اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

لأبي عبد الله عليه‌السلام : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ؟) فقال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر ، وعليّ عليه‌السلام الهادي ، يا أبا محمّد ، هل من هاد اليوم؟» قلت : بلى ـ جعلت فداك ـ ما زال فيكم هاد من نور هاد حتّى رفعت (١) إليك ، فقال : «رحمك الله ـ يا أبا محمّد ـ لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ، ماتت الآية ، مات الكتاب ، ولكنّه حيّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى» (٢).

٥٠٢ / ٥ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن منصور ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). فقال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر ، وعليّ عليه‌السلام الهادي ، أما والله ما ذهبت منّا ، وما زالت فينا إلى الساعة» (٣).

وروى محمّد بن الحسن الصفّار ، هذه الأحاديث في (بصائر الدرجات) (٤).

٥٠٣ / ٦ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى البصري ، قال : حدّثنا المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمن الأزدي سنة ستّ عشرة ومائة (٥) ، قال : حدّثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي منصور (٦) ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبد الله ، قال : قال عليّ عليه‌السلام : «ما نزلت من القرآن آية إلّا وقد

__________________

(١) في المصدر : هاد بعد هاد حتّى دفعت.

(٢) الكافي ١ : ١٩٢ / ٣ ؛ بصائر الدرجات : ٣١ / ٩.

(٣) الكافي ١ : ١٩٢ / ٤ ؛ ينابيع المودّة : ١٠٠.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٩ ـ ٣٩ / ١ ، ٦ ، ٧ و ٩.

(٥) في المصدر : ومائتين.

(٦) في المصدر : أبي الأسود.

٣٠١

علمت أين نزلت ، وفيمن نزلت ، وفي أي شيء نزلت ، وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت» (١).

قيل : فما نزل فيك؟ فقال : «لو لا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم ، نزلت فيّ الآية : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر ، وأنا الهادي إلى ما جاء به» (٢).

٥٠٤ / ٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). قال : «كلّ إمام هاد لكلّ قوم في زمانهم» (٣).

٥٠٥ / ٨ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). فقال : «المنذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ عليه‌السلام الهادي ، وفي كلّ وقت وزمان إمام منّا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٤).

٥٠٦ / ٩ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن أحمد بن محمّد ، [عن الحسين بن سعيد] ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام

__________________

(١) (نزلت) ليس في المصدر.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٥٠ / ١٥ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٩٠ / ٤١٣.

(٣) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٦٦٧ / ٩ ؛ ينابيع المودّة : ١٠٠.

(٤) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٦٦٧ / ١٠.

٣٠٢

يقول : «دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوضوء طهر (١) قال فلمّا فرغ أخذ بيد عليّ عليه‌السلام فألزمها بيده ، ثمّ قال : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) ثمّ ضمّ يده إلى صدره ، وقال : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ثمّ قال : يا عليّ أنت أصل الدين ، ومنار الإيمان ، وغاية الهدى ، وقائد الغرّ المحجّلين ، أشهد لك بذلك» (٢).

٥٠٧ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «المنذر : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والهادي : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبعده الأئمّة عليهم‌السلام ، وهو قوله : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) أي في كلّ زمان إمام هدى مبين» فهو ردّ على من أنكر أنّ في كلّ عصر وزمان إماما ، وأنّه لا تخلو الأرض من حجّة ، كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لا تخلو الأرض من حجّة (٣) قائم بحجّة الله ، إمّا ظاهر مشهور ، وإما خائف مغمور ، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته» (٤).

٥٠٨ / ١١ ـ الشيخ في (مجالسه) : بإسناده عن الحسين ، عن المفضّل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «ما بعث الله نبيّا أكرم من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا خلق قبله أحدا ، ولا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذلك قوله تعالى : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى)(٥). وقال : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فلم يكن قبله مطاع في الخلق ، ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة ، في كلّ قرن ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها» (٦).

__________________

(١) في المصدر : بطهور.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٠ / ٨.

(٣) في المصدر : إمام.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٥٩.

(٥) النجم ٥٣ : ٥٦.

(٦) أمالي الطوسي : ٦٦٩ / ١٣.

٣٠٣

والروايات في معنى الآية كثيرة زيادة على ما ذكرنا هنا من أراد الوقوف عليها فعليه بكتاب البرهان ، والرويات هناك فيه من طرق الخاصّة والعامّة.

الإسم الثاني والثلاثمأة : إنّه من يعلم ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ)(١).

٥٠٩ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي الورد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ). قال : «عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

٥١٠ / ١٣ ـ وعن محمّد بن مروان ، عن السّدّيّ ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى) ، قال : عليّ عليه‌السلام (كَمَنْ هُوَ أَعْمى) قال : الأوّل (٣).

الإسم الثالث والثلاثمأة : إنّه من الذين أمر الله سبحانه بصلتهم ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ* وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)(٤).

٥١١ / ١٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ الرّحم معلّقة بالعرش ، تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي رحم آل محمّد ، وهو قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ورحم كلّ ذي رحم» (٥).

__________________

(١) الرعد ١٣ : ١٩.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦١.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٠.

(٤) الرعد ١٣ : ٢٠ ـ ٢١.

(٥) الكافي ٢ : ١٥١ / ٧.

٣٠٤

٥١٢ / ١٥ ـ عنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان وهشام بن الحكم ، ودرست بن أبي منصور ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ؟) قال : «نزلت في رحم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد يكون في قرابتك» ثمّ قال : «فلا تكوننّ ممّن يقول للشيء فإنّه شيء واحد (١)» (٢).

٥١٣ / ١٦ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : «إنّ رحم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معلّقة بالعرش يقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كلّ رحم ، ونزلت هذه الآية في آل محمّد ، وما عاهدهم عليه ، وما أخذ عليهم من الميثاق في الذّرّ من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام بعده ، وهو قوله : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) الآية ، ثمّ ذكر أعداهم ، فقال : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ)(٣) يعني في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذّرّ ، وأخذ عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خمّ ثمّ قال : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»)(٤).

الإسم الرابع والثلاثمأة : انّه من الذين (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها).

و [الإسم] الخامس والثلاثمأة : ومن الذين تقول الملائكة : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ).

__________________

(١) قال الفيض الكاشاني رحمه‌الله : يعني إذا نزلت آية في شيء خاصّ ، فلا تخصّص حكمها بذلك الأمر بل عمّمه في نظائره ، الوافي ٥ : ٥٠٥ / ٤٤٢.

(٢) الكافي ٢ : ١٥٦ / ٢٨.

(٣) الرعد ١٣ : ٢٥.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٦٣.

٣٠٥

و [الإسم] السادس والثلاثمأة : ومن الذين لهم عقبى الدار ، في قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(١).

٥١٤ / ١٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : نزلت في الأئمّة عليهم‌السلام وشيعتهم الذين صبروا (٢).

الإسم السابع والثلاثمأة : انّه ذكر الله ، في قوله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(٣).

٥١٥ / ١٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : الذين آمنوا : الشيعة ، وذكر الله : أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام (٤).

٥١٦ / ١٩ ـ العيّاشي : بإسناده عن خالد بن نجيح ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، في قوله : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ، قال : «بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تطمئنّ القلوب ، وهو ذكر الله وحجابه» (٥).

٥١٧ / ٢٠ ـ وعن ابن عبّاس ، أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ، ثمّ قال لي : «أتدري يابن أمّ سليم ، من هم؟» قلت : من هم ، يا رسول الله؟ قال : «نحن أهل البيت ، وشيعتنا» (٦).

__________________

(١) الرعد ١٣ : ٢٣ ـ ٢٤.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٦٥.

(٣) الرعد ١٣ : ٢٨.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٦٥.

(٥) تفسير العيّاشي ٢ : ٢١١ / ٤٤.

(٦) ... خصائص الوحي المبين : ١٩٥ / ١٤١ ؛ الدرّ المنثور ٤ : ٥٨.

٣٠٦

الإسم الثامن والثلاثمأة : إنّه من الّذين (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)(١).

٥١٨ / ٢١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «طوبى : شجرة في الجنّة ، في دار أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وليس أحد من شيعته إلّا وفي داره غصن من أغصانها ، وورقة من أوراقها تستظلّ تحتها أمّة من الأمم».

وقال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكثر تقبيل فاطمة عليهما‌السلام ، فأنكرت ذلك عائشة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عائشة ، إنّي لمّا أسري بي إلى السّماء ، دخلت الجنّة ، فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى ، وناولني من ثمارها فأكلته ، فحوّل الله تعالى ذلك ماء ، في ظهري ، فلمّا هبطت إلى الأرض ، واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فما قبّلتها قطّ إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها» (٢).

٥١٩ / ٢٢ ـ عنه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث الإسراء بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، قال فيما رأى ليلة الإسراء ، قال : «فإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ، ما دارها (٣) سبعمائة (٤) سنة ، وليس في الجنّة منزل إلّا وفيه غصن (٥) منها. فقلت : ما هذه يا جبرئيل؟ فقال : هذه شجرة طوبى ، قال الله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)» (٦).

٥٢٠ / ٢٣ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي ، قال :

__________________

(١) الرعد ١٣ : ٢٩.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٦٥.

(٣) في النسخة : ما جازها.

(٤) في المصدر : تسعمائة.

(٥) في بعض النسخ : غصن ، وفي المصدر : فيها فرع ، وجميعها بمعنى.

(٦) تفسير القمّي ٢ : ١١.

٣٠٧

حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركيّ البوفكيّ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام [قال] : «طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا ، فلم يزغ قلبه بعد الهداية».

فقلت له : جعلت فداك ، وما طوبى؟ قال : «شجرة في الجنّة ، أصلها في دار عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول الله عزوجل : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)» (١).

والروايات في ذلك كثيرة من أرادها وقف عليها من كتاب البرهان.

الإسم التاسع والثلاثمأة : إنّه من الذين يفرحون بما أنزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ)(٢).

٥٢١ / ٢٤ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) «فرحوا بكتاب الله إذا تلي عليهم ، وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والخوف (٣) ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام».

وهي في قراءة ابن مسعود : (والذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحقّ ، ومن يؤمن به) أي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يؤمن به (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) أنكروا من تأويل ما أنزله في عليّ وآل محمّد صلوات الله عليهم ، وآمنوا ببعضه ، فأمّا

__________________

(١) معاني الأخبار : ١١٢ / ١ ، ونحوه في تفسير الحبري : ٢٨٤ / ٤٠ ، وخصائص الوحي المبين : ٢٢٩ / ١٧٩ ، والعمدة : ٣٥١ / ٦٧٥.

(٢) الرعد ١٣ : ٣٦.

(٣) في المصدر : الحزن.

٣٠٨

المشركون ، فأنكروه كلّه ، أوّله وآخره ، وأنكروا أنّ محمّدا رسول الله (١).

الإسم العاشر والثلاثمائة : إنّه من أطراف الأرض ، في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)(٢).

٥٢٢ / ٢٥ ـ ابن شهر آشوب : عن تفسير وكيع ، وسفيان ، والسّدّيّ ، وأبي صالح ، أنّ عبد الله بن عمر قرأ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) يوم قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقال : يا أمير المؤمنين ، لقد كنت الطرف الأكبر في العلم ، اليوم نقص علم الإسلام ، ومضى ركن الايمان (٣).

٥٢٣ / ٢٦ ـ وعن الزّعفرانيّ ، عن المزنيّ ، عن الشافعي ، عن مالك ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، قال : لما قتل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال ابن عبّاس : هذا اليوم نقص (٤) العلم من أرض المدينة. ثمّ قال : إنّ نقصان الأرض ، نقصان علمائها وخيار أهلها ، إنّ الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكنّه يقبض العلم بقبض العلماء ، حتّى إذا لم يبق عالم ، اتّخذ الناس رؤساء جهّالا ، فيسألوا فيفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا (٥).

الإسم الحادي عشر والثلاثمأة : إنّه ممّن (عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٦).

٥٢٤ / ٢٧ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن ، عمّن ذكره ، جميعا عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ،

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٣٦٦.

(٢) الرعد ١٣ : ٤١.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٠٨.

(٤) في المصدر : هذا نقص الفقه و.

(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٠٨.

(٦) الرعد ١٣ : ٤٣.

٣٠٩

عن بريدة بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، قال : «إيّانا عنى ، وعليّ عليه‌السلام أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

٥٢٥ / ٢٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبي ، عن ابن أبي عمير (٢) ، عن عمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه‌السلام».

وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم ، أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال : «ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب ، إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم عليه‌السلام من السماء إلى الأرض ، وجميع ما فضّلت به النبيّون إلى

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٢٩ / ٦.

(٢) أبو أحمد محمّد بن أبي عمير من موالي المهلب. ولد في بغداد ، وأقام فيها ، وكان من ثقات الأئمّة عليهم‌السلام وخواصّهم ، قد أجمع الأصحاب على تصحيح ما يصحّ عنه ، شهد له الإمام الرضا بجلالة قدره وعظم منزلته عند الأئمّة عليهم‌السلام وعند مخالفيهم ، وعدّه الشيخ من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم.

اخذ في زمن الرشيد وضرب أسواطا كثيرة ، وأخذ أيضا في زمن المأمون وحبس طويلا ، واختفت اخته بعد أن دفنت كتبه ، فهلكت الكتب ، لذلك كان يحدّث من حفظه ، وكان العلماء يعتمدون على مراسيله واعتبروها مسانيد.

صحب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، وروى عنه وعن أبي بصير وأبي أيّوب وابن اذينة وغيرهم ، وروى عنه أبو عبد الله البرقي وإبراهيم بن هاشم وابن أبي نجران وغيرهم. صنّف كتبا كثيرة ، منها : البداء ، الحج ، الاستطاعة وغيرهم. مات سنة ٢١٧ ه‍.

رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧ ؛ رجال الطوسي : ٣٨٨ / ٢٦ ؛ فهرست الشيخ : ١٤٣ / ٦٠٧ ؛ رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ و ٥٨٩ / ١١٠٣ ؛ الخلاصة : ١٤٠ / ١٧ ؛ لسان الميزان ٥ : ٣٣١ / ١٠٩٥ ؛ معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٧٩ / ١٠٠١٨.

٣١٠

خاتم النبيين ، في عترة خاتم النبيّين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

٥٢٦ / ٢٩ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن محمّد بن الحسين ، عن النّضر بن شعيب ، عن محمّد بن الفضل (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ). قال : «[الذي عنده علم الكتاب هو] عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

٥٢٧ / ٣٠ ـ عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بعض أصحابنا ، قال : كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام في المسجد يحدّث (٤) ، إذ مرّ بعض ولد عبد الله بن سلّام ، فقلت : جعلت فداك ، هذا ابن الذي يقول الناس : الذي (٥) عنده علم الكتاب.

فقال : «لا ، إنّما ذاك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنزتل فيه خمس آيات ، إحداها : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»)(٦).

٥٢٨ / ٣١ ـ وعنه : عن عبد الله بن محمّد ، عمّن رواه ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ). قال : «نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، إنّه عالم هذه الأمّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٧).

٥٢٩ / ٣٢ ـ وعنه : عن محمّد بن الحسين ، ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٣٦٧.

(٢) في المصدر : الفضيل.

(٣) بصائر الدرجات : ٢١٦ / ١٩.

(٤) في المصدر : أحدّثه.

(٥) (الذي) ليس في المصدر.

(٦) بصائر الدرجات : ٢١٤ / ١١.

(٧) بصائر الدرجات : ٢١٤ / ١٨.

٣١١

عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ). قال عليه‌السلام : «إيّانا عنى ، وعليّ عليه‌السلام أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

والروايات بأن الآية نزلت في عليّ عليه‌السلام وأهل بيته كثيرة من أراد الوقوف على كثير منها فعليه بكتاب البرهان زيادة على ما هنا.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢١٤ / ١٢.

٣١٢

سورة إبراهيم

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثاني عشر والثلاثمأة : إنّه من الشجرة الطيّبة ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ* تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)(١).

٥٣٠ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن سيف ، عن أبيه ، عن عمرو بن حريث ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ). قال : فقال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصلها ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام فرعها ، والأئمّة من ذرّيّتهما أغصانها ، وعلم الأئمّة ثمرتها ، وشيعتهم المؤمنون ورقها ، هل فيها فضل (٢)؟» قال : قلت : لا والله.

__________________

(١) إبراهيم ١٤ : ٢٤ ـ ٢٥.

(٢) قال المجلسي قوله : «فضل» أي شيء آخر غير ما ذكرنا ، فلا يدخل في هذه الشجرة ، ولا يلحق بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير من ذكر ، فالمخالفون وسائر الخلق داخلون في الشجرة الخبيثة ،

٣١٣

قال : «والله إنّ المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ، وإنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها» (١).

٥٣١ / ٢ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمّد بن عذافر ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ* تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها). فقال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا أصلها ، وعليّ فرعها ، والأئمّة أغصانها ، وعلمنا ثمرها ، وشيعتنا ورقها. يا أبا حمزة ، هل ترى فيها فضلا؟» قال : قلت : لا والله ، لا أرى فيها. فقال : «يا أبا حمزة ، والله إنّ المولود ليولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ، ويموت فتسقط ورقة منها» (٢).

٥٣٢ / ٣ ـ عنه : عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الأحول ، عن سلّام بن المستنير ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ* تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ، فقال : «الشجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نسبته ثابتة (٣) في بني هاشم ، وفرع الشجرة عليّ عليه‌السلام ، وغصن (٤) الشجرة فاطمة عليها‌السلام وأغصانها الأئمّة ، وورقها الشيعة ، وإنّ الرجل منهم ليموت فتسقط منها ورقته (٥) ، وإنّ المولود منهم ليولد فتورق

__________________

ـ وملحقون بها. وقيل : أي هل في هذه الكلمة فضل عن الحقّ ، وفي بعض النسخ : «شوب» مكان «فضل» أي هل فيها شوب خطأ وبطلان ، أو شوب حقّ بالباطل أو خلط شيء غير ما ذكر. مرآة العقول ٥ : ١٠٤.

(١) الكافي ١ : ٤٢٨ / ٨٠.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٨ / ١.

(٣) في المصدر : نسبه ثابت.

(٤) في المصدر : عنصر.

(٥) في المصدر : ورقة.

٣١٤

ورقته» (١).

قال : قلت له : جعلت فداك ، قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها؟) قال : «هو ما يخرج من الإمام من الحلال والحرام في كلّ سنة إلى شيعته» (٢).

٥٣٣ / ٤ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ). قال : «النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة هم الأصل الثابت ، والفرع : الولاية لمن دخل فيها» (٣).

٥٣٤ / ٥ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد الضّبّيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن هلال ، قال : حدّثنا نائل بن نجيح ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها). قال : «أمّا الشجرة فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفرعها عليّ عليه‌السلام ، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وثمرها أولادها عليهم‌السلام ، وورقها شيعتنا» ثمّ قال عليه‌السلام : «إنّ المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة ، وإنّ المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة» (٤).

٥٣٥ / ٦ ـ عنه ، قال : حدّثنا جماعة من أصحابنا ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ ، قال : حدّثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي ، قال : سمعت خالي محمّد بن عليّ ، يروي عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن

__________________

(١) في المصدر : ورقة.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٩ / ٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٠ / ١.

(٤) معاني الأخبار : ٤٠٠ / ٦١.

٣١٥

عمر بن صالح السابري (١) ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية (أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) قال : «أصلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفرعها أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والحسن والحسين ثمرها ، وتسعة من ولد الحسين أغصانها ، والشيعة ورقها ، والله إنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة».

قلت : قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)؟ قال : «ما يخرج من علم الإمام إليكم في كلّ سنة من حجّ وعمرة» (٢).

٥٣٦ / ٧ ـ العيّاشي : بإسناده عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قول الله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ). قال : «يعني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة من بعده ، وهم الأصل الثابت ، والفرع الولاية لمن دخل فيها» (٣).

وباقي الروايات تؤخذ من كتاب البرهان.

الإسم الثالث عشر والثلاثمأة : إنّه من النعمة التي بدّلت كفرا ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٤).

٥٣٧ / ٨ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن بسطام بن مرّة ، عن إسحاق بن حسّان ، عن الهيثم بن واقد ، عن عليّ بن الحسين العبدي ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعدلوا عن وصيّه ، لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب؟ ثمّ تلا هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ

__________________

(١) في المصدر : عمر بن سالم بيّاع السابري.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٣٤٥ / ٣٠.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٢٤ / ١٠.

(٤) إبراهيم : ٢٨.

٣١٦

دارَ الْبَوارِ) ثمّ قال : «نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة» (١).

٥٣٨ / ٩ ـ عنه : عن الحسين بن محمّد ، عن المعلّى ، عن محمّد بن أورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ). [قال :] «عنى بها قريشا قاطبة ، الذين عادوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونصبوا له الحرب ، وجحدوا وصيّة وصيّه» (٢).

٥٣٩ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً). قال : «نزلت في الأفجرين من قريش : ومن بني أميّة وبني المغيرة ، فأمّا بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأمّا بنو أميّة فمتعوا إلى حين ـ ثمّ قال ـ ونحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز ، ثمّ قال لهم : (تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)(٣)» (٤).

والباقي من الروايات في الآية تؤخذ من كتاب البرهان.

الإسم الرابع عشر والثلاثمأة : إنّه من بني إبراهيم عليه‌السلام الذين لم يسجدوا لصنم ، في قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(٥).

٥٤٠ / ١١ ـ العيّاشي : بإسناده عن الزهري ، قال : أتى رجل أبا عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) الكافي ١ : ٢١٧ / ١.

(٢) الكافي ١ : ٢١٧ / ٤.

(٣) إبراهيم ١٤ : ٣٠.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٣٧١.

(٥) إبراهيم ١٤ : ٣٥.

٣١٧

فسأله عن شيء فلم يجبه ، فقال له الرجل : فإن كنت ابن أبيك ، فإنّك من أبناء عبدة الأصنام ، فقال له : «كذبت ، إنّ الله أمر إبراهيم عليه‌السلام أن ينزل إسماعيل عليه‌السلام بمكّة ففعل ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قطّ ، ولكنّ العرب عبدة الأصنام ، وقالت بنو إسماعيل : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فكفرت ولم تعبد الأصنام» (١).

٥٤١ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) : «فانتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ». وفي خبر : «أنا دعوة إبراهيم» وإنّما عنى بذلك الطاهرين ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات لم يمسني سفاح الجاهلية» (٢).

٥٤٢ / ١٣ ـ الشيخ في (أماليه) عن الحفّار ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الديري ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : حدّثنا أبي ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا دعوة أبي إبراهيم».

قلنا : يا رسول الله ، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟

قال : «أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فاستخفّ إبراهيم الفرح ، فقال : يا ربّ ، ومن ذرّيّتي أئمّة مثلي؟ فأوحى عزوجل إليه : أن ـ يا إبراهيم ـ إنّي لا أعطيك عهدا لا أفي لك به.

قال : يا ربّ ، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك عهدا لظالم من ذرّيّتك.

قال : يا ربّ ، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال : من سجد

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٣٠ / ٣١.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٧٦.

٣١٨

لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا ، ولا يصح أن يكون إماما.

قال إبراهيم : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ)(١)».

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي عليّ ، لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ ، فاتّخذني الله نبيّا وعليّا وصيّا» (٢).

٥٤٣ / ١٤ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : الشافعي ابن المغازلي في كتاب (المناقب) بإسناده ، يرفعه إلى عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا دعوة أبي إبراهيم عليه‌السلام».

قلت : يا رسول الله ، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم عليه‌السلام؟

وساق الحديث السابق بعينه إلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فانتهت الدعوة اليّ وإلى عليّ لم يسجد أحدنا لصنم قط ، فاتّخذني الله وليّا (٣) واتخذ عليّا وصيّا» (٤).

الإسم الخامس عشر والثلاثمأة : إنّه من ذرّيّة إبراهيم عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي)(٥).

٥٤٤ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن حنّان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي) الآية ، قال : «نحن والله بقيّة تلك العترة» (٦).

__________________

(١) إبراهيم ١٤ : ٣٥ ـ ٣٦.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٧٨ / ٦٢.

(٣) في المصدر : لم نسجد أحد منّا.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ٢٧٦ / ٣٢٢.

(٥) إبراهيم ١٤ : ٣٧.

(٦) تفسير القمّي ١ : ٣٧١.

٣١٩

٥٤٥ / ١٦ ـ ورواه العيّاشي : بإسناده عن حنّان بن سدير ، عنه عليه‌السلام : «ونحن بقيّة تلك العترة» (١).

الإسم السادس عشر والثلاثمأة : إنّه من الذين ليقيموا الصلاة.

و [الإسم] السابع عشر والثلاثمأة : إنّه من الذين (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(٢).

و [الإسم] الثامن عشر والثلاثمأة : إنّه من الذين (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ).

و [الإسم] التاسع عشر والثلاثمأة : إنّه من الشاكرين ، في قوله تعالى : (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).

٥٤٦ / ١٧ ـ محمّد بن إبراهيم ـ المعروف بابن أبي زينب ـ في كتاب (الغيبة) ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبريّة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ـ وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ، ومن النّصّاب (٣) ـ قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم ؛ والحسين بن السّكن ، قالا : حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام ، قال : أخبرني [أبي] ، عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٤) ، قال : وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل اليمن ،

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٣٢ / ٣٦.

(٢) إبراهيم ١٤ : ٣٧.

(٣) في النسخة : يوالي يزيد بن معاوية ومن الثقات ، وهو تصحيف.

(٤) جابر بن عبد الله الخزرجي الأنصاري. من أجلّاء الصحابة صحب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد معه بدرا وثماني عشر غزوة ، وشهد العقبة أيضا ، وبعده لازم الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكان من السابقين الذين رجعوا إليه ، وكان من أصفياء أصحابه وشرطة خميسة ، وكان يدور في سكك المدينة ومجالسها ويردّد قول : «عليّ خير البشر فمن أبي فقد كفر» وكان يأمر الأنصار بتأديب أولادهم على حبّ الإمام عليه‌السلام ، وقيل : شهد معه صفّين ، وبعد شهادة الإمام انحاز إلى

٣٢٠