اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

حدّثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال : سمعت (١) أبا عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا قلت : جعلت فداك ، فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ قال : «يابن بكر ، فكيف يكون حجّة على ما بين قطريها ، وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم! وكيف يكون حجّة على قوم غيّب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه! وكيف يكون مؤدّيا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم؟! وكيف يكون حجّة عليهم وهو محجوب عنهم ، وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر الله فيهم! والله يقول : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ)(٢) يعني به من على الأرض ، والحجّة من بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوم مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو الدّليل على ما تشاجرت فيه الأمّة والآخذ بحقوق الناس ، والقائم (٣) بأمر الله ، والمنصف لبعضهم من بعض ، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله تعالى ، وهو يقول : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)(٤) ، فأيّ آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق؟ وقال تعالى : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) فأيّ آية أكبر منّا» (٥).

الإسم الثاني والستون وسبعمائة : انّه مثلا ، في قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).

الإسم الثالث والستون وسبعمائة : انّه هو ، في قوله تعالى : (أَآلِهَتُنا خَيْرٌ

__________________

(١) في النسخة : صحبنا.

(٢) سبأ ٣٤ : ٢٨.

(٣) في المصدر : والقيام.

(٤) فصّلت ٤١ : ٥٣.

(٥) كامل الزيارات : ٣٢٦ / ٢.

٦٢١

أَمْ هُوَ).

[الإسم] الرابع والستون وسبعمائة : انّه هو ، في قوله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ).

[الإسم] الخامس والستون وسبعمائة : انّه عبد.

[الإسم] السادس والستون وسبعمائة : أنعمنا عليه.

[الإسم] السابع والستون وسبعمائة : انّه ، في قوله تعالى : (جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ).

[الإسم] الثامن والستون وسبعمائة : (مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ).

[الإسم] التاسع والستون وسبعمائة : إنّه ممّن ، في قوله تعالى : (مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)(١).

١١٣٥ / ٣٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : «بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوما جالسا ، إذ أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ، لو لا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة. قال : فغضب الأعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدّة من قريش ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلّا عيسى بن مريم! فأنزل الله عزوجل على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) يعني من بني هاشم (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ).

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٦٠.

٦٢٢

قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري ، فقال : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك أنّ بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ؛ فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ؛ فأنزل الله عليه مقالة الحارث ، ونزلت عليه هذه الآية : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(١) ، ثمّ قال له : يابن عمرو ، إمّا تبت ، وإمّا رحلت. فقال : يا محمّد بل تجعل لسائر قريش شيئا ممّا في يدك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليس ذلك إليّ ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمّد ، قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك ؛ فدعا براحلته فركبها ، فلمّا صار بظهر المدينة ، أتته جندلة فرضّت (٢) هامته ، ثمّ أتى الوحي إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ) بولاية عليّ (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)(٣)».

[قال :] قلت له : جعلت فداك إنّا لا نقرأها هكذا ، فقال : «هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهكذا والله مثبّت في مصحف فاطمة عليها‌السلام. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمن حوله من المنافقين : انطلقوا إلى صاحبكم ، فقد أتاه ما استفتح به ؛ قال الله عزوجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ»)(٤).

١١٣٦ / ٣٤ ـ الشيخ في (التهذيب) : عن الحسين بن الحسن الحسني (٥) ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين العبدي ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، في دعاء يوم الغدير :

__________________

(١) الأنفال ٨ : ٣٣.

(٢) في المصدر : فرضخت.

(٣) المعارج ٧٠ : ١ ـ ٣.

(٤) الكافي ٨ : ٥٧ / ١٨ ، والآية من سورة إبراهيم ١٤ : ١٥.

(٥) في المصدر : الحسيني.

٦٢٣

«[ربّنا] فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبدك ورسولك إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل ، إنّه أمير المؤمنين ومولاهم ووليّهم إلى يوم القيامة ، يوم الدّين فإنّك قلت : (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ»)(١).

١١٣٧ / ٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن أبي الأغرّ (٢) ، عن سلمان الفارسيّ ، قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس في أصحابه إذ قال : «إنّه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم» فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليكون هو الداخل ، فدخل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال الرجل لبعض أصحابه : ما رضي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن فضّل عليّا علينا حتّى يشبّهه بعيسى بن مريم! والله لآلهتنا الّتي كنّا نعبدها في الجاهليّة أفضل منه ، فأنزل الله في ذلك المجلس «ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجّون» فحرّفوها يصدّون «وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلّا جدلا بل هم قوم خصمون ، إنّ عليّ إلّا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل» فمحي اسمه وكشط من (٣) هذا الموضع (٤).

١١٣٨ / ٣٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن مخدج (٥) بن عمر الحنفي ، عن عمر (٦) بن قائد ، عن الكلبي ، عن أبي

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٣ : ١٤٤ / ١.

(٢) في المصدر : أبي الأعزّ.

(٣) في المصدر : اسمه عن.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٥.

(٥) في النسخة : محمّد بن عمر الحنفي ، وفي المصدر : نجدح بن عمير الخثعمي.

(٦) في المصدر : عمرو.

٦٢٤

صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : بينما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نفر من أصحابه إذ قال : «الآن يدخل عليكم نظير عيسى بن مريم في أمّتي». فدخل أبو بكر ، فقالوا : هو هذا؟ فقال : «لا». فدخل عمر ، فقالوا : هو هذا؟ فقال : «لا». فدخل عليّ عليه‌السلام فقالوا : هو هذا؟ فقال : «نعم». فقال قوم : لعبادة اللّات والعزّى أهون من هذا ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ) الآيات (١).

١١٣٩ / ٣٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، قال : حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان ، عن محمّد بن كثير الكوفي ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : جاء قوم إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : يا محمّد ، إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى ، فأحي لنا الموتى ، فقال لهم : «من تريدون؟» قالوا : نريد فلانا ، وإنّه قريب عهد بموت ، فدعا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فأصغى إليه بشيء لا نعرفه ، ثمّ قال له : «انطلق معهم إلى الميّت فادعه باسمه واسم أبيه» ، فمضى معهم حتّى وقف على قبر الرجل ، ثمّ ناداه : يا فلان بن فلان ، فقام الميّت ، فسألوه. ثمّ اضطجع في لحده ، ثمّ انصرفوا وهم يقولون : إنّ هذا من أعاجيب بني عبد المطّلب ، أو نحوها ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يضحكون. (٢)

١١٤٠ / ٣٨ ـ وعنه : عن عبد الله بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن نمير ، عن شريك ، عن عثمان بن عمير البجليّ ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال لي عليّ عليه‌السلام : «مثلي في هذه الأمّة مثل عيسى ابن مريم ، أحبّه قوم فغالوا في حبّه فهلكوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا ، واقتصد فيه قوم

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٧ / ٣٩.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٨ / ٤٠.

٦٢٥

فنجوا» (١).

١١٤١ / ٣٩ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن مخلد الدهقان ، عن عليّ بن أحمد العريضي بالرّقّة ، عن إبراهيم بن عليّ بن جناح ، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر إلى عليّ عليه‌السلام وأصحابه حوله وهو مقبل ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما إنّ فيك لشبها من عيسى ، ولو لا مخافة أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم ، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا من تحت قدميك التّراب ، يبتغون فيه البركة. فغضب من كان حوله ، وتشاوروا فيما بينهم ، وقالوا : لم يرض [محمّد] إلّا أن يجعل ابن عمّه مثلا لبني إسرائيل! فأنزل الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا) من بني هاشم (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)».

قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ليس في القرآن : بني هاشم؟ قال : «محيت والله فيما محي ، ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر : محي من كتاب الله ألف حرف ، وحرّف منه بألف حرف ، وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحي (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٢) ، فقالوا : لا يجوز ذلك ؛ فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية ، فكتب إليه : قد بلغني ما قلت على منبر مصر ، ولست هناك» (٣).

١١٤٢ / ٤٠ ـ ابن بابويه ، قال : محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد النوفليّ ،

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٨ / ٤١.

(٢) الكوثر ١٠٨ : ٣.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٨ / ٤٢.

٦٢٦

عن اليعقوبي ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قول الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) ، قال : «الصّدود في العربيّة : الضّحك» (١).

١١٤٣ / ٤١ ـ أبو عليّ الطبرسي ، قال : روى سادات (٢) أهل البيت ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : «جئت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما ، فوجدته في ملأ من قريش ، فنظر إليّ ، ثمّ قال : يا عليّ ، إنّما مثلك في هذه الأمّة كمثل عيسى بن مريم ، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا ، وأبغضه قوم وأفرطوا في بغضه فهلكوا ، واقتصد فيه قوم فنجوا ، فعظم ذلك عليهم وضحكوا ، وقالوا : شبّهه بالأنبياء والرّسل» فنزلت هذه الآية (٣).

الإسم السبعون وسبعمائة : إنّه علم للساعة ، في قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها).

[الإسم] الحادي والسبعون وسبعمائة : إنّه صراط مستقيم ، في قوله تعالى : (وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ)(٤).

١١٤٤ / ٤٢ ـ عليّ بن إبراهيم : ثمّ ذكر الله خطر أمير المؤمنين عليه‌السلام وعظم شأنه عنده تعالى ، فقال : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام (٥).

١١٤٥ / ٤٣ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

__________________

(١) معاني الأخبار : ٢٢٠ / ١.

(٢) في المصدر : ما رواه سادة.

(٣) مجمع البيان ٩ : ٨٠.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٦١.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٦.

٦٢٧

قلت له : [قوله تعالى] : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ)(١)؟ فقال : «الذّكر : القرآن ، ونحن قومه ، ونحن المسؤولون (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ) يعني الثاني ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)» (٢).

١١٤٦ / ٤٤ ـ شرف الدين النجفي ، قال : جاء في تفسير أهل البيت عليهم‌السلام : أنّ الضمير في (إنّه) يعود إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، لما روي بحذف الإسناد ، عن زرارة بن أعين ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) ، قال : «عنى بذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام». وقال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليّ ، أنت علم هذه الأمّة ، فمن اتّبعك نجا ، ومن تخلّف عنك هلك وهوى» (٣).

١١٤٧ / ٤٥ ـ الشيخ في (أماليه) : عن محمّد بن عليّ ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «وإنّ عليّا لعلم للساعة لك ولقومك ولسوف تسألون عن ولاية (٤) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٥).

والحديث تقدّم في قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(٦).

١١٤٨ / ٤٦ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [في حديث ـ قال :] «وإنّ عليّا لعلم للساعة لك ولقومك ولسوف تسألون ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٧).

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٤٤.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٦.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٠ / ٤٥.

(٤) في المصدر : محبّه.

(٥) أمالي الطوسي : ٣٦٣ / ١١.

(٦) تقدّم في الحديث (١٧) من تفسير الآية (٤١) من هذه السورة.

(٧) مناقب ابن مغازلي : ٢٧٤ / ٣٢١.

٦٢٨

الإسم الثاني والسبعون وسبعمائة : انّه من الآيات ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا)(١).

١١٤٩ / ٤٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا) : يعني الأئمّة (٢) عليهم‌السلام (٣).

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٦٩.

(٢) في المصدر : بالأئمّة.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٨.

٦٢٩

سورة الدخان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثالث والسبعون وسبعمائة : إنّه ممّن اختارهم الله تعالى ، في قوله تعالى : (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ)(١).

١١٥٠ / ١ ـ شرف الدين النجفي : عمّن رواه ، عن محمّد بن جمهور ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قوله عزوجل : (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ، قال : «الأئمّة من المؤمنين ، وفضّلناهم على من سواهم» (٢).

١١٥١ / ٢ ـ السيّد الرضيّ في (الخصائص) : بالإسناد ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : كان رجل على عهد عمر بن الخطّاب ، له إبل (٣) بناحية آذربايجان ، قد استصعبت عليه جمله فمنعت جانبها ، فشكا إليه ما قد ناله وأنّه كان

__________________

(١) الدّخان ٤٤ : ٣٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٤ / ٢.

(٣) في المصدر : وله فلاء.

٦٣٠

معاشه منها ، فقال له : اذهب فاستغث الله عزوجل ، فقال الرجل : ما أزال أدعو وأبتهل إليه ، فكلّما قربت منها حملت عليّ. قال : فكتب له رقعة فيها : من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجنّ والشياطين أن تذللوا هذه المواشي له. قال : فأخذ الرجل الرّقعة ومضى ، فاغتممت لذلك غمّا شديدا ، فلقيت أمير المؤمنين عليّا عليه‌السلام ، فأخبرته ممّا كان ، فقال : «والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ليعودنّ بالخيبة» ، فهدأ ما بي ، وطالت عليّ سنتي ، وجعلت أرقب كلّ من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها ، فلمّا رأيته بادرت إليه ، فقلت له : ما وراءك؟ فقال : إنّي صرت إلى الموضع ، ورميت بالرّقعة ، فحمل عليّ عداد منها ، فهالني أمرها ، ولم تكن لي قوّة بها ، فجلست فرمحني (١) أحدها في وجهي ، فقلت : اللهمّ اكفنيها ، فكلّها يشدّ عليّ ويريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخ لي فحملني ، ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتّى صلحت ، وهذا الأثر في وجهي ، فجئت لأعلمه يعني عمر. فقلت له : صر إليه فأعلمه.

فلمّا صار إليه ، وعنده نفر ، فأخبره بما كان فزبره ، وقال له : كذبت لم تذهب بكتابي. قال : فحلف الرجل بالله الذي لا إله إلّا هو ، وحقّ صاحب هذا القبر ، لقد فعل ما أمره به من حمل الكتاب ، وأعلمه أنّه قد ناله منها ما يرى ، قال : فزبره وأخرجه عنه.

مضيت معه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فتبسّم ثمّ قال : «ألم أقل لك» ، ثمّ أقبل على الرّجل ، فقال له : «إذا انصرفت فصر إلى الموضع الّذي هي فيه ، وقل : اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللهمّ فذلّل لي صعوبتها وحرافتها (٢) ، واكفني شرّها ، فانّك الكافي المعافي

__________________

(١) رمحت الدابّة فلانا : رفسته. «أقرب الموارد ـ رمح ـ ١ : ٤٣».

(٢) في المصدر : حزانتها.

٦٣١

والغالب القاهر».

فانصرف الرجل راجعا ، فلمّا كان من قابل قدم الرجل ومعه جمله قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فصار إليه وأنا معه ، فقال له : «تخبرني أو أخبرك»؟ فقال الرجل : بل تخبرني ، يا أمير المؤمنين ، قال : «كأنّك قد صرت إليها ، فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، وأخذت بنواصيها واحدا بعد آخر». فقال : صدقت يا أمير المؤمنين ، كأنّك كنت معي ، فهذا كان ، فتفضّل بقبول ما جئتك به. فقال : «امض راشدا ، بارك الله لك فيه» ، وبلغ الخبر عمر فغمّه ذلك حتّى تبيّن الغمّ في وجهه ، وانصرف الرجل وكان يحجّ كلّ سنة ولقد أنمى الله ماله.

قال : وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «كلّ من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء فإنّه يكفى ممّا يخاف ، إن شاء الله تعالى» (١).

الإسم الرابع والسبعون وسبعمائة : إنّه ممّن رحم الله تعالى ، في قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(٢).

١١٥٢ / ٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث أبي بصير ـ ، قال : «يا أبا محمّد ، ما استثنى الله عزّ ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته ، فقال في كتابه وقوله الحقّ : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ، يعني بذلك عليّا عليه‌السلام وشيعته» (٣).

__________________

(١) خصائص الأئمّة عليهم‌السلام : ٤٨.

(٢) الدّخان ٤٤ : ٤١ و ٤٢.

(٣) الكافي ٨ : ٣٥ / ٦.

٦٣٢

١١٥٣ / ٤ ـ عنه : عن أحمد بن مهران رحمه‌الله ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (١) ، عن عليّ بن أسباط ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن زيد الشحّام ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ـ ونحن في الطريق ، في ليلة الجمعة : «اقرأ فإنّها ليلة قرآن» (٢). فقرأت : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ* يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «نحن والله الذي يرحم (٣) ، ونحن والله الذي استثنى الله ، [و] لكنّا نغني عنهم» (٤).

١١٥٤ / ٥ ـ محمّد بن العباس رحمه‌الله : عن حميد بن زياد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي أسامة زيد الشحّام ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ليلة جمعة ، فقال لي : «اقرأ». فقرأت ، ثمّ قال : «اقرأ». فقرأت ، ثمّ قال : «يا شحّام ، إقرأ فإنّها ليلة قرآن». فقرأت حتّى إذا بلغت (يَوْمَ لا يُغْنِي

__________________

(١) أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسني. جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كان قد ورد قم ولجأ إلى بيت رجل من الشيعة ، وكان خلال المدّة التي أمضاها في بيته ملازما للتقوى موصوفا بالورع مجتهدا في طاعة الله ، لذلك حظي بالمكانة المرموقة عند الأئمّة عليهم‌السلام لا سيّما الإمامين : الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، وكان من أصحابهما حتى أنّ الإمام الهادي عليه‌السلام قرن زيارته بزيارة الإمام الحسين عليه‌السلام مع ما فيها من الثواب الجزيل ، وأشار للسائل عليه عند ما يستشكل عليه شيء من أمر دينه ثقة بعلمه.

روى عن أبي جعفر وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وعن محمّد بن الفضيل ويحيى بن سالم ، وروى عنه أحمد بن مهران وأحمد بن محمّد وسهل بن زياد.

رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٣ ؛ رجال الطوسي : ٤١٧ / ١ و ٤٣٣ / ٢٠ ؛ فهرست الشيخ : ١٢١ / ٥٣٧ ؛ الخلاصة : ١٣٠ / ١٢ ؛ معجم رجال الحديث ١٠ : ٤٦ / ٦٥٨٠.

(٢) في المصدر : ليلة الجمعة قرآنا.

(٣) في المصدر : رحم الله.

(٤) الكافي ١ : ٤٢٣ / ٥٦.

٦٣٣

مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) ، قال : «هم» قال : قلت : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ، قال : «نحن القوم الّذين رحم الله ، ونحن القوم الّذين استثنى الله ، وإنّا والله نغني عنهم» (١).

١١٥٥ / ٦ ـ عنه : عن أحمد بن محمّد النوفليّ ، عن محمّد بن عيسى ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ، قال : «نحن أهل الرحمة» (٢).

١١٥٦ / ٧ ـ وعنه : عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن إسحاق بن عمّار ، عن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) ، قال : «نحن والله الّذين رحم الله ، والّذين استثنى ، والّذين تغني ولايتنا» (٣).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٤ / ٣.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٤ / ٤.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٥ / ٥.

٦٣٤

سورة الجاثية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الخامس والسبعون وسبعمائة : إنّه ممّن سخر له ، في قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً)(١).

١١٥٧ / ١ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن أبي الصامت ، عن قول الله عزوجل : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) ، قال : أجبرهم بطاعتهم (٢).

قال مؤلّف هذا الكتاب : هذا متن الحديث في نسختين عندي من (بصائر الدرجات) ، وذكر الحديث مصنّفه الصفّار في باب نادر بعد باب ما خصّ الله به الأئمّة من آل محمّد عليهم‌السلام من ولاية أولوا العزم لهم في الميثاق ، وبالجملة الحديث في أبواب الولاية لآل محمّد عليهم‌السلام.

الإسم السادس والسبعون وسبعمائة : إنّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى :

__________________

(١) الجاثية ٤٥ : ١٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٦٩ / ١.

٦٣٥

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ)(١).

١١٥٨ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم : [قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ)] ، قال : يقول لأئمّة الحقّ : لا تدعوا على أئمّة الجور حتّى يكون الله الذي يعاقبهم ، في قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٢).

الإسم السابع والسبعون وسبعمائة : انّه من الذين آمنوا.

[الإسم] الثامن والسبعون وسبعمائة : انّه من الذين عملوا الصالحات ، في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)(٣) الآية.

١١٥٩ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبيد ، عن حسين بن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن حيّان بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ، الآية ، قال : الّذين آمنوا وعملوا الصالحات : بنو هاشم وبنو عبد المطّلب ، والّذين اجترحوا السيّئات : بنو عبد شمس (٤).

١١٦٠ / ٤ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أيّوب بن سليمان ، عن ابن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ، الآية ، قال : إنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وحمزة بن عبد المطّلب ، وعبيدة بن الحارث ، هم الّذين آمنوا ، وفي ثلاثة من المشركين عتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة ،

__________________

(١) الجاثية ٤٥ : ١٤.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٩٣.

(٣) الجاثية ٤٥ : ٢١.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٦ / ٥.

٦٣٦

وهم الّذين اجترحوا السيّئات (١).

١١٦١ / ٥ ـ ومن طريق المخالفين : عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، عليّ وحمزة وعبيدة (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) ، عتبة وشيبة والوليد بن عتبة : (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) ، هؤلاء عليّ وأصحابه (كَالْفُجَّارِ)(٢) عتبة وأصحابه ، وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فالّذين آمنوا : بنو هاشم ، وبنو عبد المطّلب ، والّذين اجترحوا السيّئات : بنو عبد شمس (٣).

الإسم التاسع والسبعون وسبعمائة : إنّه من الناطقين بالكتاب ، في قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ)(٤).

١١٦٢ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ؟) قال : «إنّ الكتاب لا ينطق ، ولكن محمّد وأهل بيته عليهم‌السلام ، هم الناطقون بالكتاب» (٥).

١١٦٣ / ٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ البصري (٦) ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : قول الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ)؟

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٧ / ٦.

(٢) سورة ص ٣٨ : ٢٨.

(٣) تحفة الأبرار : ١١٥ «مخطوط».

(٤) الجاثية ٤٥ : ٢٩.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٧ / ٧.

(٦) في المصدر : المصريّ.

٦٣٧

قال : فقال : «إنّ الكتاب لم ينطق ولن ينطق ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الناطق بالكتاب ، قال الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ»). قال : قلت : جعلت فداك إنّا لا نقرأها هكذا ، فقال : «هكذا والله نزل به جبرئيل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكنّه ممّا حرّف من كتاب الله» (١).

__________________

(١) الكافي ٨ : ٥٠ / ١١.

٦٣٨

سورة الأحقاف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثمانون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ)(١).

١١٦٤ / ١ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روي مرفوعا ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن النّضر ، عن أبي مريم ، عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، قالا : «لمّا نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) ، يعني في حروبه ، قالت قريش : فعلى ما نتّبعه ، وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا؟ فأنزل الله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً»). وقالا : «قوله تعالى : (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) في عليّ ، هكذا نزلت» (٢).

الإسم الحادي والثمانون وسبعمائة : إنّه الشاهد ، في قوله تعالى : (وَشَهِدَ

__________________

(١) الأحقاف ٤٦ : ٩.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٧٨ / ٢.

٦٣٩

شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ)(١).

١١٦٥ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قل إن كان القرآن من عند الله (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) ، قال : الشاهد : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والدليل عليه في سورة هود : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)(٢) ، يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

__________________

(١) الأحقاف ٤٦ : ١٠.

(٢) هود ١١ : ١٧.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٩٧.

٦٤٠