اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

ثمّ قال : «إنّ بني أميّة ليختبئ الرجل منهم إلى جنب شجرة ، فتقول : خلفي رجل من بني أميّة ، فاقتلوه» (١).

ورواه المعاصر السيّد في (كتاب الرجعة) : بالإسناد عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ) وساق الحديث إلى آخره (٢).

وباقى الروايات في الآية مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الحادي والخمسون وخمسمأة : انّه من الصالحين.

[الإسم] الثاني والخمسون وخمسمأة : انّه لسان صدق في الآخرين ، في قوله تعالى : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)(٣).

٨٢٣ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه ، قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العبّاسي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ الفزاريّ ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد بن زياد الأزديّ ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) ، وذكر الحديث فيما ابتلاه به ربّه ، إلى أن قال : «والتوكّل ، بيان ذلك في قوله : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٨٦ / ٣.

(٢) الرجعة : ٥٢ «مخطوط» ، للسيّد محمّد مؤمن الحسيني الأسترآبادي.

(٣) الشعراء ٢٦ : ٨٣ ـ ٨٤.

٤٦١

يَوْمَ الدِّينِ).

ثمّ الحكم ، والانتماء إلى الصالحين ، في قوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) يعني بالصّالحين : الذين لا يحكمون إلّا بحكم الله عزوجل ، ولا يحكمون بالآراء والمقاييس ، حتّى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق ، وبيان ذلك في قوله : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أراد في هذه الامّة الفاضلة ، فأجابه الله ، وجعل له ولغيره من أنبياء : (لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وذلك قوله : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)» (١).

والحديث طويل مذكور بطوله في قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) من كتاب البرهان.

٨٢٤ / ٣ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في حديث غيبة إبراهيم ، إلى أن قال : «ثمّ غاب عليه‌السلام الغيبة الثانية ، وذلك حين نفاه الطاغوت عن بلده (٢) ، فقال : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا)(٣). قال الله تقدّس ذكره : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا* وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)(٤) يعني به عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، لأنّ إبراهيم عليه‌السلام قد كان دعا الله عزوجل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق

__________________

(١) معاني الأخبار : ١٢٦ / ١.

(٢) في المصدر : عن حصر.

(٣) مريم ١٩ : ٤٨.

(٤) مريم ١٩ : ٤٩ و ٥٠.

٤٦٢

ويعقوب لسان صدق عليّا ، فأخبر عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّ القائم عليه‌السلام هو الحادي عشر من ولده ، وأنّه المهديّ الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما ، وأنّه تكون له غيبة ، وحيرة ، يضلّ فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون ، وأنّ هذا كائن كما أنّه مخلوق» (١).

٨٢٥ / ٤ ـ ومن طريق المخالفين : قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال : «هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عرضت ولايته على إبراهيم عليه‌السلام ، فقال : اللهمّ اجعله من ذرّيّتي ، ففعل الله ذلك» (٢).

٨٢٦ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) ، قال : هو أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

الإسم الثالث والخمسون وخمسمأة : انّه من الشافعين ، في قوله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)(٤).

٨٢٧ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن محمّد بن الحسين الخثعميّ ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن عبد الله بن يزيد (٥) ، عن الحسن بن محمّد بن أبي عاصم ، عن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا ، وذلك أنّ الله سبحانه يفضّلنا ، ويفضّل شيعتنا ، حتّى أنّا لنشفع ويشفعون ، فإذا رأى ذلك من ليس منهم ، قالوا : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ

__________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ١٣٩ / ٧.

(٢) كشف الغمّة ١ : ٣٢٠.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٢٣.

(٤) الشعراء ٢٦ : ١٠٠ ـ ١٠١.

(٥) في النسخة : زيد ، وفي المصدر : زيدان.

٤٦٣

حَمِيمٍ)» (١).

٨٢٨ / ٧ ـ [وعنه :] عن البرقي ، عن ابن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن سليمان بن خالد ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه‌السلام : فقرأ : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) ، وقال : «والله لنشفعنّ ـ ثلاثا ـ ولتشفعنّ شيعتنا ـ ثلاثا ـ حتّى يقول عدوّنا : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)» (٢).

٨٢٩ / ٨ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ : عن عمر بن عبد العزيز ، عن مفضّل ، أو غيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) ، قال : «الشافعون : الأئمّة ، والصديق من المؤمنين» (٣).

٨٣٠ / ٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما‌السلام ، أنّهما قالا : «والله ، لنشفعنّ في المذنبين من شيعتنا ، حتّى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ* فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ قال ـ من المهتدين ـ قال ـ لأنّ الإيمان قد لزمهم بالإقرار» (٤).

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٣٨٩ / ٩ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٤١ / ٥٧٨.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٩٠ / ١١.

(٣) المحاسن ١ : ٢٩٣ / ١٨٩.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٢٣.

٤٦٤

٨٣١ / ١٠ ـ أبو عليّ الطبرسي : بالإسناد عن حمران بن أعين (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «والله لنشفعنّ لشيعتنا ، ثلاث مرّات حتّى يقول الناس : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»)(٢).

الإسم الرابع والخمسون وخمسمأة : انّه من العشيرة ، في قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(٣).

[الإسم] الخامس والخمسون وخمسمأة : انّه مراد في الآية : «ورهطك المخلصين».

__________________

(١) أبو الحسن حمران بن أعين الشيباني الكوفي. جليل القدر في أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وشهد له الإمام الكاظم عليه‌السلام بأنّه كان من حواريهما ، وشهد له الباقر عليه‌السلام أيضا بأنّه من شيعتهم في الدنيا والآخرة ومن المؤمنين حقّا ، ولمّا جرى ذكره عند الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «مات والله مؤمنا» وشهد له أيضا بالإيمان وعدم الارتداد في حياته.

عدّه الشيخ في الممدوحين من وكلاء الأئمّة عليهم‌السلام ، وعبّر عنه العلّامة بتابعي مشكور ، ونقل عن العقيقي وصفه له بعارف ، ووصفه ابن النديم بالنحوي ، وقيل : كان أيضا عالما بالحديث واللغة والقرآن ، وكان يتقنه ، وقد تتلمذ عليه حمزة ـ أحد القرّاء ـ وكان أيضا يحسن الحوار في الكلام ، وقد حاور رجلا شاميّا فأفحمه وتغلّب عليه.

ذكره بعض العامّة ، ونقلوا عن ابن حبّان عدّه في الثقات ، وعن النسائي عدم توثيقه ، وعن ابن معين تضعيفه ، ولعلّ ذلك لرافضيته ، كما صرّح أبو داود منهم.

روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وعن زرارة ، وروى عنه أبو اسامة وأبو خالد القماط وأبو ولّاد وغيرهم.

فهرست ابن النديم : ٢٧٦ ؛ رجال الطوسي : ١١٧ / ٤١ و ١٨١ / ٢٧٤ ؛ الغيبة للطوسي : ٢٠٩ ؛ الخلاصة : ٥٩ / ٢ و ٦٣ / ٥ ؛ ميزان الاعتدال ١ : ٦٠٤ / ٢٢٩٢ ؛ تهذيب التهذيب ٣ : ٢٥ / ٣٢ ؛ أعيان الشيعة ٦ : ٢٣٤ ؛ معجم رجال الحديث ٦ : ٢٢٥ / ٤٠١٧.

(٢) مجمع البيان ٧ : ٣٠٥.

(٣) الشعراء ٢٦ : ٢١٤.

٤٦٥

٨٣٢ / ١١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد الله بن يزيد (١) ، عن إسماعيل بن إسحاق الراشديّ ، وعليّ بن محمّد بن خالد (٢) الدهّان ، عن الحسن بن عليّ بن عفّان ، قال : حدّثنا أبو زكريّا يحيى بن هاشم الشمساوي (٣) ، عن محمّد بن عبد الله بن عليّ بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جمع بني عبد المطّلب في الشّعب ، وهم يومئذ ولد عبد المطّلب لصلبه ، وأولاده (٤) ، أربعون رجلا. فصنع لهم رجل شاة ، ثمّ ثرد لهم ثردة ، وصبّ عليها ذلك المرق واللحم ، ثمّ قدّمها إليهم ، فأكلوا منها حتّى تضلّعوا (٥) ، ثمّ سقاهم عسّا واحدا [من لبن] ، فشربوا كلّهم من ذلك العسّ ، حتّى رووا منه. فقال أبو لهب : والله إنّ منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة (٦) وما يصلحها ، ولا تكاد تشبعه ، ويشرب الظرف (٧) من النبيذ ، فما يرويه ، وإنّ ابن أبي كبشة دعانا ، فجمعنا على رجل شاة ، وعسّ من شراب ، فشبعنا وروينا منها ، وإنّ هذا لهو السحر المبين.

قال : ثمّ دعاهم ، فقال لهم : «إنّ الله عزوجل قد أمرني أن أنذر عشيرتك (٨)

__________________

(١) في المصدر : زيدان بن يزيد.

(٢) في المصدر : مخلد.

(٣) في المصدر : السمسار.

(٤) في المصدر : أولادهم.

(٥) تضلّع الرجل : امتلأ ما بين أضلاعه شبعا وريّا. «لسان العرب ـ ضلع ـ ٨ : ٢٢٥».

(٦) الجفنة : أعظم ما يكون من القصاع. «لسان العرب ـ جفن ـ ١٣ : ٨٩» وفي المصدر : الجفرة وما يسلخها. الجفرة : الانثى من أولاد الشاة إذا عظمت واستكرشت. «لسان العرب ـ جفر ـ ٤ : ١٤٢».

(٧) في المصدر : الفرق.

(٨) في المصدر : عشيرتي.

٤٦٦

الأقربين ، ورهطك (١) المخلصين ، وأنتم عشيرتي الأقربون ، ورهطي المخلصون ، وإنّ الله لم يبعث نبيّا إلّا جعل له من أهله أخا ، ووارثا ، ووزيرا ، ووصيّا ، فأيّكم يقوم يبايعني على أنّه أخي ، ووزيري ، ووارثي دون أهلي ، ووصييّ ، وخليفتي في أهلي ، ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبيّ بعدي؟» فسكت القوم ، فقال : «والله ليقومنّ قائمكم ، أو ليكوننّ في غيركم ، ثمّ لتندمنّ» قال : فقام عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهم ينظرون إليه كلّهم ، فبايعه ، وأجابه إلى ما دعاه إليه ، فقال له : «ادن منّي» ، فدنا منه ، فقال له : «افتح فاك» ففتحه ، فنفث فيه من ريقه ، وتفل بين كتفيه ، وبين ثدييه : فقال أبو لهب : بئس ما حبوت به ابن عمّك ، أجابك لما دعوته إليه ، فملأت فاه ووجهه بزاقا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بل ملأته علما ، وحكما ، وفقها» (٢).

٨٣٣ / ١٢ ـ عنه : عن محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسين (٣) بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل «ورهطك منهم المخلصين» عليّ ، وحمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين خاصّة» (٤).

٨٣٤ / ١٣ ـ ابن بابويه ، قال : عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب ، وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا عليه‌السلام مجلس المأمون [بمرو] ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، وذكر

__________________

(١) في المصدر : رهطي.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٩٣ / ١٩.

(٣) في الصمدر : الحسن.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٩٥ / ٢١.

٤٦٧

الحديث ، إلى أن قال : قالت العلماء للرضا عليه‌السلام : فأخبرنا ، هل فسّر الله عزوجل الاصطفاء في الكتاب؟

قال الرضا عليه‌السلام : «فسّر الاصطفاء في الظاهر ، سوى الباطن ، في اثني عشر موطنا وموضعا ، فأوّل ذلك : قوله عزوجل : «وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين». هكذا في قراءة أبيّ بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود ، وهذه منزلة رفيعة ، وفضل عظيم ، وشرف عال ، حين عنى الله عزوجل بذلك الآل ، فذكره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

والروايات في هذه الآية كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الخامس والخمسون وخمسمأة : إنّه من الساجدين ، في قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ* الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٢).

٨٣٥ / ١٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسن (٣) بن حمّاد ، [عن أبي الجارود] ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) ، قال : «في عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين» (٤).

الإسم السادس والخمسون وخمسمأة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا).

[الإسم] السابع والخمسون وخمسمأة : (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٣١ / ١.

(٢) الشعراء ٢٦ : ٢١٧ ـ ٢١٩.

(٣) في المصدر : الحسين.

(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٩٦ / ٢٣.

٤٦٨

[الإسم] الثامن والخمسون وخمسمأة : (وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً).

[الإسم] التاسع والخمسون وخمسمأة : (وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا).

الإسم الستون وخمسمأة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(١).

٨٣٦ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) إلى آخر السورة ، قال : «نزلت في الذين غيّروا دين الله [بآرائهم] ، وخالفوا أمر الله ، هل رأيتم شاعرا قطّ يتّبعه أحد ، إنّما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم ، فتبعهم على ذلك الناس ، ويؤكّد ذلك قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) يعني يناظرون بالأباطيل ، ويجادلون بالحجج المضلّة وفي كلّ مذهب يذهبون ، (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) ، قال : يعظون الناس ولا يتّعظون ، وينهون عن المنكر ولا ينتهون ، ويأمرون بالمعروف ولا يعملون ، وهم الذين [قال الله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) ، أي في كلّ مذهب يذهبون ، (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) ، وهم الذين] غصبوا آل محمّد عليهم‌السلام حقّهم.

ثمّ ذكر آل محمّد عليهم‌السلام ، وشيعتهم المهتدين ، فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) ، ثمّ ذكر أعداءهم ومن ظلمهم ، فقال : «وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد حقّهم أيّ منقلب ينقلبون» هكذا والله نزلت (٢).

__________________

(١) الشعراء ٢٦ : ٢٢٧.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٢٥.

٤٦٩

سورة النمل

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الحادي والستون وخمسمأة : انّه من عباده الذين اصطفى ، في قوله تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى)(١).

٨٣٧ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قال : هم آل محمّد عليهم‌السلام (٢).

الإسم الثاني والستون وخمسمأة : انّه في معنى ، قوله تعالى : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(٣).

٨٣٨ / ٢ ـ شرف الدين النجفي في كتاب (ما نزل من القرآن في العترة) ، قال : روى عليّ بن أسباط ، عن إبراهيم الجعفريّ ، عن أبي الجارود ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قوله : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ، قال : «أي إمام هدى مع إمام ضلال في

__________________

(١) النمل ٢٧ : ٥٩.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٢٩.

(٣) النمل ٢٧ : ٦١.

٤٧٠

قرن واحد» (١).

الإسم الثالث والستون وخمسمأة : انّه من خلفاء الأرض ، في قوله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ)(٢).

٨٣٩ / ٣ ـ الشيخ المفيد في (أماليه) ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن الحكم ، عن المسعوديّ ، قال : حدّثنا الحارث بن حصين (٣) ، عن عمران بن الحصين ، قال : كنت أنا وعمر بن الخطّاب جالسين ، عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ عليه‌السلام جالس إلى جنبه ، إذ قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) قال : فانتفض عليّ عليه‌السلام انتفاضة العصفور ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما شأنك تجزع؟» فقال : «ما لي لا أجزع ، والله يقول إنّه يجعلنا خلفاء الأرض؟» فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تجزع ، فوالله لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق» (٤).

ورواه الشيخ المفيد في (أماليه) ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ـ يعني المفيد ـ قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ وساق الحديث إلى آخره بالسند والمتن ، وباقي الروايات تؤخذ من كتاب البرهان.

الإسم الرابع والستون وخمسمأة : انّه الدابة ، في قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٤٠١ / ٢.

(٢) النمل ٢٧ : ٦٢.

(٣) في المصدر : حصيرة.

(٤) أمالي المفيد : ٣٠٧ / ٥.

٤٧١

لا يُوقِنُونَ).

[الإسم] الخامس والستون وخمسمأة : انّه من الآيات ، في قوله تعالى : (أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ)(١).

٨٤٠ / ٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قائم (٢) في المسجد ، قد جمع رملا ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال له : قم ، يا دابّة الأرض (٣) ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، أيسمّي بعضنا بعضا بهذا الإسم؟ فقال : لا والله ، ما هو إلّا له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله تعالى في كتابه : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ).

ثمّ قال : يا عليّ ، إذا كان آخر الزمان ، أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك ميسم ، تسم به أعداءك».

فقال رجل لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ العامة (٤) يقولون : هذه الدابّة إنّما تكلّمهم (٥)؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «كلمهم في نار جهنّم ، وإنّما هو يكلّمهم من الكلام ، والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ قال ـ الآيات : أمير المؤمنين ، والأئمّة عليهم‌السلام».

__________________

(١) النمل ٢٧ : ٨٢.

(٢) في المصدر : نائم.

(٣) في المصدر : يا دابّة الله.

(٤) في المصدر : الناس.

(٥) الكلم : الجرح. «لسان العرب ـ كلم ـ ١٢ : ٥٢٥».

٤٧٢

فقال الرجل لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ العامّة تزعم أنّ قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) ، عنى يوم القيامة ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «أفيحشر الله من كلّ امّة فوجا ، ويدع الباقين؟! إنّما آية يوم القيامة قوله : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)(١)» (٢).

٨٤١ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) ، قال : «ليس أحد من المؤمنين قتل إلّا ويرجع حتّى يموت ، ولا يرجع إلّا من محض الإيمان محضا ، ومن محض الكفر محضا».

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال رجل لعمّار بن ياسر : يا أبا اليقظان ، آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي ، وشكّكتني. قال عمّار : أيّة آية هي؟ قال : قال : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فأيّة دابّة هذه؟

قال عمّار : والله ما أجلس ، ولا آكل ، ولا أشرب حتّى أريكها. فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو يأكل تمرا وزبدا ، فقال : يا أبا اليقظان ، هلمّ ، فجلس عمّار ، وأقبل يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام ، قال له الرجل : سبحان الله ـ يا أبا اليقظان ـ حلفت أنّك لا تأكل ، ولا تشرب ، ولا تجلس حتّى ترينيها ، قال عمّار : قد أريتكها ، إن كنت تعقل (٣).

__________________

(١) الكهف ١٨ : ٤٧.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٢٠.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٣١.

٤٧٣

٨٤٢ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحلبي ، عن عبد الله بن محمّد الزيّات ، عن محمّد بن الوليد (١) ، عن مفضّل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ عليه‌السلام ، فقال : «أنا دابّة الأرض» (٢).

والروايات بهذا المعنى كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

٨٤٣ / ٧ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) : عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان ، وغيره ، عن عبد الله بن يسار (٣) ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في حديث قدسيّ : يا محمّد ، عليّ أوّل من آخذ ميثاقه من الأئمّة. يا محمّد ، عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّم الناس» (٤).

الإسم السادس والستون وخمسمأة : أنه من الذين وهم من فزع يومئذ آمنون ، في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(٥).

٨٤٤ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، [عن منصور بن يونس] ، عن عمر بن أبي شيبة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول ابتداء منه : «إنّ الله إذا بدا له أن يبين خلقه ، ويجمعهم لما لابدّ منه ، أمر مناديا ينادي ، فتجتمع الإنس والجنّ في أسرع من طرفة عين ، ثمّ أذن لسماء الدنيا فتنزل ، وكان من وراء الناس ، وأذن للسماء الثانية فتنزل ، وهي ضعف التي تليها ، فإذا رآها أهل السماء الدنيا ، قالوا : جاء ربّنا؟ قالوا : لا ، وهو آت ـ يعني أمره ـ حتّى

__________________

(١) في المصدر : عبد الحميد.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٠٣ / ٧.

(٣) في المصدر : سنان.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٣٦ و ٦٤.

(٥) النمل ٢٧ : ٨٩.

٤٧٤

تنزل كلّ سماء ، تكون كلّ واحدة منها من وراء الاخرى ، وهي ضعف التي تليها ، ثمّ ينزل أمر الله في ظلل من الغمام ، والملائكة ، وقضي الأمر ، وإلى الله ترجع الأمور ، ثمّ يأمر الله مناديا ينادي : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ)(١)».

قال : وبكى عليه‌السلام ، حتّى إذا سكت ، قال : قلت : جعلني الله فداك ـ يا أبا جعفر ـ وأين رسول الله ، وأمير المؤمنين عليهما‌السلام ، وشيعته؟ فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ عليه‌السلام ، وشيعته على كثبان من المسك الأذفر ، على منابر من نور ، يحزن الناس ولا يحزنون ، ويفزع الناس ولا يفزعون» ، ثمّ تلا هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ). «فالحسنة : ولاية عليّ عليه‌السلام». ثمّ قال : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٢).

وفي الآية روايات كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم السابع والستون وخمسمأة : انّه من الآيات ، في قوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها)(٣).

٨٤٥ / ٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : الآيات أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمّة عليهم‌السلام ، إذا رجعوا يعرفهم أعدائهم إذا رأوهم ، والدليل على أنّ الآيات هم الأئمّة ، قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «والله ، ما لله آية أكبر منّي» فإذا رجعوا إلى الدنيا ، يعرفهم أعداؤهم إذا رأهم في الدنيا (٤).

__________________

(١) الرحمن ٥٥ : ٣٣.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٧٧ ، والآية من سورة الأنبياء ٢١ : ١٠٣.

(٣) النمل ٢٧ : ٩٣.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٣١.

٤٧٥

٨٤٦ / ١٠ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، أو غيره ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك ، إنّ الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(١) ، قال : «ذلك إليّ ، إن شئت أخبرتهم ، وإن شئت لم أخبرهم ـ ثمّ قال ـ لكنّي أخبرك بتفسيرها».

قلت : عمّ يتساءلون؟ فقال : «هي في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : ما لله آية أكبر منّي ، ولا لله من نبأ أعظم منّي» (٢).

وتقدّم تفسير الآيات بالأئمّة عليهم‌السلام ، في قوله تعالى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(٣).

__________________

(١) النبأ ٧٨ : ١ ، ٢.

(٢) الكافي ١ : ٢٠٧ / ٣.

(٣) يونس ١٠ : ١٠١.

٤٧٦

سورة القصص

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثامن والستون وخمسمأة : انّه من الذين استضعفوا في الأرض ، في قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)(١).

[الإسم] التاسع والستون وخمسمأة : (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً)(٢).

الإسم السبعون وخمسمأة : (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (٣).

[الإسم] الحادي والسبعون وخمسمأة : (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)(٤).

[الإسم] الثاني والسبعون وخمسمأة : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٥).

٨٤٧ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصّبّاح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر عليه‌السلام إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : «ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ

__________________

(١) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥) القصص ٢٨ : ٥ ، ٦.

(٢) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥) القصص ٢٨ : ٥ ، ٦.

(٣) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥) القصص ٢٨ : ٥ ، ٦.

(٤) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥) القصص ٢٨ : ٥ ، ٦.

(٥) (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥) القصص ٢٨ : ٥ ، ٦.

٤٧٧

عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ»)(١).

٨٤٨ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهيثم العجلي ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر إلى عليّ والحسن والحسين عليهم‌السلام فبكى ، وقال : أنتم المستضعفون بعدي».

قال المفضّل : قلت له : ما معنى ذلك ، [يابن رسول الله]؟ قال : «معناه أنتم الأئمّة بعدي ، إنّ الله عزوجل يقول : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) ، فهذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة» (٢).

٨٤٩ / ٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا أحمد بن تميم (٣) بن حكيم ، قال : حدّثنا شريح بن سلمة (٤) ، قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف ، عن عبد الجبّار ، عن الأعشى الثقفي ، عن أبي صادق ، قال : قال عليّ عليه‌السلام : «هي لنا ـ أو فينا ـ هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)» (٥).

٨٥٠ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس : عن عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن

__________________

(١) الكافي ١ : ٣٠٦ / ١.

(٢) معاني الأخبار : ٧٩ / ١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٥٥ / ٥٨٩.

(٣) في بعض النسخ : أحمد بن عثمان ، وفي المصدر : أحمد بن غنم ، راجع تهذيب التهذيب ١ : ٦١.

(٤) في المصدر : مسلمة.

(٥) أمالي الصدوق : ٥٦٦ / ٢٦.

٤٧٨

محمّد ، عن يونس (١) بن كليب المسعوديّ ، عن عمرو بن عبد الغفّار ، بإسناده عن ربيعة بن ناجد ، قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول في هذه الآية ، وقرأها ، قوله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) ، وقال : «لتعطفنّ هذه الدنيا على أهل البيت ، كما تعطف الضّروس على ولدها» (٢).

٨٥١ / ٥ ـ عنه أيضا ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يحيى بن صالح الحويزي ، عن أبي صالح ، عن عليّ عليه‌السلام ، كذا قال في قوله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ). «والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، لتعطفنّ علينا هذه الدنيا ، كما تعطف الضّروس على ولدها».

والضّروس : الناقة التي يموت ولدها ، أو يذبح ، ويحشى جلده ، فتدنو منه ، فتعطف عليه (٣).

٨٥٢ / ٦ ـ الشيباني محمّد بن الحسن في (نهج البيان) : في قوله تعالى : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) ، قال : روي عن الباقر ، والصادق عليهما‌السلام : «أنّ فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش ، يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمّد عليهم‌السلام في آخر الزمان ، فينتقم منهما بما أسلفا» (٤).

٨٥٣ / ٧ ـ أبو عليّ الطبرسي : قال سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : «والذي بعث محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحقّ بشيرا ونذيرا ، إنّ الأبرار منّا أهل البيت ، وشيعتهم

__________________

(١) في المصدر : يوسف.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٤١٣ / ١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٥٦ / ٥٩٠.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٤١٤ / ٢.

(٤) نهج البيان ٣ : ٢٢١ «مخطوط».

٤٧٩

بمنزلة موسى وشيعته ، وإنّ عدوّنا وأشياعه بمنزلة فرعون وأشياعه» (١).

٨٥٤ / ٨ ـ وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما) ، وهم الذين غصبوا آل محمّد عليهم‌السلام حقّهم.

وقوله : (مِنْهُمْ) ، أي من آل محمّد (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) ، أي من القتل والعذاب. ولو كانت هذه الآية نزلت في موسى وفرعون ، لقال : ونري فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون ـ أي من موسى ـ ولم يقل (مِنْهُمْ) ، فلمّا تقدّم قوله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) ، علمنا أنّ المخاطبة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما وعد الله به رسوله فإنّما يكون بعده ، والأئمّة يكونون من ولده ، وإنّما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى وبني إسرائيل ، وفي أعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما ، فقال : إنّ فرعون قتل بني إسرائيل ، فأظفر الله موسى بفرعون وأصحابه حتّى أهلكهم الله ، وكذلك أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصابهم من أعدائهم القتل والغصب ، ثمّ يردّهم الله ، ويردّ أعداءهم إلى الدنيا حتّى يقتلوهم (٢).

ثمّ ساق عليّ بن إبراهيم الكلام وذكرناه في كتاب البرهان.

الإسم الثالث والسبعون وخمسمأة : إنّه سلطانا ، في قوله تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً)(٣).

٨٥٥ / ٩ ـ الشيخ رجب البرسي في كتابه ، قال : روي أنّ فرعون لعنه الله لمّا لحق هارون بأخيه موسى ، دخلا عليه يوما وأوجسا خيفة منه ، فإذا فارس

__________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٣٧٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٣٣.

(٣) القصص ٢٨ : ٣٥.

٤٨٠