اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

[الإسم] الثاني والعشرون ومائة وألف : انه لم يكذب بالدين.

[الإسم] الثالث والعشرون ومائة وألف : انه الدين.

٨٦١

سورة العلق

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الرابع والعشرون ومائة وألف : انّه الإنسان ، في قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ).

[الإسم] الخامس والعشرون ومائة وألف : انّه الإنسان ، في قوله تعالى : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(١).

١٥٤٤ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الشيباني ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد ، قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ، قال : حدّثنا عثمان بن يوسف ، عن عبد الله بن كيسان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزل جبرئيل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا محمّد ، إقرأ ، قال : وما أقرأ؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) يعني خلقك من نطفة ، وشقّ منك عليّا ، (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) يعني علّم عليّ بن أبي طالب (عَلَّمَ الْإِنْسانَ) علّم عليّا من الكتابة لك (ما لَمْ يَعْلَمْ) قبل ذلك» (٢).

__________________

(١) العلق ٩٦ : ٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٤٣٠.

٨٦٢

سورة البيّنة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم السادس والعشرون ومائة وألف : انّه من الصحف المطهرة ، في قوله تعالى : (يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً).

[الإسم] السابع والعشرون ومائة وألف : انّه الصلاة ، في قوله تعالى : (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ).

[الإسم] الثامن والعشرون ومائة وألف : انّه من (الَّذِينَ آمَنُوا).

[الإسم] التاسع والعشرون ومائة وألف : (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).

[الإسم] الثلاثون ومائة وألف : (أُولئِكَ).

[الإسم] الحادي والثلاثون ومائة وألف : (هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(١).

١٥٤٥ / ١ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روى محمّد بن خالد البرقي مرفوعا ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) ، قال : «هم مكذّبو الشيعة ، لأنّ الكتاب هو الآيات ،

__________________

(١) البيّنة ٩٨ : ٧.

٨٦٣

وأهل الكتاب الشيعة».

وقوله : (وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ) يعني المرجئة (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) ، قال : حتّى يتضح لهم الحقّ ، وقوله : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ) يعني محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، (يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) يعني يدلّ على أولي الأمر من بعده وهم الأئمّة عليهم‌السلام وهم الصحف المطهّرة.

وقوله : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) أي عندهم الحقّ المبين ، وقوله : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) يعني مكذّبي الشيعة ، وقوله : (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) أي من بعد ما جاءهم الحقّ (وَما أُمِرُوا) هؤلاء الأصناف (إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) والإخلاص : الإيمان بالله ورسوله والأئمّة عليهم‌السلام ، وقوله : (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) والصلاة (١) : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ). قال : هي فاطمة عليها‌السلام.

وقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، قال : الذين آمنوا بالله ورسوله وأولى الأمر وأطاعوهم بما أمروهم به ، فذلك هو الإيمان والعمل الصالح (٢).

١٥٤٦ / ٢ ـ [وقال :] وقوله : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الله راض عن المؤمن في الدنيا والآخرة ، والمؤمن وإن كان راضيا عن الله فإنّ في قلبه ما فيه ، لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص ، فإذا عاين الثواب يوم القيامة رضي عن الله الحقّ حقّ الرّضا ، وهو قوله : (وَرَضُوا عَنْهُ) ، وقوله : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) أي أطاع ربّه» (٣).

١٥٤٧ / ٣ ـ شرف الدين نجفي : وروى عليّ بن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن

__________________

(١) في المصدر : فالصلاة والزكاة.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨٢٩ / ١.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٠ / ١.

٨٦٤

أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) قال : «هو ذلك دين القائم عليه‌السلام» (١).

١٥٤٨ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن الهيثم ، عن الحسن بن عبد الواحد ، عن الحسن بن الحسين ، عن يحيى بن مساور ، عن إسماعيل بن زياد ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن يزيد بن إشراهيل (٢) كاتب عليّ عليه‌السلام ، قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا مسنده الى صدري ، وعايشة عن أذني ، فأصغت عايشه لتسمع الى ما يقول ، فقال : أي أخي ، ألم تسمع قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرّا محجّلين شباعا مرويين» (٣).

١٥٤٩ / ٥ ـ عنه : عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن أبي مخنف ، عن يعقوب بن يزيد (٤) ، ثمّ إنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّا عليه‌السلام قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، ثمّ التفت إليّ وقال : أنت يا عليّ وشيعتك ، وميعادك وميعادهم الحوض ، تأتون غرّا محجّلين متوّجين». قال يعقوب : فحدّثت بهذا الحديث أبا جعفر عليه‌السلام ، فقال : «هكذا هو عندنا في كتاب عليّ عليه‌السلام» (٥).

١٥٥٠ / ٦ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد الورّاق ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٣١ / ٢.

(٢) في المصدر : شراحيل.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٨٣١ / ٣.

(٤) في المصدر : يعقوب بن ميثم.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٨٣١ / ٤.

٨٦٥

الحسن بن أبي عبد الله ، عن مصعب بن سلّام ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليهما‌السلام : يا بنيّة بأبي أنت وامّي ، أرسلي إلى بعلك فادعيه إليّ ، فقالت فاطمة للحسن عليهما‌السلام : انطلق إلى أبيك ، فقل له : إنّ جدّي يدعوك. فانطلق إليه الحسن فدعاه ، فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام حتّى دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاطمة عنده ، وهي تقول : واكرباه لكربك يا أبتاه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا كرب على أبيك بعد هذا اليوم. يا فاطمة ، إنّ النبيّ لا يشقّ عليه الجيب ، ولا يخمش عليه الوجه ، ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على ابنه إبراهيم : تدمع العين ، وقد يوجع القلب ، ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون ، ولو عاش إبراهيم لكان نبيّا.

ثمّ قال : يا عليّ ادن منّي. فدنا منه ، فقال : أدخل أذنك في فمي. ففعل ، فقال : يا أخي ، ألم تسمع قول الله عزوجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ؟) قال : بلى ، يا رسول الله. قال : هم أنت وشيعتك ، تجيئون غرّا محجّلين شباعا مرويين ، ألم تسمع قول الله عزوجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ؟) قال : بلى ، يا رسول الله قال : هم أعداؤك وشيعتهم ، يجيئون يوم القيامة مسودّة وجوههم ظماء مظمئين ، أشقياء معذّبين ، كفّارا منافقين ، ذاك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوّك وشيعتهم» (١).

١٥٥١ / ٧ ـ عنه : عن جعفر بن محمّد الحسيني (٢) ، ومحمّد بن أحمد الكاتب ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف ، عن أحمد بن عبد الله ، عن معاوية ، عن

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٢ / ٥.

(٢) في المصدر : الحسني.

٨٦٦

عبد الله (١) بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع : أن عليّا عليه‌السلام قال لأهل الشورى : «أنشدكم بالله ، هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : هذا أخي قد أتاكم ، ثمّ التفت إلى الكعبة ، قال : وربّ الكعبة المبنيّة ، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثمّ أقبل عليكم وقال : أما إنّي أوّلكم إيمانا ، وأقومكم بأمر الله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقضاكم بحكم الله ، وأعدلكم في الرعيّة ، وأقسمكم بالسّوية ، وأعظمكم عند الله مزيّة ، فأنزل الله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فكبّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكبّرتم ، وهنأتموني بأجمعكم ، فهل تعلمون أنّ ذلك كذلك؟» قالوا : اللهمّ نعم (٢).

١٥٥٢ / ٨ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : كنّا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قد أتاكم أخي» ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثمّ قال : «والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ثمّ قال : «إنّه أوّلكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرّعية ، وأقسمكم بالسويّة ، وأعظمكم عند الله مزيّة» قال : فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : فكان أصحاب محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أقبل عليّ عليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البريّة (٣).

__________________

(١) في المصدر : عبيد الله.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٣ / ٦.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٥١ / ٤٠.

٨٦٧

١٥٥٣ / ٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون (١) المعروف بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ، قال : أخبرنا عليّ بن حسن بن فضّال ، قال : أخبرنا العبّاس بن عامر ، قال : حدّثنا أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «دخل عليّ عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في بيت أمّ سلمة ، فلمّا رآه ، قال : كيف أنت يا عليّ إذا جمعت الأمم ، ووضعت الموازين ، وبرز لعرض خلقه ، ودعي الناس إلى ما لا بدّ منه؟ قال : فدمعت عين أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما يبكيك يا عليّ ، تدعى والله أنت وشيعتك غرّا محجّلين ، رواء مرويين ، مبيضّة وجوههم ، ويدعى بعدوّك مسودّة وجوههم ، أشقياء معذّبين ، أما سمعت إلى قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك ، والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك هم شرّ البريّة ، عدوّك يا عليّ» (٢).

١٥٥٤ / ١٠ ـ وعنه ، قال : قرىء على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع ، في منزله ببغداد في الربض بباب محول في صفر سنة عشر وأربعمائة : حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الأسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين ، قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين ، قال : دخلت علي أبي جعفر عليه‌السلام ، فقلت له : جعلت فداك يابن رسول الله ، إنّي وجدت في كتب أبي أن عليّا عليه‌السلام قال لأبي ميثم : «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان

__________________

(١) في المصدر : عبدو.

(٢) أمالي الطوسي : ٦٧١ / ٢١.

٨٦٨

فاسقا زانيا ، وأبغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاما قوّاما ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثمّ التفت إليّ ، وقال : هم والله [أنت] وشيعتك يا عليّ ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا ، غرّا محجّلين متوّجين».

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «هكذا هو عيان في كتاب عليّ عليه‌السلام» (١).

صاحب (الأربعين) ، وهو [الحديث] الثامن والعشرون من أحاديث الأربعين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن الحسن الصفّار بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن مسلم ، عن ابن الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قد أتاكم أخي» ثمّ التفت إلى الكعبة ، فضربها بيده (٢).

وذكر مثل ما تقدّم من رواية الشيخ في (أماليه) (٣).

١٥٥٥ / ١١ ـ ابن الفارسي في (روضة الواعظين) : قال الباقر عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعليّ عليه‌السلام مبتدئا : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم أنت وشيعتك» (٤).

١٥٥٦ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي بكر الهذلي ، عن الشعبي : أنّ رجلا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ، علّمني شيئا ينفعني الله به. قال : «عليك

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٤٠٥ / ٥٧.

(٢) أربعين الخزاعي : ٢٨ / ٢٨.

(٣) تقدّم في الحديث «٨».

(٤) روضة الواعظين : ١٠٥.

٨٦٩

بالمعروف ، فإنّه ينفعك في عاجل دنياك وآخرتك» ، إذ أقبل عليّ عليه‌السلام ، فقال : «يا رسول الله ، فاطمة تدعوك» قال : «نعم». فقال الرجل : من هذا يا رسول الله؟ قال : «هذا من الذين أنزل الله فيهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»)(١).

١٥٥٧ / ١٣ ـ ابن عبّاس وأبو برزة ، وابن شراحيل ، والباقر عليه‌السلام ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام مبتدئا : («إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك ، وميعادي وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين ، غرّا محجّلين». وفي خبر آخر : «أنت وشيعتك خير البريّة (٢)» (٣).

١٥٥٨ / ١٤ ـ أبو نعيم الأصفهاني في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه‌السلام) : بالإسناد ، عن شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، قال عليّ عليه‌السلام : «نحن أهل بيت لا نقاس بالناس». فقام رجل فأتى ابن عباس ، فأخبره بذلك ، فقال : صدق عليّ ، النبيّ لا يقاس بالناس؟ وقد نزل في عليّ عليه‌السلام (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(٤).

١٥٥٩ / ١٥ ـ أبو بكر الشيرازي في كتاب (نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه‌السلام) : أنّه حدّث مالك بن أنس ، عن حميد ، عن أنس بن مالك ، قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) [نزلت] في عليّ ، صدّق أوّل الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) تمسّكوا بأداء الفرائض (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) يعني عليّا أفضل

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٨.

(٢) في المصدر : أنت خير البريّة ، وشيعتك غرّ محجّلون.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٨.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٨.

٨٧٠

الخليقة بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

١٥٦٠ / ١٦ ـ الأعمش ، عن عطية ، عن الخدري ، وروى الخطيب الخوارزمي ، عن جابر ، أنه لمّا نزلت هذه الآية قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ خير البرية» وفي رواية جابر : كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أقبل عليّ قالوا : جاء خير البريّة (٢).

١٥٦١ / ١٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : نزلت في آل الرسول عليهم‌السلام (٣).

١٥٦٢ / ١٨ ـ أبو عليّ الطبرسي ، رفعه : عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، في قوله : (هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، [قال :] نزلت في عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام (٤).

١٥٦٣ / ١٩ ـ ومن طريق المخالفين : موفّق بن أحمد في كتاب (المناقب) ، قال : أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، حدّثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازه ، عن الشريف أبي طالب [المفضّل بن] محمّد بن طاهر الجعفري رضى الله عنه بداره بأصبهان في سكّة الخوارج ، وأخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، حدّثنا أحمد بن محمّد السريّ ، أخبرنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن زياد البزّاز ، عن إبراهيم بن مهاجر ، حدّثنا يزيد بن شراحيل الأنصاري ، كاتب عليّ عليه‌السلام ، قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا مسنده إلى

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٨.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٩.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٤٣٢.

(٤) مجمع البيان ١٠ : ٧٩٥.

٨٧١

صدري ، فقال : أي عليّ ، ألم تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ؟) أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» (١).

١٥٦٤ / ٢٠ ـ وروى الحبري ، يرفعه إلى ابن عبّاس ، قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) في عليّ عليه‌السلام وشيعته (٢).

١٥٦٥ / ٢١ ـ أبو القاسم الحسكاني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري ، كاتب عليّ عليه‌السلام ، قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا مسنده إلى صدري ، فقال : يا عليّ ، ألم تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ؟) هم شيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» (٣).

الإسم الثاني والثلاثون ومائة وألف : في قوله تعالى : (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ).

[الإسم] الثالث والثلاثون ومائة وألف : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً).

[الإسم] الرابع والثلاثون ومائة وألف : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ).

[الإسم] الخامس والثلاثون ومائة وألف : (وَرَضُوا عَنْهُ).

[الإسم] السادس والثلاثون ومائة وألف : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)(٤).

١٥٦٦ / ٢٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا سعيد بن محمّد ، قال : حدّثنا بكر بن

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ١٨٧.

(٢) تفسير الحبري : ٣٢٨ / ٧١.

(٣) شواهد التنزيل ٢ : ٤٥٩ / ١١٢٥ ؛ مجمع البيان ١٠ : ٧٩٥.

(٤) البيّنة ٩٨ : ٨.

٨٧٢

سهل ، قال : حدّثنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس ، في قوله : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) يريد خير الخلق (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) لا يصف الواصفون خير ما فيها (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) يريد رضي أعمالهم (وَرَضُوا عَنْهُ) رضوا بثواب الله (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) يريد لمن خاف وتناهى عن معاصي الله (١).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٤٣٢.

٨٧٣

سورة الزلزلة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم السابع والثلاثون ومائة وألف : انّه الإنسان ، في قوله تعالى : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها).

١٥٦٧ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو عبد الله الرازي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن روح بن صالح ، عن هارون بن خارجة ، رفعه ، عن فاطمة عليها‌السلام ، قالت : «أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر ، ففزعوا إلى أبي بكر وعمر ، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليّ عليه‌السلام ، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى [باب] عليّ عليه‌السلام ، فخرج إليهم عليّ عليه‌السلام غير مكترث لما هم فيه ، فمضى فاتّبعه الناس حتّى انتهى إلى تلعة (١) ، فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائية وذاهبة ، فقال لهم عليّ عليه‌السلام : كأنّكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا : وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قطّ! فحرّك شفتيه ثمّ ضرب الأرض بيده ، ثمّ قال : مالك؟ اسكني ، فسكنت ، فعجبوا من ذلك

__________________

(١) التلعة : ما انهبط من الأرض ، وقيل : ما ارتفع ، وهو من الأضداد. «لسان العرب ٨ : ٣٦».

٨٧٤

أكثر من تعجّبهم أوّلا حيث خرج إليهم ، قال [لهم] : فإنكم قد تعجّبتم من صنعي؟ قالوا : نعم ، قال : أنا الرجل الذي قال الله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) ، فأنا الإنسان الذي يقول لها : ما لك (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) إيّاي تحدّث أخبارها» (١).

١٥٦٨ / ٢ ـ عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن يحيى بن محمّد بن أيّوب ، عن عليّ بن مهزيار ، عن ابن سنان ، عن يحيى الحلبي ، عن عمر بن أبان ، عن جابر ، قال : حدّثني تميم بن حذيم ، قال : كنّا مع عليّ عليه‌السلام حيث توجّهنا إلى البصرة ، قال : فبينا نحن نزول إذا اضطربت الأرض ، فضربها عليّ عليه‌السلام بيده ، ثمّ قال لها : «مالك؟» ثمّ أقبل علينا بوجهه ، ثمّ قال لنا : «أما إنّها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عزوجل في كتابه لأجابتني ، ولكنها ليست تلك» (٢).

١٥٦٩ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الرحمن (٣) ، عن الصبّاح المزني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خرجنا مع عليّ عليه‌السلام وهو يطوف في السوق ، وهو يأمرهم بوفاء الكيل والوزن حتّى إذا انتهى إلى باب القصر ركض الأرض برجله (٤) المباركة ، فتزلزلت ، فقال : «هي هي ، مالك؟ اسكني ، أما والله إني أنا الإنسان الذي تنبّئه الأرض بأخبارها ، أو رجل منّي» (٥).

١٥٧٠ / ٤ ـ عنه : عن عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن

__________________

(١) علل الشرايع ٢ : ٥٥٦ / ٨.

(٢) علل الشرايع ٢ : ٥٥٥ / ٥.

(٣) في المصدر : عبد الله بن حمّاد.

(٤) ركض الأرض والثوب : ضربهما برجله. «لسان العرب ٧ : ١٥٩».

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٥ / ١.

٨٧٥

عبيد الله بن سليمان النجفي (١) ، عن محمّد بن الخراساني ، عن الفضل (٢) بن الزبير ، قال : إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام كان جالسا في الرّحبة ، (٣) فتزلزلت الأرض ، فضربها عليّ عليه‌السلام بيده ، ثمّ قال لها : «قري ، إنّه ما هو قيام ، ولو كان ذلك لأخبرتني ، وإني أنا الذي تحدّثه الأرض أخبارها ، ثمّ قرأ : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) أما ترون أنّها تحدّث عن ربّها؟» (٤).

١٥٧١ / ٥ ـ عنه : عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن يحيى الحلبي ، عن عمر بن أبان ، عن جابر الجعفي ، قال : حدّثني تميم بن جذيم ، قال : كنّا مع عليّ عليه‌السلام حيث توجّهنا إلى البصرة ، فبينا نحن نزول إذا اضطربت الأرض ، فضربها عليّ عليه‌السلام بيده ، ثمّ قال لها : «مالك [اسكني]؟» فسكنت ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الشريف ، ثمّ قال لنا : «أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لأجابتني ، ولكنّها ليست تلك» (٥).

وروى محمّد بن هارون البكري بإسناده إلى هارون بن خارجة حديثا ، يرفعه إلى سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، قالت : «أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وعمر ، وفزع الناس إليهما ، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى

__________________

(١) في المصدر : عبد الله بن سليمان النخعي ، وقد ورد اسم : عبيد بن سليمان النخعي يروى عنه إبراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات : ١١.

(٢) في المصدر : فضيل.

(٣) الرّحبة ، بالضم : بقرب القادسية ، على مرحلة من الكوفة على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة ، والرحبة ، بالفتح : هي محلة بالكوفة تنسب إلى خنيس بن سعد : «مراصد الاطلاع ٢ : ٦٠٨».

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٥ / ٢.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٦ / ٣.

٨٧٦

أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١) وذكر مثل ما تقدّم (٢).

١٥٧٢ / ٦ ـ روى أبو عليّ الحسن بن مهدي (٣) بن جمهور القمّي (٤) ، قال : حدّثني الحسن بن عبد الرحيم التمّار ، قال : انصرفت من مجلس بعض الفقهاء ، فمررت على سلمان الشاذكوني ، فقال لي : من أين جئت؟ فقلت : جئت من مجلس فلان ـ يعني واضع كتاب (الواحدة) ـ فقال لي : ماذا قوله فيه؟ قلت : شيء من فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال : والله لأحدّثنك بفضيلة حدّثني بها قرشيّ عن قرشيّ إلى أن بلغ ستّة نفر [منهم] ، ثمّ قال : رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب ، فضج أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعون لتسكن الأرض (٥) ، فما زالت تزيد إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها على الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : عليّ بأبي الحسن عليّ بن أبي طالب. فحضر ، فقال : يا أبا الحسن ، ألا ترى إلى قبور البقيع ورجفتها حتّى تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة وقد همّ أهلها بالرّحلة عنها؟

فقال عليّ عليه‌السلام : «عليّ بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البدريّين» فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلّا حضر حتّى لم يبق بالمدينة ثيب ولا عاتق (٦) إلّا خرجت ، ثمّ دعا بأبي ذرّ ومقداد وسلمان وعمّار ، فقال لهم : «كونوا بين يديّ»

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٦ / ٤.

(٢) تقدّم في الحديث (١) من هذه السورة.

(٣) في النسخة : محمّد.

(٤) في المصدر : العمّي.

(٥) في النسخة : الرجفة.

(٦) جارية عاتق : أي شابة أوّل ما أدركت فخدّرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج. «الصحاح ٤ : ١٥٢٠».

٨٧٧

حتّى توسّط البقيعّ ، والناس محدقون به ، فضرب الأرض برجله ، ثمّ قال : «مالك مالك؟» ثلاثا ، فسكنت ، فقال : «صدق الله وصدق رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لقد أنبأني بهذا الخبر ، وهذا اليوم ، وهذه الساعة ، وباجتماع الناس له ، إنّ الله عزوجل يقول في كتابه : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) ، أما لو كانت هي هي لقلت : مالها ، وأخرجت الأرض لي أثقالها» ثمّ انصرف وانصرف الناس معه ، وقد سكنت الرجفة (١).

١٥٧٣ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم : في معنى السورة (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) قال : من الناس (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) ، قال : ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٧ / ٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٤٣٣.

٨٧٨

سورة العاديات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثامن والثلاثون ومائة وألف : في قوله تعالى : (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً)(١).

١٥٧٤ / ١ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) ، قال : «ركض الخيل في قتالها» (٢)(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) ، قال : «توري وقد (٣) النار من حوافرها» (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) ، قال : «أغار علي عليه‌السلام عليهم صباحا» (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) ، قال : «أثر بهم عليّ عليه‌السلام وأصحابه الجراحات حتّى استنقعوا في دمائهم» (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) ، قال : «توسّط عليّ عليه‌السلام وأصحابه ديارهم» (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) ، قال :

__________________

(١) العاديات ١٠٠ : ٥.

(٢) في النسخة : ضباحها.

(٣) في المصدر : توري قدح.

٨٧٩

«إنّ فلانا لربّه لكنود» (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) ، قال : «إن الله شهيد عليهم» (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ، قال : «ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١).

الإسم التاسع والثلاثون ومائة وألف : (إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٤٣ / ٣.

٨٨٠