اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

عيسى عليه‌السلام ، وسبق عليّ عليه‌السلام إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو أفضلهم (١).

١٢٧٢ / ٤ ـ محمّد بن إبراهيم النعماني ، قال : أخبرنا عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن (٢) الرازيّ ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : جعلت فداك ، أخبرني عن قول الله عزوجل : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) قال : «نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة».

فقلت : فسّر لي ذلك؟ فقال : «إنّ الله عزوجل لمّا أراد أن يخلق الخلق من طين ، ورفع لهم نارا ، وقال لهم : ادخلوها فكان أول من دخلها محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة إماما بعد إمام ، ثمّ أتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون» (٣).

الإسم الرابع والسبعون وثمانمائة : انّه قليل من الآخرين ، في قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(٤).

١٢٧٣ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن حريز (٥) ، عن أحمد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن (٦) ، عن محمّد بن الفرات ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، في قوله عزوجل : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، قال : «ثلّة من

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٣٢٠ / ٣٦٥. (وهو أفضلهم) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر : حسّان.

(٣) الغيبة : ٩٠ / ٢٠.

(٤) الواقعة ٥٦ : ١٣ ، ١٤.

(٥) في النسخة : الجرير.

(٦) في المصدر : الحسن بن الحسين.

٧٠١

الْأَوَّلِينَ) ابن آدم الّذي قتله أخوه ، ومؤمن آل فرعون ، وحبيب النجّار صاحب يس : (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

١٢٧٤ / ٦ ـ ابن الفارسي في (روضة الواعظين) : قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) ابن آدم المقتول ، ومؤمن آل فرعون ، وصاحب يس ، (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

الإسم الخامس والسبعون وثمانمائة : انّه من اليمين ، في قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ)(٣).

١٢٧٥ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : اليمين : عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام وأصحابه وشيعته (٤).

[الإسم] السادس والسبعون وثمانمائة : انّه اليمين أيضا ، في قوله تعالى : (أَتْراباً* لِأَصْحابِ الْيَمِينِ)(٥).

١٢٧٦ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم : (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

الإسم السابع والسبعون وثمانمائة : انّه ثلّة من الآخرين ، في قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(٧).

١٢٧٧ / ٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٤٣ / ٧.

(٢) روضة الواعظين ١ : ١٠٥.

(٣) الواقعة ٥٦ : ٢٧.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٤٨.

(٥) الواقعة ٥٦ : ٣٧ ، ٣٨.

(٦) تفسير القمّي ٢ : ٣٤٨.

(٧) الواقعة ٥٦ : ٣٩ ، ٤٠.

٧٠٢

بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن عليّ بن أسباط ، عن سالم بيّاع الزّطّي ، قال : سمعت أبا سعيد المدائني ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ، عن قول الله عزوجل (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، قال : «(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) حزقيل مؤمن آل فرعون ، (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

١٢٧٨ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ التميمي ، عن سليمان بن داود الصّيرفيّ ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي سعيد المدائني ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ، عن قول الله عزوجل : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، قال : («ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) حزقيل مؤمن آل فرعون (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

الإسم الثامن والسبعون وثمانمائة : انّه من مواقع النجوم ، في قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ)(٣).

١٢٧٩ / ١١ ـ ابن بابويه في (الفقيه) : بإسناده عن المفضّل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) : «يعني به اليمين بالبررة (٤) من الأئمّة عليهم‌السلام ، يحلف بها الرجل ، يقول : إنّ ذلك عندي (٥) عظيم» (٦). وهذا الحديث في (نوادر الحكمة).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٤٨.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٤٣ / ٨.

(٣) الواقعة ٥٦ : ٧٥.

(٤) في المصدر : بالبراءة.

(٥) في المصدر : عند الله.

(٦) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٣٧ / ١١٢٣.

٧٠٣

الإسم التاسع والسبعون وثمانمائة : انّه من الرزق ، في قوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(١).

١٢٨٠ / ١٢ ـ شرف الدين النجفي ، قال : جاء في تأويل أهل البيت الباطن ، في حديث أحمد بن إبراهيم ، عنهم عليهم‌السلام (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) أي شكركم النعمة الّتي رزقكم الله وما منّ عليكم بمحمّد وآل محمّد (أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) بوصيّه (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) إلى وصيّه أمير المؤمنين عليه‌السلام بشّر وليّه بالجنّة ، وعدوّه بالنار (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) يعني أقرب إلى أمير المؤمنين منكم (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) أي لا تعرفون (٢).

الإسم الثمانون وثمانمائة : في قوله تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ).

الإسم الحادي والثمانون وثمانمائة : انّه من المقربين ، في قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)(٣).

١٢٨١ / ١٣ ـ محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الرحمن ابن الفضل ، عن جعفر بن الحسين ، عن أبيه ، عن محمّد بن زيد ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) ، فقال : «هذا في أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين» (٤).

__________________

(١) الواقعة ٥٦ : ٨٣.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٤٤ / ٩.

(٣) الواقعة ٥٦ : ٨٨ ، ٨٩.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٥٢ / ١٦.

٧٠٤

سورة الحديد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثاني والثمانون وثمانمائة : انّه الأوّل.

[الإسم] الثالث والثمانون وثمانمائة : الآخر.

[الإسم] الرابع والثمانون وثمانمائة : الظاهر.

[الإسم] الخامس والثمانون وثمانمائة : الباطن.

[الإسم] السادس والثمانون وثمانمائة : بكلّ شيء عليهم ، في قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١).

١٢٨٢ / ١ ـ محمّد بن العبّاس : عن محمّد بن سهل العطّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، عن قبيصة بن عقبة ، عن سفيان بن يحيى ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لقيت عمّارا في بعض سكك المدينة ، فسألته عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه ، وأنّه لمّا صلى الغداة أقبل علينا ،

__________________

(١) الحديد ٥٧ : ٣.

٧٠٥

فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس ، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقام إليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقبّل بين عينيه ، وأجلسه إلى جنبه حتّى مسّت ركبتاه ركبتيه ، ثمّ قال : «يا عليّ ، قم للشمس فكلّمها ، فإنّها تكلّمك».

فقام أهل المسجد ، وقالوا : أترى عين الشمس تكلّم عليّا؟ وقال بعض : لا يزال يرفع خسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه ؛ إذ خرج عليّ عليه‌السلام فقال للشمس : «كيف أصبحت ، يا خلق الله؟» فقالت : بخير يا أخا رسول الله ، يا أوّل يا آخر ، يا ظاهر يا باطن ، يا من هو بكلّ شيء عليم.

فرجع عليّ عليه‌السلام إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [فتبسّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] فقال : «يا عليّ ، تخبرني أو أخبرك؟» فقال : «منك أحسن ، يا رسول الله». فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أمّا قولها لك : يا أوّل ، فأنت أوّل من آمن بالله ، وقولها : يا آخر ، فأنت آخر من تعاينني على مغسلي ، وقولها : يا ظاهر ، فأنت أوّل من يظهر على مخزون سرّي ، وقولها : يا باطن ، فأنت المستبطن لعلمي ، وأما العليم بكلّ شيء ، فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلّا وأنت به عليم ، ولو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ، لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا التّراب من تحت قدميك يستشفون به».

قال جابر : فلمّا فرغ عمّار من حديثه ، أقبل سلمان ، فقال عمّار : وهذا سلمان كان معنا ، فحدّثني به سلمان كما حدّثني عمّار (١).

١٢٨٣ / ٢ ـ عنه : عن عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن عليّ بن الحكم (٢) ، عن الربيع بن عبد الله ، عن عبد الله بن حسن ، عن أبي جعفر محمّد بن

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٥٤ / ١.

(٢) في المصدر : حكيم.

٧٠٦

عليّ عليه‌السلام ، قال : «بينما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم رأسه في حجر عليّ عليه‌السلام ، إذ نام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يكن عليّ عليه‌السلام صلّى العصر ، فقامت الشمس تغرب ، فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكر له عليّ عليه‌السلام شأن صلاته ، فدعا الله فردّ الله الشمس كهيئتها ـ [في وقت العصر] وذكر حديث ردّ الشمس ـ فقال له : يا عليّ ، قم فسلّم على الشمس ، فكلّمها فإنّها تكلّمك ، فقال له : يا رسول الله ، فكيف أسلّم عليها؟ قال : قل : السّلام عليك يا خلق الله ، فقام عليّ عليه‌السلام وقال : السّلام عليك يا خلق الله. فقالت : وعليك السّلام يا أوّل يا آخر ، يا ظاهر يا باطن ، يا من ينجي محبيه ، ويوثق مبغضيه ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما ردّت عليك الشمس؟ فكان عليّ كاتما عنه [فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قل ما قالت لك الشمس؟ فقال له ما قالت].

فقال [النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : إنّ الشمس قد صدقت ، وعن أمر الله نطقت ، أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأنت آخر الوصيين ، ليس بعدي نبيّ ، ولا بعدك وصيّ وأنت الظاهر على أعدائك ، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه ، ولا فوقك فيه أحد ، أنت عيبة علمي وخزانة وحي ربّي ، وأولادك خير الأولاد ، وشيعتك هم النّجباء يوم القيامة» (١).

قلت : مع اختلاف التفسير ينزل على الظاهر والباطن.

الإسم السابع والثمانون وثمانمائة : انّه من أنفق من قبل الفتح ، في قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) الآية.

[الإسم] الثامن والثمانون وثمانمائة : في قوله تعالى : (وَقاتَلَ).

[الإسم] التاسع والثمانون وثمانمائة : (أُولئِكَ).

[الإسم] التسعون وثمانمائة : (أَعْظَمُ دَرَجَةً).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٥٥ / ٢.

٧٠٧

[الإسم] الحادي والتسعون وثمانمائة : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)(١).

١٢٨٤ / ٣ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن الحسن عليهم‌السلام ـ في خطبة خطبها بعد صلح معاوية بمحضره ـ قال عليه‌السلام فيها : «فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً).

فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٢) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له بسبقه إيّاهم إلى الإيمان بنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ)(٣) فهو سابق جميع السابقين ، فكما أن الله عزوجل فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخرين [فكذلك] فضّل سابق السابقين على السابقين» (٤).

والخطبة طويلة ، مذكورة في كتاب البرهان في قوله تعالى : (إِنَّما

__________________

(١) الحديد ٥٧ : ١٠.

(٢) الحشر ٥٩ : ١٠.

(٣) التوبة ٩ : ١٠٠.

(٤) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١.

٧٠٨

يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

[الإسم] الثاني والتسعون وثمانمائة : انّه النور ، في قوله تعالى : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ)(١).

١٢٨٥ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل الهمداني ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «(يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) أئمّة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّة».

عنه : عن عليّ بن محمّد ، ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، ومحمّد بن يحيى ، عن العمركي بن عليّ ، جميعا ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهما‌السلام ، مثله (٢).

[الإسم] الثالث والتسعون وثمانمائة : انّه من المضروب بينهم وبين أعدائهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ، في قوله تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)(٣).

[الإسم] الرابع والتسعون وثمانمائة : انه الباب.

[الإسم] الخامس والتسعون وثمانمائة : في قوله تعالى : (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ).

١٢٨٦ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن الأحول ، عن سلّام بن المستنير ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ

__________________

(١) الحديد ٥٧ : ١٢.

(٢) الكافي ١ : ١٩٥ / ٥.

(٣) الحديد ٥٧ : ١٣.

٧٠٩

بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ* يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ)».

قال : فقال : «أما إنّها نزلت فينا وفي شيعتنا وفي الكفار ، أما إنّه إذا كان يوم القيامة وحبس الخلائق في طريق المحشر ، ضرب الله سورا من ظلمة ، فيه باب باطنه فيه الرحمة ـ يعني النور ـ وظاهره من قبله العذاب ـ يعني الظلمة ـ فيصيّرنا الله وشيعتنا في باطن السّور الّذي فيه الرحمة والنّور ، ويصيّر عدوّنا والكفار في ظاهر السّور الّذي فيه الظّلمة ، فيناديكم أعداؤنا وأعداؤكم من الباب الذي في السور من ظاهره العذاب : ألم نكن معكم في الدنيا ، نبيّنا ونبيّكم واحد ، وصلاتنا وصلاتكم واحدة ، وصومنا وصومكم واحد ، وحجّنا وحجّكم واحد؟».

قال : «فيناديهم الملك من عند الله : بلى ، ولكنّكم فتنتم أنفسكم بعد نبيّكم ، ثمّ تولّيتم ، وتركتم اتّباع من أمركم به نبيّكم ، وتربّصتم به الدوائر ، وارتبتم فيما قال فيه نبيّكم وغرّتكم الأماني وما اجتمعتم عليه من خلافكم لأهل الحقّ ، وغرّكم حلم الله عنكم في تلك الحال ، حتّى جاء الحقّ ـ يعني بالحقّ ظهور عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ومن ظهر من بعده من الأئمّة عليهم‌السلام بالحق ـ وقوله عزوجل : (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) يعني الشيطان (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي لا توجد لكم حسنة تفدون بها أنفسكم (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ»)(١).

١٢٨٧ / ٦ ـ عنه : عن أحمد بن محمّد الهاشمي ، عن محمّد بن عيسى العبيدي ، قال : حدّثنا أبو محمّد الأنصاري ـ وكان خيّرا ـ عن شريك ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس ، قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول الله عزوجل : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) ، فقال

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٠ / ١١.

٧١٠

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا السّور ، وعليّ الباب» (١).

١٢٨٨ / ٧ ـ وعنه : عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول الله عزوجل : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) ، فقال : «أنا السّور ، وعليّ الباب ، وليس يؤتى السّور إلّا من قبل الباب» (٢).

الإسم السادس والتسعون وثمانمائة : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ).

[الإسم] السابع والتسعون وثمانمائة : (أُولئِكَ).

الإسم الثامن والتسعون وثمانمائة : من (الصِّدِّيقُونَ).

[الإسم] التاسع والتسعون وثمانمائة : ومن الشهداء ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(٣).

١٢٨٩ / ٨ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عليّ بن الحكم ، عن مروان ، عن أبي خضرة (٤) ، عمّن سمع عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول ، وذكر الشهداء ، قال : فقال بعضنا : في المبطون ، وقال بعضنا : في الذي يأكله السبع ، وقال بعضنا غير ذلك ممّا يذكر في الشهادة. فقال إنسان : ما كنت أدري (٥) أنّ الشهيد إلّا من قتل في سبيل الله.

فقال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : «إنّ الشهداء إذا لقليل» ثمّ قرأ [هذه] الآية :

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٦١ / ١٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٢ / ١٣.

(٣) الحديد ٥٧ : ١٩.

(٤) في النسخة : أبي حصيرة ، وفي المصدر : أبي خضيرة.

(٥) في المصدر : أرى.

٧١١

(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ثمّ قال : «هذه لنا ولشيعتنا» (١).

١٢٩٠ / ٩ ـ ابن شهر آشوب : عن عليّ بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) ، قال : صدّيق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام هو الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم.

ثمّ قال : (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، قال ابن عبّاس : وهم عليّ وحمزة وجعفر ، فهم الصدّيقون وهم شهداء الرسل على أممهم ، إنّهم قد بلغوا الرسالة ، ثمّ قال : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) عند ربّهم على التصديق بالنبوة (وَنُورُهُمْ) على الصّراط (٢).

١٢٩١ / ١٠ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي ، في كتابه المستخرج من تفاسير الاثنى عشر ، في تفسير قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يرفعه إلى ابن عبّاس ، قال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) [يعني صدّقوا](بِاللهِ) أنّه واحد : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وحمزة بن عبد المطّلب وجعفر الطيّار (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) ، قال [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : «صدّيق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب ، وهو الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم» (٣).

وقد تقدّم حديث من المخالفين في آخر سورة الفتح.

الإسم التسعمائة : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ).

الإسم الحادي والتسعمائة : (وَنُورُهُمْ).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ١٦٧ / ٣١٨.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٨٩.

(٣) ... عنه الطرائف : ٩٤ / ١٣٢.

٧١٢

الإسم الثاني والتسعمائة : في قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)(١).

١٢٩٢ / ١١ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر والصادق عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده ، وفي قوله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ)(٢) : إنّهما نزلتا في أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣)» (٤).

الإسم الثالث والتسعمائة : انّه من الذين لا يأسوا على ما فاتهم.

[الإسم] الرابع والتسعمائة : ومن الذين لا يفرحوا بما آتاهم ، في قوله تعالى : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ)(٥).

١٢٩٣ / ١٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : «لمّا أدخل رأس الحسين عليه‌السلام على يزيد لعنه الله ، وأدخل عليه عليّ بن الحسين عليهما‌السلام وبنات أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام مقيّدا مغلولا ، فقال يزيد : يا عليّ بن الحسين ، الحمد لله الّذي قتل أباك. فقال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : لعن الله من قتل أبي. قال : فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه عليه‌السلام فقال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : فإذا قتلتني فبنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يردّهنّ إلى منازلهنّ ، وليس لهنّ محرم غيري؟ فقال : أنت تردّهنّ إلى منازلهنّ ، ثمّ دعا بمبرد ، فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده.

ثمّ قال : يا عليّ بن الحسين ، أتدري ما الّذي أريد بذلك؟ قال : بلى ، تريد أن لا يكون لأحد عليّ منّة غيرك. فقال يزيد : هذا والله [ما] أردت.

__________________

(١) الحديد ٥٧ : ٢١.

(٢) النساء ٤ : ٣٢.

(٣) في المصدر : إنّهما نزلا فيهم.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٩.

(٥) الحديد ٥٧ : ٢٣.

٧١٣

ثمّ قال : يا عليّ بن الحسين (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)(١) فقال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : كلّا ما هذه فينا نزلت ، إنّما نزلت فينا : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ؛) فنحن الّذين لا نأسى على ما فاتنا ، ولا نفرح بما آتانا منها» (٢).

[الإسم] الخامس والتسعمائة : إنّه الميزان ، في قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ)(٣).

١٢٩٤ / ١٣ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : كنّا عنده ثمانية رجال ، فذكرنا رمضان ، فقال : «لا تقولوا هذا رمضان ، [ولا ذهب رمضان] ولا جاء رمضان ، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله لا يجيء ولا يذهب. وإنّما يجيء ويذهب الزائل ولكن قولوا : شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم [والاسم] اسم الله ، وهو الشهر الّذي أنزل فيه القرآن ، جعله الله ـ سقط في هذا المكان في الأصل (٤) ـ لا يفعل الخروج في شهر رمضان لزيارة الأئمّة عليهم‌السلام وعيدا ، ألا ومن (٥) خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ، ونحن سبيل الله الّذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ، فيكبّر عند رؤيته كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع

__________________

(١) الشورى ٤٢ : ٣٠.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٢.

(٣) الحديد ٥٧ : ٢٥.

(٤) هذه العبارة مثبتة في جميع النسخ ، وفي هذا الموضع من المصدر سقط أيضا.

(٥) كذا ، وفي البحار : جعله الله مثلا وعيدا ، ألا ومن.

٧١٤

وما فيهنّ وما بينهنّ وما تحتهنّ».

قلت : يا أبا جعفر ، وما الميزان؟ فقال : «إنّك قد ازددت قوة ونظرا يا سعد ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصخرة ، ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزوجل في الإمام : (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ، ومن كبّر بين يدي الإمام وقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن كتب له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمّد عليهما‌السلام والمرسلين في دار الجلال».

فقلت : وما دار الجلال؟ فقال : «نحن الدار ، وذلك قول الله عزوجل : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(١) [فنحن العاقبة يا سعد ، وأمّا مودّتنا للمتّقين] فيقول الله عزوجل : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٢) فنحن جلال الله وكرامته الّتي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتهم (٣)» (٤).

١٢٩٥ / ١٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : الميزان الإمام (٥).

الإسم السادس والتسعمائة : انّه ورسول الله ، الناس ، في قوله تعالى : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ)(٦).

١٢٩٦ / ١٥ ـ ابن شهر آشوب : عن تفسير السّدّي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) قال : أنزل الله آدم معه من الجنّة سيف

__________________

(١) القصص ٢٨ : ٨٣.

(٢) الرحمن ٥٥ : ٧٧.

(٣) في المصدر : بطاعتنا.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٥٦ ؛ بحار الأنوار ٢٤ : ٣٩٦ / ١١٦.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٢.

(٦) الحديد ٥٧ : ٢٥.

٧١٥

ذي الفقار ، خلق من ورق آس الجنّة ، ثمّ قال : (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ، فكان به يحارب آدم أعداءه من الجنّ والشياطين ، فكان عليه مكتوبا : لا يزال أنبيائي يحاربون به ، نبيّ بعد نبيّ ، وصدّيق بعد صديق ، حتّى يرثه أمير المؤمنين فيحارب به مع (١) النبيّ الأمّي ، (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) لمحمّد وعليّ (إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) منيع بالنّقمة من الكفار (٢) بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال : وقد روى كافّة أصحابنا أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار ، أنزل من السماء على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأعطاه عليّا عليه‌السلام (٣).

الإسم السابع والتسعمائة : انّه النور ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ)(٤).

١٢٩٧ / ١٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن إسماعيل بن بشّار ، عن عليّ بن جعفر الحضرمي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : «الحسن والحسين عليهما‌السلام».

قلت : (يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ، قال : «يجعل لكم إماما تأتمون به» (٥).

١٢٩٨ / ١٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن

__________________

(١) في المصدر : عن.

(٢) في المصدر : منيع من النقمة بالكفار.

(٣) ابن شهر آشوب ٣ : ٢٩٤.

(٤) الحديد ٥٧ : ٢٨.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٨ / ٢٧.

٧١٦

إبراهيم بن ميمون ، عن أبي شيبة (١) ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : «الحسن والحسين عليهما‌السلام» (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ، قال : «يجعل لكم إمام عدل تأتمون به ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

١٢٩٩ / ١٨ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أحمد بن عيسى بن زيد ، قال : حدّثني عمّي الحسين بن زيد ، قال : حدّثني (٣) شعيب بن واقد ، قال : سمعت الحسين بن زيد يحدّث ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله رحمه‌الله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : «الحسن والحسين ، (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ، قال : عليّ عليه‌السلام» (٤).

١٣٠٠ / ١٩ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمّد ، عن حسين بن حسن المروزيّ ، عن الأحوص بن جوّاب ، عن عمّار بن رزين (٥) ، عن ثوير (٦) بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن كعب بن حياض (٧) ، قال : طعنت على عليّ عليه‌السلام بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فوكزني في صدري ، ثمّ قال : «يا كعب ، إنّ لعليّ نورين : نور في السماء ، ونور في الأرض ، فمن تمسّك بنوره أدخله الله الجنّة ،

__________________

(١) في المصدر : عن ابن أبي شيبة.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٩ / ٢٩.

(٣) كذا ، والظاهر قال : وحدّثني ، وفي شواهد التنزيل ٢ : ٣٠٨ / ٩٤٤ ؛ محمّد بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا شعيب بن واقد.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٩ / ٢٨.

(٥) في المصدر : الأحوال بن حوأب ، عن عمّار بن زريق.

(٦) في المصدر : ثور.

(٧) في المصدر : عياض.

٧١٧

ومن أخطأه أدخله [الله] النار ، فبشّر الناس عنّي بذلك» (١).

١٣٠١ / ٢٠ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي الجارود ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا ، قال : «وما ذاك»؟ قلت : قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) إلى قوله تعالى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا)(٢).

قال : فقال : «قد آتاكم كما آتاهم» ، ثمّ تلا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) «يعني إماما تأتمون به» (٣).

١٣٠٢ / ٢١ ـ عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : «الحسن والحسين عليهما‌السلام». (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ، قال : «إماما تأتمون به» (٤).

ورواه عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مثله (٥).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٦٩ / ٣٠.

(٢) القصص ٢٨ : ٥٢ ـ ٥٤.

(٣) الكافي ١ : ١٩٤ / ٣.

(٤) الكافي ١ : ٤٣٠ / ٨٦.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٢.

٧١٨

سورة المجادلة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثامن والتسعمائة : انّه الزوج ، في قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)(١).

١٣٠٣ / ١ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن سليمان بن بزيع ، عن جميل (٢) بن المبارك ، عن إسحاق بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، أنّه قال : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة عليها‌السلام : إنّ زوجك بعدي يلاقي كذا وكذا (٣) ؛ فخبّرها بما يلقى بعده ، فقالت : يا رسول الله ، ألا تدعو الله أن يصرف ذلك عنه؟ فقال : قد سألت الله ذلك ، فقال : إنّه مبتلى ومبتلى به ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى

__________________

(١) المجادلة ٥٨ : ١.

(٢) في المصدر : جميع.

(٣) في المصدر : زوجك يلاقي بعدي كذا ، ويلاقي بعدي كذا.

٧١٩

اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ»)(١).

الإسم التاسع والتسعمائة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)(٢).

[الإسم] العاشر والتسعمائة : من الذين قدّموا بين يدي النجوى صدقة.

١٣٠٤ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أحمد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صفوان بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال : «قدّم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بين يدي نجواه صدقة ، ثمّ نسختها : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ»)(٣).

١٣٠٥ / ٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا عبيد بن عبيس (٤) ، قال : حدّثنا صبّاح ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، قال : قال عليّ عليه‌السلام : «إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوى ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلت أقدم بين يدي كلّ نجوى أناجيها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم درهما ، قال : فنسختها : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) ـ إلى قوله تعالى ـ (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)» (٥).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٠ / ١.

(٢) المجادلة ٥٨ : ١٢.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٧.

(٤) في النسخة : حبس ، وفي المصدر : خنيس.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٣٥٧.

٧٢٠