اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) ، قال : لا ينال شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة إلّا من أذن له الرحمن بطاعة آل محمّد ، ورضي له قولا وعملا ، فحيي على مودّتهم ومات عليها ، فرضي الله قوله وعمله فيهم ، ثمّ قال : (وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلما لآل محمّد) ، كذا نزلت ، ثمّ قال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) قال : مؤمن بمحبّة آل محمّد ومبغض لعدوّهم» (١).

الإسم التسعون والثلاثمأة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(٢).

٦٧٢ / ٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، عن محمّد بن عيسى القمّي ، عن محمّد بن سليمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : «ولقد عهدنا إلى آدم من قبل ، كلمات في محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم عليهم‌السلام فنسي ولم نجد له عزما. هكذا والله نزلت على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٣).

٦٧٣ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ). قال : «كلمات في محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم. كذا نزلت على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٤).

الإسم الحادي والتسعون وثلاثمأة : إنّه من الآيات ، في قوله تعالى : (قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى * وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣١٨ / ١٥.

(٢) طه : ١١٥.

(٣) الكافي ١ : ٤١٦ / ٢٣.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٢.

٣٨١

يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ)(١) الآية.

٦٧٤ / ٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) ، قال : «يعني ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام».

قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى؟) قال : «يعني أعمى البصر في القيامة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ قال ـ وهو متحيّر في القيامة ، يقول : (لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا) ، قال : الآيات الأئمّة عليهم‌السلام ، (فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) يعني تركتها ، وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمّة عليهم‌السلام ، فلم تطع أمرهم ، ولم تسمع قولهم».

قلت : (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى؟) قال : «يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام غيره ، ولم يؤمن بآيات ربّه ، وترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم» (٢).

٦٧٥ / ٩ ـ ابن شهر آشوب أيضا : قال أبو بصير : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «يعني ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام» قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)؟

قال : «يعني أعمى البصيرة في الآخرة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ قال ـ وهو متحيّر في الآخرة ، يقول : (لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا) ، قال : الآيات الأئمّة عليهم‌السلام (فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمّة عليهم‌السلام فلم تطع

__________________

(١) طه ٢٠ : ١٢٦ ـ ١٢٧.

(٢) الكافي ١ : ٤٣٥ / ٩٢.

٣٨٢

أمرهم ، ولم تسمع قولهم» (١).

الإسم الثاني والتسعون وثلاثمأة : انه من الأهل ، في قوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها)(٢) الآية.

٦٧٦ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سلّام ، عن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القمّي ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهم‌السلام في قول الله عزوجل : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها). قال : «نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتي باب فاطمة عليها‌السلام كلّ سحرة (٣) ، فيقول : السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٤)» (٥).

والروايات بهذا المعنى متعددة ومذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الثالث والتسعون وثلاثمأة : إنّه من الآيات ، في قوله تعالى : و (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)(٦).

[الإسم] الرابع والتسعون وثلاثمأة : أنّه من أصحاب الصراط السوي.

٦٧٧ / ١١ ـ سعد بن عبد الله : عن المعلّى بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا أبو الفضل المدني ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن رزين (٧) بن

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٧.

(٢) طه ٢٠ : ١٣٢.

(٣) السّحرة : السّحر ، وهو آخر الليل قبيل الصبح. «لسان العرب ـ سحر ـ ٤ : ٣٥٠».

(٤) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٢٢ / ٢٢ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٩٧ / ٥٢٦.

(٦) طه ٢٠ : ١٣٤.

(٧) في المصدر : زر.

٣٨٣

حبيش ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان ، اسمهما : منكر ونكير ، فأوّل من يسألانه عن ربّه ، ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن تحيّر عذّباه».

فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ، ولم يعرف وليّه؟ قال : «مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(١) ، فذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من وليّنا (٢) يا نبيّ الله؟ قال : وليّكم في هذا الزمان عليّ عليه‌السلام ومن بعده وصيّه ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به ، لئلّا يكون كما قال الضّلّال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) ، بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى).

وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماما ، فعيّرهم الله بذلك ، والأوصياءهم أصحاب الصّراط ، وقوفا عليه لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزوجل ، عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٣) ، وهم الشهداء على أوليائهم والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبيّ عليهم المواثيق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل :

__________________

(١) النساء ٤ : ٨٨ و ١٤٣.

(٢) في المصدر : من وليّ الله.

(٣) الأعراف ٧ : ٤٦.

٣٨٤

(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً* يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)(١)» (٢).

٦٧٨ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس : عن عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إسماعيل بن بشار ، عن عليّ بن جعفر الحضرمي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى). قال : «عليّ عليه‌السلام صاحب الصراط السويّ (وَمَنِ اهْتَدى) أي إلى ولايتنا أهل البيت» (٣).

٦٧٩ / ١٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : «سألت أبي عن قول الله عزوجل : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) قال : (الصِّراطِ السَّوِيِ) : هو القائم عليه‌السلام ، والمهدي : من اهتدى إلى طاعته ، ومثلها في كتاب الله عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)(٤) ـ قال ـ إلى ولايتنا» (٥).

٦٨٠ / ١٤ ـ ابن شهر آشوب : عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ) هو ـ والله ـ محمّد

__________________

(١) النساء ٤ : ٤١ و ٤٢.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٥٣.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٢٣ / ٢٤.

(٤) طه ٢٠ : ٨٢.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٢٣ / ٢٦.

٣٨٥

وأهل بيته عليهم‌السلام (وَمَنِ اهْتَدى) فهم أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

٦٨١ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «نحن ـ والله ـ سبيل الله الذي أمر الله باتّبانه ، ونحن ـ والله ـ الصراط المستقيم ، ونحن ـ والله ـ الذي أمر الله العباد بطاعتهم ، فمن شاء فليأخذ من هنا ، ومن شاء فليأخذ من هناك ، ولا تجدون والله عنّا محيصا» (٢).

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٣ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٧٩ / ٥٢٧.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٦٦.

٣٨٦

سورة الأنبياء

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الخامس والتسعون وثلاثمأة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى)(١).

٦٨٢ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد (٢) بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن حمّاد الأزدي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) ، قال : «الذين ظلموا آل محمد عليهم‌السلام حقهم» (٣).

الإسم السادس والتسعون وثلاثمأة : انّه من أهل الذكر ، في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٤).

__________________

(١) الأنبياء ٢١ : ٣.

(٢) في المصدر : محمّد.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٢٤ / ١.

(٤) الأنبياء ٢١ : ٧.

٣٨٧

٦٨٣ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن أبي داود سليمان بن سفيان ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من المعنون بذلك؟ فقال : «نحن والله». فقلت : فأنتم المسؤولون؟ قال : «نعم». قلت : ونحن السائلون؟ قال : «نعم». قلت : فعلينا أن نسألكم؟ قال : «نعم». قلت : وعليكم أن تجيبونا؟ قال : «لا ، ذلك إلينا ، إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا تركنا ـ ثمّ قال ـ (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١)» (٢).

وقد تقدّمت الروايات الكثيرة في معنى هذه الآية في سورة النحل.

الإسم السابع والتسعون وثلاثمأة : انّه ذكر من معي ، في قوله تعالى : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي)(٣).

٦٨٤ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) ، قال : «ذكر من معي : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وذكر من قبلي : الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام» (٤).

الإسم الثامن والتسعون وثلاثمأة : انّه عباد مكرمون.

الإسم التاسع والتسعون وثلاثمأة : لا يسبقونه بالقول.

الإسم الأربعمأة : وهم بأمره يعملون.

[الإسم] الحادي والأربعمأة : ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى.

__________________

(١) سورة ص ٣٨ : ٣٩.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٦٨.

(٣) الأنبياء ٢١ : ٢٤.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٢٧ / ٩.

٣٨٨

[الإسم] الثاني والأربعمأة : وهم من خشيته مشفقون ، في قوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ) ـ إلى قوله تعالى ـ (مُشْفِقُونَ)(١).

٦٨٥ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن أبي السّفاتج ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : («وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) ، وأومئ بيده إلى صدره ، وقال : (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ»)(٢).

الإسم الثالث والأربعمأة : إنّه من الموازين ، في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً)(٣).

٦٨٦ / ٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن إبراهيم الهمداني ، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) ، قال : «الأنبياء ، والأوصياء عليهم‌السلام» (٤).

٦٨٧ / ٦ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن مريم العجمي (٥) ، عن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزميّ ، قال : حدّثنا عليّ بن

__________________

(١) الأنبياء ٢١ : ٢٦ ـ ٢٨.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٢٧ / ١٠.

(٣) الأنبياء ٢١ : ٤٧.

(٤) الكافي ١ : ٤١٩ / ٣٦.

(٥) في النسخة : البلخي ، وفي المصدر : أبي مريم العجلي.

٣٨٩

حاتم المنقريّ ، عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ). قال : «هم الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام» (١).

٦٨٨ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ). قال : «الرسل ، والأئمّة من آل بيت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

الإسم الرابع والأربعمأة : إنّه ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى)(٣).

[الإسم] الخامس والأربعمأة : أولئك عنها مبعدون.

[الإسم] السادس والأربعمأة : لا يسمعون حسيسها.

[الإسم] السابع والأربعمأة : وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون.

[الإسم] الثامن والأربعمأة : لا يحزنهم فزع الأكبر.

و [الإسم] التاسع والأربعمأة : (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٤).

٦٨٩ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أبو جعفر الحسن بن عليّ بن الوليد الفسوي ، عن النعمان بن بشير ، قال : كنّا ذات ليلة عند عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سمّارا إذ قرأ هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ، فقال : «أنا منهم» وأقيمت الصلاة فوثب ودخل المسجد وهو يقول : (لا يَسْمَعُونَ

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣١ / ١.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٥١.

(٣) الأنبياء ٢٠ : ١٠١.

(٤) الأنبياء ٢٠ : ١٠٣.

٣٩٠

حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) ثمّ كبّر للصلاة (١).

ورواه من طريق المخالفين صاحب (كشف الغمّة) : عن النعمان بن بشير ، وذكر الحديث بعينه (٢).

٦٩٠ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن سهل النيسابوري ، حديثا يرفعه بإسناده إلى ربيع بن بزيع (٣) ، قال : كنّا عند عبد الله بن عمر ، فقال له رجل من بني تيم الله ، يقال له حسّان بن رابضة : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت رجلين ذكرا عليّا وعثمان فنالا منهما.

فقال ابن عمر : إن كانا لعناهما فلعنهما الله تعالى ، ثمّ قال : ويلكم ـ يا أهل العراق ـ كيف تسبّون رجلا هذا منزله من منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وأشار بيده إلى بيت عليّ عليه‌السلام في المسجد فقال : وربّ هذه الحرمة إنّه من الذين سبقت لهم منّا الحسنى. وأنا لها مردود (٤) ، يعني بذلك عليّا عليه‌السلام (٥).

٦٩١ / ١٠ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثني أبي رضى الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام ، قال : «قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على منبره : وذكر حديثا طويلا قال فيه : يا عليّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة الله من خلقه.

يا عليّ ، أنا أوّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ، ثمّ سائر الخلق.

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٢٩ / ١٤ ؛ تفسير البيضاوي ٢ : ٧٩ ؛ الدّر المنثور ٥ : ٦٨١.

(٢) كشف الغمّة ١ : ٣٢٠.

(٣) في المصدر : ربيع بن قريع.

(٤) (ما لها من مردود). هكذا في تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤١٤.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٢٩ / ١٥.

٣٩١

يا عليّ ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ، وفيكم نزلت : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ»)(١).

والحديث طويل ذكرناه بطوله في تفسير هذه الآية من كتاب البرهان.

٦٩٢ / ١١ ـ عنه ، قال : حدّثني أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، يرفعه إلى أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام ـ في حديث طويل مثل ما تقدّم من رواية الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ببعض التغيير ـ وقد ذكرناه وغيره في هذه الآية في كتاب البرهان.

[وابن بابويه : أورد حديث الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام السابق في كتاب (الأمالي) (٢). وحديث أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام هذا أورده في كتاب (فضائل الشيعة)](٣).

الإسم العاشر والأربعمأة : انّه من عباد الله الصالحين.

٦٩٣ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن الحسن (٤) ، عن الحسن (٥) بن مخارق ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، [قال :] «قوله عزوجل : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) ، قال : هو

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٥٥ / ٢.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٥٥ / ٢.

(٣) فضائل الشيعة : ٥٥ / ١٧.

(٤) في المصدر : الحسين.

(٥) في المصدر : الحسين.

٣٩٢

آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

٦٩٤ / ١٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحكم ، عن سفيان بن إبراهيم ، عن أبي صادق ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) الآية ، قال : «هم نحن».

قال : قلت : (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)؟. قال : «هم شيعتنا» (٢).

٦٩٥ / ١٤ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ). قال : «آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين ، ومن تابعهم على منهاجهم ، والأرض أرض الجنّة» (٣).

٦٩٦ / ١٥ ـ وعنه : بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قوله عزوجل : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) هم أصحاب المهدي عليه‌السلام في آخر الزمان» (٤).

٦٩٧ / ١٦ ـ عليّ بن إبراهيم : في معنى الآية ، قال : الكتب كلّها ذكر ، و (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) قال : القائم عليه‌السلام وأصحابه (٥).

٦٩٨ / ١٧ ـ الطّبرسي : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «هم أصحاب المهدي عليه‌السلام في آخر الزمان» (٦).

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٣٢ / ١٩.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٣٢ / ٢٠.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٣٢ / ٢١.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٣٢ / ٢٢.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٧٧ ؛ ينابيع المودّة : ٤٢٥.

(٦) مجمع البيان ٧ : ١٠٦.

٣٩٣

سورة الحجّ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الحادي عشر وأربعمأة : إنّه سبيل الله ، في قوله [تعالى] : (ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(١) الآية.

٦٩٩ / ١ ـ قال شرف الدين النجفي : تأويله جاء في باطن تفسير أهل البيت صلوات الله عليهم ، عن حمّاد بن عيسى ، قال : حدّثني بعض أصحابنا حديثا يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ* ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) قال : هو الأوّل ، ثاني عطفه إلى (٢) الثاني ، وذلك لمّا أقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام عليّا علما للناس ، وقالا : والله لا نفي له بهذا أبدا (٣).

الإسم الثاني عشر وأربعمأة : إنّه من الخصمان الذين اختصموا في ربّهم ، في

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٩.

(٢) في المصدر : أي.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٣٣ / ١.

٣٩٤

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)(١) الآية.

٧٠٠ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو محمّد عمّار بن الحسين الأسروشني (٢) ، قال : حدّثني عليّ بن محمّد بن عصمة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الطبري بمكّة ، قال : حدّثنا أبو الحسن بن أبي شجاع البجلي ، عن جعفر بن محمّد (٣) الحنفي ، عن يحيى بن هاشم ، عن محمّد بن جابر ، عن صدقة بن سعيد ، عن النّضر بن مالك ، قال : قلت للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام : يا أبا عبد الله ، حدّثني عن قول الله عزوجل : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). قال : «نحن وبنو أميّة ، اختصمنا في الله عزوجل ، قلنا : صدق الله ؛ وقالوا : كذب الله ؛ فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة» (٤).

٧٠١ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ، عن حجّاج بن المنهال ، بإسناده عن قيس بن [سعد بن] عبادة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنّه قال : «أنا أوّل من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن» ، وقال قيس : وفيهم نزلت : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) وهم الذين تبارزوا يوم بدر ، عليّ عليه‌السلام وحمزة وعبيدة وشيبة وعتبة والوليد (٥).

٧٠٢ / ٤ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان (٦) ، قال :

__________________

(١) الحج ٢٢ : ١٩.

(٢) منسوب إلى أسروشنة : بلدة وراء سمرقند دون سيحون كما في أنساب السمعاني ١ : ١٤١ ، معجم البلدان ١ : ١٧٧ ، وفي معجم رجال الحديث ١٢ : ٢٥١ الأشروسي.

(٣) في المصدر : جعفر بن عبد الله.

(٤) الخصال ١ : ٤٢ / ٣٥.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٣٤ / ٣.

(٦) في المصدر : هامان.

٣٩٥

حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا مسلم ، قال : حدّثنا عروة بن خالد ، قال : حدّثنا سليمان التميمي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن سعد بن عبادة ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : «أنا أوّل من يجثو بين يدي الله عزوجل للخصومة يوم القيامة» (١).

٧٠٣ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم : في معنى الآية ، قال : نحن وبنو اميّة ، نحن قلنا : صدق الله ورسوله ؛ وقال بنو أميّة : كذب الله ورسوله ؛ (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) يعني بني أميّة (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) إلى قوله : (حَدِيدٍ) قال : يغشيهم من النار بما يثوب للإنسان فتسترخي شفته (٢) حتّى تبلغ سرّته ، وتتقلّص شفته العليا حتّى تبلغ وسط رأسه (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) قال : الأعمدة التي يضربون بها (٣).

٧٠٤ / ٦ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه مسلم والبخاري ـ في حديث ـ في قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في عليّ ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر : عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة (٤).

الإسم الثالث عشر وأربعمأة : إنّه الطيب من القول ، في قوله تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ)(٥).

٧٠٥ / ٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٨٥ / ٣٧ ؛ صحيح البخاري ٦ : ١٨١ ؛ تفسير الرازي ٢٣ : ٢١ ؛ مستدرك الحاكم ٢ : ٣٨٦ ؛ النور المشتعل : ١٤٤ ؛ جامع الأصول ٢ : ٣٢٢ ؛ تفسير القرطبي ١٢ : ٢٥.

(٢) في المصدر : قال تغشاه النار ، فتسترخي شفته السفلى.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٨٠.

(٤) صحيح مسلم ٤ : ٢٣٢٣ / ٣٠٣٣ ؛ صحيح البخاري ٦ : ١٨١ / ٢٦٤.

(٥) الحجّ ٢٢ : ٢٤.

٣٩٦

محمّد بن أورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ). قال : «ذلك جعفر وحمزة وعبيدة وسلمان وأبو ذرّ والمقداد بن الأسود وعمّار ، هدوا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١).

ابن شهر آشوب ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، وذكر الحديث بعينه (٢).

الإسم الرابع عشر وأربعمأة : إنّه للطائفين.

[الإسم] الخامس عشر وأربعمأة : إنّه من القائمين.

[الإسم] السادس عشر وأربعمأة : إنّه من الركّع.

[الإسم] السابع عشر وأربعمأة : إنّه من السجود ، في قوله تعالى : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(٣).

٧٠٦ / ٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوى ، عن عيسى بن داود ، قال : قال الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام : «قوله تعالى : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) يعني بهم آل محمّد عليهم‌السلام» (٤).

الإسم الثامن عشر وأربعمأة : إنّه من المخبتين ، في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ).

[الإسم] التاسع عشر وأربعمأة : إنّه من الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.

[الإسم] العشرون وأربعمأة : ومن الصابرين على ما أصابهم.

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٢٦ / ٧١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥١٥ / ٥٤٦.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٦.

(٣) الحج ٢٢ : ٢٦.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٣٥ / ٧.

٣٩٧

[الإسم] الحادي والعشرون وأربعمأة : انّه من المقيمي الصلاة.

[الإسم] الثاني والعشرون وأربعمأة : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(١).

٧٠٧ / ٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : قال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : «سألت أبي عن قول الله عزوجل : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) الآية ، قال : نزلت فينا خاصّة» (٢).

الإسم الثالث والعشرون وأربعمأة : إنّه من الذين آمنوا الذين يدافع الله تعالى عنهم ، في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)(٣).

٧٠٨ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، [عن أبيه] ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسحاق بن عمّار (٤) ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا). قال : «نحن الذين آمنوا ، والله يدافع عنّا ما أذاعت عنّا شيعتنا» (٥).

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٣٥.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٣٧ / ١١.

(٣) الحج ٢٢ : ٣٨.

(٤) أبو يعقوب إسحاق بن عمّار الصيرفي الكوفي. شيخ في الأصحاب من بيت كبير من الشيعة ، كان وأخوه من وجوه رواة الحديث.

وثّقه النجاشي والشيخ العلّامة ، ونسبه الشيخ والعلّامة إلى الفطحية ، لذلك توقّف العلّامة فيما ينفرد به.

كان من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، وروى عنهما وعن أبي بصير وأبي الخطّاب وبكار وغيرهم ، وروى عنه أبو أيّوب وأبو جميلة وابن أبي عمير وغيرهم. له نوادر.

رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ؛ رجال الطوسي : ١٤٩ / ١٣٥ و ٣٤٢ / ٣ ؛ رجال الكشّي : ٤٠٨ / ٧٦٧ و ٧٦٩ ؛ الخلاصة : ٢٠٠ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ٣ : ٦١ / ١١٥٨.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٣٧ / ١٢.

٣٩٨

الإسم الرابع والعشرون وأربعمأة : إنّه من الذين ظلموا.

[الإسم] الخامس والعشرون وأربعمأة : انّه من الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلّا أن يقولوا ربّنا الله.

[الإسم] السادس والعشرون وأربعمأة : إنّه من الصوامع.

[الإسم] السابع والعشرون وأربعمأة : ومن البيع.

[الإسم] الثامن والعشرون وأربعمأة : ومن الصلوات.

[الإسم] التاسع والعشرون وأربعمأة : ومن المساجد يذكر اسم الله فيها كثيرا.

الإسم الثلاثون وأربعمأة : أنه من الذين ان مكنّاهم في الأرض.

[الإسم] الحادي والثلاثون وأربعمأة : أقاموا الصلاة.

[الإسم] الثاني والثاثون وأربعمأة : وآتوا الزكاة.

[الإسم] الثالث والثلاثون وأربعمأة : وأمروا بالمعروف.

[الإسم] الرابع والثلاثون وأربعمأة : ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ، في قوله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ـ إلى قوله ـ (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)(١).

٧٠٩ / ١١ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلّام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا) ، قال : «نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ ، وجعفر ، وحمزة ، وجرت في الحسين عليهم‌السلام أجمعين» (٢).

٧١٠ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن

__________________

(١) الحج ٢٢ : ٣٩ ـ ٤١.

(٢) الكافي ٨ : ٣٣٧ / ٥٣٤.

٣٩٩

إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية في آل محمّد عليهم‌السلام خاصّة : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) ـ ثمّ تلا إلى قوله تعالى ـ (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)» (١).

٧١١ / ١٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الرحمن ، عن المفضّل (٢) ، عن جعفر بن الحسين الكوفي ، عن محمّد بن زيد مولى أبي جعفر عليه‌السلام ، عن أبيه ، قال : سألت مولاي أبا جعفر عليه‌السلام ، قلت : قوله عزوجل : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ؟) قال : «نزلت في عليّ ، وحمزة ، وجعفر عليهم‌السلام ، ثمّ جرت في الحسن عليه‌السلام» (٣).

٧١٢ / ١٤ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن داود بن عيسى النجّار ، قال : حدّثنا مولانا موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ) ، قال : «نزلت فينا خاصّة ، في أمير المؤمنين وذرّيّته عليهم‌السلام ، وما ارتكب من أمر فاطمة عليها‌السلام» (٤).

٧١٣ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). قال : «إنّ العامّة يقولون : نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أخرجته قريش من مكّة ، وإنّما هو القائم عليه‌السلام إذا خرج يطلب بدم الحسين عليه‌السلام ، وهو قوله : نحن أولياء الدم ، وطلّاب الدية. ثمّ ذكر عبادة الأئمّة عليهم‌السلام ، وسيرتهم ، فقال : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٣٨ / ١٤.

(٢) في المصدر : محمد بن عبد الرحمن بن الفضل.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٣٩ / ١٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٢١ / ٥٥٢.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٣٩ / ١٨.

٤٠٠