقال : «إنّك قد ازددت قوّة ونظرا. يا سعد ، رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصخرة ، ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزوجل في الإمام : (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(٣)».
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ١٤٣.
(٢) القصص ٢٨ : ٨٣.
(٣) الحديد ٥٧ : ٢٥.
قال : «ومن كبّر بين يدي الإمام ، وقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن كتب له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمّد عليهماالسلام والمرسلين في دار الجلال».
قلت : وما دار الجلال؟ فقال : «نحن الدار ، وذلك قول الله عزوجل (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ، [فنحن العاقبة ، يا سعد. وأمّا مودّتنا للمتّقين] فيقول الله عزوجل : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(١) ، جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا» (٢).
الإسم الثالث والثمانون وخمسمأة : انّه ممّن ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)(٣).
٨٦٩ / ٢٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك ، وعبيس بن هشام ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن صالح بن ميثم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : حدّثني. قال : «أوليس قد سمعته من أبيك؟» قلت : هلك أبي وأنا صبيّ. قال : قلت : فأقول ، فإن أصبت. قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ. قال : «ما أشدّ شرطك» قلت : فأقول ، فإن أصبت سكت ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ. قال : «هذا أهون».
قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّا عليهالسلام دابّة الأرض ؛ وسكت. فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أراك ـ والله ـ تقول : إنّ عليّا عليهالسلام راجع إلينا ؛ وقرأ : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)». قال : قلت : قد جعلتها فيما أريد أن أسألك عنه فنسيتها.
__________________
(١) الرحمن ٥٥ : ٧٨.
(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٥٦.
(٣) القصص ٢٨ : ٨٥.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أفلا أخبرك بما هو أعظم من هذا؟ قوله عزوجل : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)(١) ، وذلك أنّه لا يبقى أرض إلّا ويؤذّن فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله» وأشار بيده إلى آفاق الأرض (٢).
٨٧٠ / ٢٤ ـ عنه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، عن الحسن بن عليّ بن مروان ، عن سعد بن عمر ، عن أبي مروان ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) ، قال : فقال لي : «لا والله ، لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتّى يجتمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ عليهالسلام بالثويّة ، فيلتقيان ويبنيان بالثويّة مسجدا له اثنا عشر ألف باب». يعني موضعا بالكوفة (٣).
وباقي الروايات تؤخذ من كتاب البرهان.
الإسم الرابع والثمانون وخمسمأة : انّه من الوجه ، في قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(٤).
٨٧١ / ٢٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن سيف بن عميرة ، عمّن ذكره ، عن الحارث بن المغيرة النصريّ ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، فقال : «ما يقولون فيه؟» قلت : يقولون يهلك كلّ شيء إلّا وجه الله. فقال : «سبحان الله! لقد قالوا قولا عظيما ، إنّما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى
__________________
(١) سبأ ٣٤ : ٢٨.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٢٣ / ٢٠.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٢٤ / ٢١.
(٤) القصص ٢٨ : ٨٨.
منه» (١).
ورواه محمّد بن الحسن الصفّار في (بصائر الدرجات) : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن الحارث بن المغيرة ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فسأله رجل عن قول الله تبارك وتعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) قال : ما يقولون ... وذكر الحديث السابق بعينه (٢).
٨٧٢ / ٢٦ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر بن أبان ، عن ضريس الكناسيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، قال : «نحن الوجه الذي يؤتى الله عزوجل منه» (٣).
٨٧٣ / ٢٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمهالله ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمّال ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «نحن وجه الله الذي لا يهلك» (٤).
٨٧٤ / ٢٨ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع الورّاق ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل (كُلُّ شَيْءٍ
__________________
(١) الكافي ١ : ١٤٣ / ١.
(٢) بصائر الدرجات : ٦٤ / ١.
(٣) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ٢٣١ / ٣٤.
(٤) التوحيد : ١٥٠ / ٤.
هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) قال : «نحن» (١).
٨٧٥ / ٢٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد الله بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الأحول ، عن سلّام بن المستنير ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، قال : «نحن ـ والله ـ وجهه الذي قال ، ولن يهلك (٢) إلى يوم القيامة بما أمر الله به من طاعتنا وموالاتنا ، فذلك والله الوجه الذي قال : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، وليس منّا ميّت يموت إلّا وخلفه عاقبة منه إلى يوم القيامة» (٣).
٨٧٦ / ٣٠ ـ عنه ، قال : أخبرنا عبد الله بن العلاء المداري (٤) ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، قال : «نحن وجه الله عزوجل» (٥).
٨٧٧ / ٣١ ـ وعنه ، قال : حدّثنا الحسن (٦) بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) : «ألا ما اريد به وجه الله ، وجهه عليّ عليهالسلام» (٧).
وباقي الروايات مذكورة في كتاب البرهان.
__________________
(١) التوحيد : ١٥٠ / ٥.
(٢) في المصدر : نهلك.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٢٥ / ٢٥.
(٤) في المصدر : عن المذاري ، راجع رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧١.
(٥) تأويل الآيات ١ : ٤٢٦ / ٢٦.
(٦) في المصدر : الحسين.
(٧) تأويل الآيات ١ : ٤٢٦ / ٢٧.
سورة العنكبوت
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخامس والثمانون وخمسمأة : انه ممّن يرجو لقاء الله.
[الإسم] السادس والثمانون وخمسمأة : وانه ممّن جاهد لنفسه ، في قوله تعالى : (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ)(١) الآية.
٨٧٨ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أيّوب بن سليمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : قوله عزوجل : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، وهم الذين بارزوا عليّا عليهالسلام وحمزة وعبيدة ، ونزلت فيهم : (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) ، قال : في عليّ عليهالسلام
__________________
(١) العنكبوت ٢٩ : ٥ ـ ٦.
وصاحبيه (١).
الإسم السابع والثمانون وخمسمأة : انه أحد الوالدين والآخر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً)(٢).
٨٧٩ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم في معنى الآية قال : هما اللذان ولداه.
ثمّ قال : (وَإِنْ جاهَداكَ) يعني الوالدين (لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ)(٣).
٨٨٠ / ٣ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : أخبرنا الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن بسطام بن مرّة ، عن إسحاق بن حسّان ، عن الهيثم بن واقد ، عن عليّ بن الحسين العبديّ ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، أنّه سأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(٤).
قال : «الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم ، وورثا الحكم (٥) ، وأمر الناس بطاعتهما ، ثمّ قال : (إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(٦) ، فمصير العباد إلى الله ، والدليل على ذلك الوالدان ، ثمّ عطف الله القول على ابن حنتمه (٧) وصاحبه ، فقال في الخاصّ : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي)(٨) يقول : في الوصيّة ،
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٤٢٩ / ٦ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٦٧ / ٦٠٤.
(٢) العنكبوت ٢٩ : ٨.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٤٨.
(٤) لقمان ٣١ : ١٤.
(٥) وفي المصدر : الحلم.
(٦) لقمان ٣١ : ١٤.
(٧) في المصدر : ابن فلانة.
(٨) لقمان ٣١ : ١٥.
وتعدل عمّن أمرت بطاعته ، فلا تطعهما ، ولا تسمع قولهما ، ثمّ عطف القول على الوالدين فقال : (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً)(١) ، يقول : عرّف النّاس فضلهما ، وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ)(٢) ، قال : إلى الله ثمّ إلينا ، فاتّقوا الله ولا تعصوا الوالدين ، فإنّ رضاهما رضا الله ، وسخطهما سخط الله» (٣).
٨٨١ / ٤ ـ السيّد الرضي في (الخصائص) : بإسناده عن سهل بن كهيل ، عن أبيه ، في قول الله عزوجل : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) ، قال : أحد الوالدين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
الإسم الثامن والثمانون وخمسمأة : انّه من العالمون ، في قوله تعالى : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ)(٥).
٨٨٢ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، [في معنى هذه الآية ، قال] : يعني آل محمّد عليهمالسلام (٦).
٨٨٣ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن مالك بن عطية ، عن محمّد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) ، قال : «نحن هم» (٧).
__________________
(١) لقمان ٣١ : ١٥.
(٢) لقمان ٣١ : ١٥.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٤٨.
(٤) خصائص الأئمّة : ٧٠.
(٥) العنكبوت ٢٩ : ٤٣.
(٦) تفسير القمّي ٢ : ١٥٠.
(٧) تأويل الآيات ١ : ٤٣٠ / ٨.
[الإسم] التاسع والثمانون وخمسمأة : انّه من ذكر الله.
الإسم التسعون وخمسمأة : انّه من أكبر ، في قوله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ).
٨٨٤ / ٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن سفيان الحريريّ ، عن أبيه ، عن سعد الخفّاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ قلت : يا أبا جعفر ، هل يتكلّم القرآن؟ فتبسّم ، ثمّ قال : «رحم الله الضّعفاء من شيعتنا ، إنّهم أهل تسليم». ثمّ قال : «نعم يا سعد ، والصلاة تتكلّم ، ولها صورة وخلق ، تأمر وتنهى».
قال سعد : فتغيّر لذلك لوني ، وقلت : هذا شيء لا أستطيع أن أتكلّم به في الناس. فقال أبو جعفر عليهالسلام : «وهل الناس إلّا شيعتنا ، فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقّنا». ثمّ قال : «يا سعد ، أسمعك كلام القرآن؟». قلت : بلى ، صلّى الله عليك. قال : «(إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) ، فالنهي كلام ، والفحشاء والمنكر رجال ، ونحن ذكر الله ، ونحن أكبر» (١).
الإسم الحادي والتسعون وخمسمأة : انه من الذين آتيهم الكتاب يؤمنون به ، في قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)(٢) الآية.
٨٨٥ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن سليمان (٣) ، عن الحسين بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) ، قال : «هم
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٣٧ / ١.
(٢) العنكبوت ٢٩ : ٤٧.
(٣) في المصدر : يعقوب.
آل محمّد عليهمالسلام (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) ، يعني أهل الإيمان من أهل القبلة» (١).
٨٨٦ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا أبو سعيد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحصين بن المخارق ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) ، قال : «هم آل محمّد عليهمالسلام» (٢).
٨٨٧ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) : «فهم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) ، يعني أهل الإيمان من أهل القبلة» (٣).
الإسم الثاني والتسعون وخمسمأة : انه من الذين أوتوا العلم ، في قوله تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(٤) الآية.
٨٨٨ / ١١ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ، قال : «هم آل محمّد (٥) عليهمالسلام» (٦).
٨٨٩ / ١٢ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد شعر ، عن هارون بن حمزة الغنويّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : («بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ـ قال ـ هم الأئمّة عليهمالسلام خاصّة» (٧).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٤٣١ / ٩.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٣١ / ١٠.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٥٠.
(٤) العنكبوت ٢٩ : ٤٩.
(٥) في المصدر : هم الأئمّة عليهمالسلام.
(٦) الكافي ١ : ٢١٤ / ٢.
(٧) الكافي ١ : ٢١٤ / ٤.
٨٩٠ / ١٣ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ، قال : «هم الأئمّة عليهمالسلام خاصّة» (١).
ورواه الصفّار في (بصائر الدرجات) : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل ، قال : سألته ... الحديث بعينه (٢).
٨٩١ / ١٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهليّ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عبد العزيز العبديّ ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، عن قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ، قال : «هم الأئمّة من آل محمّد عليهمالسلام» (٣).
والروايات كثيرة في الآية بهذا المعنى ذكرت في كتاب البرهان.
الإسم الثالث والتسعون وخمسمأة : انه من الآيات ، في قوله تعالى : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا)(٤).
٨٩٢ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم : [في قوله تعالى : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا)] ، يعني ما يجحد بأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام (إِلَّا الظَّالِمُونَ)(٥).
الإسم الرابع والتسعون وخمسمأة : انّه من الذين جاهدوا في الله سبحانه ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا).
[الإسم] الخامس والتسعون وخمسمأة : (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا).
__________________
(١) الكافي ١ : ٢١٤ / ٥.
(٢) بصائر الدرجات : ٢٠٦ / ٨.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٣٢ / ١٤.
(٤) العنكبوت ٢٩ : ٤٩.
(٥) تفسير القمّي ٢ : ١٥١.
و [الإسم] السادس والتسعون وخمسمأة : إنّه من ، (الْمُحْسِنِينَ).
٨٩٣ / ١٦ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمهالله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ، ويعيبه ، ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ـ وذكر الخطبة إلى أن قال فيها ـ : ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم» ، وذكر الأسماء إلى أن قال : «وأنا المحسن ، يقول الله عزوجل : (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)» (١).
وقد تقدم تذكر الاسماء في مقدمة الكتاب في الفائدة الثانية.
٨٩٤ / ١٧ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن عمرو بن محمّد بن زكي ، عن محمّد بن الفضيل ، عن محمّد بن شعيب ، عن قيس بن الربيع ، عن منذر الثوري ، عن محمّد بن الحنفية ، عن أبيه عليّ عليهالسلام ، قال : «يقول الله عزوجل : (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، فأنا ذلك المحسن» (٢).
٨٩٥ / ١٨ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسن بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، قال : «نزلت فينا» (٣).
٨٩٦ / ١٩ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن الحسن ، عن
__________________
(١) معاني الأخبار : ٥٨ / ٩.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٣٣ / ١٥.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٣٣ / ١٦.
أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن مسلم الحذّاء ، عن زيد بن عليّ ، في قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، قال : «نحن هم». قلت : وإن لم تكونوا ، وإلّا فمن! (١).
٨٩٧ / ٢٠ ـ المفيد في كتاب (الاختصاص) ، قال : روي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهمالسلام ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، قال : «نزلت فينا أهل البيت» (٢).
٨٩٨ / ٢١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «هذه الآية (٣) لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأشياعهم» (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٤٣٣ / ١٧.
(٢) الاختصاص : ١٢٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٦٩ / ٦٠٦ و ٦٠٧.
(٣) أي الآية (٦٩) من هذه السورة.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٥١.
سورة الروم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السابع والتسعون وخمسمأة : انّه من العالمين ، في قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ)(١).
٨٩٩ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن إدريس ، ومحمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن الإمام : فوّض الله إليه كما فوّض إلى سليمان بن داود؟ فقال : «نعم ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة ، فأجابه عنها ، وسأله آخر عن تلك المسألة ، فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال : (هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب) (٢) وهكذا هي في قرائة عليّ عليهالسلام».
قال : قلت : أصلحك الله ، فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ قال :
__________________
(١) الروم ٣٠ : ٢٢.
(٢) سورة ص ٣٨ : ٣٩. وفي الآية : أمسك ، بدل أعط.
«سبحان الله! أما تسمع الله يقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)(١) ، وهم الأئمّة عليهمالسلام (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(٢) لا يخرج منها أبدا».
ثمّ قال لي : «نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه ، وعرف لونه ، وإن سمع كلامه من خلف الحائط عرفه ، وعرف ما هو ، إنّ الله يقول : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) ، وهم العلماء ، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلّا عرفه ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم» (٣).
ورواه الصفّار في (بصائر الدرجات) (٤).
الإسم الثامن والتسعون وخمسمأة : انّه من الذين أوتوا العلم والإيمان ، في قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ)(٥).
٩٠٠ / ٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن أبي محمّد القاسم بن العلاء ، رفعه ، عن عبد العزيز بن مسلم ، عن الرضا عليهالسلام : ـ في حديث وصف الإمام ، ومن له الإمامة ، ويستحقّها دون سائر الخلق ـ إلى أن قال الرضا عليهالسلام : «فلم تزل في ذرّيّته ـ يعني الإمامة في ذرّيّة إبراهيم الخليل عليهالسلام ـ يرثها بعض عن بعض ، قرنا فقرنا ، حتّى ورّثها الله عزوجل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(٦) ، فكانت له خاصّة ،
__________________
(١) الحجر ١٥ : ٧٥.
(٢) الحجر ١٥ : ٧٦.
(٣) الكافي ١ : ٤٣٨ / ٣.
(٤) بصائر الدرجات : ٣٨٧ / ١٣.
(٥) الروم ٣٠ : ٥٦.
(٦) آل عمران ٣ : ٦٨.
فقلدها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله جلّ وعلا : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ، فهي في ولد عليّ عليهالسلام خاصّة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
ورواه ابن بابويه في كتاب (معاني الأخبار) ، قال : حدّثنا أبو العبّاس ، محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو القاسم أحمد (٢) بن محمّد بن عليّ الهاروني ، قال : حدّثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن القاسم الرقّام ، قال : حدّثني القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، عن الرضا عليهالسلام ، وذكر الحديث ، وهو طويل ذكرناه بتمامه في قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) من سورة القصص (٣).
في كتاب البرهان وكتاب الهادي.
__________________
(١) الكافي ١ : ١٩٨ / ١.
(٢) في المصدر : أبو أحمد القاسم.
(٣) معاني الأخبار : ٩٦ / ٢.