اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض الأيّام صلاة الفجر ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت : يا رسول الله ، إن رأيت أن تفسّر لنا قول الله عزوجل : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أمّا النبيّون فأنا ، وأمّا الصدّيقون فأخي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأمّا الشهداء ، فعمّي حمزة ، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين».

قال : وكان العبّاس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : ألسنا أنا وأنت وعليّ وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة؟ قال : «وكيف ذلك يا عمّ»؟ قال العبّاس : لأنّك تعرّف بعليّ وفاطمة والحسن والحسين دوننا ، فتبسّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : «أمّا قولك يا عمّ : ألسنا من نبعة واحدة ، فصدقت ، ولكن يا عمّ إنّ الله تعالى خلقني وعليّا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله تعالى آدم ، حيث لا سماء مبنيّة ، ولا أرض مدحيّة ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا جنّة ولا نار ، ولا شمس ولا قمر».

قال العبّاس : وكيف كان بدأ خلقكم ، يا رسول الله؟ قال : «يا عمّ ، لمّا أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلّم بكلمة فخلق منها نورا ، ثمّ تكلّم بكلمة فخلق منها روحا ،

__________________

ـ فكان يشدّ رأسه بعصابة إخفاء لذلك الوضح الذي أصابه ، وكان أيضا منحرفا عن الإمام ، ولم يرو عنه مع كثرة روايته عن غيره.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وروى عنه سليمان بن عمرو ، وعند العامّة روى عن أبي بكر وعمر وأسيد بن حضير وغيرهم ، وروى عنه ابن سيرين والشعبي ومكحول وجماعة. مات سنة ٩٣ ه‍ ، وقيل غير ذلك.

الإستيعاب ١ : ١٠٩ / ٨٤ ؛ أمالي الصدوق : ٧٥٣ / ٣ ؛ الخصال ١ : ١٩٠ / ٢٦٣ ؛ الإصابة ١ : ٧١ / ٢٧٧ ؛ اسد الغابة ١ : ١٢٧ ؛ تذكرة الحفّاظ ١ : ٤٤ / ٢٣ ؛ رجال الطوسي : ٣ / ٥ و ٦ ؛ تقريب التهذيب ١ : ٨٤ / ٦٤٤ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٩٥ / ٦٢ ؛ معجم رجال الحديث ٣ : ٢٣٩ / ١٥٥٨.

١٨١

فمزج النور بالرّوح ، فخلقني وأخي عليّا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ، ونقدّسه حين لا تقديس ، فلمّا أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري ، فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل (١) من العرش.

ثمّ فتق نور أخي عليّ بن أبي طالب ، فخلق منه الملائكة (٢) ، والملائكة (٣) من نور عليّ ، ونور (٤) عليّ من نور الله ، وعليّ أفضل من الملائكة ؛ ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة ، فخلق منه السماوات والأرض ، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله عزوجل ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض ؛ ثمّ فتق نور ولدي الحسن ، وخلق منه الشمس (٥) والقمر ، فالشمس والقمر من نور الحسن ، ونور ولدي الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر ؛ ثمّ فتق نور ولدي الحسين ، فخلق منه الجنّة والحور العين ، فالجنّة (٦) والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين.

ثمّ أمر الله الظّلمات أن تمرّ بسحائب الظلم ، فأظلمت السماوات على الملائكة ، فضجّت الملائكة بالتسبيح والتقديس ، وقالت : إلهنا وسيّدنا منذ خلقتنا وعرّفتنا هذه الأشباح لم نر بؤساّ ، فبحقّ هذه الأشباح إلّا ما كشفت عنا هذه الظلمة ، فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلّقها في بطنان العرش ، فأزهرت

__________________

(١) في المصدر : خير.

(٢) في المصدر : فخلق منه نور الملائكة.

(٣) في المصدر : فنور الملائكة.

(٤) في المصدر زيادة : أخي.

(٥) في المصدر : وخلق منه نور الشمس.

(٦) في المصدر : فنور الجنّة.

١٨٢

السماوات والأرض ، ثمّ أشرقت بنورها ، فلأجل ذلك سمّيت الزهراء ، فقالت الملائكة : إلهنا وسيّدنا ، لمن هذا النور الزاهر الذي قد أشرقت به (١) السماوات والأرض؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة بنت حبيبي وزوجة وليّي وأخي نبّيي وأبي حججي على عبادي (٢) ، أشهدكم يا ملائكتي أنّي قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبّيها إلى يوم القيامة».

فلمّا سمع العبّاس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك وثب قائما وقبّل ما بين عيني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقال : والله أنت ـ يا عليّ ـ الحجّة البالغة لمن آمن بالله تعالى واليوم الآخر (٣).

والروايات غير ذلك في الآية مذكورة زيادة على ما هنا في كتاب البرهان.

الإسم الخامس والستون ومائة : أنه من المستضعفين من الرجال ، في قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها)(٤).

٢٥٧ / ٤٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : (الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) إلى (نَصِيراً) قال : «نحن أولئك» (٥).

٢٥٨ / ٤٨ ـ عنه : بإسناده عن سماعة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن

__________________

(١) في المصدر : قد أزهرت منه.

(٢) في المصدر زيادة : في بلادي.

(٣) مصباح الأنوار : ٦٩ «مخطوط».

(٤) النساء ٤ : ٧٥.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٧ / ١٩٣.

١٨٣

المستضعفين ، قال : «هم أهل الولاية».

قلت : أيّ ولاية تعني؟ قال : «ليست الولاية ، ولكنّها في المناكحة ، والمواريث ، والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا الكفّار ، ومنهم المرجون لأمر الله ، فأمّا قوله : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا) إلى (نَصِيراً) فأولئك نحن» (١).

و [الإسم] السادس والسابع والستون ومائة : من القائلين اجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا.

الإسم الثامن والستون ومائة : إنّه من أولي الأمر.

و [الإسم] التاسع والستون ومائة : إنّه من الذين يستنبطونه منهم ، في قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(٢).

٢٥٩ / ٤٩ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن الحسن (٣) وغيره ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ؛ ومحمّد بن يحيى ، ومحمّد بن الحسين ، جميعا ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ؛ وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(٤) ، وقال عزوجل : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) ، فردّ الأمر ، أمر الناس ، إلى أولي الأمر

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ٢٥٧ / ١٩٤.

(٢) النساء ٤ : ٨٣.

(٣) في المصدر : الحسين.

(٤) النساء ٤ : ٥٩.

١٨٤

منهم الذين أمر بطاعتهم وبالردّ إليهم» (١).

٢٦٠ / ٥٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) ، قال : «هم الأئمّة» (٢).

٢٦١ / ٥١ ـ عنه : بإسناده عن عبد الله بن جندب ، قال : كتب إليّ أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : «ذكرت ـ رحمك الله ـ هؤلاء القوم الذين وصفت أنّهم كانوا بالأمس لكم إخوانا ، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم ، والعداوة لكم والبراءة منكم ، والذي (٣) تأفكوا به من حياة أبي صلوات الله عليه ورحمته».

وذكر في آخر الكتاب : «أنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة (٤) ، ولبّس عليهم أمر دينهم ، وذلك لمّا ظهرت فريتهم ، واتّفقت كلمتهم ، وكذبوا على عالمهم ، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم ، فقالوا : لم ومن وكيف؟ فأتاهم الهلاك من مأمن احتياطهم ، وذلك بما كسبت أيديهم ، (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(٥) ، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم ، بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر ، وردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه ، لأنّ الله يقول في محكم كتابه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) يعني آل محمّد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجّة لله على خلقه» (٦).

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٩٣ / ٣.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦٠ / ٢٠٥.

(٣) في المصدر : والذين.

(٤) اغتره : خدعه واطمعه بالباطل.

(٥) فصّلت ٤١ : ٤٦.

(٦) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦٠ / ٢٠٦.

١٨٥

٢٦٢ / ٥٢ ـ الشيخ المفيد في (الإختصاص) : عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «إنّما مثل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ومثلنا من بعده في هذه الأمّة كمثل موسى النبيّ والعالم عليهما‌السلام حيث لقيه واستنطقه وسأله الصّحبة ، فكان من أمرهما ما اقتصّه الله لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتابه ، وذلك أنّ الله قال لموسى عليه‌السلام : (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(١) ، ثمّ قال : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)(٢) وكان (٣) عند العالم علم لم يكتبه لموسى عليه‌السلام في الألواح ، وكان موسى عليه‌السلام يظنّ أنّ جميع الأشياء التي يحتاج إليها في نبوّته ، وجميع العلم قد كتب له في الألواح ، كما يظنّ هؤلاء الذين يدّعون أنّهم علماء وفقهاء ، وأنّهم قد أوتوا جميع الفقه والعلم في الدّين بما (٤) يحتاج هذه الامّة إليه ، وصحّ لهم ذلك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلموه وحفظوه ، وليس كلّ علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علموه ، ولا صار إليهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا عرفوه ، وذلك أنّ الشيء من الحلال والحرام والأحكام قد ترد عليهم فيسألون عنه ، فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون ، فطلب الناس العلم من غير معدنه (٥) ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وكرهوا (٦) الآثار ، ودانوا الله بالبدع ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلّ بدعة ضلالة.

__________________

(١) الأعراف ٧ : ١٤٤.

(٢) الأعراف ٧ : ١٤٥.

(٣) في المصدر : وقد كان.

(٤) في المصدر : ممّا.

(٥) في المصدر : من معدنه.

(٦) في المصدر : وتركوا.

١٨٦

فلو أنّهم إذا سئلوا ، عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي العلم منهم (١) لعلمه الذين يستنبطون العلم (٢) من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذي يمنعهم من طلب العلم منّا العداوة لنا والحسد ، ولا والله ما حسد موسى العالم عليهما‌السلام ، وموسى عليه‌السلام نبيّ يوحى إليه ، حيث لقيه واستنطقه وعرّفه بالعلم ، بل أقرّ له بعلمه ، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم وسأله الصحبة فيتعلّم (٣) منه العلم ويرشده ، فلمّا أن سأل العالم ذلك ، علم العالم أنّ موسى عليه‌السلام لا يستطيع صحبته ، ولا يحتمل علمه ، ولا يصبر معه ، فعند ذلك قال له العالم : (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)(٤) [فقال له موسى عليه‌السلام : ولم لا أصبر] فقال له العالم : (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً)(٥) فقال له موسى عليه‌السلام وهو خاضع له بتعظيمه (٦) على نفسه كي يقبله : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)(٧) وقد كان العالم يعلم أنّ موسى لا يصبر على علمه.

وكذلك والله ـ يا إسحاق ـ حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم ، لا يحتملون والله علمنا ، ولا يقبلونه ، ولا يطيقونه ، ولا يأخذون به ، ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى عليه‌السلام على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه ، وكان

__________________

(١) في المصدر : اولي الأمر.

(٢) في المصدر : يستنبطونه منهم.

(٣) في المصدر : ليتعلّم.

(٤) الكهف ١٨ : ٦٧.

(٥) الكهف ١٨ : ٦٨.

(٦) في المصدر : يستعطفه.

(٧) الكهف ١٨ : ٦٩.

١٨٧

ذلك عند موسى مكروها ، وكان عند الله رضا وهو الحقّ ، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ به ، وهو عند الله الحقّ» (١).

الإسم السبعون ومائة : رحمة الله والفضل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وروي العكس ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ)(٢).

٢٦٣ / ٥٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، في قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) قال : «الفضل : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورحمته : أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٣).

٢٦٤ / ٥٤ ـ عنه : بإسناده عن محمّد بن الفضيل ، عن العبد الصالح عليه‌السلام ، قال : «الرحمة : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والفضل : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٤).

٢٦٥ / ٥٥ ـ وعنه : بإسناده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وحمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ). قالا : «فضل الله : رسوله ، ورحمته : ولاية الأئمّة عليهم‌السلام» (٥).

الإسم الحادي والسبعون ومائة : إنّه من آيات الله تعالى ، في قوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها)(٦) إلى آخر الآية.

٢٦٦ / ٥٦ ـ [محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ،

__________________

(١) الاختصاص : ٢٥٨.

(٢) النساء ٤ : ٨٤.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦١ / ٢٠٨.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦١ / ٢٠٩.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ٢٦٠ / ٢٠٧.

(٦) النساء ٤ : ١٤٠.

١٨٨

عن ابن محبوب ، عن شعيب العقرقوفي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) إلى آخر الآية]. فقال : «[إنّما] عنى بهذا [إذا سمعت] الرجل [الذي] يجحد الحقّ ويكذّب به ويقع في الأئمّة ، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان» (١).

٢٦٧ / ٥٧ ـ ورواه العيّاشي : بإسناده عن شعيب العقرقوفي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) إلى قوله : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ). فقال عليه‌السلام : «إنّما عنى الله بهذا : إذا سمعت الرجل يجحد الحقّ ويكذّب به ويقع في الأئمّة فقم من عنده ولا تقاعده كائنا ما كان (٢)» (٣).

الإسم الثاني والسبعون ومائة : المنهي ان يؤمن برسول الله دونه ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ)(٤). الآية.

٢٦٨ / ٥٨ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، قال : قال : هم الذين أقرّوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنكروا أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) أي ينالوا خيرا (٥).

الإسم الثالث والسبعون ومائة : أنّه من يؤمن به قبل الموت.

و [الإسم] الرابع والسبعون ومائة : يكون شهيدا يوم القيامة ، في قوله تعالى : (وَإِنْ

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٧٧ / ٨.

(٢) في المصدر : كائنا من كان.

(٣) تفسير العياشي ١ : ٢٨٢ / ٢٩١.

(٤) النساء ٤ : ١٥٠.

(٥) تفسير القمي ١ : ١٥٧.

١٨٩

مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)(١).

٢٦٩ / ٥٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً). قال : «ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلّا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليهما‌السلام حقّا من الأوّلين والآخرين» (٢).

٢٧٠ / ٦٠ ـ عنه : بإسناده عن المفضّل بن عمر (٣) ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ). فقال : «هذه نزلت فينا خاصّة ، إنّه ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتّى يقرّ للإمام بإمامته (٤) كما أقرّ ولد يعقوب ليوسف حين قالوا : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا»)(٥).

الإسم الخامس والسبعون ومائة : اسم عليّ عليه‌السلام مراد ، في قوله تعالى : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(٦).

٢٧١ / ٦١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إنّما أنزلت : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) في

__________________

(١) النساء ٤ : ١٥٩.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٤ / ٣٠٣.

(٣) في المصدر : المفضل بن محمّد ، وهو معدود من أصحاب الصادق عليه‌السلام أيضا ، راجع رجال الشيخ الطوسي : ٣١٥ / ٥٥٦.

(٤) قال الفيض رحمه‌الله : يعني أنّ ولد فاطمة هم المعنيّون بأهل الكتاب هنا ، وذلك لقوله سبحانه : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) [فاطر ٣٥ : ٣٢] فانّهم المرادون بالمصطفين هناك.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٣ / ٣٠٠ ، والآية من سورة يوسف ١٢ : ٩١.

(٦) النساء ٤ : ١٦٦.

١٩٠

عليّ (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً»)(١).

٢٧٢ / ٦٢ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي حمزة الثّماليّ ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) في عليّ (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)» (٢).

الإسم السادس والسبعون ومائة : انه من ظلمه لم يغفر الله تعالى له ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً* إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ)(٣) الآية.

٢٧٣ / ٦٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزل جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية هكذا إن الذين ظلموا آل محمّد حقّهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريق* إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ، ثمّ قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) في ولاية عليّ (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا) بولاية عليّ (فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)» (٤).

٢٧٤ / ٦٤ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي حمزة الثّماليّ ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام (٥) يقول : «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) إلى قوله (يَسِيراً) ثمّ

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ١٥٩.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٥ / ٣٠٧.

(٣) النساء ٤ : ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٤) الكافي ١ : ٤٢٤ / ٥٩.

(٥) في النسخة : أبا عبد الله عليه‌السلام.

١٩١

قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) في ولاية عليّ (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا) بولايته (فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)» (١).

٢٧٥ / ٦٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام : «(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)» إلى آخر الآية (٢).

الإسم السابع والسبعون ومائة : إنّه نور مبين.

و [الإسم] الثامن والسبعون ومائة : إنّه صراط مستقيم ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) إلى قوله : (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً)(٣).

٢٧٦ / ٦٦ ـ العيّاشي : بإسناده عن عبد الله بن سليمان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً؟) قال : «البرهان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والنور عليّ عليه‌السلام».

قال : قلت له : (صِراطاً مُسْتَقِيماً)؟ قال : «الصراط المستقيم عليّ عليه‌السلام» (٤).

٢٧٧ / ٦٧ ـ [وقال] عليّ بن إبراهيم : النور إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثمّ قال : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ) وهم الذين تمسّكوا بولاية عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمّة عليهم‌السلام (٥).

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٥ / ٣٠٧.

(٢) تفسير القمّي ١ : ١٥٩.

(٣) النساء ٤ : ١٧٤ ـ ١٧٥.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٥ / ٣٠٨.

(٥) تفسير القمّي ١ : ١٥٩.

١٩٢

سورة المائدة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم التاسع والسبعون ومائة : بهيمة الأنعام ، في قوله تعالى : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ)(١).

٢٧٨ / ١ ـ العيّاشي : بإسناده عن المفضّل ، قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قول الله : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ). قال : «البهيمة هاهنا : الوليّ ، والأنعام : المؤمنون» (٢).

الإسم الثمانون ومائة : الإيمان ، في قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)(٣) الآية.

٢٧٩ / ٢ ـ محمّد بن الحسن الصفّار ، [عن عبد الله بن عامر] ، عن أبي عبد الله

__________________

(١) المائدة ٥ : ١.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٩٠ / ١٣.

(٣) المائدة ٥ : ٥.

١٩٣

البرقي ، عن الحسن (١) بن عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) ، قال : «تفسيرها في بطن القرآن : ومن (٢) يكفر بولاية عليّ ؛ وعليّ هو الإيمان» (٣).

٢٨٠ / ٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن تفسير هذه الآية (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ، فقال : «يعني بولاية عليّ عليه‌السلام (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ»)(٤).

٢٨١ / ٤ ـ ابن شهر آشوب في (المناقب) : عن الباقر عليه‌السلام ، وعن زيد بن عليّ ، وابن الفارسيّ في (روضة الواعظين) ، عن زيد بن عليّ في قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ، [قال :] بولاية عليّ عليه‌السلام (٥).

الإسم الحادي والثمانون ومائة : إنّه من الكلم ، في قوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)(٦).

٢٨٢ / ٥ ـ قال عليّ بن إبراهيم : قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) يعني نقض عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) قال : من نحى أمير المؤمنين عليه‌السلام عن موضعه ؛ والدّليل على (٧) أنّ الكلمة

__________________

(١) في المصدر : الحسين.

(٢) في المصدر : يعني من.

(٣) بصائر الدرجات : ٧٧ / ٥.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ٢٩٧ / ٤٤.

(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٤ ؛ روضة الواعظين : ١٠٦.

(٦) المائدة ٥ : ١٣.

(٧) زاد في المصدر : ذلك.

١٩٤

أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(١) يعني (٢) الإمامة (٣).

الإسم الثاني والثمانون ومائة : إنّه النور ، في قوله تعالى : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ)(٤).

٢٨٣ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم : يعني بالنور : النبيّ وأمير المؤمنين والأئمّة عليهم الصلاة والسّلام (٥).

و [الإسم] الثالث والثمانون ومائة : يهد به الله من اتبع رضوانه سبل السّلام.

الإسم الرابع والثمانون ومائة : إنّه من الملوك ، في قوله تعالى : (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً)(٦).

٢٨٤ / ٧ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ، وإبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) ، قال : «الأنبياء : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وذرّيّته ، والملوك : الأئمّة عليهم‌السلام».

قال : فقلت : وأيّ الملك أعطيتم؟ فقال : «ملك الجنّة ، وملك النار (٧)» (٨).

__________________

(١) الزّخرف ٤٣ : ٢٨.

(٢) زاد في المصدر : به.

(٣) تفسير القمّي ١ : ١٦٣.

(٤) المائدة ٥ : ١٥.

(٥) تفسير القمّي ١ : ١٦٤.

(٦) المائدة ٥ : ٢٠.

(٧) في المصدر : وملك الكرّة.

(٨) مختصر بصائر الدرجات : ٢٨.

١٩٥

وروى هذا الحديث صاحب الرجعة (١) بالسند والمتن ، وفي آخر حديثه فقال : «ملك الجنّة وملك الرّجعة» (٢).

الإسم الخامس والثمانون ومائة : إنّه من الذين فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(٣) الآية.

٢ / ٨ ـ أبو عليّ الطّبرسيّ : قيل : «هم أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام وأصحابه ، حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين». قال : وروي ذلك عن عمّار ، وحذيفة ، وابن عبّاس. ثمّ قال : وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام (٤).

٢٨٦ / ٩ ـ [وعنه :] قال : وروي عن عليّ عليه‌السلام ، أنّه قال يوم البصرة : «والله ، ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم» وتلا هذه الآية (٥).

٢٨٧ / ١٠ ـ وفي (نهج البيان) للشيباني المروي عن الباقر والصادق عليهما‌السلام : «أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليه‌السلام» (٦).

٢٨٨ / ١١ ـ عليّ بن إبراهيم في معنى الآية ، قال : هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين غصبوا آل محمّد صلوات الله عليهم حقّهم ، وارتدّوا عن دين الله (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) [الآية ، قال : نزلت في القائم

__________________

(١) الرجعة للأسترآبادي : ١٤ «مخطوط».

(٢) في المصدر : وملك الكرّة.

(٣) المائدة ٥ : ٥٤.

(٤) مجمع البيان ٣ : ٣٢١.

(٥) مجمع البيان ٣ : ٣٢٢.

(٦) نهج البيان ٢ : ١٠٣ «مخطوط».

١٩٦

وأصحابه ، يجاهدون في سبل الله ، ولا يخافون لومة لائم](١).

٢٨٩ / ١٢ ـ ومن طريق المخالفين ، قال الثعلبيّ في تفسير الآية (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) الآية ، قال : نزلت في عليّ عليه‌السلام (٢).

الإسم السادس والثمانون ومائة : (الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(٣).

٢٩٠ / ١٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد الهاشمي ، قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام ، في قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها)(٤). قال : «لمّا نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها ، وإن آمنّا فهذا ذلّ ، حين يسلّط علينا ابن أبي طالب. فقالوا : قد علمنا أنّ محمّدا صادق فيما يقول ، ولكن نتولّاه ، ولا نطيع عليّا فيما أمرنا ـ قال ـ فنزلت هذه الآية : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) يعني يعرفون ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأكثرهم الكافرون بالولاية» (٥).

٢٩١ / ١٤ ـ عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عبد الله ، عن

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ١٧٠.

(٢) ... العمدة لإبن بطريق : ١٥٨.

(٣) المائدة ٥ : ٥٥.

(٤) النّحل ١٦ : ٨٣.

(٥) الكافي ١ : ٤٢٧ / ٧٧.

١٩٧

عبد الوهّاب بن بشير ، عن موسى بن قادم ، عن سليمان ، عن زرارة (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(٢). قال : «إنّ الله تعالى أعظم وأجلّ وأعزّ وأمنع من أن يظلم ، ولكنّه خلطنا بنفسه ، فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، حيث يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني الأئمّة منّا. ثمّ قال في موضع آخر : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ») ثمّ ذكر مثله (٣).

٢٩٢ / ١٥ ـ وعنه : بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : ذكرت لأبي عبد الله عليه‌السلام قوله لنا في الأوصياء أنّ طاعتهم مفترضة ، قال : فقال : «نعم ، هم الذين قال الله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا

__________________

(١) أبو الحسن زرارة عبد ربه بن أعين الشيباني. من حواري الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام وكان موضع عناية الصادق عليه‌السلام. كان شيخ الأصحاب في زمانه والمقدّم عليهم وممّن أجمع الأصحاب على تصديقهم فيما يروون.

كان فقيها متكلّما خصما جدلا يلزم الخصم ، بما لا يرى بدّا من التسليم له والإذعان لرأيه ، مضافا إلى اجتماع خلال الفضل والدين فيه.

وثّقه كافة أرباب التراجم ، وروى بعضهم روايات في حقّه تكشف عن جلالة قدره وعظم شأنه.

كان من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام ، وممّن روى عن الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وبكير وحمران بن أعين وابن مسلم وغيرهم ، وروى عنه أبو أيّوب وأبو بصير وأبو عيينة وغيرهم. له كتاب في الاستطاعة والجبر. توفّي سنة ١٥٠ ه‍.

رجال النجاشي : ١٧٥ / ٤٦٣ ؛ رجال الطوسي : ١٢٣ / ١٦ و ٢٠١ / ٩٠ و ٣٥٠ / ١ ؛ فهرست الشيخ : ٧٤ / ٣٠٢ ؛ رجال الكشّي : ١٣٣ ـ ١٦٠ / ٢٠٨ ـ ٢٦٩ ؛ الخلاصة : ٧٦ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ٧ : ٢١٨ / ٤٦٦٢.

(٢) البقرة ٢ : ٥٧.

(٣) الكافي ١ : ١٤٦ / ١١.

١٩٨

الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(١) ، وهم الذين قال الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)» (٢).

٢٩٣ / ١٦ ـ عنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين (٣) بن محمّد الهاشمي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا). قال : «إنما يعني أولى بكم ، أي أحقّ بكم وبأموركم وأموالكم وأنفسكم (اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني عليّا وأولاده الأئمّة عليهم‌السلام إلى يوم القيامة. ثمّ وصفهم الله عزوجل فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام صلاة الظهر ، وقد صلّى ركعتين ، وهو راكع ، وعليه حلّة قيمتها ألف دينار ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كساه إيّاها ، وكان النجاشي أهداها له ، فجاء سائل فقال :

السّلام عليك يا وليّ الله ، وأولى المؤمنين من أنفسهم ، تصدّق على مسكين. فطرح الحلّة إليه وأومأ بيده إليه أن احملها. فأنزل الله عزوجل فيه هذه الآية ، وصيّر نعمة أولاده بنعمته ، فكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة (٤) مثله ، فيتصدّقون وهم راكعون ، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام من الملائكة ، والذين يسألون الأئمّة أولاده يكونون من الملائكة» (٥).

٢٩٤ / ١٧ ـ وعنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن زرارة ، والفضيل بن يسار ، وبكير بن أعين ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد

__________________

(١) النساء ٤ : ٥٩.

(٢) الكافي ١ : ١٨٧ / ٧.

(٣) في المصدر : الحسن.

(٤) في المصدر : الصفة.

(٥) الكافي ١ : ٢٨٨ / ٣.

١٩٩

بن معاوية ، وأبي الجارود ، جميعا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «أمر الله عزوجل رسوله بولاية علي عليه‌السلام وأنزل عليه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وفرض من ولاية أولي الأمر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يفسّر لهم الولاية ، كما فسّر لهم الصّلاة والزكاة والصوم والحجّ ، فلمّا أتاه ذلك من الله ، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتخوّف أن يرتدّوا عن دينهم ، وأن يكذّبوه ، فضاق صدره ، وراجع ربّه عزوجل ، فأوحى الله عزوجل إليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(١) فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية عليّ عليه‌السلام يوم غدير خم ، فنادى : الصّلاة جامعة. وأمر الناس أن يبلّغ الشاهد الغائب».

قال عمر بن اذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود ، وقال أبو جعفر عليه‌السلام : «وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى ، وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)(٢)». قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض» (٣).

٢٩٥ / ١٨ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن حاتم رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي ، قال : حدّثنا كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية. قال : «إنّ رهطا من اليهود أسلموا ، منهم : عبد الله

__________________

(١) المائدة ٥ : ٦٧.

(٢) المائدة ٥ : ٣.

(٣) الكافي ١ : ٢٨٩ / ٤.

٢٠٠