اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

السيد هاشم الحسيني البحراني

اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١

سورة لقمان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم التاسع والتسعون وخمسمأة : انّه أحد الوالدين ، في قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ)(١).

٩٠١ / ١ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن بسطام بن مرّة ، عن إسحاق بن حسّان ، عن الهيثم بن واقد ، عن عليّ بن الحسين العبدي ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سئل (٢) أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).

فقال : «الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم ، وورثا الحكم ، وأمر الناس بطاعتهما ، ثمّ قال الله : (إِلَيَّ الْمَصِيرُ) فمصير العباد إلى الله ، والدليل على ذلك الوالدان ، ثمّ عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه ، فقال في الخاصّ والعام : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) يقول : في الوصيّة ، وتعدل

__________________

(١) لقمان ٣١ : ١٤.

(٢) في المصدر : أنّه سأل.

٥٠١

عمّن أمرت بطاعته فلا تطعهما ، ولا تسمع قولهما ، ثمّ عطف القول على الوالدين ، فقال : (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) ، يقول : عرّف الناس فضلهما ، وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) ، فقال : إلى الله ثمّ إلينا ، فاتّقوا الله ولا تعصوا الوالدين ، فإنّ رضاهما رضا الله ، وسخطهما سخط الله» (١).

٩٠٢ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : شهدت جابر الجعفي ، عند أبي جعفر عليه‌السلام ، وهو يحدّث أنّ رسول الله وعليّا عليهما‌السلام الوالدان.

قال عبد الله بن سليمان : وسمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «منّا الذي أحلّ الخمس ، ومنّا الذي جاء بالصّدق ، ومنّا الذي صدّق به ، ولنا المودّة في كتاب الله عزوجل ، وعليّ ورسول الله صلوات الله عليهما الوالدان ، وأمر الله ذرّيتهما بالشكر لهما» (٢).

٩٠٣ / ٣ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سويد (٣) ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ،

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٢٨ / ٧٩.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٣٦ / ١.

(٣) نضر بن سويد الصيرفي الكوفي. من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، وثّقه النجاشي والشيخ والعلّامة ، وصحّح بعضهم حديثه وقالا : انتقل إلى بغداد.

روى عن أبي الحسن عليه‌السلام ، وعن أبي بصير وأبي سعيد المكاري وابن سنان وغيرهم ، وروى عنه أبو عبد الله البرقي وإبراهيم بن هاشم وأيّوب بن نوح وغيرهم. له كتاب.

رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٧ ؛ رجال الطوسي : ٣٦٢ / ٢ ؛ فهرست الشيخ : ١٧١ / ٧٥٠ ؛ الخلاصة : ١٧٤ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ١٩ : ١٥١ / ١٣٠٤٥.

٥٠٢

عن زرارة ، عن عبد الواحد بن مختار ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال : «أما علمت أنّ عليّا عليه‌السلام أحد الوالدين اللذين قال الله عزوجل : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ)؟».

قال زرارة : فكنت لا أدري أي آية هي ، التي في بني إسرائيل ، أو التي في لقمان ـ قال ـ فقضي لي أن حججت ، فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ، فخلوت به ، فقلت : جعلت فداك ، حديث جاء به عبد الواحد. قال : «نعم». قلت : أيّ آية هي ، التي في لقمان ، أو التي في بني إسرائيل؟ فقال : «التي في لقمان» (١).

٩٠٤ / ٤ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن شمر ، عن المفضّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : («وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) رسول الله ، وعليّ صلوات الله عليهما» (٢).

٩٠٥ / ٥ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير الدهّان أنّه سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحد الوالدين».

قال : قلت : والآخر؟ قال : «هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

٩٠٦ / ٦ ـ السيّد الرضي في (الخصائص) : بإسناده عن سهل بن كهيل ، عن أبيه ، في قول الله عزوجل : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً)(٤) ، قال : أحد

__________________

(١) تأويل الآيات ١ : ٤٣٦ / ٢.

(٢) تأويل الآيات ١ : ٤٣٧ / ٣.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٤٣٧ / ٤.

(٤) العنكبوت ٢٩ : ٨.

٥٠٣

الوالدين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

الإسم الستمائة : انّه من النعمة ، في قوله تعالى : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً)(٢).

٩٠٧ / ٧ ـ ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، قال : سألت سيّدي موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) فقال عليه‌السلام : «النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر ، والباطنة : الإمام الغائب».

فقلت له : ويكون في الأئمّة من يغيب؟ فقال : «نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ، ويسهّل الله له كلّ عسير ، ويذلّل الله له كلّ صعب ، ويظهر له كلّ كنوز الأرض ، ويقرّب له كلّ بعيد ، ويبير (٣) به كلّ جبّار عنيد ، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته ، حتّى يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».

ثمّ قال ابن بابويه قدس‌سره : لم أسمع هذا الحديث إلّا من أحمد بن زياد رحمه‌الله بهمدان ، عند منصرفي من حجّ بيت الله الحرام ، وكان رجلا ثقة ديّنا فاضلا رحمة الله ورضوانه عليه (٤).

الإسم الحادي والستمائة : (مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ).

__________________

(١) خصائص الأئمّة : ٧٠.

(٢) لقمان ٣١ : ٢٠.

(٣) أي يهلك.

(٤) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٣٦٨ / ٦.

٥٠٤

[الإسم] الثاني والستمائة : (وَهُوَ مُحْسِنٌ).

و [الإسم] الثالث والستمائة : انه العروة الوثقى ، في قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى)(١).

٩٠٨ / ٨ ـ ابن شهر آشوب : عن سفيان بن عيينه ، عن الزهريّ ، عن أنس بن مالك ، في قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) ، قال : نزلت في عليّ عليه‌السلام ، قال : كان أوّل من أخلص وجهه لله (وَهُوَ مُحْسِنٌ) ، أي مؤمن مطيع ، (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) ، قول : لا إله إلّا الله ، (وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) والله ما قتل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام إلّا عليها (٢).

٩٠٩ / ٩ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه موفّق بن أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام : «أنت العروة الوثقى» (٣).

ومعنى العروة الوثقى في روايات كثيرة مذكورة في معنى قوله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها) في سورة البقرة.

الإسم الرابع والستمائة : انه من كلمات الله ، في قوله تعالى : (ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ)(٤).

٩١٠ / ١٠ ـ الطبرسي في (الاحتجاج) : سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم العسكري عليه‌السلام عن قوله تعالى : (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) ما هي؟ فقال :

__________________

(١) لقمان ٣١ : ٢٢.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٦ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٧١ / ٦٠٩ ؛ ينابيع المودّة : ١١١.

(٣) مناقب الخوارزمي : ٢٤.

(٤) لقمان ٣١ : ٢٧.

٥٠٥

«هي عين الكبريت ، وعين اليمن ، وعين البرهوت (١) ، وعين الطبريّة ، وجمّة (٢) ماسيدان ، وجمّة إفريقية ، وعين باهوران (٣) ، ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى» (٤).

ورواه الشيخ المفيد في (الإختصاص) ببعض التغيير (٥).

__________________

(١) برهوت : واد باليمن ، وقيل في أقصى تيه حضرموت. «معجم ما استعجم ١ : ٢٤٦».

(٢) الجمّة : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه. «الصحاح ـ جمم ـ ٥ : ١٨٩٠». وفي النسخة : «حمّة» في الموضعين ، والحمّة : العين الحارّة. «الصحاح ـ حمم ـ ٥ : ١٩٠٤».

(٣) في المصدر : ماجروان ، وفي النسخة : باحوران ، ولعلّ الصّواب ، باجروان : وهي بلدة كبيرة من بلاد الجزيرة على نهر ، ومنها إلى الرقّة ثلاثة فراسخ. «الروض المعطار : ٧٤».

(٤) الإحتجاج ٢ : ٤٩٩.

(٥) الإختصاص : ٩٤.

٥٠٦

سورة السجدة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم الخامس والستمائة : انّه المؤمن ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)(١).

[الإسم] السادس والستمائة : انّه (الَّذِينَ آمَنُوا).

[الإسم] السابع والستمائة : انّه (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).

[الإسم] الثامن والستمائة : إنه (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).

٩١١ / ١ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصميّ ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الغدانيّ ، قال : حدّثنا الربيع بن سيّار (٣) ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذرّ رضى الله عنه ، في حديث احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام على أهل الشورى يذكر فضائله ، وما جاء فيه على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم يسلّمون له ما ذكره ،

__________________

(١) (١ و ٢) السجدة ٣٢ : ١٨ ، ١٩.

(٢) (١ و ٢) السجدة ٣٢ : ١٨ ، ١٩.

(٣) في النسخة : يسار.

٥٠٧

وأنّه مختصّ بالفضائل دونهم ، إلى أن قال عليّ عليه‌السلام : «فهل فيكم أحد أنزل الله تعالى فيه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) إلى آخر ما اقتصّ الله تعالى من خبر المؤمنين ، غيري»؟ قالوا : اللهم لا (١).

٩١٢ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، قال : «وذلك أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليد بن عقبة : أنا ـ والله ـ أبسط منك لسانا ، وأحدّ منكم سنانا ، وأمثل منك حشوا (٢) في الكتيبة. قال عليّ عليه‌السلام : اسكت ، فإنّما أنت فاسق ، فأنزل الله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ* أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)» (٣).

٩١٣ / ٣ ـ ثمّ قال أيضا عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) ، قال : إنّ جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فإذا بلغو أسفلها زفرت بهم جهنّم ، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد ، فهذه حالهم (٤).

٩١٤ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، عن الحجّاج بن المنهال ، عن حمّاد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : إن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٥١ / ٤.

(٢) في المصدر : جثوّا.

(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.

٥٠٨

الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعليّ عليه‌السلام : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، وأملأ منك حشوا للكتيبة. فقال له عليّ عليه‌السلام : «اسكت ، يا فاسق». فأنزل الله جلّ اسمه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) إلى قوله : (تُكَذِّبُونَ)(١).

٩١٥ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد بن الثقفي ، عن عمرو بن حمّاد ، عن أبيه ، عن فضيل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ). قال : نزلت في رجلين : أحدهما من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو المؤمن ، والآخر فاسق ، فقال الفاسق للمؤمن : أنا ـ والله ـ أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ منك حشوا في الكتيبة. فقال المؤمن للفاسق : اسكت ، يا فاسق. فأنزل الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، ثمّ بيّن حال المؤمن ، فقال تعالى : (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). وبيّن حال الفاسق ، فقال عزوجل : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)(٢).

٩١٦ / ٦ ـ الطبرسيّ في (الاحتجاج) : في حديث ذكر فيه ما جرى بين الحسن بن عليّ عليه‌السلام ، وبين جماعة من أصحاب معاوية ، بمحضر معاوية ، فقال الحسن بن عليّ عليه‌السلام : «وأمّا أنت ـ يا وليد بن عقبة ـ فوالله ما ألومك أن تنقص (٣) عليّا عليه‌السلام وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة ، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر ، أم كيف تسبّه فقد سمّاه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا! وهو قول الله عزوجل :

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٢ / ٣.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٣ / ٤.

(٣) في المصدر : تبغض.

٥٠٩

(أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، وقوله : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(١)؟

وما أنت وذكر قريش؟ وإنّما أنت ابن عليج (٢) من أهل صفوريّة (٣) ، يقال له : ذكوان ، وأمّا زعمك أنّا قتلنا عثمان ، فوالله ما استطاع طلحة والزبير وعايشة أن يقولوا ذلك لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فكيف تقوله أنت؟ ولو سألت أمّك : من أبوك؟ إذ تركت ذكوان فألصقتك بعقبة بن أبي معيط ، اكتسبت بذلك عند نفسها سناء ورفعة ، مع ما أعدّ الله لك ، ولأبيك ، ولأمّك من العار والخزي في الدنيا والآخرة ، وما الله بظلّام للعبيد.

ثمّ أنت ـ يا وليد ـ والله ، أكبر في الميلاد ممّن تدعى له ، فكيف تسبّ عليّا عليه‌السلام؟! ولو اشتغلت (٤) بنفسك لتبيّنت نسبك إلى أبيك ، لا إلى من تدعى له ، ولقد قالت لك : أمّك : يا بني ، أبوك ألأم ، وأخبث من عقبة» (٥).

٩١٧ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن الكلبي ، عن أبي صالح ، وعن ابن لهيعة ، عن عمر (٦) بن دينار ، عن أبي العالية ، عن عكرمة ، وعن أبي عبيدة ، عن يونس ، عن أبي عمرو ، عن مجاهد ، كلّهم عن ابن عبّاس. وقد روى صاحب (الأغاني) وصاحب (تاج التراجم) عن ابن جبير ، وابن عبّاس ، وقتادة ، وروي عن الباقر عليه‌السلام ، واللفظ له : «أنّه قال الوليد بن عقبة لعليّ عليه‌السلام : أنا أحد منك سنانا ، وأبسط

__________________

(١) الحجرات ٤٩ : ٦.

(٢) العلج : الرجل من كفّار العجم. «لسان العرب ـ علج ـ ٢ : ٣٢٦».

(٣) صفوريّة : بلدة من نواحي الأردن ، وهي قرب طبرية. «معجم البلدان ٣ : ٤١٤».

(٤) في النسخة : استقبلت.

(٥) الإحتجاج ٢ : ٣٧.

(٦) في المصدر : عمرو.

٥١٠

لسانا ، وأملأ حشوا للكتيبة ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليس كما قلت ، يا فاسق ـ وفي روايات كثيرة : اسكت ، فإنّما أنت فاسق ـ فنزلت الآيات : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) الوليد (لا يَسْتَوُونَ* أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية ، أنزلت في عليّ عليه‌السلام (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) أنزلت في الوليد ، فأنشأ حسّان :

أنزل الله والكتاب عزيز

في عليّ وفي الوليد قرآنا

فتبوّا الوليد من ذاك فسقا

وعليّ مبوّء إيمانا

ليس من كان مؤمنا عرف الله

كمن كان فاسقا خوّانا

سوف يجزى الوليد خزيا ونارا

وعليّ لا شكّ يجزى جنانا» (١)

٩١٨ / ٨ ـ ومن طريق المخالفين : موفّق بن أحمد ، قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ زين الأئمّة أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ الخوارزمي ، حدّثنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد بن الواحد (٢) ، حدّثنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، حدّثنا أبو سعيد الماليني (٣) ، حدّثنا أبو محمّد بن عديّ ، حدّثنا أبو يعلى ، حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : أنّ الوليد بن عقبة قال لعليّ عليه‌السلام : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، وأملأ منك حشوا (٤) في الكتيبة. فقال له عليّ : «على رسلك ، فإنّك فاسق» فأنزل الله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٠ ؛ كفاية الطالب : ١٤٠.

(٢) في المصدر : أحمد الواعظ.

(٣) في المصدر : أبو سعيد ، تصحيف صحيحه ما أثبتناه ، راجع سير أعلام النبلاء ١٧ : ٣٠١.

(٤) في المصدر : جسدا.

٥١١

فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) يعني عليّا المؤمن ، والوليد الفاسق (١).

تفسير الواحدي ، وأسباب النزول له ، مثله (٢).

الإسم التاسع والستمائة : انه العذاب الأدنى ، في قوله تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ)(٣).

٩١٩ / ٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن مفضّل بن عمر ، عن زيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «العذاب الأدنى : دابة الأرض» (٤).

وقد تقدّم تأويل دابّة الأرض ، وأنّها أمير المؤمنين عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) من سورة النمل (٥).

٩٢٠ / ١٠ ـ أبو عليّ الطبرسي في (مجمع البيان) : والأكثر في الرواية عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما‌السلام : «أنّ العذاب الأدنى : الدابّة ، والدجّال» (٦).

الإسم العاشر والستمائة : انّه من الأئمّة الذين في كتاب الله ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً).

[الإسم] الحادي عشر وستمائة : (يَهْدُونَ بِأَمْرِنا).

[الإسم] الثاني عشر وستمائة : (لَمَّا صَبَرُوا).

__________________

(١) مناقب الخوارزمي : ١٩٧.

(٢) أسباب النزول للواحدي : ١٩٨.

(٣) السجدة ٣٢ : ٢١.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٤ / ٧.

(٥) تقدّم في تفسير الآيات (٨٢ ـ ٨٤) من سورة النمل.

(٦) مجمع البيان ٨ : ٥٢٠.

٥١٢

[الإسم] الثالث عشر وستمائة : (وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)(١).

٩٢١ / ١١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : كان في علم الله أنّهم يصبرون على ما يصيبهم ، فجعلهم أئمّة (٢).

٩٢٢ / ١٢ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «الأئمّة في كتاب الله إمامان : إمام عدل ، وإمام جور ، قال الله : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) لا بأمر الناس ، يقدّمون أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم ، قال : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(٣) يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في كتاب الله» (٤).

ورواه محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، ومحمّد بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إنّ الائمّة في كتاب الله عزوجل إمامان». وذكر الحديث بعينه (٥).

ورواه الشيخ المفيد في (الإختصاص) : عن محمّد بن الحسن يعني عن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «الأئمّة في كتاب الله إمامان» وذكر الحديث إلى آخره ببعض التغيير اليسير في بعض الألفاظ

__________________

(١) السجدة ٣٢ : ٢٤.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.

(٣) القصص ٢٨ : ٤١.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.

(٥) الكافي ١ : ٢١٦ / ٢.

٥١٣

بما لا يغير المعنى (١).

٩٢٣ / ١٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عليّ بن هلال الأحمسي ، عن الحسن بن وهب العبسيّ ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قال : «نزلت هذه الآية في ولد فاطمة عليها‌السلام خاصّة : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)» (٢).

٩٢٤ / ١٤ ـ عنه قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر في قوله عزوجل : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يعني من ولد فاطمة عليها‌السلام يوحى إليهم بالروح في صدورهم». ثمّ ذكر ما أكرمهم الله عزوجل به فقال : فعل الخيرات (٣).

قلت : موضع هذا الحديث سورة الأنبياء ولم يتفق ايراده هناك.

الإسم الرابع عشر وستمائة : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ)(٤).

[الإسم] الخامس عشر وستمائة : إنّه من العابدين.

__________________

(١) الإختصاص : ٢١.

(٢) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٤ / ٨ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٨٣ / ٦٢٥.

(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٢٨ / ١٢.

(٤) الأنبياء ٢١ : ٧٣.

٥١٤

سورة الأحزاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإسم السادس عشر وستمائة : انه من أولي الأرحام ، في قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)(١).

٩٢٥ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكليني ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، قال : حدّثنا القاسم بن العلاء ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّ القزويني قال : حدّثني عليّ بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن محمّد بن قيس ، عن ثابت الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ (٢) بن أبي طالب عليهم‌السلام أنّه قال : «فينا نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، وفينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٣) والإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة ، وإنّ للقائم منّا غيبتين

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٦.

(٢) في المصدر : عليّ بن الحسين بن عليّ.

(٣) الزخرف ٤٣ : ٢٨.

٥١٥

إحداهما أطول من الأخرى : أمّا الأولى ، فستّة أيّام ، أو ستّة أشهر ، أو ستّ سنين ، وأمّا الأخرى ، فيطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه ، وصحّت معرفته ، ولم يجد في نفسه حرجا ممّا قضينا ، وسلّم لنا أهل البيت» (١).

٩٢٦ / ٢ ـ عنه ، قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد أبو بكر بن هارون الدّينوريّ ، قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس المصري ، قال : حدّثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، قال : حدّثنا حريز بن عبد الله الحذّاء ، قال : إسماعيل بن عبد الله ، قال : قال الحسين بن عليّ عليهما‌السلام : «لمّا أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تأويلها. فقال : والله ما عنى بها غيركم ، وأنتم أولوا الأرحام ، فإذا متّ فأبوك عليّ أولى بي وبمكاني ، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به ، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به.

فقلت : يا رسول الله ، فمن بعدي؟ قال : ابنك عليّ أولى بك من بعدك ، فإذا مضى فابنه محمّد أولى به ، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى به من بعده وبمكانه ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده ، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى به من بعده ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد أولى به من بعده ، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ أولى به من بعده ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى به من بعده ، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك ، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، طينتهم من طينتي ، ما لقوم يؤذوني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي؟!» (٢).

٩٢٧ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن

__________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٣٢٣ / ٨.

(٢) كفاية الأثر : ١٧٥.

٥١٦

عبد الرحمن ابن الفضل ، عن جعفر بن الحسين الكوفيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن زيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألت مولاي ، فقلت : قوله عزوجل : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، قال : «هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

وباقي الرواية في الآية مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم السابع عشر وستمائة : انّه من المؤمنين.

[الإسم] الثامن عشر وستمائة : انّه من ـ رجال صدقوا ما عاهدوا الله ـ في قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(٢).

[الإسم] التاسع عشر وستمائة : انّه ممّن ينتظر.

[الإسم] العشرون وستمائة : وما بدلوا تبديلا.

٩٢٨ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أحمد بن محمّد بن يزيد ، عن سهل بن عامر البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، عن محمّد بن الحنفية رضي الله عنه ، قال : قال عليّ عليه‌السلام : «كنت عاهدت الله عزوجل ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا ، وعمّي حمزة ، وأخي جعفر ، وابن عمّي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ورسوله ، فتقدّمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عزوجل ، فأنزل الله سبحانه فينا : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة ، وجعفر ، وعبيدة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). فأنا المنتظر ، وما

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٧ / ٥.

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢٣.

٥١٧

بدّلت تبديلا» (١).

٩٢٩ / ٥ ـ عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن يحيى بن صالح ، عن مالك بن خالد الأسديّ ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن جدّه ، عن عبد الله بن الحسن ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : وعاهد الله عليّ بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطّلب ، وجعفر بن أبي طالب (٢) عليهم‌السلام أن لا يفرّوا في زحف أبدا فتمّوا كلّهم ، فأنزل الله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة واستشهد يوم احد ، وجعفر استشهد يوم مؤتة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) يعني الذي عاهدوا الله عليه (٣).

٩٣٠ / ٦ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه ، ومحمّد بن الحسن رضى الله عنه ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد النوفلي ، عن يعقوب بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمّد بن عيسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، قال : حدّثنا يعقوب بن عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عبد الله (٤) ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن محمّد بن الحنفية رضى الله عنه. وعمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل ، قال عليه‌السلام : «ولقد كنت عاهدت الله عزوجل ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا ، وعمّي حمزة ، وأخي جعفر ، وابن عمّي عبيدة على أمر وفينا به لله عزوجل ، فأنزل الله فينا : (رِجالٌ

__________________

(١) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٩ / ٨.

(٢) في المصدر زيادة : وعبيدة.

(٣) تأويل الآيات ٢ : ٤٤٩ / ٨.

(٤) في المصدر : عبيدة.

٥١٨

صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) حمزة ، وجعفر ، وعبيدة ، وأنا ـ والله ـ المنتظر» (١).

والروايات في ذلك كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.

الإسم الحادي والعشرون وستمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ)(٢) الآية.

٩٣١ / ٧ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن العبّاس ، عن أبي سعيد ، عن (٣) عبّاد بن يعقوب ، عن الفضل بن القاسم البرّاد ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد النامي ، عن مرّة ، عن عبد الله بن مسعود ، أنّه كان يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ وكان الله قويّا عزيزا» (٤).

٩٣٢ / ٨ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يونس بن مبارك ، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، عن يحيى بن معلّى الأسلمي ، عن محمّد بن عمّار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي زياد بن مطر ، قال : كان عبد الله بن مسعود يقرأ : «وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ» (٥).

٩٣٣ / ٩ ـ ابن شهر آشوب : قال الصادق عليه‌السلام ، وابن مسعود ، في قوله : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقتله عمرو بن عبدودّ.

قال : ورواه أبو نعيم الإصفهاني في (ما نزل في القرآن) بالإسناد عن سفيان الثوريّ ، عن رجل ، عن مرّة ، عن عبد الله.

__________________

(١) الخصال ٢ : ٣٦٤ / ٥٨.

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢٥.

(٣) في المصدر : بن.

(٤) تأويل الآيات ٢ : ٤٥٠ / ١٠.

(٥) تأويل الآيات ٢ : ٤٥٠ / ١١.

٥١٩

قال : وقال جماعة من المفسّرين ، في قوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ)(١) أنّها نزلت في عليّ عليه‌السلام يوم الأحزاب (٢).

الإسم الثاني والعشرون وستمائة : انه من الذين اذهب الله عنهم الرجس.

[الإسم] الثالث والعشرون وستمائة : في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣).

[الإسم] الرابع والعشرون وستمائة : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

٩٣٤ / ١٠ ـ محمّد بن يعقوب : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «وقوله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) يعني الأئمّة عليهم‌السلام ، وولايتهم ، من دخل فيها دخل في بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٤).

٩٣٥ / ١١ ـ قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن محمّد ، قال : حدّثنا هارون بن موسى التلعكبريّ ، قال : حدّثنا عيسى بن موسى الهاشميّ بسرّ من رأى ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ عليهم‌السلام ، قال : «دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيت أمّ سلمة ، وقد نزلت عليه هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليّ ، هذه الآية فيك ، وفي سبطيّ ، والأئمّة من ولدك.

فقلت : يا رسول الله ، وكم الأئمّة بعدك؟ قال : أنت ـ يا عليّ ـ ثمّ ابناك :

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٩.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٣٤.

(٣) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٤) الكافي ١ : ٤٢٣ / ٥٤.

٥٢٠