اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد ، قال : حدّثني ابن أبي نجران ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، قال : «سمعت جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما تقول في حقّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ فقال : ذاك نفسي.

قلت : فما تقول في الحسن والحسين عليهما‌السلام؟ قال : هما روحي ، وفاطمة أمّهما ابنتي يسوؤني ما أساءها ويسرّني ما سرّها ، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم. يا جابر ، إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم ، فإنّها أحبّ الأسماء إلى الله عزوجل» (١).

٣٨٢ / ٣٦ ـ البرسي : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة له قال : «أنا الأسماء الحسنى التي أمر الله عزوجل أن يدعى بها» (٢). والخطبة تقدّمت في قوله تعالى : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) من سورة البقرة.

الإسم الثاني عشر ومأتان : إنّه من أمة يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، في قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(٣).

٣٨٣ / ٣٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) ، قال : «هم الأئمّة» (٤).

٣٨٤ / ٣٨ ـ العيّاشي : بإسناده عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله

__________________

(١) الاختصاص : ٢٢٣.

(٢) مشارق أنوار اليقين : ٣١٩.

(٣) الأعراف ٧ : ١٨١.

(٤) الكافي ١ : ٤١٤ / ١٣.

٢٤١

عزوجل : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) ، قال : «هم الأئمّة» (١).

٣٨٥ / ٣٩ ـ وقال محمّد بن عجلان عنه عليه‌السلام : «نحن هم» (٢).

٣٨٦ / ٤٠ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي معاوية الضّرير (٣) ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا) يعني أمّة محمّد ، يعني عليّ بن أبي طالب (يَهْدُونَ بِالْحَقِ) يعني يدعو بعدك يا محمّد إلى الحقّ (وَبِهِ يَعْدِلُونَ) في الخلافة بعدك ، ومعنى الامّة العلم في الخير لقوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ)(٤) يعني علما في الخير (٥).

٣٨٧ / ٤١ ـ الطّبرسي : عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، أنّهما قالا : «نحن هم» (٦).

٣٨٨ / ٤٢ ـ عليّ بن عيسى في (كشف الغمّة) : من طريق المخالفين ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إنّ فيك مثلا من عيسى أحبّه قوم فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فهلكوا فيه ، فقال المنافقون : أما يرضى له مثلا إلّا عيسى بن مريم؟ فنزل قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)» (٧).

٣٨٩ / ٤٣ ـ وعن زاذان ، عن عليّ عليه‌السلام : «تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٤٢ / ١٢٠.

(٢) تفسير العيّاشي ٢ : ٤٢ / ١٢١.

(٣) أبو معاوية الضرير : هو محمّد بن خازم ، عمي وهو صغير ، ثقة ، أحفظ الناس لحديث الأعمش ، من كبار التاسعة ، مات سنة خمس وتسعين وله اثنان وثمانون سنة. تقريب التهذيب ٢ : ١٥٧.

(٤) النّحل ١٦ : ١٢٠.

(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٨٤.

(٦) مجمع البيان ٤ : ٧٧٣.

(٧) كشف الغمّة ١ : ٣٢١ ؛ شواهد التنزيل ٢ : ٢٣٤ / ٨٦٩.

٢٤٢

فرقة ، اثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي» (١).

٣٩٠ / ٤٤ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه موفّق بن أحمد ، بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد السّري ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، قال : [حدّثني أبي ، قال :](٢) حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، قال : حدّثني أبي (٣) ، عن أبان بن تغلب ، عن فضل (٤) ، عن عبد الملك الهمداني ، عن زاذان ، عن عليّ رضى الله عنه ، قال : «تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله عزوجل في حقّهم : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي» (٥).

الإسم الثالث عشر ومأتان : إنّه من الذين ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٦).

٣٩١ / ٤٥ ـ [قال] عليّ بن إبراهيم ، [في معنى الآية ، قال : بالغداة والعشي (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ* إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ)] يعني الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم‌السلام (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٧).

__________________

(١) كشف الغمّة ١ : ٣٢١.

(٢) أثبتناه من المصدر ورجال النجاشي : ١١ و ١٧٩ / ٤٧٢.

(٣) وهو : سعيد بن أبي الجهم القابوسي اللّخمي ، قال النجاشي : روى عن أبان بن تغلب فأكثر عنه. رجال النجاشي : ١٧٩ / ٤٧٢.

(٤) في النسخة : فضيل.

(٥) مناقب الخوارزمي : ٢٣٧.

(٦) الأعراف ٧ : ٢٠٦.

(٧) تفسير القمّي ١ : ٢٥٤.

٢٤٣

سورة الأنفال

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الرابع عشر ومأتان : إنّه من الذين ، في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)(١).

الإسم الخامس عشر ومأتان : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً).

و [الإسم] السادس عشر ومأتان : (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

و [الإسم] السابع عشر ومأتان : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ).

و [الإسم] الثامن عشر ومأتان : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ).

و [الإسم] التاسع عشر ومأتان ، والعشرون ومأتان : (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)(٢).

٣٩٢ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره : في ذلك أجمع إنّها نزلت في

__________________

(١) الأنفال ٨ : ٢.

(٢) الأنفال ٨ : ٤.

٢٤٤

أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبي ذرّ وسلمان والمقداد (١).

الإسم الحادي والعشرون ومأتان : إنّه الكلمات ، في قوله تعالى : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ)(٢).

٣٩٣ / ٢ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن تفسير هذه الآية في قول الله : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ).

قال أبو جعفر عليه‌السلام : «تفسيرها في الباطن يريد الله فإنّه شيء يريده ولم يفعله بعد. وأمّا قوله : (يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) فإنّه يعني يحقّ حقّ آل محمّد ، وأمّا قوله : (بِكَلِماتِهِ) قال : كلماته في الباطن عليّ عليه‌السلام هو كلمة الله في الباطن ، وأمّا قوله : (وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) فهم بنو امّية هم الكافرون ، يقطع الله دابرهم ، وأمّا قوله : (لِيُحِقَّ الْحَقَ) فإنّه يعني ليحقّ حقّ آل محمّد حين يقوم القائم عليه‌السلام ، وأمّا قوله : (وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) يعني القائم عليه‌السلام ، فإذا قام يبطل باطل بني أميّة ، وذلك قوله : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)» (٣).

٣٩٤ / ٣ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية : الكلمات الأئمّة عليهم‌السلام (٤).

الإسم الثاني والعشرون ومأتان : إنّه الماء ، في قوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ)(٥).

و [الإسم] الثالث والعشرون ومأتان : (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ).

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٢٥٥.

(٢) الأنفال ٨ : ٧.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٥٠ / ٢٤.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٢٧٠.

(٥) الأنفال ٨ : ١١.

٢٤٥

و [الإسم] الرابع والعشرون ومأتان : (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ).

و [الإسم] الخامس والعشرون ومأتان : (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ).

٣٩٥ / ٤ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، قال : سألته عن هذه الآية في البطن (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ). قال : «السماء في الباطن : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والماء : عليّ عليه‌السلام جعله الله من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذلك قوله : (ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) فذلك عليّ عليه‌السلام يطهّر الله به قلب من والاه. وأمّا قوله : (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) من والى عليّا عليه‌السلام يذهب الرجز عنه ، ويقوّي قلبه ، (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) فإنّه يعني عليّا عليه‌السلام ، من والى عليّا عليه‌السلام يربط الله على قلبه بعليّ عليه‌السلام فيثبت على ولايته» (١).

الإسم السادس والعشرون ومأتان : إنّه من أولي القربى ، في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)(٢) الآية.

٣٩٦ / ٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن أورمة ، ومحمّد بن عبد الله ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) ، قال : «أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام» (٣).

٣٩٧ / ٦ ـ عنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) ، قال : «هم قرابة

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٥٠ / ٢٥.

(٢) الأنفال ٨ : ٤١.

(٣) الكافي ١ : ٤١٤ / ١٢.

٢٤٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والخمس لله وللرسول ولنا» (١).

والروايات في هذه الآية مذكورة بكثرة في تفسير كتاب البرهان.

الإسم السابع والعشرون ومأتان : إنّه نصر الله تعالى.

و [الإسم] الثامن والشعرون ومأتان : إنّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(٢).

٣٩٨ / ٧ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا العبّاس بن بكّار ، قال : حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «مكتوب على العرش : أنا الله لا إله إلّا أنا ، وحدي لا شريك لي ، ومحمّد عبدي ورسولي ، أيّدته بعليّ عليه‌السلام ، فأنزل الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) فكان النّصر عليّا ، ودخل مع المؤمنين ، فدخل في الوجهين جميعا» (٣).

ورواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) : بإسناده عن أبي صالح ، عن أبي هريرة (٤).

٣٩٩ / ٨ ـ ابن شهر آشوب ، قال : [في تاريخ بغداد :] روى عيسى بن محمّد البغدادي ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن حميد الطويل ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلّا الله ، محمّد

__________________

(١) الكافي ١ : ٥٣٩ / ٢.

(٢) الأنفال ٨ : ٦٢.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٨٤ / ٣.

(٤) تأويل الآيات ١ : ١٩٥ / ٩ ، عن حلية الأولياء ، ولم نجده في الحلية.

٢٤٧

رسول الله ، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ ، وذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

الإسم التاسع والعشرون ومأتان : إنّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٢).

٤٠٠ / ٩ ـ شرف الدين النجفي في كتاب (ما نزل في العترة الطاهرة) ، قال : ذكره أبو نعيم في (حلية الأولياء) بطريقه عن أبي هريرة ، قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وهو المعني بقوله : (الْمُؤْمِنِينَ)(٣).

الإسم الثلاثون ومأتان : إنه من أولى الأرحام ، في قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)(٤).

٤٠١ / ١٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : «دخل عليّ عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه ، وقد أغمي عليه ، ورأسه في حجر جبرئيل ، وجبرئيل في صورة دحية الكلبيّ ، فلمّا دخل عليّ عليه‌السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمّك ، فأنت أحقّ به منّي ، لأنّ الله يقول في كتابه : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ). فجلس عليّ عليه‌السلام وأخذ رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجره حتّى غابت الشّمس ، وإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفاق ، فرفع رأسه فنظر إلى عليّ عليه‌السلام ، فقال : يا عليّ ، أين

__________________

(١) ... تاريخ بغداد ١١ : ١٧٣ / ٥٨٧٦ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٢٩٣ / ٣٠٠ ؛ كنز العمّال ١١ : ٦٢٤ / ٣٣٠٤١.

(٢) الأنفال ٨ : ٦٤.

(٣) تأويل الآيات ١ : ١٩٦ / ١١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٠١ / ٣٠٥ و ٣٠٦ ؛ النور المشتعل : ٩٢ / ١٨ و ١٩.

(٤) الأنفال ٨ : ٧٥.

٢٤٨

جبرئيل؟ فقال : يا رسول الله ، ما رأيت إلّا دحية الكلبيّ دفع إليّ رأسك وقال : يا عليّ ، دونك رأس ابن عمّك فأنت أحقّ به منّي ، لأنّ الله يقول في كتابه : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). فجلست وأخذت رأسك ، فلم يزل في حجري حتّى غابت الشمس.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفصلّيت العصر؟ فقال : لا. قال : فما منعك أن تصلّي؟ فقال : قد أغمي عليك ، وكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشقّ عليك ـ يا رسول الله ـ وكرهت أن أقوم واصلّي وأضع رأسك. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك حتّى فاتته صلاة العصر ، اللهمّ فردّ عليه الشّمس حتّى يصلّي العصر في وقتها». قال : «فطلعت الشّمس ، فصارت في وقت العصر بيضاء نقيّة ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإنّ عليّا عليه‌السلام قام وصلّى ، فلمّا انصرف غابت الشّمس وصلّوا المغرب» (١).

٤٠٢ / ١١ ـ ابن شهر آشوب : عن (تفسير جابر بن يزيد) : عن الإمام عليه‌السلام : «أثبت الله بهذه الآية ولاية عليّ بن أبي طالب ، لأنّ عليّا عليه‌السلام كان أولى برسول الله من غيره ، لأنّه كان أخاه ـ كما قال ـ في الدنيا والآخرة ، لأنه أحرز (٢) ميراثه وسلاحه ومتاعه وبغلته الشّهباء ، وجميع ما ترك ، وورث كتابه من بعده ، قال الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٣) وهو القرآن كلّه ، نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان أعلم الناس (٤) من بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يعلّمه أحد ،

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٧٠ / ٨٢.

(٢) في المصدر : لأنّه حاز.

(٣) فاطر ٣٥ : ٣٢.

(٤) في المصدر : يعلّم الناس.

٢٤٩

وكان يسأل ولا يسأل أحدا عن شيء من دين الله» (١).

٤٠٣ / ١٢ ـ عن زيد بن عليّ عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) قال : ذاك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام كان مهاجرا ذا رحم (٢).

٤٠٤ / ١٣ ـ العيّاشي : عن أبي عمرو الزّبيري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : أخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين ، كيف ذا ، وما الحجّة فيه؟ قال : «لمّا حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردّها إلى ولد أخيه ، ولا يوصي بها فيهم ، لقول الله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالإمامة ، فأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها ، فصارت الإمامة إلى ولد الحسين ، وحكمت بها الآية لهم ، فهي فيهم إلى يوم القيامة» (٣).

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٦٨.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٦٨.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٧٢ / ٨٧.

٢٥٠

سورة البراءة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الحادي وثلاثون ومأتان : إنّه الأذان ، في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(١).

٤٠٥ / ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن حكيم بن جبير ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، في قوله : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) ، قال : «الأذان أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٢).

٤٠٦ / ٢ ـ [وعنه :] قال : وفي حديث آخر ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «كنت أنا الأذان في الناس» (٣).

٤٠٧ / ٣ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا الحفّار ، قال : حدّثنا أبو بكر [محمّد بن عمر] الجعابي الحافظ ، قال : حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من

__________________

(١) التوبة ٩ : ٣.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٢٨٢.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٢٨٢.

٢٥١

كتابه ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا أبو مريم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلا ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعليّ عليه‌السلام : «أنت الذي أنزل الله فيه : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)» (١).

٤٠٨ / ٤ ـ ابن بابويه : عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الجارود ، عن حكيم بن جبير ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) ، قال : «الأذان عليّ عليه‌السلام» (٢).

٤٠٩ / ٥ ـ عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن [بن أحمد] بن الوليد رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن الحارث بن المغيرة النّصري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ). فقال : «اسم نحله الله عزوجل عليّا عليه‌السلام من السماء ، لأنّه هو الذي أدّى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم براءة ، وقد كان بعث بها مع أبي بكر أوّلا ، فنزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقول لك : إنّه لا يبلّغ عنك إلّا أنت أو رجل منك. فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند ذلك عليّا عليه‌السلام ، فلحق أبا بكر ، وأخذ الصحيفة من يده ، ومضى بها إلى مكّة ، فسمّاه الله تعالى أذانا من الله ، إنّه اسم نحله الله من السّماء لعليّ عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٣٥١ / ٦٦.

(٢) معاني الأخبار : ٢٩٧ / ١.

(٣) معاني الأخبار : ٢٩٨ / ٢.

٢٥٢

٤١٠ / ٦ ـ وعنه ، قال : حدّثني أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمّد الإصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، قال : حدّثنا فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن الحجّ الأكبر؟ فقال : «عندك فيه شيء؟» فقلت : نعم ، كان ابن عبّاس يقول : الحجّ الأكبر يوم عرفة ؛ يعني أنّه من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الشّمس (١) من يوم النّحر فقد أدرك الحجّ ، ومن فاته ذلك فاته الحجّ ، فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها ، والدليل على ذلك أنّه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحجّ وأجزأ عنه من عرفة.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الحجّ الأكبر يوم النحر ، واحتجّ بقول الله عزوجل : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) فهي عشرون من ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشر من شهر ربيع الآخر. ولو كان الحجّ الأكبر يوم عرفة لكان السّيح أربعة أشهر ويوما ، واحتجّ بقوله عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) و [قال :] كنت أنا الأذان في الناس».

قلت : فما معنى هذه اللفظة : الحجّ الأكبر؟ فقال : «إنّما سمّي الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون ، ولم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة» (٢).

٤١١ / ٧ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد العزيز يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن

__________________

(١) في المصدر : الفجر.

(٢) معاني الأخبار : ٢٩٦ / ٥.

٢٥٣

محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي (١) ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بالكوفة منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه (٢) ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكر الخطبة إلى أن قال فيها : وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله عزوجل : و (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)(٣) أنا ذلك المؤذّن ، وقال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) فأنا ذلك الأذان» (٤).

والروايات بهذا المعنى كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الثاني والثلاثون ومأتان : إنّه من المؤمنين المنهي الاتخاذ من دونهم وليجة ، في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ

__________________

(١) أبو محمّد جابر بن يزيد الجعفي الكوفي عربي. ومن خواصّ أبي عبد الله عليه‌السلام ومن تلاميذه اللامعين ، وقد روى عنه خمسين ألف حديث ، وترحم عليه الإمام ، وشهد له بالصدق.

كان من الثقات الأجلّاء ؛ لشهادة المفيد بأنّه ممّن لا يطعن عليه ولا طريق لذمّه بالإضافة إلى توثيق ابن الغضائري له في نفسه ، مع أنّ المفيد قال عنه : كان ينشد أشعارا تدلّ على الاختلاط ، وصرّح ابن الغضائري بأنّ جل من روى عنه ضعيف ، ووافقهما النجاشي ؛ لقوله : كان من نفسه مختلطا ، لذلك حكم العلّامة بترك ما روى الضعفاء عنه ، وتوقّف في الباقي.

صحب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وروى عنهما وعن جابر الأنصاري ، وروى عنه شريك وابن غالب ومرازم وغيرهم. مات سنة ١٢٨ ه‍.

جوابات أهل الموصل (مصنّفات المفيد) ٩ : ٢٥ ؛ رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٢ ؛ رجال الطوسي : ١١١ / ٦ و ١٦٣ / ٣٠ ؛ فهرست الشيخ : ٤٥ / ١٤٧ ؛ رجال الكشّي : ١٩١ / ٣٣٥ ؛ الخلاصة : ٣٥ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ١٧ / ٢٠٢٥.

(٢) في المصدر : ويلعنه.

(٣) الأعراف ٧ : ٤٤.

(٤) معاني الأخبار : ٥٩ / ٩.

٢٥٤

وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)(١) الآية.

٤١٢ / ٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن المثنّى ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) «يعني بالمؤمنين الأئمّة عليهم‌السلام لم يتّخذوا الولائج من دونهم» (٢).

٤١٣ / ٩ ـ عنه : عن عليّ بن محمّد ومحمّد بن أبي عبد الله ، عن إسحاق بن محمّد النّخعي ، قال : حدّثني سفيان بن محمّد الضّبعي ، قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه‌السلام أسأله عن الوليجة ، وهو قول الله تعالى : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) فقلت في نفسي ، لا في الكتاب : من ترى المؤمنين هاهنا (٣)؟ فرجع الجواب : «الوليجة : الذي يقام دون وليّ الأمر ، وحدّثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع ، فهم الأئمّة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم» (٤).

٤١٤ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)(٥) «يعني بالمؤمنين آل محمّد عليهم‌السلام ، والوليجة : البطانة» (٦).

__________________

(١) التوبة ٩ : ١٦.

(٢) الكافي ١ : ٤١٥ / ١٥.

(٣) أي ما هو المقصود بالمؤمنين في هذه الآية.

(٤) الكافي ١ : ٥٠٨ / ٩.

(٥) الوليجة : البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك.

(٦) تفسير القمّي ١ : ٢٨٣.

٢٥٥

٤١٥ / ١١ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي الصّباح الكناني ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يا أبا الصّبّاح ، إيّاكم والولائج ، فإنّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت [أو قال : ندّ]» (١).

الإسم الثالث والثلاثون ومأتان : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).

[الإسم] الرابع والثلاثون ومأتان : (وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ).

و [الإسم] الخامس والثلاثون ومأتان : (لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ).

و [الإسم] السادس والثلاثون ومأتان : (الَّذِينَ آمَنُوا).

و [الإسم] السابع والثلاثون مأتان : (وَهاجَرُوا).

و [الإسم] الثامن والثلاثون ومأتان : (وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ).

و [الإسم] التاسع والثلاثون ومأتان : (أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ).

و [الإسم] الأربعون ومأتان : (أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).

و [الإسم] الحادي والأربعون ومأتان : (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ).

[الإسم] الثاني والأربعون ومأتان : (لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ).

[الإسم] الثالث والأربعون ومأتان : خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم ، في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(٢).

٤١٦ / ١٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزلت في عليّ عليه‌السلام وحمزة والعبّاس وشيبة ، قال العبّاس : أنا أفضل ، لأنّ سقاية الحاجّ بيدي. وقال شيبة : أنا أفضل ، لأنّ حجابة

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٨٣ / ٣٣.

(٢) التوبة ٩ : ١٩.

٢٥٦

البيت بيدي. وقال حمزة : أنا أفضل ، لأنّ عمارة المسجد الحرام بيدي. وقال علي عليه‌السلام : أنا أفضل ، لأنّي آمنت قبلكم ، ثمّ هاجرت وجاهدت. فرضوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [حكما] ، فأنزل الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)» (١).

٤١٧ / ١٣ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه الثعلبي في (تفسيره) ، قال : قال الحسن والشّعبي ومحمّد بن كعب القرظي : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام والعبّاس بن عبد المطّلب وطلحة بن شيبة ، وذلك أنّهم افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه (٢) ، ولو أشاء بتّ في المسجد. وقال العبّاس : أنا صاحب السّقاية والقائم عليها. وقال عليّ عليه‌السلام : «لا أدري ما تقولان ، صلّيت ستّة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(٣).

٤١٨ / ١٤ ـ ومن (مناقب) الفقيه المغازلي الشافعي ، قال : اخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن محمّد بن العبّاس بن حتوية الخزاز اذنا ، قال : حدّثنا محمّد بن حمدويه المروزيّ ، قال : أبو المرج (٤) ، قال :

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٢٨٤.

(٢) في المصدر : مفاتحه.

(٣) ... تحفة الأبرار : ١١٧ «مخطوط» ؛ مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٦٩ ؛ والطرائف : ٥٠ / ٤٤ ؛ والعمدة : ١٩٣ / ٢٩٢ ؛ الدرّ المنثور ٤ : ١٤٦.

(٤) في المصدر : أبو الموجّه.

٢٥٧

حدّثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن (١) عامر ، قال : نزلت هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) في عليّ والعبّاس عليهما‌السلام (٢).

٤١٩ / ١٥ ـ عنه ، قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السقطي ، قال : حدّثنا أبو محمّد يوسف بن سهل بن الحسين القاضي ، قال : حدّثنا الحضرميّ ، قال : حدّثنا زياد بن أبي زياد (٣) ، قال : أخبرنا موسى بن عبيدة اليزيدي (٤) ، عن عبد الله بن العبيدي اليزيدي (٥) ، قال : [قال] عليّ للعبّاس : يا عمّ ، لو هاجرت إلى المدينة ، قال : ألست في أفضل من الهجرة ، ألست أسقي حاجّ بيت الله وأعمر المسجد الحرام ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(٦).

٤٢٠ / ١٦ ـ ومن (الجمع بين الصّحاح الستّة) لرزين العبدري ، من الجزء الثاني من (صحيح النسائي) ، قال : حدّثنا محمّد بن كعب القرطي ، قال : افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار ، والعبّاس بن عبد المطّلب ، وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقال طلحة بن شيبة : بيدي مفتاح البيت ، ولو أشاء بتّ فيه. وقال العبّاس : أنا صاحب السّقاية والقائم عليها ، ولو أشاء بتّ في المسجد. وقال عليّ عليه‌السلام : «لا أدري ما تقولان ، لقد صلّيت إلى القبلة ستّة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ

__________________

(١) في المصدر : عن.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٣٢١ / ٣٦٧.

(٣) في المصدر : هنّاد بن زياد بن أبي زياد.

(٤) في المصدر : الرّبذي.

(٥) في المصدر : عبيدة الرّبذى.

(٦) مناقب ابن المغازلي : ٣٢٢ / ٣٦٨.

٢٥٨

كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(١).

٤٢١ / ١٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في قول الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) «نزلت في حمزة وعليّ عليه‌السلام وجعفر والعبّاس وشيبة ، إنّهم فخروا بالسّقاية والحجابة ، فأنزل الله عزّ ذكره : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وكان عليّ عليه‌السلام وحمزة وجعفر هم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله» (٢).

وقد ذكرنا زيادة على ما هنا في هذه الآية في كتاب البرهان.

٤٢٢ / ١٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ثمّ وصف عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) ثمّ وصف ما كان لعليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام عنده ، فقال : (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ»)(٣).

الإسم الرابع والأربعون ومأتان : إنّه شهر من اثنى عشر شهرا ، في قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ

__________________

(١) ... تحفة الأبرار : ١١٧ «مخطوط» ؛ العمدة : ١٩٤ / ٢٩٥ ؛ الطرائف : ٥٠ / ٤٤.

(٢) الكافي ٨ : ٢٠٣ / ٢٤٥.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٢٨٤.

٢٥٩

وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)(١).

٤٢٣ / ١٩ ـ محمّد بن إبراهيم النّعماني في كتاب (الغيبة) ، قال : أخبرنا عليّ بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن (٢) الرازي ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن إبراهيم بن محمّد بن يوسف ، عن محمّد بن عيسى (٣) ، عن محمّد بن سنان ، عن فضيل الرّسّان ، عن أبي حمزة الثّمالي ، قال : كنت عند أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام ذات يوم ، فلمّا تفرّق من كان عنده ، قال لي : «يا أبا حمزة ، من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله ، قيام قائمنا ، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر ، وهو له جاحد».

ثمّ قال : «بأبي أنت وأمّي ، المسمّى باسمي ، والمكنّى بكنيتي ، السابع من بعدي ، بأبي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».

ثمّ قال : «يا أبا حمزة ، من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّد وعليّ عليهما‌السلام وقد حرّم الله عليه الجنّة ، ومأواه النار وبئس مثوى الظّالمين.

وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عزوجل في محكم كتابه : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ومعرفة الشهور ـ المحرّم وصفر وربيع وما بعده ، الحرم منها ، هي : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجّة ، والمحرّم ـ لا تكون دينا قيّما لأنّ اليهود والنّصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين

__________________

(١) التوبة ٩ : ٣٦.

(٢) في المصدر : حسّان.

(٣) زاد في المصدر : عن عبد الرزّاق ، وقد روى محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان بلا واسطة في غير مورد ، راجع معجم رجال الحديث ١٦ : ١٤١ و ١٧ : ٨٨ و ١١١.

٢٦٠