السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
هذه الآية (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) ، قال : «من أنفسنا». قال : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) ، قال : «ما عنتنا». قال : (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) ، قال : «علينا» (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، قال : «بشيعتنا رؤف رحيم ، فلنا ثلاثة أرباعها ، ولشيعتنا ربعها» (١).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ١١٨ / ١٦٦.
سورة يونس
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثالث والثمانون ومأتان : إنّه النور ، في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)(١).
٤٦٤ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن عبّاس ، عن حمّاد ، عن عمرو بن شمر (٢) ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل :
__________________
(١) يونس ١٠ : ٥.
(٢) أبو عبد الله عمرو بن شمر الجعفي الكوفي عربي. صحب الإمامين : الباقر والصادق عليهماالسلام ، وقد صرّح النجاشي والعلّامة بتضعيفه ، وأضافا بأنّه زاد أحاديث في كتب جابر الجعفي ، ونسب بعضها إليه ، ووافقهما في ذلك جماعة من العامّة ، وقالا : والأمر ملتبس ، ثم إنّ العلّامة نفى اعتماده على شيء ممّا يرويه ، وممّن ضعّفه أيضا ابن الغضائري ، ونفى غيرهم ثبوت وثاقته ، وصرّح بجهالة حاله.
وذكره من العامّة ابن حجر ، ونقل عن علماء العامّة تضعيفه وإنكار حديثه ورميه بالكذب والزيغ ورواية الموضوعات.
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)(١) قال : «اقسم بقبض محمّد إذا قبض. (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) بتفضيله أهل بيته (وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) يقول ما يتكلّم بفضل أهل بيته بهواه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).
وقال الله عزوجل لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)(٢) قال : لو أنّي أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ، فكان مثلكم كما قال الله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ)(٣) يقول : أضاءت الأرض بنور محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما تضيء الشّمس ، فضرب الله مثل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشّمس ، ومثل الوصيّ القمر ، وهو قول الله عزوجل : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) ، وقوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ)(٤) ، وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ)(٥) ، يعني قبض محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا
__________________
ـ روى عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وعن أبيه وجابر الجعفي وسلمة بن كهيل وغيرهم ، وروى عنه أحمد بن النضر.
رجال النجاشي : ٢٨٧ / ٧٦٥ ؛ رجال الطوسي : ١٣٠ / ٤٥ و ٢٤٩ / ٤١٧ ؛ الخلاصة : ٢٤١ / ٦ ؛ لسان الميزان ٤ : ٣٦٦ / ١٠٧٥ ؛ معجم رجال الحديث ١٣ : ١٠٦ / ٨٩٢٢.
(١) النجم ٥٣ : ١ ـ ٢.
(٢) الأنعام ٦ : ٥٨.
(٣) البقرة ٢ : ١٧.
(٤) يس ٣٦ : ٣٧.
(٥) البقرة ٢ : ١٧.
يُبْصِرُونَ)(١)» (٢).
الإسم الرابع والثمانون ومأتان : إنّه من الآيات ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ)(٣).
٤٦٥ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، قال : قال : الآيات : أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام ، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما لله آية أكبر منّي» (٤).
وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ تفسير الآيات بالأئمّة عليهمالسلام بالحديث المسند في قوله تعالى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية. وقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما لله آية أكبر منّي» ، بالحديث المسند في تفسير قوله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ).
الإسم الخامس والثمانون ومأتان : إنّه ، في قوله تعالى : (أَوْ بَدِّلْهُ)(٥).
٤٦٦ / ٣ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي السّفاتج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) : «يعني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) يعني في عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام» (٦).
__________________
(١) الأعراف ٧ : ١٩٨.
(٢) الكافي ٨ : ٣٨٠ / ٥٧٤.
(٣) يونس ١٠ : ٧.
(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٠٩.
(٥) يونس ١٠ : ١٥.
(٦) تفسير القمّي ١ : ٣١٠.
٤٦٧ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن الحسين ، عن عمر بن يزيد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) ، قال : «قال : أو بدّل عليّا عليهالسلام» (١).
٤٦٨ / ٥ ـ العيّاشي : بإسناده عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) : «قالوا : لو بدّل مكان عليّ أبو بكر أو عمر اتّبعناه» (٢).
٤٦٩ / ٦ ـ عنه : بإسناده عن أبي السفاتج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) : «يعني أمير المؤمنين عليهالسلام» (٣).
[الإسم] السادس والثمانون ومأتان : إنّه ممن يهدي إلى الحقّ.
٤٧٠ / ٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن عمرو بن أبي القاسم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وذكر أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ قرأ : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) إلى قوله : (تَحْكُمُونَ) فقلنا : من هو أصلحك الله؟ فقال : «بلغنا أنّ ذلك عليّ عليهالسلام» (٤).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤١٩ / ٣٧.
(٢) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٠ / ١٠.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٠ / ١١.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٢ / ١٨.
٤٧١ / ٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عمرو بن عثمان ، عن عليّ بن أبي حمزة (١) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لقد قضى أمير المؤمنين عليهالسلام بقضيّة ، ما قضى بها أحد كان قبله ، وكانت أوّل قضية قضى بها بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أنّه لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأفضى الأمر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر ، فقال له أبو بكر : أشربت الخمر؟ فقال الرجل : نعم. فقال : أشربتها (٢) وهي محرّمة؟ فقال : إنّي لمّا أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلّونها ، ولم أعلم أنّها حرام فأجتنبتها».
قال : «فالتفت أبو بكر إلى عمر ، فقال : ما تقول ـ يا أبا حفص ـ في أمر هذا الرجل؟ فقال : معضلة وأبو الحسن لها. فقال أبو بكر : يا غلام ، ادع لنا عليّا. فقال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله.
فأتوه ومعهم سلمان الفارسي ، فأخبره بقصّة الرجل ، فاقتص عليه قصته ،
__________________
(١) أبو الحسن عليّ بن أبي حمزة البطائني الكوفي مولى. اوّل من أظهر الاعتقاد بالوقف ، وصار من أعمدته ممّا دعاه إلى العناد وعدم الاعتراف بإمامة الرضا عليهالسلام ، لذلك عدّه ابن الغضائري ـ بعد أن عبّر عنه بأصل الوقف ـ من أشدّ الخلق عداوة للولي من بعد أبي إبراهيم عليهالسلام ، ورماه جماعة بالتهمة والكذب واللعن.
صحب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وروى عنهما وعن أبي بصير وابن يقطين وغيرهم. وروى عنه ابن أبي عمير وابن محبوب وإسماعيل بن مهران وغيرهم. صنّف كتبا عديدة ، منها : الصلاة ، التفسير ، الزكاة وغيرها.
رجال النجاشي : ٢٤٩ / ٦٥٦ ؛ رجال الطوسي : ٢٤٢ / ٣١٢ و ٣٥٣ / ١٠ ؛ فهرست الشيخ : ٩٦ / ٤٠٨ ؛ الغيبة للطوسي : ٤٢ ؛ الخلاصة : ٩٦ / ٢٩ و ٢٣١ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ١١ : ٢١٤ / ٧٨٣٢.
(٢) في المصدر : ولم شربتها.
فقال عليّ عليهالسلام لأبي بكر : ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، فإن لم يكن تلي عليه آية التحريم فلا شيء عليه. ففعل أبو بكر بالرجل ما قال عليّ عليهالسلام ، فلم يشهد عليه أحد ، فخلّى سبيله. فقال سلمان لعليّ عليهالسلام : لقد أرشدتهم؟ فقال عليّ عليهالسلام : إنّما أردت أن أجدّد تأكيد هذه الآية فيّ وفيهم (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»)(١).
٤٧٢ / ٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ). فأمّا (مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) فهم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وآل محمّد عليهمالسلام من بعده ، وأمّامن (لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) فهو من خالف ـ من قريش وغيرهم ـ أهل بيته من بعده» (٢).
الإسم السابع والثمانون [ومأتان] : إنّه من الرسل ، في قوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ)(٣) الآية.
٤٧٣ / ١٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن تفسير هذه الآية : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ، قال : «تفسيرها بالباطن : أنّ لكلّ قرن من هذه الامّة رسولا من آل محمّد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، وهم الأولياء ، وهم الرّسل».
وأمّا قوله : (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) ، قال : «معناه أنّ الرسل
__________________
(١) الكافي ٧ : ٢٤٩ / ٤.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣١٢.
(٣) يونس ١٠ : ٤٧.
يقضون بالقسط (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) كما قال الله» (١).
الإسم الثامن والثمانون ومأتان : إنّه ممّن قضى بالقسط.
الإسم التاسع والثمانون ومأتان : إنّه ، في قوله تعالى : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ).
٤٧٤ / ١١ ـ [قال :] عليّ بن إبراهيم ، [في قوله : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ)] ، أي : صدقتم به في الرجعة فيقال لهم : الآن تؤمنون يعني بأمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد كنتم به من قبل تكذبون (٢).
الإسم التسعون ومأتان : إنّه مراد ، في قوله تعالى : (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ).
الإسم الحادي والتسعون ومأتان : إنّه عليّا عليهالسلام مراد.
و [الإسم] الثاني والتسعون ومأتان : انّه حق عليّ ، في قوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) يا محمّد أهل مكّة في عليّ أحقّ هو ، أي إمام هو ، قل أي وربّي انّه إمام.
٤٧٥ / ١٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) ، قال : «ما تقول في عليّ؟ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ»)(٣).
٤٧٦ / ١٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن أبيه ، في قول الله : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) ، قال : «يستنبئونك ـ يا محمّد ـ أهل
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٣ / ٢٣.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٤١.
(٣) الكافي ١ : ٤٣٠ / ٨٧.
مكّة عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، إمام هو؟ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ»)(١).
٤٧٧ / ١٤ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر عليهالسلام ، في قوله : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) ، (٢) قالوا : «يستنبؤنك (٣) ـ يا محمّد ـ عليّ وصيّك؟ قل : إي وربّي إنّه لوصيّي» (٤).
الإسم الثالث والتسعون ومأتان : إنّه مراد.
٤٧٨ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم : في قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) آل محمّد حقّهم (ما فِي الْأَرْضِ) جميعا (لَافْتَدَتْ بِهِ) في ذلك الوقت ، يعني الرّجعة (٥).
الإسم الرابع والتسعون ومأتان : إنّه رحمة الله ، في قوله تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(٦).
٤٧٩ / ١٦ ـ أبو عليّ الطّبرسي ، قال : قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «فضل الله : رسول الله ، ورحمته : عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه» (٧).
٤٨٠ / ١٧ ـ ابن الفارسيّ ، قال : قال ابن عبّاس : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فالفضل من الله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبرحمته عليّ عليهالسلام (٨).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٣ / ٢٥.
(٢) يونس ١٠ : ٥٣.
(٣) في المصدر : يسألونك.
(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٥١ / ٣٦٣ و ٣٦٤.
(٥) تفسير القمّي ١ : ٣١٣.
(٦) يونس ١٠ : ٥٨.
(٧) مجمع البيان ٥ : ١٧٨.
(٨) روضة الواعظين : ١٠٦ ؛ تاريخ بغداد ٥ : ١٥ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٥٢ / ٣٦٥ ؛ ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام من تاريخ ابن عساكر ٢ : ٤٢٦ / ٩٣٤ ؛ كفاية الطالب : ٢٣٧.
الإسم الخامس والتسعون ومأتان : إنّه من الآيات ، في قوله تعالى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(١).
٤٨١ / ١٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن هلال ، عن أميّة بن عليّ ، عن داود الرّقّي ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ). قال : «الآيات هم الأئمّة ، والنذر هم الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين» (٢).
ورواه [هذا الحديث] عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، بعين السند والمتن (٣).
__________________
(١) يونس ١٠ : ١٠١.
(٢) الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.
(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٢٠.
سورة هود
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السادس والتسعون ومأتان : في قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)(١).
٤٨٢ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم وابن شهر آشوب : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) : «فهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٢).
٤٨٣ / ٢ ـ ومن طريق المخالفين : ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) أنّ المعنى به عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
الإسم السابع والتسعون ومأتان : إنّه شاهد منه ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ
__________________
(١) هود ١١ : ٤.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٢١ ؛ مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٨ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٥٥ / ٣٦٧.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٢٢٣ / ١ عن ابن مردويه.
عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)(١).
٤٨٤ / ٣ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن أبي بصير والفضيل ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال : «إنّما نزلت : (أفمن كان على بينة من ربه ـ يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به) فقدّموا وأخّروا في التأليف» (٢).
٤٨٥ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن عمر الحلّال ، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). فقال : «أمير المؤمنين صلوات الله عليه الشاهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على بيّنة من ربّه» (٣).
٤٨٦ / ٥ ـ محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها ، لقضيت بين أهل التّوراة بتوراتهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، [وأهل الزّبور بزبورهم] ، وأهل الفرقان بفرقانهم ، بقضاء يصعد إلى الله يزهر. والله ما نزلت آية في كتاب الله ، في ليل أو نهار ، إلّا وقد علمت فيمن أنزلت ، ولا أحد ممّن مرّت على رأسه المواسي من قريش إلّا وقد انزلت فيه آية من كتاب الله ، تسوقه إلى الجنّة أو النار».
فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما الآية التي نزلت فيك؟ قال : «أما سمعت الله يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)
__________________
(١) هود ١١ : ١٧.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٢٤.
(٣) الكافي ١ : ١٩٠ / ٣.
فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على بيّنة من ربّه ، وأنا شاهد له وأتلوه معه» (١).
٤٨٧ / ٦ ـ الشيخ في (أماليه) : بإسناده عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر ، فقال : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وقد انزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل ، أعرفها كما أعرفه».
فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال : «إذا سألت فافهم ، ولا عليك ألّا تسأل عنها غيري ، أقرأت سورة هود؟» فقال : نعم ، يا أمير المؤمنين ، قال : «أفسمعت الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)؟». قال : نعم. قال : «فالذي على بيّنة من ربّه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويتلوه شاهد منه (٢) ـ وهو الشاهد ، وهو منه ـ وأنا عليّ بن أبي طالب وأنا الشاهد والله لنبيّه ، وأنا منه صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٣).
٤٨٨ / ٧ ـ عنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن الحسن عليهمالسلام ـ في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية ـ وقال فيها : «أقول معشر الخلائق ـ فاسمعوا ، ولكم أفئدة وأسماع فعوا ، إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام ، واختارنا واصطفانا واجتبانا ، فأذهب عنّا الرّجس وطهّرنا تطهيرا ـ
__________________
(١) بصائر الدرجات : ١٣٢ / ٢.
(٢) الظاهر أن قوله : «وهو الشاهد ، وهو منه» من كلام الراوي ، و «هو» يعود على عليّ عليهالسلام ، والهاء في «منه» تعود إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) أمالي الطوسي : ٣٧١ / ٥١.
والرّجس : هو الشكّ ـ فلا نشكّ في الله الحقّ ودينه أبدا ، وطهّرنا من كلّ أفن (١) وعيبة ، مخلصين إلى آدم نعمة منه. لم يفترق الناس فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما ، ما أفادت (٢) الأمور ، وأفضت الدهور ، إلى أن بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم للنبوّة ، واختاره للرسالة ، وأنزل عليه كتابه ، ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزوجل ، فكان أبي عليهالسلام أوّل من استجاب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله. وقد قال الله عزوجل في كتابه المنزل على نبيّه المرسل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي على بيّنة من ربّه ، وأبي الذي يتلوه ، وهو شاهد منه». وساق الخطبة بطولها (٣).
٤٨٩ / ٨ ـ الشيخ المفيد في (أماليه) ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد الأصفهاني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثّقفي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا الصّبّاح بن يحيى المزني ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبد الله ، قال : قدم رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ).
قال : قال : «رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي كان على بيّنة من ربّه ، وأنا الشاهد له ومنه ، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلّا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة. والذي نفسي بيده لئن تكونوا تعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبيّ الأمّي أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرّحبة ذهبا ،
__________________
(١) الأفن : النقص ، والأفن : ضعف الرأي. «الصحاح ـ أفن ـ ٥ : ٢٠٧١».
(٢) في المصدر : فأدّب.
(٣) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١ ؛ ينابيع المودّة : ٤٨٠.
والله ما مثلنا في هذه الامّة إلّا كمثل سفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل» (١).
والروايات بهذه المعنى في هذه الآية كثيرة من طرق الخاصّة والعامّة ذكر منها طرف واف زيادة على ما هنا في كتاب تفسير البرهان من رواية الفريقين لان مبنى هذا الكتاب على الإختصار.
الإسم الثامن والتسعون ومأتان : إنّه من الأشهاد ، في قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ)(٢).
٤٩٠ / ٩ ـ العيّاشي : عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ). [قال :] «هم الأئمّة عليهمالسلام : (هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ»)(٣).
٤٩١ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، في معنى الآية ، يعني بالأشهاد الأئمّة عليهمالسلام ، (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم حقّهم (٤).
__________________
(١) أمالي المفيد : ١٤٥ / ٥ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٦٠ / ٣٧٥ ؛ منتخب كنز العمّال ١ : ٤٤٩.
(٢) هود ١١ : ١٨.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ١٤٢ / ١١.
(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٢٥.
سورة يوسف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم التاسع والتسعون ومأتان : إنّه المتبع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)(١).
٤٩٢ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب عن الأحول ، عن سلّام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ، قال : «ذاك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والأوصياء من بعدهما عليهمالسلام» (٢).
٤٩٣ / ٢ ـ عنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : قال عليّ بن حسّان لأبي جعفر عليهالسلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون علينا حداثة سنّك.
فقال : «وما ينكرون من ذلك (٣)؟ لقد قال الله عزوجل لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ هذِهِ
__________________
(١) يوسف ١٢ : ١٠٨.
(٢) الكافي ١ : ٤٢٥ / ٦٦.
(٣) في المصدر زيادة : قول الله عزوجل.
سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) فوالله ما تبعه إلّا عليّ عليهالسلام وله تسع سنين ، وأنا ابن تسع سنين» (١).
٤٩٤ / ٣ ـ وعنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي). قال : «يعني عليّ عليهالسلام أوّل من اتّبعه على الإيمان والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل ، من الأمّة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ، ممّن لم يشرك بالله قطّ ، ولم يلبس إيمانه بظلم وهو الشرك» (٢).
٤٩٥ / ٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن عليّ بن أسباط (٣) ، قال :
قلت لأبي جعفر الثاني عليهالسلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك.
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٨٤ / ٨.
(٢) الكافي ٥ : ١٤ / ١.
(٣) أبو الحسن عليّ بن أسباط بيّاع الزطّي المقري الكوفي. من أصحاب الإمامين : الرضا والجواد عليهماالسلام ، صرّح بوثاقته النجاشي والعلّامة ، وقالا عنه : كان أوثق الناس وأصدقهم لهجة ، ونسباه ـ وغيرهما أيضا ـ إلى الفطحية ، وصرّح العلّامة باعتماده على روايته.
قال النجاشي يرجوعه عن الفطحية ، ونفى الكشّي ذلك ، وأضاف مات على مذهبه ، لذلك استشكل أحدهم في رجوعه ؛ للتناقض بين القولين ، ثم رجّح رجوعه ؛ لرواية تضمّنت ترحّم الإمام الجواد عليهالسلام عليه.
روى عنه أبي الحسن موسى وأبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهمالسلام ، وعن أبي أيّوب وأبي الحارث وابن بكير وغيرهم ، وروى عنه إبراهيم بن هاشم وأحمد بن محمّد والحسن الوشّاء وجماعة. له كتب ، منها : التفسير ، المزار ، نوادر ، الدلائل.
رجال النجاشي : ٢٥٢ / ٦٦٣ ؛ رجال الطوسي : ٣٨٢ / ٢٣ و ٤٠٣ / ١٠ ؛ فهرست الشيخ : ٩٠ / ٣٧٤ ؛ رجال الكشّي : ٥٦٢ / ١٠٦١ ؛ الخلاصة : ٩٩ / ٣٨ ؛ معجم رجال الحديث ١١ : ٢٦٠ / ٧٩٢٣.
قال : «وما ينكرون عليّ من ذلك؟ فوالله لقد قال الله لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) فما اتّبعه غير عليّ عليهالسلام ، وكان ابن تسع سنين ـ قال ـ وأنا ابن تسع سنين» (١).
٤٩٦ / ٥ ـ وفي رواية أبي الجارود : عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ، [فقال :] «يعني نفسه ، ومن اتّبعه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٢)(٣).
٤٩٧ / ٦ ـ العيّاشي : بإسناده عن إسماعيل الجعفي ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي). قال : فقال : «عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خاصّة» وإلّا فلا أصابني شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
وفي معنى الآية روايات زيادة على ما هنا مذكورة في كتاب البرهان.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ٣٥٨.
(٢) في المصدر زيادة : وآل محمّد عليهمالسلام.
(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٥٨.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٠٠ / ٩٩.
سورة الرعد
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثلاثمائة : إنّه من الذين ، في قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ)(١) الآية.
٤٩٨ / ١ ـ ابن شهر آشوب : عن الخركوشيّ في (شرف المصطفى) والثّعلبي في (الكشف والبيان) والفضل بن شاذان في (الأمالي) واللفظ له ، بإسنادهم عن جابر بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ عليهالسلام : «الناس من شجرة شتّى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ـ ثمّ قرأ ـ (وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) بالنبيّ وبك».
قال : رواه النظيري (٢) في (الخصائص) عن سلمان ، وفي رواية : «أنا وعليّ
__________________
(١) الرعد ١٣ : ٤.
(٢) في المصدر : النطنزي.
من شجرة ، والناس من أشجار شتّى» (١).
قلت : وروى حديث جابر بن عبد الله ، الطّبرسي ، وعليّ بن عيسى في (كشف الغمّة) (٢).
الإسم الحادي والثلاثمأة : إنّه هاد من الهداة ، في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(٣).
٤٩٩ / ٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، وفضالة بن أيّوب ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، فقال : «كلّ إمام هاد للقرن الذي هو فيهم» (٤).
٥٠٠ / ٣ ـ عنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد العجلي ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). فقال : «رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المنذر ، ولكلّ زمان منّا هاد يهديهم إلى ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ الهداة من بعده عليّ عليهالسلام ، ثمّ الأوصياء واحدا بعد واحد» (٥).
٥٠١ / ٤ ـ وعنه : عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، قال : قلت
__________________
(١) ... ، المناقب لابن المغازلي : ٤٠٠ / ٤٥٤ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٧٥ / ٣٩٥ ؛ ترجمة الإمام علي عليهالسلام من تاريخ ابن عساكر ١ : ١٤٢ / ١٧٨ ؛ تفسير القرطبي ٩ : ٢٨٣ ؛ فرائد السمطين ١ : ٥٢ / ١٧ ؛ الدرّ المنثور ٤ : ٦٠٥ ؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي : ١٣٦ ؛ الصواعق المحرقة : ١٢٣.
(٢) مجمع البيان ٦ : ٤٢٤ ؛ كشف الغمّة ١ : ٢٩٥.
(٣) الرعد ١٣ : ٧.
(٤) الكافي ١ : ١٩١ / ١ ؛ بصائر الدرجات : ٣٠ / ٦.
(٥) الكافي ١ : ١٩١ / ٢ ؛ بصائر الدرجات : ٢٩ / ١.