اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

وأمّا قولك : أشباه الناس. فهم شيعتنا وموالينا ، وهم منّا ، ولذلك قال إبراهيم عليه‌السلام : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)(١).

وأمّا قولك : النسناس. فهم السواد الأعظم ـ وأشار بيده إلى جماعة الناس ، ثمّ قال ـ : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)» (٢).

الإسم السادس والخمسون : من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ، في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ)(٣).

١٠٣ / ٨٤ ـ الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في (أماليه) ، قال : حدّثنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن صفوان (٤) الإمام (٥) بأنطاكية ، قال : حدّثنا محفوظ بن بحر ، قال : حدّثنا الهيثم بن جميل ، قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ). قال : «نزلت في عليّ عليه‌السلام حين بات على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٦).

وروى هذا الحديث من طريق المخالفين موفّق بن أحمد في كتاب (المناقب) : بإسناده عن حكيم بن جبير ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، قال : «أوّل من شرى نفسه ...» ، الحديث (٧).

__________________

(١) إبراهيم ١٤ : ٣٦.

(٢) الكافي ٨ : ٢٤٤ / ٣٣٩ ، والآية من سورة الفرقان ٢٥ : ٤٤.

(٣) البقرة ٢ : ٢٠٧.

(٤) في المصدر : محمّد بن يحيى بن الصفّار ، والظاهر صحّة ما في المتن ، ترجم له السمعاني في الأنساب ١ : ٢٢١ وقال : كان إمام الجامع بأنطاكية.

(٥) في النسخة : الامان.

(٦) أمالي الطوسي : ٤٤٦ / ٢.

(٧) مناقب الخوارزمي : ٧٤.

١٠١

١٠٤ / ٨٥ ـ عنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا محمّد عن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، قال : حدّثنا محمّد بن الصبّاح الجرجرائي (١) ، قال : حدّثنا محمّد بن كثير الملّائيّ (٢) ، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة (٣) ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : لمّا توجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الغار ومعه أبو بكر ، أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا عليه‌السلام أن ينام على فراشه ، ويتغشّى (٤) ببردته ، فبات عليّ عليه‌السلام موطّنا نفسه على القتل ، وجاءت رجال من قريش ، من بطونها ، يريدون قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم ، لا يشكّون أنه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : أيقظوه ، ليجد ألم القتل ، ويرى السيوف تأخذه ؛ فلمّا أيقظوه فرأوه عليّا تركوه ، وتفرّقوا في طلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنزل الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ)(٥).

١٠٥ / ٨٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا أبو عمرو (٦) ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدّثنا الحسن (٧) بن عبد الرحمن بن محمّد الأزدي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبد

__________________

(١) في المصدر : الجرجاني ، والصحيح أنّه منسوب إلى جرجرايا قرية بين واسط وبغداد ، عدّه الذهبي في السير ١٤ : ٣٨٣ من مشايخ الباغندي ، وترجم له في ١٠ : ٦٧٢.

(٢) في المصدر : المدائني ، ترجم له في تاريخ بغداد ٣ : ١٩١ والجرح والتعديل ٨ : ٧٠ وغيرهما ولم يذكروا لقبه هذا.

(٣) في النسخة : عون الأعرابي ، وفي المصدر : عرف الأعرابيّ عن أهل البصرة ، والصواب ما أثبتناه ، وهو : عوف بن أبي جميلة البصري المعروف بالأعرابيّ من أهل البصرة يروي عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ ، راجع سير أعلام النبلاء ٦ : ٣٨٣ ، تهذيب التهذيب ٨ : ١٦٦.

(٤) في المصدر : ويتوشّح.

(٥) أمالي الطوسي : ٤٤٦ / ٤.

(٦) في المصدر : أبو عمر.

(٧) في المصدر في عدّة مواضع : الحسين.

١٠٢

النور بن عبد الله بن المغيرة القرشيّ ، عن إبراهيم بن عبد الله بن سعيد (١) ، عن ابن عبّاس ، قال : بات عليّ عليه‌السلام ليلة خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن (٢) المشركين على فراشه ليعمّي على قريش ، وفيه نزلت هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(٣).

١٠٦ / ٨٧ ـ وعنه في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الغداني (٤) ، قال : حدّثنا الربيع بن يسار ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر رضى الله عنه : أنّ عليّا عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ، أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا ويغلق عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجّلهم ثلاثة أيّام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان ، قتل الاثنان.

فلمّا توافقوا جميعا على رأي واحد ، قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : «إنّي احبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم ، فإن يكن حقّا فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فأنكروه» قالوا : قل. فذكر فضائله عليه‌السلام ، ويقولون بالموافقة ، فيما ذكره (٥) عليه‌السلام في ذلك : «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) لمّا وقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الفراش غيريّ» قالوا : لا (٦).

__________________

(١) في المصدر : إبراهيم بن عبد الله بن معبد.

(٢) في المصدر : إلى.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٥٢ / ٤٣.

(٤) في النسخة : الغمداني ، وفي المصدر : العدلي ، تصحيف صوابه ما في المتن نسبة إلى غدانة بن يربوع ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١ : ٤٠٠ ، وتهذيب التهذيب ١ : ٥٩.

(٥) في المصدر : وذكر عليّ عليه‌السلام.

(٦) أمالي الطوسي : ٥٤٥ / ٤.

١٠٣

١٠٧ / ٨٨ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «وأمّا قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) فإنها نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ، ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا طلبته كفّار قريش» (١).

والأحاديث في أن هذه الآية نزل في أمير المؤمنين عليه‌السلام كثيرة ذكرنا كثيرا منها زيادة على ما هنا في كتاب البرهان في تفسير القرآن من أرادها وقف عليها من هناك مرويّة من طرق الخاصّة والعامّة.

الإسم السابع والخمسون : إنّه السلم في آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)(٢).

١٠٨ / ٨٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «السلم : هم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمر الله بالدخول فيه» (٣).

١٠٩ / ٩٠ ـ وعنه : بإسناده عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، قالوا : سألناهما عن قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً؟) قالا : «امروا بمعرفتنا» (٤).

١١٠ / ٩١ ـ وعنه : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، [قال : «السلم :] هو آل محمّد ، أمر الله بالدخول فيه ، وهم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به ، قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)» (٥).

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٠١ / ٢٩٢.

(٢) البقرة ٢ : ٢٠٨.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٦.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٥.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٨ ، والآية من سورة آل عمران ٣ : ١٠٣.

١٠٤

١١١ / ٩٢ ـ وعنه : بإسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم ، وجميع ما فضّلت به النبيّون إلى خاتم النبيين والمرسلين في عترة خاتم النبيين والمرسلين ، فأين يتاه بكم؟ وأين تذهبون ، يا معاشر من فسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟

فهذا مثل ما فيكم ، فكما نجا في هاتيك منهم من نجا ، وكذلك ينجو في هذه منكم من نجا ، ورهن ذمّتي ، وويل لمن تخلّف عنهم ، إنّهم فيكم كأصحاب الكهف ، ومثلهم باب حطّة ، وهم باب السّلم ، فادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين» (١).

وبقيّة الروايات في الآية مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الثامن والخمسون : الصلاة الوسطى ، في قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٢).

١١٢ / ٩٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ). قال : «الصلوات : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، والوسطى : أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) طائعين للأئمّة عليهم‌السلام» (٣).

الإسم التاسع والخمسون : إنّه من الشافعين ، في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(٤).

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٣٠٠.

(٢) البقرة ٢ : ٢٣٨.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٢٨ / ٤٢١.

(٤) البقرة ٢ : ٢٥٥.

١٠٥

١١٣ / ٩٤ ـ العيّاشي : بإسناده عن معاوية بن عمّار (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؟) قال : «نحن أولئك الشافعون» (٢).

الإسم الستون : العروة الوثقى لانفصام لها ، في قوله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها)(٣).

١١٤ / ٩٥ ـ ابن بابويه : بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا حذيفة ، إنّ حجّة الله عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله ، والشّكّ فيه شك في الله ، والإلحاد فيه إلحاد في الله ، والإنكار له إنكار لله ، والإيمان به إيمان بالله ، لأنّه أخو رسول الله ووصيّه ، وإمام أمّته ، وهو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له : غال ، ومقصّر.

يا حذيفة ، لا تفارقنّ عليّا فتفارقني ، ولا تخالفنّ عليّا فتخالفني ، إنّ عليّا منّي ، وأنا منه ، من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني» (٤).

__________________

(١) أبو القاسم معاوية بن عمّار البجلي الدهني مولاهم الكوفي. وجه في الأصحاب مقدما كبير الشأن عظيم المحلّ ، ومن خواصّ أصحاب الصادق عليه‌السلام.

وثّقه النجاشي والعلّامة ، وعدّه البرقي والشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وكان ممّن روى عنه ، وروى عنه فضالة بن أيّوب وصفوان وابن أبي عمير وغيرهم. له كتب منها : كتاب الحج وكتاب الزكاة وغيرهما. مات سنة ١٧٥ ه‍.

رجال البرقي : ٢٢ ؛ رجال النجاشي : ٤١١ / ١٠٩٦ ؛ رجال الطوسي : ٣١٠ / ٤٨١ ؛ رجال الكشّي : ٣٠٨ / ٥٥٧ ؛ الخلاصة : ١٦٦ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ١٨ : ٢١٥ / ١٢٤٥٩.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٣٦ / ٤٥٠.

(٣) البقرة ٢ : ٢٥٦.

(٤) أمالي الصدوق : ٢٦٤ / ٣.

١٠٦

١١٥ / ٩٦ ـ عنه : بإسناده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الأئمّة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله تعالى» (١).

١١٦ / ٩٧ ـ سعد بن عبد الله القمّي : بإسناده عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، [قال] في خطبة طويلة له : «مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخلّف في أمّته كتاب الله ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وحبل الله المتين ، وعروة الوثقى لا انفصام لها ، وعهده المؤكّد ، صاحبان مؤتلفان ، يشهد كلّ واحد منهما لصاحبه بالتصديق» (٢).

١١٧ / ٩٨ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه موفّق بن أحمد ، بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام : «أنت العروة الوثقى» (٣).

الإسم الحادي والستون : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٤) في قوله تعالى في هذه الآية.

١١٨ / ٩٩ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد الجعابي ، قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن محمّد بن العبّاس الرازي التميمي ، قال : حدّثني أبي (٥) ، قال : حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٥٨ / ٢١٧.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٨٩.

(٣) مناقب الخوارزمي : ٢٤.

(٤) البقرة ٢ : ٢٧٤.

(٥) (قال : حدّثني أبي) ليس في المصدر ، وهو سهو ، راجع رجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٣.

١٠٧

آبائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وذكر عدّة أحاديث ، ثمّ قال : [قال :] «نزلت (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) في عليّ عليه‌السلام» (١).

١١٩ / ١٠٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي إسحاق ، قال : كان لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دراهم ، لم يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا ، وبدرهم علانية ، فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «يا عليّ ، ما حملك على ما صنعت»؟ قال : «إنجاز موعد الله» فأنزل الله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) إلى آخر الآية (٢).

١٢٠ / ١٠١ ـ الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص) : بإسناده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عليّ ما عملت في ليلتك»؟ قال : «ولم يا رسول الله؟» قال : «نزلت فيك أربعة معان».

فقال : «بأبي أنت وأمّي ، كانت معي أربعة دراهم ، فتصدّقت بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا ، وبدرهم علانية».

قال : «فإنّ الله أنزل فيك : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)» (٣).

١٢١ / ١٠٢ ـ ابن شهر آشوب في كتاب (المناقب) : عن ابن عبّاس ، والسّدّيّ ، ومجاهد ، والكلبي ، وأبي صالح ، والواحدي ، والطوسي ، والثعلبي ، والطبرسي ، والماوردي ، والقشيري ، والثمالي ، والنقّاش ، والفتّال ، وعبد الله (٤) بن الحسين ،

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٢ / ٢٥٥.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٥١ / ٥٠٢.

(٣) الاختصاص : ١٥٠.

(٤) في المصدر : وعبيد الله.

١٠٨

وعليّ بن حرب الطائي في تفاسيرهم : أنّه كان عند عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دراهم فضّة ، فتصدّق بواحد ليلا ، وبواحد نهارا ، وبواحد سرّا ، وبواحد علانية ، فنزل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) فسمّى كلّ درهم مالا ، وبشّره بالقبول.

رواه النظيري (١) في الخصائص (٢).

١٢٢ / ١٠٣ ـ أبو عليّ الطبرسيّ ، قال : سبب النزول ، عن ابن عبّاس : نزلت هذه الآية في عليّ عليه‌السلام ، كانت معه أربعة دارهم فتصدّق بواحد ليلا ، وبواحد نهارا ، وبواحد سرّا ، وبواحد علانية. قال أبو عليّ : وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام (٣).

١٢٣ / ١٠٤ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه موفّق بن أحمد في كتاب (المناقب) : بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، قال : كان لعليّ عليه‌السلام أربعة دراهم فأنفقها ، واحدا ليلا ، وواحدا نهارا ، وواحدا سرّا ، وواحدا علانية ، فنزل قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٤).

١٢٤ / ١٠٥ ـ وعن ابن المغازلي ، يرفعه إلى ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً). قال : هو عليّ بن أبي طالب ، كان له أربعة دراهم ، فأنفق درهما سرّا ، ودرهما علانية ، ودرهما بالليل ، ودرهما بالنهار.

__________________

(١) في المصدر : النطنزي.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٧١.

(٣) مجمع البيان ٢ : ٦٦٧.

(٤) مناقب الخوارزمي : ١٩٨ ؛ مجمع الزوائد ٦ : ٣٢٤ ؛ ينابيع المودّة : ٩٢.

١٠٩

ومن تفسير الثعلبي (١) مثل هذا (٢).

والإسم الثاني والستون : في هذه الآية (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) بمعنى المأجورين.

و [الإسم] الثالث والستون : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) بمعنى غير مخوف عليهم.

و [الإسم] الرابع والستون : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) بمعنى غير محزونين.

__________________

(١) تحفة الأبرار في مناقب الأئمّة الأطهار : ١١١ «مخطوط».

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٢٨٠ / ٣٢٥ ؛ فرائد السمطين ١ : ٣٥٦ / ٢٨٢.

١١٠

سورة آل عمران

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الخامس والستون : إنّه من الآيات المحكمات.

والإسم السادس والستون : إنّه من الراسخين في العلم ، في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(١).

١٢٥ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن اورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) قال : «أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام». (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) قال : «فلان وفلان». (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) : «أصحابهم وأهل ولايتهم». (فَيَتَّبِعُونَ ما

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٧.

١١١

تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) : «أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام» (١).

١٢٦ / ٢ ـ عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن أيّوب بن الحرّ ؛ وعمران بن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله» (٢).

١٢٧ / ٣ ـ وعنه : عن عليّ بن محمّد ، عن عبد الله بن عليّ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن بريد بن معاوية ، عن أحدهما عليهما‌السلام في قوله عزوجل : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) : «فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الرّاسخين في العلم ، قد علّمه الله عزوجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم (٣) بعلم ، فأجابهم الله بقوله : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) والقرآن خاصّ وعام ، ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه» (٤).

١٢٨ / ٤ ـ وعنه : بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي الصبّاح الكنانيّ ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «نحن قوم فرض الله عزوجل طاعتنا ، لنا الأنفال ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم» (٥).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤١٤ / ١٤.

(٢) الكافي ١ : ٢١٣ / ١.

(٣) في النسخة : فيه.

(٤) الكافي ١ : ٢١٣ / ٢.

(٥) الكافي ١ : ١٨٦ / ٦.

١١٢

١٢٩ / ٥ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن ابن أذينة ، عن فضيل بن يسار (١) ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الرواية : «ما من آية الاولها ظهروا بطن ، وما فيه حرف الاوله حدّ يطّلع ما يعني بقوله لها ظهر وبطن ، قال : ظهر وبطن هو تأويله ، منه ما قد مضى ومنه ما لم يجيء يجري كما تجري الشمس والقمر كلّما جاء فيه تأويل شيء منه يكون على الأموات كما يكون على الأحياء ، كما قال الله تبارك وتعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ونحن نعلمه» (٢).

١٣٠ / ٦ ـ عنه : عن محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل ، وأمّا المتشابه فيؤمن به ولا يعمل (٣) ، وهو قول الله تبارك وتعالى :

__________________

(١) أبو القاسم الفضيل بن يسار البصري. أصله من الكوفة ، ونزل البصرة ، وكان عينا في الأصحاب ، جليل القدر ، ممّن اجتمعت العصابة على تصديقهم والإقرار لهم بالفقه ، عدّه المفيد من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين لا يطعن عليهم ، وعدّه الإمام عليه‌السلام في بعض الروايات المادحة له من أهل البيت عليهم‌السلام ، وثّقه النجاشي في موضعين ، وصرّح بتوثيقه أيضا الشيخ والعلّامة.

صحب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وروى عنهما وعن زكريا النقاض وعبد الواحد بن المختار ، وروى عنه ابن بكير وابن رئاب وأبان وغيرهم ، له كتاب. مات في حياة أبي عبد الله عليه‌السلام.

رجال النجاشي : ٣٠٩ / ٨٤٦ و ٣٦٢ / ٩٧٣ ؛ الرسالة العددية (مصنّفات المفيد) ٩ : ٢٥ ؛ رجال الطوسي : ١٣٢ / ١ و ٢٧١ / ١٥ ؛ رجال الكشّي : ٢١٢ / ٣٧٧ ؛ الخلاصة : ١٣٢ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ١٣ : ٣٣٥ / ٩٤٣٦.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٠٣ / ٢.

(٣) في المصدر : فأمّا المحكم فنؤمن به فنعمل به وندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به.

١١٣

(فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته أفضل الرّاسخين في العلم ، قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأوليه ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه بعلم ، فأجابهم الله : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) فالقرآن عام وخاصّ ، ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه» (١).

١٣١ / ٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) قال : «أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) فلان وفلان (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) أصحابهم وأهل ولايتهم (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ»)(٢).

١٣٢ / ٨ ـ عنه : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام يقول : «إنّ القرآن محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله عزوجل : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) والراسخون في العلم هم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٣).

والأحاديث في ذلك كثيرة مذكورة في تفسير البرهان.

الإسم السابع والستون : إنّه من الذين اتقوا ، في قوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ ...

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٠٣ / ٣.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٢ / ٢.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٢ / ٤.

١١٤

بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)(١) الآية.

١٣٣ / ٩ ـ من طريق المخالفين ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) الآيات : نزلت في عليّ عليه‌السلام وحمزة وعبيدة بن الحارث (٢).

الإسم الثامن والستون : إنّه من أولى العلم.

[الإسم] التاسع والستون : القائم بالقسط ، في قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ)(٣).

١٣٤ / ١٠ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : «على الأئمّة من الفرائض ما ليس على شيعتهم ، وعلى شيعتنا ما أمرهم الله ما ليس علينا ، إنّ عليهم أن يسألونا (وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) الإمام» (٤).

١٣٥ / ١١ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الآية : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

قال أبو جعفر عليه‌السلام : («شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فإنّ الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه ، وهو كما قال.

فأمّا قوله : (وَالْمَلائِكَةُ) فإنّه أكرم الملائكة بالتسليم لربّهم ، وصدّقوا

__________________

(١) آل عمران ٣ : ١٥.

(٢) تفسير الحبري : ٢٤٥ / ١١.

(٣) آل عمران ٣ : ١٨.

(٤) لم نجده في بصائر الدرجات المطبوع والمخطوط ، بل روى فيه حديثا نحوه ص ٤٣ / ٢٨ دون ذكر ذيل الحديث ، وروى في نور الثقلين ١ : ٣٢٣ / ٦٩ وكنز الدقائق ٣ : ٥٥ الحديث عن بصائر الدرجات بنفس الإسناد ، ومتنه هكذا «قال : قلت : (وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) قال : الإمام».

١١٥

وشهدوا كما شهد لنفسه ، وأمّا قوله : (وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) فإنّ اولي العلم الأنبياء والأوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط : العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن : أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١).

١٣٦ / ١٢ ـ عنه : بإسناده عن مرزبان القمّي ، قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) قال : «هو الإمام» (٢).

١٣٧ / ١٣ ـ سعد بن عبد الله القمّي : عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجليّ ، عن هارون بن خارجة ، عن عبد الملك بن عطاء ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «نحن أولوا الذكر ، ونحن أولوا العلم ، وعندنا الحرام والحلال» (٣).

الإسم السبعون : إنّه من الذين أوتوا الملك ، في قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ)(٤) الآية.

١٣٨ / ١٤ ـ محمّد بن يعقوب : بإسناده عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمّال (٥) ، عن داود بن فرقد ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أليس قد آتى الله عزوجل بني أميّة الملك؟

قال : «ليس حيث تذهب ، إنّ الله عزوجل آتانا الملك وأخذته بنو أميّة ،

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٨.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ١٩.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٦٧.

(٤) آل عمران ٣ : ٢٦.

(٥) في المصدر : سماك. انظر رجال النجاشي : ٢١ / ٣٠.

١١٦

بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر ، فليس هو للّذي أخذه» (١).

١٣٩ / ١٥ ـ العيّاشي : بإسناده عن داود بن فرقد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) فقد آتى الله بني أميّة الملك!

فقال : «ليس حيث يذهب الناس إليه ، إنّ الله آتانا الملك وأخذه بنو أميّة ، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر ، فهو ليس للذي أخذه (٢)» (٣).

الإسم الحادي والسبعون : إنّه من الذين اصطفيهم الله تعالى من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسقط ، في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٤).

١٤٠ / ١٦ ـ الشيخ في (أماليه) : عن أبي محمّد الفحّام ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن هارون ، قال : حدّثني أبو عبد الصّمد إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه ـ وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمّد بن إبراهيم ـ قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول : كان يقرأ إنّ الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران ـ وآل محمّد ـ على العالمين قال : «هكذا انزلت» (٥).

١٤١ / ١٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قال العالم عليه‌السلام : «نزل (آلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) ـ وآل محمد ـ (عَلَى الْعالَمِينَ)(٦). (٧)

__________________

(١) الكافي ٨ : ٢٦٦ / ٣٨٩.

(٢) في المصدر : فليس هو للذي أخذه.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢٣.

(٤) آل عمران ٣ : ٣٣ ـ ٣٤.

(٥) أمالي الطوسي : ٣٠٠ / ٣٩.

(٦) في المصدر زيادة : فأسقطوا آل محمّد من الكتاب.

(٧) تفسير القمّي ١ : ١٠٠.

١١٧

١٤٢ / ١٨ ـ أبو عليّ الطبرسي في (مجمع البيان) : في قراءة أهل البيت : «وآل محمّد على العالمين» (١).

١٤٣ / ١٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن أيّوب ، قال : سمعني أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا أقرأ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) فقال لي : «وآل محمّد كانت فمحوها ، وتركوا آل إبراهيم وآل عمران» (٢).

١٤٤ / ٢٠ ـ عنه : بإسناده عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ما الحجّة في كتاب الله أنّ آل محمّد هم أهل بيته؟

قال : «قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) وآل محمّد. هكذا نزلت (عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولا تكون الذرّيّة من القوم إلّا نسلهم من أصلابهم».

وقال : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ)(٣) وآل عمران وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

١٤٥ / ٢١ ـ وعنه : بإسناده عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ). فقال : «هو : آل إبراهيم وآل محمّد على العالمين ، فوضعوا اسما مكان اسم» (٥).

١٤٦ / ٢٢ ـ وعنه : بإسناده عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٧٣٥.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٤.

(٣) سبأ ٣٤ : ١٣.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٥.

(٥) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٨ / ٣٠.

١١٨

بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) قال : «نحن منهم ، ونحن بقيّة تلك العترة» (١).

١٤٧ / ٢٣ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه الثعلبي في تفسيره ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد القاضي ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي ، قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا أحمد بن ميثم بن نعيم ، قال : حدّثنا أبو عبادة السلولي ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) وآل محمّد (عَلَى الْعالَمِينَ)(٢).

١٤٨ / ٢٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنهما ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصّلت ، قال : حضر الرّضا عليه‌السلام مجلس المأمون ، وقد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من أهل العراق وخراسان ، وذكر الحديث إلى أن قال فيه : قال المأمون : هل فضّل الله العترة على سائر الامّة؟

فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «إنّ الله عزوجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه».

فقال المأمون : وأين ذلك من كتاب الله؟

فقال له الرضا عليه‌السلام : «في قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ)» (٣).

الإسم الثاني والسبعون : إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام من الذرّيّة التي بعضها من

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٨ / ٢٩.

(٢) أخرجه في إحقاق الحقّ ١٤ : ٣٨٤ عن تفسير الثعلبي ؛ شواهد التنزيل ١ : ١٥٢ / ١٦٥.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٣٠ / ١.

١١٩

بعض من آل إبراهيم عليهم‌السلام.

الإسم الثالث والسبعون : نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)(١).

١٤٩ / ٢٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «أنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيّد ، وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس ، وصلّوا ، فقال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله ، هذا في مسجدك؟ فقال : دعوهم.

فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا له : إلى ما تدعونا؟ فقال : إلى شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّي رسول الله ، وأنّ عيسى عبد مخلوق ، يأكل ويشرب ويحدث.

قالوا : فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : قل لهم : ما تقولون في آدم ؛ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : نعم. فقال : فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين ، فأنزل الله : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) إلى قوله : (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)(٢).

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فباهلوني ، فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم ، وإن كنت كاذبا نزلت عليّ.

فقالوا : أنصفت. فتواعدوا للمباهلة ، فلمّا رجعوا إلى منازلهم ، قال رؤساؤهم

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٦١.

(٢) آل عمران ٣ : ٦١.

١٢٠