منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

هانئ (١) طاقتان ، باب الحزورة (٢) طاقتان ، باب إبراهيم (٣) طاقة واحدة (٤) ، باب العمرة طاقة ، باب السدرة (٥) طاقة ، باب العجلة

__________________

الشريف : وهو الباب السادس الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، وترتيبه من الشرق السادس ، كان يعرف باسم باب بني تيم ، ثم عرف بباب مدرسة الشريف عجلان لا تصاله بها ، ثم قيل له باب التكية لكون التكية المصرية أمامه ، أنشأه الخليفة العباسي المهدي في عمارته الثانية للمسجد الحرام سنة ١٦٤ ه‍ ، جدد سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٢ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٤.

(١) في (أ) «أمهاني». والاثبات من بقية النسخ. وباب أم هانئ هو الباب السابع الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، وترتيبه من الشرق السابع ، آخر الأبواب الموجودة فيها ، سمي بباب أم هانئ لكونه واقع عند دارها رضي‌الله‌عنها وهي بنت أبي طالب أخت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، عرف بعد ذلك في زمن الفاسي بباب الملاعبة لكونه بحذاء دار تنسب للقواد الملاعبة ، وعرف أيضا بباب الفرج ، ثم أطلق عليه باب الحميدية أي دار الحكومة التركية لأنها أمامه ، وأشهر أسمائه الأول. أنشأه الخليفة العباسي المهدي في عمارته الثانية سنة ١٦٤ ه‍ ، جدد سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٤ ، ١٢٥.

(٢) باب الحزورة : هو أحد الأبواب الثلاثة الواقعة في الجهة الغربية وترتيبه الأول.

(٣) الباب الثاني.

(٤) في (ب) «واحد» وسقطت من (د).

(٥) في (ب) ، (ج) «العتيق». وباب السدرة : والأصح باب السدة كما ذكر المؤرخون ، وهو أحد الأبواب الخمسة الواقعة في الجهة الشمالية من المسجد الحرام ، وترتيبه الأول ، وكان يسمى بباب عمرو بن العاص رضي‌الله‌عنه ثم عرف بباب السدة ، وسبب تسميته بذلك كونه سد ، ثم فتح ، ثم عرف بباب عتيق إلى وقتنا الحالي أي قبل إزالته ،

٤٨١

ويعرف بالباسطية (١) طاقة ، باب الفهود (٢) / طاقة ، وهو في الركن الغربي من الزيادة ، باب الزيادة ثلاث طاقات ، باب الدريبة (٣) طاقة.

[في أمر الكتابة بوجه جدار المسجد الحرام]

(ورأيت بخط بعض الأفاضل ما نصه : «نقلت من خط الشيخ

__________________

وسبب تسميته بذلك كونه قريبا من دار ابن عتيق. أنشأه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ، ثم جدده وزاد فيه ولده المهدي سنة ١٦٠ ه‍ ، جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه‍.

انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٩ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٤ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٤ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٩ ، ١٣٠.

(١) في (ج) «بباب الباسطية». وباب العجلة : وهو الباب الثاني الذي يقع في الجهة الشمالية من المسجد الحرام ، وترتيبه الثاتي ، وسمي بذلك لكونه عند دار العجلة ، ولا يدرى ما هذه العجلة. عرف بعد ذلك بباب الباسطية لاتصاله بمدرسة عبد الباسط ناظر الجيش في دولة الملك الأشرف برسباي الذي أنشأها بجوار المسجد للفقراء ، واستمر اسمه هذا إلى العصر الحالي. أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته سنة ١٦٠ ه‍ ، جدد في سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٩ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٤ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٤ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٣٠ ، ١٣١.

(٢) في (ب) ، (ج) «القطبي».

(٣) باب الدريبة : وهو الباب الخامس المعدود من أبواب المسجد الحرام الواقعة في الجهة الشمالية ، يقع في ركن المسجد الحرام بالقرب من باب السلام ، أي بالطرف الشمالي ، عرف بهذا الاسم إلى العصر الحاضر ولا يعرف سبب تسميته بذلك ، جدده الأمير قاسم بك عند بناء المدارس الأربعة. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٢ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٤ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٤ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٣٣. وحول الأبواب وعددها وطاقاتها انظر : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٤.

٤٨٢

جمال الدين العصامي المكي (١) : ما نصه : ومن غرائب الاتفاق أنه لما ورد المعلمون من اصطنبول (٢) برسم أنه بوجه جدار المسجد الحرام مما يلي الصحن (٣) بين كل عقدين دائرة يكتب فيها بالنحت باسم (٤) الجلالة ، فلما وصل المعلمون لذلك عدوا (٥) الدوائر ، فإذا كميتها (٦) [تسع وتسعون](٧) دائرة (٨) ، فعند ذلك فطن بعض ظرفاء العجم لشيء أشار به ، وهو أن يكتب في كل دائرة اسم من أسماء الله الحسنى لكون العدد كذلك ، فأبى المعلمون أنفة من كون المشير بهذا (٩) رجل أعجمي». انتهى.

قال (١٠) : (وورد مع المعلمين أيضا) (١١) مرسوم آخر : أنه يكتب على الجدار ما بين (باب علي وباب الحريريين) (١٢) بخط جلي جدا ما

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) في (ب) «استنبول» ، وفي (ج) «اسلامبول».

(٣) الصحن : هو ساحة وسط الدار أو المسجد. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥٠٨.

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ب) «عروا» ، وفي (ج) «نقروا».

(٦) في (ب) «كميقها» ، وفي (ج) «هي».

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) بالأرقام ، وسقط من (ب) ، وفي (ج) «مائة».

(٨) في (ب) ، (ج) «ودائرة».

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» بها».

(١٠) أي العصامي.

(١١) ما بين قوسين وردت في (ب) «وورد أيضا مع المعلمون» وهو خطأ في اللغة ، وفي (ج) ، (د) «وورد أيضا مع المعلمين».

(١٢) وهو باب الجنائز ، ويسمى أيضا باب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما بين قوسين ورد في ـ (ب) ، (ج) «باب علي المعروف بباب الحريريين» وهو خطأ ، وفي (ج) «الحرير» بدلا من الحريريين.

٤٨٣

صورته :

(الله و (١) محمد ، وأبو بكر ، وعمر وعثمان (٢) ، وعلي) (٣) بدل ما كان مكتوبا قبل أن يهدم الجدار.

وجاؤا بورقة مقدرة لمحل الكتابة تقريبا ، وتخمينا مكتوب فيها بقلم غليظ نحو الكف عرضا ، وقصدوا أن توضع الورقة ويكون رسم النحت عليها ، فلما وضعوها على الجدار زادت (٤) لسبب (٥) ضيق الجدار بخلوة (٦) بنيت (٧) بلصق الجدار لبواب باب علي. فأشار عليهم بعض الناس بهدم هذه الخلوة لأن بطرف (٨) باب علي من الجهة الأخرى خلوة الهندي ، وهو غني عنها فلتعطى للبواب بدلا عن هذه ، (ويجعل للشيخ الهندي خلوة أخرى بدل) (٩) خلوته في موضع آخر. فامتنع المعلمون من ذلك ،

__________________

(١) سقط حرف الواو من (د) وهو صحيح. وإشراك اسم الجلالة مع الخلفاء الراشدين في نفس المستوى فيه نظر.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) ما بين قوسين في (ج) «الله محمد أبو بكر عمر عثمان علي» سقطت منها حرف الواو. وهو الأصح.

(٤) في (ب) ، (ج) «ضاقت».

(٥) في (ب) ، (د) «بسبب».

(٦) الخلوة : مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٥٤.

(٧) في (ب) ، (ج) «بيت».

(٨) في (د) «يطوف».

(٩) ما بين قوسين سقط من (د).

٤٨٤

واختصروا الورقة بحذف الواوات من الصورة الأولى ، ونحتوها (١) على هذه الصورة الباقية (٢).

قال (٣) : وكل ذلك في سنة ٩٨٥ خمس وثمانين وتسعمائة. ـ انتهى ما وجدته (٤) ـ.

[منائر المسجد الحرام]

وأما المنائر فسبعة (٥) :

منارة باب العمرة ، وأول من بناها المنصور العباسي (٦).

ثم عمرت كما تقدم ، وكان ريس (٧) المؤذنين يؤذن فيها زمن الفاكهي ، ثم يتبعه المؤذنون (٨). وهو الآن (٩) يؤذن للأوقات الخمس على

__________________

(١) بياض في (ب) ، وفي (ج) «كتبت».

(٢) في (ج) «الثانية».

(٣) أي العصامي.

(٤) أي كلام العصامي.

(٥) لقد هدمت هذه المنارات جميعا في التوسعة الأخيرة ، وبني عوضا عنها سبع أخرى. انظر حولها : سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ١ / ٥١ ـ ٥٣. قلت : وأضيفت في توسعة الملك فهد الأخيرة منارتان.

(٦) المنصور العباسي : هو عبد الله بن محمد بن علي أبو جعفر المنصور ، المعروف بابن الحارثية ثاني خلفاء بني العباس ، باني بغداد ، توفي ببئر ميمون من أرض مكة محرما بالحج سنة ١٥٨ ه‍ ودفن بالحجون ، له خيرات كثيرة منها زيادته في المسجد الحرام. انظر : الطبري ـ تاريخ الأمم والملوك ٤ / ٣٧٥ ـ ٥٤٤ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / أحداث السنوات ١٣٦ ـ ١٥٤ ه‍ ، ٦ / ١٥٥ ـ ١٥٨ ه‍ ، تاريخ المسعودي ٢ / ٢٩٠ ـ ٣١٨ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٢٥٩ ـ ٢٧١ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ١١٧.

(٧) في (ج) «رئيس».

(٨) ورد هذا النص في الفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٠٣ كما يلي : «وفيها يؤذن صاحب الوقت بمكة».

(٩) أي زمن النهروالي.

٤٨٥

قبة زمزم ، فيتبعه المؤذنون (إلا في شهر رمضان في السحر ، فإن الريس يسحر في منارة باب السلام ، ويتبعه المؤذنون. قاله (١) القطب (٢). وهو باق إلى الآن (٣) ـ أعني هذا النمط) (٤) ـ.

ثم منارة باب السلام عمرها المهدي العباسي (٥) سنة ١٦٨ مائة وثمان وستين (٦).

ثم منارة باب علي عمرها المهدي أيضا في التاريخ السابق (٧).

وأمر السلطان سليمان العثماني بتجديدها ، فعمرت بالحجر

__________________

(١) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) ، (د) «قال».

(٢) أي النهروالي في كتابه الاعلام ٤٢٥.

(٣) أي زمن السنجاري.

(٤) ما بين قوسين ورد في (د) «قال القطب : وهو باق إلا في شهر رمضان في السحر ، فإن الريس يسحر في منارة باب السلام قال القطب وهو باق إلى الآن أعني هذا النمط».

(٥) هو محمد بن عبد الله المنصور بن محمد أبو عبد الله المهدي بالله ، ثالث خلفاء الدولة العباسية (١٥٨ ـ ١٦٩ ه‍) ، كان محمود السيرة محببا للرعية. انظر : الطبري ـ تاريخ الرسل والملوك ٤ / ٥٤٤ ـ ٥٩٣ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / أحداث السنوات ١٥٨ ـ ١٦٩ ه‍ ، تاريخ المسعودي ٣ / ٣١٩ ـ ٣٣٣ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٢٧١ ـ ٢٧٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٢٢١.

(٦) انظر هذا الخبر في : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٠ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٤٢.

(٧) أي سنة ١٦٨ ه‍. انظر هذا الخبر في : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٠ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥.

٤٨٦

الأصفر (١).

ثم منارة باب الحزورة (٢) عمرها المهدي أيضا. ثم عمرت زمن الأشرف (٣) شعبان صاحب مصر ، وكانت سقطت سنة ٧٧١ سبعمائة وإحدى وسبعين. فعمرت ثانية سنة ٧٧٢ سبعمائة واثنتين وسبعين (٤).

ثم منارة باب الزيادة عمرها المعتضد العباسي (٥) لما بنى الزيادة. ثم جددها الأشرف برسباي (٦).

__________________

(١) انظر هذا في : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٤٢ ، ٢٤٣.

(٢) أي باب الوداع.

(٣) في (ب) «الأشراف» وهو خطأ ، وفي (د) «الأشرفي» وهو خطأ أيضا.

(٤) انظر هذا في : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٧ وحاشيتها ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٠ ، وفيه «الأشرف شعبان بن حسين صاحب الموصل» ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٥ ، ٤٢٦ ، وفيه أيضا «الأشرف شعبان صاحب الموصل».

(٥) هو أحمد بن طلحة بن جعفر. أبو العباس المعتضد بالله أحد خلفاء الدولة العباسية (٢٧٩ ـ ٢٨٩ ه‍) ، أقام العدل وبذل المال وأصلح الحال. انظر : الطبري ـ تاريخ الأمم والملوك ٥ / ٦٠٥ ـ ٦٣٨ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / أحداث السنوات ٢٧٩ ـ ٢٨٩ ه‍ ، تاريخ المسعودي ٤ / ٢٣١ ـ ٢٧٤ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٢٥ ـ ١٢٨ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٦٨ ـ ٣٧٥ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٤٠.

(٦) مأذنة باب الزيادة : عمرها الخليفة المعتضد عندما بنى الزيادة سنة ٢٨٤ ه‍ ، ثم جددها الأشرف برسباي سنة ٨٣٨ ه‍ ، ثم عمرت سنة ١١١٣ ه‍ بعد سقوطها ، وهي العمارة الثالثة لها ، كانت بدورين. انظر حولها : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤١ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٤ / ٨٣ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٤٦ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٤٤.

٤٨٧

ثم منارة قايتباي (١).

ثم السليمانية (٢) في إحدى المدارس الأربعة السليمانية.

قلت :

وذكر التقي الفاسي (٣) عدة منائر بمكة خربت في زمنه ، ولم يبق لها أثر ، ولم يبق في خارج المسجد منارة إلا منارة الدشيشة القديمة (٤) في مسجد إلى جانبها (٥) في سوق المعلاة يؤذن فيها في بعض الأحيان (٦) ،

__________________

(١) مأذنة قايتباي : عمرها السلطان قايتباي سنة ٨٨٢ ه‍ بالمدرسة المعروفة باسمه ، وهي مجاورة لباب السلام على يسار الداخل إلى المسجد ، وظلت باقية على عمارتها إلى أن هدمت في الوقت الحاضر. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٦ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٧٥ ، ٧٦ ، ٢٤٤.

(٢) وهذه المأذنة استمرت على عمارتها إلى وقتنا الحالي ، حيث أزيلت. انظر حولها : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٦ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٢ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٣٤٤.

(٣) في شفاء الغرام ١ / ٢٤٢ حيث قال : «وقد ترك الأذان على جميع هذه المنارات في عصرنا ، إلا أن في شهر رمضان يسحر جماعة من الناس على جبال بمكة في كل جبل انسان ، ويؤذن كل منهم في الجبل الذي يسحر عليه وهي : جبل أبي قبيس ...». وإلى هنا ينتهي ما نقله من الفاسي ، وبدأ ينقل من مصدرين آخرين دون أن يشير إلى ذلك.

(٤) أي الدشيشة السليمانية.

(٥) هو مسجد الراية الذي يقع في علو مكة على يسار النازل من المعلاة بقرب بير جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ، يقال أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ركز رايته يوم فتح مكة فيه. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٧ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢٥ ، ١١٢.

(٦) انظر هذه الأخبار في : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٧ ، وأيضا في : علي بن

٤٨٨

ومنارة على مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمرت قريبا سنة ١٠٠٩ ألف وتسع (١).

[في باطن المسجد الحرام]

وأما ما حدث في باطن المسجد فمن ذلك :

المقامات الأربع ، وقد تقدم الكلام عليها.

ومن ذلك قبو عظيمة بين زمزم ، وسقاية العباس لحفظ الرباع ، والشموع ، [والقناديل](٢) ، والشماعدين (٣) شهرت بقبة الفراشين.

قال الإمام علي الطبري (٤) :

ولا يعلم / ابتداء عمارتها إلا أنها كانت موجودة في القرن الرابع وجددها الناصر العباسي (٥).

وإلى جانبها قبة (٦) السقاية ، وتعرف بقبة العباس ، وبها بركة

__________________

عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٢.

(١) انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٢ ، وهذا هو المصدر الثاني الذي أخذ منه السنجاري. ذكر إبراهيم رفعت في كتابه مرآة الحرمين ١ / ١٨٩ : أنها بنيت بأمر السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) الشمعدان : منارة تزين ويركز عليها الشمع حين الاستضاءة به ، وهي كلمة دخيلة ، ومعنى كلمة دان بالفارسية الوعاء أو المكان. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٩٤.

(٤) في الأرج المسكي ورقة ١١٠.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج). وعن تاريخ عمارة هذه القبة انظر : رحلة ابن جبير ٦٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢٤٢ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٥ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٩٤ ، ١٩٧ ، وفيه أنها أحدثت في عهد الخليفة محمد المهدي العباسي نقلا عن السيوطي في كتابه الأوائل.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

٤٨٩

كبيرة (١) ، ودبل متصل بباب زمزم من داخل (٢) كانوا (٣) يصبون الماء من زمزم إليها ، ثم ترك (٤). وخلف هذه القبة بناء لطيف مربع مسقف (٥) يجعل فيه الزيت ، ونحوه (٦).

ومن ذلك مزولة (٧) عملها الوزير الأصفهاني الملقب بالجواد. قال الفاسي (٨) :

وكانت محاذية للركن الشامي.

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (ب) «دخل».

(٣) سقطت من (ج).

(٤) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٠» وقد أدركت هذا ثم ترك». انظر أخبار هذه القبة في : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٥٩ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٥٩ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٩٣ ـ ١٩٧.

(٥) في (ج) «السقف».

(٦) انظر : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٥ ، ٢١٦. هذا وقد أضاف علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٠ أنه» في حدود العشرين أنشأ حسن باشا المعمار بناء بقرب باب البغلة من أبواب المسجد الحرام ، وجعله لزيت المسجد والوقادين وجعل البناء الذي هو بخلف قبة العباس معدا لجعل الصر الواصل إلى أهالي مكة فيه ، فوضع المال فيه سنين عديدة ثم ترك».

(٧) المزولة : ويقال لها ميزان الشمس ، تستعمل لمعرفة الوقت. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٢ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١ / ١٩٨.

(٨) في الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٢ لم يذكر هذا النص ، ويبدو أنه توهم وقع فيه السنجاري.

٤٩٠

قال الفاسي (١) : كان بينها ، وبين (الركن الشامي) (٢) ثلاثة وأربعون ذراعا ، (وثمن ذراع (٣)).

قلت (٤) : وهذه المزولة لم يذكرها القطب ، وخربت قبله (٥).

وفي زمننا عمل (٦) شيخنا الشيخ محمد بن سليمان المغربي ـ رحمة الله عليه وجعله مقربا لديه ـ مزولة ، وركبها (٧) في محل المزولة المذكورة ـ كما سيأتي بيانه في محله (٨) ـ.

[ذرع الكعبة]

وأما ذرع الكعبة من خارجها [طول جدارها الشرقي من أعلى الشاخص على سطحها إلى أرض المطاف ثلاثة وعشرون ذراعا وثمن ذراع ، وطول جدارها الشامي من أعلى الشاخص في سطحها إلى أرض

__________________

(١) في الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٢.

(٢) في المصدر السابق «ركن الكعبة الشامي الذي يقال له العراقي».

(٣) أضاف المصدر السابق «بذراع الحديد». وما بين قوسين سقط من (ج).

(٤) أي المؤلف.

(٥) إلا أن المؤرخ القاضي ابن ظهيرة ذكر في كتابه الجامع اللطيف ص ٢١٦ أن في زمنه «كان في الظلة التي فوق بيت زمزم مزولة يعلم بها الماضي والباقي من النهار» وهو معاصر للقطب النهروالي تقريبا ، كما ذكر علي بن عبد القادر الطبري في كتابه الأرج المسكي ورقة ١١١ أن في سقف بناء زمزم قبة كبيرة فيه مزولة بدلت في عام أربعة وعشرين بعد الألف ، وكان الواضع لها شيخا مغربيا. يسمى السيد بركات المغربي كان من أصحاب والده.

(٦) في (ب) «على».

(٧) في (ب) ، (ج) «وجعلها مركبة» ، وفي (د) «وركبه».

(٨) انظرها ضمن أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍.

٤٩١

الحجر ثلاثة وعشرون ذراعا إلا ثمن ذراع ، وطول جدارها الغربي من أعلى الشاخص في سطحها إلى الأرض ثلاثة وعشرون ذراعا ، وطول جدارها اليماني من أعلى الشاخص في سطحها إلى الأرض كالجهة الشرقية ثلاثة وعشرون ذراعا ، وثمن ذراع](١).

وعرضها من الجهة الشرقية إحدى وعشرون ذراعا وثلث ، ومن الجهة الشامية ثمانية عشر ذراعا إلا ربع ذراع ، ومن الجهة الغربية إحدى وعشرون ذراعا وثلثا (٢) ذراع ، ومن الجهة اليمنية ثمانية عشر ذراعا وسدس ذراع. الكل بالحديد (٣) ، كذا ذكره الفاسي (٤) ـ وتقدم في أوائل هذا (٥) الكتاب بيان (٦) ذلك وعدم جواز الزيادة والنقص ـ.

ولم يذكر القطب (٧) ذرع الكعبة المشرفة.

__________________

(١) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) «إلى أرض المطاف فمن كل ناحية ثلاثة وعشرون ذراعا وثلث ذراع». وفي (ب) «إلى أرض المطاف فمن كل ناحية ثلاثة وعشرون ذراعا وثلث». وفي (ج) «إلى أرض المطاف فمن كل ناحية ثلاثة وعشرون ذراعا وثلث». وهو خطأ والاثبات من الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١١١.

(٢) في (ب) ، (ج) «ثلث» وهو خطأ.

(٣) أي ذراع الحديد.

(٤) في الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١١١.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) أي النهروالي في كتابه الاعلام. إلا أن ابن أخيه عبد الكريم القطبي الذي قام بتلخيص كتابه وسماه اعلام العلماء قام بذرع الكعبة في أوائل القرن الحادي عشر الهجري بالذراع المصري المعروف في مكة بين أهلها معرفة تامة من داخلها وخارجها. انظر تفاصيل هذا الذرع في ص ١٤٢ ، ١٤٣. وكذلك قام إبراهيم رفعت صاحب كتاب مرآة الحرمين

٤٩٢

[ذرع المسجد الحرام]

وأما (١) ذرع المسجد الحرام غير الزيادتين فطوله من الجدر الغربي إلى الشرقي ثلاثمائة ذراع [وستة](٢) وخمسون ذراعا وثمن ذراع بالحديد وباليد أربعمائة وسبعة أذرع. وعرضه من الجدر الشامي إلى اليماني مائتا ذراع (وأربعين ذراع) (٣) بالحديد ، وباليد ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع ـ هذا ملخص ما ذكره القطب (٤) ـ.

__________________

بذرع الكعبة من خارجها بالمتر في أوائل القرن الثالث عشر الهجري. انظر تفاصيل هذا الذرع في ١ / ٢٦٣ ، ثم قام بعده المؤرخ باسلامة صاحب كتاب تاريخ الكعبة المعظمة بذرعها من داخلها سنة ١٣٥٢ ه‍ بالمتر. انظر تفاصيل ذرعها هذا في ص ١٣٧ ، ١٣٨.

(١) سبق للمؤرخ أن ذكر ذرع المسجد الحرام بذراع الحديد في الورقة ١٨٧ / ب نقلا عن علي بن عبد القادر الطبري في كتابه الأرج المسكي.

(٢) ما بين حاصرتين في (أ) «وس» وسقطت من النسخ الأخرى ، والاثبات من الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٠.

(٣) ما بين قوسين في الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣١ «وستة وستين ذراعا».

(٤) أي النهروالي ، وهو توهم وقع فيه المؤلف ذلك أن القطب النهروالي لم يتطرق في كتابه الاعلام إلى ذرع المسجد الحرام ، والراجح أن المؤلف قد نقلها من كتاب شفاء الغرام للفاسي. انظر : ١ / ٢٣٠ ، ٢٣١. وحول ذرع المسجد الحرام في الماضي انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٨١ ، ٨٢ ، ذكر ذرعه بذراع اليد ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٠ ، ٢٣١ قام بذرعه بنفسه بذراع الحديد وقارنه بذراع اليد ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، القطبي ـ اعلام العلماء ١٤٤ ، ١٤٥ قام بذرعه بنفسه بالذراع المصري المعروف بين أهل مكة معرفة تامة. أما في العصر الحالي فانظر حول ذرعه في : البتنوني ـ الرحلة الحجازية ١٥٦ حسب تحقيق محمد صادق باشا أمير الحاج المصري ، وانظر ذرعه أيضا في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٢٧ ، وفي باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٤٤ ـ ٤٧ الذي قام بذرعه بالمتر أيضا.

٤٩٣

ولم يتغير إلى عصرنا) (١).

ثم ذكر القطب (٢) المواليد ، والمزارات (٣) / والمقابر ، والسقايات ، والعيون ، والمطاهر. ولا حاجة لنا بذكرهم في هذا المختصر ، فقد تغيرت البلاد ، ومن عليها ، وبهذا القدر يتضح تعريف المسجد الحرام.

[من خيرات السلطان مراد الأخرى بمكة المكرمة]

«ومن خيرات السلطان الأعظم مراد خان أن الجانب الجنوبي كان فيه بيوت ، ومدارس من أوله إلى آخره ، وكانت تضيق المسيل ، فأمر بهدمها وبعث لعمارتها من خدمه (٤) مصطفى جاوش (٥) ، فوصل مكة سنة ٩٩٤ تسعمائة وأربع وتسعين (٦) ، وهدم تلك الدور ، والمدارس ، وبنى في (٧) محلها طواجن ، وجعلها مأوى للفقراء حتى لا يبيتون في المسجد (٨).

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٢) أي النهروالي في كتابه الاعلام.

(٣) لم يذكر القطب النهروالي بعد ذلك سوى المواليد والمزارات. انظر الصفحات ٤٣٧ ، ٤٥٥. وكان قد ذكر شيئا عن السقايات والعيون والمطاهر قبل ذلك أثناء ترجمته للخلفاء والسلاطين. وأعمال كل منهم في مكة ، وقد أشرت إلى صفحات ذلك في ثنايا صفحات الكتاب السابقة. وحول هذه الأماكن انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٥٩ ـ ٣٥٢ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢٣ ـ ٢٩ ، ٣٢ ـ ٣٩ ، ٤٦ ، ٤٧.

(٤) في (ب) ، (ج) «خدامه».

(٥) في (ج) «جاووش» ، والقطبي ـ اعلام العلماء ص ١٣٠ «جاويش».

(٦) في (ب) ، (ج) «وستين» وهو خطأ.

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) أضاف ابن المحب الطبري في كتابه اتحاف فضلاء الزمن ضمن أحداث سنة ٩٩٤ ه‍ أن في زمنه جعلت «هذه الأروقة والطواجن للعسكر بداية لأن صاحب مكة قبالها

٤٩٤

(وعمل على يسار الخارج إلى الصفا سبيلا يشرب منه الصادر ، والوارد) (١) ، وعمل تحته (٢) حنفية للوضوء (٣) ، وجعل حنفية أخرى في لصق جدار مدرسة السلطان قايتباي بالقرب من باب السلام (٤).

__________________

فتأتي له العسكر كل صباح لشرب القهوة ، ويستمروا إلى ضحوة النهار جلوسا في تلك الأروقة أيضا ويجلس فيها بعض الخياطين ، جعلوها دكاكين ويسلموا مصالح للحكام».

(١) ما بين قوسين سقط من اعلام العلماء للقطبي ص ١٣٠ الذي أخذ منه السنجاري هذه الأخبار ، كما سيوضح ذلك في نهاية الخبر ، ولم يشر إلى ذلك المحققون ، وأثبتها ناشر كتاب الاعلام للقطب النهروالي ص ٤١٥ في آخره.

(٢) في (د) «تحتها».

(٣) أضاف ابن المحب الطبري في كتابه اتحاف فضلاء الزمن ضمن أحداث سنة ٩٩٤ ه‍ أن هذه الحنفية خربت في عهده وجعل محلها قهوة ، وسبب ذلك سوء تدبير النظار. وأضاف باسلامة في كتابه تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ٩٧ أن الحنفية التي كانت موجودة في الصفا وغيرها من الحنفيات الأخرى التي كانت خلف هذه المدارس على مسيل وادي إبراهيم قد هدمت وأزيلت سنة ١٣١٥ ه‍. وأما الحنفية التي كانت بجوار مدرسة السلطان قايتباي فقد ظلت آثارها باقية إلى عصره ، ولم يقف على تاريخ هدمها.

(٤) أثبت ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٢٤ عدة معلومات وهي : «وفي سنة ٩٩٤ ورد أمر بتصفيح باب البيت الشريف لأن التصفيح الأول كان أن ينفسخ طلاه لتقادم العهد. فأرخه بعضهم فقال نثرا : زين الباب ملاذ الزاهدين سنة ٩٩٤» ا. ه. قاله محمد الطبري في الاتحاف. وفيها فرش أرض المطاف. فأرخه الشيخ عبد العزيز الزمزمي بقوله : «لو قيل ما جاء تاريخه ٩٩٤ لقيل عمرت جميع الطواف» ا. ه. ومنه أيضا : وفي سنة ٩٩٦ لثلاث بقين من رمضان فتح الشيخ عبد الواحد الشيي الكعبة المشرفة للنساء حسب العادة ، فسرق من حجره مفتاح الكعبة وهو مصفح بالذهب ، فوقعت الضجة وأغلقت أبواب الحرم وفتش الناس فلم يظفروا به ، ثم وجده سنان باشا باليمن مع رجل أعجمي فأخذه وقرره فقال : تزيت بزي النساء يوم فتح البيت الشريف وسرقته من حجر الفاتح. وكسر بيته فوجد عنده غير المفتاح سرقات أقر بها فقطعت رأسه وأعيد

٤٩٥

ومما ينسب للشيخ علي بن عمر بن عبد الكبير الحضرمي تاريخا لهذا السبيل (المذكور أولا ، وهو قوله) (١) :

أنا سبيل أشاد مجدي

سلطان كل الورى (٢) مراد

فاق على قيصر وكسرى

بعدله قوت (٣) البلاد (٤)

مد على الخلق فيض بر

للوفد في ورده ارتياد (٥)

صار به للإله جارا

وجاره الدهر لا يكاد

له من الله سلسبيل (٦)

وكوثر (٧) ماله نفاد

جاء بلا غاية لمجد

تاريخ بنيانه المشاد

أسس بالصفا سبيلا

لله سلطاننا مراد (٨)

__________________

المفتاح إلى الشيخ عبد الواحد. ا. ه اتحاف للطبري. وقد تقدم في الأصل فتنبه له».

(١) ما بين قوسين سقط من (د). انظر : القطبي ـ اعلام العلماء ١٣٠.

(٢) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «الواري» ، وفي (د) «المواري» وكلاهما خطأ ، والاثبات من (ج).

(٣) في القطبي ـ اعلام العلماء ١٣٠ «قرت».

(٤) في (ج) «العباد».

(٥) ورد هذا الشطر في القطبي ـ اعلام العلماء ص ١٣٠ «فعاش في فضله العباد». كما أثبت بعده بيتا آخر لم يثبته السنجاري.

(٦) سلسبيل : هي عين في الجنة ورد ذكرها في سورة الإنسان آية رقم ١٨.

(٧) الكوثر : هو نهر في الجنة بينه لنا سبحانه وتعالى بسورة أنزلها في كتابه الحكيم وهي سورة الكوثر.

(٨) والبيت هو التاريخ بحساب الجمل عام ٩٩٩ ه‍ وهو قريب من التاريخ الصحيح. باعتبار أسنى بدلا من أسس كما في القطبي ـ اعلام العلماء ص ١٣٠.

٤٩٦

وكانت عمارته سنة ٩٩٥ تسعمائة وخمس وتسعين.

وأصرف على هذه الطواجن والسبيل نحو عشرين ألف دينارا.

ومن خيراته حب الجراية المرادية نحو خمسة آلاف اردب (١).

ومنها : أنه لم يكن بمكة المشرفة مفتي (٢) بعلوفة ، فعرض مولانا الشريف للشيخ عبد الكريم القطبي ، فأنعم عليه (٣) بافتاء مكة ، وجعل له من بيت المال خمسون (٤) عثمانيا (٥) في كل يوم.

ومنها : أنه كان للخطباء ، (والأئمة (٦) بمكة لكل واحد عثماني (٧) / ونصف في كل يوم ، فعين أربعة من الخطباء) (٨) ، حنفيين وشافعيين ، وجعل لكل واحد أربعين عثمانيا في كل يوم ، وعين امامين للحنفية ،

__________________

(١) أضاف القطبي في اعلام العلماء ص ١٣١ : «مكتوبة باسم جماعة من الأمراء والكبراء والفقهاء والمشدين وأرباب الخدم بالمسجد الشريف».

(٢) المفتي : هو اسم وظيفة دينية ، يفتي في الأمور الدينية ويحل المشكلات المتعلقة بالشرع ، ويرد على السائلين بخصوص الحلال والحرام. كما كان الافتاء وظيفة يعين لها ولي الأمر ، وجرت العادة أن يخصص لكل مدينة أو قطر مفت. انظر : السبكي ـ معيد النعم ١٠١ ـ ١٠٥ ، الباشا ـ الفنون الإسلامية ٣ / ١١١٦ ـ ١١٢٠.

(٣) في القطبي ـ اعلام العلماء ص ١٣١ أنه هو الذي عرض لذلك وليس الشريف.

(٤) في (ب) ، (ج) «خمسين».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) في القطبي ـ اعلام العلماء ١٣١ «وامام الحنفي».

(٧) في (ج) «عثمانيا».

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب) ، ومن متن (ج) حيث استدركه الناسخ على الحاشية السفلى لصفحة ١٢٤.

٤٩٧

جعل (١) لكل واحد أربعين عثمانيا في اليوم ، وجعل لأئمة الشافعية ، وكانوا نحو أربعة عشر (٢) رجلا لكل واحد خمسة عثامنة.

ومن خيراته : الرومية (٣) الجديدة بعثها سنة ٩٩٨ تسعمائة وثمان وتسعين نحو ثلاثة آلاف أوصلها إلى نحو عشرة آلاف ، وصارت تعرف بالرومية الجديدة ، فإن القديمة تخرج من مصر.

ومن خيراته : الربعة المقروءة بالحرم الشريف ، جعل لكل رجل فيها ثلاثة عثامنة. إلى غير ذلك». ذكر هذا الشيخ عبد الكريم القطبي في مختصره (٤) لتاريخ عمه الشيخ قطب الدين (٥) ـ رحمهما‌الله تعالى ـ.

قال العلامة شيخ مشايخنا الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي :

«وفي سنة ٩٩٩ تسعمائة وتسع وتسعين : ظفر بشخص (٦) مصري

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في القطبي ـ اعلام العلماء ١٣١ «أحد عشر». انظر هذا الخبر كما أثبته السنجاري في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ٩٩٤ ه‍.

(٣) الرومية : هي صر كان يرسله سلاطين آل عثمان لأهل الحرمين الشريفين قبل أخذهم لبلاد العرب من الروم ، فلهذا سميت بالرومية ، وأول من أرسلها هو السلطان محمد خان بن يلدرم بايزيد خان رحمه‌الله ، استمرت تأتي كل عام في عهد السلاطين الذين تولوا بعده إلا أنها ضوعفت عدة مرات حيث أشار إلى ذلك المؤرخ في الصفحات السابقة في زمن كل سلطان.

(٤) القطبي ـ اعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام. انظر ص ١٣٠ ـ ١٣٢. انظر هذه الأحداث أيضا في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ٩٩٧ ه‍.

(٥) النهروالي.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «برجل».

٤٩٨

يقلع بعض (١) رخام الحجر بآلة من نحاس صورتها صورة (كف إنسان وعليها كتابة كوفية (٢). فمسك ذلك الرجل وقطعت يده.

ورأيت صورة) (٣) الكف النحاس ، وليس فيها حد (٤) يتمكن به من قطع الأحجار من مواضعها اللهم إلا أن يكون ذلك (٥) أثر الكتابة المرقومة عليها ، فلا يبعد والله سبحانه وتعالى أعلم (٦)».

[سلطنة السلطان محمد خان بن مراد خان]

وفي جمادى الآخرة سنة ١٠٠٣ ألف وثلاث (٧) :

توفي السلطان الأعظم السلطان مراد خان بن السلطان سليم خان (٨) ـ فولي بعده السلطان محمد خان بن مراد خان (٩) :

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (أ) «كرقية» ، وسقطت من (ب) ، (ج) ، والاثبات من (د) ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ٩٩٩ ه‍.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج) ، كما سقطت كلمة الكف من (ب).

(٤) سقطت من (د).

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) انظر الخبر في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ٩٩٩ ه‍.

(٧) مطموسة في (أ) وسقطت من (ب) ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٨) انظر خبر وفاته في : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٦٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٥٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٢٨ ، حليم ـ التحفة الحليمية ١٠٦ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٢٦.

(٩) انظر ترجمته في : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٦٢ ـ ٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٢١٦ ـ ٢٢٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٢٩ ـ ١٣٣ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٠٨

٤٩٩

مولده (سنة ٩٣٣ ثلاث وثلاثين وتسعمائة) (١).

وجلس على سرير الملك سنة ١٠٠٣ ألف وثلاث ، وأرسل إلى صاحب مكة بالاستقرار (٢).

[ترخيم المطاف]

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن (٣) في بعض مسوداته (٤) :

وأما المماشي الأربعة التي أحدها (٥) إلى باب السلام ، والأخرى إلى باب الصفا ، والأخرى إلى باب العمرة ، والأخرى إلى باب الحزورة ، والجناحان اللذان بجانبي مقام الحنفي ، والفرش الذي خلفه ، والذي تجاه المنبر ، كل ذلك حدث (٦) بعد أن فرش المطاف بالمرمر ، وذلك سنة ١٠٠٣ ألف وثلاث ، فإنهم (٧) كانوا كلما قلعوا شيئا من المطاف جعلوه (٨) / في هذه الأماكن ، وكذلك المحل الذي جعل مصلى لشريف

__________________

١١٢ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٦٧ ـ ٢٧٠.

(١) ما بين قوسين استدركه المؤلف على الحاشية الوسطى للمخطوط ، ولم أتمكن من قراءته ، وفي (ب) بالأرقام ، وبياض في (د) ، والاثبات من (ج). وهو تاريخ خطأ.

(٢) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٠٣ ه‍.

(٣) ابن عيسى المرشدي.

(٤) في (ب) «مستوراته».

(٥) في (ب) «أحد هذ» وهو خطأ ، وفي (ج) «أحدهما» وهو خطأ أيضا.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «محدث».

(٧) سقطت من (د).

(٨) في (ب) «جعله».

٥٠٠