اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

الحسن ، والحسين ، وبعد الحسين عليّ ابنه ، وبعد عليّ محمّد ابنه ، وبعد محمّد جعفر ابنه ، وبعد جعفر موسى ابنه ، وبعد موسى عليّ ابنه ، وبعد عليّ محمّد ابنه ، وبعد محمّد علي ابنه ، وبعد عليّ الحسن ابنه ، والحجّة من ولد الحسين ؛ هكذا وجدت أسمائهم مكتوبة على ساق العرش ، فسألت الله عزوجل عن ذلك ، فقال : يا محمّد ، هم الأئمّة بعدك ، مطهّرون معصومون ، وأعداؤهم ملعونون» (١).

٩٣٦ / ١٢ ـ وعنه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان الواسطيّ ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما عنى الله عزوجل بقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً؟) قال : «نزلت في النبيّ ، وأمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة عليهم‌السلام ، فلمّا قبض الله عزوجل نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إماما ، ثمّ الحسن عليه‌السلام ، ثمّ الحسين عليه‌السلام ، ثمّ وقع تأويل هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)(٢) ، وكان عليّ بن الحسين عليه‌السلام إماما ، ثمّ جرت في الأئمّة من ولده الأوصياء عليهم‌السلام ، فطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله عزوجل» (٣).

٩٣٧ / ١٣ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، قال : حدّثنا نضر بن شعيب ، عن عبد الغفار الحجازي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

__________________

(١) كفاية الأثر : ١٥٥.

(٢) الأنفال ٨ : ٧٥.

(٣) علل الشرايع ١ : ٢٠٥ / ٢.

٥٢١

وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : «الرجس هو الشك» (١).

٩٣٨ / ١٤ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه أحمد بن حنبل في (مسنده) ، قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر الحنفي ، قال : حدّثنا عمر بن يونس ، قال : حدّثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري ، قال : حدّثنا يحيى بن أبي كثير ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي عمرو ، حدّثني شدّاد بن عبد الله ، قال : سمعت وائلة بن الأسقع ، وقد جيء برأس الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ، قال : فلقيه رجل من أهل الشام ، وأظهر سرورا ، فغضب وائلة (٢) ، فقال : والله لا أزال أحب عليّا ، وحسنا ، وحسينا ، وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في منزل أمّ سلمة يقول فيهم ما قال. قال وائلة : رأيتني ذات يوم ، وقد جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في منزل أمّ سلمة ، وجاء الحسن عليه‌السلام فأجلسه على فخذه اليمنى ، وقبّله ، ثمّ جاء الحسين عليه‌السلام فأجلسه على فخذه اليسرى ، وقبّله ، ثمّ جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثمّ دعا بعليّ عليه‌السلام ، فجاء ، ثمّ أردف (٣) عليهم كساء خيبريّا ، كأنّي أنظر إليه ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قلت لوائلة : ما الرجس؟ قال : الشكّ في الله عزوجل (٤).

وقد ذكرنا روايات كثيرة ما لا مزيد عليه من طرق الخاصّة والعامّة في كتاب البرهان من أرادها وقف عليه من هناك إذ مبنى هذا الكتاب على الإختصار.

الإسم الخامس والعشرون وستمائة : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ)(٥).

__________________

(١) معاني الأخبار : ١٣٨ / ١.

(٢) في المصدر : واثلة.

(٣) في المصدر : أغدف.

(٤) فضائل أحمد ٢ : ٦٧٢ / ١١٤٩ ؛ العمدة : ٣٤ / ١٥.

(٥) الأحزاب ٣٣ : ٣٥.

٥٢٢

٩٣٩ / ١٥ ـ قال عليّ بن إبراهيم : ثمّ عطف على آل محمّد عليهم‌السلام فقال : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) ، الآية (١).

[الإسم] السادس والعشرون وستمائة : (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).

[الإسم] السابع والعشرون وستمائة : (وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ).

[الإسم] الثامن والعشرون وستمائة : (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ).

[الإسم] التاسع والعشرون وستمائة : (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ).

[الإسم] الثلاثون والستمائة : (وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ).

[الإسم] الحادي والثلاثون وستمائة : (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ).

[الإسم] الثاني والثلاثون وستمائة : (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ).

[الإسم] الثالث والثلاثون وستمائة : (وَالْحافِظِينَ وَالْحافِظاتِ).

[الإسم] الرابع والثلاثون وستمائة : (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ).

[الإسم] الخامس والثلاثون وستمائة : (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).

الإسم السادس والثلاثون وستمائة : انّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(٢).

٩٤٠ / ١٦ ـ ابن شهر آشوب : عن الواحديّ في (أسباب النزول) ، ومقاتل بن سليمان ، وأبو القاسم القشيريّ في تفسيرهما : أنّه نزل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا) الآية ، في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك أنّ نقرا من المنافقين كانوا يؤذونه ، ويسمعونه ،

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ١٤.

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٥٨.

٥٢٣

ويكذبونه (١). (٢)

٩٤١ / ١٧ ـ ابن مردويه : بالإسناد عن محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وجابر الأنصاريّ ، وفي (الفضائل) عن أبي المظفّر بإسناده عن جابر الأنصاريّ ، وفي (الخصائص) عن النظيري (٣) بإسناده عن جابر ، كلّهم عن عمر بن الخطّاب ، قال : كنت أجفو عليّا ، فلقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «إنّك آذيتني ، يا عمر». فقلت : أعوذ بالله من أذى رسول الله. قال : «إنّك آذيت عليّا ، ومن آذاه فقد آذاني» (٤).

٩٤٢ / ١٨ ـ ومن طريق المخالفين أيضا : الترمذي في (الجامع) ، وأبو نعيم في (الحلية) ، والبخاري في (الصحيح) ، والموصلي في (المسند) ، وأحمد في (الفضائل) و (المسند) أيضا (٥) ، والخطيب في (الأربعين) ، عن عمران بن الحصين ، وابن عبّاس ، وبريدة ، أنّه رغب عليّ عليه‌السلام من الغنائم في جارية ، فزايده حاطب بن أبي بلتعة ، وبريدة الأسلمي ، فلمّا بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك ، فلمّا رجعوا وقف بريدة قدّام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشكا من عليّ عليه‌السلام ، فأعرض عنه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ جائه عن يمينه ، وعن شماله ، وعن خلفه يشكوه ، فأعرض عنه ، ثمّ قام بين يديه ، فقالها ، فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتغيّر لونه ، وتربّد وجهه ، وانتفخت أوداجه ، وقال : «مالك ـ يا بريدة ـ آذيت رسول الله منذ اليوم؟! أما سمعت الله أنّ الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً؟) أما علمت أنّ عليّا منّي وأنا منه ، وأنّ من آذى عليّا فقد آذاني ،

__________________

(١) في المصدر : يكذبون عليه.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢١٠ ؛ شواهد التنزيل ١ : ١٤١ / ٧٧٥ ؛ أسباب النزول : ٢٠٥.

(٣) في المصدر : نطنزي.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢١٠.

(٥) (والمسند أيضا) ليس في المصدر.

٥٢٤

ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فحقّ على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم؟

يا بريدة ، أنت أعلم ، أم الله أعلم؟ أأنت أعلم ، أم قرّاء اللّوح المحفوظ أعلم؟ أأنت أعلم ، أم ملك الأرحام أعلم؟ أأنت أعلم ـ يا بريدة ـ أم حفظة عليّ بن أبي طالب؟» قال : بل حفظته. قال : «فهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه قطّ خطيئة منذ ولد». [ثمّ حكى عن ملك الأرحام ، وقرّاء اللوح المحفوظ ، وفيها : «ما تريدون من عليّ» ثلاث مرّات]. ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي» (١).

وذكر العسكري عليه‌السلام حديث بريدة مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسيره (٢).

الإسم السابع والثلاثون وستمائة : انه السبيل ، في قوله تعالى : (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)(٣).

٩٤٣ / ١٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ، فإنّها كناية عن الذين غصبوا آل محمّد عليهم‌السلام حقّهم (يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) يعني في أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) وهما الرجلان ، والسادة والكبراء ، هما أوّل من بدأ بظلمهم ، وغصبهم.

قال : قوله : (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) أي طريق الجنّة ، والسبيل : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثمّ يقولون : (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً)(٤).

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢١١.

(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ١٣٦ / ٧٠.

(٣) الأحزاب ٣٣ : ٦٧.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٩٧.

٥٢٥

الإسم الثامن والثلاثون وستمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً)(١).

٩٤٤ / ٢٠ ـ عليّ بن إبراهيم : عن الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن أحمد بن النضر ، عن محمّد بن مروان ، رفعه إليهم عليهم‌السلام ، فقال : («يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لا تؤذوا رسول الله في عليّ والأئمّة عليهم‌السلام كما (آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً»)(٢).

ورواه محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، إلى آخره (٣).

الإسم التاسع والثلاثون وستمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً)(٤).

٩٤٥ / ٢١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : «ومن يطع الله ورسوله في ولاية عليّ والأئمّة من بعده فقد فاز فوزا عظيما ، هكذا نزلت» (٥).

ورواه عليّ بن إبراهيم بعين السند والمتن ، إلى أن قال في آخره : «هكذا نزلت والله» (٦).

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٦٩.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٩٧.

(٣) الكافي ١ : ٤١٤ / ٩.

(٤) الأحزاب ٣٣ : ٧١.

(٥) الكافي ١ : ٤١٤ / ٨.

(٦) تفسير القمّي ٢ : ١٩٧.

٥٢٦

٩٤٦ / ٢٢ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن (١) عليّ بن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : «ومن يطع الله ورسوله في ولاية عليّ والأئمّة من بعده فقد فاز فوزا عظيما» (٢).

ابن شهر آشوب : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام كما في رواية محمّد بن يعقوب (٣).

__________________

(١) في المصدر : محمّد بن عليّ.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٦٩ / ٣٩.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٦.

٥٢٧

سورة سبأ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الأربعون وستمائة : انه من القرى التي بارك الله عزوجل فيها ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً)(١) الآية.

٩٤٧ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد الشحّام ، قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال : «يا قتادة ، أنت فقيه أهل البصرة؟» فقال : هكذا يزعمون. فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «بلغني أنّك تفسّر القرآن؟» قال له قتادة : نعم. فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «بعلم تفسّره ، أم بجهل؟». قال : لا ، بعلم. فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك». قال قتادة : سل.

قال : «أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ : (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)». فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته بزاد ، وراحلة ، وكراء حلال يريد هذا البيت ، كان آمنا حتّى يرجع إلى أهله.

__________________

(١) سبأ ٣٤ : ١٨.

٥٢٨

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «انشدتك بالله ـ يا قتادة ـ هل تعلم أنّه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال ، [وراحلة] وكراء حلال ، يريد هذا البيت ، فيقطع عليه الطريق ، فتذهب نفقته ، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟». قال قتادة : اللهمّ نعم.

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «ويحك ـ يا قتادة ـ إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت أخذته من الرّجال فقد هلكت وأهلكت. ويحك ـ يا قتادة ـ ذلك من خرج من بيته بزاد ، وراحلة ، وكراء حلال يروم هذا البيت ، عارفا بحقّنا ، يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(١) ولم يعن البيت ، فيقول : إليه ، فنحن والله دعوة إبراهيم صلّى الله عليه التي من هوانا قلبه قلبت حجّته ، وإلّا فلا. يا قتادة ، فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنّم يوم القيامة».

قال قتادة : لا جرم ، والله ولا فسّرتها إلّا هكذا. قال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّما يعرف القرآن من خوطب به» (٢).

٩٤٨ / ٢ ـ الشيخ الطوسي في كتاب (الغيبة) ، قال : روى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن صالح الهمداني ، قال : كتبت إلى صاحب الزمان عليه‌السلام : أنّ أهل بيتي يؤذونني ، ويفزعوني (٣) بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم‌السلام ، أنّهم قالوا : «خدّامنا وقوّامنا شرار خلق الله» فكتب : «ويحكم ما تقرءون ما قال الله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً) فنحن والله القرى التي بارك الله فيها ، وأنتم القرى الظاهرة» (٤).

__________________

(١) إبراهيم ١٤ : ٣٧.

(٢) الكافي ٨ : ٣١١ / ٤٨٥.

(٣) في المصدر : يقرعونني.

(٤) الغيبة : ٣٤٥ / ٢٩٥.

٥٢٩

ورواه ابن بابويه في (غيبته) ، قال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن ، قالا : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن صالح الهمداني ، عن صاحب الزمان عليه‌السلام ، إلى آخره (١).

٩٤٩ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «دخل الحسن البصريّ على محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، فقال له : «يا أخا أهل البصرة ، بلغني أنّك فسّرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت ، فإن كنت فعلت فقد هلكت وأهلكت. قال : وما هي ، جعلت فداك؟ قال : قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ). ويحك ، كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكّة والمدينة وما بينهما ، وربّما أخذ عبدا ، وقتل ، وفاتت نفسه ـ ثمّ مكث مليّا ، ثمّ أومأ بيده إلى صدره ، وقال ـ نحن القرى التي بارك الله فيها.

قال : جعلت فداك ، أوجدت هذا في كتاب الله : أنّ القرى رجال؟ قال : نعم ، قول الله عزوجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً)(٢) ، فمن العاتي على الله عزوجل : الحيطان ، أم البيوت ، أم الرجال؟

فقال : الرجال ، ثمّ قال : جعلت فداك ، زدني. قال : قوله عزوجل في سورة يوسف : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٣) ، لمن أمروه أن يسأل ، القرية والعير ، أم الرجال؟

__________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٤٨٣ / ٢.

(٢) الطلاق ٦٥ : ٨.

(٣) يوسف ١٢ : ٨٢.

٥٣٠

فقال : جعلت فداك ، فأخبرني عن القرى الظاهرة. قال : هم شيعتنا ـ يعني العلماء منهم ـ» (١).

٩٥٠ / ٤ ـ عنه : عن الحسين بن عليّ بن زكريّا البصري ، عن الهيثم بن عبد الله الرمّاني ، قال : حدّثني عليّ بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى ، عن أبيه جعفر عليهم‌السلام ، قال : دخل على أبي بعض من يفسّر القرآن ، فقال له : أنت فلان؟ وسمّاه باسمه ، قال : نعم. فقال : أنت الذي تفسّر القرآن؟ قال : نعم. قال : كيف تفسّر هذه الآية : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ؟) قال : هذه بين مكة ومنى. فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : أيكون في هذا الموضع خوف وقطع؟ قال : نعم. قال : فموضع يقول الله عزوجل : آمن ، يكون فيه خوف وقطع؟! قال : فما هو؟ قال : ذاك نحن أهل البيت ، قد سمّاكم الله أناسا ، وسمّانا قرى.

قال : جعلت فداك ، أوجدت هذا في كتاب الله أنّ القرى رجال؟ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أليس الله تعالى يقول : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٢) ، فللجدران فيها والحيطان السؤال ، أم للناس؟ وقال تعالى : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً)(٣) فلمن العذاب : للرجال ، أم للجدران والحيطان؟» (٤).

٩٥١ / ٥ ـ وروي عن أبي حمزة الثّماليّ : عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، أنّه قال :

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٧٢ / ٢.

(٢) يوسف ١٢ : ٨٢.

(٣) الأسراء ١٧ : ٥٨.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٤٧١ / ١.

٥٣١

«آمنين من الزّيغ» أي فيما يقتبسون منهم من العلم في الدنيا والآخرة (١)(٢).

٩٥٢ / ٦ ـ الطبرسي في (الاحتجاج) : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، فقال له : جعلني الله فداك ، أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ). قال له : «ما تقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟». فقال : يقولون إنّها مكّة. فقال : «وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكّة؟».

قال : فما هو؟ قال : «إنّما عنى الرجال». قال : وأين ذلك في كتاب الله؟ فقال : «أو ما تسمع إلى قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ)(٣) ، وقال : (تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ)(٤) ، وقال : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٥) ، أفيسأل القرية ، أو العير والرجال؟». قال : وتلا عليه آيات في هذا المعنى.

قال : جعلت فداك ، فمن هم؟ قال : «نحن هم». وقوله : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) ، قال : «آمنين من الزيغ» (٦).

٩٥٣ / ٧ ـ وعنه ، في (الاحتجاج) : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : أتى الحسن البصريّ أبا جعفر عليه‌السلام ، قال : يا أبا جعفر ، ألا أسألك عن أشياء من كتاب الله؟ فقال له

__________________

(١) في المصدر : الدين.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٧٣ / ٣.

(٣) الطلاق ٦٥ : ٨.

(٤) الكهف ١٨ : ٥٩.

(٥) يوسف ١٢ : ٨٢.

(٦) الإحتجاج ٢ : ١٣٩.

٥٣٢

أبو جعفر عليه‌السلام : «ألست فقيه أهل البصرة؟» قال : قد يقال ذلك. فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟» قال : لا. قال : «فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟» قال : نعم.

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «سبحان الله! لقد تقلّدت عظيما من الأمر ، بلغني عنك أمر فما أدري أكذلك أنت ، أم يكذب عليك؟». قال : ما هو؟ قال : «زعموا أنّك تقول : إنّ الله خلق العباد وفوّض إليهم امورهم». قال : فسكت الحسن ، فقال : «أرأيت من قال الله له في كتابه : إنّك آمن ، هل عليه خوف بعد هذا القول؟» فقال الحسن : لا.

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّي أعرض عليك آية ، وأنهي إليك خطابا ، ولا أحسبك إلّا وقد فسّرته على غير وجهه ، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت» فقال له : ما هو؟ فقال : «أرأيت حيث يقول : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) يا حسن ، بلغني أنّك أفتيت الناس ، فقلت : هي مكة؟».

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «فهل يقطع على من حجّ مكّة ، وهل يخاف أهل مكّة ، وهل تذهب أموالهم؟». قال : بلى. قال : «فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن ، فنحن القرى التي بارك الله فيها ، وذلك قول الله عزوجل. فمن أقرّ بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا ، فقال : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها) أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها (قُرىً ظاهِرَةً) ، والقرى الظاهرة : الرسل ، والنقلة عنّا إلى شيعتنا ، وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا.

وقوله تعالى : (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ) ، فالسّير مثل للعلم (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً) ، مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيّام عنّا إليهم في الحلال ، والحرام ، والفرائض ، والأحكام (آمِنِينَ) فيها إذا أخذوا من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه ، آمنين من الشكّ والضّلال ، والنقلة من الحرام إلى الحلال لأنّهم أخذوا العلم

٥٣٣

من الله وأوجب لهم بأخذهم إيّاه عنهم المغفرة ، لأنّهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ، ذرّيّة مصطفاه بعضها من بعض ، فلم ينته الاصطفاء إليكم ، بل إلينا انتهى ، نحن تلك الذرّيّة المصطفاة ، لا أنت ، ولا أشباهك ، يا حسن. فلو قلت لك حين ادّعيت ما ليس لك ، وليس إليك : يا جاهل أهل البصرة ، لم أقل فيك إلّا ما علمته منك ، وظهر لي عنك ، وإيّاك أن تقول بالتفويض ، فإنّ الله عزوجل لم يفوّض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما» (١).

الإسم الحادي والأربعون وستمائة : انّه ممّن أذن له في الشفاعة ، في قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)(٢).

٩٥٤ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، في تفسيره في معنى الآية ، قال : لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتّى يأذن الله له إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، والشفاعة له وللأئمّة من ولده ، ومن بعد ذلك للأنبياء عليهم‌السلام (٣).

٩٥٥ / ٩ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي العبّاس المكبر ، قال : دخل مولى لامرأة عليّ بن الحسين عليه‌السلام على أبي جعفر عليه‌السلام ، يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون الناس ، وتقولون : «شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد»؟! فغضب أبو جعفر عليه‌السلام حتّى تغيّر (٤) وجهه ، ثمّ قال : «ويحك ـ يا أبا أيمن ـ أغرّك أن عفّ بطنك وفرجك ، أما لو رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن قد وجبت له النار».

__________________

(١) الإحتجاج ٢ : ١٨٢.

(٢) سبأ ٣٤ : ٢٣.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٠١.

(٤) في المصدر : تربّد.

٥٣٤

ثمّ قال : «ما من أحد من الأوّلين والآخرين إلّا وهو محتاج إلى شفاعة محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة».

ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشفاعة في أمّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم». ثمّ قال : «وإنّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وإنّ المؤمن ليشفع حتّى لخادمه ، ويقول : يا ربّ ، حقّ خدمتي ، كان يقيني الحرّ والبرد» (١).

٩٥٦ / ١٠ ـ شرف الدين النجفيّ : قال عليّ بن إبراهيم رحمه‌الله : روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : «لا يقبل الله الشفاعة يوم القيامة لأحد من الأنبياء والرسل حتّى يأذن له في الشفاعة إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، فالشفاعة له ، ولأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وللأئمّة من ولده عليهم‌السلام ، ثمّ بعد ذلك للأنبياء صلوات الله عليهم» (٢).

الإسم الثاني والأربعون وستمائة : انه من الذين آتيهم الله عزوجل ، في قوله تعالى : (وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ)(٣).

٩٥٧ / ١١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن حسّان ، عن هشام بن عمّار ، يرفعه ، في قوله : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ، قال : «كذّب الذين من قبلهم رسلهم ، وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمّدا وآل محمّد عليهم‌السلام» (٤).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٧٦ / ٨.

(٣) سبأ ٣٤ : ٤٥.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٤.

٥٣٥

سورة فاطر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثالث والأربعون وستمائة : في قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ)(١).

[الإسم] الرابع والأربعون وستمائة : انّه النور ، في قوله تعالى : (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ)(٢).

[الإسم] الخامس والأربعون وستمائة : انّه الظلّ ، في قوله تعالى : (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ)(٣).

[الإسم] السادس والأربعون وستمائة : انّه من الأحياء ، في قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ)(٤).

٩٥٨ / ١ ـ روي من طريق المخالفين : عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : قوله عزوجل : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ). قال : الأعمى أبو جهل ، والبصير أمير المؤمنين عليه‌السلام. (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ)

__________________

(١) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤) فاطر ٣٥ : ١٩ ـ ٢٢.

(٢) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤) فاطر ٣٥ : ١٩ ـ ٢٢.

(٣) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤) فاطر ٣٥ : ١٩ ـ ٢٢.

(٤) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤) فاطر ٣٥ : ١٩ ـ ٢٢.

٥٣٦

فالظلمات أبو جهل ، والنور أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) ، الظل ظلّ لأمير المؤمنين عليه‌السلام في الجنّة ، والحرور يعني جهنّم لأبي جهل ، ثمّ جمعهم جميعا ، فقال : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) فالأحياء : عليّ ، وحمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، وخديجة عليهم‌السلام ، والأموات : كفّار مكّة (١).

الإسم السابع والأربعون وستمائة : انّه من النذر ، في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)(٢).

٩٥٩ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) ، قال : لكلّ زمان إمام (٣).

الإسم الثامن والأربعون وستمائة : انّه العلماء ، في قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(٤).

٩٦٠ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن أبي طالب (٥) ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن جعفر بن عمر ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) ، قال : يعني به عليّا عليه‌السلام ، كان عالما بالله ، ويخشى الله عزوجل ويراقبه ، ويعمل بفرائضه ، ويجاهد في سبيله ، ويتّبع في جميع أمره مرضاته ومرضاة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦).

٩٦١ / ٤ ـ ابن الفارسي ، في (روضة الواعظين) : قال ابن عبّاس : (إِنَّما يَخْشَى

__________________

(١) شواهد التنزيل ٢ : ١٥٤ / ٧٨١ ؛ مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٨١ ؛ تأويل الآيات ٢ : ٤٨٠ / ٥.

(٢) فاطر ٣٥ : ٢٤.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٨.

(٤) فاطر ٣٥ : ٢٨.

(٥) في المصدر : عليّ بن عبد الله بن أسد.

(٦) تأويل الآيات ٢ : ٤٨٠ / ٦.

٥٣٧

اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) ، قال : كان عليّ عليه‌السلام يخشى الله ويراقبه ، ويعمل بفرائضه ، ويجاهد في سبيله ، وكان إذا صفّ في القتال كأنّه بنيان مرصوص ، يقول الله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(١) ، يتّبع في جميع أمره مرضات الله ورسوله ، وما قتل المشركين قبله أحد (٢).

الإسم التاسع والأربعون وستمائة : إنّه من الذين أورثهم الكتاب ، في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).

الإسم الخمسون وستمائة : انّه من ، (الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).

[الإسم] الحادي والخمسون وستمائة : ومن السابقين بالخيرات ، في قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ).

[الإسم] الثاني والخمسون وستمائة : إنّه من الذين لهم ذلك (الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)(٣).

٩٦٢ / ٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن عثمان بن سعيد ، عن إسحاق بن يزيد الفرّاء (٤) ، عن غالب الهمداني ، عن أبي إسحاق السّبيعيّ ، قال : خرجت حاجّا فلقيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، فسألته عن هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) ، فقال : «ما يقول فيها قومك ، يا أبا إسحاق؟» يعني أهل الكوفة. قال : قلت : يقولون إنّها لهم. قال : «فما يخوّفهم إذا كانوا من أهل الجنّة؟».

قلت : فما تقول أنت ، جعلت فداك؟ قال : «هي لنا خاصّة ـ يا أبا إسحاق ـ أمّا السابقون بالخيرات : فعليّ ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام ، والإمام منّا ، والمقتصد :

__________________

(١) الصف ٦١ : ٤.

(٢) روضة الواعظين ١ : ١٠٥.

(٣) فاطر ٣٥ : ٣٢.

(٤) في النسخة : الغرا.

٥٣٨

فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، والظالم لنفسه : ففيه ما في الناس ، وهو مغفور له : يا أبا إسحاق ، بنا يفكّ الله رقابكم ، ويحلّ الله رباق (١) الذلّ من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح ، وبنا يختم ، ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف ، ونحن سفينتكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطّتكم كباب حطّة بني إسرائيل» (٢).

٩٦٣ / ٦ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا). قال : فهم آل محمّد صفوة الله ، فمنهم ظالم لنفسه ، وهو الهالك ، ومنهم المقتصد ، وهم الصالحون ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ، فهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

يقول الله عزوجل : (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) يعني القرآن.

يقول الله عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) يعني آل محمّد يدخلون قصور جنّات ، كلّ قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدف (٣) ، ولا وصل ، ولو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلّا سعة لهم ، له القباب من الزّبرجد ، كلّ قبّة لها مصراعان ، المصراع طوله اثنا عشر ميلا.

يقول الله عزوجل : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) ، قال : والحزن ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدّة (٤).

٩٦٤ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن محمّد بن عبد الله بن الحسن ، عن آبائه ،

__________________

(١) الرّباق جمع ربق : وهو جبل ذو عرى ، وحلقة لربط الدوابّ.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٨١ / ٧.

(٣) في المصدر : صدع.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٤٨٢ / ١٠.

٥٣٩

والسّدّيّ ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس ، ومحمّد الباقر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) : «ولله لهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

٩٦٥ / ٨ ـ أبو عليّ الطبرسي : عن زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام [قال] : «وأمّا الظالم لنفسه منّا : من عمل صالحا وآخر سيّئا ، وأمّا المقتصد : فهو المتعبّد المجتهد ، وأمّا السابق بالخيرات : فعليّ ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام ، ومن قتل من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهيدا» (٢).

والروايات في هذه الآية كثيرة ذكرناها في كتاب البرهان من أرادها وقف عليها من هناك.

الإسم الثالث والخمسون وستمائة : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها).

[الإسم] الرابع والخمسون وستمائة : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً).

[الإسم] الخامس والخمسون وستمائة : (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ).

[الإسم] السادس والخمسون وستمائة : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ).

[الإسم] السابع والخمسون وستمائة : (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ).

[الإسم] الثامن والخمسون وستمائة : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ).

[الإسم] التاسع والخمسون وستمائة : (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ).

[الإسم] الستون وستمائة : (وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)(٣).

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٢٢.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٦٣٩.

(٣) فاطر ٣٥ : ٣٤ ـ ٣٥.

٥٤٠