اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

رئاب (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه قال في قول الله عزوجل : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ). فقال عليه‌السلام : «الآيات : الأئمّة ، والآية المنتظرة : القائم عليه‌السلام ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسّيف ، وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم‌السلام» (٢).

٣٤١ / ٢٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد اليماني ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله تعالى : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) «يعني في الميثاق» (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) ، قال : «الإقرار بالأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنين عليه‌السلام خاصّة» قال : «لا ينفع نفسا إيمانها لأنّها سلبت» (٣).

الإسم المأتان : إنّه الذين ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا

__________________

(١) أبو الحسن عليّ بن رئاب الطحان الكوفي مولى. وجه في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، جليل القدر ، عدّه ابن النديم من فقهاء الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمّة عليهم‌السلام ، وكان صدوقا في الحديث ، وكان محبوبا يعطي ولده الحسن درهما عن كلّ حديث يكتبه عن ابن رئاب. وثّقه الشيخ والعلّامة.

روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام وأبي بصير وأبي حمزة الثمالي وأبان بن تغلب وغيرهم ، وروى عنه ابن محبوب وحفص بن البختري ودرست الواسطى وجماعة. له كتب ، منها : الوصية ، الإمامة ، وله أصل كبير.

رجال النجاشي : ٢٥٠ / ٦٥٧ ؛ رجال الطوسي : ٢٤٣ / ٣١٦ ؛ فهرست الشيخ : ٨٧ / ٣٦٥ ؛ فهرست ابن النديم : ٢٧٥ ؛ الخلاصة : ٩٣ / ١٣ ؛ معجم رجال الحديث ١٢ : ١٧ / ٨١٢٥.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٣٣٦ / ٨.

(٣) الكافي ١ : ٤٢٨ / ٨١.

٢٢١

شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)(١).

٣٤٢ / ٢٨ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، قال : قال في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) قال : يعني فارقوا أمير المؤمنين عليه‌السلام وصاروا أحزابا (٢).

٣٤٣ / ٢٩ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) ، قال : «فارقوا القوم والله دينهم» (٣).

٣٤٤ / ٣٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن كليب الصّيداوي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) ، قال : «كان عليّ يقرأها : فارقوا دينهم» قال : «فارق والله القوم دينهم» (٤).

الإسم الحادي ومائتان : إنّه من الذين ، في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٥).

٣٤٥ / ٣١ ـ العيّاشي : بإسناده عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قال : «ما من أحد من هذه الأمّة يدين بدين إبراهيم عليه‌السلام غيرنا وشيعتنا» (٦).

٣٤٦ / ٣٢ ـ عنه : بإسناده عن عمر بن أبي الهيثم (٧) ، قال : سمعت الحسين بن

__________________

(١) الأنعام ٦ : ١٥٩.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٢٢٢.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٢٢٢.

(٤) تفسير العيّاشي ١ : ٣٨٥ / ١٣١.

(٥) الأنعام ٦ : ١٦١.

(٦) تفسير العيّاشي ١ : ٣٨٨ / ١٤٤.

(٧) في المصدر : عمر بن أبي ميثم.

٢٢٢

عليّ عليه‌السلام ، يقول : «ما من (١) أحد على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها براء» (٢).

__________________

(١) (من) ليس في المصدر.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٣٨٨ / ١٤٦.

٢٢٣

سورة الأعراف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثاني ومأتان : إنّه من الذين ، في قوله تعالى : (أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(١).

٣٤٧ / ١ ـ العيّاشي : بإسناده عن الحسين بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال : «يعني الأئمّة» (٢).

الإسم الثالث ومائتان : المسجد ، في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(٣).

٣٤٨ / ٢ ـ الشيخ في التهذيب : بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن رجل ، عن الزبير بن عقبة ، عن فضالة بن موسى بن النّهدي ، عن العلاء بن سيابة ، عن

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٢٩.

(٢) تفسير العيّاشي ٢ : ١٢ / ١٨.

(٣) الأعراف ٧ : ٣١.

٢٢٤

أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال : «الغسل عند لقاء كلّ إمام» (١).

٣٤٩ / ٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن الحسين بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال : «يعني الأئمّة» (٢).

الإسم الرابع ومأتان : من العباد الذين أخرج لهم من الزينة والطيّبات.

[الإسم] الخامس ومأتان : إنّه من الذين آمنوا لهم خالصة يوم القيامة ، في قوله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٣).

٣٥٠ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن عليّ ، رفعه ، قال : مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه‌السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : والله لآتينّه ولأوبّخنّه. فدنا منه ، فقال : يابن رسول الله ، والله ما لبس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل هذا اللباس ، ولا عليّ عليه‌السلام ، ولا أحد من آبائك.

فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زمان قتر مقتر (٤) ، وكان يأخذ لقتره واقتاره (٥) ، وإنّ الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها (٦) ، وأحقّ أهلها بها أبرارها ـ ثمّ تلا ـ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ)

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ١١٠ / ١٩٧.

(٢) تفسير العيّاشي ٢ : ١٣ / ٢٢.

(٣) الأعراف ٧ : ٣٢.

(٤) قتر على عياله تقتيرا أي ضيق عليهم في المعاش.

(٥) في المصدر : واقتداره.

(٦) أرخت الدنيا عزاليها : كثر نعيمها. «المعجم الوسيط ـ عزل ـ ٢ : ٥٩٩».

٢٢٥

فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله عزوجل غير أنّي ـ يا ثوري ـ ما ترى عليّ من ثوب إنّما لبسته (١) للناس» ثمّ اجتذب يد سفيان فجرّها إليه ، ثمّ رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا ، ثمّ قال : «هذا لبسته (٢) لنفسي ، وما رأيته للناس» ثمّ جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظا خشنا ، وداخل ذلك ثوب ليّن ، فقال : «لبست هذا الأعلى للناس ، ولبست هذا لنفسك تسرّها» (٣).

٣٥١ / ٥ ـ عنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عبد الله بن أحمد ، عن عليّ بن النعمان ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان بن مصعب ، عن يونس بن ظبيان ـ أو المعلّى بن خنيس ـ قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ، ثمّ قال : «إنّ الله عزوجل بعث جبرئيل عليه‌السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها سيحان ، وجيحان ؛ وهو نهر بلخ ، والخشوع : وهو نحر الشّاش (٤) ، ومهران : وهو نهر الهند ، ونيل مصر ، ودجلة والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلّا ما غصب عليه ، وإنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه ـ يعني ما بين السماء والأرض ، ثمّ تلا هذه الآية ـ : (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) المغصوبين عليها (خالِصَةً) لهم (يَوْمَ الْقِيامَةِ) يعني بلا غصب» (٥).

الإسم السادس ومأتان : إنّه المؤذّن يوم القيامة ، في قوله تعالى : (فَأَذَّنَ

__________________

(١) في المصدر : ألبسه.

(٢) في المصدر : هذا ألبسه.

(٣) الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٨.

(٤) بلد بما وراء النهر.

(٥) الكافي ١ : ٤٠٩ / ٥.

٢٢٦

مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)(١).

٣٥٢ / ٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عمر الحلّال ، قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله تعالى : و (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). قال : «المؤذّن : عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٢).

٣٥٣ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : «المؤذّن : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، يؤذّن أذانا يسمع الخلائق كلّها ، والدليل على ذلك قول الله عزوجل فى سورة البراءة : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(٣) فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كنت أنا الأذان في الناس» (٤).

٣٥٤ / ٨ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بالكوفة منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه (٥) ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ـ وذكر الخطبة إلى أن قال عليه‌السلام فيها : ـ وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله عزوجل : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) أنا ذلك المؤذّن ،

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٤٤.

(٢) الكافي ١ : ٤٢٦ / ٧٠.

(٣) التوبة ٩ : ٣.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٢٣١.

(٥) في المصدر : ويلعنه.

٢٢٧

وقال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(١) وأنا ذلك الأذان» (٢).

٣٥٥ / ٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، في قوله : و (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ، قال : «المؤذّن أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٣).

٣٥٦ / ١٠ ـ الطّبرسيّ ، قال : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني ، بإسناده عن محمّد بن الحنفية ، عن عليّ عليه‌السلام ، أنّه قال : «أنا ذلك المؤذّن» (٤).

٣٥٧ / ١١ ـ عنه : بإسناده عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : لعليّ عليه‌السلام في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس ، قوله : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) [فهو المؤذّن بينهم] يقول : «ألا لعنة الله على الذين كذّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي» (٥).

٣٥٨ / ١٢ ـ ابن الفارسي في (الروضة) : قال الباقر عليه‌السلام : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) قال : «المؤذّن عليّ عليه‌السلام» (٦).

الإسم السابع ومأتان : إنّه من رجال الأعراف ، في قوله تعالى : (وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٧).

__________________

(١) التوبة ٩ : ٣.

(٢) معاني الأخبار ٥٩ / ٩.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ١٧ / ٤١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٢٦٨ / ٢٦٣.

(٤) مجمع البيان ٤ : ٦٥١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٢٦٧ / ٢٦١ ؛ ينابيع المودّة : ١٠١.

(٥) مجمع البيان ٤ : ٦٥١ ؛ ينابيع المودّة : ١٠١.

(٦) روضة الواعظين : ١٠٥.

(٧) الأعراف ٧ : ٤٦.

٢٢٨

٣٥٩ / ١٣ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن الهيثم بن واقد ، عن مقرّن ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ؟)

فقال : نحن على الأعراف ، ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله عزوجل إلّا بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزوجل يوم القيامة على الصراط ، فلا يدخل الجنّة إلّا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرنا وأنكرناه.

إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا ، فإنهم (١) عن الصراط لناكبون ، فلا سواء من اعتصم الناس به ، ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة ، يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها ، لا نفاد لها ، ولا انقطاع» (٢).

٣٦٠ / ١٤ ـ ورواه سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) : عن معلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن الهيثم بن واقد ، عن مقرّن ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام» ... الحديث (٣).

٣٦١ / ١٥ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن

__________________

(١) في المصدر : فهم.

(٢) الكافي ١ : ١٨٤ / ٩.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٥٥.

٢٢٩

إسحاق الطالقاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثنا عبد الله بن المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن عليّ عليهما‌السلام ، في خطبة أشير إليها في الآية السابقة قال عليه‌السلام فيها : «ونحن أصحاب الأعراف ، أنا وعمّي وأخي وابن عمّي ، والله فالق الحبّ والنّوى ، لا يلج النار لنا محبّ ، ولا يدخل الجنّة لنا مبغض ، يقول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)» (١).

٣٦٢ / ١٦ ـ سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي سلمة بن سالم بن مكرم الجمّال (٢) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ). قال : «نحن أولئك الرجال ، الأئمّة منّا يعرفون من يدخل النار ، ومن يدخل الجنّة ، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم ، فيعرف فيها من صالح أو طالح» (٣).

٣٦٣ / ١٧ ـ عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وإسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ

__________________

(١) معاني الأخبار : ٥٩ / ٩.

(٢) هو سالم بن مكرم الجمّال ، يكنّى أبا خديجة ، وكنّا أبو عبد الله أبا سلمة ، انظر معجم رجال الحديث ٨ : ٢٢.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٥١.

٢٣٠

كُلًّا بِسِيماهُمْ) ، قال : «هم الأئمّة عليهم‌السلام» (١).

٣٦٤ / ١٨ ـ وعنه ، قال : حدّثني أبو الجوز بن المنبّه (٢) بن عبد الله التّميمي ، قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي ، عن سعد بن طريف (٣) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن هذه الآية : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ). فقال : «يا سعد ، آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم الأعراف ، لا يدخل الجنّة إلّا من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، وهم الأعراف ، لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم» (٤).

٣٦٥ / ١٩ ـ وعنه : عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) ، قال : «نزلت في هذه الامّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

قلت : فما الأعراف؟ قال : «صراط بين الجنّة والنّار ، فمن شفع له الإمام منّا ـ من المؤمنين المذنبين ـ نجا ، ومن لم يشفع له هوى» (٥).

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٥٢.

(٢) في بعض المصادر : أبو الجوز بن المنية ، وفي المصدر : أبو الجود المنبه ، تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من رجال النجاشي : ٤٢١ و ٤٥٩ ، ومعجم رجال الحديث ١٨ : ٣٢٥ و ٢١ : ١٠١.

(٣) سعد بن طريف : هو الحنظلي مولاهم ، الإسكاف ، كوفي ، كان قاضيا ، روى عن الإمامين الصادقين عليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام. انظر رجال النجاشي : ١٧٨ / ٤٦٨ ، رجال البرقي : ٩ ، رجال الشيخ : ٩٢ / ١٧ و ١٢٤ / ٣ و ٢٠٣ / ٣.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٥٢.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٥٢.

٢٣١

٣٦٦ / ٢٠ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة (١) ، قال : كنت عند أمير المؤمنين عليه‌السلام جالسا ، فجاء رجل فقال له : يا أمير المؤمنين ، (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)؟

فقال له عليّ عليه‌السلام : «نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار ، فلا يدخل الجنّة إلّا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه ، وذلك لأنّ الله عزوجل لو شاء لعرف الناس نفسه حتّى يعرفوا حدّه (٢) ويأتوه من بابه ، [ولكنّه] جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه» (٣).

٣٦٧ / ٢١ ـ وعنه : عن عليّ بن أحمد بن عليّ بن سعد الأشعري ، عن حمدان

__________________

(١) الأصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الحنظلي الكوفي. من السلف الصالح المتقدّم ومن خواصّ أمير المؤمنين عليه‌السلام وأصفياء أصحابه وثقاتهم ، وكان على شرطته وقد فتن بحبّ الإمام ـ كما صرّح ابن حبّان ـ لذلك ترك بعض العامّة حديثه ورموه بالكذب.

صحب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وشهد معه بعض حروبه وعمّر من بعده ثم صحب الإمام الحسن عليه‌السلام.

روى عهد الإمام عليه‌السلام إلى مالك الأشتر ووصيّته إلى ولده محمّد بن الحنفية. روى عن أمير المؤمنين والحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، وروى عنه أبو الجارود وأبو الصباح الكناني وأبو مريم وغيرهم.

رجال النجاشي : ٨ / ٥ ؛ رجال الطوسي : ٣٤ / ٢ و ٦٦ / ٢ ؛ فهرست الشيخ : ٣٧ ؛ الخلاصة : ٢٤ / ٩ ؛ تقريب التهذيب ١ : ٨١ / ٦١٣ ؛ تهذيب التهذيب ١ : ٣٦٢ / ٦٥٨ ؛ ميزان الاعتدال ١ : ٢٧١ / ١٠١٤ ؛ معجم رجال الحديث ٣ : ٢١٩ / ١٥٠٩.

(٢) في المصدر : حتى يعرفوه ويوحدوه.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٥٢.

٢٣٢

بن يحيى ، عن بشر بن حبيب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ).

قال : «سور بين الجنّة والنار ، عليه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى عليهم‌السلام ، فينادون : أين محبّونا؟ وأين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم ، ويعرفونهم بأسمائهم وأسماء آباءهم ، وذلك قول الله عزوجل : (يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) أي بأسمائهم فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلون الجنّة» (١).

٣٦٨ / ٢٢ ـ وعنه : عن المعلّى بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا أبو الفضل المدائني ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن رزين (٢) بن حبيش ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إذا دخل حفرته أتاه ملكان ، اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ، ثم عن نبيّه ، ثم عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن تحيّر عذّباه».

فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه؟ قال : (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(٣) فذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ولي الله؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ ومن

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات.

(٢) في المصدر : زرّ بن حبيش ، وهو ابن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي ، يكنّى أبا مطرف وأبا مريم ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، مات وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام عليّ عليه‌السلام قائلا : وكان فاضلا. انظر سير أعلام النبلاء ٤ : ١٦٦ ، طبقات ابن سعد ٦ : ١٠٤ ـ ١٠٥ ، رجال الشيخ : ٤٢ / ٥.

(٣) النّساء ٤ : ١٤٣.

٢٣٣

بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلا يكون كما قال الضلّال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)(١). بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)(٢) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماما. فعيّرهم الله بذلك.

والأوصياءهم أصحاب الصراط ، وقوفا عليه ، لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم [وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزوجل ، عرّفهم عليهم](٣) عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشهيد عليهم ، وأخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً* يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)(٤)» (٥).

٣٦٩ / ٢٣ ـ وعنه : عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن هيك (٦) ، عن بعض أصحابه ، عمّن حدّثه ، عن الأصبغ بن

__________________

(١) طه ٢٠ : ١٣٤.

(٢) طه ٢٠ : ١٣٥.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) النّساء ٤ : ٤١ ـ ٤٢.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٥٣.

(٦) في بعض المصادر : جبك ، وفي المصدر : أحمد بن حنان.

٢٣٤

نباتة ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال : اشهدوا (١) ، قال : أقسم بالله لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّ عليه‌السلام : «يا عليّ ، إنّك والأوصياء من بعدي ـ أو قال : من بعدك ـ أعراف ، لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم (٢) ، وأعراف لا يدخلون (٣) الجنّة إلّا من عرفتموه وعرفكم ، ولا يدخل النار إلّا من أنكركم وأنكرتموه» (٤).

٣٧٠ / ٢٤ ـ وعنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، [عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي] ، عن بعض أصحابه ، عن ابن طريف ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ؟) قال : «يا سعد ، إنّها أعراف ، ولا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، وأعراف لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم ، فلا سواء من اعتصم به العصمة (٥) ، ومن [ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة ، يفرغ بعضها في بعض ، ومن] أتى آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتى عينا صافية تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد ولا انقطاع ، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه ، ولكن جعل (٦) آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبوابه التي يؤتى منها ، وذلك قول الله : (لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها)(٧)» (٨).

__________________

(١) (قال : اشهدوا) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر : معرفتكم.

(٣) في المصدر : يدخل.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٥٤ ؛ ينابيع المودّة : ١٠٢.

(٥) في المصدر : من اعتصمت به المعتصمة.

(٦) في المصدر : ولكن جعل محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآل محمّد عليهم‌السلام.

(٧) البقرة ٢ : ١٨٩.

(٨) مختصر بصائر الدرجات : ٥٤.

٢٣٥

٣٧١ / ٢٥ ـ وعنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عثمان (١) بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الأعراف ما هم؟ قال : «هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى» (٢).

٣٧٢ / ٢٦ ـ وعنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ). فقال : «هم الأئمّة منّا أهل البيت ، وباب من ياقوت أحمر على سور الجنّة ، يعرفونه (٣) كلّ إمام منّا ما يليه». فقال رجل : و [ما معنى : ما] ما يليه؟ فقال : «من القرن الذي [هو] فيه إلى القرن الذي كان» (٤).

٣٧٣ / ٢٧ ـ وعنه : عن أحمد بن الحسين الكناني ، قال : حدّثنا تميم بن محمّد المجاري (٥) ، قال : حدّثنا يزيد بن عبد الله الخيبري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن مسلم العجلي (٦) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) ، قال : «نحن أصحاب الأعراف ، من عرفنا فما له الجنّة ، ومن أنكرنا فماله النار» (٧).

__________________

(١) في المصدر : عمّار.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٥٤.

(٣) في المصدر : يعرف.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٥٥.

(٥) في المصدر : المحاربي.

(٦) في المصدر : البجلي.

(٧) مختصر بصائر الدرجات : ٥٥.

٢٣٦

والأحاديث بهذا المعنى كثيرة زيادة على ما ذكرنا هنا من أراد وقف عليه من كتاب البرهان في تفسير القرآن.

الإسم الثامن ومأتان : إنّه من البلد الطيّب ، في قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ)

وهو مثل الأئمّة صلوات الله عليهم يخرج علمهم بإذن ربهم (وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً)(١) أي كدرا فاسدا.

الإسم التاسع ومأتان : إنّه من المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل.

الإسم العاشر ومأتان : إنّه النور الذي أنزل مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) إلى قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢).

٣٧٤ / ٢٨ ـ محمّد بن يعقوب : بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) ـ إلى قوله ـ : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، قال : «النور في هذا الموضع أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣)» (٤).

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٥٨.

(٢) الأعراف ٧ : ١٥٧.

(٣) في المصدر زيادة : والأئمّة عليهم‌السلام.

(٤) الكافي ١ : ١٩٤ / ٢.

٢٣٧

٣٧٥ / ٢٩ ـ عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذّاء (١) ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الاستطاعة وقول الناس ، فقال وتلا هذه الآية (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ)(٢) : «يا أبا عبيدة ، الناس مختلفون في إصابة القول ، وكلّهم هالك».

قال : قلت : قوله : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ؟) قال : «هم شيعتنا ، ولرحمته خلقهم ، وهو قوله : (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) يقول : لطاعة الإمام والرحمة التي يقول : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(٣) يقول : علم الإمام ، ووسع علمه ـ الذي هو من علمه ـ كلّ شيء ، هم شيعتنا ، ثمّ قال : (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)(٤) يعني ولاية غير الإمام وطاعته ، ثمّ قال : (يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) يعني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصيّ والقائم يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر ، والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) أخذ العلم من أهله

__________________

(١) أبو عبيدة زياد بن عيسى الحذاء الكوفي مولى. من أصحاب الإمامين : الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وكان حسن المنزلة عند آل محمّد عليهم‌السلام ، وقد زامل أبا جعفر عليه‌السلام إلى مكة ، وردت روايات في مدحه ، وفي بعضها عدّه الإمام من أهل البيت عليهم‌السلام.

وثّقه النجاشي والعلّامة وغيرهما.

روى عن الإمامين وعن ثوير ، وروى عنه ابن رئاب ومنصور بن حازم ويحيى بن زكريّا وغيرهم.

رجال النجاشي : ١٧٠ / ٤٤٩ ؛ رجال الطوسي : ١٢٢ / ٥ و ٢٠٢ / ١٠٨ ؛ رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٧ و ٦٨٨ ؛ الخلاصة : ٧٤ / ٤ ؛ معجم رجال الحديث ٧ : ٣١٠ / ٤٧٩٧.

(٢) هود ١١ : ١١٨ ـ ١١٩.

(٣) الأعراف ٧ : ١٥٦.

(٤) الأعراف ٧ : ١٥٦.

٢٣٨

(وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) والخبائث : قول من خالف (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام (وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) والأغلال : ما كانوا يقولون ممّا لم يكونوا امروا به من ترك فضل الإمام ، فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم ، والإصر : الذنب وهي الآصار.

ثمّ نسبهم فقال : (فَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني بالإمام (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها ، الجبت والطاغوت : فلان وفلان وفلان ، والعبادة : طاعة الناس لهم. ثمّ قال : (أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)(١) ثمّ جزاهم فقال : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)(٢) والإمام يبشّرهم بقيام القائم ، وبظهوره ، وبقتل أعدائهم ، وبالنّجاة في الآخرة ، والورود على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله الصادقين على الحوض» (٣).

٣٧٦ / ٣٠ ـ العيّاشي : بإسناده عن أبي بصير ، في قوله تعالى : (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ). قال أبو جعفر عليه‌السلام : «النور هو عليّ عليه‌السلام» (٤).

٣٧٧ / ٣١ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية ، قال : قال : (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) يعني برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فأخذ الله ميثاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأنبياء أن يخبروا أممهم وينصروه ، فقد نصروه بالقول ، وأمروا

__________________

(١) الزمر ٣٩ : ٥٥.

(٢) يونس ١٠ : ٦٤.

(٣) الكافي ١ : ٤٢٩ / ٨٣.

(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٣١ / ٨٨.

٢٣٩

أممهم بذلك ، وسيرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويرجعون وينصرونه في الدنيا (١).

الإسم الحادي عشر ومأتان : إنّه من الأسماء الحسنى ، في قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)(٢).

٣٧٨ / ٣٢ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد الأشعري ، ومحمّد بن يحيى ، جميعا ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان (٣) بن مسلم ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) ، قال : «نحن ـ والله ـ الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد (٤) إلّا بمعرفتنا» (٥).

٣٧٩ / ٣٣ ـ العيّاشي : عن محمّد بن أبي زيد الرازي ، عمّن ذكره ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : «إذا نزلت بكم شدّة فاستعينوا بنا على الله عزوجل ، وهو قول الله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) ـ قال ـ : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : نحن ـ والله ـ الأسماء الحسنى الذي لا يقبل الله من أحد إلّا بمعرفتنا» (٦).

٣٨٠ / ٣٤ ـ المفيد في (الاختصاص) : قال الرضا عليه‌السلام : «إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عزوجل ، وهو قوله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها»)(٧).

٣٨١ / ٣٥ ـ عنه : عن محمّد بن عليّ بن بابويه ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ،

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٢٤٢.

(٢) الأعراف ٧ : ١٨٠.

(٣) في النسخة : سعد.

(٤) في المصدر زيادة : عملا.

(٥) الكافي ١ : ١٤٣ / ٤.

(٦) تفسير العيّاشي ٢ : ٤٢ / ١١٩.

(٧) الاختصاص : ٢٥٢.

٢٤٠