اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

سورة البلد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم المائة وألف : انّه الوالد ، في قوله تعالى : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ)(١).

١٥٠٨ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، رفعه ، في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ* وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ، قال : «أمير المؤمنين وما ولد من الأئمّة عليهم‌السلام» (٢).

١٥٠٩ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس : عن عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي ، عن منصور ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) ، قال : «يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». قلت : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ؟) قال : «عليّ وما ولد» (٣).

١٥١٠ / ٣ ـ عنه : عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن

__________________

(١) البلد ٩٠ : ٣.

(٢) الكافي ١ : ٤١٤ / ١١.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٧٩٨ / ٢.

٨٤١

حصين (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ، قال : «يعني عليّا وما ولد من الأئمّة عليهم‌السلام» (٢).

١٥١١ / ٤ ـ وعنه : عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد الله بن محمّد ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال لي : «يا أبا بكر ، قول الله عزوجل : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) هو عليّ بن أبي طالب (وَما وَلَدَ) الحسن والحسين عليهم‌السلام» (٣).

١٥١٢ / ٥ ـ ابن شهر آشوب : عن بعض الأئمّة عليهم‌السلام : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ* وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ، قال : «أمير المؤمنين وما ولد من الأئمّة عليهم‌السلام» (٤).

الإسم الحادي والمائة وألف : انّه اللسان ، في قوله تعالى : (وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ).

[الإسم] الثاني والمائة وألف : انّه المقربة ، في قوله تعالى : (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ).

الإسم الثالث والمائة وألف : مسكينا ذا متربة ، في قوله تعالى : (مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ)(٥).

١٥١٣ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن عبّاد ، عن الحسين بن أبي

__________________

(١) في المصدر : عبد الله بن حضيرة.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٧٩٧ / ١.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٧٩٨ / ٣.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٥.

(٥) البلد ٩٠ : ١٦.

٨٤٢

يعقوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) : «يعني نعثل في قتله بنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) يعني الذي جهز به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جيش العسرة (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) قال : فساد كان في نفسه ، (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) ، يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَلِساناً) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَشَفَتَيْنِ) يعني الحسن والحسين عليهما‌السلام (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) إلى ولايتهما (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) يقول : ما أعلمك؟ وكلّ شيء في القرآن ما أدراك فهو ما أعلمك؟ و (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمقربة قرباه (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) يعني أمير المؤمنين متربا بالعلم» (١).

١٥١٤ / ٧ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في (تفسيره) : حديثا مسندا يرفع إلى أبي يعقوب الأسدي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ) ، قال : «العينان : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واللسان : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والشفتان : الحسن والحسين عليهما‌السلام» (٢).

الإسم الرابع والمائة وألف : انّه ممّن اقتحم العقبة ، في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ)(٣).

١٥١٥ / ٨ ـ ابن شهر آشوب : عن محمّد بن الصبّاح الزّعفراني ، عن المزني ، عن الشافعي ، عن مالك ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) : «إنّ فوق الصراط عقبة كئودا ، طولها ثلاثة آلاف عام ، ألف عام هبوط ، وألف عام شوك وحسك وعقارب وحيات ، وألف عام صعود ، أنا

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٣.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٧٩٨ / ٤.

(٣) البلد ٩٠ : ١١.

٨٤٣

أوّل من يقطع تلك العقبة ، وثاني من يقطع تلك العقبة عليّ بن أبي طالب». وقال بعد كلام : «لا يقطعها في غير مشقّة إلّا محمّد وأهل بيته» الخبر (١).

الإسم الخامس ومائة وألف : انّه من العقبة ، في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ).

[الإسم] السادس ومائة وألف : انّه ممّن أطعم في يوم ذي مسغبة.

١٥١٦ / ٩ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ؟) فقال : «من أكرمه الله بولايتنا ، فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة التي من أقتحمها نجا».

قال : فسكت ، فقال : «هل أفيدك حرفا ، خير (٢) [لك] من الدنيا وما فيها؟». قلت : بلى جعلت فداك. قال : «قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ») ثمّ قال : «الناس كلّهم عبيد النار غيرك وأصحابك ، فإنّ الله فكّ رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت» (٣).

ورواه ابن بابويه ، في كتاب (بشارات الشيعة) عن أبيه ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني عباد بن سليمان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) وذكر الحديث بعينه (٤).

١٥١٧ / ١٠ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد (٥) ، قال : حدّثنا عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٥٥.

(٢) أي هو خير.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٠ / ٨٨.

(٤) فضائل الشيعة ٦٣ / ١٩.

(٥) في المصدر : جعفر بن أحمد.

٨٤٤

أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (فَكُّ رَقَبَةٍ) ، قال : «بنا تفك الرقاب ، وبمعرفتنا ، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة» (١).

١٥١٨ / ١١ ـ محمّد بن العبّاس : عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن يعقوب ، عن يونس بن زهير ، عن أبان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية؟ (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) ، فقال : «يا أبان ، هل بلغك من أحد فيها شيء؟» فقلت : لا ، فقال : «نحن العقبة ، فلا يصعد إلينا إلّا من كان منّا».

ثمّ قال : «يا أبان ، ألا أزيدك فيها حرفا ، خير لك من الدنيا وما فيها؟». قلت : بلى. قال : («فَكُّ رَقَبَةٍ) ، الناس مماليك النار كلّهم غيرك وغير أصحابك ، فككم الله منها». قلت : بما فكّنا منها؟ قال : «بولايتكم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

١٥١٩ / ١٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد الطبري ، بإسناده عن محمّد بن فضيل ، عن أبان بن تغلب ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن قول الله عزوجل : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) فضرب بيده على صدره ، وقال : «نحن العقبة التي من اقتحمها نجا». ثمّ سكت ، ثمّ قال [لي] : «ألا أفيدك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها» وذكر الحديث الذي تقدّم (٣).

١٥٢٠ / ١٣ ـ وعنه : عن محمّد بن القاسم ، عن عبيد بن كثير ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبان بن تغلب ، عن الإمام جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، في قوله عزوجل : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) ، قال : «نحن العقبة ، ومن اقتحهما نجا ، بنا فكّ الله رقابكم من النار» (٤).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٣.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٧٩٩ / ٥.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٨٨٠ / ٧.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٠ / ٨.

٨٤٥

١٥٢١ / ١٤ ـ وعن الباقر عليه‌السلام : «نحن العقبة التي من اقتحهما نجا». ثمّ [قال] : «(فَكُّ رَقَبَةٍ) الناس كلّهم عبيد النار ما خلا نحن وشيعتنا ، فكّ الله رقابهم من النار» (١).

١٥٢٢ / ١٥ ـ عليّ بن إبراهيم : قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) ، قال : العقبة : الأئمّة ، من صعدها فكّ رقبته من النار (٢).

الإسم السابع ومائة وألف : انّه الميمنة ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ)(٣).

١٥٢٣ / ١٦ ـ عليّ بن إبراهيم : قوله تعالى : (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) قال : أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

وقد تقدّم انّه اليمين في سورة الواقعة.

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٥٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٣.

(٣) البلد ٩٠ : ١٨.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٣.

٨٤٦

سورة الشمس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثامن ومائة وألف : انّه القمر ، في قوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(١) وفي رواية أخرى الشمس.

١٥٢٤ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن جماعة ، عن سهل ، عن محمّد ، عن أبيه ، عن أبي محمّد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ، قال : «الشمس : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، به أوضح الله عزوجل للناس دينهم».

قال : قلت : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها؟) قال : ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونفثه بالعلم نفثا».

[قال :] قلت : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها؟) قال : «ذاك أئمّة الجور الذين استبدّوا بالأمر دون آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم ، فغشوا دين الله بالجور والظلم ، فحكى الله فعلهم ، فقال : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها»).

قال : فقلت : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها؟) قال : «ذاك الإمام من ذريّة فاطمة عليها‌السلام ،

__________________

(١) الشمس ٩١ : ٢.

٨٤٧

يسأل عن دين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيجليه لمن يسأل ، فحكى الله عزوجل قوله (١) : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها)» (٢).

ورواه عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مثله (٣).

محمّد بن العبّاس : عن محمّد بن القاسم ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن عبد الله ، عن أبي جعفر القمّي ، عن محمّد بن عمر ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مثله (٤).

١٥٢٥ / ٢ ـ عنه : عن محمّد بن أحمد الكاتب ، عن الحسين بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مثلي فيكم مثل الشمس ، ومثل عليّ مثل القمر ، فإذا غابت الشمس فاهتدوا بالقمر» (٥).

١٥٢٦ / ٣ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن حمّاد ، بإسناده إلى مجاهد ، عن ابن عبّاس ، في قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ، قال : هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) ، قال : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) ، [قال] : الحسن والحسين عليهما‌السلام (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) بنو أميّة.

ثمّ قال ابن عبّاس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثني الله نبيّا ، فأتيت بني أميّة ، فقلت : يا بني أميّة ، إنّي رسول الله إليكم ، قالوا : كذبت ، ما أنت برسول ، ثم أتيت بني هاشم ، فقلت : إنّي رسول الله إليكم ، فآمن بي عليّ بن أبي طالب سرّا وجهرا ،

__________________

(١) زاد في المصدر : فقال.

(٢) الكافي ٨ : ٥٠ / ١٢.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٤.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٥ / ٣.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٦ / ٥.

٨٤٨

وحماني أبو طالب جهرا ، وآمن بي سرّا ، ثمّ بعث الله جبرئيل عليه‌السلام بلوائه ، فركزه في بني هاشم ، وبعث إبليس بلوائه فركزه في بني أميّة ، فلا يزالون أعداءنا ، وشيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة» (١).

١٥٢٧ / ٤ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روى عليّ بن محمّد ، عن أبي جميلة ، عن الحلبي ، ورواه أيضا عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان (٢) ، عن الفضل أبي العبّاس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه قال : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) : «الشمس : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وضحاها : قيام القائم عليه‌السلام ، لأنّ الله سبحانه قال : (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)(٣) ، (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) الحسن والحسين عليهما‌السلام (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) هو قيام القائم عليه‌السلام (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) حبتر ودولته ، قد غشى عليه الحقّ».

وأمّا قوله : (وَالسَّماءِ وَما بَناها) ، قال : «هو محمّد عليه‌السلام ، هو السماء الذي

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٦ / ٦.

(٢) أبان بن عثمان الأحمر البجلي مولاهم الكوفي. أصله من الكوفة ، وكان يسكنها تارة والبصرة تارة اخرى ، وفيها أخذ عنه أهلها ، وأكثروا الحكاية عنه.

كان من فقهاء أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام وممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه.

لم يصرّح أحد بوثاقته ، بل نسبه بعضهم إلى الناووسية ، ووافقهم العلّامة ، واستقرب قبول روايته مع اعترافه بفساد مذهبه ، ثم إنّه في خاتمة خلاصته قال عنه : فطحي ، ونقل عن محكي المنتهى له نسبته إلى الواقفية ، ونفى بعضهم ذلك عنه ، وعدّه من سهو العلّامة.

كان من أصحاب الصادق عليه‌السلام وممّن روى عنه وعن أبي جعفر الأحول وأبي بصير وأبي امامة وغيرهم ، وروى عنه جعفر بن بشير وظريف بن ناصح وفضاله وغيرهم. له كتاب كبير.

رجال النجاشي : ١٣ / ٨ ؛ رجال الطوسي : ١٥٢ / ١٩١ ؛ فهرست الشيخ : ١٨ / ٥٢ ؛ رجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٥٩ و ٦٦٠ و ٣٧٥ / ٧٠٥ ؛ الخلاصة : ٢١ / ٣ و ٢٧٧ ؛ معجم رجال الحديث ١ : ١٥٧ / ٣٧.

(٣) طه ٢٠ : ٥٩.

٨٤٩

يسمو إليه الخلق في العلم» وقوله : (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) ، قال : «الأرض : الشيعة» (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) ، قال : «هو المؤمن المستور وهو على الحقّ» وقوله : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) ، قال : «عرفت (١) الحقّ من الباطل ، فذلك قوله : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها» قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) ، قال : «قد أفلحت نفس زكّاها الله (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) الله».

وقوله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) ، قال : «ثمود : رهط من الشيعة ، فإن الله سبحانه يقول : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ)(٢) فهو السيف إذا قام القائم عليه‌السلام ، وقوله تعالى : (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ) هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) ، قال : «الناقة : الإمام الذي فهم عن الله وفهم عن رسوله ، (وَسُقْياها) ، أي عنده مستقى العلم». (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) قال : «في الرجعة» (وَلا يَخافُ عُقْباها) ، قال : «لا يخاف من مثلها إذا رجع» (٣).

الإسم التاسع ومائة وألف : انّه الناقة ، في قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ).

الإسم العاشر ومائة وألف : انّه زكاة الله ، في قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(٤).

١٥٢٨ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد الله ، قال : حدّثنا الحسن بن معمر (٥) ، قال : حدّثنا عثمان بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبد الله بن

__________________

(١) في المصدر : عرّفه.

(٢) فصلت ٤١ : ١٧.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٤.

(٤) الشمس ٩١ : ٩.

(٥) في المصدر : جعفر.

٨٥٠

عبيد الله القادري (١) ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) ، قال : «أمير المؤمنين عليه‌السلام زكاه ربه». (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) ، قال : «هو الأوّل والثاني في بيعتهما إيّاه (٢)» (٣).

__________________

(١) في المصدر : الفارسي.

(٢) زاد في المصدر : حيث مسح على كفه.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٤.

٨٥١

سورة الليل

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الحادي عشر ومائة وألف : انّه مراد ، في قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى).

[الإسم] الثاني عشر ومائة وألف : انه الهدى.

[الإسم] الثالث عشر ومائة وألف : وان له الآخرة والأولى ، في قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) الآيات.

١٥٢٩ / ١ ـ شرف الدين النجفي : في معنى السورة ، قال : جاء مرفوعا ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)(١) ، قال : «دولة إبليس إلى يوم القيامة ، وهو يوم قيام القائم عليه‌السلام (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى)(٢) ، وهو القائم عليه‌السلام إذا قام ، وقوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) أعطى نفسه الحقّ ، واتّقى الباطل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) ، أي الجنّة (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) يعني بنفسه عن الحق ، واستغنى بالباطل عن الحقّ

__________________

(١) الليل ٩٢ : ١.

(٢) الليل ٩٢ : ٢.

٨٥٢

(وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة عليهم‌السلام من بعده (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) ، يعني النار.

وأما قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) يعني أنّ عليّا عليه‌السلام هو الهدى (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ)(١)(وَالْأُولى * فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) قال : هو القائم عليه‌السلام إذا قام للغضب (٢) ، فيقتل من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) قال : هو عدوّ آل محمّد عليهم‌السلام (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) قال : ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته» (٣).

١٥٣٠ / ٢ ـ قال : وروي بإسناد متّصل إلى سليمان بن سماعة ، عن عبد الله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران (٤) ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «والليل إذا يغشى ،

__________________

(١) في المصدر : وان له الآخرة.

(٢) في المصدر : بالغضب.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٧ / ١.

(٤) أبو محمّد سماعة بن مهران الحضرمي الكوفي مولى. من أجلّ الرواة ، ومن الأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذمّ أحد منهم ، أكّد النجاشي والعلّامة وثاقته ، ونفى غيرهما الإشكال في ذلك ، إلّا أنّ الشيخ والعلّامة رمياه بالوقف وسبقهما إلى ذلك الصدوق حيث صرّح بوقفه ، وامتنع من الإفتاء اعتمادا على روايته ، ونفى الوقف عنه آخرون.

كان يتاطى التجارة بالقزّ ، ويخرج به إلى حرّان ، ثم إنّه نزل على كندة في الكوفة ، وله فيها مسجد.

من أصحاب الإمامين : الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، وممّن روى عنهما ، وروى عنه أبو أيّوب وأبو جميلة وابن أبي عمير وغيرهم ، له كتاب. توفّي سنة ١٤٥ ه‍.

جوابات أهل الموصل (مصنّفات المفيد) ٩ : ٢٥ ؛ من لا يحضره الفقيه ١ : ٧٥ / ٢١ ؛ رجال النجاشي : ١٩٣ / ٥١٧ ؛ رجال الطوسي : ٢١٤ / ١٩٦ و ٣٥١ / ٤ ؛ الخلاصة : ٢٢٨ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ٨ : ٢٩٧ / ٥٥٤٦.

٨٥٣

والنهار إذا تجلّى ، الله خالق الزوجين الذكر والأنثى ، ولعليّ الآخرة والأولى» (١).

١٥٣١ / ٣ ـ وعن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية هكذا والله : [الله] خالق الزوجين الذكر والأنثى ، ولعليّ الآخرة والأولى» (٢).

١٥٣٢ / ٤ ـ ثمّ قال شرف الدين : ويدلّ على ذلك ما جاء في الدعاء : «سبحان من خلق الدنيا والآخرة ، وما سكن في الليل والنهار ، لمحمّد وآل محمّد» (٣).

١٥٣٣ / ٥ ـ البرسي : بالإسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار ، أنّهم أوضحوا ما وجدوا وبأن لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه‌السلام. فله ثلاثمائة اسم في القرآن. منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود (٤).

وساق الحديث في ذكر بعض أسمائه في القرآن إلى أن قال : وقوله ان علينا للهدى وان لنا للآخرة والأولى.

والحديث قد تقدّم في فوائد الكتاب من أوله.

الإسم الرابع عشر ومائة وألف : انّه الذي يؤتى ماله يتزكى ، في قوله تعالى : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى)(٥).

١٥٣٤ / ٦ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روى أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أيمن بن محرز ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه قال : («فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) الخمس ، (وَاتَّقى) ، ولاية

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٨ / ٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٨ / ٥.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٩ / ٦.

(٤) ... الفضائل لابن الشاذان : ١٧٤.

(٥) الليل ٩٢ : ١٧ ، ١٨.

٨٥٤

الطواغيت (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) فلا يريد شيئا من الخير إلّا يسّر له (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) بالخمس (وَاسْتَغْنى) برأيه عن أولياء الله (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) فلا يريد شيئا من الشرّ إلّا تيسّر له».

وأمّا قوله : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) قال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن تبعه» ، (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى) قال : «ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله تعالى : (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(١)». وقوله : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) : «فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي ليس لأحد عنده من نعمة تجزى ، ونعمته جارية على جميع الخلق» (٢).

__________________

(١) المائدة ٥ : ٥٥.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨٠٩ / ٧.

٨٥٥

سورة الانشراح

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الخامس عشر ومائة وألف : انّه مراد ، في قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ)(١).

[الإسم] السادس عشر ومائة وألف : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ).

١٥٣٥ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن موسى ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، قال : «قال [الله] سبحانه وتعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) بعليّ (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) ... (فَإِذا فَرَغْتَ) من نبوّتك (فَانْصَبْ) عليّا وصيّا (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) في ذلك» (٢).

١٥٣٦ / ٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قوله تعالى : (فَإِذا

__________________

(١) الانشراح ٩٤ : ١ ، ٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨١١ / ١.

٨٥٦

فَرَغْتَ فَانْصَبْ) كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاجّا ، فنزلت (فَإِذا فَرَغْتَ) من حجّتك (فَانْصَبْ) عليّا للناس» (١).

١٥٣٧ / ٣ ـ البرسي : بالإسناد ، يرفعه إلى المقداد بن الأسود الكندي (٢) رضى الله عنه ، قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو متعلّق بأستار الكعبة ، ويقول : «اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح لي صدري وارفع ذكري». فنزل عليه جبرئيل ، وقال : اقرأ يا محمّد! [قال : وما أقرأ؟ قال اقرأ :](أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام صهرك ، فقرأها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأثبتها عبد الله بن مسعود [في مصحفه] ، فأسقطها عثمان [بن عفّان حين وحّد المصاحف](٣).

والروايات في هذه الآية كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

[الإسم] السابع عشر ومائة وألف : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨١٢ / ٤.

(٢) أبو اليقظان المقداد بن الأسود. من السابقين إلى الإسلام ، وأوّل من أظهره في مكّة ، شهد مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدرا ، وكان فارسا فيها ، وأوّل من حارب فارسا في الإسلام ، وشهد معه أيضا المشاهد كلّها ، وكان أحد النجباء وزراء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن بعده لازم الإمام عليّ عليه‌السلام ، وصار من خواصّه وأصفيائه وثقاته ، وكان ثاني الأركان الأربعة السابقين إليه والمقرّبين منه والذين ثبتوا معه ، وأنكروا على أبي بكر جلوسه على كرسي الخلافة حتى ورد في حقّه : بقي أحد إلّا وقد جال جولة إلّا المقداد بن الأسود ، فإنّ قلبه كان مثل زبر الحديد ، وحسبه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أمرني ربّي بحبّ أربعة» وكان المقداد أحدهم. توفّي سنة ٣٣ ه‍.

رجال الطوسي : ٢٧ / ٨ و ٥٧ / ١ ؛ الخلاصة : ١٦٩ / ١ ؛ الإصابة ٣ : ٤٥٥ / ٨٤٨١ ؛ اسد الغابة ٤ : ٤١٠ ؛ معجم رجال الحديث ١٨ : ٣١٤ / ١٢٦٠٧.

(٣) ... الفضائل لابن الشاذان : ١٥١.

٨٥٧

سورة التين

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثامن عشر ومائة وألف : انّه طور سينين ، وفي رواية انّه الزيتون ، في قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ)(١).

١٥٣٨ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبي ، عن بدر بن الوليد ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ) ، قال : «التين والزيتون : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وطور سينين : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام».

قال : قوله : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ؟) قال : «الدين : ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

١٥٣٩ / ٢ ـ عنه : عن محمّد بن القاسم ، عن محمّد بن زيد ، عن إبراهيم بن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن فضيل ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : أخبرني عن قول

__________________

(١) التّين ٩٥ : ١ ، ٢.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨١٣ / ٢.

٨٥٨

الله عزوجل : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) إلى آخر السورة ، فقال : «التين والزيتون : الحسن والحسين عليهما‌السلام».

قلت : (وَطُورِ سِينِينَ؟) قال : «ليس هو طور سينين ، ولكن طور سيناء». قال : فقلت : وطور سيناء؟ فقال : «نعم ، هو أمير المؤمنين عليه‌السلام».

قلت : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ؟) قال : «هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه».

قلت : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ؟) قال : «ذاك أبو فصيل حين أخذ الله الميثاق له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة ، ولأوصيائه بالولاية ، فأقرّ وقال : نعم ، ألا ترى أنّه قال : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) يعني الدّرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمّد صلوات الله عليهم ما فعل؟»

قال : قلت : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ؟) قال : «هو والله أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ»).

قال : قلت : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ؟) قال : «مهلا مهلا ، لا تقل هكذا ، هذا هو الكفر بالله ، لا والله ما كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالله طرفة عين» قال : قلت : فكيف هي؟ قال : «فمن يكذّبك بعد بالدّين ، والدّين أمير المؤمنين عليه‌السلام (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ»)(١).

١٥٤٠ / ٣ ـ شرف الدين النجفي في (تفسيره) : عن يحيى الحلبي ، عن عبد الله بن سنان (٢) ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ) ، قال : «التين والزيتون : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وطور سينين : عليّ عليه‌السلام». وقوله : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) ، قال : «[الدّين]

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨١٤ / ٤.

(٢) في النسخة : مسكان.

٨٥٩

أمير المؤمنين عليه‌السلام» (١).

١٥٤١ / ٤ ـ وعن الباقر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، قال : «ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ»)(٢).

١٥٤٢ / ٥ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن مسمى (٣) ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة وابن عبّاس ، في قوله تعالى : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) يقول : يا محمّد ، لا يكذّبك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد ما آمن بالحساب (٤).

١٥٤٣ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم ، في معنى السورة : قوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال : التين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والزيتون : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وطور سينين : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، والبلد الأمين : الأئمّة عليهم‌السلام (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قال : نزلت في الأوّل (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، قال : ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) أي لا يمنّ عليهم به ، ثمّ قال لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) ، قال : ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٥).

الإسم التاسع عشر ومائة وألف : انّه من الذين آمنوا.

[الإسم] العشرون ومائة وألف : وعملوا الصالحات.

[الإسم] الحادي والعشرون ومائة وألف : فلهم أجر غير ممنون.

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٨١٣ / ٣.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٢٢.

(٣) في المصدر : سميّ.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١١٨.

(٥) تفسير القمّي ٢ : ٤٢٩.

٨٦٠