اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «جاءكم أهل اليمن يبسّون بسيسا» فلمّا دخلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيّي ، حمائل سيوفهم المسك».

فقالوا : يا رسول الله ، ومن وصيّك؟ فقال : «هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(١)».

فقالوا : يا رسول الله ، بيّن لنا ما هذا الحبل؟ فقال : «هو قول الله تعالى : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)(٢) فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيّي».

فقالوا : يا رسول الله ، من وصيّك؟ فقال : «هو الذي أنزل الله فيه : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)(٣)».

فقالوا : يا رسول الله ، وما جنب الله هذا؟ فقال : «هو الذي يقول الله فيه :

__________________

ـ ملازمة ولده الحسن عليه‌السلام ثم إلى أخيه الحسين عليه‌السلام ، وكانت تربطه به علاقة خاصّة منذ الصغر ، وكان أوّل زائر بعد استشهاده ثم صحب ولده السجّاد عليه‌السلام ، وأدرك ولده الباقر عليه‌السلام ، وهكذا حظي بصحبة خمسة من الأئمّة عليهم‌السلام ، لذلك عدّه ابن عقدة من المنقطعين إلى أهل البيت عليهم‌السلام ، وكان من الأربعة الذين انتهى إليهم علم الأئمّة عليهم‌السلام.

اختلفوا في سنة وفاته ، إلّا أنّهم أجمعوا على أنّه آخر من مات من الصحابة في المدينة بعد أن فق بصره.

الاستيعاب ١ : ٢١٩ / ٢٨٦ ؛ الإصابة ١ : ٢١٣ / ١٠٢٦ ؛ رجال الطوسي : ١٢ / ٣ و ٣٧ / ٣ و ٦٦ / ١ و ٧٢ / ١ و ٨٥ / ١ و ١١١ / ١ ؛ الخلاصة : ٣٤ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ١١ / ٢٠١٨.

(١) آل عمران ٣ : ١٠٣.

(٢) آل عمران ٣ : ١١٢.

(٣) الزمر ٣٩ : ٥٦.

٣٢١

(يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)(١) هو وصيّي والسبيل إليّ من بعدي».

فقالوا : يا رسول الله ، بالذي بعثك بالحقّ نبيّا ، أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال : «هو الذي جعله الله آية للمتوسّمين (٢) ، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، عرفتم أنّه وصيّي كما عرفتم أنّي نبيّكم ، فتخلّلوا الصّفوف وتصفّحوا الوجوه ، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو ، لأنّ الله عزوجل يقول في كتابه : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) إليه وإلى ذرّيّته».

ثمّ قال : فقام أبو عامر الأشعريّ في الأشعريّين ، وأبو غرّة الخولانيّ في الخولانيين ، وظبيان وعثمان بن قيس في بني قيس ، وعرفة الدّوسيّ في الدّوسيّين ، ولا حق بن علاقة ، فتخلّلوا الصفوف ، وتصفّحوا الوجوه ، وأخذوا بيد الأنزع الأصلع البطين ، وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيّ رسول الله قبل أن تعرفوه ، فبم عرفتم أنّه هو»؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ، فقالوا : يا رسول الله ، نظرنا إلى القوم فلم تحنّ لهم قلوبنا ، ولمّا رأيناه رجفت قلوبنا ثمّ اطمأنّت نفوسنا ، فانجاشت أكبادنا ، وهملت أعيننا ، وتبلّجت (٣) صدورنا حتّى كأنّه لنا أب ونحن عنده بنون.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : («وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٤) أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى ، وأنتم عن النار مبعدون».

__________________

(١) الفرقان ٢٥ : ٢٧.

(٢) في المصدر : للمؤمنين المتوسّمين.

(٣) في المصدر : وانثلجت.

(٤) آل عمران ٣ : ٧.

٣٢٢

قال : فبقي هؤلاء القوم المسمّون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل وصفّين فقتلوا بصفّين رحمهم‌الله ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشّرهم بالجنّة وأخبرهم أنّهم يستشهدون مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

٥٤٧ / ١٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة ، فقال : «هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة ، إنّما امروا أن يطوفوا بها ثمّ ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودّتهم ، ويعرضوا علينا نصرتهم» ثمّ قرأ هذه الآية : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(٢).

٥٤٨ / ١٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن ثعلبة بن ميمون ، عن ميسّر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «إنّ أبانا إبراهيم كان ممّا اشترط على ربّه فقال : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)» (٣).

٥٤٩ / ٢٠ ـ عنه : بإسناده عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة ، فقال : «هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة ، إنّما امروا أن يطوفوا ثمّ ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرتهم» ثمّ قرأ هذه الآية : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) فقال : «آل محمّد ، آل محمّد ـ ثمّ قال ـ إلينا إلينا» (٤).

__________________

(١) الغيبة : ٣٩ / ١.

(٢) الكافي ١ : ٣٩٢ / ١.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٣٣ / ٤٠.

(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٣٤ / ٤٣.

٣٢٣

سورة الحجر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم العشرون والثلاثمأة : اسم عليّ عليه‌السلام مراد ، في قوله تعالى : (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ)(١).

٥٥٠ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «هذا صراط عليّ مستقيم» (٢).

٥٥١ / ٢ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) ـ وكلما في هذا الكتاب عنه فهو منه ـ قال : حدّثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) ، قال : «هو ـ والله عليّ عليه‌السلام ، هو ـ والله ـ

__________________

(١) الحجر ١٥ : ٤١ ـ ٤٢.

(٢) الكافي ١ : ٤٢٤ / ٦٣.

٣٢٤

الميزان والصراط المستقيم» (١).

٥٥٢ / ٣ ـ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن شاذان ، في (مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام) قال : الخامس والثمانون : عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، عن أبيه عليه‌السلام ، قال : قام عمر بن الخطّاب إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : إنّك لا تزال تقول لعليّ بن أبي طالب : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ؛ وقد ذكر الله هارون في القرآن ولم يذكر عليّا؟ فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا غليظ ، يا أعرابي ، إنّك ما تسمع الله يقول : هذا صراط علي مستقيم» (٢).

٥٥٣ / ٤ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي جميلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) ، قال : «هو أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٣).

وتفسير باقي الآية يؤخذ من كتاب البرهان.

الإسم الحادي والعشرون والثلاثمأة : إنّه من الأخوان على سرر متقابلين ، في قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٤).

٥٥٤ / ٥ ـ ومن طريق المخالفين ، ما نقله أبو نعيم الحافظ ، عن رجاله ، عن أبو هريرة ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك ، أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها.

وقال : وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإنّ عليه أباريق عدد نجوم السماء ، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنّة : (إِخْواناً

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٦٨.

(٢) مائة منقبة : ١٦٠ / ٨٥.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٤٢ / ١٥.

(٤) الحجر ١٥ : ٤٧.

٣٢٥

عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) وأنت معي وشيعتك ، ثمّ قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه» (١).

٥٥٥ / ٦ ـ أحمد بن حنبل في (مسنده) : يرفعه إلى زيد بن أبي أوفى ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسجده ، فذكر قصّة مؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أصحابه ، فقال عليّ عليه‌السلام له ـ يعني لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : «لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت ، غيري ، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة». فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «والذي بعثني بالحقّ نبيّا ، ما أخّرتك إلّا لنفسي ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي».

قال : «وما أرث منك يا رسول الله؟» قال : «ما أورث الأنبياء قبلي». قال : «ما أورث الأنبياء قبلك؟» قال : «كتاب الله وسنّة نبيّهم ؛ وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي» ثمّ تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، «المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض» (٢).

٥٥٦ / ٧ ـ ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) يرفعه إلى زيد بن أرقم ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «إنّي مؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة». ثمّ قال لعليّ : «أنت أخي ورفيقي». ثمّ تلا هذه الآية (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) «الأخلّاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض» (٣).

__________________

(١) ... مجمع الزوائد ٩ : ١٧٣.

(٢) ... فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ : ٦٣٨ / ١٠٨٥ ؛ فرائد السمطين ١ : ١١٥ / ٨٠ و ١ : ١٢١ / ٨٣ ؛ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر ١ : ١٢٣ / ١٣٨.

(٣) ... العمدة لابن بطريق : ١٧٠ / ٢٦٣ ؛ تحفة الأبرار : ٨٧.

٣٢٦

الإسم الثاني والعشرون والثلاثمأة : انه من الذين ونزعنا ما في صدورهم من غل.

الإسم الثالث والعشرون والثلاثمأة : إنّه من المتوسمين.

و [الإسم] الرابع والعشرون والثلاثمأة : إنّه في لبسبيل المقيم ، في قوله تعالى : (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(١).

٥٥٧ / ٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن أسباط بيّاع الزّطّيّ ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل عن قوله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) ، قال : فقال : «نحن المتوسّمون ، والسبيل فينا مقيم» (٢).

٥٥٨ / ٩ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن يحيى بن إبراهيم ، قال : حدّثني أسباط بن سالم ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت ، فقال له : أصلحك الله ، ما تقول في قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) ، قال : «نحن المتوسّمون ، والسبيل فينا مقيم» (٣).

٥٥٩ / ١٠ ـ عنه : عن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ). قال : «هم الأئمّة عليهم‌السلام ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتّقوا فراسة المؤمن ، فإنّه ينظر بنور الله» (٤).

__________________

(١) الحجر ١٥ : ٧٦.

(٢) الكافي ١ : ٢١٨ / ١.

(٣) الكافي ١ : ٢١٨ / ٢.

(٤) الكافي ١ : ٢١٨ / ٣.

٣٢٧

وروى محمّد بن الحسن الصفّار في (بصائر الدرجات) : عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى (١) ، عن ربعي ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٢).

ورواه أيضا المفيد في (الاختصاص) (٣) بالسّند والمتن.

٥٦٠ / ١١ ـ وعنه : عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن عيسى (٤) بن هشام ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن الإمام ، فوّض الله إليه كما فوّض إلى سليمان بن داود؟ فقال : «نعم ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة ، فأجابه فيها ، وسأله آخر عن تلك المسألة ، فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر عنها ، فأجابه بغير جواب

__________________

(١) أبو محمّد حمّاد بن عيسى الجهني مولى ، وقيل : عربي. أصله من الكوفة ، وسكن البصرة. من خواصّ أصحاب الأئمّة عليهم‌السلام ، وممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم ، وقد وثّقه النجاشي والشيخ والعلّامة ، ووصفوه بالصدوق والمتحرّز في الحديث ممّا دفعه تحرّزه إلى الشكّ فيما سمعه من أبي عبد الله عليه‌السلام حتى اقتصر على عشرين حديثا منها. دعا له الإمام بالحجّ خمسين حجّة ، ولعلّه لمكانته ضعّفه بعض العامّة ورموه بالوضع.

صحب الإمامين : الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، وروى عنهما وعن ابن اذينة وابن سنان وأبان بن عثمان وغيرهم ، وروى عنه ابن أبي عمير وابن أبي نجران وابن فضّال وغيرهم. له كتب ، منها : الصلاة ، الزكاة ، النوادر. مات غريقا سنة ٢٠٩ ه‍ ، وقيل : ٢٠٨ ه‍.

رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٧٠ ؛ رجال الطوسي : ١٧٤ / ١٥٢ و ٣٤٦ / ١ ؛ فهرست الشيخ : ٦١ / ٢٣١ ؛ رجال الكشّي : ٣١٦ / ٥٧١ و ٥٧٢ ؛ الخلاصة : ٥٦ / ٢ ؛ تهذيب التهذيب ٣ : ١٨ / ١٨ ؛ معجم رجال الحديث ٦ : ٢٢٤ / ٣٩٦٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٥٥ / ٤.

(٣) الاختصاص : ٣٠٧.

(٤) عبيس بن هشام ، كذا في البحار ولعله الصحيح.

٣٢٨

الأوّلين ، ثمّ قال : (هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب) (١) وهكذا في قراءة عليّ عليه‌السلام».

قال : قلت : أصلحك الله ، فحين أجابهم بهذا الجواب ، يعرفهم الإمام؟ قال : «سبحان الله ، ألم تسمع الله يقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)؟ وهم الأئمّة ، (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) لا يخرج منها أبدا ـ ثمّ قال ـ نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه ، وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، إنّ الله تعالى يقول : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ)(٢) وهم العلماء ، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلّا عرفه ، ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم» (٣).

وراه الصفّار في (بصائر الدرجات) : بإسناده عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في عدّة مواضع من الكتاب (٤).

٥٦١ / ١٢ ـ محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثني السندي بن الربيع ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال (٥) ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن

__________________

(١) سورة ص ٣٨ : ٣٩ وهي في المصحف الشريف : هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ.

(٢) الروم ٣٠ : ٢٢.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٨ / ٣.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٦١ / ١ و ٣٨٧ / ١٣.

(٥) أبو محمّد الحسن بن عليّ بن فضّال الكوفي. من فقهاء الأصحاب ، وحكي عدّه من أصحاب الإجماع ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، عرف بالزهد ، واشتهر بالورع ، صاحب السجدة الطويلة إلّا أنّ الكشّي والشيخ نسباه إلى الفطحية ثم صرّح الشيخ برجوعه إلى الحقّ.

وثّقه الشيخ والعلّامة ، وقد صحب الإمام الرضا عليه‌السلام واختصّ به ، وروى عنه وعن أبي ـ

٣٢٩

أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «ليس مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب : مؤمن أو كافر ؛ وذلك محجوب عنكم ، وليس بمحجوب عن الأئمّة من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ ليس يدخل عليهم أحد إلّا عرفوه مؤمن هو أو كافر ، ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) «فهم المتوسّمون» (١).

٥٦٢ / ١٣ ـ عنه : عن أحمد بن الحسن (٢) ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن البراء ، عن عليّ بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، قال : حججت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فلمّا صرنا في بعض الطريق صعد على جبل ، فأشرف ينظر إلى الناس ، فقال : «ما أكثر الضّجيج وأقل الحجيج!». فقال له داود الرقّي : يابن رسول الله ، هل يستجيب دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال : «ويحك ـ يا أبا سليمان ـ إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ، إنّ الجاحد لولاية عليّ عليه‌السلام كعابد وثن».

قلت : جعلت فداك ، هل تعرفون محبّيكم ومبغضيكم؟ قال : «ويحك ـ يا أبا سليمان ـ إنّه ليس من عبد يولد إلّا كتب بين عينيه : مؤمن أو كافر ؛ [وإنّ الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدائنا ، فنرى مكتوبا بين عينيه : مؤمن أو كافر ؛

__________________

أيّوب وأبي جميلة وأبي حفص وغيرهم ، وروى عنه إبراهيم بن هاشم وأيّوب بن نوح والحسن الوشّاء وغيرهم.

له كتب كثيرة حتى عدّه ابن حجر من مصنّفي الشيعة ، منها : الصلاة ، الديات ، التفسير وغيرها. مات سنة ٢٢٤ ه‍.

رجال النجاشي : ٣٤ / ٧٢ ؛ رجال الطوسي : ٣٧١ / ٢ ؛ فهرست الشيخ : ٤٧ / ١٥٣ ؛ رجال الكشّي : ٥٦٥ / ١٠٦٧ ؛ الخلاصة : ٣٧ / ٢ ؛ لسان الميزان ٢ : ٢٢٥ / ٩٧٦ ؛ معجم رجال الحديث ٥ : ٤٤ / ٢٩٨٣.

(١) بصائر الدرجات : ٣٥٤ / ١.

(٢) في المصدر : الحسين.

٣٣٠

قال الله] عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) نعرف عدوّنا من وليّنا» (١).

٥٦٣ / ١٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا تميم بن عبد الله القرشي رضى الله عنه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم (٢) ، قال : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة ، فسأله بعضهم ، فقال له : يابن رسول الله ، بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال : «بالنصّ والدليل».

قال له : فدلالة الإمام فيما هي؟ قال : «في العلم ، واستجابة الدعوة».

قال : فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال : «ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

قال : فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال عليه‌السلام له : «أما بلغك قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله؟». قال : بلى. قال : «فما من مؤمن إلّا وله فراسة ، ينظر بنور الله على قدر إيمانه ، ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع الله لأئمّة منّا ما فرقه في جميع المؤمنين ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) فأوّل المتوسّمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ أمير المؤمنين عليه‌السلام من بعده ، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين عليهم‌السلام إلى يوم

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٥٨ / ١٥.

(٢) أبو محمّد الحسن بن الجهم الشيباني. من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، قال بوثاقته أرباب التراجم ، وحكي عن أبي غالب قوله : كان ـ المترجم ـ من خواصّ سيّدنا أبي الحسن الرضا عليه‌السلام.

روى عن أبي الحسن وأبي الحسن الرضا عليهما‌السلام ، وعن أبي عليّ وابن بكير وحمّاد بن عثمان وغيرهم. وروى عنه ابن فضّال وعليّ بن أسباط والبرقي وغيرهم. له كتاب.

رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩ ؛ رجال الطوسي : ٣٤٧ / ١٠ ؛ فهرست الشيخ : ٤٧ / ١٥٢ ؛ الخلاصة : ٤٣ / ٣٠ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ٢٩٤ / ٢٧٥١.

٣٣١

القيامة» (١).

٥٦٤ / ١٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن يحيى المكتّب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق ، قال : حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه (٢) المعدّل بالرافقه (٣) ، قال : حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليمامي (٤) ، قال : سمعت محمّد بن حرب الهلالي ـ أمير المدينة ـ يقول : سألت جعفر بن محمّد عليه‌السلام فقلت له : يابن رسول الله ، في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها. فقال : «إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ، وإن شئت فسل».

قال : قلت له : يابن رسول الله ، وبأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ قال : «بالتوسّم والتفرّس ، أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ، وقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله؟!».

قال : فقلت له : يابن رسول الله ، فأخبرني بمسألتي. قال : «أردت أن تسألني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم لم يطق حمله عليّ عليه‌السلام عند حطّ الأصنام عن سطح الكعبة؟» الحديث (٥).

والأحاديث في ذلك كثيرة بهذا المعنى من أرادها وقف عليها من كتاب البرهان.

الإسم الخامس والعشرون وثلاثمأة : إنّه من المثاني ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٠٠ / ١.

(٢) في المصدر : قلبويه.

(٣) الرافقة : بلد متّصل البناء بالرّقّة ، وهما على ضفه الفرات ، والرافقة أيضا : من قرى البحرين. «معجم البلدان ٣ : ١٥».

(٤) في المصدر : اليماني.

(٥) علل الشرايع ١ : ١٧٣ / ١.

٣٣٢

آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)(١).

٥٦٥ / ١٦ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن سورة بن كليب (٢) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نحن المثاني التي أعطاها الله نبيّنا ، ونحن وجه الله ، نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، من عرفنا من عرفنا فأمامه اليقين ، ومن جهلنا فأمامه السّعير» (٣).

٥٦٦ / ١٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن سورة بن كليب ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «نحن المثاني (٤) التي اعطي نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٥).

٥٦٧ / ١٨ ـ وعنه : بإسناده عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «نحن المثاني التي اعطي نبيّنا ، ونحن وجه الله في الأرض نتقلّب بين أظهركم ، من عرفنا من عرفنا فأمامه اليقين ، ومن أنكرنا فأمامه السّعير» (٦).

٥٦٨ / ١٩ ـ وعنه : بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن ، عمّن ذكره ، رفعه ، قال :

__________________

(١) الحجر ١٥ : ٨٧.

(٢) سورة بن كليب الأسدي الكوفي. من أصحاب الإمامين : الباقر والصادق عليهما‌السلام ، ولم يصرّح أحد ممّن ذكره بوثاقته سوى رواية أوردها الكشّي استدلّ بها العلّامة وغيره على صحّة وحسن عقيدته في الإمامين.

روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وروى عنه جميل بن درّاج ويونس وأسباط.

رجال الطوسي : ١٢٥ / ١٣ و ٢١٦ / ٢١٨ ؛ رجال الكشّي : ٣٧٦ / ٧٠٦ ؛ الخلاصة : ٨٥ / ٤ ؛ معجم رجال الحديث ٨ : ٣٢١ / ٥٥٩٣.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٧٧.

(٤) قال الصدوق رحمه‌الله : نحن المثاني ، أي نحن الّذين قرننا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى القرآن ، وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر امّته بأن لا نفترق حتى نرد عليه حوضه.

(٥) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٤٩ / ٣٣.

(٦) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٤٩ / ٣٦.

٣٣٣

سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، قال : «إنّ ظاهرها الحمد ، وباطنها ولد الولد ، والسابع منها القائم عليه‌السلام» (١).

٥٦٩ / ٢٠ ـ وعنه : بإسناده قال حسّان العامري : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، قال : «ليس هكذا تنزيلها (٢) ، إنّما هي (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) نحن هم (وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ولد الولد» (٣).

٥٧٠ / ٢١ ـ وعنه : بإسناده عن القاسم بن عروة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، قال : «سبعة أئمّة والقائم» (٤).

٥٧١ / ٢٢ ـ وعنه : بإسناده عن سماعة ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، قال : «لم يعط الأنبياء إلّا محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم السبعة الأئمّة الذين يدور عليهم الفلك (٥) ، والقرآن العظيم : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٦).

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٠ / ٣٧.

(٢) أي ليس معناها ما ظننت.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٠ / ٣٨.

(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٠ / ٣٩.

(٥) احتمل المجلسي رحمه‌الله هذا الخبر من روايات الواقفية ، أو أن يكون المراد بالسابع السابع من الصادق عليه‌السلام.

(٦) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥١ / ٤١.

٣٣٤

سورة النحل

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم السادس والعشرون وثلاثمأة : إنّه من العلامات ، في قوله تعالى : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)(١).

٥٧٢ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي داود المسترق ، قال : حدّثنا داود الجصّاص ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) ، قال : «النجم : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والعلامات : الأئمّة عليهم‌السلام» (٢).

٥٧٣ / ٢ ـ عنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أسباط بن سالم ، قال : سأل الهيثم أبا عبد الله عليه‌السلام ـ وأنا عنده ـ عن قوله عزوجل : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ). فقال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجم ، والعلامات :

__________________

(١) النحل ١٦ : ١٦.

(٢) الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.

٣٣٥

الأئمّة عليهم‌السلام» (١).

٥٧٤ / ٣ ـ وعنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) ، قال : «نحن العلامات ، والنجم : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

٥٧٥ / ٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «النجم : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والعلامات : الأئمّة عليهم‌السلام» (٣).

٥٧٦ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) ، قال : «العلامات : الأوصياء ، والنجم : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٤).

٥٧٧ / ٦ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه‌الله ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، الحسن بن محبوب ، عن منصور بن برزخ (٥) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) ، قال : «النجم : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والعلامات : الأئمّة من بعده عليهم‌السلام» (٦).

وباقي الروايات بهذا المعنى في معنى الآية يؤخذ من كتاب البرهان.

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٠٨ / ٢.

(٢) الكافي ١ : ٢٠٨ / ٣.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٨٣.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٨٣.

(٥) في النسخة : نوح ، وفي المصدر : بزرج.

(٦) أمالي الطوسي : ١٦٣ / ٢٢.

٣٣٦

الإسم السابع والعشرون وثلاثمأة : إنّه عليّا عليه‌السلام مراد ، في قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)(١).

٥٧٨ / ٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزّل جبرئيل هذه الآية هكذا : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) في عليّ (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) يعنون بني إسرائيل» (٢).

٥٧٩ / ٨ ـ عنه : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) في عليّ (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : «سجع أهل الجاهليّة في جاهليّتهم ، فذلك قوله : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)» (٣).

٥٨٠ / ٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في قوله : (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) : «يعني أنّهم لا يؤمنون بالرّجعة أنّها حقّ (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) يعني أنّها كافرة (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) يعني أنّهم عن ولاية عليّ عليه‌السلام مستكبرون (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) عن ولاية عليّ عليه‌السلام».

وقال : «نزلت هذه الآية هكذا : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) في عليّ (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ»)(٤).

الإسم الثامن والعشرون وثلاثمأة : إنّه من الذين أوتوا العلم ، في قوله تعالى :

__________________

(١) النحل ١٦ : ٢٤.

(٢) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٧ / ١٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٢٩ / ٤٥٦.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٧ / ١٨.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٨٣.

٣٣٧

(قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ)(١).

٥٨١ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قال أوتو العلم : الأئمّة : عليهم‌السلام يقولون لأعدائهم : أين شركاؤكم ، ومن أطعتموهم في الدنيا؟ (٢).

وباقي تفسير الآية يؤخذ من كتاب البرهان.

الإسم التاسع والعشرون وثلاثمأة : أنّه من أهل الذكر ، في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٣).

٥٨٢ / ١١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن المعلّى ، عن الوشّاء ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الذّكر أنا ، والأئمّة عليهم‌السلام أهل الذّكر».

وقوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ)(٤) قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نحن قومه ، ونحن المسؤولون» (٥).

٥٨٣ / ١٢ ـ عنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن أورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)؟ قال : «الذكر : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن أهله المسؤولون».

__________________

(١) النحل ١٦ : ٢٧.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٨٤.

(٣) النحل ١٦ : ٤٣.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٤٤.

(٥) الكافي ١ : ٢١٠ / ١.

٣٣٨

قال : قلت : قوله : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ)(١)؟ قال : «إيّانا عنى ، ونحن أهل الذكر ، ونحن المسؤولون» (٢).

٥٨٤ / ١٣ ـ وعنه : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ؟) فقال : نحن أهل الذكر ، ونحن المسؤولون».

قلت : فأنتم المسؤولون ، ونحن السائلون؟ قال : «نعم». قلت : حقّا علينا أن نسألكم؟ قال : «نعم». قلت : حقّا عليكم أن تجيبونا؟ قال : «لا ، ذلك إلينا ، إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل ، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣)» (٤).

٥٨٥ / ١٤ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، [عن محمّد بن إسماعيل] ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت ، فقال : جعلني الله فداك ، اخترت لك سبعين مسألة ، ما يحضرني منها مسألة واحدة. قال : «ولا واحدة يا ورد؟» قال : بلى ، قد حضرني منها واحدة. قال : «وما هي؟».

قال : قول الله تبارك وتعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من هم؟ قال : «نحن أهل الذكر ، ونحن مسؤولون».

قلت : فأنتم المسؤولون ، ونحن السائلون (٥)؟ قال : «نعم». قلت : علينا (٦)

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٤٤.

(٢) الكافي ١ : ٢١٠ / ٢.

(٣) سورة ص ٣٨ : ٣٩.

(٤) الكافي ١ : ٢١٠ / ٣.

(٥) (نحن أهل الذكر ... ونحن السائلون) لم يرد في المصدر.

(٦) في المصدر : من هم؟ قال : نحن. قلت : علينا.

٣٣٩

أن نسألكم؟ قال : «نعم». قلت : عليكم أن تجيبونا؟ قال : «ذاك إلينا» (١).

ورواه محمّد بن الحسن الصفّار في (بصائر الدرجات) : عن محمّد بن الحسين ، وساق الحديث بالسند والمتن بتغيير يسير في المتن (٢).

٥٨٦ / ١٥ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين (٣) ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : إنّ من عندنا يزعمون أنّ قول الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أنّهم اليهود والنصارى ، قال : «إذن يدعونكم إلى دينهم»! ثمّ قال بيده إلى صدره : «نحن أهل الذكر ، ونحن المسؤولون» (٤).

ورواه محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن سليمان الرازي ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام وذكر الحديث بعينه (٥).

والروايات في هذه الآية بهذا المعنى كثيرة من أراد الوقوف عليها فعليه

__________________

(١) الكافي ١ : ٢١١ / ٦.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٨ / ١.

(٣) العلاء بن رزين القلاء الثقفي الكوفي مولى. جليل القدر في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، وكان وجها فيهم ، وقد صرّح بوثاقته كلّ من النجاشي والشيخ والعلّامة ، ونقل النجاشي والعلّامة عن ابن عبدة قوله : كان يقلي السويق ، وقالا : صحب محمّد بن مسلم وتفقّه عليه.

روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وعن ابن أبي يعفور وابن سنان وسدير الصيرفي وغيرهم ، وروى عنه ابن أبي نجران وابن فضّال وابن محبوب وغيرهم.

رجال النجاشي : ٢٩٨ / ٨١١ ؛ رجال الطوسي : ٢٤٥ / ٣٥٥ ؛ فهرست الشيخ : ١١٢ / ٤٨٨ ؛ الخلاصة : ١٢٣ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ١١ : ١٦٧ / ٧٧٦٣.

(٤) الكافي ١ : ٢١١ / ٧.

(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٢٤ / ٣.

٣٤٠