تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٣

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور

تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٣

المؤلف:

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٠

ومعنى (جُعِلَ السَّبْتُ) أنه جعل يوما معظّما لا عمل فيه ، أي جعل الله السبت معظّما ، فحذف المفعول الثاني لفعل الجعل لأنه نزل منزلة اللازم إيجازا ليشمل كل أحوال السبت المحكية في قوله تعالى : (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) [سورة النساء : ١٥٤] وقوله : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) [سورة الأعراف : ١٦٣].

وضمن فعل (جُعِلَ) معنى فرض فعدي بحرف (عَلَى).

وقد ادّخر الله تعالى لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يكون هو الوارث لأصول إبراهيم ، فجعل لليهود والنصارى دينا مخالفا لملّة إبراهيم ، ونصب على ذلك شعارا وهو اليوم الذي يعرف به أصل ذلك الدين وتغيير ذلك اليوم عند بعثة المسيح ـ عليه‌السلام ـ إشارة إلى ذلك ، لئلا يكون يوم السبت مسترسلا في بني إسرائيل ، تنبيها على أنهم عرضة لنسخ دينهم بدين عيسى ـ عليه‌السلام ـ وإعدادا لهم لتلقّي نسخ آخر بعد ذلك بدين آخر يكون شعاره يوما آخر غير السبت وغير الأحد. فهذا هو التفسير الذي به يظهر انتساق الآي بعضها مع بعض.

و (بَيْنَهُمْ) ظرف للحكم المستفاد من «يحكم» ، أي حكما بين ظهرانيهم. وليست (بَيْنَهُمْ) لتعدية «يحكم» إذ ليس ثمّة ذكر الاختلاف بين فريقين هنا.

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥))

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

يتنزل معنى هذه الآية منزلة البيان لقوله : (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [سورة النحل : ١٢٣] فإن المراد بما أوحي إليه من اتّباع ملّة إبراهيم هو دين الإسلام ، ودين الإسلام مبنيّ على قواعد الحنيفية ، فلا جرم كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدعوته الناس إلى الإسلام داعيا إلى اتّباع ملّة إبراهيم.

ومخاطبة الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الأمر في حين أنه داع إلى الإسلام وموافق لأصول ملّة إبراهيم دليل على أن صيغة الأمر مستعملة في طلب الدّوام على الدعوة الإسلامية مع ما انضمّ إلى ذلك من الهداية إلى طرائق الدعوة إلى الدين.

فتضمّنت هذه الآية تثبيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الدعوة وأن لا يؤيسه قول المشركين له

٢٦١

(إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) [سورة النحل : ١٠١] وقولهم : (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) [سورة النحل : ١٠٣] ؛ وأن لا يصدّه عن الدعوة أنه تعالى لا يهدي الذين لا يؤمنون بآيات الله. ذلك أن المشركين لم يتركوا حيلة يحسبونها تثبّط النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن دعوته إلا ألقوا بها إليه من : تصريح بالتكذيب ، واستسخار ، وتهديد ، وبذاءة ، واختلاق ، وبهتان ، كما ذلك محكي في تضاعيف القرآن وفي هذه السورة ، لأنهم يجهلون مراتب أهل الاصطفاء ويزنونهم بمعيار موازين نفوسهم ، فحسبوا ما يأتونه من الخزعبلات مثبطا له وموشكا لأن يصرفه عن دعوتهم.

وسبيل الربّ : طريقه. وهو مجاز لكل عمل من شأنه أن يبلّغ عامله إلى رضى الله تعالى ، لأن العمل الذي يحصل لعامله غرض ما يشبه الطريق الموصل إلى مكان مقصود ، فلذلك يستعار اسم السبيل لسبب الشيء.

قال القرطبي : إن هذه الآية نزلت بمكّة في وقت الأمر بمهادنة قريش ، أي في مدّة صلح الحديبية.

وحكى الواحدي عن ابن عباس : أنها نزلت عقب غزوة أحد لما أحزن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم منظر المثلة بحمزة ـ رضي‌الله‌عنه ـ وقال : «لأقتلنّ مكانه سبعين رجلا منهم». وهذا يقتضي أن الآية مدنية.

ولا أحسب ما ذكراه صحيحا. ولعلّ الذي غرّ من رواه قوله : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل : ١٢٦] كما سيأتي ، بل موقع الآية متّصل بما قبله غير محتاج إلى إيجاد سبب نزول.

وإضافة (سَبِيلِ) إلى (رَبِّكَ) باعتبار أن الله أرشد إليه وأمر بالتزامه. وهذه الإضافة تجريد للاستعارة. وصار هذا المركب علما بالغلبة على دين الإسلام ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) [سورة الأنفال : ٣٦] ، وهو المراد هنا ، وفي قوله عقبه (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) [سورة النحل : ١٢٥].

ويطلق سبيل الله علما بالغلبة أيضا على نصرة الدين بالقتال كما في قوله تعالى : (وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) [سورة التوبة : ٤١].

والباء في قوله : (بِالْحِكْمَةِ) للملابسة ، كالباء في قول العرب للمعرّس : بالرفاء

٢٦٢

والبنين ، بتقدير : أعرست ، يدل عليه المقام ، وهي إما متعلقة ب (ادْعُ) ، أو في موضع الحال من ضمير (ادْعُ).

وحذف مفعول (ادْعُ) لقصد التعميم ، أو لأن الفعل نزل منزلة اللازم ، لأن المقصود الدوام على الدعوة لا بيان المدعوين ، لأن ذلك أمر معلوم من حال الدعوة.

ومعنى الملابسة يقتضي أن لا تخلو دعوته إلى سبيل الله عن هاتين الخصلتين : الحكمة ، والموعظة الحسنة.

فالحكمة : هي المعرفة المحكمة ، أي الصائبة المجرّدة عن الخطأ ، فلا تطلق الحكمة إلا على المعرفة الخالصة عن شوائب الأخطاء وبقايا الجهل في تعليم الناس وفي تهذيبهم. ولذلك عرّفوا الحكمة بأنها : معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه بحسب الطاقة البشرية بحيث لا تلتبس على صاحبها الحقائق المتشابهة بعضها ببعض ولا تخطئ في العلل والأسباب. وهي اسم جامع لكل كلام أو علم يراعى فيه إصلاح حال الناس واعتقادهم إصلاحا مستمرا لا يتغيّر. وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) في سورة البقرة [٢٦٩] مفصّلا فانظره. وتطلق الحكمة على العلوم الحاصلة للأنبياء ، ويرادفها الحكم.

و (الْمَوْعِظَةِ) : القول الذي يلين نفس المقول له لعمل الخير. وهي أخصّ من الحكمة لأنها حكمة في أسلوب خاص لإلقائها. وتقدمت عند قوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ) في سورة النساء [٦٣]. وعند قوله : (مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) في سورة الأعراف [١٤٥].

ووصفها بالحسن تحريض على أن تكون ليّنة مقبولة عند الناس ، أي حسنة في جنسها ، وإنما تتفاضل الأجناس بتفاضل الصفات المقصودة منها.

وعطف (الْمَوْعِظَةِ) على «الحكمة» لأنها تغاير الحكمة بالعموم والخصوص الوجهي ، فإنه قد يسلك بالموعظة مسلك الإقناع ، فمن الموعظة حكمة ، ومنها خطابة ، ومنها جدل.

وهي من حيث ماهيّتها بينها وبين الحكمة العموم والخصوص من وجه ، ولكن المقصود بها ما لا يخرج عن الحكمة والموعظة الحسنة بقرينة تغيير الأسلوب ، إذ لم يعطف مصدر المجادلة على الحكمة والموعظة بأن يقال : والمجادلة بالتي هي أحسن ، بل

٢٦٣

جيء بفعلها ، تنبيها على أن المقصود تقييد الإذن فيها بأن تكون بالتي هي أحسن ، كما قال : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [سورة العنكبوت : ٤٦].

والمجادلة : الاحتجاج لتصويب رأي وإبطال ما يخالفه أو عمل كذلك. ولما كان ما لقيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أذى المشركين قد يبعثه على الغلظة عليهم في المجادلة أمره الله بأن يجادلهم بالتي هي أحسن. وتقدمت قريبا عند قوله : (تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) [سورة النحل : ١١١]. وتقدمت من قبل عند قوله : (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) في سورة النساء [١٠٧]. والمعنى : إذا ألجأتك الدعوة إلى محاجّة المشركين فحاججهم بالتي هي أحسن.

والمفضل عليه المحاجّة الصادرة منهم ، فإن المجادلة تقتضي صدور الفعل من الجانبين ، فعلم أن المأمور به أن تكون المحاجّة الصادرة منه أشدّ حسنا من المحاجّة الصادرة منهم ، كقوله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [سورة المؤمنون : ٩٦].

ولما كانت المجادلة لا تكون إلا مع المعارضين صرّح في المجادلة بضمير جمع الغائبين المراد منه المشركون ، فإن المشركين متفاوتون في كيفيات محاجتهم ، فمنهم من يحاجّ بلين ، مثل ما في الحديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ القرآن على الوليد بن المغيرة ثم قال له : «هل ترى بما أقول بأسا» قال : لا والدماء. وقرأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرآن على عبد الله بن أبيّ ابن سلول في مجلس قومه ، فقال عبد الله بن أبي : أيها المرء إن كان ما تقول حقا فاجلس في بيتك فمن جاءك فحدّثه إيّاه ومن لم يأتك فلا تغته ولا تأته في مجلسه بما يكره منه.

وتصدّي المشركين لمجادلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تكرّر غير مرّة. ومن ذلك ما روي عن ابن عباس : أنه لما نزل قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [سورة الأنبياء : ٩٨] الآية ، قال عبد الله الزّبعرى : لأخصمنّ محمدا ، فجاءه فقال : يا محمد قد عبد عيسى ، وعبدت الملائكة فهل هم حصب لجهنّم؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأ ما بعد (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) [سورة الأنبياء : ١٠١]. أخرجه ابن المنذر وابن مردويه والطبراني ، وأبو داود في كتاب «الناسخ والمنسوخ».

وقيدت الموعظة بالحسنة ولم تقيد الحكمة بمثل ذلك لأن الموعظة لما كان المقصود منها غالبا ردع نفس الموعوظ عن أعماله السيئة أو عن توقّع ذلك منه ، كانت مظنّة لصدور غلظة من الواعظ ولحصول انكسار في نفس الموعوظ ، أرشد الله رسوله أن يتوخّى في

٢٦٤

الموعظة أن تكون حسنة ، أي بإلانة القول وترغيب الموعوظ في الخير ، قال تعالى خطابا لموسى وهارون : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [سورة طه : ٤٣].

وفي حديث الترمذي عن العرباض بن سارية أنه قال : «وعظنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون» الحديث.

وأما الحكمة فهي تعليم لمتطلبي الكمال من معلّم يهتمّ بتعليم طلابه فلا تكون إلا في حالة حسنة فلا حاجة إلى التنبيه على أن تكون حسنة.

والمجادلة لما كانت محاجة في فعل أو رأي لقصد الإقناع بوجه الحقّ فيه فهي لا تعدو أن تكون من الحكمة أو من الموعظة ، ولكنها جعلت قسيما لهما هنا بالنظر إلى الغرض الداعي إليها.

وإذ قد كانت مجادلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهم من ذيول الدعوة وصفت بالتي هي أحسن كما وصفت الموعظة بالحسنة.

وقد كان المشركون يجادلون النبي قصدا لإفحامه ، وتمويها لتغليطه نبّه الله على أسلوب مجادلة النبي إيّاهم استكمالا لآداب وسائل الدعوة كلها. فالضمير في (وَجادِلْهُمْ) عائد إلى المشركين بقرينة المقام لظهور أن المسلمين لا يجادلون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكن يتلقّون منه تلقّي المستفيد والمسترشد. وهذا موجب تغيير الأسلوب بالنسبة إلى المجادلة إذ لم يقل : والمجادلة الحسنة ، بل قال : (وَجادِلْهُمْ) ، وقال تعالى أيضا : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [سورة العنكبوت : ٤٦].

ويندرج في «التي هي أحسن» ردّ تكذيبهم بكلام غير صريح في إبطال قولهم من الكلام الموجّه ، مثل قوله تعالى (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سورة سبأ : ٢٤] ، وقوله : (وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [سورة الحج : ٦٨].

والآية تقتضي أن القرآن مشتمل على هذه الطرق الثلاثة من أساليب الدعوة ، وأن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دعا الناس بغير القرآن من خطبه ومواعظه وإرشاده يسلك معهم هذه الطرق الثلاثة. وذلك كله بحسب ما يقتضيه المقام من معاني الكلام ومن أحوال المخاطبين من خاصّة وعامّة.

٢٦٥

وليس المقصود لزوم كون الكلام الواحد مشتملا على هذه الأحوال الثلاثة ؛ بل قد يكون الكلام حكمة مشتملا على غلظة ووعيد وخاليا عن المجادلة. وقد يكون مجادلة غير موعظة ، كقوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).

وكقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنك لتأكل المرباع وهو حرام في دينك» ، قاله لعديّ بن حاتم وهو نصراني قبل إسلامه.

ومن الإعجاز العلمي في القرآن أن هذه الآية جمعت أصول الاستدلال العقلي الحقّ ، وهي البرهان والخطابة والجدل المعبّر عنها في علم المنطق بالصناعات وهي المقبولة من الصناعات. وأما السفسطة والشعر فيربأ عنهما الحكماء الصادقون بله الأنبياء والمرسلين.

قال فخر الدين : «إن الدعوة إلى المذهب والمقالة لا بدّ من أن تكون مبنيّة على حجّة. والمقصود من ذكر الحجّة إما تقرير ذلك المذهب وذلك الاعتقاد في قلوب السامعين ، وإما إلزام الخصم وإفحامه.

أما القسم الأول فينقسم إلى قسمين لأن تلك الحجّة إما أن تكون حجّة حقيقية يقينية مبرأة من احتمال النقيض ، وإما أن لا تكون كذلك بل تكون مفيدة ظنا ظاهرا وإقناعا ، فظهر انحصار الحجج في هذه الأقسام الثلاثة :

أولها : الحجّة المفيدة للعقائد اليقينية وذلك هو المسمّى بالحكمة.

وثانيها : الأمارات الظنّية وهي الموعظة الحسنة.

وثالثها : الدلائل التي القصد منها إفحام الخصم وذلك هو الجدل.

وهو على قسمين ، لأنه : إما أن يكون مركّبا من مقدّمات مسلّمة عند الجمهور وهو الجدل الواقع على الوجه الأحسن ، وإما أن يكون مركّبا من مقدّمات باطلة يحاول قائلها ترويجها على المستمعين بالحيل الباطلة. وهذا لا يليق بأهل الفضل» اه.

وهذا هو المدعو في المنطق بالسفسطة ، ومنه المقدمات الشعرية وهي سفسطة مزوّقة.

٢٦٦

والآية جامعة لأقسام الحجّة الحقّ جمعا لمواقع أنواعها في طرق الدعوة ، ولكن على وجه التّداخل ، لا على وجه التباين والتقسيم كما هو مصطلح المنطقيين ، فإن الحجج الاصطلاحية عندهم بعضها قسيم لبعض ، فالنسبة بينها التباين. أما طرق الدعوة الإسلامية فالنسبة بينها العموم والخصوص المطلق أو الوجهي. وتفصيله يخرج بنا إلى تطويل ، وذهنك في تفكيكها غير كليل.

فإلى الحكمة ترجع صناعة البرهان لأنه يتألف من المقدمات اليقينية وهي حقائق ثابتة تقتضي حصول معرفة الأشياء على ما هي عليه.

وإلى الموعظة ترجع صناعة الخطابة لأن الخطابة تتألف من مقدّمات ظنّية لأنها مراعى فيها ما يغلب عند أهل العقول المعتادة. وكفى بالمقبولات العادية موعظة. ومثالها من القرآن قوله تعالى (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً) [سورة النساء : ٢٢] فقوله : (وَمَقْتاً) أشار إلى أنّهم كانوا إذا فعلوه في الجاهلية يسمونه نكاح المقت ، فأجري عليه هذا الوصف لأنه مقنع بأنه فاحشة ، فهو استدلال خطابي.

وأما الجدل فما يورد في المناظرات والحجاج من الأدلّة المسلّمة بين المتحاجين أو من الأدلّة المشهورة ، فأطلق اسم الجدل على الاستدلال الذي يروج في خصوص المجادلة ولا يلتحق بمرتبة الحكمة. وقد يكون مما يقبل مثله في الموعظة لو ألقي في غير حال المجادلة. وسمّاه حكماء الإسلام جدلا تقريبا للمعنى الذي يطلق عليه في اللغة اليونانية.

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).

هذه الجملة تعليل للأمر بالاستمرار على الدّعوة بعد الإعلام بأن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ، وبعد وصف أحوال تكذيبهم وعنادهم.

فلما كان التّحريض بعد ذلك على استدامة الدعوة إلى الدين محتاجا لبيان الحكمة في ذلك بيّنت الحكمة بأن الله هو أعلم بمصير الناس وليس ذلك لغير الله من الناس فما عليك إلا البلاغ ، أي فلا تيأس من هدايتهم ولا تتجاوز إلى حدّ الحزن على عدم اهتدائهم لأن العلم بمن يهتدي ومن يضلّ موكول إلى الله وإنما عليك التبليغ في كل حال. وهذا قول فصل بين فريق الحقّ وفريق الباطل.

وقدم العلم بمن ضلّ لأنه المقصود من التعليل لأن دعوتهم أوكد والإرشاد إلى اللّين

٢٦٧

في جانبهم بالموعظة الحسنة والمجادلة الحسنى أهمّ ، ثم أتبع ذلك بالعلم بالمهتدين على وجه التكميل.

وفيه إيماء إلى أنه لا يدري أن يكون بعض من أيس من إيمانه قد شرح الله صدره للإسلام بعد اليأس منه.

وتأكيد الخبر بضمير الفصل للاهتمام به. وأما (إِنَ) فهي في مقام التعليل ليست إلا لمجرّد الاهتمام ، وهي قائمة مقام فاء التفريع على ما أوضحه عبد القاهر في دلائل الإعجاز ؛ فإن إفادتها التأكيد هنا مستغنى عنها بوجود ضمير الفصل في الجملة المفيدة لقصر الصّفة على الموصوف ، فإن القصر تأكيد على تأكيد.

وإعادة ضمير الفصل في قوله : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) للتّنصيص على تقوية هذا الخبر لأنه لو قيل : وأعلم بالمهتدين ، لاحتمل أن يكون معطوفا على جملة (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَ) على أنه خبر (لإنّ) غير داخل في حيّز التقوية بضمير الفصل ، فأعيد ضمير الفصل لدفع هذا الاحتمال.

ولم يقل : وبالمهتدين ، تصريحا بالعلم في جانبهم ليكون صريحا في تعلّق العلم به. وهذان القصران إضافيان ، أي ربّك أعلم بالضّالين والمهتدين ، لا هؤلاء الذين يظنّون أنهم مهتدون وأنكم ضالون.

والتفضيل في قوله : (هُوَ أَعْلَمُ) تفضيل على علم غيره بذلك. فإنه علم متفاوت بحسب تفاوت العالمين في معرفة الحقائق.

وفي هذا التفضيل إيماء إلى وجوب طلب كمال العلم بالهدى ، وتمييز الحقّ من الباطل ، وغوص النظر في ذلك ، وتجنّب التسرّع في الحكم دون قوة ظنّ بالحقّ ، والحذر من تغلّب تيارات الأهواء حتى لا تنعكس الحقائق ولا تسير العقول في بنيّات الطرائق ، فإن الحقّ باق على الزمان والباطل تكذبه الحجّة والبرهان.

والتخلّق بهذه الآية هو أن كل من يقوم مقاما من مقامات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في إرشاد المسلمين أو سياستهم يجب عليه أن يكون سالكا للطرائق الثلاث : الحكمة ، والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، وإلا كان منصرفا عن الآداب الإسلامية وغير خليق بما هو فيه من سياسة الأمّة ، وأن يخشى أن يعرّض مصالح الأمّة للتلف ، فإصلاح الأمّة يتطلّب إبلاغ الحقّ إليها بهذه الوسائل الثلاث. والمجتمع الإسلامي لا يخلو عن متعنّت أو

٢٦٨

ملبّس وكلاهما يلقي في طريق المصلحين شواك الشبه بقصد أو بغير قصد. فسبيل تقويمه هو المجادلة ، فتلك أدنى لإقناعه وكشف قناعه.

في «الموطأ» أن عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال في خطبة خطبها في آخر عمره : «أيها الناس قد سنّت لكم السّنن ، وفرضت لكم الفرائض ، وتركتم على الواضحة ، إلا أن تضلّوا بالناس يمينا وشمالا» وضرب بإحدى يديه على الأخرى. (لعلّه ضرب بيده اليسرى على يده اليمنى الممسكة السيف أو العصا في حال الخطبة). وهذا الضرب علامة على أنه ليس وراء ما ذكر مطلب للناس في حكم لم يسبق له بيان في الشريعة.

وقدم ذكر علمه (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) على ذكر علمه (بِالْمُهْتَدِينَ) لأن المقام تعريض بالوعيد للضالين ، ولأن التخلية مقدمة على التحلية ، فالوعيد مقدّم على الوعد.

(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦))

عطف على جملة (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) [سورة النحل : ١٢٥] ، أي إن كان المقام مقام الدعوة فلتكن دعوتك إيّاهم كما وصفنا ، وإن كنتم أيها المؤمنون معاقبين لمشركين على ما نالكم من أذاهم فعاقبوهم بالعدل لا بتجاوز حدّ ما لقيتم منهم.

فهذه الآية متّصلة بما قبلها أتم اتّصال ، وحسبك وجود العاطف فيها. وهذا تدرّج في رتب المعاملة من معاملة الذين يدعون ويوعظون إلى معاملة الذين يجادلون ثم إلى معاملة الذين يجازون على أفعالهم ، وبذلك حصل حسن الترتيب في أسلوب الكلام.

وهذا مختار النحاس وابن عطية وفخر الدين ، وبذلك يترجّح كون هذه الآية مكية مع سوابقها ابتداء من الآية الحادية والأربعين ، وهو قول جابر بن زيد ، كما تقدم في أول السورة. واختار ابن عطية أن هذه الآية مكّية.

ويجوز أن تكون نزلت في قصة التّمثيل بحمزة يوم أحد ، وهو مرويّ بحديث ضعيف للطبراني. ولعلّه اشتبه على الرّواة تذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الآية حين توعّد المشركين بأن يمثّل بسبعين منهم إن أظفره الله بهم.

والخطاب للمؤمنين ويدخل فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والمعاقبة : الجزاء على فعل السوء بما يسوء فاعل السوء.

٢٦٩

فقوله : (بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ) مشاكلة ل (عاقَبْتُمْ). استعمل (عُوقِبْتُمْ) في معنى عوملتم به ، لوقوعه بعد فعل (عاقَبْتُمْ) ، فهو استعارة وجه شبهها هو المشاكلة. ويجوز أن يكون (عُوقِبْتُمْ) حقيقة لأن ما يلقونه من الأذى من المشركين قصدوا به عقابهم على مفارقة دين قومهم وعلى شتم أصنامهم وتسفيه آبائهم.

والأمر في قوله : (فَعاقِبُوا) للوجوب باعتبار متعلّقه ، وهو قوله : (بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) فإن عدم التجاوز في العقوبة واجب.

وفي هذه الآية إيماء إلى أن الله يظهر المسلمين على المشركين ويجعلهم في قبضتهم ، فلعلّ بعض الذين فتنهم المشركون يبعثه الحنق على الإفراط في العقاب. فهي ناظرة إلى قوله : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) [سورة النحل : ١١٠].

ورغّبهم في الصبر على الأذى ، أي بالإعراض عن أذى المشركين وبالعفو عنه ، لأنه أجلب لقلوب الأعداء ، فوصف بأنه خير ، أي خير من الأخذ بالعقوبة ، كقوله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [سورة فصّلت : ٣٤] ، وقوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) [سورة الشورى : ٤٠].

وضمير الغائب عائد إلى الصبر المأخوذ من فعل (صَبَرْتُمْ) ، كما في قوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) [سورة المائدة : ٨].

وأكّد كون الصبر خيرا ـ بلام القسم ـ زيادة في الحثّ عليه.

وعبّر عنهم بالصابرين إظهارا في مقام الإضمار لزيادة التنويه بصفة الصابرين ، أي الصبر خبر لجنس الصابرين.

(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧))

خص النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالأمر بالصبر للإشارة إلى أن مقامه أعلى ، فهو بالتزام الصبر أولى ، أخذا بالعزيمة بعد أن رخّص لهم في المعاقبة.

وجملة (وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) معترضة بين المتعاطفات ، أي وما يحصل صبرك إلا بتوفيق الله إيّاك. وفي هذا إشارة إلى أن صبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عظيم لقي من أذى المشركين أشدّ

٢٧٠

مما لقيه عموم المسلمين. فصبره ليس كالمعتاد ، لذلك كان حصوله بإعانة من الله.

وحذره من الحزن عليهم أن لم يؤمنوا كقوله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [سورة الشعراء : ٣].

ثم أعقبه بأن لا يضيق صدره من مكرهم ، وهذه أحوال مختلفة تحصل في النفس باختلاف الحوادث المسببة لها ، فإنهم كانوا يعاملون النبي مرة بالأذى علنا ، ومرة بالإعراض عن الاستماع إليه وإظهار أنهم يغيظونه بعدم متابعته ، وآونة بالكيد والمكر له وهو تدبير الأذى في خفاء.

والضيق ـ بفتح الضّاد وسكون الياء ـ مصدر ضاق ، مثل السّير والقول. وبها قرأ الجمهور.

ويقال : الضيق ـ بكسر الضاد ـ مثل : القيل. وبها قرأ ابن كثير.

وتقدم عند قوله : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) [سورة هود : ١٢]. والمراد ضيق النفس ، وهو مستعار للجزع والكدر ، كما استعير ضدّه وهو السعة والاتّساع للاحتمال والصبر. يقال : فلان ضيق الصدر ، قال تعالى في آخر الحجر (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) [سورة الحجر : ٩٧]. ويقال سعة الصدر.

والظرفية في (ضَيْقٍ) مجازية ، أي لا يلابسك ضيق ملابسة الظرف للحال فيه.

و (ما) مصدرية ، أي من مكرهم. واختير الفعل المنسبك إلى مصدر لما يؤذن به الفعل المضارع من التجدّد والتكرّر.

(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨))

تعليل للأمر بالاقتصار على قدر الجرم في العقوبة ، وللتّرغيب في الصبر على الأذى ، والعفو عن المعتدين ، ولتخصيص النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالأمر بالصبر ، والاستعانة على تحصيله بمعونة الله تعالى ، ولصرف الكدر عن نفسه من جرّاء أعمال الذين لم يؤمنوا به.

علّل ذلك كله بأن الله مع الذين يتّقونه فيقفون عند ما حدّ لهم ، ومع المحسنين. والمعيّة هنا مجاز في التأييد والنّصر.

وأتي في جانب التقوى بصلة فعلية ماضية للإشارة إلى لزوم حصولها وتقرّرها من قبل

٢٧١

لأنها من لوازم الإيمان ، لأن التّقوى آئلة إلى أداء الواجب وهو حقّ على المكلّف. ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب.

وأتي في جانب الإحسان بالجملة الاسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم ، لأن الإحسان فضيلة ، فبصاحبه حاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكّنه.

٢٧٢

محتوى الجزء الثالث عشر من كتاب التحرير والتنوير

١٥ ـ سورة الحجر

(الر)......................................................................... ٧

(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ)................................................ ٧

(رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)......................................... ٩

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)........................... ١٠

(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) إلى (وَما يَسْتَأْخِرُونَ)................. ١٢

(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) إلى (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).. ١٣

(ما تنزل الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ)............................... ١٥

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)......................................... ١٧

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) إلى (إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)............. ١٨

(كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) إلى (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ).. ١٩

(وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) إلى (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ). ١

(وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ) إلى (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ)........ ٢٢

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها) إلى (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ)...... ٢٨

(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)........................ ٢٩

(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)...... ٣٠

(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ)...................................... ٣١

(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) إلى (حَكِيمٌ عَلِيمٌ).. ... ٣٢

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ)      ٣٣

(وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ) إلى (إِلى يَوْمِ الدِّينِ)......... ٥

(قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ٣٨

(قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ٤٠

٢٧٣

(قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) إلى (جُزْءٌ مَقْسُومٌ) ...٤١

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) إلى (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) ٤٤

(نبيء عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ)............... ٤٥

(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) إلى (إِلَّا الضَّالُّونَ)...... ٤٦

(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ) إلى (إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) ٤٩

(فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) إلى (وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) ٥٠

(وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)......................... ٥٢

(وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ) ٥٢

(قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ* قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) إلى (لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) ٥٣

(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) إلى (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ)........................ ٥٦

(وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ).......................................................... ٥٧

(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) إلى (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).. ٥٨

(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) إلى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)       ٥٩

(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ).................................. ٦٣

(لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً) إلى (أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ)................. ٦٥

(كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ* الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)........................ ٦٧

(فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ)................................ ٦٩

(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)........................ ٧٠

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).................... ٧٢

١٦ ـ سورة النحل

(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ).................................................. ٧٧

٢٧٤

(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)................................................. ٧٨

(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)      ٧٨

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)............................ ٨٠

(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)................................... ٨١

(وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ) إلى (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)............. ٨٢

(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً)....................................... ٨٥

(وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ)....................................................... ٨٨

(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ).................... ٨٩

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ)........... ٩٠

(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ) إلى (لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)....... ٩١

(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ) إلى (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)    ٩٣

(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)............. ٩٣

(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً) إلى (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ٩٥

(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً) إلى (هُمْ يَهْتَدُونَ)......... ٩٦

(أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ* وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)   ٩٨

(وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ)............................................ ١٠٠

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) إلى (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).. ١٠٠

(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) إلى (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)    ١٠٢

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) إلى (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)... ١٠٤

(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) إلى (لا يَشْعُرُونَ)....... ١٠٧

(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ)............ ١٠٩

(قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ).................. ١١٠

٢٧٥

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) إلى (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)     ١١٠

(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً)................................ ١١٣

(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) إلى (كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ)      ١١٤

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ١١٥

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) إلى (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ١١٦

(وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) إلى (إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ١١٨

(وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) إلى (عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) ١٢٠

(إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ).......... ١٢١

(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ) إلى (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)      ١٢٣

(لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ)............. ١٢٤

(إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)........................... ١٢٥

(وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا) إلى (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)       ١٢٦

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) إلى (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) ١٢٨

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)................. ١٣٠

(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ) إلى (مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) ١٣٢

(أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)...... ١٣٣

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) إلى (وَهُمْ داخِرُونَ)   ١٣٥

٢٧٦

(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ) إلى (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) ١٣٦

(وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)............... ١٣٨

(وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ)............... ١٤٠

(وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) إلى (بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) ١٤٢

(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)................................. ١٤٣

(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)....... ١٤٥

(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ)............................... ١٤٦

(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) إلى (أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ١٤٧

(لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)..... ١٤٩

(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) إلى (وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)....... ٥٠

(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) إلى (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ)...... ١٥٤

(تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) إلى (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)       ١٥٦

(وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ١٥٧

(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) ١٥٨

(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) إلى (لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) ١٦٠

(وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) إلى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)       ١٦٢

(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) إلى (لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). ١٦٤

(وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) إلى (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) ١٦٩

٢٧٧

(وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ) إلى (يَجْحَدُونَ)     ... ١٧١

(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) إلى (وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)............ ١٧٤

(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) ١٧٧

(فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).......................... ١٧٨

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) إلى (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)... ١٧٩

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) إلى (وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)    ١٨٢

(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ) إلى (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ١٨٤

(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) إلى (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)...... ١٨٦

(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ) إلى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ١٨٨

(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً) إلى (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)  ١٩٠

(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً) إلى (لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) ٩٢

(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ)........................................ ١٩٤

(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ)............................ ١٩٥

(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)........ ١٩٦

(وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)............... ١٩٧

(وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا) إلى (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) ١٩٨

(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ). ٢٠٠

(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ).. ٢٠١

(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ)......... ٢٠٣

(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) إلى (يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).. ٢٠٤

٢٧٨

(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ) إلى (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ). ٢٠٩

(وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً) إلى (ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). ٢١٢

(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) إلى (وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)........... ٢١٥

(وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) إلى (وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ٢١٥

(وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) إلى (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ٢١٧

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) إلى (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).............. ٢١٩

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) إلى (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) ٢٢٠

(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) إلى (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)...... ٢٢٥

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) ٢٢٩

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) إلى (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)......... ٢٣٠

(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)................ ٢٣٢

(إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ)........... ٢٣٣

(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) إلى (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)     ٢٤٥

(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).. ٢٣٨

(أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) إلى (هُمُ الْخاسِرُونَ)... ٢٣٩

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) إلى (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ٢٤٠

(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ٢٤٣

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً) إلى (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) ٢٤٤

(وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ)............... ٢٤٨

(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)....... ٢٤٨

(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) إلى (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)........ ٢٤٩

(وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) إلى (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)...... ٢٥٠

(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ) إلى (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). ٢٥١

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) إلى (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).... ٥٢

٢٧٩

(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) إلى (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)....... ٢٥٣

(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)............... ٢٥٥

(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) إلى (فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ٢٥٨

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)...... ٢٦١

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).................... ٢٦٧

(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).......... ٢٦٩

(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)....... ٢٧٠

(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).................................. ٢٧١

٢٨٠