اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

مقدمة

تشتمل على فوائد :

الأولى : معنى آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٢ / ١ ـ الشيخ الثقة محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن الماهيار المعروف بابن الحجام ـ بالجيم المضمومة والحاء المهملة ـ قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن حسين بن حكم ، عن حسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اسمه ياسين ، ونحن الذين قال الله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(١)» (٢).

٣ / ٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، عن الخضر بن فاطمة البجلي (٣) ، عن وهيب (٤) بن نافع ، عن كادح ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) الصافات ٣٧ : ١٣٠.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٨ / ١٣.

(٣) في المصدر : أبي فاطمة البلخي.

(٤) في المصدر : وهب.

٤١

آبائه ، عن عليّ عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : «ياسين محمّد ، ونحن آل محمّد» (١).

٤ / ٣ ـ ورواه محمّد بن عليّ بن بابويه ، قال : حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصريّ ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل ، قال : حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البجليّ (٢) ، قال : حدّثنا وهيب (٣) بن نافع ، قال : حدّثنا كادح ، عن الصّادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٤) ، قال : «ياسين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن آل ياسين» (٥).

قلت : فإذا جاء في الآية انها في آل محمّد كان عليه‌السلام فيهم وهو سيّدهم وأفضلهم.

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٩٩ / ١٤.

(٢) في المصدر : البلخي.

(٣) في المصدر : وهب.

(٤) وهي قراءة زيد بن علي ونافع وابن عامر. «الموسوعة القرآنية ٦ : ١٩٦».

(٥) معاني الأخبار : ١٢٢ / ٢.

٤٢

الثانية : فيما جاء عن عليّ عليه‌السلام

ممّا له في القرآن من جملة من أسمائه

٥ / ١ ـ محمّد بن عليّ بن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ، ويعيبه (١) ، ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ـ وذكر الخطبة إلى أن قال فيها ـ : ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا فتضلّوا في دينكم ، يقول الله عزوجل : (إنّ الله مع الصّادقين) (٢) أنا ذلك الصّادق ، وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله عزوجل :

(فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)(٣) ، أنا ذلك المؤذّن ، وقال :

__________________

(١) في المصدر : يلعنه.

(٢) لم ترد الآية بهذا الشكل في القرآن الكريم ، والذي في سورة التوبة : ١١٩ (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

(٣) الأعراف ٧ : ٤٤.

٤٣

(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(١) ، فأنا ذلك الأذان من الله ورسوله ، وأنا المحسن ، يقول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(٢) ، وأنا ذو القلب ، يقول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ)(٣) ، وأنا الذاكر ، يقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ)(٤).

ونحن أصحاب الأعراف : أنا وعمّي وأخي وابن عمّي ، والله فالق الحبّ والنوى ، لا يلج النار لنا محبّ ، ولا يدخل الجنّة لنا مبغض ، يقول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٥) ، وأنا الصّهر ، يقول الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)(٦) ، وأنا الأذن الواعية ، يقول الله عزوجل : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)(٧) ، وأنا السلم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يقول الله عزوجل : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٨). ومن ولديّ مهديّ هذه الأمّة» (٩).

__________________

(١) التوبة ٩ : ٣.

(٢) العنكبوت ٢٩ : ٦٩.

(٣) سورة ق ٥٠ : ٣٧.

(٤) آل عمران ٣ : ١٩١.

(٥) الأعراف ٧ : ٤٦.

(٦) الفرقان ٢٥ : ٥٤.

(٧) الحاقة ٦٩ : ١٢.

(٨) الزمر ٣٩ : ٢٩.

(٩) معاني الأخبار : ٥٨ / ٩.

٤٤

الثالثة : إنّ القرآن له ظهر وبطن

٦ / ١ ـ الشيخ أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي : بإسناده عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن شيء في تفسير القرآن فأجابني ، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك ، كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟! فقال لي : «يا جابر ، إنّ للقرآن بطنا ، وللبطن بطنا وظهرا ، وللظهر (١) ظهرا ـ يا جابر ـ وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إنّ الآية ليكون أوّلها في شيء [وأوسطها في شيء] وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل يتصرّف على وجوه» (٢).

٧ / ٢ ـ عنه : بإسناده عن جابر ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يا جابر ، إنّ للقرآن بطنا ، وللبطن ظهرا».

ثمّ قال : «يا جابر ، ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ، إنّ الآية لينزل أوّلها في شيء ، [وأوسطها في شيء] ، وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل يتصرّف

__________________

(١) (بطنا وظهرا وللظهر) ليس في المصدر.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٢ / ٨.

٤٥

على وجوه» (١).

والأحاديث في ذلك كثيرة ذكرناها في كتاب البرهان.

قلت : قد يجيء في الآية وجوه من التفسير عن الأئمّة عليهم‌السلام ، منها ان الآية نزلت في عليّ وفي ولده وفيه وفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووجه الآخر من التفسير في غير ذلك.

كما في قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) فانها نزلت فيهم ، وفي المساجد السبعة التي يسجد عليها الإنسان في الصلاة ومثل قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)(٢) فإنّها في أسمائه تعالى وفيهم عليهم‌السلام : فربمّا يفسر القرآن بإعتبار الظاهر ويفسر بإعتبار الباطن وليس بإختلاف في التفسير بمعنى المضادة بل من الظاهر والباطن وكلا الوجهين من التفسير صحيح يعمل به فإذا جاءت الآية مفسرة بأنّها في عليّ عليه‌السلام وجاء تفسير آخر غير ذلك ينزل على الظاهر والباطن والوجهان صحيحان يعمل بهما وانّهما تفسيران في الآية.

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١١ / ٢.

(٢) الأعراف ٧ : ١٨٠.

٤٦

الرابعة : فيما نزل عليه من القرآن من الأقسام

٨ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي يحيى ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : «نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام» (١).

ورواه العيّاشي : بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام ... الحديث (٢).

٩ / ٢ ـ عنه : عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام» (٣).

١٠ / ٣ ـ العيّاشي : بإسناده عن محمّد بن خالد بن الحجّاج الكرخي ، عن بعض أصحابه ، رفعه إلى خيثمة ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يا خيثمة ، القرآن نزل

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٧ / ٢.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٩ / ٣.

(٣) الكافي ٢ : ٤٥٩ / ٤ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٦ / ٥٧ و ٥٨ و : ٥٩ / ٦٠ و : ٦١ / ٦٥.

٤٧

أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبّائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنّة ومثل. ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات أولئك القوم ماتت الآية ، لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السّماوات والأرض ، ولكلّ قوم آية يتلونها ، هم منها من خير أو شرّ» (١).

١١ / ٤ ـ ومن طريق المخالفين : عن ابن المغازلي ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إنّ القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت خاصّة (٢) ، وربع حلال ، وربع (٣) حرام ، وربع فرائض وأحكام ؛ والله أنزل فينا (٤) كرائم القرآن» (٥).

واعلم إنّي أذكر ما في السور من أسمائه عليه‌السلام على ترتيب القرآن والله الموفّق.

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٠ / ٧.

(٢) في المصدر زيادة : وربع في أعدائنا.

(٣) (ربع) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر : في عليّ عليه‌السلام.

(٥) مناقب ابن المغازلي : ٣٢٨ / ٣٧٥ ؛ النور المشتعل : ٣٨ / ١٢ و ٣٩ / ١٣.

٤٨

سورة فاتحة الكتاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الأوّل : الصراط المستقيم ، في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(١).

١٢ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن النّضر بن سويد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : «هو الطريق ، ومعرفة الإمام» (٢).

١٣ / ٢ ـ وعنه ، قال : حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ). قال : «هو أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعرفته ، والدليل على أنّه أمير المؤمنين قوله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(٣) وهو أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) الفاتحة ١ : ٦.

(٢) تفسير القمّي ١ : ٢٨.

(٣) الزخرف ٤٣ : ٤.

٤٩

في أمّ الكتاب» (١).

١٤ / ٣ ـ محمّد بن مسعود : بإسناده ، عن داود بن فرقد (٢) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : («اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٣).

١٥ / ٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصّلت ، عن عبد الله بن الصّلت ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عمّن ذكره ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام» (٤).

١٦ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني (٥) ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الصراط ، فقال : «هو الطريق إلى معرفة الله عزوجل ، وهما صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٢٨.

(٢) داود بن فرقد الأسدي الكوفي مولى. وجه في أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ومن مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمّة عليهم‌السلام.

وثّقه أرباب التراجم ، ونقل بعضهم عن ابن فضّال تأكيد وثاقته ، وذكر الكشّي منهم ما حصل للمترجم في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع بعض المخالفين وتأييد الإمام له. روى عن الإمامين عليهما‌السلام ، وعن المعلّى بن خنيس ويعقوب بن شعيب وبشير النبّال وغيرهم ، وروى عنه ابن فضّال وابن سنان وابن مسكان وغيرهم.

رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨ ؛ رجال الطوسي : ١٨٩ / ٤ و ٣٤٩ / ٢ ؛ رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٤٠ ؛ فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٧٤ ؛ فهرست ابن النديم : ٢٧٥ ؛ الخلاصة : ٦٨ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ٧ : ١١٤ / ٤٤١٨.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ٢٤ / ٢٥.

(٤) معاني الأخبار : ٣٢ / ٢.

(٥) في المصدر : الحسيني.

٥٠

الآخرة. فأمّا الصراط الذي في الدنيا ، فهو الإمام المفترض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه ، مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا ، زلّت قدمه عن الصّراط في الآخرة ، فتردّى في نار جهنّم» (١).

١٧ / ٦ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : حدّثني ثابت الثّمالي ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، قال : «ليس بين الله وبين حجّته حجاب ، ولا لله دون حجّته ستر ، نحن أبواب الله ، ونحن الصّراط المستقيم ، ونحن عيبة (٢) علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سرّه» (٣).

١٨ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن تفسير وكيع بن الجرّاح : عن سفيان الثوري ، عن السّدّي ، عن أسباط (٤) ومجاهد ، عن ابن عبّاس ، في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ). قال : قولوا ـ معاشر العباد ـ : أرشدنا إلى حبّ محمّد وأهل بيته عليهم‌السلام (٥).

١٩ / ٨ ـ [عنه] : وعن تفسير الثعلبي رواية ابن شاهين ، عن رجاله ، عن مسلم بن حيّان ، عن أبي بريدة ، في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ). قال : صراط محمّد وآله عليهم‌السلام (٦).

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٢ / ١.

(٢) العيبة : مستودع الثياب أو مستودع أفضل الثياب ، وعيبة العلم على الاستعارة. «مجمع البحرين ـ عيب ـ ٢ : ١٣٠».

(٣) معاني الأخبار : ٣٥ / ٥.

(٤) أسباط بن محمّد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي مولاهم أبو محمّد. «تهذيب التهذيب ١ : ١٨٥».

(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٣.

(٦) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٣ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٧٤ / ٨٦.

٥١

سورة البقرة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الثاني : (الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ).

الإسم الثالث : هدى للمتقين ، في قوله تعالى : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ).

٢٠ / ١ ـ أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثني أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس بن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «الكتاب : عليّ عليه‌السلام لا شكّ فيه». (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) قال : «بيان لشيعتنا» (١).

٢١ / ٢ ـ [وعنه : في قوله :](الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ، قال : «ممّا علّمناهم ينبئون (٢) ، وممّا علّمناهم [من القرآن] يتلون» (٣).

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ٣٠.

(٢) في النسخة : يبثون.

(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٠.

٥٢

٢٢ / ٣ ـ العيّاشي : بالإسناد عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) ، قال : «كتاب عليّ لا ريب فيه». (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) قال : «المتّقون : شيعتنا». (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) قال : «وممّا علّمناهم ينبئون (١)» (٢).

٢٣ / ٤ ـ الشيخ البرسي : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة له قال فيها : «أنا عندي مفاتح (٣) الغيب ، لا يعلمها بعد محمّد رسول الله إلّا أنا ، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى ، أنا صاحب خاتم سليمان بن داود ، أنا ولي الحسنات (٤) ، أنا صاحب الصراط والموقف ، أنا قاسم الجنّة والنار [بأمر ربّي] ، أنا آدم الأول ، أنا نوح الأول ، أنا آية الجبّار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا مورق الأشجار ، أنا منيع (٥) الثمار ، أنا مفجر العيون ، أنا مجري الأنهار ، أنا خازن العلم ، أنا طود الحكم (٦) ، أنا أمير المؤمنين ، أنا عين اليقين ، أنا حجة الله في السماوات والأرضين (٧) ، أنا الراجفة ، أنا الصاعقة ، أنا الصيحة بالحق ، أنا الساعة لمن كذّب بها ، أنا ذلك الكتاب [الذي] لا ريب فيه ، أنا الأسماء الحسنى التي أمر الله أن يدعى بها ، أنا ذلك النور الذي اقتبس (٨) منه الهدى ، أنا صاحب الصور ، أنا مخرج من في القبور ، أنا صاحب يوم النشور ، أنا صاحب نوح ومنجيه ، أنا صاحب أيوب المبتلى

__________________

(١) في النسخة : يبثون.

(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٥ / ١.

(٣) في المصدر : مفاتيح.

(٤) في المصدر : أنا ولي الحساب.

(٥) في المصدر : مونع.

(٦) في المصدر : أنا طور الحلم.

(٧) (أنا عين اليقين ، أنا حجة الله في السماوات والأرضين) ليس في المصدر.

(٨) في المصدر : يقتبس.

٥٣

وشافيه ، أنا أقمت السماوات بأمر ربّي ، أنا صاحب إبراهيم ، أنا سرّ الكليم ، أنا الناظر في الملكوت ، أنا أمر الحي الذي لا يموت ، أنا ولي الحقّ على سائر الخلق ، أنا الذي لا يبدل القول (١) لديّ ، وحساب الخلق إليّ ، أنا المفوض إليّ أمر الخلائق ، أنا خليفة الله الخالق ، أنا سرّ الله في بلاده ، وحجّته على عباده ، أنا أمر الله والروح ، كما قال سبحانه وتعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ، (٢) أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجّرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج أنواع الثمار (٣) ، أنا مقدر الأقوات ، أنا منشر (٤) الأموات ، أنا منزل القطر ، أنا منوّر الشمس والقمر والنجوم ، أنا قيّم القيامة ، أنا مقيم (٥) الساعة ، أنا الواجب له من الله الطاعة ، أنا حي لا أموت وإذا متّ لا أمت ، أنا سرّ الله المخزون ، أنا العالم بما كان وما يكون ، أنا صلوات المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم ، أنا صاحب النشر الأول والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ، أنا صاحب الكواكب ، أنا عذاب الله الواصب ، أنا مهلك الجبابرة الأول ، أنا مزيل الدول ، أنا صاحب الزلازل والرجف ، أنا صاحب الكسوف والخسف (٦) ، أنا مدمّر الفراعنة بسيفي هذا ، أنا الذي أقامني الله في الأظلة ودعاهم إلى طاعتي فلمّا ظهرت أنكروا ، فقال الله سبحانه : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)(٧) ، أنا نور الأنوار ، أنا حامل العرش مع الأبرار ، أنا صاحب الكتب السالفة ، أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذّب به ولا

__________________

(١) في النسخة : القوم.

(٢) الإسراء ١٧ : ٨٥.

(٣) في المصدر : ألوان الثمار.

(٤) في النسخة : ناشر.

(٥) في النسخة : القيم.

(٦) في النسخة : الخسوف.

(٧) سبأ ٣٤ : ٥٣.

٥٤

يذوق الجنّة ، أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي ، وتعرفني عباد أقاليم الدنيا ، أنا الذي ردّت لي الشمس مرتين [وسلّمت عليّ كرتين] ، وصلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القبلتين ، وبايعت البيعتين ، أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا البحر المسجور ، أنا البيت المعمور ، أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي وكفرت ، وأصرت ، فمسخت ، وأجابت أمة فنجت (١) وأزلفت ، أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان ومقاليد النيران ، [كرامة من الله] ، أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء ، أنا المسيح حيث لا روح يتحرّك ولا نفس يتنفّس غيري ، أنا صاحب القرون الأولى ، أنا الصامت ومحمّد الناطق ، أنا جاوزت موسى في البحر وأغرقت فرعون وجنوده ، وأنا أعلم هماهم البهائم ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلّم على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلّي عيسى خلفي ، أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله ، أنا مصباح الهدى ، أنا مفتاح التقى ، أنا الآخرة والأولى ، أنا الذي أرى أعمال العباد ، أنا خازن السماوات والأرض بأمر ربّ العالمين ، أنا القائم بالقسط ، أنا ديّان الدين ، أنا الذي لا تقبل الأعمال إلّا بولايته (٢) ، ولا تنفع الحسنات إلّا بحبّه ، أنا العالم بمدار الفلك الدوّار ، أنا صاحب ميكائيل (٣) وقطرات الأمطار ورمل القفار بإذن الملك الجبار ، [ألا] أنا الذي أقتل مرّتين وأحيى مرّتين وأظهر كيف شئت ، أنا محصي الخلائق وإن كثروا ، أنا محاسبهم [بأمر ربّي] ، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء ، أنا الذي جحد ولايتي ألف أمة فمسخوا ، أنا المذكور في سالف الأزمان (٤) والخارج

__________________

(١) في الأصل : فنجت لي.

(٢) في النسخة : ولايتي.

(٣) في المصدر : أنا صاحب مكيال.

(٤) في المصدر : الزمان.

٥٥

في آخر الزمان ، أنا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذّبهم في الآخرين ، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا ، أنا المتكلّم بكلّ لسان ، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المغارب والمشارق ، أنا محمّد ومحمّد أنا ، أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ، أنا باب حطّة ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم» (١).

الإسم الرابع : الذين آمنوا. المخادعون ـ بفتح الدال ـ سيّدهم وفاضلهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ). (٢).

٢٤ / ٥ ـ الإمام أبو محمّد العسكري عليه‌السلام في (تفسيره) في قوله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)(٣) ، قال : «قال الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أوقف العالم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ، ثمّ قال : يا عباد الله ، أنسبوني ، فقالوا : أنت محمّد بن عبد الله بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف.

ثمّ قال : أيّها النّاس ، ألست أولى بكم منكم بأنفسكم (٤)؟ فأنا مولاكم ، أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى السّماء ، فقال : اللهمّ إنّي اشهدك يقول هو ذلك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويقولون ذلك ثلاثا.

ثمّ قال : ألا فمن كنت مولاه وأولى به ، فهذا مولاه وأولى به ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

ثمّ قال : قم ـ يا أبا بكر ـ فبايع له بإمرة المؤمنين ، فقام ففعل ذلك. ثمّ قال :

__________________

(١) مشارق أنوار اليقين : ٣١٩ ـ ٣٢١.

(٢) البقرة ٢ : ٩.

(٣) البقرة ٢ : ٨.

(٤) في المصدر : من أنفسكم.

٥٦

قم ـ يا عمر ـ فبايع له بإمرة المؤمنين ، فقام فبايع. ثمّ قال بعد ذلك لتمام التسعة ، ثمّ لرؤساء المهاجرين والأنصار ، فبايعوا كلّهم.

فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطّاب ، فقال : بخ ، بخ (١) لك ـ يابن أبي طالب ـ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ثمّ تفرّقوا عن ذلك وقال : وكّدت عليهم العهود والمواثيق.

ثمّ إنّ قوما من متمرّديهم وجبابرتهم تواطئوا (٢) بينهم ، إن كانت لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كائنة (٣) ، لندفعنّ هذا الأمر عن عليّ عليه‌السلام ولا يتركونه له ، فعرف الله تعالى من ذلك قلوبهم ، وكانوا يأتون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقولون له : لقد أقمت عليّا ، أحبّ خلق الله إلى الله وإليك وإلينا ، كفيتنا به مئونة الظلمة لنا والجائرين في سياستنا ؛ وعلم الله من قلوبهم خلاف ذلك ، ومن مواطاة بعضهم لبعض ، أنّهم على العداوة مقيمون ، ولدفع الأمر عن مستحقّه مؤثرون.

فأخبر الله عزوجل محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم ، فقال : يا محمّد ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) الذي أمرك بنصب عليّ عليه‌السلام إماما ، وسائسا (٤) لأمّتك ، ومدبّرا (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) بذلك ، ولكنّهم مواطئون (٥) على هلاكك وهلاكه (٦) ،

__________________

(١) بخ : كلمة تقال عند المدح والرّضا بالشّيء ، وتكرّر للمبالغة ، وإن وصلت خفضت ونوّنت فقلت : بخ ، بخ ، وربّما شدّدت كالاسم. «الصحاح ـ بخخ ـ ١ : ٤١٨».

(٢) تواطؤوا : أي توافقوا. «الصحاح ـ وطأ ـ ١ : ٨٢».

(٣) الكائنة : الحادثة ، وكوّنه : أحدثه. «القاموس المحيط ـ كون ـ ٤ : ٤ : ٢٦٦».

(٤) سست الرعية سياسة ، وسوّس الرجل امور النّاس ، إذا ملك أمرهم. «الصحاح ـ سوس ـ ٣ : ٩٣٨».

(٥) في المصدر : يتواطؤون.

(٦) في المصدر : إهلاك وإهلاكه.

٥٧

يوطّنون (١) أنفسهم على التمرّد على عليّ عليه‌السلام إن كانت بك كائنة» (٢).

[قوله تعالى :](يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ)(٣).

٢٥ / ٦ ـ قال : قال موسى بن جعفر عليه‌السلام : «فاتّصل ذلك من مواطاتهم وقيلهم (٤) في عليّ عليه‌السلام ، وسوء تدبيرهم عليه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدعاهم وعاتبهم ، فاجتهدوا في الأيمان.

وقال أوّلهم : يا رسول الله ، والله ما اعتددت بشيء كاعتدادي بهذه البيعة ، ولقد رجوت أن يفتح (٥) الله بها لي في قصور الجنان ، ويجعلني فيها من أفضل النّزّال والسّكّان.

قال ثانيهم : بأبي أنت وأمّي ـ يا رسول الله ـ ما وثقت بدخول الجنّة ، والنجاة من النّار إلّا بهذه البيعة ، والله ما يسرني ـ إن نقضتها ، أو نكثت بها ـ ما أعطيت من نفسي ما أعطيت ، وإن كان (٦) لي طلاع ما بين الثرى إلى العرش لآلىء رطبة وجواهر فاخرة.

وقال ثالثهم : والله ـ يا رسول الله ـ لقد صرت من الفرح بهذه البيعة ـ من السرور والفسح من الآمال في رضوان الله ـ ما أيقنت أنّه لو كان عليّ ذنوب أهل الأرض كلّها ، لمحصت عنّي بهذه البيعة ؛ وحلف على ما قال من ذلك ، ولعن من بلّغ

__________________

(١) في النسخة : يواطؤون ، وتوطين النفس ، كالتمهيد لها. «مجمع البحرين ـ وطن ـ ٦ : ٣٢٧».

(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ١١١ / ٥٨.

(٣) البقرة ٢ : ٩.

(٤) القيل والقول بمعنى واحد. «مجمع البحرين ـ قول ـ ٥ : ٤٥٧».

(٥) في المصدر : يفسح.

(٦) (كان) ليس في النسخة.

٥٨

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلاف ما حلف عليه ، ثمّ تتابع بمثل هذا الاعتذار بعدهم من الجبابرة المتمرّدين.

فقال الله عزوجل لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (يُخادِعُونَ اللهَ) يعني يخادعون رسول الله بأيمانهم بخلاف ما في جوانحهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا) كذلك أيضا الذين سيّدهم وفاضلهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

ثمّ قال : (وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) وما يضرّون بتلك الخديعة إلّا أنفسهم ، فإنّ الله غني عنهم وعن نصرتهم ، ولو لا إمهاله لهم لما قدروا على شيء من فجورهم وطغيانهم (وَما يَشْعُرُونَ) أنّ الأمر كذلك ، وأنّ الله يطلع نبيّه على نفاقهم ، وكفرهم وكذبهم ، ويأمره بلعنهم في لعنة الظالمين الناكثين ، وذلك اللعن لا يفارقهم ، في الدنيا يلعنهم خيار عباد الله ، وفي الآخرة يبتلون بشدائد عذاب (١) الله» (٢).

الإسم الخامس : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)(٣).

٢٦ / ٧ ـ من طريق المخالفين : الجبر في كتابه يرفعه ، عن ابن عبّاس ، قال : فيما نزل في (٤) القرآن خاصّة رسول الله وعليّ عليهما‌السلام وأهل بيته من دون النّاس من

__________________

(١) في المصدر : عقاب. والعقاب ينبىء عن الاستحقاق ، وسمى بذلك لأن الفاعل يستحقه عقيب فعله ، ويجوز أن يكون العذاب مستحقا وغير مستحق. «الفروق اللغوية : ١٩٩».

(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ١١٣ / ٥٩.

(٣) البقرة ٢ : ٢٥.

(٤) في المصدر : من.

٥٩

سورة البقرة : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية ، نزلت في عليّ ، وحمزة ، وجعفر ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب (١).

الإسم السادس : إنّه «البعوضة» في رواية رسول الله فما فوقها.

[الإسم] السابع : (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ).

[الإسم] الثامن : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً).

[الإسم] التاسع : (وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً).

٢٧ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في معنى الآية قال : «أنّ هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فالبعوضة أمير المؤمنين عليه‌السلام وما فوقها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) ، والدليل على ذلك قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الميثاق عليهم له.

(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) فردّ الله عليهم ، فقال : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ* الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) في عليّ (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ»)(٣).

__________________

(١) تفسير الحبري : ٢٣٥ / ٤ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٩٦ / ١١٣.

(٢) قال المجلسي رحمه‌الله : مثل الله بهم عليهم‌السلام لذاته تعالى من قوله : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وأمثاله ، لئلّا يتوهّم أنّ لهم عليهم‌السلام في جنب عظمته تعالى ، قدرا ، أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته وصفاته ، أو الحلول أو الاتحاد ، تعالى الله عن جميع ذلك ، فنبّه الله تعالى بذلك على أنّهم ـ وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها ـ فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها ، والله تعالى يعلم حقائق كلامه وحججه عليهم‌السلام. «بحار الأنوار ٢٤ : ٣٩٣».

(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٤.

٦٠