اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

الإمام](١).

قلت : سيأتي إن شاء الله تعالى في سورة الرحمن الحديث في ذلك مسندا ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وانه عليه‌السلام الميزان عدة آيات ، منها تقدم ومنها يأتي.

الإسم الأربعون وسبعمائة : انّه الكلمة ، في قوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)(٢).

١٠٨٣ / ١٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : الكلمة : الإمام ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٣) [يعني الإمامة] ، ثمّ قال :

(وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) يعني الذين ظلموا هذه الكلمة (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ثمّ قال :

(وَتَرَى الظَّالِمِينَ) لآل محمّد حقّهم ، (مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا) ، قال : خائفون ممّا ارتكبوا [وعملوا](وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ) أي ما يخافونه (٤).

الإسم الحادي والأربعون وسبعمائة : انّه من القربى ، في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(٥).

١٠٨٤ / ١٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن المثنّى ، عن زرارة ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال : «هم الأئمّة عليهم‌السلام» (٦).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٤.

(٢) الشورى ٤٢ : ٢١.

(٣) الزخرف ٤٣ : ٢٨.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٤.

(٥) الشورى ٤٢ : ٢٣.

(٦) الكافي ١ : ٤١٣ / ٧.

٦٠١

١٠٨٥ / ١٤ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن إسماعيل بن عبد الخالق ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لأبي جعفر الأحول ، وأنا أسمع : «أتيت البصرة؟» فقال : نعم. قال : «كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ، ودخولهم فيه؟» فقال : والله إنّهم لقليل ، وقد فعلوا ، وإنّ ذلك لقليل. فقال : «عليك بالأحداث ، فإنّهم أسرع إلى كلّ خير».

ثمّ قال : «ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى؟») قلت : جعلت فداك ، إنّهم يقولون : إنّها لأقارب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال : «كذبوا ، إنّما نزلت فينا خاصّة ، في أهل البيت ، في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، أصحاب الكساء عليهم‌السلام» (١).

١٠٨٦ / ١٥ ـ ورواه عبد الله بن جعفر الحميري ، في (قرب الإسناد) : عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن إسماعيل بن عبد الخالق ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام للأحول : «أتيت البصرة؟». وذكر مثله إلّا لفظة خاصّة (٢).

١٠٨٧ / ١٦ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، في (المحاسن) : عن الحسن بن عليّ الخزّاز ، عن مثنّى الحنّاط ، عن عبد الله بن عجلان (٣) ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي

__________________

(١) الكافي ٨ : ٩٣ / ٦٦.

(٢) قرب الإسناد : ١٢٨ / ٤٥٠.

(٣) عبد الله بن عجلان السكوني. من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام ، وخواصّ أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وقد وردت في مدحه روايات وبعضها يؤيّد عدّه من خواصّ الإمام.

روى عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وروى عنه أبان وزرارة والمثنى الحناط وجماعة.

رجال الطوسي : ١٢٧ / ١٠ و ٢٦٥ / ٦٩٢ ؛ رجال الكشّي : ٢٤٢ / ٤٤٣ ؛ مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٢٨١ ؛ الخلاصة : ١٠٨ / ٢٨ ؛ معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٥١ / ٢٩٨٦.

٦٠٢

الْقُرْبى) ، قال : «هم الأئمّة الذين لا يأكلون الصّدقة ولا تحلّ لهم» (١).

١٠٨٨ / ١٧ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه أحمد بن حنبل في (مسنده) ، قال : وفيما كتب إلينا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، يذكر أنّ حارث (٢) بن الحسن الطّحّان حدّثه قال : حدّثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه ، قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : «عليّ وفاطمة وابناهما عليهم‌السلام» (٣).

والروايات في هذه الآية كثيرة من طرق الخاصّة والعامّة ذكرنا كثيرا منها في كتاب البرهان من الطريقين.

[الإسم] الثاني والأربعون وسبعمائة : انّه العذاب في الآية.

١٠٨٩ / ١٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ الصيرفيّ ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قرأ : («وَتَرَى الظَّالِمِينَ) آل محمّد حقّهم (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) وعليّ هو العذاب (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) [يعني أنّه سبب العذاب ، لأنّه قسيم الجنّة والنار»](٤).

١٠٩٠ / ١٩ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، قال : قوله تعالى : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ) لآل محمّد حقّهم (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) أي إلى

__________________

(١) المحاسن ١ : ٢٤١ / ٤٨.

(٢) في المصدر : حرب.

(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ : ٦٦٩ / ١١٤١ ؛ العمدة : ٤٧ / ٣٤.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٠ / ١٩.

٦٠٣

الدنيا (١).

١٠٩١ / ٢٠ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم أيضا : [«قوله تعالى :](وَتَرَى الظَّالِمِينَ) لآل محمّد حقّهم (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) وعليّ عليه‌السلام هو العذاب في هذا الوجه (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) فنوالي عليّا عليه‌السلام (وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) لعليّ (يَنْظُرُونَ) إلى عليّ (مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني آل محمّد وشيعتهم (إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ) لآل محمّد حقّهم (فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) ، قال : والله يعني النصّاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين وذرّيته عليهم‌السلام والمكذّبين (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ)» (٢).

الإسم الرابع والأربعون وسبعمائة : انّه من الذين آمنوا في الآية.

[الإسم] الخامس والأربعون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ).

الإسم السادس والأربعون وسبعمائة : انّه من عباد الله تعالى المسددين بالروح ، في قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) الآية.

[الإسم] السابع والأربعون وسبعمائة : إنّه أيضا نور ، في قوله تعالى : (وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا).

[الإسم] الثامن والأربعون وسبعمائة : إنّه ، في قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).

[الإسم] التاسع والأربعون وسبعمائة : صراط الله.

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٧.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٨.

٦٠٤

[الإسم] الخمسون وسبعمائة : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(١).

١٠٩٢ / ٢١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي الصّبّاح الكنانيّ ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) ، قال : «خلق من خلق الله عزوجل ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة من بعده» (٢).

ورواه سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي الصّبّاح الكناني ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) ، وساق الحديث بعينه (٣).

١٠٩٣ / ٢٢ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، عن أسباط بن سالم ، قال : سأله رجل من أهل هيت وأنا حاضر ، عن قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) ، فقال : «منذ أنزل الله عزوجل ذلك الروح على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما صعد [إلى] السّماء ، وإنّه لفينا» (٤).

١٠٩٤ / ٢٣ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سألت

__________________

(١) الشورى ٤٢ : ٥٣.

(٢) الكافي ١ : ٢٧٣ / ١.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٢.

(٤) الكافي ١ : ٢٧٣ / ٢.

٦٠٥

أبا عبد الله عليه‌السلام عن العلم ، هو شيء (١) يتعلّمه العالم من أفواه الرجال ، أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه؟ قال : «الأمر أعظم من ذلك وأوجب ، أما سمعت قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ)».

ثمّ قال : «أيّ شيء يقول أصحابك في هذه الآية؟ أيقرّون أنّه كان في حال ما يدري ما الكتاب ولا الإيمان»؟ فقلت : لا أدري ـ جعلت فداك ـ ما يقولون. فقال :

«بلى ، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتّى بعث الله عزوجل الرّوح الّتي ذكر في الكتاب ، فلمّا أوحاها إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الرّوح الّتي يعطيها الله عزوجل من شاء ، فإذا أعطاها عبدا علّمه الفهم» (٢).

ورواه سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) : عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن ابن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : عن العلم ، وساق الحديث بعينه بتغيير يسير (٣).

١٠٩٥ / ٢٤ ـ وعنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن يزيد (٤) ، عن أبي عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال تعالى في نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، يقول : تدعو» (٥).

١٠٩٦ / ٢٥ ـ سعد بن عبد الله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن

__________________

(١) في المصدر : أهو علم.

(٢) الكافي ١ : ٣٧٣ / ٥.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٣.

(٤) في المصدر : بريد.

(٥) الكافي ٥ : ١٣ / ١.

٦٠٦

محبوب ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) ، قال : «لقد أنزل الله عزوجل ذلك الرّوح على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما صعد إلى السّماء منذ أنزل ، وإنّه لفينا» (١).

١٠٩٧ / ٢٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، وأبي الصّبّاح الكناني ، قالا : قلنا لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلنا الله فداك ، قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، قال : «يا أبا محمّد ، الرّوح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة عليهم‌السلام يخبرهم ويسدّدهم» (٢).

١٠٩٨ / ٢٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن عليّ بن هلال ، عن الحسن بن وهب العبسيّ ، عن جابر الجعفيّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) ، قال : «ذاك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

١٠٩٩ / ٢٨ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن عبد الله بن عامر ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قوله تعالى : (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، إنّك لتأمر بولاية

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٠ / ٢١.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٥١ / ٢٢.

٦٠٧

عليّ عليه‌السلام وتدعو إليها ، وهو الصراط المستقيم» (١).

١١٠٠ / ٢٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) : «يعني عليّا عليه‌السلام ، وعليّ هو النور ، فقال : (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) يعني عليّا عليه‌السلام ، هدى به من هدى من خلقه.

وقال لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني إنّك لتأمر بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتدعوا إليها ، وعليّ هو الصّراط المستقيم (صِراطِ اللهِ) يعني عليّا عليه‌السلام (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) يعني عليّا عليه‌السلام أن جعله خازنه على ما في السماوات وما في الأرض (٢) ، وأئتمنه عليه (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)» (٣).

١١٠١ / ٣٠ ـ البرسي : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة له قال : «أنا خازن السماوات والأرض بأمر ربّ العالمين» (٤).

والخطبة طويلة تقدّمت في قوله تعالى : (الم ذلِكَ الْكِتابُ) من سورة البقرة.

١١٠٢ / ٣١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا سعد بن محمّد ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن عبد الله بن الهيثم ، عن الصّلت بن الحرّ ، قال : كنت جالسا مع زيد بن عليّ عليه‌السلام ، فقرأ : (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [قال :] هدى الناس وربّ الكعبة إلى عليّ عليه‌السلام ، ضلّ عنه من ضلّ ، واهتدى من اهتدى (٥).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٧ / ٥.

(٢) في المصدر زيادة : من شيء.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٩.

(٤) مشارق أنوار اليقين : ٣٢٠.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٠.

٦٠٨

سورة الزخرف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الحادي والخمسون وسبعمائة : إنّه في أمّ الكتاب ، في قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(١).

الإسم الثاني والخمسون وسبعمائة : (لَعَلِيٌ).

و [الإسم] الثالث والخمسون وسبعمائة : (حَكِيمٌ).

١١٠٣ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام مكتوب في الفاتحة (٢) ، في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٣) ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «هو أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٤).

١١٠٤ / ٢ ـ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ،

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٤.

(٢) في المصدر : الحمد.

(٣) الفاتحة ١ : ٦.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٠.

٦٠٩

في قوله تعالى : (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(١) ، قال : «هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومعرفته ، والدّليل على أنّه أمير المؤمنين عليه‌السلام قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)» (٢).

١١٠٥ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن محمّد بن عليّ بن جعفر ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام وهو يقول : «قال أبي عليه‌السلام ، وقد تلا هذه الآية : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) ، قال : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

١١٠٦ / ٤ ـ وروي عنه أنّه عليه‌السلام سئل : أين ذكر عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في أمّ الكتاب؟ فقال «في قوله سبحانه وتعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٤) وهو عليّ عليه‌السلام» (٥).

١١٠٧ / ٥ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد النوفليّ ، عن محمّد بن حمّاد الشاشيّ ، عن الحسين بن أسد الطفاويّ ، عن عليّ بن إسماعيل الميثميّ ، عن عبّاس الصائغ ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خبرجنا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حتّى انتهينا إلى صعصعة بن صوحان رحمه‌الله ، فإذا هو على فراشه ، فلمّا رأى عليّا عليه‌السلام خفّ له ، فقال له صلوات الله عليه : «لا تتّخذنّ زيارتنا فخرا على قومك». قال : لا يا أمير المؤمنين ، ولكن ذخرا وأجرا ، فقال له : «والله ما كنت علمتك إلّا خفيف المؤنة ، كثير المعونة». فقال صعصعة : وأنت والله ـ يا أمير

__________________

(١) الفاتحة ١ : ٦.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٢٨.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٢ / ٢.

(٤) الفاتحة ١ : ٦.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٢ / ٣.

٦١٠

المؤمنين ـ ما علمتك إلّا أنّك بالله لعليم ، وأنّ الله في عينك لعظيم ، وأنّك في كتاب الله لعليّ حكيم ، وأنّك بالمؤمنين لرؤوف رحيم (١).

١١٠٨ / ٦ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عليّ بن معبد ، عن واصل بن سليمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل ، جاء أمير المؤمنين عليه‌السلام حتّى جلس عند رأسه ، فقال : رحمك الله يا زيد ، قد كنت خفيف المؤنة ، عظيم المعونة. فرفع زيد رأسه إليه ، فقال : وأنت جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ، فو الله ما علمتك إلّا بالله عليما ، وفي أمّ الكتاب عليّا حكيما ، وأنّ الله في صدرك عظيم» (٢).

١١٠٩ / ٧ ـ الشيخ في (التهذيب) : عن الحسين بن الحسن الحسني (٣) ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين العبدي ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام وذكر فضل يوم الغدير والدعاء فيه ، إلى أن قال في الدعاء : «فاشهد يا إلهي أنّه الإمام الهادي المرشد الرّشيد ، عليّ أمير المؤمنين ، الذي ذكرته في كتابك ، فقلت : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)» (٤).

١١١٠ / ٨ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلميّ : بإسناده ، عن رجاله إلى حمّاد السنديّ (٥) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وقد سأله سائل عن قول الله عزوجل : (وَإِنَّهُ فِي

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٢ / ٤.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٣ / ٥.

(٣) في المصدر : الحسيني.

(٤) تهذيب الأحكام ٣ : ١٤٣ / ٣١٧.

(٥) لعلّه حمّاد السمندري ، انظر معجم رجال الحديث ٦ : ٢٤٣.

٦١١

أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) ، قال : «هو أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١).

١١١١ / ٩ ـ البرسيّ : بالإسناد ، يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار : أنّهم أوضحوا ما وجدوا ، وبأن لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فله ثلاث مائة اسم في القرآن ، منها : ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود ، قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(٢).

١١١٢ / ١٠ ـ ابن شهر آشوب : قال أبو جعفر الهارونيّ ، في قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) : وأمّ الكتاب الفاتحة ، يعني أنّ فيها ذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

الإسم الرابع والخمسون وسبعمائة : إنّه من الكلمة ، في قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٤).

١١١٣ / ١١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد الجعفيّ ، عن محمّد (٥) بن القاسم الأكفانيّ ، عن عليّ بن محمّد بن مروان ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، قال : خرج علينا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ونحن في المسجد فاحتوشناه ، فقال : «سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن القرآن ، فإنّ في القرآن علم الأوّلين والآخرين ، لم يدع لقائل مقالا ، ولا يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم ، وليسوا بواحد ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان واحدا منهم ، علّمه الله سبحانه إيّاه ، وعلّمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ لا يزال في عقبه إلى يوم القيامة ، ثمّ قرأ :

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٢ / ١.

(٢) ... الفضائل لابن شاذان : ١٧٤.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٣.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٢٨.

(٥) في المصدر : أحمد.

٦١٢

(وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ)(١) ، فأنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة ، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة» ثمّ قرأ : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ثمّ قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقب إبراهيم عليه‌السلام ، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم ، وعقب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

١١١٤ / ١٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله (٣) الجوهري ، قال : حدّثنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد بن مكرّم ، قال : حدّثنا الطيالسي أبو الوليد ، عن أبي الزياد عبد الله بن ذكوان ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عزوجل ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضّلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكركم في أهل بيتي». ثلاث مرّات ، فقلت لأبي هريرة : فمن أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا ، أهل بيته أصله وعصبته ، وهم الأئمّة الاثنا عشر ، الذين ذكرهم الله في قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٤).

١١١٥ / ١٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم (٥) الكليني ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا القاسم بن العلاء ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّ القزويني ، قال : حدّثني عليّ بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن محمّد بن قيس ، عن ثابت الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنّه قال : «فينا نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٤٨.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٥ / ١٠.

(٣) في المصدر : عبيد الله.

(٤) كفاية الأثر : ٨٧ ، ولم أجدها في كتب الشيخ الصدوق رحمه‌الله الموجودة.

(٥) في المصدر : عصام.

٦١٣

اللهِ)(١) ، وفينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ، والإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة. وإنّ للغائب منّا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى ، أمّا الأولى فستّة أيام ، أو ستّة أشهر ، أو ستّ سنين ، وأمّا الأخرى فيطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه ، وصحّت معرفته ، ولم يجد في نفسه حرجا ممّا قضيت ، وسلّم لنا أهل البيت» (٢).

١١١٦ / ١٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، في معنى الآية : ثمّ ذكر الأئمّة عليهم‌السلام ، فقال : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ، يعني فإنّهم يرجعون ، أي الأئمة عليهم‌السلام إلى الدنيا (٣).

والروايات انها نزلت في الحسين عليه‌السلام كثيرة ذكرت في كتاب البرهان ولا منافاة في ذلك.

الإسم الخامس والخمسون وسبعمائة : في قوله تعالى : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

الإسم السادس والخمسون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ)(٤).

١١١٧ / ١٥ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أسلم ، عن أيّوب البزّاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمّد حقّهم ، أنّكم في العذاب مشتركون» (٥).

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٦.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ٣٢٣ / ٨.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٣.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٣٩.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٥٧ / ١٣.

٦١٤

[الإسم] السابع والخمسون وسبعمائة : إنّه مراد ، في قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(١).

١١١٨ / ١٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن عليّ بن هلال ، عن محمّد بن الربيع ، قال : قرأت على يوسف الأزرق حتّى انتهيت في الزخرف [إلى قوله تعالى :](فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) ، قال : يا محمّد ، أمسك ؛ فأمسكت ، فقال يوسف : قرأت على الأعمش ، فلمّا انتهيت إلى هذه الآية قال : يا يوسف ، أتدري فيمن نزلت؟ قلت : الله أعلم. قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ) بعليّ (مُنْتَقِمُونَ) محيت والله من القرآن ، واختلست والله من القرآن (٢).

١١١٩ / ١٧ ـ الشيخ في (أماليه) : بإسناده ، عن محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : إنّي لأدناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّة الوداع بمنى ، فقال : «لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة الّتي تضاربكم». ثمّ التفت إلى خلفه [فقال] : «أو عليّ أو عليّ أو عليّ» ثلاثا ، فرأينا أنّ جبرئيل عليه‌السلام غمزه ، وأنزل الله عزوجل : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعليّ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ)(٣) ، ثمّ نزلت : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ* رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ* ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)(٤) ، ثمّ نزلت : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من أمر عليّ بن

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٤١.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٠ / ٢٠.

(٣) الزخرف ٤٣ : ٤٢.

(٤) المؤمنون ٢٣ : ٩٣ ـ ٩٦.

٦١٥

أبي طالب (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١) وإنّ عليّا لعلم للساعة لك ولقومك ولسوف تسألون عن محبّة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

١١٢٠ / ١٨ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لألفينّكم ترجعون بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم» ، ثمّ التفت إلى خلفه فقال : «أو عليّ أو عليّ أو عليّ» ثلاث مرّات ، فرأينا أن جبرئيل غمزه ، فأنزل الله عزوجل على إثر ذلك : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ)(٣) بعليّ (٤) ، ثمّ نزلت : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٥) ، ثمّ نزلت : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإنّ عليّا لعلم للساعة (لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

الإسم الثامن والخمسون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ).

الإسم التاسع والخمسون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) كما في هذا الحديث.

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٤٣.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٦٣ / ١١.

(٣) الزخرف ٤٣ : ٤١ ، ٤٢.

(٤) (بعليّ) ليست بالمصدر.

(٥) المؤمنون ٢٣ : ٩٣ ، ٩٤.

(٦) مناقب ابن المغازلي : ٢٧٤ / ٣٢١.

٦١٦

[الإسم] الستون وسبعمائة : انّه من المسؤولين.

١١٢١ / ١٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ؟) فقال : «الذكر : القرآن ، ونحن قومه ، ونحن مسؤولون» (١).

١١٢٢ / ٢٠ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٢). قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الذّكر أنا ، والأئمّة أهل الذّكر».

وقوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نحن قومه ، ونحن المسؤولون» (٣).

١١٢٣ / ٢١ ـ عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن أورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٤) ، قال : «الذّكر : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن أهله المسؤولون».

قال : قلت : قوله تعالى : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ؟) قال : «إيّانا عني ، [ونحن أهل الذكر] ، ونحن المسؤولون» (٥).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٨٦.

(٢) النحل ١٦ : ٤٣.

(٣) الكافي ١ : ٢١٠ / ١.

(٤) النحل ١٦ : ٤٣.

(٥) الكافي ١ : ٢١٠ / ٢.

٦١٧

١١٢٤ / ٢٢ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) : «فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذّكر ، وأهل بيته عليهم‌السلام المسؤولون ، وهم أهل الذّكر» (١).

١١٢٥ / ٢٣ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن ربعيّ ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال : «الذّكر : القرآن ، ونحن قومه ، ونحن المسؤولون» (٢).

ورواه محمّد بن الحسن الصفّار : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مثله (٣).

١١٢٦ / ٢٤ ـ عنه : عن محمّد بن الحسن ؛ وغيره ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن يحيى ، ومحمّد بن الحسين جميعا ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال جلّ ذكره : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٤) ، قال : الكتاب : الذكر ، وأهله آل محمّد عليهم‌السلام ، وأمر الله عزوجل بسؤالهم ، ولم يأمر بسؤال الجهّال ، وسمّى الله عزوجل القرآن ذكرا ، فقال تبارك وتعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(٥) ،

__________________

(١) الكافي ١ : ٢١١ / ٤.

(٢) الكافي ١ : ٢١١ / ٥.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٧ / ١.

(٤) النحل ١٦ : ٤٣.

(٥) النحل ١٦ : ٤٤.

٦١٨

وقال عزوجل : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ»)(١).

١١٢٧ / ٢٥ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذّكر ، وأهل بيته أهل الذّكر ، وهم المسؤولون» (٢).

١١٢٨ / ٢٦ ـ عنه : عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال : «إنّما عنانا بها ، نحن أهل الذّكر ، ونحن المسؤولون» (٣).

١١٢٩ / ٢٧ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن حسين بن الحكم ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : «قوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) فنحن قومه ، ونحن المسؤولون» (٤).

١١٣٠ / ٢٨ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الرحمن ابن سلّام ، عن أحمد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال : «إيّانا عنى ، ونحن أهل الذّكر ، ونحن المسؤولون» (٥).

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٩٥ / ٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٧ / ٥.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٨ / ٨.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٥٦١ / ٢٣.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٦١ / ٢٤.

٦١٩

١١٣١ / ٢٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذّكر ، وأهل بيته عليهم‌السلام أهل الذّكر ، وهم المسؤولون ، أمر الله الناس يسألونهم ، فهم ولاة الناس وأولادهم ، فليس يحلّ لأحد من الناس أن يأخذ هذا الحقّ الّذي افترضه الله لهم» (١).

١١٣٢ / ٣٠ ـ وعنه ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يوسف ، عن صفوان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : قوله عزوجل : (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، ، من هم؟ قال : «نحن هم» (٢).

١١٣٣ / ٣١ ـ وروي محمّد بن خالد البرقي : عن الحسين بن يوسف (٣) ، عن أبيه ، عن ابني القاسم (٤) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال : «قوله : (وَلِقَوْمِكَ) يعني عليّا أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن ولايته» (٥).

الإسم الحادي والستون وسبعمائة : انّه من الآية ، التي في قوله تعالى : (ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها)(٦).

١١٣٤ / ٣٢ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، في (كامل الزيارات) ، قال :

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٦١ / ٢٥.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٦١ / ٢٦.

(٣) في المصدر : سيف.

(٤) في المصدر زيادة : عن عبد الله.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٢ / ٢٧.

(٦) الزخرف ٤٣ : ٤٨.

٦٢٠