منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

قال القاضي (١) :

«وجاء جواب عرضه (٢) ثاني يوم دفنه (٣) ، عصر يوم الثلاثاء عشري (٤) شعبان ، وفيه تفويض مكة للشريف محمد بن بركات.

[ولاية الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميشة]

ومولده في شهر رمضان سنة ٨٤٠ ثمانمائة وأربعين بمكة ، ونشأ في كنف والده ، فدعي له ليلة الأربعاء بأعلا زمزم بعد صلاة المغرب ، وقد كان (٥) خرج إلى اليمن لقبض بعد أموال والده ، فرجع (٦) ، وقرىء مرسومه بالحطيم (يوم الجمعة) (٧) مؤرخا بسادس عشر رجب (٨) مخاطبا

__________________

٢ / ٤٥٤ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٥ «إذ ما لاح».

(١) ابن ظهيرة في الجامع اللطيف.

(٢) في (ب) ، (ج) «عوضه». والمعنى إعلانه.

(٣) عن تاريخ وصول الجواب انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٧ / ١٥٢ ، العز ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٠٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٦ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٣٢١. وفيها أن الجواب وصل ثاني يوم موته أي بعد موته بيوم لأن الشريف توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء.

(٤) في (ج) «عشرين» ، وهي تعطي نفس المعنى المقصود.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) وكان وصوله يوم السابع من رمضان. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٣٤٧ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٧ / ١٥٢ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٣ ، ٥٠٨.

(٧) ما بين قوسين سقط من متن (ج) فاستدركه الناسخ على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٠.

(٨) في غاية المرام للعز بن فهد ٢ / ٤٥٣ ،

٦١

به (١) والده الشريف بركات ، فلبس الخلعة وطاف بها.

ولما كان اليوم السابع ، وقيل الرابع (٢) شوال من السنة المذكورة (٣) ، وصل كتاب من صاحب مصر إينال العلائي يتضمن التعزية في الشريف بركات ، وصحبته خلعة التأييد ، والاستمرار على مكة مؤرخا برمضان (٤) من السنة المذكورة» (٥).

__________________

٥١٨ «سادس عشري رجب».

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) وهو الصحيح وبه قالت المصادر ومن بينها المعاصرة. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٣٤٩ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٠٨.

(٣) وهي سنة ٨٥٩ ه‍.

(٤) السابع والعشرين منه. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٤٩ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٠٨.

ورد هذا النص في الجامع اللطيف لابن ظهيرة ص ٣٢١ ، ٣٢٢ :

«فأجاب السلطان إلى ذلك فقبل وصول الخبر توفي السيد بركات في عصر يوم الإثنين تاسع عشر شعبان سنة تسع وخمسين بأرض خالد بوادي مر ، وحمل على أعناق الرجال إلى مكة ودفن بها صبح يوم الثلاثاء لعشرين من شعبان ، فلما كان عصر اليوم المذكور وصل قاصدا من الديار المصرية بمرسوم مؤرخ بسادس عشر رجب مضمونه ولاية السيد محمد امرة مكة ، فدعي له على زمزم بعد المغرب من ليلة الأربعاء حادي عشر شعبان ثم وصل السيد محمد إلى مكة ليلة الجمعة سابع رمضان ، وقرىء مرسومه في صبحها ، ثم كان رابع شوال من السنة المذكورة وصل إلى السيد محمد كتاب من السلطان بالعزاء في والده وتوقيع باستمراره في الإمرة مؤرخ بشهر رمضان».

(٥) أي سنة ٨٥٩ ه‍. انظر هذه الأحداث في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، ٥٠٦ ـ ٥٠٨ ، العصامي ـ النجوم العوالي ٤ / ٢٧٥ ، ٢٧٦. في (ج) استدرك ناسخها على الحاشية اليمنى

٦٢

[تعمير سعد الدين المنعاني لمسجد ميمونة رضي‌الله‌عنها]

وفي سنة ٨٦١ ثمانمائة وإحدى وستين :

عمر سعد الدين المنعاني مسجد أم المؤمنين ميمونة (١) رضي‌الله‌عنها بسرف (٢) وبينه وبين مكة سبعة أميال (٣) ، وقيل ستة ، وقيل تسعة ، وقيل اثني عشر ميلا (٤) ـ وكان به مسجد قد خرب ، فجعل على قبرها

__________________

للمخطوط ص ١٠ ما نصه : «قف وفي سنة تسع وخمسين وثمانمائة خلع المستكفي صاحب مصر إينال وسيره إلى الإسكندرية واعتقله بها ومات بها في سنة ٨٦٣ ه». أ. ه.

(١) هي ميمونة بنت الحارث الهلالية (ت ٥١ ه‍). كان اسمها برة فسماها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ميمونة ، بايعت بمكة قبل الهجرة وبنى بها بسرف سنة ٧ ه‍ ، وتوفيت فيه وهي آخر من تزوج بهن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روت ٧٦ حديثا. ولمعلومات أوفى ، انظر : ابن سعد : محمد بن سعد بن منيع المشهور بكاتب الواقدي (ت ٢٣٠ ه‍) ـ الطبقات الكبرى ، دار بيروت للطباعة والنشر سنة ١٣٧٧ ه‍ / ١٩٥٧ م ، ٨ / ٩٤ ـ ١٠٠ ، ابن الأثير : عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني (ت ٦٣٠ ه‍) ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة سنة ١٢٨٦ ه‍ بدون مكان الطبع ، ٥ / ٥٥٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ٣٤٢.

(٢) سرف : وادي كبير من روافد مر الظهران يقع شمال مكة المكرمة على طريق المدينة المنورة ، ويقع قبر أم المؤمنين فيه بطرفه الشمالي ، يبعد عن التنعيم تسعة كيلومترات وعن مكة اثني عشر كيلومتر. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ٢ / ٧٣٥ ، ٧٣٦ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٢١٢ ، البغدادي ـ مراصد الإطلاع ٢ / ٧٠٨ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ١٩٣ ـ ١٩٥.

(٣) الميل : قدر قديما بأربعة آلاف ذراع ، والذراع تساوي أربعة وعشرون إصبعا ، والإصبع يساوي ست شعيرات مضموم بعضها إلى بعض. وهو الميل الهاشمي وهو بري وبحري ، فالبري يقدر الآن بما يساوي ١٦٠٩ م ، والبحري بما يساوي ١٨٥٢ م. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٢٩٥ ، المعجم الوسيط ٢ / ٨٩٤.

(٤) هكذا في معجم ما استعجم للبكري ٢ / ٧٣٥ ، ومعجم البلدان لياقوت

٦٣

سقيفة (١) بأربعة أعمدة ، وجعل للمسجد شرافات (٢). قاله (٣) التقي الفاسي (٤).

__________________

الحموي ٣ / ٢١٢ ، ومراصد الإطلاع للبغدادي ٢ / ٧٠٨. وهذا بسبب اختلاف المقاييس.

(١) سقيفة : هي العريش يستظل به ، وأيضا هي كل حجر عريض يستطاع أن يسقف به حفرة ونحوها. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٣٦.

(٢) الشرافات : وهي ما يوضع في أعلى البناء تحلية وتأتي أمام مورقة بشكل زهرة ، وهي لهذا أكثر الأشكال استعمالا ، أو مسننة التي استعملت في أسطح المساجد والمآذن وكان لهذه الشرافات قديما وظيفة حربية حيث كانت تقوم في أعلى الحصن أو السور بعمل المزغلة التي تمكن من رؤية العدو لتسديد النبال عليه والحماية للمدافع. والشرافات من الزخارف الساسانية المعمارية التي انتقلت إلى الفن الإسلامي ، عرفت منذ العصور القديمة في فارس والعراق وأواسط آسيا حيث استخدمت في الأطراف العليا للعمائر. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٨٠ ، الشافعي : فريد ـ العمارة العربية في مصر الإسلامية عصر الولاة ـ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر سنة ١٩٧٠ م ، ١ / ١٨١ ، عبد الجواد ـ تاريخ العمارة ٢ / ٢٦٣ ، عبد الحميد زغلول ـ العمارة والفنون في دولة الإسلام ـ نشر منشأة المعارف بالاسكندرية ، بدون تاريخ ص ٢١٦.

(٣) في (ب) «قال» ، وكذلك في (ج) حيث أشار ناسخها في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٠ أن في نسخة أخرى «قاله».

(٤) وهذا خطأ واضح ، لأن الفاسي توفي سنة ٨٣٢ ه‍ باتفاق المؤرخين. انظر المصادر الواردة في ترجمته في المقدمة. وقد تنبه لذلك ناسخ (ج) وأشار إليه على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٠. «قوله الفاسي كذا بالأصل ولعله سهو كما علمت مما سبق أن آخر ما ذكره الفاسي من أمراء مكة الشريف بركات بن حسن بن عجلان وأنه جعل وكيله إذا غاب عن مكة أخوه إبراهيم ، وذلك في زمن الملك الأشرف برسباي ولم يدرك زمن إينال العلائي فحرره ولعله التقي بن فهد». هذا وقد راجعت ما توفر لدي من مصادر تحدثت عن هذه الفترة وسابقاتها فلم أجد هذه الحادثة بين طياتها.

٦٤

[من أخبار سلاطين المماليك في مصر]

وفي سنة ٨٦٥ ثمانمائة وخمس وستين :

نزل العلائي (١) عن السلطنة لابنه أحمد (٢) لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى ، وتوفي بعد ذلك بيوم (٣). وتغلب على مصر السلطان خشقدم (٤) ، فعزل أحمد ، وتولى مصر ، وتلقب بالملك الظاهر لإحدى

__________________

(١) أي الملك الأشرف إينال العلائي.

(٢) أحمد : هو الملك المؤيد (٨٣٥ ـ ٨٩٣ ه‍) بين الملك الأشرف أبي النصر إينال العلائي الظاهري ثم الناصري من ذرية الظاهر بيبرس. سلطان الديار المصرية والشامية والحجازية من الجراكسة. ثار عليه المماليك فخلعوه في يوم الأحد تاسع عشر رمضان من نفس السنة. بلغت مدته أربعة أشهر وبضعة أيام. سجنه الظاهر خشقدم بالاسكندرية ثم أطلق في عهد الملك الظاهر تمربغا حيث توفي فيها. كان حاذقا فطنا حسن التدبير. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ١٥٦ ، ٢١٨ ـ ٢٥٢ ، الدليل الشافي ١ / ١٠١ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٢٤٦ ، السيوطي ـ نظم العقيان ص ٤٠ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٩ ـ ٣٧٧ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٠٢.

(٣) انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ١٥٧ ، النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤١٨ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٢ / ٣٢٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١. وفي (ج) «بيومين» وهو خطأ.

(٤) السلطان خشقدم أو خوشقدم (٧٩ ـ ٨٧٢ ه‍) هو : الملك الظاهر خشقدم ابن عبد الله الرومي الناصري المؤيدي أبو سعيد سيف الدين سلطان الديار المصرية والشامية والحجازية (٨٦ ـ ٨٧٢ ه‍) أول ملوك الروم بمصر ، كان قليل الأذى بالنسبة لمن جاء بعده من ملوك الروم ، هدأت البلاد في عهده. توفي بالقاهرة. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ٢٥٣ ـ ٣٠٩ ، الدليل الشافي ١ / ٢٨٦ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٧٥ ، ١٧٦ ترجمة رقم ٦٨١ ، السيوطي ـ نظم العقيان ١٠٩ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٣٧٨ ـ ٤٥٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٣٠٥ ، ٣٠٦.

٦٥

عشرة ليلة خلت (١) من شهر رمضان (٢) من العام المذكور (٣) ، فأرسل كسوة الكعبة ـ الجانب الشرقي والشامي ديباج (٤) أبيض بخامات (٥) سود ، وفي الخامات (٦) بعض قصب (٧).

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج). وهو الأصح.

(٢) في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٦ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، وإتحاف الورى للنجم عمر بن فهد ٤ / ٤٢٠ ، والضوء اللامع للسخاوي ١ / ٢٤٦ ، ٣ / ١٧٥ ، والاعلام للنهروالي ٢٢١ ، وفيها : أنه ولي في تاسع عشر رمضان. وهو الأرجح لقول المصادر به ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا.

(٣) انظر هذه الأحداث : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، ٢١٨ ، ٢٥٢ ـ ٢٥٤ ، الدليل الشافي ١ / ١٠١ ، ١٧٦ ، ٢٨٦ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٤ / ٤١٦ ، ٤١٧ ، ٤٢٠ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٢٤٦ ، ٢ / ٣٢٨ ، ٣ / ١٧٥ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١.

(٤) ديباج : بالكسر نسيج من الحرير ملون مختلف الأجناس والديباج ، كلمة فارسية معربة من ديبا أو ديباه ومعناها نسيج ملون لحمته وسداه من الحرير ، وقد استعمل الديباج في العصور الوسطى في المشرق لباسا للرجال وكانت تصنع منه كسى الشريف بصفة خاصة. انظر : الزبيدي ـ تاج العروس ٢ / ٣٧ ، دائرة المعارف الإسلامية ٩ / ٣٥٦ ، ٣٥٧.

(٥) في (ج) «بخانات». جاء في المصباح المنير للمقرىء ص ٧٠ مفردها خامة والجمع خام وخامات والخام من الثياب الذي لم يقصر وثوب خام أي غير مقصور.

(٦) في (ج) «وفي الخانات».

(٧) انظر خبر هذه الكسوة : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٢٠ ، ٤٢١ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ وفيهما «بعض ذهب».

٦٦

[منبر للحرم ومراسيم قايتباي بمنع المكوس بمكة]

وفي سنة ٨٦٦ ثمانمائة وست وستين :

أرسل (١) لمكة منبرا من خشب خطب عليه بمكة ثاني [ذي](٢) الحجة. وتوفي سنة ٨٧٢ ثمانمائة واثنتين وسبعين يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول (٣). فتولى بعده يلباي (٤) فخلعه تمربغا (٥). وخلع تمربغا

__________________

(١) أي السلطان خشقدم.

(٢) ما بين حاصرتين من (ج). انظر خبر ارسال هذا المنبر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٣١ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١.

(٣) عن وفاته انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الواهرة ١٦ / ٣٠٦ ، النجم عمر ابن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٧٨ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٧٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٤٥٥ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ وفيها أنه «توفي في يوم السبت عاشر ربيع الأول» وهو الصحيح لقول المصادر به ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا.

(٤) في (ج) «بلباي». وفي (د) «لباي». وفي (ج) استدرك الناسخ على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ١١ ما نصه : «لعله قايتباي العلائي» ثم شطبها. ويلباي (ت ٨٧٣ ه‍) هو : الملك الظاهر يلباي الأينالي المؤيدي أبو النصر ، وقيل أبو سعيد سيف الدين. كان يقال له في ابتدائه بيلباي تلى أي المجنون لجرأته وحدة مزاجه ، سلطان الديار المصرية والشامية والحجازية من الجراكسة ، تسلطن بعد وفاة خشقدم سنة ٨٧٢ ه‍ فاستمر ٥٦ يوما خلع بعدها وسجن بالإسكندرية ولم يلبث أن مات فيها بالطاعون. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ٣٥٦ ـ ٣٧٢ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ترجمة رقم ١١٣١ ، السيوطي ـ نظم العقيان ١٧٨ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٤٥٨ ـ ٤٦٧ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ٢٠٨.

(٥) في (ب) ، (ج) «تمريغا». وهو خطأ. وتمربغا (٨١٥ ـ ٨٧٩ ه‍) هو : الظاهر تمربغا أبو سعيد الرومي الظاهري جقمق اتفق أمراء العساكر على توليته سنة ٨٧٢ ه‍ ، فثار عليه المماليك فخلعوه فبلغت مدته ٥٨ يوما ، سيره قايتباي إلى دمياط طليقا ثم سجن بالاسكندرية ، كان وافر العقل شجاعا عارفا بأنواع الفروسية. انظر : ابن تغري

٦٧

الملك الأشرف قايتباي (١) في ظهر يوم الاثنين السادس من رجب سنة (٨٧٢) ثمانمائة واثنتين وسبعين ، فأرسل إلى مكة بخلع التأييد للشريف محمد بن بركات ، وكذلك أرسل بخلعة لقاضي مكة القاضي برهان الدين [إبراهيم](٢) بن علي بن ظهيرة القرشي المخزومي. وأرسل (٣) مراسيم

__________________

بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ٣٧٣ ـ ٣٩٣ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٤٠ ، ٤١ رقم الترجمة ١٦٧ ، السيوطي ـ نظم العقيان ١٠٢ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٤٦٧ ، ٣ / ١٠٥ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ ، ٢٢٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٨٧.

(١) الأشرف قايتباي (٨١٥ ـ ٩٠١ ه‍) هو : قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري أبو النصر سيف الدين سلطان البلاد المصرية والشامية والحجازية (٨٧٢ ـ ٩٠١ ه‍) كانت مدته حافلة بالعظائم من الحروب ، تعرضت الدولة لأخطار خارجية كان أشدها ابتداء العثمانيين فأنفق الأموال الباهظة في محاربهم ، شغله ذلك عن نصرة صاحب غرناطة الذي استغاث به ضد الفرنج فاكتفى بتهديدهم ، كانت له خيرات جليلة في مكة والمدينة. توفي في القاهرة. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٦ / ٣٩٤ ـ ٣٩٦ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٦ / ٢٠١ ـ ٢١١ رقم الترجمة ٦٩٧ ، السيوطي ـ حسن المحاضرة ٢ / ١٢٢ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٣ ـ ٣٣٤ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢٢ ـ ٢٣٧ ، العيدروس ـ النور السافر ١٣ ـ ١٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ١٨٨. هذا وقد استدرك ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١١ ما نصه : «وهو المعروف بالمحمودي كذا في حسن المحاضرة للسيوطي». أ. ه.

(٢) ما بين حاصرتين من الاعلام للنهروالي ص ٢٢٣. وإبراهيم بن علي بن ظهيرة القرشي المخزومي (٨٢٥ ـ ٨٩١ ه‍) هو : أبو إسحاق برهان الدين الشافعي قاضي مكة لمدة ثلاثين سنة تقريبا ، كما تولى نظر الحرم الشريف وغيرها من المناصب ، انتهت إليه رئاسة العلم في الحجاز. ولد وتوفي بمكة. النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ، أخباره متفرقة بين ص ٣٠٥ ـ ٦٥٤ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٨٨ ـ ٩٩ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٢٣٥ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٥٢.

(٣) في (د) أضاف «معهم».

٦٨

تقتضي رفع جميع المكوس (١) بمكة. وأمر أن ينقر ذلك (٢) على اسطوانة (٣) من أساطين (٤) الحرم بباب السلام (٥).

[غزو الشريف لزبيد سنة ٨٧٣ ه‍]

(وفي سنة ٨٧٣ ثمانمائة وثلاث وسبعين :

غزا مولانا الشريف (٦) زبيد (٧) ـ بين خليص (٨)

__________________

(١) المكوس : هي الضريبة التي يأخذها المكاس ممن يدخل البلد من التجار وقد غلب استعمالها فيما يأخذه أعوان السلطان ظلما من التجار عند البيع والشراء. مفردها مكس. انظر : المقري ـ المصباح المنير ٢٢٠ ، المعجم الوسيط ٢ / ٨٨١. وهذا مخالف لما ورد في النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٨٣. ونص المرسوم هو : «وصلت إلينا قصاد الخواجا محمود قاوان ، وذكروا لنا أنهم وصلوا بكتب من الخواجا محمود إلى السلطان خشقدم بإسقاط المظالم ببندر جدة ، فكتب لهم مراسيم بذلك ثم أنه كتب لهم مراسيم من السلطان يلباي ثم مراسيم من السلطان تمربغا ثم فعلنا كفعلهم».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ب) «استوانة».

(٤) في (ب) ، (د) «اسطوانة». وفي (ج) «اسطوانات».

(٥) وذكر السنجاري ضمن أحداث سنة ١٠٨٣ ه‍ أن الشيخ محمد المغربي قد أمر بدهن تلك الأسطوانة فدهنت بالدهانات الملونة وظهرت تلك الكتابة بشكل واضح. هذا وقد أثبت ناسخ (ج) وهو الدهلوي في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والإسعاد وتلك الكتابة على الأسطوانة المذكورة تجاه باب السلام موجودة إلى عصرنا هذا والله أعلم». انظر أخبار هذه المراسيم في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢٣.

(٦) في (ج) أضاف «قبيلة».

(٧) زبيد : بطن من سعد العشيرة ، من القحطانية ، ويعرف زبيد هؤلاء بزبيد الأكبر وهو زبيد الحجاز أو زبيد ذوي مالك. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ص ٢٦٨ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥١٣.

(٨) خليص : قرية بين مكة والمدينة ولمكة أقرب حيث تقع شمالها على بعد

٦٩

ورابغ (١) ـ وقتل شيخهم رومي ، وأخاه مالك (...) (٢) ، ونحو سبعين رجلا ، وغنم نحو ثلاثين ألف بعيرا) (٣).

[عمارة مسجد الخيف](٤) [والمشاعر]

وفي سنة ٨٧٤ ثمانمائة وأربع وسبعين :

أمر ببناء مسجد الخيف ، فبنى بناء محكما ، وجعل في وسط

__________________

(١٠٠) كيلومتر. كان بها بركة كبيرة يردها الحجاج وفيها نخل. واليوم أخذ ماء عينها الجارية إلى جدة التي تبعد عنها (٩٠) كيلومترا. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٣٨٧ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٤٧٩ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٢.

(١) رابغ : اسم يطلق على إحدى مدن الساحل الحجازي ، كما يعرف به أحد الأودية ، والوادي يقطعه الحاج بين البزواء والجحفة دون عزور. وقيل بين الأبواء والجحفة ، ورابغ بلدة حجازية ساحلية بين جدة وينبع على بعد ١٥٥ كيلومتر شمال جدة و ١٩٠ كيلومترا من ينبع جنوبا إحدى الموانىء الصالحة لرسو السفن. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ١١ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٥٩٢ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٥ ـ ٨.

(٢) ورد في (أ) وبقية النسخ «ابن رومي». وهو نوهم لأن السنجاري نفسه أثبته على أنه أخوه وليس ولده ، وهو ما ذكرته المصادر الأخرى ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٩٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٣٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٦.

(٣) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ، ولم أتمكن من قراءاه فأثبته من النسخ الأخرى. انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٦ ، ومع بعض الاختلاف في اتحاف الورى للنجم عمر بن فهد ٤ / ٤٩٣ ، ٤٩٤ ، وغاية المرام للعز بن فهد ٢ / ٥١٣ ، ٥١٤ ، ودرر الفرائد للجزيري ص ٣٣٦ وفيها أنه غنم ثلاثة آلاف بعير وهو المعقول ، وبه قالت المصادر ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا.

(٤) اثبت ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ١١ هذا العنوان الجانبي.

٧٠

المسجد قبة عظيمة على حد (١) المسجد النبوي ، وبنى إلى جانب القبة مأذنة بثلاثة أدوار ، وأخرى على باب المسجد ، وبنى دارا إلى جانب الباب يسكنها أمراء الحاج ، وجعل للمسجد بابا آخر إلى جهة عرفة ، وخوخة (٢) صغيرة إلى [جهة](٦) جبل غار المرسلات (٣).

وعمر مسجد نمرة (٤) ، وجعل فيه رواقين (٥). وجدد أعلام

__________________

(١) أي على مقدار.

(٢) خوخة : باب صغير وسط باب كبير نصب حاجزا بين دارين. المعجم الوسيط ١ / ٢٦١.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) غار المرسلات : غار صغير بمنى بسفح جبل الصفائح وقيل الصابح جنوب مسجد الخيف ، وهو عبارة عن حجر كبير مستدير إلى سفح الجبل مرتفع على الأرض يظلل ما تحته ، يقال أنه نزلت فيه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة المرسلات. انظر : محب الدين الطبري : أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد (٦١٥ ـ ٦٩٤ ه‍) ـ القرى لقاصد أم القرى ، تحقيق مصطفى السقا ، ط ٣ ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع سنة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م بدون مكان الطبع ، ص ٦٦٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٨٣ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٣٢٦.

(٤) مسجد نمرة : ويسمى مسجد عرنة وجامع إبراهيم ومصلى عرفة. والأول هو الأشهر. يقع غربي الموقف بعرفات مقدمته من ناحية القبلة تخرج عن حدود أرض الموقف بعرفات وفي جنوب المسجد وشماله أعلام الحل. يصلي به الإمام بالناس يوم عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم. ويرجع انشاؤه إلى القرن الثاني الهجري ، عمر بعدها عدة مرات وآخرها العمارة السعودية في الوقت الحاضر. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ١٨٧ ، ١٨٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٣٣٦ ، سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ١ / ١٣١ ـ ١٤٣.

(٥) الرواق : سقف في مقدمة البيت. والستر يمد دون السقف. ابن منظور ـ لسان العرب ١٠ / ١٣٢. وجملته عقود يحملها صف من الأعمدة. الشافعي ـ العمارة العربية ١ / ١٨٥.

٧١

الحل (١) من جهة عرفة وبيض مسجد مزدلفة (٢) ، ونظف عين عرفات (٣) ، وعمرها من جبل الرحمة (٤) إلى وادي نعمان (٥) ، فجرى الماء ، وكانت

__________________

(١) أعلام الحل : علامات بينة وهي أنصاب مبنية في جميع جوانب الحرم تبين حدوده في جهاته الستة. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ١٢١ ـ ١٣١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٥٤ ـ ٦٦ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٢٤ ، ٢٢٧ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٣٠٧ ـ ٣١٥.

(٢) مسجد مزدلفة : هو المشعر الحرام الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ.) يصلى فيه ليلة جمع الصلاة للحجاج وفجرها : العشاء والمغرب والصبح. يتوسط في موقعه المسافة بين مسجد نمرة بعرفات ومسجد الخيف بمنى ، أنشىء في العصر العباسي الأول في بداية القرن الثالث الهجري ، جددت عمارته مرات عديدة كان آخرها العمارة السعودية في العصر الحالي. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ، سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ١ / ١٤٥ ـ ١٥٣.

(٣) عين عرفات : أمرت بإجرائها زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد إلى عرفات من وادي النعمان ومنبعها من جبل كرا الضخم الذي يصعده الطريق بين مكة والطائف ، تسيل منه صدور وادي نعمان. انظر : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢١٠ ـ ٢١٢ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٢٠٧.

(٤) جبل الرحمة : هو جبل عرفات وهو القرن البارز بطرف السهل من الشمال ويسمى القرين ، وكان يسمى إلالا وقد يسمى النابت ، كان صعب الصعود فأحدث فيه أدراجا على شكل سلم غير منتظم ، به ٩١ درجة أنشأه الجواد الأصفهاني سنة ٥٥٩ ه‍ ، وفي نهاية الجبل عمود ارتفاعه ٤ أمتار وهو علم جبل الرحمة كانت تعلق به مصابيح ليلة عرفة وفي جهة القبلة حائط بنى به المحراب يصلي إليه الناس. انظر : رحلة ابن جبير ص ١٥١ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٤٤ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ١٣٢ ، ١٣٤ ، ٤ / ٤٣ ، ٦ / ٧٥ ، ٧٦ والتصويب من رحلة ابن جبير ص ١٥١.

(٥) وادي نعمان : بين مكة والطائف على ميلين من عرفة ، من أودية الحجاز التهامية ، يأخذ أعلى مساقط مياهه من جبل كرا وعفار وما حولها وينحدر غربا فيمر

٧٢

قد انقطعت منذ مائة وخمسين سنة ، وأصلح برك عرفة ، ثم أصلح عين خليص (١) وتم ذلك سنة ٨٧٩ (٢) ثمانمائة وتسع (٣) وسبعين.

[منع المحمل العراقي من دخول مكة سنة ٨٧٧ ه‍]

(وفي الوقائع :

«سنة ٨٧٧ ثمانمائة وسبع وسبعين :

وقع في الرابع من ذي الحجة أن أمير [الحج](٤) المصري (٥) منع

__________________

جنوب عرفات ويكون هناك حدود الحرم ، له روافد كثيرة وفيه عيون عديدة منها عين زبيدة التي تسقي مكة. يبعد عن مكة حوالي ٢٥ كيلومترا. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، البغدادي ـ مراصد الإطلاع ٣ / ١٣٧٩ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٩ / ٦٩ ـ ٧٣.

(١) عين خليص : وتسمى بعين الباشا : تقع بطرف خليص من الشمال غزيرة الماء عليها نخل كثير وبركة ومشارع ومسجد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أصلحت العين عدة مرات واليوم أخذ ماؤها إلى جدة فهلك النخل. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٢ ، ٦ / ٢٠٥.

(٢) انظر خبر هذه العمارة : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٥٠٩ ـ ٥١٥ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٢١ ، ٢٢٢. وفيهما أن هذه العمارة كانت في سنة ٨٧٤ ه‍ وأن ما حدث في سنة ٨٧٩ ه‍ هو وصول منبر للمسجد الحرام وليس اتمام العمارة. وهذا هو الصحيح ، وبه قالت المصادر المعاصرة زمانا ومكانا.

(٣) في (ب) «وستة». وفي (ج) «وست». وهو خطأ. وفي (د) «وتسعة». هذا وقد أضاف الناسخ في (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والإسعاد وآثاره جميعها موجودة إلى عصرنا هذا من بنائه والله أعلم».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) هو برسباي الأشرفي المعلم. انظر : الجزيري ـ درر الفرا.

٧٣

[أمير](١) الحاج العراقي من دخول مكة ، فخرج الشريف محمد بن بركات صاحب مكة ومعه الأشراف والأتراك ملبسين (٢) ، فلما احتاطوا بالحج [العراقي](٣) أمروهم (٤) بالدخول إلى مكة ، ولزموا (٥) الأمير والدويدار (٦) [العراقي](٧) وجعلوهم في الحديد ، وأخذوا المحمل ، وأركبوهم جملين ودخلوا بهم مكة (٨) ، ثم بعد الحج عزموا بهم إلى مصر (٩). ولم يحج بعدها

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) غير واضحة في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «ملبين». وهو خطأ. والاثبات من (ب) بمعنى لابسين لامات الحرب. وانظر أيضا : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٥٥٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٧.

(٣) ما بين حاصرتين إضافة من سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٧ يقتضيها سياق المعنى.

(٤) في (ب) «أمروه هم». وهو خطأ ، وفي (ج) ، (د) «أمرهم».

(٥) أي ألقوا عليه القبض.

(٦) الدّويدار : كلمة تتألف من كلمتين «دواه» العربية وهي ما يكتب منه ، و» دار» الفارسية وتعني ممسك. والمعنى الكلي ممسك الدواة أي الموكل بدواة السلطان أو الأمير. عرفت هذه الوظيفة في العصر العباسي وتطورت وازدادت أهميتها ونظمت اختصاصاتها وتفرعت رتبها في العصر المملوكي. وهي من الوظائف التي كان شغلها عسكريون. وكان الدوادار يختار عادة من بين أهل عصبة السلطان ومهمته أساسا تبليغ الرسائل والأوامر عن السلطان وإبلاغ عامة الأمور ، وتقديم الرسائل والقصص إليه وحمل الدواة له ليوقع عليها. ومن مهماته المشاورة على من يحضر إلى باب السلطان وإدخال ذوي الظلامات والتقديم بالوفود بين يديه واستتباع كاتب السر وأصحاب البريد. انظر : السبكي ـ معيد النعم ٢٥ ، القلقشندي ـ صبح الأعشى ٤ / ١٩ ، ٢٠ ، المقريزي ـ الخطط ٢ / ٢٢٢ ، الباشا ـ الفنون الإسلامية ٢ / ٥١٩ ـ ٥٣٥.

(٧) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.

(٨) في (ب) «لمكة». أي الأمير العراقي والدويدار.

(٩) سقطت من (ب).

٧٤

محمل من العراق». انتهى (١)).

[مرسوم عام ٨٧٧ ه‍]

([وفيها (٢) :

وصل مع الحج مرسوم من السلطان (٣)] يطلب صاحب مكة الشريف محمد بن بركات (إلى حضرة) (٤) السلطان ، وكذلك القاضي إبراهيم بن ظهيرة الشافعي. فأرسل مولانا الشريف عوضه ابنه الشريف بركات بن محمد (٥) ، وصحبته القاضي برهان الدين بن ظهيرة ،

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ. هذا وقد ورد محمل بعد ذلك سنة ٨٨١ ه‍. انظر ورقة ١٣٧ / أص ١٧٨ من منائح الكرم إلا أنه منع من الدخول. وما بين لم أتبين قراءة بعضه فأثبته من النسخ الأخرى. انظر خبر هذه الحادثة في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٥٥٧ ـ ٥٥٨ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٣٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٧. وسبب ذلك كما ذكر ابن إياس في بدائع الزهور ٣ / ٨٨ أنه : «لما وصل المحمل العراقي ، ودخل إلى المدينة الشريفة ، كان أمير ركبهم شخص يقال له رستم ، وصحبته قاض يقال له أحمد بن دحية ، فضيقوا على قضاة المدينة وأمروهم بأن يخطبوا في المدينة باسم الملك العادل حسن الطويل خادم الحرمين الشريفين ، فلما خرجوا من المدينة وقصدوا التوجه إلى مكة فكاتب أهل المدينة أمير مكة بما وقع فخرج إليهم الشريف».

(٢) أي سنة ٨٧٧ ه‍.

(٣) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) والاثبات من بقية النسخ.

(٤) ما بين قوسين في (أ) «يلي جهقهة». وهو خطأ. وفي (ب) «إلى حضرت». وهو خطأ. والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) انظر ترجمته في : اتحاف الورى ٤ / ٥٥٨ ، ٥٦٤ ، ٥٦٨ ، ٥٦٩ ، ٥٧٠ ، ٥٨٠ ، ٥٨١ ، ٥٨٢ ، ٥٨٩ ، ٥٩٠ ، ٥٩٣ ، ٦٢١ ، ٦٢٢ ، ٦٤٤ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ضمن ترجمة والده ٣ / ١٠ ـ ٣٣٨ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ١٦٤ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ١٧٢ ، الزركلي الأعلام ٢ / ٤٩.

٧٥

(والقاضي أبو السعود بن ظهيرة (١)) ، وجماعة من أقاربهم) (٢) / وأرسل منبرا من خشب خطب عليه أول ذي الحجة.

سنة ٨٨١ ثمانمائة وإحدى وثمانين (٣).

وفي هذه السنة : وصلت مراسيم [السلطان](٤) قايتباي إلى

__________________

(١) القاضي أبو السعود بن ظهيرة (٨٥٩ ـ ٩٠٧ ه‍) : هو الجمال محمد بن إبراهيم بن علي عالم الحجاز ورئيسه وابن عالمه ، قرأ على والده وعمه وجماعة آخرين وأجاز له أكابر علماء عصره ، تولى القضاء بمكة بعد وفاة والده واستمر به إلى أن قبض عليه شريف مكة بركات بن محمد وأمر بتغريقه بالقنفذة أمام أعين أولاده وعياله لتخيله بأنه السبب في الفتنة بينه وبين اخوته. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٦ / ٢٦٤ ـ ٢٧١ ترجمة رقم ٩٠٤ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٢٣٥ ، العيدروس ـ النور السافر ٤٧ ، ٤٨ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ٢ / ٨٠. وما بين قوسين سقط من (ب) ، ومن متن (ج) إلا أن ناسخها استدركه على الحاشية اليمنى ص ١٢ للمخطوط.

(٢) ما بين قوسين استدركه المؤلف على الحاشية اليسرى للمخطوط رأسا على عقب. انظر هذه الأحداث في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٥٥٨ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٩٥ ، ٩٦ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥١٨ ، ٣ / ٤٤ ـ ٦٢.

(٣) في اتحاف الورى للنجم عمر بن فهد ٤ / ٥٨١ ، ٦٠١ ، الاعلام للنهروالي ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، درر الفرائد للجزيري ٣٣٧ أن وصول هذا المنبر كان في سنة ٨٧٩ ه‍ وخطب عليه في نفس السنة في سلخ القعدة أو أول الحجة ، وأن ما حدث في سنة ٨٨١ ه‍ هو إصلاح خشب سقف المسجد الحرام الشرقي. وهو الأصح لقول المصادر به. وجدير بالذكر أن الخلفاء وأمراء مكة منذ عصر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا يخطبون في أيام الجمع قياما على أقدامهم في وجه الكعبة المعظمة وفي حجر إسماعيل عليه‌السلام إلى عهد معاوية بن أبي سفيان فكان هو أول من أحدث المنبر بالمسجد الحرام. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٩ ، ١٠٠ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٠١.

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

٧٦

الشريف محمد بن بركات أن البضائع (الواصلة إلى مكة من المرجان (١)) وغيره مما هو مطلوب أهل الهند لا يرسل به إلى اليمن حتى تدخل المراكب الهندية جدة ، وأن الواصل (٢) من المراكب إلى جدة من الهند ، وغيره ، يكون عشورها نصفين بين (٣) شريف مكة ، والسلطان قايتباي ، ولم تجر عادة بذلك (٤).

[تعمير سقف الكعبة وترخيمها سنة ٨٨١ ه‍]

وفيها (٥) : عمر سقف الكعبة ورخمها (٦).

__________________

(١) المرجان : صغار اللؤلؤ وعظام اللؤلؤ وخرز أحمر وعروق حمر تطلع في البحر كأصابع الكف. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٦٢٠. وما بين قوسين ورد في (د) «التي وصلت إلى مكة من مصر المرجان».

(٢) في (د) «الواصلة». وهو خطأ.

(٣) في (أ) ، (د) «من». وهو خطأ. والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) هذا مخالف لما ذكره المؤرخ نفسه في ورقة ١٣٤ / أعند ذكره سنة ٨٤٠ ه‍ حيث قال : «وفي سنة ثمانمائة وأربعين وصلت الرجبية ... ومعه كتاب للسيد بركات يخبره بأنه شملته الصدقات الشريفة فأنعمت عليه بنصف عشور جدة من المراكب الهندية». انظر أخبار مراسيم السلطان قايتباي للشريف محمد بن بركات في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٦٠٣ ، ٦٠٤ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٢٢. وفي درر الفرائد للجزيري ص ٣٣٨ «أن البضائع الواصلة من اليمن تكون كبضائع الهند بين السلطان وبين الشريف نصفين». وفي سمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٢٧٧ «أن عشر اليماني بينه وبين الشريف محمد بن بركات مناصفة».

(٥) أي في سنة ٨٨١ ه

(٦) أي عمرها بالرخام. في الاعلام للنهروالي : «ورخم داخل البيت الشريف» ص ٢٢٥ ، ولم يشر النجم عمر بن فهد في كتابه اتحاف الورى لهذه العمارة.

٧٧

وفي هذه السنة :

ورد (من العراق محمل ، فأبى صاحب مكة عليه (١) من الدخول ، فبذلوا على دخوله) (٢) مكة وصعوده إلى عرفة أموالا كثيرة ، فأبى الشريف محمد بن بركات ، فلم يدخله مكة ، ولم يقبل تلك الأموال (٣).

وفي هذه السنة (٤) :

مات من الزحام (٩) بالكعبة خمسة وعشرون (٥) نفرا. حكاه الفاسي (٦) عن أبي شامة (٧) في الروضتين (٨).

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٣) انظر خبر منع المحمل العراقي من دخول مكة رغم ما بذله من مال : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٧ ، ومع بعض الاختلاف في : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٢٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٣٨.

(٤) وهي سنة ٨٨١ ه‍.

(٩) في (ج) «الازدحام».

(٥) في (ب) «وعشرين». وهو خطأ.

(٦) سبق التعريف به وأنه توفي سنة ٨٣٢ ه‍ كما أشارت المصادر.

(٧) أبو شامة (٥٩٩ ـ ٦٦٥ ه‍) هو : عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم ، أبو القاسم شهاب الدين أبو شامة المقدسي ثم الدمشقي ، محدث وباحث ومؤرخ ، له عدة مصنفات منها كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ، الصلاحية والنورية ، وله ذيل الروضتين سماه ناشره تراجم رجال القرنين السادس والسابع ، وكلا الكتابين مطبوع ومتداول بين أيدي الناس. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٥٦٢ ، السيوطي ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، المكتبة العصرية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، بدون تاريخ ٢ / ٧٧ ، ٧٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٥ / ٣١٨ ، ٣١٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٢٩٩.

(٨) في (ج) «الروضتين». بعد التحري ثبت لدينا عدم دقة النقل عن المصدرين

٧٨

[صلاة السيد هيزع تراويح سنة ٨٨٢ ه‍]

وفي سنة ٨٨٢ ثمانمائة واثنين وثمانين (١) :

صلى بالناس في ليالي رمضان التراويح السيد هيزع (٢) بن الشريف محمد بن (٣) بركات بجميع القرآن على يمين مقام [السادة](٤) المالكية (٥) ، وجعل له حطيم (٦) من الخشب علق فيه من

__________________

المذكورين ذلك أن كليهما توفي قبل التاريخ المذكور ، كما أن تدقيق كتابيهما يدلل على عدم وجود مثل هذا. كما لم تشر الكتب المعاصرة زمانا ومكانا إلى هذه الحادثة ، وقد تنبه لذلك أحد المطلعين على المخطوط فاستدرك على حاشية المخطوط اليمنى ما نصه : «مؤلف الروضتين متقدم عن هذه السنة بكثير فلينظر هذا». وكذا ناسخ (ج) الذي استدرك على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٣» قف وحرر نقله عن الفاسي فلعله سهو».

(١) وضع المؤلف على الحاشية اليمنى للمخطوط كعنوان جانبي ما نصه : «قف على صلاة السيد هيزع بن محمد بن بركات بالقرآن في المسجد الحرام (...) بأهل هذا المقام».

(٢) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «هزاع».

(٣) سقطت من (ب). وهو هيزع بن محمد بن بركات (٨٧٠ ـ ٨٩٤ ه‍) بن حسن بن عجلان الحسني ، ولد ببدر ونشأ في كنف والده الشريف محمد وحفظ القرآن وانفرد بذلك عن سائر أهله. السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ٢٠٩ ترجمة رقم ٩٠٤.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) وكان موضعه في الحرم الشريف بين الركن الغربي واليماني ، وصفته هو والمقام الشافعي والحنبلي سنة ٨٠٧ ه‍ كما ذكره الفاسي اسطوانتان من حجارة عليها عقد مشرف من أعلاه وفيه خشبة معترضة فيها خطاطيف للقناديل وما بين الاسطوانتين من مقام الشافعي لا بناء فيه وما بينهما من مقام المالكي والحنبلي مبني بحجارة مبيضة بالنورة وفي وسط هذا البناء محراب إلا مقام الشافعي لا محراب فيه ، جدد عدة مرات. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٦ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠٩ ـ ٢١٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٤٨ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٢٤ ـ ٢٤٠.

(٦) في (ب) «الحطيم» ، وفي (ج) «الحطم»

٧٩

الثريات ، والقناديل ما لا يحصر (١) ، وأوقد من الشموع في تلك الليالي ما لا يحصر وكان في (٢) كل ليلة يخرج من بيت والده في زفة عظيمة فيها جماعة من الأعيان ، ويتلقاه من باب المسجد القضاة الأربعة (٣) ، ويمشون معه إلى مصلاه ، ثم إذا فرغ يمشون معه إلى باب المسجد ، ويصلي خلفه الأمراء ، والقضاة ، والفقهاء ، والأعيان ، والأروام (٤) ، والتجار ، وغيرهم ، ويصلي على يمينه فقيه (٥) ، وعن شماله القاضي أبو السعود بن ظهيرة ، وفي ليلة الختم زف المصلى المذكور راكبا من بيت والده إلى باب الصفا (٦) ، وسار إلى أن دخل من باب السلام وزيد في الشموع والوقيد أضعافا مضاعفة ، ومشى معه جميع الناس إلا النادر ، وكان من جملة

__________________

خطأ. وصفة هذا الحطيم كما جاء في إتحاف الورى للنجم عمر بن فهد ٤ / ٦١٨ أنه من الخشب جعل ستة أخشاب متقابلة وبين المقدمتين خشبة.

(١) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «يحصى». وهي بالمعنى نفسه.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) وهم قضاة المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة.

(٤) المقصود بهم المقيمون من سكان الأناضول من الأتراك وغيرهم.

(٥) بالأصل فقيهه والتصويب من ج.

(٦) باب الصفا : هو أحد أبواب الحرم الواقعة في الجهة الجنوبية وسمي باب الصفا لأنه يليه وكان يقال له باب بني عدي بن كعب وعرف بعد ذلك بباب بني مخزوم لكونهم كانوا ساكنين في تلك الناحية ، يقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف ، أنشأه الخليفة المهدي العباسي في عمارته للمسجد الحرام الثانية سنة ١٦٤ ه‍ ، جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه‍ ، أزيل مؤخرا في التوسعة السعودية للحرم. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٨٩ ، ٩٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، اين ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٩ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢١ ، ١٢٢.

٨٠