السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ، ليس بهم التفقّه في الدّين ، ولا رغبة فيما عندك ، ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا ، فأرددهم علينا. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر ، فقال له : انظر ما يقولون. فقال : صدقوا يا رسول الله ، أنت جارهم ، فارددهم عليهم. قال : ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ذلك : لا تنتهوا ـ يا معاشر قريش ـ حتّى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتّقوى ، يضرب رقابكم على الدّين. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا. فقام عمر ، فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، وكنت أخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال : ثمّ التفت إلينا عليّ عليهالسلام ، وقال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (١).
١٢٠٢ / ٢ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : أحمد بن حنبل في (مسنده) ، يرفعه إلى ربعي بن خراش ، قال : حدّثنا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالرّحبة ، قال : «اجتمعت قريش إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهم سهيل بن عمرو ، فقالوا : يا محمّد ، إنّ قومنا لحقوا بك ، فارددهم علينا ، فغضب حتّى رؤي الغضب في وجهه ، ثمّ قال : لتنتهنّ يا معشر قريش ، أو ليبعثنّ الله عليكم رجلا منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدّين. قيل : يا رسول الله ، أبو بكر؟ قال : لا. فقيل : فعمر؟ قال : لا ، لكن خاصف النعل في الحجرة».
ثمّ قال عليّ عليهالسلام : «أما إنّي قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا تكذبوا عليّ ، فمن كذب عليّ متعمدا أولجته (٢) النّار» (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٢ / ١.
(٢) في المصدر : فليلج.
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ : ٦٤٩ / ١١٠٥.
١٢٠٣ / ٣ ـ ومن (الجمع بين الصحاح الستّة) للمخالفين أيضا : من (سنن أبي داود) ، و (صحيح الترمذي) ، يرفعه إلى عليّ عليهالسلام ، قال : «يوم الحديبية جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا : قد خرج إليكم من أبنائنا وأقاربنا ، وإنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم إلينا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا معشر قريش ، لتنتهنّ عن مخالفة أمر الله أو ليبعثنّ عليكم من يضرب رقابكم بالسّيف [على] الدين ، امتحن الله قلوبهم للتقوى ، قال بعض أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أولئك يا رسول الله؟ قال : منهم خاصف النّعل». وكان قد أعطى عليّا عليهالسلام ، نعله يخصفها (١).
الإسم التاسع عشر وثمانمائة : إنّه الإيمان ، في قوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)(٢).
١٢٠٤ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن أورمة ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) : «يعني أمير المؤمنين عليهالسلام» : (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) : «الأوّل والثاني والثالث» (٣).
ورواه عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريّا ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ... وذكر
__________________
(١) العمدة : ٢٢٦ / ٣٥٧ ؛ تحفة الأبرار : ١٢٣ «مخطوط».
(٢) الحجرات ٤٩ : ٧.
(٣) الكافي ١ : ٤٢٦ / ٧١.
الحديث بعينه (١).
الإسم العشرون وثمانمائة : (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ).
الإسم الحادي والعشرون وثمانمائة : انّه من المؤمنين الذين بغي عليهم ، في قوله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)(٢) الآية.
١٢٠٥ / ٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قلت : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ؟) قال : «الفئتان ، إنّما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة ، وهم أهل هذه الآية ، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتّى يفيئوا إلى أمر الله ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السّيف عنهم حتّى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ، لأنّهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية ، كما قال الله عزوجل ، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أهل مكّة ، إنّما من عليهم وعفا ، وكذلك صنع أمير المؤمنين عليهالسلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهل مكّة حذو النّعل بالنّعل».
قال : قلت : قوله عزوجل : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى)(٣)؟ قال : «هم أهل
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣١٩.
(٢) الحجرات ٤٩ : ٩.
(٣) النجم ٥٣ : ٥٣.
البصرة» (١).
قلت : (وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)(٢) ، قال : «أولئك قوم لوط ، أئتفكت عليهم ، انقلبت عليهم» (٣).
الإسم الثاني والعشرون وثمانمائة : (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
١٢٠٦ / ٦ ـ [وعنه :] ، قال : في رواية أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «فكان الواجب على أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أهل مكّة» إلى آخره (٤).
[الإسم] الثالث والعشرون وثمانمائة : في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
١٢٠٧ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم : لمّا نزلت هذه الآية (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) الآية ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسأل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من هو؟ قال : خاصف النعل ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥)(٦).
الإسم الرابع والعشرون وثمانمائة : انّه أخو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)(٧) الآية.
١٢٠٨ / ٨ ـ الشيخ الطوسي في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون ، وأحمد بن عبيد الله بن محمّد بن
__________________
(١) في المصدر زيادة : هي المؤتفكة.
(٢) التوبة ٩ : ٧٠.
(٣) الكافي ٨ : ١٨٠ / ٢٠٢.
(٤) الكافي ٨ : ١٨٠ / ٢٠٢.
(٥) في المصدر : خاصف النعل يعني أمير المؤمنين عليهالسلام.
(٦) الكافي ٥ : ١٦ / ١.
(٧) الحجرات ٤٩ : ١٠.
عمّار الثّقفيّ ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النّوفلي ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، عن عبد الله بن العبّاس ، قال : لمّا نزلت (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المسلمين ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن ، وبين فلان وفلان حتّى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم ، ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «أنت أخي وأنا أخوك» (١).
١٢٠٩ / ٩ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) : يرفعه إلى حذيفة بن اليمان قال : آخا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المهاجرين والأنصار ، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «فقال هذا أخي». قال حذيفة : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سيّد المرسلين (٢) ، وإمام المتّقين ، ورسول ربّ العالمين ، الّذي ليس له [في الأنام] شبه ولا نظير ، وعليّ أخوه (٣).
الإسم الخامس والعشرون وثمانمائة : انّه من خير القبائل ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٤) الآية.
١٢١٠ / ١٠ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال :
حدّثنا محمّد بن فيروز بن غياث الجلّاب بباب الأبواب ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن المختار البائي (٥) ، ويعرف بفضلان صاحب الجار ، قال : حدّثنا أبي
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٥٨٦ / ٣.
(٢) في المصدر : المسلمين.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ٣٨ / ٦٠. وفي المصدر : وعليّ بن أبي طالب أخوان.
(٤) الحجرات ٤٩ : ١٣.
(٥) في المصدر : الباني.
الفضل بن مختار ، عن الحكم بن ظهير الفزاريّ الكوفيّ ، عن ثابت بن أبي صفيّة أبي حمزة ، قال : حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : حدّثني سلمان الفارسي رحمهالله ، قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه الذي قبض فيه ، فجلست بين يديه فسألته عمّا يجد وقمت لأخرج ، فقال لي : «اجلس يا سلمان ، فسيشهدك الله عزوجل أمرا إنّه لمن خير الأمور». فجلست ، فبينا أنا كذلك ، إذ دخل رجال من أهل بيته ، ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل ، فلمّا رأت ما برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الضّعف ، خنقتها العبرة ، حتّى فاض دمعها على خدّها ، فأبصر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : «ما يبكيك يا بنيّة ، أقرّ الله عينك ولا أبكاها»؟ قالت : «وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضّعف». قال لها : «يا فاطمة ، توكّلي على الله ، واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء ، وأمّهاتك من أزواجهم ، ألا أبشّرك يا فاطمة»؟ قالت : «بلى يا نبيّ الله ـ أو قالت ـ يا أبه» قال : «أما علمت أنّ الله تعالى اختار أباك فجعله نبيّا ، وبعثه إلى كافّة الخلق رسولا ، ثمّ اختار عليّا فأمرني فزوّجتك إيّاه ، واتّخذته بأمر ربّي وزيرا ووصيّا ، يا فاطمة إنّ عليّا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقّا ، وأقدمهم سلما وأعلمهم علما ، وأحلمهم حلما ، وأثبتهم في الميزان قدرا». فاستبشرت فاطمة عليهاالسلام فأقبل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «هل سررتك يا فاطمة»؟ قالت : «نعم يا أبه».
قال : «أفلا أزيدك في بعلك وابن عمّك من مزيد الخير وفواضله؟» قالت : «بلى يا نبيّ الله». قال : «إن عليّا أوّل من آمن بالله عزوجل ورسوله من هذه الأمّة ، هو وخديجة أمّك ، وأوّل من وازرني على ما جئت به. يا فاطمة إنّ عليّا أخي وصفيّي وأبو ولدي ، إن عليّا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولا يعطاها أحد بعده ، فأحسني عزاك واعلمي أنّ أباك لاحق بالله عزوجل».
قالت : «يا أبه قد سررتني (١) وأحزنتني». قال : «كذلك يا بنيّة أمور الدنيا ، يشوب سرورها حزنها ، وصفوها كدرها ، أفلا أزيدك يا بنيّة؟» قالت : «بلى يا رسول الله».
قال : «إنّ الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين ، فجعلني وعليّا في خيرهما قسما ، وذلك قوله عزوجل : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ)(٢) ثمّ جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة ، وذلك قوله عزوجل : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) ، ثمّ جعل القبائل بيوتا ، فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣) ، ثمّ إنّ الله تعالى اختارني من أهل بيتي ، واختار عليّا والحسن والحسين واختارك ، فأنا سيّد ولد آدم ، وعليّ سيّد العرب ، وأنت سيّدة النّساء ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، ومن ذرّيتك (٤) المهديّ ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا» (٥).
الإسم السادس والعشرون وثمانمائة : انّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) الآية.
[الإسم] السابع والعشرون وثمانمائة : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ).
[الإسم] الثامن والعشرون وثمانمائة : في قوله تعالى : (ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا).
[الإسم] التاسع والعشرون وثمانمائة : في قوله تعالى : (وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
__________________
(١) في المصدر : يا أبتاه فرحتني.
(٢) الواقعة ٥٦ : ٢٧.
(٣) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٤) في المصدر : ذرّيتكما.
(٥) أمالي الطوسي : ٦٠٦ / ٢.
فِي سَبِيلِ اللهِ).
الإسم الثلاثون وثمانمائة : في قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)(١).
١٢١١ / ١١ ـ عليّ بن إبراهيم في هذا الآية ، قال : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام (٢).
١٢١٢ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن حفص بن غياث ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : في قول الله عزوجل : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ، قال ابن عبّاس : ذهب عليّ عليهالسلام بشرفها وفضلها (٣).
__________________
(١) الحجرات ٤٩ : ١٥.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٣٢٢.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٧ / ٨.
سورة ق
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الحادي والثلاثون وثمانمائة : انّه السائق ، في قوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ)(١).
١٢١٣ / ١ ـ الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ : بإسناده عن رجاله ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ). قال : «السائق : أمير المؤمنين عليهالسلام ، والشهيد : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
الإسم الثاني والثلاثون وثمانمائة : انّه ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المأموران ، في قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(٣).
١٢١٤ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبو القاسم الحسني (٤) ، قال : حدّثنا
__________________
(١) سورة ق ٥٠ : ٢١.
(٢) ... تأويل الآيات ٢ : ٦٠٩ / ٢.
(٣) سورة ق ٥٠ : ٢٤.
(٤) في المصدر : الحسيني.
فرات بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن حسّان ، قال : حدّثنا محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا عبيد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، في قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثمّ يقول الله تبارك وتعالى لي ولك. قوما فألقيا في جهنّم من أبغضكما وكذّبكما في النار» (١).
١٢١٥ / ٣ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) ، قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب ، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا عليّ ، وكساني وكساك يا عليّ ، ثمّ قال لي ولك : ألقيا في جهنم كلّ من أبغضكما ، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما ، فإنّ ذلك هو المؤمن» (٢).
١٢١٦ / ٤ ـ عنه : عن أبي محمّد الفحّام ، قال : حدّثني أبو الطيّب محمّد بن الفرحان الدوري ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان ، قال : حدّثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي المتوكّل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)» (٣).
١٢١٧ / ٥ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكريّ بالمصيصة ، قال : حدّثنا عبيد بن الهيثم
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٢٤.
(٢) أمالي الطوسي : ٣٦٨ / ٣٣.
(٣) أمالي الطوسي : ٢٩٠ / ١٠.
بن عبيد الله الأنماطيّ البغداديّ بحلب ، قال : حدّثني الحسين (١) بن سعيد النخعي ابن عمّ شريك ، قال : حدّثني شريك بن عبد الله القاضي ، قال : حضرت الأعمش في علّته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده ، إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ، فسألوه عن حاله ، فذكر ضعفا شديدا ، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته ، وأدركته رنّة فبكى ، فأقبل عليه أبو حنيفة ، فقال : يا أبا محمّد ، إتّق الله ، وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأوّل يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيرا لك.
قال الأعمش : مثل ماذا ، يا نعمان؟ قال : مثل حديث عباية : «أنا قسيم النار». قال : أو لمثلي تقول يا يهودي! أقعدوني ، أسندوني ، أقعدوني ، حدّثني ـ والذي إليه مصيري ـ موسى بن طريف ، ولم أر أسديّا كان خيرا منه ، قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ ، قال : سمعت عليّا أمير المؤمنين عليهالسلام ، يقول : «أنا قسيم النار ، أقول : هذا وليّي دعيه ، وهذا عدوّي خذيه».
وحدّثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجّاج ، وكان يشتم عليّا شتما مقذعا ـ يعني الحجّاج لعنه الله ـ عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا كان يوم القيامة ، يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعليّ على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما». قال أبو سعيد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم [يؤمن بي من لم] يتولّ ـ أو قال لم يحبّ ـ عليّا» وتلا : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)».
قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه ، وقال : قوموا بنا لا يجيبنا أبو محمّد بأطمّ من هذا. قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبد الله : فما أمسى ـ يعني
__________________
(١) في المصدر : الحسن.
الأعمش ـ حتى فارق الدنيا (١).
١٢١٨ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس رحمهالله : عن أحمد بن هوذة الباهليّ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن شريك ، قال : بعث [إلينا] الأعمش وهو شديد المرض ، فأتيناه وقد اجتمع عنده أهل الكوفة ، وفيهم أبو حنيفة وابن قيس الماصر ، فقال لابنه : [يا بنيّ] أجلسني. فأجلسه ، فقال : يا أهل الكوفة ، إنّ أبا حنيفة وابن قيس الماصر أتياني فقالا : إنّك قد حدّثت في عليّ بن أبي طالب أحاديث ، فارجع عنها ، فإنّ التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن ، فقلت لهما : مثلكما يقول لمثلي هذا! أشهدكم ـ يا أهل الكوفة ـ فإنّي في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، أنّي سمعت عطاء بن أبي رياح يقول : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ). فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا وعليّ نلقي في جهنّم كلّ من عادانا». فقال أبو حنيفة لابن قيس : قم بنا لا يجيء ما هو أعظم من هذا. فقاما وانصرفا (٢).
قلت : حديث الأعمش له طرق متعددة زيادة على ما هنا مذكورة في كتاب البرهان.
١٢١٩ / ٧ ـ السيّد الرضيّ في كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) : عن القاضي الأمين أبي عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد الحلابي المغازي ، قال : حدّثني أبي رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الدبّاس ، عن عليّ بن أحمد بن مخلّد ، عن جعفر بن حفص ، عن سواد بن محمّد ، عن عبد الله بن نجيح ، عن محمّد بن مسلم البطائني (٣) ، عن محمّد بن يحيى الأنصاري ، عن عمّه حارثة ،
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٦٢٨ / ٧.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦١٠ / ٦.
(٣) في المصدر : البطائحي.
عن زيد بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه ، قال : دخلت يوما على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت : يا رسول الله ، أرني الحقّ حتّى أتّبعه؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يابن مسعود ، لج إلى المخدع» فولجت ، فرأيت أمير المؤمنين عليهالسلام راكعا وساجدا ، وهو يقول : عقيب صلاته : «اللهمّ بحرمة محمّد عبدك ورسولك ، اغفر للخاطئين من شيعتي». قال ابن مسعود : فخرجت لأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فوجته راكعا وساجدا ، وهو يقول : «اللهمّ بحرمة عبدك عليّ اغفر للعاصين من أمّتي».
قال ابن مسعود : فأخذني الهلع حتّى غشي عليّ ، فرفع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رأسه ، وقال : «يابن مسعود ، أكفرا بعد إيمان؟» فقلت : معاذ الله ، ولكني رأيت عليّا عليهالسلام يسأل الله تعالى بك ، وأنت تسأل الله تعالى به.
فقال : «يابن مسعود ، إنّ الله تعالى خلقني وعليّا والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام ، حين لا تسبيح ولا تقديس ، وفتق نوري فخلق منه السماوات والأرض ، وأنا أفضل من السماوات والأرض ، وفتق نور عليّ فخلق منه العرش والكرسيّ ، وعليّ أجلّ من العرش والكرسيّ ، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم ، والحسن أجلّ من اللوح والقلم ، وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين ، والحسين أفضل منهما ، فأظلمت المشارق والمغارب ، فشكت الملائكة إلى الله عزوجل الظلمة ، وقالت : اللهم بحقّ هؤلاء الأشباح الذين خلقت إلّا ما فرّجت عنّا هذه الظلمة ؛ فخلق الله عزوجل روحا وقرّبها بأخرى ، فخلق منهما نورا ، ثمّ أضاف النور إلى الروح ، فخلق منهما الزهراء ، فمن ذلك سميت الزهراء ، فأضاء منها المشرق والمغرب.
يابن مسعود ، إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعليّ : أدخلا النار من شئتما ، وذلك قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) فالكفّار من جحد
نبوّتي ، والعنيد من عاند عليّا وأهل بيته وشيعته» (١).
١٢٢٠ / ٨ ـ شرف الدين النجفي ، قال : ذكر الشيخ في (أماليه) (٢) بإسناده ، عن رجاله ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب ، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا عليّ ، وكساني وكساك يا عليّ ، ثم قال لي ولك : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) من أبغضكما ، وأدخلا الجنّة من أحبّكما ، فإنّ ذلك هو المؤمن» (٣).
١٢٢١ / ٩ ـ ثمّ قال شرف الدين : ويؤيده ما روي بحذف الإسناد ، عن محمّد بن حمران ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) فقال : «إذا كان يوم القيامة وقف محمّد وعلي عليهماالسلام على الصراط ، فلا يجوز عليه إلّا من معه براءة».
قلت : وما براءة؟ قال : «ولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والأئمّة من ولده عليهمالسلام ، وينادي مناد ، يا محمّد ، يا عليّ : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ) بنبوّتك (عَنِيدٍ) ، لعليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده» (٤).
١٢٢٢ / ١٠ ـ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في (المناقب المائة لعليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده عليهمالسلام) ، قال : الثالث والعشرون : عن الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسئل عن قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال :
__________________
(١) ... الفضائل لابن شاذان : ١٢٩.
(٢) أمالي الطوسي : ٣٦٨ / ٣٣.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٩ / ٤.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٩ / ٥.
يا عليّ إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، فيقول الله تعالى : يا محمّد ، ويا عليّ ، قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذّبكما في النار» (١).
الإسم الثالث والثلاثون وثمانمائة : في قوله تعالى : (فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ).
الإسم الرابع والثلاثون وثمانمائة : انّه من له قلب ، في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ).
[الإسم] الخامس والثلاثون وثمانمائة : في قوله تعالى : (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ).
[الإسم] السادس والثلاثون وثمانمائة : (وَهُوَ شَهِيدٌ)(٢).
١٢٢٣ / ١١ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمهالله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة يذكر فيها اسماءه في القرآن ، قال : «وأنا ذو القلب يقول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ)» (٣).
١٢٢٤ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : من تفسير ابن وكيع والسّدّي وعطاء ، أنّه قال ابن عبّاس : أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ناقتان عظيمتان سمينتان ، فقال للصحابة : «هل فيكم أحد يصلّي ركعتين بقيامهما بركوعهما وسجودهما ووضوئهما وخشوعهما ،
__________________
(١) مائة منقبة : ٤٧ / ٢٣.
(٢) سورة ق ٥٠ : ٣٧.
(٣) معاني الأخبار : ٥٨ / ٩.
لا يهمّ معهما (١) من أمر الدنيا بشيء ، ولا يحدّث قلبه بفكر الدنيا ، أهديه إحدى هاتين الناقتين؟». فقالها مرّة ومرّتين وثلاثة ، فلم يجبه أحد من الصحابة.
فقام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : «أنا ـ يا رسول الله ـ أصلّي ركعتين أكبّر تكبيرة الأولى وإلى أن أسلّم منهما لا ، أحدّث نفسي بشيء من أمر الدنيا». فقال : «يا عليّ ، صلّ صلّى الله عليك». فكبّر أمير المؤمنين عليهالسلام ، ودخل في الصلاة ، فلمّا فرغ من الركعتين ، هبط جبرئيل عليهالسلام على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقرئك السّلام ، ويقول لك أعطه إحدى الناقتين. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّي شارطته أن يصلّي ركعتين لا يحدّث نفسه فيهما بشيء من أمر الدنيا ، أعطه إحدى الناقتين إن صلّاهما ، وإنّه جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيّهما يأخذ!».
فقال جبرئيل : يا محمّد ، إنّ الله يقرئك السّلام ، ويقول لك : تفكّر أيّهما يأخذها ، أسمنها وأعظمها ، فينحرها ويتصدّق بها لوجه الله ، فكان تفكّره لله عزوجل ، لا لنفسه ولا للدنيا. فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعطاه كلتيهما ، فأنزل الله فيه : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى) ، لعظة (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) عقل (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) ، يعني استمع أمير المؤمنين بأذنيه إلى ما تلاه بلسانه من كلام الله : (وَهُوَ شَهِيدٌ) ، يعني وأمير المؤمنين حاضر (٢) القلب لله في صلاته ، لا يتفكر فيها بشيء من أمر الدنيا (٣).
__________________
(١) في المصدر : لا يهتم فيهما.
(٢) في المصدر : شاهد.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٢٠.
سورة الذاريات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السابع والثلاثون وثمانمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ).
[الإسم] الثامن والثلاثون وثمانمائة : انّه الدين ، في قوله تعالى : (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ)(١).
١٢٢٥ / ١ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روي بإسناد ، متّصل إلى أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «قوله عزوجل : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) في عليّ ، هكذا نزلت» (٢).
١٢٢٦ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن
__________________
(١) الذاريات ٥١ : ٦.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦١٤ / ١.
أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) : «يعني في عليّ عليهالسلام : (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) يعني عليّا ، وعليّ هو الدين» (١).
الإسم التاسع والثلاثون وثمانمائة : انّه من أفك عنه ، في قوله تعالى : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)(٢).
١٢٢٧ / ٣ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن عبد الله بن عامر ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «وأمّا قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) ، [فإنّه عليّ ، يعني إنّه لمختلف عليه ، وقد] اختلفت هذه الأمّة ، فمن استقام على ولاية عليّ عليهالسلام ، دخل الجنّة ، ومن خالف ولاية عليّ أدخل النار ، وأمّا قوله تعالى : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) ـ قال ـ يعني عليّا ، من أفك عن ولايته أفك عن الجنّة ، فذلك قوله تعالى : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)» (٣).
١٢٢٨ / ٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) في أمر الولاية (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) قال : «من أفك عن الولاية أفك عن الجنّة» (٤).
الإسم الأربعون وثمانمائة : إنّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). الآية.
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٢٩.
(٢) الذاريات ٥١ : ٩.
(٣) بصائر الدرجات : ٧٧ / ٥.
(٤) الكافي ١ : ٤٢٢ / ٤٨.
[الإسم] الحادي والأربعون وثمانمائة : إنّه من المسلمين ، في قوله تعالى : (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(١).
١٢٢٩ / ٥ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حنّان ، عن سالم الحنّاط ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : «آل محمّد ، لم يبق فيها غيرهم» (٢).
الإسم الثاني والأربعون وثمانمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ)(٣).
١٢٣٠ / ٦ ـ عليّ بن إبراهيم : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) ، العذاب (٤).
__________________
(١) الذاريات ٥١ : ٣٦.
(٢) الكافي ١ : ٤٢٥ / ٦٧.
(٣) الذاريات ٥١ : ٥٩.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٣١.
سورة الطور
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثالث والأربعون وثمانمائة : انّه الطور ، في قوله تعالى : (وَالطُّورِ).
[الإسم] الرابع والأربعون وثمانمائة : (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ).
[الإسم] الخامس والأربعون وثمانمائة : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).
[الإسم] السادس والأربعون وثمانمائة : (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)(١).
١٢٣١ / ١ ـ الشيخ رجب البرسي : في خطبة لأمير المؤمنين عليهالسلام قال فيها : أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا البحر المسجور ، أنا البيت المعمور ... (٢).
والخطبة بطولها تقدّمت في أول الكتاب في قوله تعالى : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ) من سورة البقرة.
الإسم السابع والأربعون وثمانمائة : انّه من الذين آمنوا ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية.
__________________
(١) الطور ٥٢ : ٤.
(٢) مشارق أنوار اليقين : ٣٢٠.